نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

ري زيرو: بدء الحياة في عالم أخر من الصفر 3

3 - لَمُ شملٍ طال انتظاره

3 - لَمُ شملٍ طال انتظاره

لَمُ شملٍ طال انتظاره

إذا كانت فريدريكا تعمل من دافع الخبث، فمن المحتمل أن تأخذ بيترا رهينة. لن يسامح نفسه أبدًا إذا حدث شيء للفتاة التي عرضت عليها التعاون بحسن نية.

 

تسبب تصريح غارفيل في حدوث ألم مفاجئ على خدي إميليا. أما سوبارو فقد استفسر عن المعنى الحقيقي وراء كلمات غارفيل كردة فعل غاضبة على ما قاله:

1

“همبههقه؟!”

“لقد تعرضت لمضايقاتٍ كثيرة، فلمن أوجه غضبي بالضبط؟!”

“بعبارة أخرى ، سوبارو … هل تعتقد أن تأثير الحاجز هو الذي يبقي روزوال والآخرين هنا ويمنعهم من العودة إلى القصر؟”

“أوه، اخرس أيها المدرب، إنه مجرد انتفاخ بسيط لذا فأمره لا يهم، لقد اعتذرت لكَ، أليس كذلك؟”

رمشت إيميليا عدة لدى سماعها ذلك الاسم ثم نظرت إلى غارفيل الذي أخرج الهواء من صدره وأجاب

“متى اعتذرت؟ بالطبع لا تعني باعتذارك هذا قولك “آسف على ضربك، لقد تصرفت من تلقاء نفسي”، كان هذا نوعًا من سوء المعاملة!! ليس اعتذارًا يا هذا!! هل أنـا مخطئ؟!”

عندما دحضت سوبارو أفكار رام، ردت رام بـ “ها!” كان هذا نفس الرد الذي لطالما اعتاد عليه منها، هناك، اتجهت أنظارها نحو إميليا ، التي كانت بجانب سوبارو مباشرة.

مع عودة عربة التننينن للحركة، كان أوتو يضايق بعناد غارفيل في مقعد السائق، قد يكون التغير في أسلوب أوتو ناتجًا عن تعرضه لمثل هذه التجربة المؤلمة، والتي كشفَ لاحقًا أنها كانت ثقيلة عليه.

“للحفاظ على دعم السكان تخفضين رأسكِ وتقولين أنكِ ستنقذيننا؟ هذا طبيعي، لا اعتراض عندي على ذلك إن كان هذا هو الحال.. ولكن ما نجده مخيفًا … هو أننا لا نفهم سبب ذلك “.

بالرغم من اندهاش سوبارو، تجاهل أوتو الأمر وهو يحدق بالسماء بأسف.

“هناك شخص في هذه القرية يمكنه التغلب على روزوال، والتسبب له بإصابات بليغة، وإبقائه أسيرًا؟ هذا ليس أمرًا مضحًكا”.

“عندما ظهر وميض من الضوء داخل عربة التنين وانهارت السيدة إيميليا، لم أستطع العثور على السيد سوبارو، أتعي كمية الخوف التي شعرت بها تلك اللحظة؟! ولم ألبث إلا وتم أسرها من قبل شخص يرتدي ملابس تشبه ملابس قطّاع الطرق!”

“إنها من بيترا … آه، إنها فتاة لطيفة في القرية، أعطتني هذا قبل أن أغادر، لقد تم تعيينها كخادمة جديدة لمساعدة فريدريكا في القصر … لهذا السبب أشعر بالقلق “.

“أشعر بالأسى على ما مررت له، لكنكَ كنت ذو عونٍ كبير لي، فبفضلك بقيت إيميليا في أمان، أنا ممتن لكَ حقًا”

أومأ غارفيل بتحد ، وأصبحت نظراته الحادة أكثر حدة. شعر سوبارو بالقشعريرة بعد أن استشعر العداء من الواقف أمامه بسبب عبارته السابقة.

“ص-صحيح… آه، ما دمتَ تشعر بالإمتنان فلا بأس…”

أتى ذلك الصوت من وسط المستوطنة، في الطريق الذي كانت تسير فيه عربة التنين.

“وآآآو، أنتَ سهل الإرضاء بحق…”

“إذا كان هذا صحيحًا ، فقد كانت السيدة إميليا هي التي ينبغي أن يتم نقلها عن بعد بواسطة الكريستال خلال الوقت الذي سلبها فيه الحاجز وعيها. إذا كان الأمر كذلك ، فمن المصادفة أن سوبارو كان الشخص الذي أرسلَ مكانها “.

بعد أن سرد أوتو حكاية معاناته بعد انفصال سوبارو عنهم، تحدث سوبارو معه باحترام وامتنان شديدين.

“حسنًا … حسنًا، بعبارة أخرى، لا بد أن نناديك يا باروسو … <الشاب سو>”.

في الواقع، لم يكن من الصعب عليه تخيل ذعر أوتو عندما تعرض للهجوم، كونه قد قام بحماية إميليا بعد ذلك ، وأبقاها في مأمن حتى لقاء سوبارو معهم مرة أخرى جعله يستحق شكر سوبارو – وامتنانه الكبيرين.

“أخبرنا بما قصدته بعبارة <قبر الساحرة> سابقًا.”

“مهههللللًا، من الذي شبهته بقطاع الطرق؟؟ أنتَ لا تقصدني، أليس كذلك؟!”

“بعبارة أخرى ، الملجأ هو المكان الذي يعيش فيه أنصاف البشر ذوي الدماء المختلطة …”

“ومن عداك؟! لقد أجبرت عربة التنين على التوقف، وقمت بتخويفي بمخالبك ، وأجبرتنا على المضي قدمًا حتى وصلنا إلى السيد ناتسكي…”

“منذ أيام قليلة أنزلتِ رأسك لنا، ورفضنا مساعدتك. وبالرغم من ذلك ، تمدين يدك إلينا مرة أخرى. لماذا؟ من أجل الإنتخابات الملكية؟ ”

“صحيح، كنت أتساءل عن ذلك، كيف انتهى بك الأمر في المكان الذي كنتُ فيه؟ ”

كان تلقي الحماية من إميليا شيئًا مميزًا في حد ذاته ، لكن سوبارو رمش بعينيه عندما أدرك أمرًا آخر، ألا وهو –

بالنظر إلى كيف تم نقله عن بعد عبر قوة الكريستالة، افترض سوبارو أن من الصعب تحديد مكان وجوده، لم يتذكر سوبارو إرسال أي إشارات دخان، فكيف قابلوه عند الأنقاض؟”

“السبب بسيط، لقد كانت هذه الأرض تحت رعاية عائلة ميزرس ، وتوارثتها الأجيال. لقد بدأ ذلك في عهد سيد هذا البيت آنذاك… أي من عهد الروزوال التي ورثت منها هذا الاسم، بعبارة أخرى تم تناقل الملجأ بين أفراد الروزوال منذ ذلك الحين “.

جعل سؤال سوبارو غارفيل -الذي ركب معهم في عربة التنين- يفرك أنفه بإصبعه.

“…هذا هو.”

“هذا بسببي، لقد شممت رائحة شخص غريب، لكني لم أتوقع أنك تسللت إلى داخل القبر، لكني بصراحة توترت عندما شممت رائحة هناك”

لم تكن المستوطنة سوى قرية وحيدة معزولة في البداية، بأدنى حد من الإضاءة اللازمة لدرء ظلمة الليل إذ لم يكن هناك ما يساعد على التنزه ليلاً إلا على ضوء النجوم والإضاءة الضعيفة القادمة من المنازل.

“رائحتي؟ هل عثرت عليّ باتباعك أنفك؟ ألي رائعة مميزة؟”

اللهجة التي رد بها روزوال على السؤال وكيفية نطقه بذلك الاسم جعلت سوبارو يلتقط أنفاسه.

خفض سوبارو صوته قليلاً ، غير قادر على ترك الملاحظة تلك تفلت من يديه.

“أنا متأكد من أنكم جميعًا تعرفونها – المرشحة الملكية ، إميليا. ستخوص المحاكمة “.

كان لسوبارو رائحة مميزة تفوح من حوله حيث ربط هذه الحالة الجسدية الغريبة برائحة الساحرة.  كانت كل من ريم وطائفة الساحرات قادرين على الإحساس بها، وكون غارفيل قادر على الإحساس بها الآن….”

“هيه، لا تغيري كلماتك فيما بعد، حسنًا ، لا أمانع في تصحيح جزء “التضحية” لأنني تعرضت له، لكن التضحية بنفسي لا يمكن تلقيبها بالنبل أبدًا”

ومع ذلك ، تبددت شكوك سوبارو بسبب هز غارفيل لرأسه والكلمات التي تلت ذلك.

 

“الرائحة ليست جيدة أو سيئة، بل على العكس، الرائحة الصادرة منك عادية تمامًا، لقد أدركت وجود أحدٍ هناك لأنني شممت رائحتك وهي جديدة عليّ، ناهيك عن أني بالعادة لا أشم ئاحة أي أحد في ذلك المكان، هذا كل شيء، الأمر مثل <في بعض الأحيان ، حتى ميمي مشغول>

“هو-هو، هذا الصبي يفهم بسرعة إلى حد ما، لقد اختصر الموضوع”.

“… المعذرة، في بعض الأحيان أشعر أننا بحاجة لمترجم بيننا”

“سوبارو ، هل أنت بخير؟ أنت لست غاضبًا من مقاطعتي لك؟ ”

أمال سوبارو رأسه عندما لم يفهم تلك العبارة الغامضة، وبقي يتساءل عن معنى ما قاله غارفيل، لطالما كانت هناك كلمات ليست مفهومة لدى كلا الجانبين ، لكنه شعر وكأنه فجأة وصل إلى حدود الترجمة القصوى.

بعد كل شيء ، لم يستطع مناقشة ما حدث دون مناقشة علاقته بكريستال فريدريكا.

في كلتا الحالتين، يبدو أن أنف غارفيل لم يدؤك ما اشتبه فيه سوبارو. وبما أن الأمر كذلك،  فإن سؤاله التالي كان سيتعلق بالأنقاض أو النقل الآني – ولكن بعد ذلك تغير شيء ما داخل العربة.

“سأسأل روزوال عن الأمر مرة أخرى، لكنك غارفيل الذي يعيش في الملجأ، ولديك علاقة بروزوال ، والآن رام والناس من قرية إيرلهام موجودون هنا أيضًا، لذا كيف لنا أن نثق بك؟ ”

“آ..أوووه-”

“إذا كنت ترغب في ذلك يا سوبارو، تفضل”

كان هنالك تتنهد لطيف، والذي استيقظت بعده تلك الفتاة النائمة على السرير المتواضع

أطلقت إميليا ضحكة صغيرة ردًا على حماس سوبارو، قم قبلت دعاءه وقالت بإيجاز: “شكرًا لك” قبل أن تحول نظرها تجاه المقبرة التي كانت ستتحداها.

“آه … إميليا!”

عبّر روزوال عن ارتياحه لسلامة إميليا ، لكن سوبارو وإميليا كانا في حيرة من أمرهما على عكس ماكانا عليه.

جلست إميليا في السرير وهي ترمش بععينيها، أسرع سوبارو بالذهاب إلى جانبها وأمسك يدها، كما لو كان يتحقق من درجة حرارة جسم إميليا للتأكد من أنها حقيقية.

عندما أضافت إميليا الجزء الأخير من كلامها تحولت نظرتها إلى الأفق خلف المقاصة، تساءل سوبارو عما كانت تعنيه كلمتها، لكن لم يكن لديه الوقت ليستفسر عن الأمر.

“أنا سعيد لأنك بخير، يا إلهي، لقد أخفتيني بحق… ”

لم تكن كلماته كذبة، إذا كان بإمكانه أن يكون المنافس، فسيخوض المحاكمة دون لحظة تردد حتى، لكن سوبارو لم يستوف الشروط لتحدي الحاجز، وبناءً على ذلك ، فإن الشخص الذي سيتولى المحاكمة هو –

“سو … بارو …؟ إيه … ”

كان من الصعب حقًا أن يتجاهل سوبارو تلقيبها له بالشاب، في الآن ذاته رأى سوبارو نفحة من الكآبة تتصاعد على جانب وجه ريوزو. ربما لم يكن الأمر أكثر من حرمانها من فرصة الطعن في المحاكمة بنفسها واضطرارها إلى الاعتماد على شخص خارجي لرفع الحاجز. ربما شعرت بالعجز من الداخل.

نظرت إميليا إلى سوبارو الذي شعر بالإرتياح، بدت وكأنها ليس لديها أدنى فكرة عما حدث، لكن عندما نظرت حولها في عربة التنين من الداخل ، لاحظت وجود رجل غير مألوف غما كان منها إلا أن قفزت على قدميها.

“ارحموني، ألم تناموا فجأة عندما عبرتم الحاجز؟ ”

ثم وقفت مواجهة لغارفيل، لتجعل سوبارو يقف خلفها

“…هل هذا صحيح؟”

“-من أنت؟! سأقول هذا مرة واحدة، لن تضع إصبعًا واحدًا على سوبارو! ”

لكن-

“انتظري!! انتظري يا إميليا تان! أنا بخير، لكن الأمر معقد حقًا ، كل شيء على ما يرام ، لذا فقط …! ”

“عندما ظهر وميض من الضوء داخل عربة التنين وانهارت السيدة إيميليا، لم أستطع العثور على السيد سوبارو، أتعي كمية الخوف التي شعرت بها تلك اللحظة؟! ولم ألبث إلا وتم أسرها من قبل شخص يرتدي ملابس تشبه ملابس قطّاع الطرق!”

“هاه، يا لها من جرأة يتحلى بها شخص كان نائمًا طوال هذا الوقت، يا له من أمر مثير للإهتمام…!”

“هيه، أنت! ما خطب هذا الدخول المفاجئ؟ مهلًا -؟ هل فعلت ذلك لتتجعلني أرخي دفاعاتي؟ ”

“هيه! لا تبالغ أنتَ أيضًا! إهدأ! دعونا نسوي الأمر بالتفاهم! ”

“سوبارو ، هل أنت بخير؟ أهنالك أمر ما؟”

أثارت إيميليا -التي اتخذت موقفًا عدوانيًا على غير المعتاد-  الروح القتالية لغارفيل بدورها، فما كان من سوبارو إلا أن تدخل بينهما ، ممسكًا بكتفي إميليا.

“ها! حسنًا ، إذا كنت تريد لمس شعرة مني فيسعدني أن ….داااه؟؟!”

“من فضلك ، إيميليا تان ، اهدئي فقط، حدثت بعض الأشياء أثناء نومك، لكن تم حلها بالفعل. إنه غارفيل. فهمتِ الآن، أليس كذلك؟ ”

“ولكن كيف حال إصابات اللورد؟ لقد تلقى تلك الجروح القوية بسببنا…”

“غارفيل … مهلًا، هل تقصد الشخص الذي تحدثت عنه فريدريكا؟”

في الواقع ، كانت جروح روزوال -المستلقى على سريره- جروحًا بالغة، حتى لو عاد إلى القصر لتلقي العلاج ، فلا يمكن نقله دون أن يتعافى إلى حد ما على الأقل.

رمشت إيميليا عدة لدى سماعها ذلك الاسم ثم نظرت إلى غارفيل الذي أخرج الهواء من صدره وأجاب

“من فضلك ، إيميليا تان ، اهدئي فقط، حدثت بعض الأشياء أثناء نومك، لكن تم حلها بالفعل. إنه غارفيل. فهمتِ الآن، أليس كذلك؟ ”

“نعم ، هذا أنا – غارفيل. أقوى رجل في العالم. ”

“لا ينقطع نور القبر ما دامت المحاكمة مستمرة …”

“صحيح ، صحيح، الأقوى في العالـ- … هاه؟ ماذا قلت الآن؟ أقلت الأقوى في العالم؟ بكل ثقه؟ ”

وضع سوبارو أفكاره جانبًا وهو يراقب المعاملة الرهيبة التي تعامل بها ذلك الرجل مع رام

“أجل، قلتُ ذلك، ما هو الغريب في الأمر…؟ ”

“هاه؟” هكذا ردت سوباروبعينين واسعتين من الصدمة، لأن رام كانت قريبة جدًا لدرجة أنها لمست أذنه.

كان غارفيل يحاول تأكيد هويته لإيميليا، لكن بيانه المغرور غير المتوقع فاجأ حتى سوبارو، جعد غارفيل جبينه مستاء من ردود أفعالهم.

“صبااااااااااااااح الخيييييييييير يا ابنييييييييييييييييي- !!”

“تعرفين اسمي، هذا يعني أنكِ سمعت عن كل شيء عني من روزوال ، أليس كذلك …؟”

” في الماضي… أين أن عائلة ميزرس تعاونت مع ساحرة الجشع لفتـ…”

“سمعت اسمك مع تلميح بسيط على كونك شخصية قوية، لكن … لم يكونوا يشيرون إلى القوة القتالية، أليس كذلك …؟”

الحقيقة أنهم كانوا في منصف الليل، إذ أن العشاء في الكاتدرائية قد انتهى منذ فترة طويلة.

إذا كان كلامهم يعني القوة القتالية، فهذا يعني أن مصطلح <قوي> يستخدم بطريقة غير شائعة، لكن ، في ظل الظروف الحالية ، بدت فرص ذلك عالية إلى حد ما ، ولم يكن لديهم حتى الآن دليل أكيد على أنه حليف لهم.

كان للحاجز القدرة على سلب وعي الناس المختلطين وجعل المتسللين يضيعون في الغابة، لكنه لم يؤذي من هم من ذوي الدم المختلط أذى بالغ – لذا فإن الحاجز يفتقد القدرة على إلحاق الإصابات بروزوال والآخرين.

لم يعتقد سوبارو أبدًا أن إخبار فريدريكا لهم أن يكونوا حذرين منه سيؤتي ثماره هكذا.

“إنه شاي مستخلص من عصارة الأوراق المتساقطة، يجب أن تكون ممتنًا لأن رام هي من سكبته لك! عليك شربه لآخر قطرة!”

“سأسأل روزوال عن الأمر مرة أخرى، لكنك غارفيل الذي يعيش في الملجأ، ولديك علاقة بروزوال ، والآن رام والناس من قرية إيرلهام موجودون هنا أيضًا، لذا كيف لنا أن نثق بك؟ ”

اتسعت عينا إميليا عندما قال الاسم وحده بشكل مفاجئ. ووجه روزوال عينيه نحو إميليا ثم كرر “إيكيدنا”، وتأكد من أنها تسمعه.

“لك مطلق الحرية في الشك بي، ولكن في كلتا الحالتين لقد عبرتم الحاجز، لذا لا يمكنكم عودة أدراجكم حتى وإن أردتم، أليس كذلك؟ ”

مقارنة بقصر روزوال وحي النبلاء في العاصمة ، رأى سوبارو الكثير من المنازل باهظة الثمن، لكن هذا الحجم الذي أمامه كان الأقرب إلى المنازل من باقي أماكن السكن، لكن تجاهل انطباعات سوبارو –

“إيه؟ عبرنا الحاجز؟ منذ متى؟”

“… الحاجز؟”

اتسعت عينا إميليا في صدمة من الحقيقة السريالية، كما هو حلب سوبارو الذي تحمد من الصدمة أيضًا، قال غارفيل لهم:

“…”

“هييه، هيه” ، ثم تابع:

جعلت كلمات سوبارو القرويين يحبسون أنفاسهم مرة أخرى، أومأ سوبارو بإيماءة ردًا عليهم، ثم رفع يده نحو مدخل المعبد حبيث كانت الفتاة تنتظره هناك.

“ارحموني، ألم تناموا فجأة عندما عبرتم الحاجز؟ ”

“هاه، يا لها من جرأة يتحلى بها شخص كان نائمًا طوال هذا الوقت، يا له من أمر مثير للإهتمام…!”

“نمت بسبب الحاجز …؟ الآن بعد أن ذكرت ذلك، أصبحت الكريستالة ساطعة فجأة أيضًا … ”

وبعدها-

“التوقيت نفسه، هذا يعني أنهما كانا ردتا فعل على عبور الحاجز! ”

“هييه، هيه” ، ثم تابع:

شبك سوبارو أصابع يديه، لقد تزام ضوء الكريستال المشع داخل عربة التنين مع الحقائق، أخرج سوبارو الكريستالة من جيبه ولفه على كفه. أومأت إميليا برأسها بعمق أيضًا. ثم-

أدرك سوبارو أن ذكرياته القديمة كانت سبب ذلك الشعور، لكنه رمى تلك الفكرة من رأسه بحذاء بينما كان يدخل في ظلمات القبر.

“-؟ ما الأمر يا غارفيل؟ ”

“وأنت تنوي تحمل عبء العمل القذر يا باروسو؟ يا له من تصرف بطولي!”

عند سماع إميليا تطرح السؤال فجأة ، حذا سوبارو حذوها ، رافعًا وجهه. عندما فعل ذلك ، تابع نظرتها ليجد غارفيل يحدق في الكريستالة بنظرة متضاربة على وجهه.

“أليس من الخطر قول مثل هذا القصص المخيفة؟”

بدا وكأن الوهج الأزرق جعله يتذكر نوعًا من الذكريات المؤلمة.

“سوبارو ، هل أنت بخير؟ أهنالك أمر ما؟”

“أهنالك شيء متعلق بالكريسالة؟ ربما مررت ببعض التجارب المخيفة بسبب هذه الصخرة، علاوة على ذلك ، أنا أتساءل نوعًا ما لماذا لم يسبب الحاجز الذي جعل إميليا تان تناهر شيئًا لأوتو أو لي “.

“دعونا نذهب ونعمل لإصلاح كل شيء، سواءً كان موضوع ريم أو الأمور الأخرى”.

“هذه الكريساتالة لا تعني لي شيئًا، وبطبيعتة الحال، فإن ما حدث للسيدة إيميليا هو ردة فعل طبيعية من الحاجز، إذ أنه يتفعال مع الدم القذر”

بينما قال غارفيل تلك الكلمات أشار بإصبعه مباشرة نحو سوبارو المصدوم

“-!”

“الكل بخير، لا تقلقوا حيال ذلك، حسنًا؟ لقد طردنا الأشخاص الخطرين، وعاد الأشخاص الذين تم إجلاؤهم إلى العاصمة الملكية إلى القرية. لم يتأذى أحد، كلهم في أحسن حال”

“هـيه! غارفيل، ما دخل الدم القذر؟ ”

فاجأ سؤال إميليا المباشر سوبارو ، لكن غارفيل رد بطريقة هادئة على غير المتوقع، حيث غرق وركيه بعمق في مقعده بينما أشار إلى الجزء الخارجي من عربة التنين بذقنه.

تسبب تصريح غارفيل في حدوث ألم مفاجئ على خدي إميليا. أما سوبارو فقد استفسر عن المعنى الحقيقي وراء كلمات غارفيل كردة فعل غاضبة على ما قاله:

“حاليًا، هذا ممكن، إنه مجرد افتراض مبني على المعلومات المتاحة “.

“لا تجعلني أعيد ما قلته، إنها نصف قزم، احفر ذلك داخل رأسـ… ”

عقد كلٌ من سوبارو وإميليا حواجبهم كما لو كانت كلمات مختلفة تتجمع داخل في رؤوسهم، من جانبه ، ضحك غارفيل ، ولم يخف فمه كما فعلت فريدريكا.

“هاه ، لا تفسر أقوالي كما تشاء نفسك، لم أكن أحاول الإساءة للسيدة إميليا بقولي <دم قذر>، فهذا المصطلح لا ينطبقق فقط أنصاف الجان، بل ينطبق علي وعلى الآخرين … وهي ليست استثناءً من ذلك… إنها مختطلة مثلنا كلنا”.

في اللحظة التالية ، كان هناك –

“مختلطة … تعني أن دمي مختلط؟”

في اللحظة التالية ، شهق سوبارو عندما بدا أن الصوت يهمس في أذنيه.

 

“لا يمكنني القول أن الطعام كان لذيذًا، لكن ما باليد حيلة، كما تعلم، الطرّار لا يتشرط!”

دون أن يلجأ غارفيل إلى استخدام الكلمات، أومأ برأسه بإيجاب على سؤالها، وعندما تلقوا إجابته، أدرك سوبارو سبب سماعه أن الملجأ كانت مخصصًا سابقًا لهم- كما علم المقصود بعبارة أشباه الإنس.

“بالإضافة إلى ذلك ، فيما يتعلق بأوتو ، أشعر أنه هنالك شيء غريب حياله مهما كنتُ قلقًا عليه”.

“بعبارة أخرى ، الملجأ هو المكان الذي يعيش فيه أنصاف البشر ذوي الدماء المختلطة …”

“إذا كنت تريد معرفة أدق التفاصيل، فحاول استخراجها من روزوال، لست متأكدًا من أنك تستطيع ذلك في الوقت الحالي على كل حال~”

“صحيح … من ردة فعلكم أفهم أنكم أتيتم إلى الملجأ دون أن تخبركم فريدريكا عن ذلك …؟”

“-!”

“ظلت تقول إنها لا تستطيع إخبارنا بالتفاصيل، لكن من ضمن ما قالته ظلت تحذرنا من أمر ما… لكن بسبب بعض العهود التي قطعتها ، لم تستطع قول أكثر من اسمك”.

وبعد ذلك ، عندما وصلت إلى قمة الدرج ، استقبلها المدخل المؤدي إلى الأنقاض -والذي كان ذو لون أسود داكن- معلنًا بذلك وقت البداية.

” قسم هنـا، وعهد هناك… هاه؟ تختلق أعذارًا من أعلى رأسها إلى أخمص قدميها، تمامًا مثل سيدها ، هاه؟ ”

“هذا بسببي، لقد شممت رائحة شخص غريب، لكني لم أتوقع أنك تسللت إلى داخل القبر، لكني بصراحة توترت عندما شممت رائحة هناك”

أطلق غارفيل تذمرًا أقرب إلى اللعن من مجرد التعبير عن الحقد.

“اقتراح ممتع ، ولكن من الأفضل تجنبه، إلا إذا كنت لا تسعى إلى جعلنا أرواحنا بلا قشور على الأقل “.

لم يكن هناك شك في أنه كان مرتبطًا بالدم بفريدريكا ، لكن لم يكن الجو العام يسمح بسؤاله عن أي شيء عنها. ربما رفضت فريدريكا التحدث عنه لأن –

إذا لم تكن عضلات غارفيل أو إصابات روزوال لها علاقة بالسجن داخل الملجأ، فهذا يعني أن الحاجز هو الإحتمال الوحيد – الحاجز له تأثير خاص يهدف في الأصل إلى حماية الملجأ.

“أنت لست في وفاق مع فريدريكا؟”

رفع سوبارو يده لضرب كف إيميليا معبرًا عن سروره لتزامنهما في التفكير، ولكن إيميليا أمالت رأسها بدلاً من ضرب يده، أنزل سوبارو يده بلطف ونظر إلى غارفيل.

“إميليا تان ؟!”

كان الليل آتٍ، يحمل معه اختبار للناس عن طريق محاكمة تهدف لتحرير الملجأ.

“إذا كنت ستسأل عما إذا كنا نتوافق بشكل جيد أم لا، فالإجابة هي <لا>، علاوة على ذلك  كل شيء يحدث هنـا ليس من شأنها، كل شيء من هنا يتعلق بنا نحن، وأنتم أيها الأشخاص الذين عبروا الحاجز ، لا أحد آخر”.

“… رام كلها لطف وإحسان، ناهيك عن أنه إذا تمكنت السيدة إميليا من الأداء كما يأمل السيد روزوال، فلن تكون الإصابات التي حلت بجسده مجرد هباء منثور، لذا بالطبع أنا قلقة عليها”

فاجأ سؤال إميليا المباشر سوبارو ، لكن غارفيل رد بطريقة هادئة على غير المتوقع، حيث غرق وركيه بعمق في مقعده بينما أشار إلى الجزء الخارجي من عربة التنين بذقنه.

بينما حثته روزوال -في محاولة منه لتسليط الضوء على الأمر- حدق سوبارو مباشرة في وجهه قبل المتابعة.

فهم سوبارو ما تعنيه إيماءته: سيصلون قريبًا إلى وجهتهم ، الملجأ.

“… أ-أجل؟”

“نرحب بكم، السيدة إميليا وخادميها.”

للحظة ، بدت إميليا وكأن عقلها توقف عن التفكير، غير قادرة على استيعاب معنى هذه الكلمات، لكن عندما رأت رأس المرأة العجوز ينحني أمامها ، أدركت أخيرًا معناها.

بالرغم من كون كلمات الترحيب مرفقة بألقاب الإحترام، إلا أنه لم يكن فيها ذرة من الاحترام أو الدفء،  بعد أن تحدثو  رد غارفيل على نظرات سوبارو وإميليا المشبوهة بصوت مسموع من أنيابه.

لم تكن المستوطنة سوى قرية وحيدة معزولة في البداية، بأدنى حد من الإضاءة اللازمة لدرء ظلمة الليل إذ لم يكن هناك ما يساعد على التنزه ليلاً إلا على ضوء النجوم والإضاءة الضعيفة القادمة من المنازل.

بذلك ، فرد ذراعيه على نطاق واسع مشيرًا إلى المنطقة بأكملها.

بعكسهم، تراجع سوبارو ونظر إلى الوراء حيث كان المصدر الضوء كل ذلك الوقت قد ضاع بالفعل، بعبارة أخرى تم إخماد الوهج الفسفوري المبهر الذي يحيط بالمقبرة

“لسبب مجهول، يطلق روزوال على هذا المكان اسم <الملجأ>، لكن هذا المكان … لا يستحق أن يُطلق عليه هذا الاسم الجميل،  إنه مكان يتجمع فيه المنبوذون ويعيشون معًا، مختبر لا مخرج منه”.

كان هواء الأنقاض باردًا وجافًا، وكان الممر الذي ترددت فيه خطواته محاطًا بنفس الضوء الأخضر الفسفوري الذي يغطي الجدران الخارجية ، مما يمنحه رؤية جيدة للجزء الداخلي المغطى بالطحالب والفطر

“مختبر…؟”

مع غياب رام عن الغرفة، نقر غارفيل بأصبعه على ركبته وهو يعيدهم إلى موضوعهم الأساسي.

“منبوذون”.

تسبب تصريح رام الكئيب بظهور التعابير المتألمة على وجه سوبارو لذا ترك هذه الكلمات تخرج من فمه، لم يكن بيد سوبارو إلا أن يتنهد بعد أن فكر بنوايا روزوال الحقيقة بالذهاب إلى هذا الملجأ.

عقد كلٌ من سوبارو وإميليا حواجبهم كما لو كانت كلمات مختلفة تتجمع داخل في رؤوسهم، من جانبه ، ضحك غارفيل ، ولم يخف فمه كما فعلت فريدريكا.

إذا كانت فريدريكا تعمل من دافع الخبث، فمن المحتمل أن تأخذ بيترا رهينة. لن يسامح نفسه أبدًا إذا حدث شيء للفتاة التي عرضت عليها التعاون بحسن نية.

“بالنسبة لي، أرى أن من الأصح تسمية المكان قبر ساحرة الجشع!”

“هذه الكريساتالة لا تعني لي شيئًا، وبطبيعتة الحال، فإن ما حدث للسيدة إيميليا هو ردة فعل طبيعية من الحاجز، إذ أنه يتفعال مع الدم القذر”

“ساحرة الجشع ؟!”

“هل تقصد القصة التي مفادها أن مطران الخطيئة قد مسح مدينة عن بكرة أبيها؟”

مع استمرار غارفيل بالتحدث أمال سوبارو رأسه في بيان أنه لم يسمع ذلك من قبل،  بدلاً منه كان أوتو ، الذي سمع النقاش داخل عربة التنين ، هو الذي لديه رد فعل مبالغ فيه.

إلتوت ركبتيه، وسقط جسد سوبارو كالدمية إذ أنه لم يقم بأدنى حركة من شأنها تخفيف سقوطه، سقط على الأرض بأطراف ممتدة مثل ملاك الثلج ، وانتهى به الأمر بجوار إميليا بمحض الصدفة.

في حالة من الذعر الشديد ، نظر أوتو إلى العربة من مقعد السائق وقال:

“إميليا تان ؟!”

“اممم ، آه ، إسمح لي … أنت لا تقصد أن تقول إن هذا المكان مرتبط حقًا بساحرة الجشع ، أليس كذلك …؟”

في البداية كانت تتحدث بخجل مع لقليل من الثقة، ولكن في النهاية أصبحت تتحدث بسرعة وطلاقة أكبر.

“مهلًا، مهلًا مهللللًا! لقد تفاجأتم بردة فعلي المتأخرة، قبل كل شيء، ما الذي تعنونه بساحرة الجشع؟ عندما يقول الناس ساحرة، فإنهم يقصدون ساحرة الحسد ، أليس كذلك …؟ ”

نظر ريوزو  إلى الضوء الفسفوري المحيط بالمقبرة ، موضحة سبب المشهد الجميل بكلماتها، كان سوبارو والآخرين عاجزين عن الكلام وهم يحدقون بها، وحدها إميليا فقط غير المترددة صعدت الدرج.

لقد أغرقت ساحرة الحسد العالم في أعمق أعماق الرعب، وحتى هذه اللحظة كان الناس يخشونها باعتبارها أفضع مصيبة قد تقع بهم.

كان من الصعب حقًا أن يتجاهل سوبارو تلقيبها له بالشاب، في الآن ذاته رأى سوبارو نفحة من الكآبة تتصاعد على جانب وجه ريوزو. ربما لم يكن الأمر أكثر من حرمانها من فرصة الطعن في المحاكمة بنفسها واضطرارها إلى الاعتماد على شخص خارجي لرفع الحاجز. ربما شعرت بالعجز من الداخل.

كان سوبارو يعرف فقط عن الساحرة التي تحمل لقب الحسد، لم يسمع عن أي شخص آخر. على الرغم من ذلك ، فإنه لم يفهم المصطلح الجديد، مما أدى إلى اندفاع أسوأ الاحتمالات إلى عقله.

حقيقة أن إجراءاته المضادة ضد طائفة الساحرة كانت غير كافية بشكل واضح كانت أسوأ ما حدث له.

“لا تخبرني أن لكل ساحرة ساحرة أعلى منها؟ هنالك سبع ساحرات، إذن سبعة مطران في المجموع ؟! ما مدى صعوبة هزيمة أحدهم في اعتقادك ؟! ”

أكدت عبارة رام القصيرة أن ذلك حقيقي، كون تلك العبارة قادمة من رام فهذا يعني شيئًا كبيرًا، إذ أن تتلك الفتاة واقعية، ناهيك عن كونها تضع روزوال في قمة هرمها العقلي، على ما يبدو ، كان لدى غارفيل الممؤهلات لجعله يطالب بلقب أقوى رجل في العالم لنفسه.

صاح سوبارو.

كان كل من سوبارو وإيميليا مصدومان من البيان المفاجئ.

“الاضطرار إلى هزيمتهم جميعًا سيكون احتمالًا مروّعًا للغاية ، لكن لحسن الحظ لا حاجة لأن نقلق حيال ذلك، لدينا ساحرة الحسد فما فوقها فقد، ولكنها بحد ذاتها تعتبر مشكلة كبيرة لنا…”

شعر سوبارو أنها قالت تلك الكلمات بصوت خافت، وبقي يشاخدها تتقدم في ممر القبر حتى توارت عن الأنظار، وظل الخراب بأكمله محاطًا بالضوء الفسفوري، مما يعني أن المحاكمة قد بدأت بالتأكيد.

شعر سوبارو بالارتياح لدحض أسوأ سناريوهاته، لكن مخاوف أوتو لم تُمحَ. وجد سوبارو نفسه يشعر بالشك عندما اتخذت إميليا الجالسة بجانبه قد أكملت من حيث توقف أوتو.

 

“حسنًا ، كما ترى ، منذ وقت طويل جدًا، قبل أربعمائة عام … كان هناك ستة ساحرات غير ساحرة الحسد. لكن من المفترض أن تكون ساحرة الحسد قد قتلتهم جميعًا… ”

“أنتِ، من النادر أن تخرجي للترحيب بعودتي هكذا. هل قضى ذلك اللقيط نحبه أخيرًا؟ ”

“يبدو أنها أكلتهم. في الحقيقة ، ليس هناك الكثير من سجلات الساحرات اللوات قتلتهن ساحرة الحسد. لكن هناك بعض الاستثناءات لذلك”.

“يا رجل ، تلك الفتاة تشبه ريوزو تمامًا…”

“إذن أنت تقول أن هذا أحد تلك الإستثناءات؟ أهناك شيء غريب في أسماء الساحرات الأخريات؟ ”

“وهنا تظهر إيميليا من العدم وتدخل لخوض المحاكمة وتحرير الملجأ….”

مع تأييد غارفيل لكلام إيميليا، وجه ما تبقى من أسئلته نهو أوتوا الذي تنهد كما لو كان يكره قول ذلك:

“نعم هذا صحيح، ولكني أعتبر عبارة “اعتنت به” مبالغ فيها إلى حد ما، لقد وضعت إيكيدنا حاجزًا يمنع الغرباء من المرور عبر غابة الضياع دون الإجراءات الشكلية المناسبة. وفوق ذلك فإن للحاجز أثر خاص على من تكون دماءه ذات وضع معين، ولقد اختبرتِ هذا بنفسكِ يا سيدة إميليا، صحيح؟ ”

“إنه ليس موضوعًا أستمتع بالحديث عنه ، ولكنه يتعلق بتصرف طوائف الساحرة، فكما تعلم، جميعهم من أتباع ساحرة الحسد ، لكنهم … لا يعترفون بوجود ساحرات أخريات، لدرجة أنهم بمجرد أن يسمعوا اسم أحد عدا اسم ساحرتهم يهيجون بشكل غريب”

رمشت إيميليا عدة لدى سماعها ذلك الاسم ثم نظرت إلى غارفيل الذي أخرج الهواء من صدره وأجاب

“هذا يعني انهم حساسون بشكل غريب…”

“… المعذرة، في بعض الأحيان أشعر أننا بحاجة لمترجم بيننا”

“في إمبراطورية فولاكيا في الجنوب ، انتشرت شائعات عن اسم ساحرة عدا اسم ساحرة الحسد، وعلى ما يبدو اسمها من ميتيا(جهاز تواصل سحري) من المفترض أنها مرتبطة بالساحرة ، لكن لا يوجد ما يدل على ما إذا كانت صحيحة أم خاطئة “.

“رام ، إن كنتِ <تشعرين بالأسف> حيال ما فعلته ولو قليلًا، ما رأيكِ في إعداد بعض الشاي؟”

الإمبراطورية في الجنوب وطائفة الساحرة، تم دمج هذين العنصرين في ذاكرة سوبارو. لقد تذكر قصة نقلها إليه يوليوس أثناء سفرهما معًا في ذروة الحملة لإخضاع بيتليغوس.

“ومع ذلك ، فهذه هي على الأرجح آخر معلومة يجب إضافتها، يحق للمؤهلين طلب محاكمة لرفع الحاجز، وجرحي دليل على ما يحدث عندما يتم تجاهل هذا الشرط المسبق”.

“هل تقصد القصة التي مفادها أن مطران الخطيئة قد مسح مدينة عن بكرة أبيها؟”

فهم سوبارو ما تعنيه إيماءته: سيصلون قريبًا إلى وجهتهم ، الملجأ.

“أجل هي، قد تكون شائعة من ميتيا(جهاز تواصل سحري) حقيقة، أو ربما كانت مجرد كبش فداء لتحقيق أهدافهم … في كلتا الحالتين ، كانت تكلفة تلك الشائعة انهيار مدينة بأكملها، لقد تم حظر الحديث عن السحرة في كل مكان منذ ذلك الحين “.

أصدرت رام صوتًا من أنفها ردًا على الطلب الذي أتاها، ثم خرجت من المنزل. فما كان من سوبارو إلا أن تساءل تساءل فقط عما تنوي فعله بالأوراق المتساقطة، بالرغم من أن ذلك شد ذهنه ، إلا أن ما جذب انتباهه أيضًا كان الحماسة التي شاهد بها غارفيل رام أثناء مغادرتها.

مع إنهاء أوتو حكايته المروعة ، أومأ سوبارو بتعاطف، كره سوبارو طائفة الساحرة وكل ما يتعلق بها، لكن المحادثة الحالية أضافت سببًا آخر لكرهها.

“آ-آآآهه!! ما-ماهذا؟!”

“أليس من الخطر قول مثل هذا القصص المخيفة؟”

“سيد سوبارو … أنت لا تقصد…”

“الأمر ليس كما لو أنه سيتسرب للخارج، لكن الحاج العجوز يقول إنه هذا المكان هو قبر ساحرة الجشع ، لذلك ليس هنالك مشكلة بالتحدث عن هذه الأمور هنا. الأمر أنهم “يصبحون متقلبين عند سماع ذلك””

“هذه هي أول مرة أفهم فيها ما تعنيه إحدى أقوالك، لكن يا رجل، أنتَ تقول ما يدور في ذهنك دون مراعات لأحد”

“ليس الأمر أني مهتم حقًا بما كان يزعجهم  ويجعلهم يتقلبون، لكنني أفترض أنك لا تعرف التفاصيل الدقيقة؟”

“نعم يا سيدة إميليا، ليس له علاااااااااااقة بما حدث، كنت على وشك قول ذلك أصلًا”.

“إذا كنت تريد معرفة أدق التفاصيل، فحاول استخراجها من روزوال، لست متأكدًا من أنك تستطيع ذلك في الوقت الحالي على كل حال~”

“مختلطة … تعني أن دمي مختلط؟”

“-؟ ماذا تقصد بذلك؟ هل حدث شيء لروزوا – ”

من الأعلى، قام شيء ثقيل بإخراج الهواء من جسده، مما أجبر سوبارو على إطلاق صرخة أشبهه بنقيق الضفادع. قام بإلقاء الجزء العلوي من الفوتون بعيدًا حيث جلس والسعال.

“المعذرة، يبدو أننا وصلنا إلى القريـ – مهلًا، أهذه قرية؟ حسنًا، وصلنا وجهتنا… هل ندخل؟ ”

“تلك باتلاش، إنها جديرة بالثقة حقًا ويمكن الاعتماد عليها ، أليس كذلك؟”

فكرت إميليا بعمق محاولة معرفة ما يقصده غارفيل، ولكن قبل أن تستنتج أي شيء، أعلن أوتو من مقعد السائق أنهم وصلوا إلى وجهتهم. جعلتها كلماته تنظر إلى الخارج ، وعندها قالت …

كان خائفا من التأكد، لقد عانى سوبارو من إحساس الخسارة عدة مرات بالفعل، لقد خسر إميليا وبيترا وآخرين – لكنه لم يكن شيئًا اعتاد عليه، أما في وضعه الحالي، فإن سماع رام عن ريم قد يكون ثقله على قلبه أقصى من أي شيء جربه سابقًا.

“إذن هذا هو الملجأ …”

“أولاً، سعيد أنكِ بصحة وسلامة يا سيدة إميليا، لقد سمعت ما حدث من رام ، ولكن سيكون من الصعب أن أسااااامح إذا حدث أي شيء لك “.

صوت إميليا الشبيه بالهمس جعل سوبارو يخرج نفسًا مشابهًا بينما ضاقت عيناه.

– لا تجاه إميليا، كما لو أنه كان يقول أن  يبدو أنه كان يقول أن وجود إيميليا داخل الحرم أمر مفروغ منه.

بعد أن قطعوا مساحات فارغة شاسعة، واستغرقهم الأمر وقتًا طويلًا لقطع الغابات الكثيفة، وجدوا المستوطنة في الداخل، لكن عندما قاموا بمقارنة المستوطنة بالصورة الخيالية المتوقعة لكلمة “ملجأ”، كان من المستحيل إخفاء الانتطباع الناتج عن رؤية سكن فقير وغير لائق.

“ألا يمكن فعل أي شيء حيال ذلك؟ مثل … صحيح! إذا كان الحاجز يضرب الناس عندما يلمسونه ، فماذا عن تنفيذهم من قبل أشخاص ليسوا تحت تأثيره … ”

كانت الأبراج الحجرية عند مدخل المستوطنة تتساقط وتتطاير، كما كان بإمكانهم أيضًا رؤية الأعمدة الحجرية عن بعد، وكلها أشارت إلى انتمائها إلى عصور قديمة للغاية، مغطاة بالطحالب والفطر من كل جانب.

“وهكذا انتهى مخطط فريدريكا بالدموع~ كنت أمزح فحسب”

كان الانطباع يشبه إلى حد كبير ذلك الناتج عن الأنقاض، لكن المستوطنة أعطت انطباعًا أخف وأصغر بعض الشيء، ناهيك عن كون سوبارو هو الوحيد الذي بإمكانه ربط المكانين ببعضيهما …

“ص-صحيح … أنت كبيرة في السن كما يبدو شكلكِ …”

“يبدو المكان متهالك للغاية…”

خفض غارفيل رأسه عندما قال سوبارو بلا خجل أنه سيستعير قوة شخص آخر لينتقم منه، وفي رد فعلٍ من سوبارو، رفع إصبعًا، وأدار ذلك الإصبع للإشارة إلى خارج الملجأ:

“لا أعني شيئًا سيئًا، لكن يبدو لي أن الناس مرهقون هنا، صحيح؟ كلهم يبدون كبارًا في السن، تنبعث منهم هالة أشبه بـ “رجل أو كيجيلمو، الكل يكبر في النهاية~”.

“آ..أوووه-”

“هذه هي أول مرة أفهم فيها ما تعنيه إحدى أقوالك، لكن يا رجل، أنتَ تقول ما يدور في ذهنك دون مراعات لأحد”

“هو-هو، هذا الصبي يفهم بسرعة إلى حد ما، لقد اختصر الموضوع”.

كانت كلمات غارفيل عن المستوطنة التي عاش فيها قاسية للغاية، لطالما أحب بعض الناس التحدث بشكل سيء عن أوطانهم كنوع من إظهار التواضع، لكن سوبارو لم يشعر بأي نبرة تواضع قادمة من صوت غارفيل.

“هاه؟” هكذا ردت سوباروبعينين واسعتين من الصدمة، لأن رام كانت قريبة جدًا لدرجة أنها لمست أذنه.

بدا وكأنه في الواقع منفصل عن هذا المكان، أي الملجأ.

“- إيكيدنا.”

في كلتا الحالتين-

“ها أنت ذا مرة أخرى! بالضبط. واو ، أنا وإميليا تان في حالة تزامن عقلي مثالية اليوم! ”

“دعنا نواصل التقدم حتى نجد مكانًا جيدًا لإيقاف عربة التنين …”

“إذا كنت لا تعرف أين كنت، فأحسني الظن حتى النهاية ، اللعنة! أيضًا ، هذا ينطبق بشكل أساسي على روزوال أيضًا، ولكن من الصعب التبؤ بنوايا الناس، أنا بحاجة للتحدث مع ذلك الرجل وجها لوجه! ”

“أراك عدت يا غارف، يبدو أنك أخذت كل وقتك “.

عند سماع إميليا تطرح السؤال فجأة ، حذا سوبارو حذوها ، رافعًا وجهه. عندما فعل ذلك ، تابع نظرتها ليجد غارفيل يحدق في الكريستالة بنظرة متضاربة على وجهه.

“أجل.”

أمال سوبارو رأسه عندما لم يفهم تلك العبارة الغامضة، وبقي يتساءل عن معنى ما قاله غارفيل، لطالما كانت هناك كلمات ليست مفهومة لدى كلا الجانبين ، لكنه شعر وكأنه فجأة وصل إلى حدود الترجمة القصوى.

رمى سوبارو ورفيقيه كل انطباعاتهم عن الملجأ خلف ظهورهم، وجعلوا عربة التنين تواصل تقدمها إلى وسط المستوطنة ، حيث فوجئت سوبارو بسماع صوت مألوف.

“أنت بدورك تتصرف بغموض، وتثير الضجيج حتى بدون أوتو …”

أتى ذلك الصوت من وسط المستوطنة، في الطريق الذي كانت تسير فيه عربة التنين.

“السيدة إيميليا مع الأرواح الطفيفة ، أليس كذلك؟ كم عدد القضايا المعقدة التي نشأت بينما كنت غير حاضرٍ معكم؟ ”

هناك ، كشفت فتاة وحيدة عن نفسها، وكان مظهرها رائعًا وهي تقف شامخة، جعل مشهد الفتاة غارفيل يندفع مباشرة خارج عربة التنين حيث قفز للأسفل ملوحًا بيده بابتسامة.

عند التفكير بذلك الشكل، يمكنه فهم سبب انزعاج غارفيل أيضًا، بالحكم على شخصيته التي فهمها سوبارو في وقت قصير بالنظر، لم يكن هناك شك في أن غارفيل من النوع الذي يفضل الموت بدلاً من ترك مشاكله لشخص آخر ليحلها”.

“أنتِ، من النادر أن تخرجي للترحيب بعودتي هكذا. هل قضى ذلك اللقيط نحبه أخيرًا؟ ”

“بعد رؤية تلك الجروح ، لن أعترض … رغم أني ما زلت أشعر بالشك في أن ذلك كان جزءًا من مخططه.”

“لو كان ذلك هو الوضع لقامت رام بتحويل هذا المكان بأكمله إلى بحر من النيران، يجب أن تكون في غاية الامتنان للسيد روزوال لأنه ما يزال حيَا”.

“أوهه-!”

“أنا أفهم ما تعنينه، ولكن تبًا، معكِ حق!”

مع تقدم سوبارو ، تدخلت إميليا ، واختارت السؤال التالي بنفسها.

اقترب منها غارفيل ، وبدا مستمتعًا جدًا بكلام تلك الفتاة الفظ والتي ترتدي زي خادمة مألوف، بينما كان سوبارو يراقبهما من بعيد، تباعدت شفتاه بشكل واضح.

“ارحموني، ألم تناموا فجأة عندما عبرتم الحاجز؟ ”

“هممم، فهمت، إذن هذه هي الأخت الكبرى للفتاة التي كنت تتحدث عنها… هذا واضح تمامًا ، لكنها تبدو تمامًا مثل الآنسة ريم النائمة، أجل”.

تم الكشف عن الإجابة على سؤاله بشكل صريح من فم أحد الأشخاص المعنيين، عندما التفت سوبارو نحو قائل هذا العبارة القاسية، توهجت العينان الخضراوتان الحادتان للرجل ذو الشعر الذهبي، والذي يتمتع بدم مختلط ويحدق بسوبارو والآخرين.

تأثر أوتو بعمق وهو يضع عينيه على الفتاة لأول مرة وهو يتذمر، مثلما قال تمامًا، في مظهرها كانت هي وريم أشبه بحبة فول انقسمت نصفين، لكن يبدو أن شخصيتيهما مختلفتان تمامًا.

شهق كلٌ من سوبارو وإميليا في الآن ذاته، إذن فقد كان هذا سبب تضميد جسد روزوال ، لولا الضمادات الملطخة بالدماء لكان جسد روزوال المصاب عارياً متفرقًا في كل مكان- كانت تلك هي الحالة القاسية التي كان عليها.

وأخيرًا اجتمع سوبارو مع رام -الخادمة التي لا تعمل في قصر روزوال- بعد عدة أيام من الانفصال.

“…”

“رام!”

“أنتم لا تفهمون السبب …؟” سألت إميليا ، وعيناها ترتعشان من الحيرة من المرأة العجوز.

لاحظت رام سوبارو الذي يخرج من عربة التنين ويلوح بيده لها، ضاقت عيناها الوردية قليلاً، ليتبع ذلك انخفضا كتفيها التي كان من السهل فهم المعنى وراءها.

“أشعر وكأنني أتعرض للإهانة من الطريقة التي تتحدثين بها- مهلًا، رام!! لا تصنعي وجهًا مخيفًا مثل هذا! على أي حال ، لم أكن أنا من تسبب بأذيته، لقد تلقى هذه الإصابات لأن المحكمة رفضته”

“لا أعرف أين كنت يا باروسو، لكن خاب أملي فيك بسبب وصولك المتأخر،  إلا إن كنت قد لاحظت مشكلة ما وهرعت لحلها … آه، لقد كنت حمقاء لتوقعي شيئًا كهذا”.

شاهدت سوبارو من بعيد القرويين وهم يتفاعلون مع إميليا في وسط الكاتدرائية بوجوه صلبة ومبتسمة.

“إذا كنت لا تعرف أين كنت، فأحسني الظن حتى النهاية ، اللعنة! أيضًا ، هذا ينطبق بشكل أساسي على روزوال أيضًا، ولكن من الصعب التبؤ بنوايا الناس، أنا بحاجة للتحدث مع ذلك الرجل وجها لوجه! ”

“… نعم ، كانت تلك الفتاة لا تزال صغيرة جدًا عندما وظفتها في البداية، إنها فتاة ماهرة للغاية ، ولم تتصرف مرة واحدة متحدية إرادتي … ”

عندما دحضت سوبارو أفكار رام، ردت رام بـ “ها!” كان هذا نفس الرد الذي لطالما اعتاد عليه منها، هناك، اتجهت أنظارها نحو إميليا ، التي كانت بجانب سوبارو مباشرة.

جلست إميليا في السرير وهي ترمش بععينيها، أسرع سوبارو بالذهاب إلى جانبها وأمسك يدها، كما لو كان يتحقق من درجة حرارة جسم إميليا للتأكد من أنها حقيقية.

“سيدة إميليا، أطيب التحايا، بما أن السيد روزوال ينتظرك في الداخل سأرافقك إليه. غارف أرجو أن توجه عربة التنين والحارس إلى المكان المناسب “.

“أرواح المختلطين يتم صدها…؟ إررر؟”

“يا رجل، أنتِ قاسية مع الآخرين! حسنًا، حسنًا! هيه، أيها السائق اللقيط، تعال معي ، سأريك ما في الداخل”

في البداية كانت هناك رام  -تابعة للمصاب روزوال- ثم غارفيل وريوزو اللذان يمثلان مصالح الحرم، وبعدها في القائمة سوبارو -تابع إميليا- وأخيرًا الغريب أوتو.

“أتشير إليّ أنا بقولك ذلك؟! هذا هو أسوأ لقب تناديني بها حتى الآن لعلمك!”

“آه ، أجل، أنـا في أحسن حال، لم أكن أكذب عندما قلت الكثير عندما تحدثت عن الانتقال الذي حدث لي، فمقارنة بالضرب الذي تعرض له روزوال ، كل ما حدث لي هو إغماء بسيط…لا أعلم ما أقول”

بالرغم من أنه عرّف عن نفسه باسمه سابقًا، إلا أنه أصبح ينادى الآن “بالسائق اللقيط”. ناهيك عن احتمالية أن ينفرد غارفيل بأوتو جعلت هذا الآخر يتطلع نحو سوبارو وإميليا باحثًا عن الخلاص.

فوجئت إميليا بذكر اسمها، لكن غارفيل لم يبالي بذلك، مما دفع روزوال لاتخاذ الحيطة والحذر

ردت سوبارو على نظرته المتشبثة بإيماءة عميقة مدركة.

“نوعًا ما، تبدو كشحاثي الشوارع  الذين لا يملأ أفواههم سوى الكلام القذر والوقح…”

“سأدفن عظامك لاحقًا!”

لكن شخصًا اقترب من إميليا حتى كاد يلتصق بظهر سوبارو – لقد كانت المرأة العجوز، رئيسة قرية إيرلهام.

“هذه ليست كلمات ذات دلالة جيدة، أليس كذلك؟!”

“أنا قلقة بعض الشيء ، لكن هذا لا شيء، عليّ فعل ذلك”.

تاركًا هذا الرثاء وراءه، اقتاد غارفيل المتعجرف أوتو  وعربة التنين وكل شيء.

أخذ سحرة الروح جميع المواثيق من عهود وأقسام على محمل الجد، كانت كلمات ريوزو دليلًا على أن هذه كانت حقيقة معروفة للجميع.

عند انفصالهم ، قام سوبارو بحك أنفه بقلق، لكن أوتو كانت بلا شك آمن تحت حمايتها، قد يكون من الغريب أن يعهد الإنسان شيئًا إلى تنين أرض، لكن الوضع مختلف.

يعد سبب هذا التغيير لإشعال النار في وسط المستوطنة لإضاءة الطريق المؤدي إلى القبر، مما يجعل تلك الليلة استثنائية.

“تلك باتلاش، إنها جديرة بالثقة حقًا ويمكن الاعتماد عليها ، أليس كذلك؟”

عندما ضرب سوبارو صدره معطيًا القرويين حركة مجازية بكونهم بخير، تهلهلت وجوه جميع القرويين.

“بالإضافة إلى ذلك ، فيما يتعلق بأوتو ، أشعر أنه هنالك شيء غريب حياله مهما كنتُ قلقًا عليه”.

ومع ذلك ، لم تقل رام شيئًا عن ذلك وسلمت كوبًا مختلفًا  ينبعث البخار منه إلى غارفيل

قال سوبارو وهو يشاهد السائق وعربة التنين يغادران، ثم قال: “حسنًا ، إذن” واستدار ليواجه رام، بعد أن حدقت بصمت في المحادثة السابقة، وجهت وجهها بعيدًا عن نظرة سوبارو بنظرة محايدة وقالت ، “ماذا؟”

شبك سوبارو أصابع يديه، لقد تزام ضوء الكريستال المشع داخل عربة التنين مع الحقائق، أخرج سوبارو الكريستالة من جيبه ولفه على كفه. أومأت إميليا برأسها بعمق أيضًا. ثم-

“… لا شيء ، لقد كنت أتساءل فقط إذا كانت علاقتنا ما تزال جيدة. أعني فيما يتعلق بالطريقة التي افترقنا بها ، وعدم التواصل معك على الإطلاق ، لأكون صادقًا ، كنت قلقًا للغاية”.

“هاه ، لا تفسر أقوالي كما تشاء نفسك، لم أكن أحاول الإساءة للسيدة إميليا بقولي <دم قذر>، فهذا المصطلح لا ينطبقق فقط أنصاف الجان، بل ينطبق علي وعلى الآخرين … وهي ليست استثناءً من ذلك… إنها مختطلة مثلنا كلنا”.

“أفترض أنك كنت كذلك، فكما ترى، أصبحت رام قوية ورائعة أكثر من أي وقت مضى، لم يتعرض القرويين الذين أخلوا القرية وأتوا معي إلى الملجأ لأي أذى، قد يشعرك سماع ذلك بالراحة”.

“عندما أربط اللقب الذي أعطيتني إياه الآن بلقب <الشاب غار> أشعر وكأنني أنا وغارفيل سنعرف بأننا إخوة، عمومًا لا مانع عندي، لكن أرجوك! تذكري أن اسمي الصحيح هو ناتسكي سوبارو على الأقل!”

“حقًا؟ نعم ، أشعر بالارتياح لسماع ذلك … أشعر بالراحة حقًا”.

“بعبارة أخرى ، الملجأ هو المكان الذي يعيش فيه أنصاف البشر ذوي الدماء المختلطة …”

“-؟”

بعد أن استشعرت إيميليا وجودها رفعت رأسها لتومأ العجوز برأسها وتقول:

انخفضت أكتاف سوبارو بارتياح، لكن الطريقة التي قالها فيها سوبارو جعلت رام تنظر إليه بريبة، جعل رد فعلها سوبارو يغلق فمه مانعًا تلك المشاعر التي اجتاحت قلبه من أن تتحول إلى كلمات.

“بناءً على ما قاله روزوال، هذا ليس سجنًا إجباريًا، بغض النظر عن مظهرك وتصرفاتك ، لا يمكنك أن تكون سريع الغضب وعنيفًا بما يكفي لـ … ”

“…”

“أنا سعيد لأنك بخير، يا إلهي، لقد أخفتيني بحق… ”

“آه ، رام. من الغريب أن نقف هنا ونتحدث هكذا ، أليس كذلك؟ هلّا تدخلينا؟ ”

“سيد سوبارو ، نحن سعداء لأنك بخير … كيف هي أحوال القرية والآخرين؟”

مع غرق سوبارو في صمت إذ أنه أصبح حاجزًا عن التحدث على الفور، قالت إميليا هذه الكلمات لرام بدلاً منه. عقدت رام حاجباها قليلاً لدى سماعها ذلك، لكنها قالت على الفور ، “كما تريدين” ثم انحنت وأدارت ظهرها لهم، كان عدم قيامها بالتحقيق أكثر والسير على الفور أشبه بالصدمة الكبيرة، ولكن …

“هو-هو، هذا الصبي يفهم بسرعة إلى حد ما، لقد اختصر الموضوع”.

“سوبارو ، هل أنت بخير؟ أنت لست غاضبًا من مقاطعتي لك؟ ”

تسبب تصريح رام الكئيب بظهور التعابير المتألمة على وجه سوبارو لذا ترك هذه الكلمات تخرج من فمه، لم يكن بيد سوبارو إلا أن يتنهد بعد أن فكر بنوايا روزوال الحقيقة بالذهاب إلى هذا الملجأ.

“كلا ، لا بأس، تصرفت بشكلٍ مثير للشفقة … كنت خائفًا من سؤال رام عن ريم في تلك اللحظة كما ترين”.

“أولاً، سعيد أنكِ بصحة وسلامة يا سيدة إميليا، لقد سمعت ما حدث من رام ، ولكن سيكون من الصعب أن أسااااامح إذا حدث أي شيء لك “.

هز سوبارو رأسه بلا فتور ، وابتسم ابتسامة متألمة في احترام إميليا له.

لم تكن المستوطنة سوى قرية وحيدة معزولة في البداية، بأدنى حد من الإضاءة اللازمة لدرء ظلمة الليل إذ لم يكن هناك ما يساعد على التنزه ليلاً إلا على ضوء النجوم والإضاءة الضعيفة القادمة من المنازل.

كان خائفا من التأكد، لقد عانى سوبارو من إحساس الخسارة عدة مرات بالفعل، لقد خسر إميليا وبيترا وآخرين – لكنه لم يكن شيئًا اعتاد عليه، أما في وضعه الحالي، فإن سماع رام عن ريم قد يكون ثقله على قلبه أقصى من أي شيء جربه سابقًا.

شعر سوبارو أنها قالت تلك الكلمات بصوت خافت، وبقي يشاخدها تتقدم في ممر القبر حتى توارت عن الأنظار، وظل الخراب بأكمله محاطًا بالضوء الفسفوري، مما يعني أن المحاكمة قد بدأت بالتأكيد.

كانت حقيقة أنها لم تسأل عن مكان وجود ريم في ظل هذه الظروف دليلًا كافيًا على أنها نسيت أختها الصغرى.

“باروسو!!”

“إميليا؟”

“بالفعل، ولكن هذا …”

“من الطبيعي أن تشعر بالخوف، و لا أرى أن هذا أمرًا مثيرًا للشفقة على الإطلاق ، لذا … ”

“كن حذرا يا باروسو، الشيء المؤكد هي أن الوسيلة الوحيدة لأولئك الذين يعارضون تحرير الملجأ لتحقيق أهدافهم هي إلحاق الأذى بالسيدة إميليا، نحن لا نعرف من هم أعداؤنا، لذا ابقَ يقظًا”

عندما رفع سوبارو رأسه بعدما أمسكت إميليا بيده، وتأمل عينيها وهي تقول هذه الكلمات بصوت صادق، رأى في عينيها الأرجوانيتين قلق عميق وقدر كبير من المودة – وقد أعطته هذه المشاعر بعض العزاء.

في الواقع، لم يكن من الصعب عليه تخيل ذعر أوتو عندما تعرض للهجوم، كونه قد قام بحماية إميليا بعد ذلك ، وأبقاها في مأمن حتى لقاء سوبارو معهم مرة أخرى جعله يستحق شكر سوبارو – وامتنانه الكبيرين.

جمع سوبارو شتات شجاعته التي كاد يفقدها، وفكر في أنه قد يكون قادرًا على العثور على الكلمات المناسبة ليطلب المرة القادمة.

“مهلًا، مهلًا مهللللًا! لقد تفاجأتم بردة فعلي المتأخرة، قبل كل شيء، ما الذي تعنونه بساحرة الجشع؟ عندما يقول الناس ساحرة، فإنهم يقصدون ساحرة الحسد ، أليس كذلك …؟ ”

“دعونا نذهب ونعمل لإصلاح كل شيء، سواءً كان موضوع ريم أو الأمور الأخرى”.

كانت ريوزو هي صورة طبق الأصل للفتاة التي قابلها في الغابة ، لكن الهالة المنبعثة منها كانت مختلفة بوضوح. وقد منعته رام من الحديث عن وجود الفتاة الأخرى.

“…عُلم، أيًا كان ما سيحدث، سأكون درعكِ البشري يا إميليا تان “.

2

كان سوبارو وإميليا لا يزالان ممسكين بأيدي بعضيهما أثناء سيرهما خلف رام ، متجهين إلى داخل الملج.

“لست متأكدًا من سبب ذكرك للنحلة، ولكن… نحن نقوم بعملٍ نحن ملزمون به، وهذا العمل لا يبدو أن له علاقة بهذا السجن.”

– لم بدرك سوبارو أنه وحده من اكتسب الشجاعة من هذا.

في اللحظة التالية ، كان هناك –

2

تمتمت رام وهي تدير رأسها إلى خارج المعبد، ناظرة إلى الأعلى بينما أعيد تلوين سماء غروب الشمس بألوان الليل.

كان المنزل هو البناية الأكثر سلامة في الملجأ بأكملة.

انخفضت أكتاف سوبارو بارتياح، لكن الطريقة التي قالها فيها سوبارو جعلت رام تنظر إليه بريبة، جعل رد فعلها سوبارو يغلق فمه مانعًا تلك المشاعر التي اجتاحت قلبه من أن تتحول إلى كلمات.

كان السكن المكون مبني من الصخور  بنفس حجم  المنازل المتوسطة في عالم سوبارو. تم تقسيم المناطق الداخلية إلى ممرات وغرف بسيطة ، مما جعله مكانًا مريحًا للعيش فيه.

لوح روزوال للثنائي بابتسامة مريبة، وهو أمر بدا في غير محله إلى حد كبير.

مقارنة بقصر روزوال وحي النبلاء في العاصمة ، رأى سوبارو الكثير من المنازل باهظة الثمن، لكن هذا الحجم الذي أمامه كان الأقرب إلى المنازل من باقي أماكن السكن، لكن تجاهل انطباعات سوبارو –

رد روزوال على خلافه مع إميليا بإغلاق إحدى عينيه ذات اللونين المختلفين، تحديداً العين الزرقاء.

“يا إلهييييي ~!! السيدة إميليا وسوبارو الطيب!! أشعر وكأنه قد مر دهر طوييييييييل منذ آخر مرة رأيتكماااا فيها~”

“هل تعتقد أن هذا شيء يمكن تسويته بمحادثة لطيفة؟! لقد تركتني محبوسًا في عربة التنين، منذ الصباح وأنا أحاول الخروج منها بلا فائدة، أتفهم؟!”

لوح روزوال للثنائي بابتسامة مريبة، وهو أمر بدا في غير محله إلى حد كبير.

من الأعلى، قام شيء ثقيل بإخراج الهواء من جسده، مما أجبر سوبارو على إطلاق صرخة أشبهه بنقيق الضفادع. قام بإلقاء الجزء العلوي من الفوتون بعيدًا حيث جلس والسعال.

كان مكياج المهرج غريب الأطوار ، وكلماته وإيماءاته المبالغ فيها ، وهالة حضوره لا تليق بشخص عادي، ببساطة كان الوضع أشبه أن من الخطأ أن يتواجد هذا الشخص داخل منزل عادي مثل هذا.

بعد أن سرد أوتو حكاية معاناته بعد انفصال سوبارو عنهم، تحدث سوبارو معه باحترام وامتنان شديدين.

ومع ذلك ، بعد أن أصبحوا أمامه ، كان مجرد الشعور بأن الوضع غريب أو في غير محله كانت أمرًا تافهًا.

أثارت إيميليا -التي اتخذت موقفًا عدوانيًا على غير المعتاد-  الروح القتالية لغارفيل بدورها، فما كان من سوبارو إلا أن تدخل بينهما ، ممسكًا بكتفي إميليا.

“أولاً، سعيد أنكِ بصحة وسلامة يا سيدة إميليا، لقد سمعت ما حدث من رام ، ولكن سيكون من الصعب أن أسااااامح إذا حدث أي شيء لك “.

“آه؟”

“إذا كان هذا ماتشعر به حقًا، فما بال ردة فعلك هذه … كلا، والأهم من ذلك ، ما الذي حدث لك؟!!!”

“سيدة إميليا ، ألم تشعري أن الأمر غريب؟ أعني أن رام وأنا والقرويين الذين فروا إلى الملجأ بقوا في هذا المكان بدلاً من العودة إلى القصر؟ ” سأل روزوال.

عبّر روزوال عن ارتياحه لسلامة إميليا ، لكن سوبارو وإميليا كانا في حيرة من أمرهما على عكس ماكانا عليه.

“غارفيل …”

أما السبب ، فقد كان مشهد روزوال المتألم وهو يحيي الثنائي، مستلقيًا في السرير وملفوفًا بضمادات ملطخة بالدماء الذي ينزفها جسده. كان الجزء العلوي من جسده العاري يفتقر إلى مساحة واحدة غير ملفوفة بالضمادات؛ أصيب بعدة جروح عميقة وكان في حالة خطيرة. لكن مساحيق التجميل التي على وجهه كان غير مشوهة كدلالة على مستوى غريب من الهوس.

“التوقيت نفسه، هذا يعني أنهما كانا ردتا فعل على عبور الحاجز! ”

لكنه تصرفاته لم تكن تشير لكونه مصابًا، كان يتصرف بشكل طبيعي تمامًا.

“آ-آآآهه!! ما-ماهذا؟!”

“يااااا إلهي، كيف تسألني عن هذا؟ أنسيت أني رجل أيضًا وأتألم عندماااا أرى نفسي في مثل هذه الحالة المخزيييية؟ أفترض أنك لست لطيفًا لدرجة الامتناع عن التساؤل عن السبب؟”

“عملت فريدريكا معك لفترة طويلة ، أليس كذلك؟ أكثر من عشر سنوات كما سمعته “.

“كما لو كان بإمكاني عدم التساؤل! صدقًا يا روزوال، ماذا حدث؟ ما الذي جعلك تتأذى بهذه الشدة … وعلاوة على ذلك ، أنت … ”

“أتشير إليّ أنا بقولك ذلك؟! هذا هو أسوأ لقب تناديني بها حتى الآن لعلمك!”

نبرته المتقلبة جعلت من المستحيل عدم التساؤل أو التستر على الأمر، كما وضعته برة إيميليا الغاضبة في مأزق، الحقيقة أن الجروح كان خطيرة لدرجة أنها ترددت في الضغط على موضوعها، أرادت أن تسأل ، لكنها لم ترغب في فرض الأمر.

“همبههقه؟!”

رد روزوال على خلافه مع إميليا بإغلاق إحدى عينيه ذات اللونين المختلفين، تحديداً العين الزرقاء.

“السبب بسيط، لقد كانت هذه الأرض تحت رعاية عائلة ميزرس ، وتوارثتها الأجيال. لقد بدأ ذلك في عهد سيد هذا البيت آنذاك… أي من عهد الروزوال التي ورثت منها هذا الاسم، بعبارة أخرى تم تناقل الملجأ بين أفراد الروزوال منذ ذلك الحين “.

“أتساءل من أين يجب أن أبدأ الحكاااااية؟ فيما يتعلق بجراحي … ربما ينبغي أن أدعوها <وسام شرف>، أو عواقب أفعالي التي لا مفر منها “.

“للحفاظ على دعم السكان تخفضين رأسكِ وتقولين أنكِ ستنقذيننا؟ هذا طبيعي، لا اعتراض عندي على ذلك إن كان هذا هو الحال.. ولكن ما نجده مخيفًا … هو أننا لا نفهم سبب ذلك “.

“من فضلك لا تحاول تلميع ما حدث، لقد طرحتُ سؤالًا جادًا، وأريد إجابة جادة منك “.

“غرفة؟”

“هممم … يبدو أن السيدة إميليا ليست في مزاح لتحمل روح الدعابة،لكن بالنظر إلى المكان ، لا أظن… أن باليد حيلة”.

بعد كل شيء ، لم يستطع مناقشة ما حدث دون مناقشة علاقته بكريستال فريدريكا.

شعرت سوبارو بأن شيئًا خاطئًا إذ أن إميليا كانت تستعمل نبرة استجواب، وعندما أشار روزوال -الذي كان يتفق معه على ما يبدو- إلى هذا الأمر بالذات ، تنهدت إميليا بشيء من الاستسلام.

جمع سوبارو شتات شجاعته التي كاد يفقدها، وفكر في أنه قد يكون قادرًا على العثور على الكلمات المناسبة ليطلب المرة القادمة.

“منذ أن جئت إلى هنا – لا ، منذ أن عبرت الحاجز على حد علمي شعرت باضراب في صدري، لا يمكنني الهدوء، ما هذا المكان؟ على الرغم من أنه يطلق عليه الملجأ إلا أنني لا أشعر بأي شيء من اللجوء والأمان منبعث منه،  إذا كنت أشعر بأي شيء ، فهو عكس الأمان … ”

بدا وكأن الوهج الأزرق جعله يتذكر نوعًا من الذكريات المؤلمة.

“ربما يمكنك تفهم أن قبور السحرة لطالما كان يتم وصفها بهذه الطريقة؟”

“إميليا؟”

“- !!”

كان للحاجز القدرة على سلب وعي الناس المختلطين وجعل المتسللين يضيعون في الغابة، لكنه لم يؤذي من هم من ذوي الدم المختلط أذى بالغ – لذا فإن الحاجز يفتقد القدرة على إلحاق الإصابات بروزوال والآخرين.

تسارعت أنفاس إميليا عندما تذرع روزوال بالاسم الآخر للملجأ.

على عكس النهار -عندما كانوا قادرين على السؤال قليلاً عن الظروف المتعلقة بالملجأ- خصص روزوال وقتًا حتى يتمكنوا من التحدث عن هذه الأمور.

سماع المصطلح من فم آخر غير غارفيل جعل للكلمة وصفًا لا يطاق، ومع ذلك ، نظرًا لأن ذلك أضاف فقط إلى المعلومات التي كانوا بحاجة إلى سؤاله عنها –

“الأمر ليس كما لو أنه سيتسرب للخارج، لكن الحاج العجوز يقول إنه هذا المكان هو قبر ساحرة الجشع ، لذلك ليس هنالك مشكلة بالتحدث عن هذه الأمور هنا. الأمر أنهم “يصبحون متقلبين عند سماع ذلك””

“انتظر، دعنا نضع ما نريد أن نسأل عنه بالترتيب الصحيح، أشعر أننا سنلف وندور حول الأمر على هذا المعدل، علينا التوصل إلى نتيجة “.

“-!”

“يااااااإلهي~ هذا أكثر اقتراح سليم أسمعه، يبدو أن حالة سوبارو العقلية قد تغيرت منذ آخر مرة رأيته فيها “.

“بالفعل، ولكن هذا …”

” بجدية، هذه القصة ستطول هكذا، لذا سأفخر بما قلته لاحقًا … آه، هنالك شيء واحد مهم على رغم ذلك.”

“…”

بينما حثته روزوال -في محاولة منه لتسليط الضوء على الأمر- حدق سوبارو مباشرة في وجهه قبل المتابعة.

رد سوبارو الوقح جعل أوتو غاضبًا وسط ضوء النار الذي تخترق ظلمة الليل.

“لقد نجحت في تشكيل تحالف مع كروش، هل أنت راضٍ عن نتائج تطوري هناك الآن؟ ”

أدار سوبارو معصمه ، مبتسمًا لإميليا وهو يؤكد لها صحته، لكن عندما ابتسم لإميليا ، خفضت رأسها وطرحت سؤالاً بحذر شديد على روسال.

“آه ، أنا سعيد للغاية، سعييييييييييييد بحق، لقد حققت شيئًا صعبًا وكنت تتوق إليه منذ فترة طويلة “.

لم تكن كلماته كذبة، إذا كان بإمكانه أن يكون المنافس، فسيخوض المحاكمة دون لحظة تردد حتى، لكن سوبارو لم يستوف الشروط لتحدي الحاجز، وبناءً على ذلك ، فإن الشخص الذي سيتولى المحاكمة هو –

“…هذا هو.”

2

مباركته أشعرت سوبارو أنها نابعة من قلبه أكثر مما توقعه سوبارو، وبالرغم من تفاجؤه، قبل تلك المباركة ببساطة.

التفت سوبارو نحو مصدر الصوت ليرى شخصين قصيرين يسيران عبر مدخل المقاصة – أحدهما فتاة صغيرة المظهر والآخر صبي في سن المراهقة. على الرغم من الفرق الشائع بينهما، إلا أنهما يمثلان الملجأ بأكمله.

كان يتوقع أن يستغرق الأمر كثيرًا من الوقت، لكن روزووال ترك سوبارو بالفعل في العاصمة الملكية مع توقعات بأنه سيقاتل بقوة. استغل روزووال ذلك لمصلحته الخاصة، وهو الأمر الذي لم يكن مسليًا بالنسبة لسوبارو.

“ليستمع الجميع إليّ! كما تعلمون فقد تمكنا من طرد أولئك الذين يشكلون خطرًا على القريبة، والمجموعة الأخرى التي تم إجلاؤها عادت إلى القرية، وهم في انتظار عودتكم ونحن نتحدث الآن”

حقيقة أن إجراءاته المضادة ضد طائفة الساحرة كانت غير كافية بشكل واضح كانت أسوأ ما حدث له.

“ما هذا؟ تميمة من الطراز القديم، صحيح؟ ”

بعيدًا عن شعور عدم الرضا الذي يشعر به في الوقت الحالي، رتب سوبارو الأسئلة الأكثر إلحاحًا في ذهنه قبل البدء.

ضاقت عينا غارفيل على كلام سوبارو كعادته، شعر سوبارو كما لو أنه يواجه وحشًا شرسًا متعجرفًا لذا أعاد بدوره ترتيب تلك المحادثة في رأسه وقال:

“أولاً ، أريد السؤال عن أهالي قرية إيرلهام. قالت رام إنهم بخير، لكن هل هذا صحيح حقًا؟ ”

“آسف، آسف، سأعتذر لك بشكل لائق لاحقًا … هنـالك أمر أهم الآن”

”لا تحمل هذا الهم رجاااااء، صحيح أن حالة جسدي قد تجعل تصديق ذلك صعبًا، ولكننييييي سيدهم في النهاية، لقد تفاوضت نيابة عنهم وفتحت الكاتدرائية لمنحهم المأوى”.

“لقد خصص السيد روزوال لكَ وقتًا هذا المساء، يجب أن تشعر بالرضا حيال ذلك”

“الكاتدرائية ، أليس كذلك؟ سأسألك عن المزيد من التفاصيل حول ذلك لاحقًا. التالي…”

لكنه تصرفاته لم تكن تشير لكونه مصابًا، كان يتصرف بشكل طبيعي تمامًا.

“أخبرنا بما قصدته بعبارة <قبر الساحرة> سابقًا.”

“… إذن ، لنفس السبب لا تنوي السماح لنا بالرحيل أيضًا؟”

مع تقدم سوبارو ، تدخلت إميليا ، واختارت السؤال التالي بنفسها.

تسبب تدخل صوت غير مألوف في التفافت سوبارو نحو المدخل، تمامًا كما فعل غارفيل سابقًا ، كانت هناك شخصية صغيرة تقف هناك

كانت إحدى الأسئلة في قائمة سوبارو أصلًا، لذا لم يكن لديه أي اعتراض. لكن سوبارو لم يفكر في أن صوتها القاسي والطريقة التي سألت بها من عوائدها.

في الواقع ، كانت جروح روزوال -المستلقى على سريره- جروحًا بالغة، حتى لو عاد إلى القصر لتلقي العلاج ، فلا يمكن نقله دون أن يتعافى إلى حد ما على الأقل.

رد روزوال على سؤال إميليا المتوترة بابتسامة ساخرة وأغلق إحدى عينيه.

أومأ غارفيل بتحد ، وأصبحت نظراته الحادة أكثر حدة. شعر سوبارو بالقشعريرة بعد أن استشعر العداء من الواقف أمامه بسبب عبارته السابقة.

“الاسم يمثل المعنى تمامًا، فهذا المكان هو المرقد الأخير للساحرة المسماة إيكيدنا ، والتي كانت تُعرف سابقًا باسم ساحرة الجشع – وبالنسبة لي يعد إحدى الأماكن مقدسة “.

جعل سؤال سوبارو غارفيل -الذي ركب معهم في عربة التنين- يفرك أنفه بإصبعه.

“الساحرة إيكيدنا …”

“هل هذا صحيح …؟ متى أصبحت الأمور هكذا بمجرد أن أدرت ظهري؟”

اللهجة التي رد بها روزوال على السؤال وكيفية نطقه بذلك الاسم جعلت سوبارو يلتقط أنفاسه.

“آ-آآآهه!! ما-ماهذا؟!”

كان رده هادئًا ولطيفًا ، لكنه مليء بالجدية التي تحير العقل، لم يكن هناك أية إشارة لسلوك تهريجه المعتاد، ما ملأ صوته كان العاطفة التي ضغطت بقوة على صدر سوبارو.

“لذلك اسمحوا لي أن أقول لكم مطالبنا.”

في اللحظة التي قال فيها روزوال اسم إيكيدنا، بدا تعبيره أكثر نعومة لأول مرة.

 

“…”

“لدي انطباع سيء حيال هذه الأشياء، الأمر متعلق أيضًا ببعض الذكريات السيئة المتعلقة بالمحاكمات خلال الأسابيع القليلة الماضية. ناهيك عن كون الرجل الذي أكرهه كثيرًا في هذا العالم يتحدث عنها كثيرًا “.

عندما رأت رام جانب وجهه -حيث كانت تجلس بجانب سريره-  خفضت عينيها بلطف، لم يلاحظ سوبارو  رد فعلها، ولكنه لمس صدره بيده.

تم الكشف عن الإجابة على سؤاله بشكل صريح من فم أحد الأشخاص المعنيين، عندما التفت سوبارو نحو قائل هذا العبارة القاسية، توهجت العينان الخضراوتان الحادتان للرجل ذو الشعر الذهبي، والذي يتمتع بدم مختلط ويحدق بسوبارو والآخرين.

لسبب ما ، كان اسم إيكيدنا – وهو اسم ما كان يجب عليه أن يعرفه – يتحرك بشكل غريب داخل صدره.

عندما رأت رام جانب وجهه -حيث كانت تجلس بجانب سريره-  خفضت عينيها بلطف، لم يلاحظ سوبارو  رد فعلها، ولكنه لمس صدره بيده.

“سوبارو ، هل أنت بخير؟ أهنالك أمر ما؟”

“…”

“كلا، أنا بخير … الأهم من ذلك ، نحن نعلم أن هذا هو المكان الذي ماتت فيه الساحرة، لكن يا روزوال لماذا تحافظ على مكان له تاريخ كهذا؟ هل لديك نوع من العلاقة تربطك بهذه الساحرة؟ ”

“ومع ذلك ، فهذه هي على الأرجح آخر معلومة يجب إضافتها، يحق للمؤهلين طلب محاكمة لرفع الحاجز، وجرحي دليل على ما يحدث عندما يتم تجاهل هذا الشرط المسبق”.

“السبب بسيط، لقد كانت هذه الأرض تحت رعاية عائلة ميزرس ، وتوارثتها الأجيال. لقد بدأ ذلك في عهد سيد هذا البيت آنذاك… أي من عهد الروزوال التي ورثت منها هذا الاسم، بعبارة أخرى تم تناقل الملجأ بين أفراد الروزوال منذ ذلك الحين “.

“هذا أمر بعيد المنال، لقد جاء غارف ليرى كيف كانت أحوال السيد روزوال … هل يبدو مثل ذلك النوع من الرجال الذين سيتعاونون مع خطط السيد روزوال ؟ ”

عندما تطرق سوبارو إلى قضية علاقته بالساحرة، حذى روزوال حذوه وبدأ يوضح الأمور، ذلك التفسير جعل إميليا تلمس شفتيها وتعقد حاجبيها الراقيين.

“سيد سوبارو!” “أوه ، الحمد لله ، أنت بأمان!”

” في الماضي… أين أن عائلة ميزرس تعاونت مع ساحرة الجشع لفتـ…”

“حقًا؟ نعم ، أشعر بالارتياح لسماع ذلك … أشعر بالراحة حقًا”.

“- إيكيدنا.”

“هيه، لا تغيري كلماتك فيما بعد، حسنًا ، لا أمانع في تصحيح جزء “التضحية” لأنني تعرضت له، لكن التضحية بنفسي لا يمكن تلقيبها بالنبل أبدًا”

“إيه؟”

“لقد قالت الآنسة ريوزو شيئًا مخيفًا من قبل …” نظرت إميليا إلى جانب ريوزو ليومأ سوبارو استجابة لكلماتها. “قالت <أجساد بلا أرواح> أليس كذلك؟ ما قصدك بذلك؟”

اتسعت عينا إميليا عندما قال الاسم وحده بشكل مفاجئ. ووجه روزوال عينيه نحو إميليا ثم كرر “إيكيدنا”، وتأكد من أنها تسمعه.

لم تكن كلماته كذبة، إذا كان بإمكانه أن يكون المنافس، فسيخوض المحاكمة دون لحظة تردد حتى، لكن سوبارو لم يستوف الشروط لتحدي الحاجز، وبناءً على ذلك ، فإن الشخص الذي سيتولى المحاكمة هو –

“أرجووووو أن تستخدمي هذا الاسم عند الإشارة إليها، وصفها بساحرة الجشع يتضمن كل الصفات الشنيعة، أليس كذلك؟ ناهيك عن كون ذلك اللقب طوييييييل نوعًا ما”

“اخفتى النور؟! هيه، هل كل شيء على ما يرام ؟!”

“اررر، فهمت. إذنن هل يمكنني أن أعتبر أن هذا المكان … هو مثوى إيكيدنا الأخير ، وقد اهتمت عائلة ميزرس به لأنها كانت متعاونة معها لفترة طويلة؟ ”

عندما دحضت سوبارو أفكار رام، ردت رام بـ “ها!” كان هذا نفس الرد الذي لطالما اعتاد عليه منها، هناك، اتجهت أنظارها نحو إميليا ، التي كانت بجانب سوبارو مباشرة.

“نعم هذا صحيح، ولكني أعتبر عبارة “اعتنت به” مبالغ فيها إلى حد ما، لقد وضعت إيكيدنا حاجزًا يمنع الغرباء من المرور عبر غابة الضياع دون الإجراءات الشكلية المناسبة. وفوق ذلك فإن للحاجز أثر خاص على من تكون دماءه ذات وضع معين، ولقد اختبرتِ هذا بنفسكِ يا سيدة إميليا، صحيح؟ ”

“ارحموني، ألم تناموا فجأة عندما عبرتم الحاجز؟ ”

“هذا صحيح ، لقد فقدت الوعي عندما لمست الحاجز. لكن ، وفقًا لغارفيل ، لا يسبب الحاجز أي مشكلة إلا عندما يلمس أنصاف دماء مثلي. لم يؤثر عليك يا سوبارو ، أليس كذلك؟ ”

لكن شخصًا اقترب من إميليا حتى كاد يلتصق بظهر سوبارو – لقد كانت المرأة العجوز، رئيسة قرية إيرلهام.

“إيه ، في الواقع ، لا يمكنني حقًا القول أنه لم يسبب لي أي شيء …”

كانت الأبراج الحجرية عند مدخل المستوطنة تتساقط وتتطاير، كما كان بإمكانهم أيضًا رؤية الأعمدة الحجرية عن بعد، وكلها أشارت إلى انتمائها إلى عصور قديمة للغاية، مغطاة بالطحالب والفطر من كل جانب.

“إيه؟ ماذا تقصد بذلك؟”

كان هنالك تتنهد لطيف، والذي استيقظت بعده تلك الفتاة النائمة على السرير المتواضع

عندما خدش سوبارو خده وغمغم ، رفعت إميليا وجهها بتفاجؤ.

“ليس كل من يعيش في الملجأ يؤيد فكرة التحرر منه.”

لم تكن تعلم أنه بمجرد أن أفقدها الحاجز الوعي تم نقل سوبارو بينما، فقد كانت نائمة طوال الوقت، ولكم يجد سوبارو فرصة مناسبة لإخبارها طول الطريق  ناهيك عن كونه قد تردد كثيرًا في القيام بذلك.

“أجل، كنت أمزح، لكن العقوبة لن تكون هينة – نحن نعلم الآن أن فريدريكا مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالظروف الحالية هنا في الملجأ”.

بعد كل شيء ، لم يستطع مناقشة ما حدث دون مناقشة علاقته بكريستال فريدريكا.

في اللحظة التي قال فيها روزوال اسم إيكيدنا، بدا تعبيره أكثر نعومة لأول مرة.

إذا كانت فريدريكا قد أخبرته أن غارفيل كان شخصًا خطيرًا ، وعهدت إلى إميليا بالكريستال ، وفوق ذلك ، تآمرت لجعل تلك الكريستالة تنقلها عن بعد ، فإنه يتساءل ما هو هدف فريدريكا في القيام بذلك.

“يا إلهي، يا له من انطباع سيئ حقًا، لا بد أن هذا يسبب للفتاة التي تستخدم الروح بعض المتاعب “.

“سوبارو ، إذا حدث شيء ما ، أخبرني. قررنا أننا سنناقش كل الأشياء المهمة، أليس كذلك؟ ”

عند نطقت هذه الكلمات ، خفضت القزم المعنية عينيها، كان صوتها وتعابيرها والمشاعر التي ملأتهما أشبه وكأنها قادمة من  شخص كبير في السن، وهو ما أخذ سوبارو على حين غره

“بالفعل، ولكن هذا …”

بالرغم من أنه عرّف عن نفسه باسمه سابقًا، إلا أنه أصبح ينادى الآن “بالسائق اللقيط”. ناهيك عن احتمالية أن ينفرد غارفيل بأوتو جعلت هذا الآخر يتطلع نحو سوبارو وإميليا باحثًا عن الخلاص.

“سوبارو”.

“هيه، كفي عن التحدث هكذا، إميليا لا تنظر إلى الأمور من هذا الجانب كما تعلمين “.

النظرة الجادة ونداء صوتها جعل أكتاف سوبارو تنخفض باستسلام، هناك  أخرج الكريستالة الزرقاء من جيبه وشرح الوضع لجميع الحاضرين.

“عندما ظهر وميض من الضوء داخل عربة التنين وانهارت السيدة إيميليا، لم أستطع العثور على السيد سوبارو، أتعي كمية الخوف التي شعرت بها تلك اللحظة؟! ولم ألبث إلا وتم أسرها من قبل شخص يرتدي ملابس تشبه ملابس قطّاع الطرق!”

وأوضح أن الكريستالة قد تفاعلت مع الحاجز ، ونقلت سوبارو بمفرده إلى موقع مختلف في الملجأ. هناك التقى بفتاة، واقتيد إلى الأنقاض وفقد وعيه في الداخل. وفي وقت لاحق ، تم القبض عليه من قبل غارفيل، وأعاده إلى الحاضر.

“هل هذا صحيح …؟ متى أصبحت الأمور هكذا بمجرد أن أدرت ظهري؟”

“قامت فريدريكا بتسليم هذا الكريستالة قبل مغادرة القصر. ليس هناك شك في أنها تفاعلت مع الحاجز وجعلت النقل الآني يحدث. كانت إميليا هي التي تحمل الكريستال في البداية ، لذا … ”

بعد أن قطعوا مساحات فارغة شاسعة، واستغرقهم الأمر وقتًا طويلًا لقطع الغابات الكثيفة، وجدوا المستوطنة في الداخل، لكن عندما قاموا بمقارنة المستوطنة بالصورة الخيالية المتوقعة لكلمة “ملجأ”، كان من المستحيل إخفاء الانتطباع الناتج عن رؤية سكن فقير وغير لائق.

“باروسو ، ما تحاول قوله هو أن السيدة إميليا كانت الهدف؟”

“هاه؟”

مع استمرار تحدث سوبارو عما حدث، لخصت رام الجزء الأخير بدلاً منه، جعل استنتاجها سوبارو يؤمئ برأسه، لتعود إليه صورة الفتاة التي التقى بها في الغابة.

تمتمت رام وهي تدير رأسها إلى خارج المعبد، ناظرة إلى الأعلى بينما أعيد تلوين سماء غروب الشمس بألوان الليل.

كانت ملامح الفتاة خالية من عاطفة، أشبه بالدمية. لم تسبب أي ضرر لسوبارو ، لكنها أوصلته إلى الأنقاض وهربت- وكان عليه أن يتساءل ، هل كان الهدف مخصصًا لإميليا بدلاً منه؟

“يا رجل ، تلك الفتاة تشبه ريوزو تمامًا…”

“إذا كان هذا صحيحًا ، فقد كانت السيدة إميليا هي التي ينبغي أن يتم نقلها عن بعد بواسطة الكريستال خلال الوقت الذي سلبها فيه الحاجز وعيها. إذا كان الأمر كذلك ، فمن المصادفة أن سوبارو كان الشخص الذي أرسلَ مكانها “.

من الأعلى، قام شيء ثقيل بإخراج الهواء من جسده، مما أجبر سوبارو على إطلاق صرخة أشبهه بنقيق الضفادع. قام بإلقاء الجزء العلوي من الفوتون بعيدًا حيث جلس والسعال.

“لقد وصلت ذلك المكان وعدت منه دون أي أذى، ولا يوجد على جسدي أي… شيء غريب”.

“كما لو كنت سأتغذى على رجل مثل هذا! إنه صاخب للغاية ويقول أشياء لا يمكن للمرأ أن يكون مستعدًا لها عاطفيًا، لذلك تركته مرة أخرى في عربة التنين “.

أدار سوبارو معصمه ، مبتسمًا لإميليا وهو يؤكد لها صحته، لكن عندما ابتسم لإميليا ، خفضت رأسها وطرحت سؤالاً بحذر شديد على روسال.

“آ..أوووه-”

“قالت فريدريكا إن الكريستالة ضرورية للمرور عبر الحاجز ، لهذا أعطتني إياها … هل هذا صحيح؟”

“حاليًا، هذا ممكن، إنه مجرد افتراض مبني على المعلومات المتاحة “.

“… لسوء الحظ ، فإن الإجراءات المناسبة لعبور الحاجز لا تتضمن شيئًا كهذا، أفترض أن هذا دليل على أن فريدريكا كانت تتخيل فحسب”.

“إذا كان هذا صحيحًا ، فقد كانت السيدة إميليا هي التي ينبغي أن يتم نقلها عن بعد بواسطة الكريستال خلال الوقت الذي سلبها فيه الحاجز وعيها. إذا كان الأمر كذلك ، فمن المصادفة أن سوبارو كان الشخص الذي أرسلَ مكانها “.

رد روزوال جعل كلمات إميليا تعلق في حلقها بينما انخفضت أكتافها، كان هذا أمرًا طبيعًا، فكل هذا الحديث قد أثبت خيانة فريدريكا.

“إنها من بيترا … آه، إنها فتاة لطيفة في القرية، أعطتني هذا قبل أن أغادر، لقد تم تعيينها كخادمة جديدة لمساعدة فريدريكا في القصر … لهذا السبب أشعر بالقلق “.

“عملت فريدريكا معك لفترة طويلة ، أليس كذلك؟ أكثر من عشر سنوات كما سمعته “.

تصريحاتهم، التي أظهرت قلقًا أقل بشأن حياتهم اليومية مقارنة بقلقهم من المستقبل آلمت قلب سوبارو.

“… نعم ، كانت تلك الفتاة لا تزال صغيرة جدًا عندما وظفتها في البداية، إنها فتاة ماهرة للغاية ، ولم تتصرف مرة واحدة متحدية إرادتي … ”

“أشعر بالأسى على ما مررت له، لكنكَ كنت ذو عونٍ كبير لي، فبفضلك بقيت إيميليا في أمان، أنا ممتن لكَ حقًا”

عندما طرحت سوبارو السؤال بدل إميليا، هز روزوال رأسه في فزع واضح. ثم نظر بشكل هادف نحو حافة رؤيته، وعندها ردت رام على نظرته بإيماءة رسمية.

“سأكمل حديثي، إن كانت القوة المحيطة بنا قد سجنتنا في الداخل، ما هي الطريقة الأخرى التي يمكنني التفكير فيها؟ لأكون صريحًا ، ليس لدي الكثير من المعلومات أحتاج لاستكمالها … ولكن هناك شيء واحد يدور في ذهني “.

“وهكذا انتهى مخطط فريدريكا بالدموع~ كنت أمزح فحسب”

رد روزوال على سؤال إميليا المتوترة بابتسامة ساخرة وأغلق إحدى عينيه.

“هل كنت تمزح حقًا؟ الأمر خطيرًا جدًا بالنسبة لي … ”

لكن شخصًا اقترب من إميليا حتى كاد يلتصق بظهر سوبارو – لقد كانت المرأة العجوز، رئيسة قرية إيرلهام.

“أجل، كنت أمزح، لكن العقوبة لن تكون هينة – نحن نعلم الآن أن فريدريكا مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالظروف الحالية هنا في الملجأ”.

“أتظنين أن فريدريكا تعمل مع أشخاص من هذا القبيل؟”

بالنسبة لرام ، كانت فريدريكا زميلة منذ فترة طويلة، بالرغم من أنها اكتشفت للتو أن زميلتها لم تكن مخلصة، إلا أنها تحدثت بهدوء ، ولم يحمل وجهها أي قلق بشأن هذه الحقيقة.

“هنـالك نور يخرج من القبر…”

“ماذا تقصد بظروف الملجأ؟ ماذا يحدث هنا الآن؟ ”

عض غارفيل على لسانه وأعطى الكرسي الذي كان يجلس فيه لريوزو، ثم نفض ذلك الكرسي من آثار جلوسه، ورفع يده باحترام إلى إلى ريوزو حتى تتمكن من الجلوس عليه بسهولة أكبر.

“سيدة إميليا ، ألم تشعري أن الأمر غريب؟ أعني أن رام وأنا والقرويين الذين فروا إلى الملجأ بقوا في هذا المكان بدلاً من العودة إلى القصر؟ ” سأل روزوال.

– تسببت لسوبارو بإخراج كلمة “إيه؟” من شفتيه.

“إيه؟ هذا … اعتقدت أنه لا بد أن يكون بسبب جراحك” أجابت على روزوال .

في اللحظة التي قال فيها روزوال اسم إيكيدنا، بدا تعبيره أكثر نعومة لأول مرة.

في الواقع ، كانت جروح روزوال -المستلقى على سريره- جروحًا بالغة، حتى لو عاد إلى القصر لتلقي العلاج ، فلا يمكن نقله دون أن يتعافى إلى حد ما على الأقل.

“*سعال* *سعال* … ولماذا تتوقع… الكثير من رجل نائم … مهلًا، فقط الآن … ”

لكن روزوال هز رأسه نافيًا كما لو أنه يخبرها أن هذا ليس هو السبب.

“…”

وبعدها-

“إذا كنت ستسأل عما إذا كنا نتوافق بشكل جيد أم لا، فالإجابة هي <لا>، علاوة على ذلك  كل شيء يحدث هنـا ليس من شأنها، كل شيء من هنا يتعلق بنا نحن، وأنتم أيها الأشخاص الذين عبروا الحاجز ، لا أحد آخر”.

“حاليًا ، جميعنا نحن الحاضرين محبوسين داخل الملجأ … رام والقرويين وأنا … آه ، الآن بعد أن دخلتما، أصبحتم محبوسين أيضًا.”

عندما أضافت إميليا الجزء الأخير من كلامها تحولت نظرتها إلى الأفق خلف المقاصة، تساءل سوبارو عما كانت تعنيه كلمتها، لكن لم يكن لديه الوقت ليستفسر عن الأمر.

“هاه؟”

“لقد سمعت أن <الشاب غار> جلب بشرًا من الخارج مرة أخرى … إنه شاب مشاغب للغاية”

كان كل من سوبارو وإيميليا مصدومان من البيان المفاجئ.

ضاقت عينا غارفيل على كلام سوبارو كعادته، شعر سوبارو كما لو أنه يواجه وحشًا شرسًا متعجرفًا لذا أعاد بدوره ترتيب تلك المحادثة في رأسه وقال:

3

– لا تجاه إميليا، كما لو أنه كان يقول أن  يبدو أنه كان يقول أن وجود إيميليا داخل الحرم أمر مفروغ منه.

“… محبوسين…؟ هذا ليس أمرًا رائعًا للغاية “.

“عندما تضيف كلمة لولي إلى كلمة هاج، فإنها تتحول من إهانة إلى ما هو أشبه بوسام شرف، إنه لقب احترام في بلدي، صدقيني”

بطريقة ما ، تمكنت سوبارو من التعافي من الصدمة الأولية وقول تلك الكلمات، استطاعت إميليا أن تخفي دهشتها بنفسها ، وأعطت روزوال المصاب نظرة متألمة وهي تقول: “إذن يا روزوال لا تخبرني أن تلك الجروح ناتجة عن …”

“صحيح. أنت ذكية جدًا، إميليا تان. ”

أصيبت إميليا بالصدمة لأنها ربطت شكله المصاب بالبيان الذي أدلى به للتو، لم يستطع سوبارو -بعد أن وصل لنفس الإستنتاج- إخفاء صدمته.

“بالإضافة إلى ذلك ، فيما يتعلق بأوتو ، أشعر أنه هنالك شيء غريب حياله مهما كنتُ قلقًا عليه”.

“هناك شخص في هذه القرية يمكنه التغلب على روزوال، والتسبب له بإصابات بليغة، وإبقائه أسيرًا؟ هذا ليس أمرًا مضحًكا”.

“أراك عدت يا غارف، يبدو أنك أخذت كل وقتك “.

لمس سوبارو ذقنه ، وهو يفكر بعمق في أمر عدوهم الذي فاقت قوته توقعاته.

إذا كان كلامهم يعني القوة القتالية، فهذا يعني أن مصطلح <قوي> يستخدم بطريقة غير شائعة، لكن ، في ظل الظروف الحالية ، بدت فرص ذلك عالية إلى حد ما ، ولم يكن لديهم حتى الآن دليل أكيد على أنه حليف لهم.

كان روزوال أشهر مستخدم سحري في المملكة، وقد أثبت اضطراب الوحش الشيطاني ذلك، لم يستطع سوبارو تصديق أن هنالك شخص يمكنه بسهولة أن يعرض روسال لهذا القدر من الألم والمعاناة.

بذلك ، فرد ذراعيه على نطاق واسع مشيرًا إلى المنطقة بأكملها.

من في هذا العالم يمكنه –

“صحيح … من ردة فعلكم أفهم أنكم أتيتم إلى الملجأ دون أن تخبركم فريدريكا عن ذلك …؟”

“ماذا -؟ ما زلتم تتحدثون معه؟ لا يجدر بكم الضغط على الرجل الجريح أكثر من اللازم، فكما تعلمون، استعمال الملقط أكثر من اللازم من شأنه أن يسبب جرحًا في الجلد”

في حالة من الذعر الشديد ، نظر أوتو إلى العربة من مقعد السائق وقال:

“-!”

“لا شك أني أعرف هذا المكان … لقد أتيت إلى هنا من قبل ، في النهار!!”

استدار سوبارو لدى سماعه ذلك الصوت القادم من العدم، لتلتقي عينيه بغاارفيل الذي ظهر عند مدخل الغرفة، حدق هذا الآخر بالغرفة ووأطلق صفيرًا نحو إيميليا

“أفترض ذلك، لقد أخطأت هذه المرة”

“هيه، أنت! ما خطب هذا الدخول المفاجئ؟ مهلًا -؟ هل فعلت ذلك لتتجعلني أرخي دفاعاتي؟ ”

فاجأ سؤال إميليا المباشر سوبارو ، لكن غارفيل رد بطريقة هادئة على غير المتوقع، حيث غرق وركيه بعمق في مقعده بينما أشار إلى الجزء الخارجي من عربة التنين بذقنه.

“أنا أتخذ إجراءات السلامة، لأن المحادثة السابقة جعلتني أعتقد أن أخطر شخص هنا هو أنت.”

“آه؟”

ضغط غارفيل على أسنانه بصوت مسموع بتسلية، وقفت إميليا واتخذت وضعية الاستعداد للقتال هي وسوبارو سوبارو وروزوال خلفها ، على ما يبدو محاولة حمايتهما منه.

شعر سوبارو بالذهول عندما ضحك غارفيل بصوت عال وأشار إلى إميليا وهو يدلي ببيانه.

كان تلقي الحماية من إميليا شيئًا مميزًا في حد ذاته ، لكن سوبارو رمش بعينيه عندما أدرك أمرًا آخر، ألا وهو –

“هذا أمر بعيد المنال، لقد جاء غارف ليرى كيف كانت أحوال السيد روزوال … هل يبدو مثل ذلك النوع من الرجال الذين سيتعاونون مع خطط السيد روزوال ؟ ”

“هيــه، ماذا فعلت بأوتو؟ كان معك ، صحيح؟

“قالت فريدريكا إن الكريستالة ضرورية للمرور عبر الحاجز ، لهذا أعطتني إياها … هل هذا صحيح؟”

“آه؟ ماذا ، ذلك الرجل الصاخب؟ هو ، حسنًا … لقد فهمت الأمر، أليس كذلك؟ ”

“أنت لست في وفاق مع فريدريكا؟”

أومأ غارفيل بتحد ، وأصبحت نظراته الحادة أكثر حدة. شعر سوبارو بالقشعريرة بعد أن استشعر العداء من الواقف أمامه بسبب عبارته السابقة.

مع تقدم سوبارو ، تدخلت إميليا ، واختارت السؤال التالي بنفسها.

اتخذت إيميليا موقفًا مماثلًا، كما لو أنها استشعرت الشيء ذاته من غارفيل.

“… رام كلها لطف وإحسان، ناهيك عن أنه إذا تمكنت السيدة إميليا من الأداء كما يأمل السيد روزوال، فلن تكون الإصابات التي حلت بجسده مجرد هباء منثور، لذا بالطبع أنا قلقة عليها”

-كانت الأجواء متوترة للغاية، متوترة لدرجة أن أدنى حركة كفيلة بشجعل القتال بين الإثنين أمر لا مفر منه.

“ظلت تقول إنها لا تستطيع إخبارنا بالتفاصيل، لكن من ضمن ما قالته ظلت تحذرنا من أمر ما… لكن بسبب بعض العهود التي قطعتها ، لم تستطع قول أكثر من اسمك”.

“ها! حسنًا ، إذا كنت تريد لمس شعرة مني فيسعدني أن ….داااه؟؟!”

كان الخمسة الذين شاهدوا سطح الأنقاض تتحدى إميليا المتوهجة بنور خافت -مرحبة بالمنافسة على ما يبدو- وتضيء مكان المرقد الأخير للساحرة بتوهج أخضر فوسفوري والذي بدا وكأنه يغرق في الظلام.

“تصرفك غير مقبول أبدًا يا غارف، اعرف منزلتك أيها الغبي!”

بعد لحظة من التردد ، كشفت إميليا عن نفسها ببطء لينسدل شعرها الفضي خلفها، كان خديها متصلبيين من التوتر حيث وقف سوبارو إلى جانبها وقامت بتبادل النظرات مع جميع القرويين.

تلاشت تلك الأجواء التي كانت أشبه بما قبل الإنفجار بفعل تأثير الصوت القوي لصينية حديدية.

“يا رجل، أنتِ قاسية مع الآخرين! حسنًا، حسنًا! هيه، أيها السائق اللقيط، تعال معي ، سأريك ما في الداخل”

حيث أسقطت رام غارفيل بضربة واحدة لا ترحم بعد أن ظهرت خلف ظهره أثناء ذلك التلاسن، بينما كان غارفيل يتلوى من الألم ، نظرت رام إليه  ثم تنهد وهي تخاطب الآخرين.

رفع سوبارو يده لضرب كف إيميليا معبرًا عن سروره لتزامنهما في التفكير، ولكن إيميليا أمالت رأسها بدلاً من ضرب يده، أنزل سوبارو يده بلطف ونظر إلى غارفيل.

“سيدة إميليا، سوبارو، عار عليكما أن تقفزا إلى الاستنتاجات هكذا، غارف لا علاقة له بإصابات السيد روزوال … قد يبدو غبيًا، لكنه ليس طائشًا إلى هذا الحد”.

“بفضل النار تمكنا من الوصول بسلامة، الحمد لله على وجودها! صحيح يا أوتو؟ ”

“…هل هذا صحيح؟”

“إذن أنت تقول أن هذا أحد تلك الإستثناءات؟ أهناك شيء غريب في أسماء الساحرات الأخريات؟ ”

“نعم يا سيدة إميليا، ليس له علاااااااااااقة بما حدث، كنت على وشك قول ذلك أصلًا”.

“مهههللللًا، من الذي شبهته بقطاع الطرق؟؟ أنتَ لا تقصدني، أليس كذلك؟!”

إن مبالغة روزوال في تصرفاته وكلامه جعلت إميليا تخفض ذراعيها مندهشة،  ثم اندفعت إلى غارفيل وانحنت له بسرعة ثم قالت:

بدا وكأن الوهج الأزرق جعله يتذكر نوعًا من الذكريات المؤلمة.

“أنا – أنا آسفة للغاية! لقد أسأت الفهم تمامًا … كنت واثقة من أنك أكلت أوتو أو ما شابه … ”

“وأنت تنوي تحمل عبء العمل القذر يا باروسو؟ يا له من تصرف بطولي!”

“وااااهه، إميليا تان، خيالاتكِ تجاوزت المستوى! حتى أنـا لم أفكر أنه وصل لهذا الحد”

عندما رأت رام جانب وجهه -حيث كانت تجلس بجانب سريره-  خفضت عينيها بلطف، لم يلاحظ سوبارو  رد فعلها، ولكنه لمس صدره بيده.

على الرغم من أنه من المؤكد أن سوبارو اشتبه في كون حياة أوتو في خطر، إلا أنه لم يشك في أن غارفيل قد فعل شيئًا كهذا.

كانت كلمات غارفيل عن المستوطنة التي عاش فيها قاسية للغاية، لطالما أحب بعض الناس التحدث بشكل سيء عن أوطانهم كنوع من إظهار التواضع، لكن سوبارو لم يشعر بأي نبرة تواضع قادمة من صوت غارفيل.

على خطى إميليا المرتبكة، نظر سوبارو إلى غارفيل في محاولة منه لتحفص ردة فعله حيث رآه يهز رأسه الذي ضربته رام للتو ثم فتح فمه لدحض شكوككما:

نظر سوبارو -الطرف المتلقي لمزاح إميليا النادر-  مباشرة إلى غارفيل، قال غارفيل بعد أن نظر إليه ، “أكمل” ، محفزًا سوبارو على الاستمرار في حديثه، “سأستمع لأي شيء تقوله إذا لم تكن الأوساخ عالقة بنصف قدم عفريته”

“كما لو كنت سأتغذى على رجل مثل هذا! إنه صاخب للغاية ويقول أشياء لا يمكن للمرأ أن يكون مستعدًا لها عاطفيًا، لذلك تركته مرة أخرى في عربة التنين “.

“حددي، هل تثقين في فريدريكا أم لا…؟”

“أنت بدورك تتصرف بغموض، وتثير الضجيج حتى بدون أوتو …”

“أتظنين أن هذا من تدبير فريدريكا؟”

لقد تسبب سلوكه الغامض في سوء فهم كاد يؤدي إلى كارثة كبيرة، ولحسن الحظ تجنبوا تلك الكارثة بفضل رام.

“أليس من الخطر قول مثل هذا القصص المخيفة؟”

“شكرًا لك يا رام، لا نريد سفك أي دماء لا داعِ لهـ – مهلًا، لقد انثنت صينيتكِ بالكامل! ”

بعد أن قطعوا مساحات فارغة شاسعة، واستغرقهم الأمر وقتًا طويلًا لقطع الغابات الكثيفة، وجدوا المستوطنة في الداخل، لكن عندما قاموا بمقارنة المستوطنة بالصورة الخيالية المتوقعة لكلمة “ملجأ”، كان من المستحيل إخفاء الانتطباع الناتج عن رؤية سكن فقير وغير لائق.

“كانت هذه خسارة لا مفر منها لإيقاف غارف، يبدو أن عليّ استعمال حافة الصينية في المرة القادمة وليس سطحها”.

كانت الأبراج الحجرية عند مدخل المستوطنة تتساقط وتتطاير، كما كان بإمكانهم أيضًا رؤية الأعمدة الحجرية عن بعد، وكلها أشارت إلى انتمائها إلى عصور قديمة للغاية، مغطاة بالطحالب والفطر من كل جانب.

تعلمت رام من رؤية الصينية المثنية كيفية استخدامها بشكل أفضل المرة القادمة، وبوضع ما قالته جانبًا، جلس غارفيل -الذي كان ضحية ضربتها- على كرسي في زاوية الغرفة، ثم فرك رأسه وهو ينظر إلى رام ثم قال:

“أوهه؟ يونغ سو ، أنت لا تحب المواثيق؟ ”

“رام ، إن كنتِ <تشعرين بالأسف> حيال ما فعلته ولو قليلًا، ما رأيكِ في إعداد بعض الشاي؟”

إلتوت ركبتيه، وسقط جسد سوبارو كالدمية إذ أنه لم يقم بأدنى حركة من شأنها تخفيف سقوطه، سقط على الأرض بأطراف ممتدة مثل ملاك الثلج ، وانتهى به الأمر بجوار إميليا بمحض الصدفة.

“إذن انتظروا رجاءً ريثما أخرج لجمع بعض الأوراق المتساقطة.”

“هل الجميع بخير ؟!”

أصدرت رام صوتًا من أنفها ردًا على الطلب الذي أتاها، ثم خرجت من المنزل. فما كان من سوبارو إلا أن تساءل تساءل فقط عما تنوي فعله بالأوراق المتساقطة، بالرغم من أن ذلك شد ذهنه ، إلا أن ما جذب انتباهه أيضًا كان الحماسة التي شاهد بها غارفيل رام أثناء مغادرتها.

“-!”

“كنت أتساءل عن أمر هذه المحادثات والنظرات عند مدخل القرية أيضًا … ماذا؟ أتكن مشاعر لرام؟ ”

أخذ سحرة الروح جميع المواثيق من عهود وأقسام على محمل الجد، كانت كلمات ريوزو دليلًا على أن هذه كانت حقيقة معروفة للجميع.

“إنها امرأة جميلة ، أليس كذلك؟ ليس من الغريب تماما أن ينجذب الذكور إلى إناث قوية وقادرات مثلها”.

“هو-هو، هذا الصبي يفهم بسرعة إلى حد ما، لقد اختصر الموضوع”.

“نحن لا نصنف الناس حسب كونهم ذكرًا وأنثى، لذا توققققف عن النقيق حول ذلك ، صــه…”

“هذا أمر بعيد المنال، لقد جاء غارف ليرى كيف كانت أحوال السيد روزوال … هل يبدو مثل ذلك النوع من الرجال الذين سيتعاونون مع خطط السيد روزوال ؟ ”

كان غارفيل قد أجاب علانية على سؤال سوبارو، لكن طريقته في التعبير عن الرومنسية خذلته، كانت عاطفة رام تجاه روزوال عميقة، نابعة من كل قلبها –

“هذه الكريساتالة لا تعني لي شيئًا، وبطبيعتة الحال، فإن ما حدث للسيدة إيميليا هو ردة فعل طبيعية من الحاجز، إذ أنه يتفعال مع الدم القذر”

كان هذا جانبًا لا لبس فيه من الرومانسية في أي عالم، لكن –

“أنت تتصرفين بقسوة مع ذلك الرجل الذي وقع في حُبك!”

“حسنا اذن، بناءً على ردة الفعل هذه، لا يبدو أنك تحدثت معها في الأمور العميقة حتى الآن، أنت حر في أن تتحول إلى قمامة إذا كنت تريد ذلك ، ولكن … يجب أن تفاتح السيدة إيميليا بالأمر على الأقل “.

“حتى لو لم يكونا متورطين، قد يكون من معارفهم شخص كذلك، لذا من الأفضل أن نبقي الأمر سرًا قدر الإمكان، من يدري… قد يعلم بذلك الأمر شخص ثرثار ويفضحنا؟!”

“يفاتح الأمر معي؟”

“هاه، يا لها من جرأة يتحلى بها شخص كان نائمًا طوال هذا الوقت، يا له من أمر مثير للإهتمام…!”

مع غياب رام عن الغرفة، نقر غارفيل بأصبعه على ركبته وهو يعيدهم إلى موضوعهم الأساسي.

على خطى إميليا المرتبكة، نظر سوبارو إلى غارفيل في محاولة منه لتحفص ردة فعله حيث رآه يهز رأسه الذي ضربته رام للتو ثم فتح فمه لدحض شكوككما:

فوجئت إميليا بذكر اسمها، لكن غارفيل لم يبالي بذلك، مما دفع روزوال لاتخاذ الحيطة والحذر

“إذا كنت ترغب في ذلك يا سوبارو، تفضل”

“حقيقة أنها تجاوزت الحاجز تعني أنها انغمست في عملنا، فلماذا تخوضون هذه المحادثة الهادئة والممتعة؟ هل تدورون كالنحلة حول الموضوع أم ماذا؟”

“صحيح، كنت أتساءل عن ذلك، كيف انتهى بك الأمر في المكان الذي كنتُ فيه؟ ”

“لست متأكدًا من سبب ذكرك للنحلة، ولكن… نحن نقوم بعملٍ نحن ملزمون به، وهذا العمل لا يبدو أن له علاقة بهذا السجن.”

“سيدة إميليا، أطيب التحايا، بما أن السيد روزوال ينتظرك في الداخل سأرافقك إليه. غارف أرجو أن توجه عربة التنين والحارس إلى المكان المناسب “.

ضاقت عينا غارفيل على كلام سوبارو كعادته، شعر سوبارو كما لو أنه يواجه وحشًا شرسًا متعجرفًا لذا أعاد بدوره ترتيب تلك المحادثة في رأسه وقال:

كان سوبارو غاضبًا من القسوة التي تعرض لها، فما كان من رام إلا أن ردت عليه بـ: “طيب” وضغطت بقطعة قماش مبللة على خد سوبارو بينما تابعت:

“بناءً على ما قاله روزوال، هذا ليس سجنًا إجباريًا، بغض النظر عن مظهرك وتصرفاتك ، لا يمكنك أن تكون سريع الغضب وعنيفًا بما يكفي لـ … ”

شاهدت سوبارو من بعيد القرويين وهم يتفاعلون مع إميليا في وسط الكاتدرائية بوجوه صلبة ومبتسمة.

للحظة ، عاد غارفيل إلى الظهور في ذكرياته.

“سكان قرية إيرلهام ممنوعون من الخروج ليلا، لا توجد إضاءة مناسبة لهم في هذه الساعة ، أصلًا ”

“… لفعل هذا النوع من الأشياء.”

“أنت تتصرفين بقسوة مع ذلك الرجل الذي وقع في حُبك!”

“سوبارو ، لقد بدوت غير متأكد مما الآن …”

شعر سوبارو بالارتياح لدحض أسوأ سناريوهاته، لكن مخاوف أوتو لم تُمحَ. وجد سوبارو نفسه يشعر بالشك عندما اتخذت إميليا الجالسة بجانبه قد أكملت من حيث توقف أوتو.

نظر سوبارو -الطرف المتلقي لمزاح إميليا النادر-  مباشرة إلى غارفيل، قال غارفيل بعد أن نظر إليه ، “أكمل” ، محفزًا سوبارو على الاستمرار في حديثه، “سأستمع لأي شيء تقوله إذا لم تكن الأوساخ عالقة بنصف قدم عفريته”

“ليستمع الجميع إليّ! كما تعلمون فقد تمكنا من طرد أولئك الذين يشكلون خطرًا على القريبة، والمجموعة الأخرى التي تم إجلاؤها عادت إلى القرية، وهم في انتظار عودتكم ونحن نتحدث الآن”

“قلت لك أنها نصف قزم، إن ناديتها بذلك مرة أخرى سأجعل روزوال يشعل النار في مؤخرتك”.

 

خفض غارفيل رأسه عندما قال سوبارو بلا خجل أنه سيستعير قوة شخص آخر لينتقم منه، وفي رد فعلٍ من سوبارو، رفع إصبعًا، وأدار ذلك الإصبع للإشارة إلى خارج الملجأ:

تمتمت رام وهي تدير رأسها إلى خارج المعبد، ناظرة إلى الأعلى بينما أعيد تلوين سماء غروب الشمس بألوان الليل.

“سأكمل حديثي، إن كانت القوة المحيطة بنا قد سجنتنا في الداخل، ما هي الطريقة الأخرى التي يمكنني التفكير فيها؟ لأكون صريحًا ، ليس لدي الكثير من المعلومات أحتاج لاستكمالها … ولكن هناك شيء واحد يدور في ذهني “.

“من فضلك لا تذكر العفريتة التي رأيتها من قبل”

“… الحاجز؟”

“صحيح … من ردة فعلكم أفهم أنكم أتيتم إلى الملجأ دون أن تخبركم فريدريكا عن ذلك …؟”

“صحيح. أنت ذكية جدًا، إميليا تان. ”

“كن حذرا يا باروسو، الشيء المؤكد هي أن الوسيلة الوحيدة لأولئك الذين يعارضون تحرير الملجأ لتحقيق أهدافهم هي إلحاق الأذى بالسيدة إميليا، نحن لا نعرف من هم أعداؤنا، لذا ابقَ يقظًا”

بدت إميليا غير متأكدة من إجابتها عدما قالتها، لكن وجهة نظرها كانت متوافقة مع وجهة نظر سوبارو.

مع تصرف روزوال بهذه المعنويات العالية، رفع سوبارو قبضتة المشدودة، مسألة سماحه لروزوال من عدمه شيء، وما قاله للتو شيء آخر.

إذا لم تكن عضلات غارفيل أو إصابات روزوال لها علاقة بالسجن داخل الملجأ، فهذا يعني أن الحاجز هو الإحتمال الوحيد – الحاجز له تأثير خاص يهدف في الأصل إلى حماية الملجأ.

الحقيقة أن المواثيق والأقسام كانتا إحدى الأسباب التي أدت إلى انفصال سوبارو عن إميليا ذات مرة، حيث ذهبت دون أن تقول لسوبارو أين، رغم أن هذا الآخر ظن أن ذلك خطأه، كل نفس-

“عندما لامست إيميليا الحاجز، فقدت وعيها. وفقًا لغارفيل ، هذا ليس تأثيرًا مقصورًا على إميليا – إنه يحدث لمعظم الأشخاص الذين يعيشون في هذا الملجأ”.

عندما طرحت سوبارو السؤال بدل إميليا، هز روزوال رأسه في فزع واضح. ثم نظر بشكل هادف نحو حافة رؤيته، وعندها ردت رام على نظرته بإيماءة رسمية.

“بعبارة أخرى ، سوبارو … هل تعتقد أن تأثير الحاجز هو الذي يبقي روزوال والآخرين هنا ويمنعهم من العودة إلى القصر؟”

“لقد تعرضت لمضايقاتٍ كثيرة، فلمن أوجه غضبي بالضبط؟!”

“ها أنت ذا مرة أخرى! بالضبط. واو ، أنا وإميليا تان في حالة تزامن عقلي مثالية اليوم! ”

“… محبوسين…؟ هذا ليس أمرًا رائعًا للغاية “.

رفع سوبارو يده لضرب كف إيميليا معبرًا عن سروره لتزامنهما في التفكير، ولكن إيميليا أمالت رأسها بدلاً من ضرب يده، أنزل سوبارو يده بلطف ونظر إلى غارفيل.

بعيدًا عن شعور عدم الرضا الذي يشعر به في الوقت الحالي، رتب سوبارو الأسئلة الأكثر إلحاحًا في ذهنه قبل البدء.

“إذن ، هذا ما كنت أفكر فيه ، لكن … هل أنا على حق؟”

كان هذا جانبًا لا لبس فيه من الرومانسية في أي عالم، لكن –

“… آسف يبدو أني أعطيتك تقييمًا منخفضًا، ثلاث نجوم تحت الصفر “.

“اعترافك هذا يزيد الطين بله، لقد بقيت أنـا ومعدتي الفارغة!!”

“تقييم رائع، لكن سأهدف إلى رفعه تدريجياً فيما بعد”

“مهلًا، مهلًا مهللللًا! لقد تفاجأتم بردة فعلي المتأخرة، قبل كل شيء، ما الذي تعنونه بساحرة الجشع؟ عندما يقول الناس ساحرة، فإنهم يقصدون ساحرة الحسد ، أليس كذلك …؟ ”

أخذ سوبارو ما قاله غارفيل كطريقة ملتوية لقول <نعم، أنت على حق>، أومأ سوبارو ونظر إلى روزوال وأثناء قيامه بذلك ، أغلق روزوال إحدى عينيه في ردًا على استنتاج سوبارو وإميليا ، واستقرت المتعة في عينه الصفراء.

“لو كان ذلك هو الوضع لقامت رام بتحويل هذا المكان بأكمله إلى بحر من النيران، يجب أن تكون في غاية الامتنان للسيد روزوال لأنه ما يزال حيَا”.

“يا إلهييييييي، هنالك تطور كبير في الأيام الأخيرة،  التفاؤل الذي يتحلى به كلٌ من سوبارو والسيدة إميليا يبعث على الطمأنينة، كان الأمر يستحق أن أجعل قلبي قلب أوني وأترك الأمور على ما هي عليه”.

“…”

“لدي الكثير من الأشياء لأقولها لك لاحقًا فيما يتعلق بـ <ترك الأمور> ضع في اعتبارك أنك لو لم تكن مصابًا لوصلتك قبضتتي الحديدية وحطمت رأسك”

” بجدية، هذه القصة ستطول هكذا، لذا سأفخر بما قلته لاحقًا … آه، هنالك شيء واحد مهم على رغم ذلك.”

“ياااا إلهيييي، هذا مخييييف”

“… محبوسين…؟ هذا ليس أمرًا رائعًا للغاية “.

مع تصرف روزوال بهذه المعنويات العالية، رفع سوبارو قبضتة المشدودة، مسألة سماحه لروزوال من عدمه شيء، وما قاله للتو شيء آخر.

لقد طلبت منه التزام الصمت بشأن العفريتة، لكن سرعان ما تم الرد على تساؤلاته حيال ذلك.

كان سيضرب الرجل لاحقًا بسبب افتقاره إلى الإجراءات المضادة لهجوم طائفة االساحرة أثناء غيابه.

“قلت لك أنها نصف قزم، إن ناديتها بذلك مرة أخرى سأجعل روزوال يشعل النار في مؤخرتك”.

“حاليًا موضوع الحاجز أكثر أهمية، هل الحاجز هو سبب احتجازكم هنا؟”

ولم يكن هناك تغيير واضح في غارفيل، وواصلت ريوزو الوقوف بجانب سوبارو في صمت. عندما حول نظره قليلاً ، تفاجأ برؤية محادثة لطيفة بين رام وأوتو.

“لا يمكنني القول أن ذلك صحيح بمعنى الككلمة، ومع ذلك فقد اقتربت من الحقيقة، إنها لحقيقة أن سبب احتجازنا داخل الملجأ له علاقة بالحاجز”

أدار سوبارو معصمه ، مبتسمًا لإميليا وهو يؤكد لها صحته، لكن عندما ابتسم لإميليا ، خفضت رأسها وطرحت سؤالاً بحذر شديد على روسال.

كان للحاجز القدرة على سلب وعي الناس المختلطين وجعل المتسللين يضيعون في الغابة، لكنه لم يؤذي من هم من ذوي الدم المختلط أذى بالغ – لذا فإن الحاجز يفتقد القدرة على إلحاق الإصابات بروزوال والآخرين.

“أريد أن أعيد لمّ شملكم بعائلاتكم، وهذا … ليس وعدًا قطعته في تلك القرية، بل شيئًا أقسمته لنفسي، هذه غايتي التي أود تحقيقها، هذا كل شئ.”

“لذا فإن حقيقة أنك عالق هنا تعني …”

“هوو، أنـا لا أنزعج إن اعتذر الشخص المخطئ لي، ربما لهذا السبب كنت ضعيفًا جدًا في تربية الشاب غار “.

“تعني أن الأشخاص الواقعين تحت تأثير الحاجز يقفون في طريقنا”

“سو … بارو …؟ إيه … ”

تم الكشف عن الإجابة على سؤاله بشكل صريح من فم أحد الأشخاص المعنيين، عندما التفت سوبارو نحو قائل هذا العبارة القاسية، توهجت العينان الخضراوتان الحادتان للرجل ذو الشعر الذهبي، والذي يتمتع بدم مختلط ويحدق بسوبارو والآخرين.

“لقد وصلت ذلك المكان وعدت منه دون أي أذى، ولا يوجد على جسدي أي… شيء غريب”.

“غارفيل …”

“تعني أن الأشخاص الواقعين تحت تأثير الحاجز يقفون في طريقنا”

“إن كنت سأشرح القصة بأسلوبي، فالأمر بسيط، لا يمكننا الخروج من الملجأ طالما الحاجز ما يزال موجودًا، صحيح أن الحاجز لا يحتجزكم أنتم بالذات… لكني أرى…. هذا ليس عادلاً، أليس كذلك؟ ”

” – أولاً، واجه ماضيك.”

“… إذن، لأنك تريد الخروج ولكنك عاجز عن ذلك تحتجز روزوال والآخرين؟ لدرجة تجعلك تلحق الضرر بشخص ما هكذا؟”

“قالت فريدريكا إن الكريستالة ضرورية للمرور عبر الحاجز ، لهذا أعطتني إياها … هل هذا صحيح؟”

شعر سوبارو -الذي أدرك أن القضية أصبحت تافهة للغاية- بالغضب تجاه تلك الأفعال الهوجاء، ومع ذلك ، عندما تعمق في الموضوع أصبح غارفيل متجهما أكثر.

“آسف، آسف، سأعتذر لك بشكل لائق لاحقًا … هنـالك أمر أهم الآن”

“قل ما تريد قوله، لكن، أتظن أن الأمر لن يكون له علاقة بك؟ ”

“كما لو كنت سأتغذى على رجل مثل هذا! إنه صاخب للغاية ويقول أشياء لا يمكن للمرأ أن يكون مستعدًا لها عاطفيًا، لذلك تركته مرة أخرى في عربة التنين “.

“… إذن ، لنفس السبب لا تنوي السماح لنا بالرحيل أيضًا؟”

“ا-انتظر يا يونغ سو! أن غير مؤهل للدخول!!”

“لا لا! ليس الأمر كذلك ، الأمر أبسط بكثير! لا يمكن لأميرتك الصغيرة الثمينة الخروج من الملجأ لنفس السبب الذي يجعلني أنا وأولئك العجائز محجوزون هنا، اللعنة !! ”

كان هذا التعليق الأخير أقسى من كل شيء، قاسٍ بما يكفي ليجعل سوبارو يتعاطف مع غارفيل.

“آه…”

ترك تصريح إميليا القرويين في حيرة من أمرهم وهم ينظرون إلى بعضهم البعض، لقد مدت يدها لهم ذات مرة وقاموا برفضها، لن يتم إصلاح هذه العلاقة بسهولة، كل ما فعله سوبارو هو إعداد تهيئة هذا المشهد ثم إدخالها له، فيما يتعلق بالقرويين، فقد كانت صورة إيميليا العالقة في أذهانهم ما هي إلا صورة نمطية عن أنصاف العفاريت.

شعر سوبارو بالذهول عندما ضحك غارفيل بصوت عال وأشار إلى إميليا وهو يدلي ببيانه.

عندما دحضت سوبارو أفكار رام، ردت رام بـ “ها!” كان هذا نفس الرد الذي لطالما اعتاد عليه منها، هناك، اتجهت أنظارها نحو إميليا ، التي كانت بجانب سوبارو مباشرة.

حقًا ، لقد كره نفسه لأنه لم يدرك شيئًا بهذا الوضوح، كان الوضع بالضبط مثلما قال غارفيل، وتأثير الحاجز على إيميليا لم يدع مجالاً للشك؛ لقد أصبحت هي أيضا أسيرة الملجأ.

رفع سوبارو يده لضرب كف إيميليا معبرًا عن سروره لتزامنهما في التفكير، ولكن إيميليا أمالت رأسها بدلاً من ضرب يده، أنزل سوبارو يده بلطف ونظر إلى غارفيل.

“ألا يمكن فعل أي شيء حيال ذلك؟ مثل … صحيح! إذا كان الحاجز يضرب الناس عندما يلمسونه ، فماذا عن تنفيذهم من قبل أشخاص ليسوا تحت تأثيره … ”

“…!!! ما الذي تقصدينه بذلك؟!”

“آه ، سوبارو ، مذهل! يمكننا استخدام هذه الطريقة لجذب الأشخاص – ”

همهم سوبارو بعد أن رأى تلك النظرة المدركة على وجه أوتو، ثم شرع في السير اتجاه إيميليا التي كانت تغلق عينيها عندما نالت بركات الأرواح الصغرى، وعندما أحست بحضوره ورفعت رأسخت وأطبقت شفتيها.

“اقتراح ممتع ، ولكن من الأفضل تجنبه، إلا إذا كنت لا تسعى إلى جعلنا أرواحنا بلا قشور على الأقل “.

كان أصحاب تلك النظرات قد رفضوها من قبل، لكن الآن أصبح لديها الشجاعة لمواجهتهم دون رداء “تغيير الهوية”، وبالرغم من ذلك عضت إميليا شفتها وهي تحني رأسها لهم.

للمرة أخرى ، تدخل طرف ثالث في محادثة سوبارو في ذلك اليوم.

لوح روزوال للثنائي بابتسامة مريبة، وهو أمر بدا في غير محله إلى حد كبير.

تسبب تدخل صوت غير مألوف في التفافت سوبارو نحو المدخل، تمامًا كما فعل غارفيل سابقًا ، كانت هناك شخصية صغيرة تقف هناك

“تقييم رائع، لكن سأهدف إلى رفعه تدريجياً فيما بعد”

– تسببت لسوبارو بإخراج كلمة “إيه؟” من شفتيه.

اتسعت عينا إميليا عندما قال الاسم وحده بشكل مفاجئ. ووجه روزوال عينيه نحو إميليا ثم كرر “إيكيدنا”، وتأكد من أنها تسمعه.

أممام عينيه، رأى فتاة ذات شعر وردي طويل وآذان مدببة، أشبه بالدمية! بمقارنته بالأشخاص الذين رآهم من قبل، كانت هذه الصفات بلا شك  صفات تلك الجنية التي واجهها سوبارو في الغابة –

“صحيح. أنت ذكية جدًا، إميليا تان. ”

“هل هذا … آخ – حار ، حار ، حار ، حار ، حار؟”

في الواقع ، كانت جروح روزوال -المستلقى على سريره- جروحًا بالغة، حتى لو عاد إلى القصر لتلقي العلاج ، فلا يمكن نقله دون أن يتعافى إلى حد ما على الأقل.

”تفضل يا باروسو الشاي حسب الطلب”.

بعد كل شيء ، لم يستطع مناقشة ما حدث دون مناقشة علاقته بكريستال فريدريكا.

سوبارو الذي كان متفاجئًا بلم شملهم كاد يبدأ الحديث على الفور، لكن الشعور المفاجئ بمشروب ساخن وبخار مضغوط على خده جعل سوبارو يصرخ من الألم الحارق ، وينهارعلى أرضية الغرفة.

“لا تخبرني أن لكل ساحرة ساحرة أعلى منها؟ هنالك سبع ساحرات، إذن سبعة مطران في المجموع ؟! ما مدى صعوبة هزيمة أحدهم في اعتقادك ؟! ”

بعد أن عادت الخادمة رامـ حدقت في تصرفات سوبارو بنظرة من الازدراء.

“لا شك أني أعرف هذا المكان … لقد أتيت إلى هنا من قبل ، في النهار!!”

”ياللإزعاج، ألا يسيء ذلك لرجولتك”

دفع ذلك سوبارو إلى تذكر مآسي حياته كخادم، ولكن لم يكن هذا هو ما ركز عليه عقل سوبارو، بل همسة رام في أذنه.

“هذا لا علاقة لهذا بكوني رجلاً أو لا! لقد حرقت خدي ، ألا تعلمين؟! بماذا كنتِ تفكرين؟”

“بعد رؤية تلك الجروح ، لن أعترض … رغم أني ما زلت أشعر بالشك في أن ذلك كان جزءًا من مخططه.”

واقفًا في وجه تلك الإساءة القاسية، نفّس سوبارو ألمه وحزنه بعيون دامعة، لم يكن هذا أول عنف تقوم به رام ضده، لكن كان هذا أقلها منطقية.

“…”

كان سوبارو غاضبًا من القسوة التي تعرض لها، فما كان من رام إلا أن ردت عليه بـ: “طيب” وضغطت بقطعة قماش مبللة على خد سوبارو بينما تابعت:

صاح سوبارو.

“من فضلك لا تذكر العفريتة التي رأيتها من قبل”

“لقد قالت الآنسة ريوزو شيئًا مخيفًا من قبل …” نظرت إميليا إلى جانب ريوزو ليومأ سوبارو استجابة لكلماتها. “قالت <أجساد بلا أرواح> أليس كذلك؟ ما قصدك بذلك؟”

“هاه؟” هكذا ردت سوباروبعينين واسعتين من الصدمة، لأن رام كانت قريبة جدًا لدرجة أنها لمست أذنه.

أتى ذلك الصوت من وسط المستوطنة، في الطريق الذي كانت تسير فيه عربة التنين.

ومع ذلك ، لم تقل رام شيئًا عن ذلك وسلمت كوبًا مختلفًا  ينبعث البخار منه إلى غارفيل

في البداية كانت هناك رام  -تابعة للمصاب روزوال- ثم غارفيل وريوزو اللذان يمثلان مصالح الحرم، وبعدها في القائمة سوبارو -تابع إميليا- وأخيرًا الغريب أوتو.

“خذ الشاي الطازج!!”

“حقًا؟ نعم ، أشعر بالارتياح لسماع ذلك … أشعر بالراحة حقًا”.

“ألا تقال هذه العبارة عادة بـ… امم، مزيد من الرقة؟”

“هذا المساء ، أليس كذلك؟”

“إنه شاي مستخلص من عصارة الأوراق المتساقطة، يجب أن تكون ممتنًا لأن رام هي من سكبته لك! عليك شربه لآخر قطرة!”

عند التفكير بذلك الشكل، يمكنه فهم سبب انزعاج غارفيل أيضًا، بالحكم على شخصيته التي فهمها سوبارو في وقت قصير بالنظر، لم يكن هناك شك في أن غارفيل من النوع الذي يفضل الموت بدلاً من ترك مشاكله لشخص آخر ليحلها”.

وضع سوبارو أفكاره جانبًا وهو يراقب المعاملة الرهيبة التي تعامل بها ذلك الرجل مع رام

“آه ، أنا سعيد للغاية، سعييييييييييييد بحق، لقد حققت شيئًا صعبًا وكنت تتوق إليه منذ فترة طويلة “.

“سوبارو ، هل أنت بخير؟ هل يجب أن أبرّد خدك بالثلج؟ ”

عندما رأت رام جانب وجهه -حيث كانت تجلس بجانب سريره-  خفضت عينيها بلطف، لم يلاحظ سوبارو  رد فعلها، ولكنه لمس صدره بيده.

“آه ، لا بأس ، أنا بخير، أنا معتاد على قيام رام بأشياء مجنونة، أصبح الأمر أشبه بالطقوس اليومية”

“لو كان ذلك هو الوضع لقامت رام بتحويل هذا المكان بأكمله إلى بحر من النيران، يجب أن تكون في غاية الامتنان للسيد روزوال لأنه ما يزال حيَا”.

“هل هذا صحيح …؟ متى أصبحت الأمور هكذا بمجرد أن أدرت ظهري؟”

“هذا لا علاقة لهذا بكوني رجلاً أو لا! لقد حرقت خدي ، ألا تعلمين؟! بماذا كنتِ تفكرين؟”

دفع ذلك سوبارو إلى تذكر مآسي حياته كخادم، ولكن لم يكن هذا هو ما ركز عليه عقل سوبارو، بل همسة رام في أذنه.

“أعتذر عن تأخري في تقديم نفسي يا سيدة إميليا. أنا ريوزو بيلما، بإمكانك القول أني ممثلة هذه القرية، كما ترين أنا مجرد عجوز مترنحة”.

لقد طلبت منه التزام الصمت بشأن العفريتة، لكن سرعان ما تم الرد على تساؤلاته حيال ذلك.

“نوعًا ما، تبدو كشحاثي الشوارع  الذين لا يملأ أفواههم سوى الكلام القذر والوقح…”

“لقد سمعت أن <الشاب غار> جلب بشرًا من الخارج مرة أخرى … إنه شاب مشاغب للغاية”

رفع سوبارو يده لضرب كف إيميليا معبرًا عن سروره لتزامنهما في التفكير، ولكن إيميليا أمالت رأسها بدلاً من ضرب يده، أنزل سوبارو يده بلطف ونظر إلى غارفيل.

عند نطقت هذه الكلمات ، خفضت القزم المعنية عينيها، كان صوتها وتعابيرها والمشاعر التي ملأتهما أشبه وكأنها قادمة من  شخص كبير في السن، وهو ما أخذ سوبارو على حين غره

أثارت إيميليا -التي اتخذت موقفًا عدوانيًا على غير المعتاد-  الروح القتالية لغارفيل بدورها، فما كان من سوبارو إلا أن تدخل بينهما ، ممسكًا بكتفي إميليا.

“ارر، ومن تكونين…؟”

كان سوبارو غاضبًا من القسوة التي تعرض لها، فما كان من رام إلا أن ردت عليه بـ: “طيب” وضغطت بقطعة قماش مبللة على خد سوبارو بينما تابعت:

“أعتذر عن تأخري في تقديم نفسي يا سيدة إميليا. أنا ريوزو بيلما، بإمكانك القول أني ممثلة هذه القرية، كما ترين أنا مجرد عجوز مترنحة”.

“أرواح المختلطين يتم صدها…؟ إررر؟”

“ص-صحيح … أنت كبيرة في السن كما يبدو شكلكِ …”

“كلا، أنا بخير … الأهم من ذلك ، نحن نعلم أن هذا هو المكان الذي ماتت فيه الساحرة، لكن يا روزوال لماذا تحافظ على مكان له تاريخ كهذا؟ هل لديك نوع من العلاقة تربطك بهذه الساحرة؟ ”

عندما انحنت تلك المرأة التي أطلقت على نفسها اسم ريوزو وعرفت عن نفسها، أصاب ذلك إيميليا بنوع من الحيرة.

“عندما ظهر وميض من الضوء داخل عربة التنين وانهارت السيدة إيميليا، لم أستطع العثور على السيد سوبارو، أتعي كمية الخوف التي شعرت بها تلك اللحظة؟! ولم ألبث إلا وتم أسرها من قبل شخص يرتدي ملابس تشبه ملابس قطّاع الطرق!”

أظهر سوبارو ردة الفعل نفسها، فكما يبدو لم يكن الشخص الوحيد الذي تفاجأ من تقديم ريوزو، حيث بدت كفتاة صغيرة ولكنها نادت نفسها بالعجوز المترنحة.

“سوبارو ، إذا حدث شيء ما ، أخبرني. قررنا أننا سنناقش كل الأشياء المهمة، أليس كذلك؟ ”

من الخارج، بدت وكأنها فتاة مراهقة يافعة، كانت ترتدي رداءًا أبيض، مما جعل من المستحيل رؤية أطرافها خلف، علاوة على ذلك فقد تصادمت أقوالها وأفعالها التي تشير إلى سنوات من النضج بمظهرها –

“-؟”

“إنها لولي هاج …! لطالما آمنت أني سأرى أحدهم يومًا ما … ”

“- إيكيدنا.”

“لم أظن أنه سيتم مناداتي بـ “الهاج” في اللقاء الأول، هذا الشاب أكثر فظاظة من الشاب غار والشاب روز … ”

اعتذرت رام عن الانطباع البارد إلى حد ما الذي أعطته من المدخل بشأن التبادلات الجارية في تلك اللحظة، نادرًا ما يأتي اعتذار منها، وهذا الأمر فاجأ سوبارو مما جعل رام تضيق عينيها الورديتين.

“عندما تضيف كلمة لولي إلى كلمة هاج، فإنها تتحول من إهانة إلى ما هو أشبه بوسام شرف، إنه لقب احترام في بلدي، صدقيني”

“إذن هذا سر نخفيه حتى عن ريوزو وغارفيل، أليس كذلك …؟ لكن أليس من المستبعد أنه يكونا معارضين لتحرير الملجأ؟”

ردا على التقلب الذي حدث، حاول سوبارو بطريقة ما تصحيح الفوضى التي أحدثها.

لم تكن المستوطنة سوى قرية وحيدة معزولة في البداية، بأدنى حد من الإضاءة اللازمة لدرء ظلمة الليل إذ لم يكن هناك ما يساعد على التنزه ليلاً إلا على ضوء النجوم والإضاءة الضعيفة القادمة من المنازل.

كانت ريوزو هي صورة طبق الأصل للفتاة التي قابلها في الغابة ، لكن الهالة المنبعثة منها كانت مختلفة بوضوح. وقد منعته رام من الحديث عن وجود الفتاة الأخرى.

“صحيح، كنت أتساءل عن ذلك، كيف انتهى بك الأمر في المكان الذي كنتُ فيه؟ ”

هناك شيء ما يجري هنا، هكذا قالت غرائز سوبارو، وهي ترن كجرس الإنذار ، ولكن …

“الأمر ليس كما لو أنه سيتسرب للخارج، لكن الحاج العجوز يقول إنه هذا المكان هو قبر ساحرة الجشع ، لذلك ليس هنالك مشكلة بالتحدث عن هذه الأمور هنا. الأمر أنهم “يصبحون متقلبين عند سماع ذلك””

“حسنًا … حسنًا، بعبارة أخرى، لا بد أن نناديك يا باروسو … <الشاب سو>”.

اعتذرت رام عن الانطباع البارد إلى حد ما الذي أعطته من المدخل بشأن التبادلات الجارية في تلك اللحظة، نادرًا ما يأتي اعتذار منها، وهذا الأمر فاجأ سوبارو مما جعل رام تضيق عينيها الورديتين.

“عندما أربط اللقب الذي أعطيتني إياه الآن بلقب <الشاب غار> أشعر وكأنني أنا وغارفيل سنعرف بأننا إخوة، عمومًا لا مانع عندي، لكن أرجوك! تذكري أن اسمي الصحيح هو ناتسكي سوبارو على الأقل!”

“…!!! ما الذي تقصدينه بذلك؟!”

هكذا قدم سوبارو نفسه محاولًا تنبيههم على الاسم الخاطئ -الذي أعطته إياه ريم سابقًا-، جعل هذا العجوز ريوزو تضرب فخذها قائلة: “فهمت ، فهمت” كما يقول كبار السن عادة، ثم تابعت: “الآن أيها الشاب غار، هل ستتصرف كفتى عاقلًا وتخلي كرسيك لي؟”

لم يعتقد سوبارو أبدًا أن إخبار فريدريكا لهم أن يكونوا حذرين منه سيؤتي ثماره هكذا.

“يا إلهي، بالعادة تغضبين عندما أعاملكِ كالعجوز، ولكنكِ تتصرفين كعجوز مترنحة عندما الوضع مناسبًا لكِ، اللعنة ..”

كان هذا جانبًا لا لبس فيه من الرومانسية في أي عالم، لكن –

“هل قلت شيئًا؟”

حك سوبارو رأسه بابتسامة مؤلمة بسبب رد فعل القرويين المتحمسين.

“لا شيء أبدًا”

حسابنا بتويتر @ReZeroAR

عض غارفيل على لسانه وأعطى الكرسي الذي كان يجلس فيه لريوزو، ثم نفض ذلك الكرسي من آثار جلوسه، ورفع يده باحترام إلى إلى ريوزو حتى تتمكن من الجلوس عليه بسهولة أكبر.

“الأمر ليس كما لو أنه سيتسرب للخارج، لكن الحاج العجوز يقول إنه هذا المكان هو قبر ساحرة الجشع ، لذلك ليس هنالك مشكلة بالتحدث عن هذه الأمور هنا. الأمر أنهم “يصبحون متقلبين عند سماع ذلك””

 

 

كان سوبارو وإميليا لا يزالان ممسكين بأيدي بعضيهما أثناء سيرهما خلف رام ، متجهين إلى داخل الملج.

“نوعًا ما، تبدو كشحاثي الشوارع  الذين لا يملأ أفواههم سوى الكلام القذر والوقح…”

-كانت الأجواء متوترة للغاية، متوترة لدرجة أن أدنى حركة كفيلة بشجعل القتال بين الإثنين أمر لا مفر منه.

“أوه ، اخرسي صاحبة الدرجة الثالثة! ما الذي تقارنني بـ-؟ مهلًا! هذا الشاي فظيع! طعمه كالعشب!! ”

“هنـالك نور يخرج من القبر…”

تجهم غارفيل بشدة عند تذوقه شاي الأوراق المتساقطة الذي سكبته رام له.

“نعم هذا صحيح، ولكني أعتبر عبارة “اعتنت به” مبالغ فيها إلى حد ما، لقد وضعت إيكيدنا حاجزًا يمنع الغرباء من المرور عبر غابة الضياع دون الإجراءات الشكلية المناسبة. وفوق ذلك فإن للحاجز أثر خاص على من تكون دماءه ذات وضع معين، ولقد اختبرتِ هذا بنفسكِ يا سيدة إميليا، صحيح؟ ”

استفاد سوبارو من هذا الفاصل لإعادة الموضوع إلى مساره الصحيح مرة أخرى إذ قال: “إذن، الآن بعد أن أصبحت ريوزو معنا ، دعونا نعود إلى موضوعنا… على أي أساس قلت أن فكرتي سيئة؟”

“سأنظر في الأمر، فيما يتعلق بفريديريكا ، هناك شيء يجب أن أخبرك به يا باروسو “.

“لقد قالت الآنسة ريوزو شيئًا مخيفًا من قبل …” نظرت إميليا إلى جانب ريوزو ليومأ سوبارو استجابة لكلماتها. “قالت <أجساد بلا أرواح> أليس كذلك؟ ما قصدك بذلك؟”

في كلتا الحالتين، يبدو أن أنف غارفيل لم يدؤك ما اشتبه فيه سوبارو. وبما أن الأمر كذلك،  فإن سؤاله التالي كان سيتعلق بالأنقاض أو النقل الآني – ولكن بعد ذلك تغير شيء ما داخل العربة.

“قصدت ما قلتُه، عندما يتلامس الأشخاص ذوي الدماء المختلطة مع الحاجز، يفقدون الوعي، لكن لا يمكنني القول أنها قاعدة تطبق على الجسد ككل، الأصح أن نقول أن الحاجز يصُد <أرواح> المختلطين لا قشورهم”

لقد خاض روزوال -الذي يفتقر إلى المؤهلات المناسبة- المحاكمة ليتم رفضه من قبل السحر مما تسبب بإصابته بجروح خطيرة تركته على سرير الموت، مثل هذا التصرف المتهور لا يمكن أن يكون سببه سوى حسابات شخص مجنون، أشياء لا يمكن حتى لأي شخص عادي تصورها.

“أرواح المختلطين يتم صدها…؟ إررر؟”

“نرحب بكم، السيدة إميليا وخادميها.”

بدا أن إميليا لم تفهم على هذا التفسير للآلية التي بواسطتها يقوم الحاجز بصد الناس، حدق سوبارو في ريوزو، بطريقة ما تمكن من فهم كلماتها.

“السيدة إيميليا مع الأرواح الطفيفة ، أليس كذلك؟ كم عدد القضايا المعقدة التي نشأت بينما كنت غير حاضرٍ معكم؟ ”

“بعبارة أخرى ، إن قام أصحاب الدماء المختلطة بعبور الحاجز فسيتم فصل الجسد والروح عن بعضهما البعض؟ وهذا سيبقي الروح داخل الحاجز دون جسد … كلمة “قشور” تعني الجسد، صحيح؟ ”

نظرت إميليا إلى سوبارو الذي شعر بالإرتياح، بدت وكأنها ليس لديها أدنى فكرة عما حدث، لكن عندما نظرت حولها في عربة التنين من الداخل ، لاحظت وجود رجل غير مألوف غما كان منها إلا أن قفزت على قدميها.

“هو-هو، هذا الصبي يفهم بسرعة إلى حد ما، لقد اختصر الموضوع”.

خفض غارفيل رأسه عندما قال سوبارو بلا خجل أنه سيستعير قوة شخص آخر لينتقم منه، وفي رد فعلٍ من سوبارو، رفع إصبعًا، وأدار ذلك الإصبع للإشارة إلى خارج الملجأ:

عندما أدلى سوبارو بتفسيره الخاص، ابتسمت ريوزو يتعجب، وفور أن رأت إيميليا  تلك الابتسامة، بقيت عيناها تحدقان بهم في دهشة حتى التفتت إلى روزوال

“بفضل النار تمكنا من الوصول بسلامة، الحمد لله على وجودها! صحيح يا أوتو؟ ”

“لـ- لكن ما علاقة ذلك بإصابات روزوال ؟ إذا كانت قوة الحاجز لا تعمل مع أي شخص باستثناء ذوي الدم المختلط، فإن شخصًا آخر قد تسبب في تلك الجروح لروزوال … وهذا الشخص لم يكن غارفيل، أليس كذلك؟ ” سألت إميليا.

تسبب تصريح رام الكئيب بظهور التعابير المتألمة على وجه سوبارو لذا ترك هذه الكلمات تخرج من فمه، لم يكن بيد سوبارو إلا أن يتنهد بعد أن فكر بنوايا روزوال الحقيقة بالذهاب إلى هذا الملجأ.

انخفضت أكتاف روزوال ثم قال: “كما قالت رام سابقًا، إنه ليس رجلًا طائشًا بما فيه الكفاية ليفعل ذلك- بالرغم من أنني لا أنكر أن غارفيل قادر على إلحاق مثل هذا الضرر بي”

شهق كلٌ من سوبارو وإميليا في الآن ذاته، إذن فقد كان هذا سبب تضميد جسد روزوال ، لولا الضمادات الملطخة بالدماء لكان جسد روزوال المصاب عارياً متفرقًا في كل مكان- كانت تلك هي الحالة القاسية التي كان عليها.

“أنت جاد…؟”

عض غارفيل على لسانه وأعطى الكرسي الذي كان يجلس فيه لريوزو، ثم نفض ذلك الكرسي من آثار جلوسه، ورفع يده باحترام إلى إلى ريوزو حتى تتمكن من الجلوس عليه بسهولة أكبر.

أصيب سوبارو بالذعر

“أعتذر عن تأخري في تقديم نفسي يا سيدة إميليا. أنا ريوزو بيلما، بإمكانك القول أني ممثلة هذه القرية، كما ترين أنا مجرد عجوز مترنحة”.

“إنه جاد”

“… آسف يبدو أني أعطيتك تقييمًا منخفضًا، ثلاث نجوم تحت الصفر “.

أكدت عبارة رام القصيرة أن ذلك حقيقي، كون تلك العبارة قادمة من رام فهذا يعني شيئًا كبيرًا، إذ أن تتلك الفتاة واقعية، ناهيك عن كونها تضع روزوال في قمة هرمها العقلي، على ما يبدو ، كان لدى غارفيل الممؤهلات لجعله يطالب بلقب أقوى رجل في العالم لنفسه.

“هل تقصد القصة التي مفادها أن مطران الخطيئة قد مسح مدينة عن بكرة أبيها؟”

كانت تلك المحادثة بأكملها مجرد وسيلة أخرى للقول: <لا مخرج من هذا السجن>

“يفاتح الأمر معي؟”

“أشعر وكأنني أتعرض للإهانة من الطريقة التي تتحدثين بها- مهلًا، رام!! لا تصنعي وجهًا مخيفًا مثل هذا! على أي حال ، لم أكن أنا من تسبب بأذيته، لقد تلقى هذه الإصابات لأن المحكمة رفضته”

“… إذن ، لنفس السبب لا تنوي السماح لنا بالرحيل أيضًا؟”

سواء أكان غارفيل يعرف عمق دهشتهم أم لا، فقد دفع المحادثة بعنف إلى الأمام، تعرض سوبارو لصدمة فما كان منه إلا أن ابتلع ريقه والذي ساهم في تهدئة عقله إلى حد ما وهو يعبر عن أفكاره.

صاح سوبارو.

“… أولاً كانت لدينا مشكلة الحاجز الذي وضعته الساحرة على الملجأ، والآن موضوع المحكمة، الأمور تصبح أفضل فأفضل~”

للحظة وجهت إميليا نظراتها نحو سوبارو الذي كان يقف بجانبها، حيث تشبث بصرها به بحثًا عن إجابة على ما يبدو، بقي سوبارو ممسكًا بذقنه، ثم رفع بصره إلى الأمام دون أن ينبس ببنت شفة.

ازدادت المشاكل كلما تعمقوا في الموضوع، وعندما عبس سوبارو على هذه الحقيقة ، أجاب روزوال ، “أفترض ذلللللك~” ، وضربت الضمادات على صدره بينما أكمل حديثه:

“ليستمع الجميع إليّ! كما تعلمون فقد تمكنا من طرد أولئك الذين يشكلون خطرًا على القريبة، والمجموعة الأخرى التي تم إجلاؤها عادت إلى القرية، وهم في انتظار عودتكم ونحن نتحدث الآن”

“ومع ذلك ، فهذه هي على الأرجح آخر معلومة يجب إضافتها، يحق للمؤهلين طلب محاكمة لرفع الحاجز، وجرحي دليل على ما يحدث عندما يتم تجاهل هذا الشرط المسبق”.

كانت الأبراج الحجرية عند مدخل المستوطنة تتساقط وتتطاير، كما كان بإمكانهم أيضًا رؤية الأعمدة الحجرية عن بعد، وكلها أشارت إلى انتمائها إلى عصور قديمة للغاية، مغطاة بالطحالب والفطر من كل جانب.

“تجاهل الشرط المسبق؟ للمحاكمة …؟ ”

“أوهه؟ يونغ سو ، أنت لا تحب المواثيق؟ ”

“الشرط المسبق هو أن يتأثر الدم بالحاجز – بعبارة أخرى ، أن يكون الدم مختلطًا. إذا أجرى أي شخص آخر المحاكمة ، فإن لحمه يفصل عن بعضه ويُقطع “.

تسبب تدخل صوت غير مألوف في التفافت سوبارو نحو المدخل، تمامًا كما فعل غارفيل سابقًا ، كانت هناك شخصية صغيرة تقف هناك

“-!”

“قبول المواثيق والأقسم ومحبتها شيئان مختلفات، سأظل أعلّم على هذين المصطلحين بالخط الأحمر في معجمي من الآن فصاعدًا”

شهق كلٌ من سوبارو وإميليا في الآن ذاته، إذن فقد كان هذا سبب تضميد جسد روزوال ، لولا الضمادات الملطخة بالدماء لكان جسد روزوال المصاب عارياً متفرقًا في كل مكان- كانت تلك هي الحالة القاسية التي كان عليها.

 

كان هنالك عدد لا يحصى من التمزقات في الجزء العلوي من جسده، كما لو أن قنبلة انفجرت بداخله والدم ينزف في تلك اللحظة بالذات، يبدو أنه ربما كان لسحر الشفاء تأثير ضئيل عليه، أو ربما كان هناك شيء ما يجعل جرحه يتجدد-

اتخذت إيميليا موقفًا مماثلًا، كما لو أنها استشعرت الشيء ذاته من غارفيل.

“لذلك اسمحوا لي أن أقول لكم مطالبنا.”

“أجل هي، قد تكون شائعة من ميتيا(جهاز تواصل سحري) حقيقة، أو ربما كانت مجرد كبش فداء لتحقيق أهدافهم … في كلتا الحالتين ، كانت تكلفة تلك الشائعة انهيار مدينة بأكملها، لقد تم حظر الحديث عن السحرة في كل مكان منذ ذلك الحين “.

بينما قال غارفيل تلك الكلمات أشار بإصبعه مباشرة نحو سوبارو المصدوم

“نعم ، هذا أنا – غارفيل. أقوى رجل في العالم. ”

– لا تجاه إميليا، كما لو أنه كان يقول أن  يبدو أنه كان يقول أن وجود إيميليا داخل الحرم أمر مفروغ منه.

لكنه تصرفاته لم تكن تشير لكونه مصابًا، كان يتصرف بشكل طبيعي تمامًا.

حبست إيميليا أنفاسها وهي تحدق في ذلك الإصبع، بينما تابع غارفيل قائلًا: “ارفعوا الحاجز المحيط بهذا الملجأ، للقيام بذلك عليكم خوض المحاكمة، وحتى يُرفع ذلك الحاجز، لن يغادر أي منـكـ– كلا، بل لا يمكنكم المغادرة أصلًا”

بعيدًا عن شعور عدم الرضا الذي يشعر به في الوقت الحالي، رتب سوبارو الأسئلة الأكثر إلحاحًا في ذهنه قبل البدء.

4

أطلقت إميليا ضحكة صغيرة ردًا على حماس سوبارو، قم قبلت دعاءه وقالت بإيجاز: “شكرًا لك” قبل أن تحول نظرها تجاه المقبرة التي كانت ستتحداها.

في اللحظة التي صعد سوبارو فيها إلى المكان المسمى الكاتدرائية، شعر بتغيير في الهواء.

“أوهه؟ يونغ سو ، أنت لا تحب المواثيق؟ ”

لم يكن تغيرًا سيئًا فقد كانت المفاجأة أن الأجواء الهادئة سادت حتى هذه اللحظة، تلاها سلسلة من الإهتمام، واندفاع الفرح.

“آسف، آسف، سأعتذر لك بشكل لائق لاحقًا … هنـالك أمر أهم الآن”

“سيد سوبارو!” “أوه ، الحمد لله ، أنت بأمان!”

“ربما يمكنك تفهم أن قبور السحرة لطالما كان يتم وصفها بهذه الطريقة؟”

“هل الجميع بخير ؟!”

“كما لو كنت سأتغذى على رجل مثل هذا! إنه صاخب للغاية ويقول أشياء لا يمكن للمرأ أن يكون مستعدًا لها عاطفيًا، لذلك تركته مرة أخرى في عربة التنين “.

أولئك الذين رحبوا بسوبارو عندما أظهر نفسه كانوا الأشخاص الذين يقيمون في الكاتدرائية – سكان قرية إيرلهام الذين تم إجلاؤهم ، وفروا من طائفة الساحرة إلى الملجأ برفقة رام،  بدوا سعداء برؤية سوبارو ، لكن وضعهم كان مختلفًا قليلاً عما كان عليه الحال عندما غادروا القرية. شعر سوبارو بالارتياح لأنهم لم يعاملوا معاملة سيئة في الملجأ رغم ذلك.

“ص-صحيح… آه، ما دمتَ تشعر بالإمتنان فلا بأس…”

“أنا من طلب منكم اللجوء إلى هنا بعد كل شيء، أنا سعيد لأنكم جميعًا بخير “.

كان هذا جانبًا لا لبس فيه من الرومانسية في أي عالم، لكن –

“سيد سوبارو ، نحن سعداء لأنك بخير … كيف هي أحوال القرية والآخرين؟”

اقتربت رام من سوبارو نصف خطوة ، لتهمس بصوتها قالئلة:

“الكل بخير، لا تقلقوا حيال ذلك، حسنًا؟ لقد طردنا الأشخاص الخطرين، وعاد الأشخاص الذين تم إجلاؤهم إلى العاصمة الملكية إلى القرية. لم يتأذى أحد، كلهم في أحسن حال”

“انظر في عيني وحاول قول ذلك مرة أخرى! اللعنة على كل شيء! ”

“أوهه-!”

بينما قال غارفيل تلك الكلمات أشار بإصبعه مباشرة نحو سوبارو المصدوم

عندما ضرب سوبارو صدره معطيًا القرويين حركة مجازية بكونهم بخير، تهلهلت وجوه جميع القرويين.

من الأعلى، قام شيء ثقيل بإخراج الهواء من جسده، مما أجبر سوبارو على إطلاق صرخة أشبهه بنقيق الضفادع. قام بإلقاء الجزء العلوي من الفوتون بعيدًا حيث جلس والسعال.

رد سوبارو على ردة فعلهم بابتسامة ثم ألقى أخيرًا نظرة حول الكاتدرائية، كان لذلك المبنى الحجري سقف مرتفع، كانت أجواءه توحي بكونه مكانًا رسميًا وهادئًا لدرجة ترقى لاسمه.

في النهاية ضعفت كلمات إميليا وتباطأت وتيرة حديثها، وبمجرد أن قالت عباراتها تلك، ساد الصمت بينها وبين القرويين، استمر الصمت لثوان، أو ربما لعشرات الثواني …

على حد معرفة سوبار كانت الأجواء قريبة من أجواء الكنائس الصغيرة، ونظرًا لأن موقع المعبد كان كبيرًا إلى حد ما ، فقد كان قادرًا على رؤية السكان الخمسين الذين تم إجلاؤهم بشكل واضح.

“السبب بسيط، لقد كانت هذه الأرض تحت رعاية عائلة ميزرس ، وتوارثتها الأجيال. لقد بدأ ذلك في عهد سيد هذا البيت آنذاك… أي من عهد الروزوال التي ورثت منها هذا الاسم، بعبارة أخرى تم تناقل الملجأ بين أفراد الروزوال منذ ذلك الحين “.

ومع ذلك كان لابد من وجود العديد من المضايقات، وقد عبر بعضهم عن استيائهم إذ قالوا لسوبارو: “نحن قلقون على الحقول والماشية التي تركناها وراءنا، ناهيك عن كوننا قد انفصلنا عن أطفالنا، لذا…”

“إذن هذا هو الملجأ …”

“ولكن كيف حال إصابات اللورد؟ لقد تلقى تلك الجروح القوية بسببنا…”

فوجئت إميليا بذكر اسمها، لكن غارفيل لم يبالي بذلك، مما دفع روزوال لاتخاذ الحيطة والحذر

تصريحاتهم، التي أظهرت قلقًا أقل بشأن حياتهم اليومية مقارنة بقلقهم من المستقبل آلمت قلب سوبارو.

“… لفعل هذا النوع من الأشياء.”

لقد كانوا هنا -بعيدين عن عائلاتهم- برفقة سيدهم المصاب، كانت مخاوفهم تزداد أكثر فأكثر، لكن أقدام سوبارو جلبته إلى هناك لإنهاء ما ألمّ بهم.

“سكان هذا الملجأ واللاجئون الذين احتجزوا هنـا… كلا الفريقين سيقدمون شكلهم للسيدة إيميليا بشأن الكثير من الأمور، سيكون من الجيد إن غيروا نظرتهم لها بشأن كونها نصف عفريتة…”

لهذا السبب ، من بين أمور أخرى ، قام سوبارو بالحنحنة بصوت عالٍ لتتوجه كل أعين القرويين إليه.

“سوبارو ، هل أنت بخير؟ أنت لست غاضبًا من مقاطعتي لك؟ ”

“ليستمع الجميع إليّ! كما تعلمون فقد تمكنا من طرد أولئك الذين يشكلون خطرًا على القريبة، والمجموعة الأخرى التي تم إجلاؤها عادت إلى القرية، وهم في انتظار عودتكم ونحن نتحدث الآن”

عندما اقترب أوتو ، دفع سوبارو رأسه إلى الوراء ثم أعطاه ابتسامة متألمة وأشار بنظره إلى الإتجاه الآخر، عندما نظر أوتو إلى ذلك الإتجاه بدوره ضاقت عيناه، محدقًا في الفتاة وسط المقاصة محاطة بنقاط مضيئة باهتة.

في تلك اللحظة التي وصل فيها سوبارو إلى “في انتظار عودتكم” ، سادت ظلال القلق على وجوه القرويين، لقد كانوا على علم بسبب حبسهم داخل الملجأ، كما علموا أن الجروح التي أصيب بها روزوال تعرض لها بهدف تحريرهم.

“- إيكيدنا.”

لكن-

بعيدًا عن شعور عدم الرضا الذي يشعر به في الوقت الحالي، رتب سوبارو الأسئلة الأكثر إلحاحًا في ذهنه قبل البدء.

“يبدو أنكم جميعًا تعلمون أن الخروج من هنا لن يكون سهلاً، لكن كل شيء على ما يرام! بعد كل شيء ، هناك فتاة هنا ستخوض الإختبار لتحرير الجميع”

رفع سوبارو صوته في الكارثة المفاجئة، واندفع نحو القبر دون تفكير، صرخت ريوزو من خلفه بصوتٍ عالٍ وإلحاح

“سيد سوبارو … أنت لا تقصد…”

أخذ سحرة الروح جميع المواثيق من عهود وأقسام على محمل الجد، كانت كلمات ريوزو دليلًا على أن هذه كانت حقيقة معروفة للجميع.

“هوآآه، هوآآآه … كلا، لست أنا، لو كنت قادرًا على ذلك لفعلتها بقلب رحب، ولكن…”

“هل هذا … آخ – حار ، حار ، حار ، حار ، حار؟”

حك سوبارو رأسه بابتسامة مؤلمة بسبب رد فعل القرويين المتحمسين.

“سيدة إميليا.”

لم تكن كلماته كذبة، إذا كان بإمكانه أن يكون المنافس، فسيخوض المحاكمة دون لحظة تردد حتى، لكن سوبارو لم يستوف الشروط لتحدي الحاجز، وبناءً على ذلك ، فإن الشخص الذي سيتولى المحاكمة هو –

مقارنة بقصر روزوال وحي النبلاء في العاصمة ، رأى سوبارو الكثير من المنازل باهظة الثمن، لكن هذا الحجم الذي أمامه كان الأقرب إلى المنازل من باقي أماكن السكن، لكن تجاهل انطباعات سوبارو –

“أنا متأكد من أنكم جميعًا تعرفونها – المرشحة الملكية ، إميليا. ستخوص المحاكمة “.

ردا على التقلب الذي حدث، حاول سوبارو بطريقة ما تصحيح الفوضى التي أحدثها.

“…..”

“ماذا -؟ ما زلتم تتحدثون معه؟ لا يجدر بكم الضغط على الرجل الجريح أكثر من اللازم، فكما تعلمون، استعمال الملقط أكثر من اللازم من شأنه أن يسبب جرحًا في الجلد”

جعلت كلمات سوبارو القرويين يحبسون أنفاسهم مرة أخرى، أومأ سوبارو بإيماءة ردًا عليهم، ثم رفع يده نحو مدخل المعبد حبيث كانت الفتاة تنتظره هناك.

“آه ، رام. من الغريب أن نقف هنا ونتحدث هكذا ، أليس كذلك؟ هلّا تدخلينا؟ ”

بعد لحظة من التردد ، كشفت إميليا عن نفسها ببطء لينسدل شعرها الفضي خلفها، كان خديها متصلبيين من التوتر حيث وقف سوبارو إلى جانبها وقامت بتبادل النظرات مع جميع القرويين.

الطريقة التي بقدت فيها رام ذراعيها لتأكيد ذاتها كانت أكبر من مجرد ثقة مفرطة في النفس، وهو أعلى حد رآه سوبارو، فما كان منه إلا أن أرخى كتفيه.

كان أصحاب تلك النظرات قد رفضوها من قبل، لكن الآن أصبح لديها الشجاعة لمواجهتهم دون رداء “تغيير الهوية”، وبالرغم من ذلك عضت إميليا شفتها وهي تحني رأسها لهم.

“قصدت ما قلتُه، عندما يتلامس الأشخاص ذوي الدماء المختلطة مع الحاجز، يفقدون الوعي، لكن لا يمكنني القول أنها قاعدة تطبق على الجسد ككل، الأصح أن نقول أن الحاجز يصُد <أرواح> المختلطين لا قشورهم”

“أ-أعتذر عن جعلكم تنتظرون، بدلاً من سيدكم روزوال إل. ميزرس، سأقوم بخوض هذه المحاكمة، قد لا أبدو قوية للغاية … لكنني متأكدة من أنني سأتغلب على هذا الحاجز وأحرركم”.

كان هنالك تتنهد لطيف، والذي استيقظت بعده تلك الفتاة النائمة على السرير المتواضع

في البداية كانت تتحدث بخجل مع لقليل من الثقة، ولكن في النهاية أصبحت تتحدث بسرعة وطلاقة أكبر.

“أنتِ، من النادر أن تخرجي للترحيب بعودتي هكذا. هل قضى ذلك اللقيط نحبه أخيرًا؟ ”

ترك تصريح إميليا القرويين في حيرة من أمرهم وهم ينظرون إلى بعضهم البعض، لقد مدت يدها لهم ذات مرة وقاموا برفضها، لن يتم إصلاح هذه العلاقة بسهولة، كل ما فعله سوبارو هو إعداد تهيئة هذا المشهد ثم إدخالها له، فيما يتعلق بالقرويين، فقد كانت صورة إيميليا العالقة في أذهانهم ما هي إلا صورة نمطية عن أنصاف العفاريت.

على الرغم من أنه من المؤكد أن سوبارو اشتبه في كون حياة أوتو في خطر، إلا أنه لم يشك في أن غارفيل قد فعل شيئًا كهذا.

“…”

ابتسم سوبارو ابتسامة متوترة مذهولًا من التناقض الكبير بين مظهر الفتاة الصغيرة والوجه المبتسم المسن الذي أظهرته، أثناء حديث ريوزو، ألق سوبارو نظرة خاطفة على غارفيل وهو يراقب القبر على بعد مسافة.

أبقت إميليا رأسها منخفضًا بينما كانت تنتظر رد القرويين، لقد أغلقت شفتيها بإحكام، ومع ذلك رأى سوبارو في وجهها العزم، مع لمسة من الخوف من احتمالية رفضهم لها.

“هل أخطأت في وصف هذه القضايا بأنها معقدة إذن؟”

لكن شخصًا اقترب من إميليا حتى كاد يلتصق بظهر سوبارو – لقد كانت المرأة العجوز، رئيسة قرية إيرلهام.

5

بعد أن استشعرت إيميليا وجودها رفعت رأسها لتومأ العجوز برأسها وتقول:

رمشت إيميليا عدة لدى سماعها ذلك الاسم ثم نظرت إلى غارفيل الذي أخرج الهواء من صدره وأجاب

“منذ أيام قليلة أنزلتِ رأسك لنا، ورفضنا مساعدتك. وبالرغم من ذلك ، تمدين يدك إلينا مرة أخرى. لماذا؟ من أجل الإنتخابات الملكية؟ ”

للحظة وجهت إميليا نظراتها نحو سوبارو الذي كان يقف بجانبها، حيث تشبث بصرها به بحثًا عن إجابة على ما يبدو، بقي سوبارو ممسكًا بذقنه، ثم رفع بصره إلى الأمام دون أن ينبس ببنت شفة.

“…”

لقد تسبب سلوكه الغامض في سوء فهم كاد يؤدي إلى كارثة كبيرة، ولحسن الحظ تجنبوا تلك الكارثة بفضل رام.

“للحفاظ على دعم السكان تخفضين رأسكِ وتقولين أنكِ ستنقذيننا؟ هذا طبيعي، لا اعتراض عندي على ذلك إن كان هذا هو الحال.. ولكن ما نجده مخيفًا … هو أننا لا نفهم سبب ذلك “.

هكذا قدم سوبارو نفسه محاولًا تنبيههم على الاسم الخاطئ -الذي أعطته إياه ريم سابقًا-، جعل هذا العجوز ريوزو تضرب فخذها قائلة: “فهمت ، فهمت” كما يقول كبار السن عادة، ثم تابعت: “الآن أيها الشاب غار، هل ستتصرف كفتى عاقلًا وتخلي كرسيك لي؟”

“أنتم لا تفهمون السبب …؟” سألت إميليا ، وعيناها ترتعشان من الحيرة من المرأة العجوز.

تصريحاتهم، التي أظهرت قلقًا أقل بشأن حياتهم اليومية مقارنة بقلقهم من المستقبل آلمت قلب سوبارو.

“لقد رفضناكِ لأنك نصف عفريتة، نحن لا نفهم السبب الذي يجعلك -باعتباركِ نصف عفريتة- تفعلين ذلك مرة أخرى بالرغم مما حدث، هذا ما نرغب في معرفته “.

“أمم، لقد فوجئت أن الخراب الذي انتقلت إليه كان مكان المحاكمة، بالإضافة إلى ذلك، هناك شيء يتعلق بالأشياء السيئة التي تحدث للأشخاص غير المؤهلين الذين يحاولون الدخول … الأمر أشبه بالفخ الذي يقتل من يدخل فيه من أول مرة “.

“لا تنسي أنكِ لستِ ساحرة لنكون عاجزين عن فهمكِ”

“سيد سوبارو ، نحن سعداء لأنك بخير … كيف هي أحوال القرية والآخرين؟”

تفاجأت إيميليا بذلك، لقد تمت مقارنتها بالسحرة في وجهها، ناهيك عن كونهم يطلبون منها إنكار كونها واحدة منهم، قد يكون هذا شيئًا تعاني منه الآن للمرة الأولى، لكن لا شك في أن إميليا عانت دائمًا من التمييز الذي لم يسمح بالدحض ، والاستنتاج الذي تم فرضه عليها ببساطة.

رد رام والآخرون على أفكار سوبارو بالتسلسل بينما كانوا يصطفون أمام القبر بترتيب ذو معنى.

“…”

“لقد رفضناكِ لأنك نصف عفريتة، نحن لا نفهم السبب الذي يجعلك -باعتباركِ نصف عفريتة- تفعلين ذلك مرة أخرى بالرغم مما حدث، هذا ما نرغب في معرفته “.

للحظة وجهت إميليا نظراتها نحو سوبارو الذي كان يقف بجانبها، حيث تشبث بصرها به بحثًا عن إجابة على ما يبدو، بقي سوبارو ممسكًا بذقنه، ثم رفع بصره إلى الأمام دون أن ينبس ببنت شفة.

“…”

كان رد إيميليا هو ما كانوا ينتظرونه، لذا فإن أي كلمات منمقة ستكون بلا معنى.

“وهكذا انتهى مخطط فريدريكا بالدموع~ كنت أمزح فحسب”

“أنا … لست واثقة من قدرتي على إعطاء إجابة بليغة على سؤالك، حاليًا ليست لدي أي كلمات مقنعة لأجعلكم جميعًا تقتنعون بما سأقوله “.

”تفضل يا باروسو الشاي حسب الطلب”.

على مضض -ومع إيماءة سوبارو التي شدت من عزمها- بدأت إميليا تتحدث، سعت باستعمال كلماتها الخرقاء إلى شرح سبب رغبتها في القيام بذلك.

4

“أنـا فقد… قد تكون مدة قصيرة، ولكني قضيت الأيام القصيرة الماضية مع أفراد عائلاتكم الذين ليسوا هنا معكم الآن، لذا فكرت مجددًا… بجمع شمل كل العائلات معًا”

“أهنالك شيء متعلق بالكريسالة؟ ربما مررت ببعض التجارب المخيفة بسبب هذه الصخرة، علاوة على ذلك ، أنا أتساءل نوعًا ما لماذا لم يسبب الحاجز الذي جعل إميليا تان تناهر شيئًا لأوتو أو لي “.

لمست إيميليا صدرها كما لو كانت تبحث عن شيء ما، لتمسك بعدها بالكريستالة الخافتة التي تدلى من صدرها، مما لا شك فيه أن بداخلها عائلتها النائمة، عائلة لم تستطع التحدث معها في الوقت الحالي لأسباب غير واضحة.

“ليس الأمر أني مهتم حقًا بما كان يزعجهم  ويجعلهم يتقلبون، لكنني أفترض أنك لا تعرف التفاصيل الدقيقة؟”

ومع ذلك ، اعتقادًا منها أن مشاعرها تجاه أسرتها لم تكن مختلفة عن مشاعرهم، قامت إميليا بالنظر إلى وجوه الجميع.

“بالإضافة إلى ذلك ، فيما يتعلق بأوتو ، أشعر أنه هنالك شيء غريب حياله مهما كنتُ قلقًا عليه”.

“أريد أن أعيد لمّ شملكم بعائلاتكم، وهذا … ليس وعدًا قطعته في تلك القرية، بل شيئًا أقسمته لنفسي، هذه غايتي التي أود تحقيقها، هذا كل شئ.”

للمرة أخرى ، تدخل طرف ثالث في محادثة سوبارو في ذلك اليوم.

“…”

“…-؟”

“لم أفكر كثيرًا في … موضوع الحفاظ على دعمكم أو ما شابه، ولكن -إن كان ذلك ممكنًا- فأنا أود من الجميع … ارر، كلا، بل بعبارة أوضح، أريد… التعايش معكم جميعًا ”

واقفًا في وجه تلك الإساءة القاسية، نفّس سوبارو ألمه وحزنه بعيون دامعة، لم يكن هذا أول عنف تقوم به رام ضده، لكن كان هذا أقلها منطقية.

في النهاية ضعفت كلمات إميليا وتباطأت وتيرة حديثها، وبمجرد أن قالت عباراتها تلك، ساد الصمت بينها وبين القرويين، استمر الصمت لثوان، أو ربما لعشرات الثواني …

لكن رام تنهدت وقالت: “آه ، هذا ،” ردًا على شكوك سوبارو ، ثم تابع. ”لا تقلق حيال هذا الشأن، لن تؤذي فريدريكا موظفة جدية في القصر أبدًا، لن تصل إلى هذا المستوى من اللؤم، لا داعي للقلق بشأن الفتاة “.

“سيدة إميليا.”

نظرت إميليا إلى سوبارو الذي شعر بالإرتياح، بدت وكأنها ليس لديها أدنى فكرة عما حدث، لكن عندما نظرت حولها في عربة التنين من الداخل ، لاحظت وجود رجل غير مألوف غما كان منها إلا أن قفزت على قدميها.

“… أ-أجل؟”

كان مكياج المهرج غريب الأطوار ، وكلماته وإيماءاته المبالغ فيها ، وهالة حضوره لا تليق بشخص عادي، ببساطة كان الوضع أشبه أن من الخطأ أن يتواجد هذا الشخص داخل منزل عادي مثل هذا.

“نعلم أن هذا طلب أناني من طرفنا، ولكن، ضعينا في عينيكِ رجاءً”

في كلتا الحالتين، يبدو أن أنف غارفيل لم يدؤك ما اشتبه فيه سوبارو. وبما أن الأمر كذلك،  فإن سؤاله التالي كان سيتعلق بالأنقاض أو النقل الآني – ولكن بعد ذلك تغير شيء ما داخل العربة.

للحظة ، بدت إميليا وكأن عقلها توقف عن التفكير، غير قادرة على استيعاب معنى هذه الكلمات، لكن عندما رأت رأس المرأة العجوز ينحني أمامها ، أدركت أخيرًا معناها.

عندما أضافت إميليا الجزء الأخير من كلامها تحولت نظرتها إلى الأفق خلف المقاصة، تساءل سوبارو عما كانت تعنيه كلمتها، لكن لم يكن لديه الوقت ليستفسر عن الأمر.

“آه … أنا – قد أكون مجرد هَاوية، لكن اتركوا الأمر لي رجاءً!”

لم تكن المستوطنة سوى قرية وحيدة معزولة في البداية، بأدنى حد من الإضاءة اللازمة لدرء ظلمة الليل إذ لم يكن هناك ما يساعد على التنزه ليلاً إلا على ضوء النجوم والإضاءة الضعيفة القادمة من المنازل.

“لم يعد هنـالكَ أحد يستخدم كلمة هاوٍ هذه الأيام”

“إيه؟”

أظهر سوبارو ابتسامة مؤلمة وألقى تعليقه الساخر على تلك المفردات العتيقة التي قد عفى عليها الزمن، لم يكن لدى إميليا وقت للتعامل مع مزاحه، لأنها كانت مشغولة بالتعامل مع تعليقات القرويين الآخرين، والانخراط في محادثات متفرقة.

“…”

بعد أن رضى سوبارو عمّا آل إليه الوضع، نأى بنفسه عن الحشد وتوجه إلى مدخل الكاتدرائية. حيث وقف هناك –

“ربما يمكنك تفهم أن قبور السحرة لطالما كان يتم وصفها بهذه الطريقة؟”

“يبدو أن السيدة إميليا قد تغيرت إلى حد ما، هل أنتَ من جعلها تصل إلى هذه المرحلة يا باراسو؟ ”

خفض سوبارو صوته وأطلق الشكوك بأنه كان يؤويها لفترة من الوقت.

“لقد وصلت إلى ذلك بمفردها، لا يجب أن تنسب جهود المرء ما إلى شخص آخر كما تعلمين”.

رد روزوال على خلافه مع إميليا بإغلاق إحدى عينيه ذات اللونين المختلفين، تحديداً العين الزرقاء.

“أفترض ذلك، لقد أخطأت هذه المرة”

“أفترض أنك يجب أن تكون ممتنًا لكونك تمتلك بوابة صغيرة.”

اعتذرت رام عن الانطباع البارد إلى حد ما الذي أعطته من المدخل بشأن التبادلات الجارية في تلك اللحظة، نادرًا ما يأتي اعتذار منها، وهذا الأمر فاجأ سوبارو مما جعل رام تضيق عينيها الورديتين.

“أعتذر عن تأخري في تقديم نفسي يا سيدة إميليا. أنا ريوزو بيلما، بإمكانك القول أني ممثلة هذه القرية، كما ترين أنا مجرد عجوز مترنحة”.

“ماذا؟ حتى انا اعتذر عندما اشعر أني أخطأت، لكني لا اخطئ كثيرًا ببساطة”

“نوعًا ما، تبدو كشحاثي الشوارع  الذين لا يملأ أفواههم سوى الكلام القذر والوقح…”

“في بعض الأحيان، أحسدكِ على ثقتكِ الكبيرة في مثل هذه المواقف”

“إميليا؟”

“إنها ليست مسألة ثقة على الإطلاق، لكن من الطبيعي أن اكون انا على حق في كثير من الأحيان”.

“…”

الطريقة التي بقدت فيها رام ذراعيها لتأكيد ذاتها كانت أكبر من مجرد ثقة مفرطة في النفس، وهو أعلى حد رآه سوبارو، فما كان منه إلا أن أرخى كتفيه.

لكنه تصرفاته لم تكن تشير لكونه مصابًا، كان يتصرف بشكل طبيعي تمامًا.

“بهذا ستخوض السيدة إميليا المحاكمة، لقد حصلت على دعم القرويين … كما أراد السيد روزوال “.

رفع سوبارو صوته في الكارثة المفاجئة، واندفع نحو القبر دون تفكير، صرخت ريوزو من خلفه بصوتٍ عالٍ وإلحاح

“هيه، كفي عن التحدث هكذا، إميليا لا تنظر إلى الأمور من هذا الجانب كما تعلمين “.

في اللحظة التالية ، كان هناك –

“وأنت تنوي تحمل عبء العمل القذر يا باروسو؟ يا له من تصرف بطولي!”

رفع سوبارو يده لضرب كف إيميليا معبرًا عن سروره لتزامنهما في التفكير، ولكن إيميليا أمالت رأسها بدلاً من ضرب يده، أنزل سوبارو يده بلطف ونظر إلى غارفيل.

خففت شفاه رام النحيلة قليلاً بينما كانت تمازح مع سوبارو بطريقة ساخرة، لكن سوبارو لم يشعر بالازدراء الحقيقي قادم منها، سواء من عينيها أو من نبرة صوتها، كل ما شعر به كانت مشاعر الضيق لا غير.

لوح روزوال للثنائي بابتسامة مريبة، وهو أمر بدا في غير محله إلى حد كبير.

لم يستطع القول أن هذا أمر مستغرب منها، فمن الصعب أصلًا أن تظهر رام لطفها.

كان الليل آتٍ، يحمل معه اختبار للناس عن طريق محاكمة تهدف لتحرير الملجأ.

“إذن أنت قلق على إميليا أيضًا ، أليس كذلك؟ أنا مندهش قليلا “.

“في إمبراطورية فولاكيا في الجنوب ، انتشرت شائعات عن اسم ساحرة عدا اسم ساحرة الحسد، وعلى ما يبدو اسمها من ميتيا(جهاز تواصل سحري) من المفترض أنها مرتبطة بالساحرة ، لكن لا يوجد ما يدل على ما إذا كانت صحيحة أم خاطئة “.

“… رام كلها لطف وإحسان، ناهيك عن أنه إذا تمكنت السيدة إميليا من الأداء كما يأمل السيد روزوال، فلن تكون الإصابات التي حلت بجسده مجرد هباء منثور، لذا بالطبع أنا قلقة عليها”

في البداية كانت هناك رام  -تابعة للمصاب روزوال- ثم غارفيل وريوزو اللذان يمثلان مصالح الحرم، وبعدها في القائمة سوبارو -تابع إميليا- وأخيرًا الغريب أوتو.

“لقد خاض روزوال شوطًا كبيرًا واضعًا حياته على المحك…”

قال سوبارو وهو يشاهد السائق وعربة التنين يغادران، ثم قال: “حسنًا ، إذن” واستدار ليواجه رام، بعد أن حدقت بصمت في المحادثة السابقة، وجهت وجهها بعيدًا عن نظرة سوبارو بنظرة محايدة وقالت ، “ماذا؟”

تسبب تصريح رام الكئيب بظهور التعابير المتألمة على وجه سوبارو لذا ترك هذه الكلمات تخرج من فمه، لم يكن بيد سوبارو إلا أن يتنهد بعد أن فكر بنوايا روزوال الحقيقة بالذهاب إلى هذا الملجأ.

فاجأ سؤال إميليا المباشر سوبارو ، لكن غارفيل رد بطريقة هادئة على غير المتوقع، حيث غرق وركيه بعمق في مقعده بينما أشار إلى الجزء الخارجي من عربة التنين بذقنه.

لقد خاض روزوال -الذي يفتقر إلى المؤهلات المناسبة- المحاكمة ليتم رفضه من قبل السحر مما تسبب بإصابته بجروح خطيرة تركته على سرير الموت، مثل هذا التصرف المتهور لا يمكن أن يكون سببه سوى حسابات شخص مجنون، أشياء لا يمكن حتى لأي شخص عادي تصورها.

لم تكن المستوطنة سوى قرية وحيدة معزولة في البداية، بأدنى حد من الإضاءة اللازمة لدرء ظلمة الليل إذ لم يكن هناك ما يساعد على التنزه ليلاً إلا على ضوء النجوم والإضاءة الضعيفة القادمة من المنازل.

كان اجتياز المحاكمة أمرًا لا مفر منه ليتم رفع الحاجز عن الملجأ، متحديًا هذه الحقيقة، بادر روزوال في محاولة اجتيازه وأصيب بجروح بالغة إثر ذلك، بالرغم من كون روزوال كان يحاول أداء واجباته كسيد لشعبه، كان فشله في اجتياز المحاكمة بمثابة إثبات لصعوبة الأمر على شعبه.

تسبب تصريح رام الكئيب بظهور التعابير المتألمة على وجه سوبارو لذا ترك هذه الكلمات تخرج من فمه، لم يكن بيد سوبارو إلا أن يتنهد بعد أن فكر بنوايا روزوال الحقيقة بالذهاب إلى هذا الملجأ.

لقد تصرف دون تفكير أمام شعبه، وهذا أدى إلى جرح اسمه وسمعته وحتى جسده في هذه العملية –

تصريحاتهم، التي أظهرت قلقًا أقل بشأن حياتهم اليومية مقارنة بقلقهم من المستقبل آلمت قلب سوبارو.

“وهنا تظهر إيميليا من العدم وتدخل لخوض المحاكمة وتحرير الملجأ….”

“تصرفك غير مقبول أبدًا يا غارف، اعرف منزلتك أيها الغبي!”

“سكان هذا الملجأ واللاجئون الذين احتجزوا هنـا… كلا الفريقين سيقدمون شكلهم للسيدة إيميليا بشأن الكثير من الأمور، سيكون من الجيد إن غيروا نظرتهم لها بشأن كونها نصف عفريتة…”

واقفًا في وجه تلك الإساءة القاسية، نفّس سوبارو ألمه وحزنه بعيون دامعة، لم يكن هذا أول عنف تقوم به رام ضده، لكن كان هذا أقلها منطقية.

“لا يمكن للمرء التحكم في قلوب الناس هكذا … علاوة على ذلك ، لا تنظر إيميليا للأشياء من هذا الجانب أنا وأنت بحاجة إلى فهم هذه الحقيقة “.

كان سوبارو غاضبًا من القسوة التي تعرض لها، فما كان من رام إلا أن ردت عليه بـ: “طيب” وضغطت بقطعة قماش مبللة على خد سوبارو بينما تابعت:

شاهدت سوبارو من بعيد القرويين وهم يتفاعلون مع إميليا في وسط الكاتدرائية بوجوه صلبة ومبتسمة.

 

لقد فهم تفكير روزوال، كان خوض هذا التحدي ضروريًا لها إذا كانت ستصل إلى نهاية الإنتخابات الملكية في المستقبل، يمكنه أن يقدر النية الحقيقية وراء إخبار روزوال لإيميليا أن هذا المكان -في مرحلة ما- سيكون ضروريًا لها.

لكنه تصرفاته لم تكن تشير لكونه مصابًا، كان يتصرف بشكل طبيعي تمامًا.

لكنه لم يستطع رفع يديه موافقًا على تصرف روزوال، فهذه طبيعة سوبارو العنيدة بعد كل شيء.

اللهجة التي رد بها روزوال على السؤال وكيفية نطقه بذلك الاسم جعلت سوبارو يلتقط أنفاسه.

“بالمناسبة ، باروسو … هل جسدك بخير؟”

“منطقيا يمكن لنا خوض المحاكمة، ومع ذلك ، لا يمكننا تحرير الملجأ، هذا بسبب الاتفاقية لا نهائية التي تربطنا نحن السكان بهذا المكان “.

“آه ، أجل، أنـا في أحسن حال، لم أكن أكذب عندما قلت الكثير عندما تحدثت عن الانتقال الذي حدث لي، فمقارنة بالضرب الذي تعرض له روزوال ، كل ما حدث لي هو إغماء بسيط…لا أعلم ما أقول”

“سيد سوبارو ، نحن سعداء لأنك بخير … كيف هي أحوال القرية والآخرين؟”

“أفترض أنك يجب أن تكون ممتنًا لكونك تمتلك بوابة صغيرة.”

“تجاهل الشرط المسبق؟ للمحاكمة …؟ ”

“أنتِ على حق، لذا لا يمكنني المجادلة ، لكن تـبًا…”

بينما حثته روزوال -في محاولة منه لتسليط الضوء على الأمر- حدق سوبارو مباشرة في وجهه قبل المتابعة.

رفع سوبارو صوته عند تصريحه الأخير، وحرك رجليه قبل إكمال حديثه:

سماع المصطلح من فم آخر غير غارفيل جعل للكلمة وصفًا لا يطاق، ومع ذلك ، نظرًا لأن ذلك أضاف فقط إلى المعلومات التي كانوا بحاجة إلى سؤاله عنها –

“أمم، لقد فوجئت أن الخراب الذي انتقلت إليه كان مكان المحاكمة، بالإضافة إلى ذلك، هناك شيء يتعلق بالأشياء السيئة التي تحدث للأشخاص غير المؤهلين الذين يحاولون الدخول … الأمر أشبه بالفخ الذي يقتل من يدخل فيه من أول مرة “.

“ألا تقال هذه العبارة عادة بـ… امم، مزيد من الرقة؟”

“علمت ذلك من جروح السيد روزوال ، أليس كذلك؟ حتى الشخص الذي ينعم ببوابة متوسطة فقط يحتم عليه أن يتلقى عقابًا شديدًا،  لم تكن السيدة إيميليا لتنجوا لو أنها دخلت على حين غرة “.

تاركًا هذا الرثاء وراءه، اقتاد غارفيل المتعجرف أوتو  وعربة التنين وكل شيء.

“أتظنين أن هذا من تدبير فريدريكا؟”

“ربما يمكنك تفهم أن قبور السحرة لطالما كان يتم وصفها بهذه الطريقة؟”

خفض سوبارو صوته وأطلق الشكوك بأنه كان يؤويها لفترة من الوقت.

استدار سوبارو لدى سماعه ذلك الصوت القادم من العدم، لتلتقي عينيه بغاارفيل الذي ظهر عند مدخل الغرفة، حدق هذا الآخر بالغرفة ووأطلق صفيرًا نحو إيميليا

سرحت “رام” في التفكير للحظة ، ثم أغلقت إحدى عينيها وهي تقول: “أتساءل، تشير الأدلة الظرفية إلى أن فريدريكا خططت لشيء ما، في الواقع، بالكاد تجنبت السيدة إميليا مثل هذا المصير بفضلك الذي تم نقله عوضًا عنها… هذه تضحية نبيلة نسبيًا “.

قضت الصدمة على صوت ريوزو، تاركة غارفيل المحتار بقذف بالبصاق من فمه بينما كان يتابع من مكانه، كان رام وأوتو مصدومين بنفس القدر، حتى أنفاس سوبارو اختطفت بضعف.

“هيه، لا تغيري كلماتك فيما بعد، حسنًا ، لا أمانع في تصحيح جزء “التضحية” لأنني تعرضت له، لكن التضحية بنفسي لا يمكن تلقيبها بالنبل أبدًا”

“أراك عدت يا غارف، يبدو أنك أخذت كل وقتك “.

“سأنظر في الأمر، فيما يتعلق بفريديريكا ، هناك شيء يجب أن أخبرك به يا باروسو “.

عبّر روزوال عن ارتياحه لسلامة إميليا ، لكن سوبارو وإميليا كانا في حيرة من أمرهما على عكس ماكانا عليه.

بعد تلك المحادثة، نظرت رام إلى المنطقة المحيطة بها نظرة حادة، كان الأمر كما لو أنها أرادت التأكد من أن أحدًا لا يسمع محادثتهم، أو بالأحرى هذا ما كانت تفعله بالضبط.

“أنا أتخذ إجراءات السلامة، لأن المحادثة السابقة جعلتني أعتقد أن أخطر شخص هنا هو أنت.”

اقتربت رام من سوبارو نصف خطوة ، لتهمس بصوتها قالئلة:

“أليس من الخطر قول مثل هذا القصص المخيفة؟”

“ليس كل من يعيش في الملجأ يؤيد فكرة التحرر منه.”

“—إميليا !!”

“…!!! ما الذي تقصدينه بذلك؟!”

“…”

“الأمر أيضًا متعلق بمسألة إخفاء العفريتة التي رأيتها عن الآنسة ريوزو وغارف، بالإضافة إلى تصرفات فريدريكا … الآنسة ريوزو هي فقط قائدة فخرية توجه المقاتلين أمثال غارف، ومن بين السكان هناك من لا يرغبون في التحرر من الملجأ، ويختارون البقاء في مأوى خلف الجدران”

“… لا شيء ، لقد كنت أتساءل فقط إذا كانت علاقتنا ما تزال جيدة. أعني فيما يتعلق بالطريقة التي افترقنا بها ، وعدم التواصل معك على الإطلاق ، لأكون صادقًا ، كنت قلقًا للغاية”.

“يريدون البقاء محميين داخل الحاجز … لماذا؟”

“قلت لك أنها نصف قزم، إن ناديتها بذلك مرة أخرى سأجعل روزوال يشعل النار في مؤخرتك”.

أشار سوبارو -الذي عقد حاجبيه لدى سماعه تحذير رام- إلى عدم فهمه لما يحدث خلف الكواليس، إذا كان كل شيء وفقًا لتفسير غارفيل، فإن كل من يعيش في الحرم كانوا من أصحاب الدماء المختلطة، وهذا يعني بطبيعة الحال أنهم تأثروا بالجدار وأصبحوا غير قادرين على المغادرة … ما دام الحاجز موجودًا.

” في الماضي… أين أن عائلة ميزرس تعاونت مع ساحرة الجشع لفتـ…”

“الوضع يعجبهم! بالنسبة لأولئك الذين يرغبون في أدنى حد من التفاعل مع منهم في الخارج، فإن هذا الوضع الذي هم فيه مثالي للغاية! وبالتالي ، فإن كسر الحاجز يعتبر… مزعج بالنسبة لهم “.

كان للحاجز القدرة على سلب وعي الناس المختلطين وجعل المتسللين يضيعون في الغابة، لكنه لم يؤذي من هم من ذوي الدم المختلط أذى بالغ – لذا فإن الحاجز يفتقد القدرة على إلحاق الإصابات بروزوال والآخرين.

“أتظنين أن فريدريكا تعمل مع أشخاص من هذا القبيل؟”

قد لا تتفق ريوزو معه، لكنه لم يتخيل أنهما أنها وتلك العفريتة ليسا أٌقارب حتى، كانت هناك الكثير من الأشياء التي أراد أن يسألها عنها، وإحداها نسبُها.

“حاليًا، هذا ممكن، إنه مجرد افتراض مبني على المعلومات المتاحة “.

كان غارفيل قد أجاب علانية على سؤال سوبارو، لكن طريقته في التعبير عن الرومنسية خذلته، كانت عاطفة رام تجاه روزوال عميقة، نابعة من كل قلبها –

مع صوت رام الخافت الذي لا يبدو مثل “أنـا أتحدث بالمنطق لا بالعاطفة”  تراجع سوبارو وقال ما في رأسه، ومع ذلك جعلته كلمات رام يعض شفتيه في غضب داخلي.

“الكل بخير، لا تقلقوا حيال ذلك، حسنًا؟ لقد طردنا الأشخاص الخطرين، وعاد الأشخاص الذين تم إجلاؤهم إلى العاصمة الملكية إلى القرية. لم يتأذى أحد، كلهم في أحسن حال”

بشكل لا إرادي، لامست يده المنديل الأبيض المربوط حول رقبته.

“آه ، لا بأس ، أنا بخير، أنا معتاد على قيام رام بأشياء مجنونة، أصبح الأمر أشبه بالطقوس اليومية”

“ما هذا؟ تميمة من الطراز القديم، صحيح؟ ”

رد سوبارو الوقح جعل أوتو غاضبًا وسط ضوء النار الذي تخترق ظلمة الليل.

“إنها من بيترا … آه، إنها فتاة لطيفة في القرية، أعطتني هذا قبل أن أغادر، لقد تم تعيينها كخادمة جديدة لمساعدة فريدريكا في القصر … لهذا السبب أشعر بالقلق “.

كان رد إيميليا هو ما كانوا ينتظرونه، لذا فإن أي كلمات منمقة ستكون بلا معنى.

إذا كانت فريدريكا تعمل من دافع الخبث، فمن المحتمل أن تأخذ بيترا رهينة. لن يسامح نفسه أبدًا إذا حدث شيء للفتاة التي عرضت عليها التعاون بحسن نية.

“أنتِ، من النادر أن تخرجي للترحيب بعودتي هكذا. هل قضى ذلك اللقيط نحبه أخيرًا؟ ”

والأهم من ذلك أنه أعاد ريم إلى القصر، وقد تحدث بإسهاب مع فريدريكا عن مدى أهمية الفتاة، سواء بالنسبة له أو للآخرين في القصر”

مع استمرار غارفيل بالتحدث أمال سوبارو رأسه في بيان أنه لم يسمع ذلك من قبل،  بدلاً منه كان أوتو ، الذي سمع النقاش داخل عربة التنين ، هو الذي لديه رد فعل مبالغ فيه.

لكن رام تنهدت وقالت: “آه ، هذا ،” ردًا على شكوك سوبارو ، ثم تابع. ”لا تقلق حيال هذا الشأن، لن تؤذي فريدريكا موظفة جدية في القصر أبدًا، لن تصل إلى هذا المستوى من اللؤم، لا داعي للقلق بشأن الفتاة “.

سوبارو الذي كان متفاجئًا بلم شملهم كاد يبدأ الحديث على الفور، لكن الشعور المفاجئ بمشروب ساخن وبخار مضغوط على خده جعل سوبارو يصرخ من الألم الحارق ، وينهارعلى أرضية الغرفة.

“حددي، هل تثقين في فريدريكا أم لا…؟”

“إنها امرأة جميلة ، أليس كذلك؟ ليس من الغريب تماما أن ينجذب الذكور إلى إناث قوية وقادرات مثلها”.

“أنـا لا أعرف ما تخطط له، لكني لا أشك في مبادئ فريدريكا”

“أنا متأكد من أنكم جميعًا تعرفونها – المرشحة الملكية ، إميليا. ستخوص المحاكمة “.

بعد أن أكدت رام ذلك، تجنبت نظرات سوبارو إذ قامت بطي ذراعيها النحيفتين وأشارت بذقنها إلى إميليا في وسط الكاتدرائية.

الحقيقة أن المواثيق والأقسام كانتا إحدى الأسباب التي أدت إلى انفصال سوبارو عن إميليا ذات مرة، حيث ذهبت دون أن تقول لسوبارو أين، رغم أن هذا الآخر ظن أن ذلك خطأه، كل نفس-

“كن حذرا يا باروسو، الشيء المؤكد هي أن الوسيلة الوحيدة لأولئك الذين يعارضون تحرير الملجأ لتحقيق أهدافهم هي إلحاق الأذى بالسيدة إميليا، نحن لا نعرف من هم أعداؤنا، لذا ابقَ يقظًا”

تم الكشف عن الإجابة على سؤاله بشكل صريح من فم أحد الأشخاص المعنيين، عندما التفت سوبارو نحو قائل هذا العبارة القاسية، توهجت العينان الخضراوتان الحادتان للرجل ذو الشعر الذهبي، والذي يتمتع بدم مختلط ويحدق بسوبارو والآخرين.

“إذن هذا سر نخفيه حتى عن ريوزو وغارفيل، أليس كذلك …؟ لكن أليس من المستبعد أنه يكونا معارضين لتحرير الملجأ؟”

“نرحب بكم، السيدة إميليا وخادميها.”

“حتى لو لم يكونا متورطين، قد يكون من معارفهم شخص كذلك، لذا من الأفضل أن نبقي الأمر سرًا قدر الإمكان، من يدري… قد يعلم بذلك الأمر شخص ثرثار ويفضحنا؟!”

“أوه ، اخرسي صاحبة الدرجة الثالثة! ما الذي تقارنني بـ-؟ مهلًا! هذا الشاي فظيع! طعمه كالعشب!! ”

لم تستطع سوبارو حتى إخفاء تأوهه حيث أوضحت من تقصد بذلك الكلام، في كلا الحالتين، كان تحذير رام مهمًا للغاية خاصة بعد أن أصبح في الملجأ، لم يكن سوبارو يكن ليعلم بوجود فصيل معارض للتحرر لو لم تخبره رام بذلك.

هناك ، كشفت فتاة وحيدة عن نفسها، وكان مظهرها رائعًا وهي تقف شامخة، جعل مشهد الفتاة غارفيل يندفع مباشرة خارج عربة التنين حيث قفز للأسفل ملوحًا بيده بابتسامة.

“يا رجل ، تلك الفتاة تشبه ريوزو تمامًا…”

“آه ، أجل، أنـا في أحسن حال، لم أكن أكذب عندما قلت الكثير عندما تحدثت عن الانتقال الذي حدث لي، فمقارنة بالضرب الذي تعرض له روزوال ، كل ما حدث لي هو إغماء بسيط…لا أعلم ما أقول”

قد لا تتفق ريوزو معه، لكنه لم يتخيل أنهما أنها وتلك العفريتة ليسا أٌقارب حتى، كانت هناك الكثير من الأشياء التي أراد أن يسألها عنها، وإحداها نسبُها.

“آسف، آسف، سأعتذر لك بشكل لائق لاحقًا … هنـالك أمر أهم الآن”

ومع ذلك لم يكن هذا هو الوقت المناسب لسؤال رام عن مخاوفه الأخرى.

دون أن يلجأ غارفيل إلى استخدام الكلمات، أومأ برأسه بإيجاب على سؤالها، وعندما تلقوا إجابته، أدرك سوبارو سبب سماعه أن الملجأ كانت مخصصًا سابقًا لهم- كما علم المقصود بعبارة أشباه الإنس.

“لقد خصص السيد روزوال لكَ وقتًا هذا المساء، يجب أن تشعر بالرضا حيال ذلك”

مع تقدم سوبارو ، تدخلت إميليا ، واختارت السؤال التالي بنفسها.

“بعد رؤية تلك الجروح ، لن أعترض … رغم أني ما زلت أشعر بالشك في أن ذلك كان جزءًا من مخططه.”

“إنه شاي مستخلص من عصارة الأوراق المتساقطة، يجب أن تكون ممتنًا لأن رام هي من سكبته لك! عليك شربه لآخر قطرة!”

“هذا أمر بعيد المنال، لقد جاء غارف ليرى كيف كانت أحوال السيد روزوال … هل يبدو مثل ذلك النوع من الرجال الذين سيتعاونون مع خطط السيد روزوال ؟ ”

“سوبارو”.

“أنت تتصرفين بقسوة مع ذلك الرجل الذي وقع في حُبك!”

اتخذت إيميليا موقفًا مماثلًا، كما لو أنها استشعرت الشيء ذاته من غارفيل.

“إنه يعلم تمام اليقين أنه أمر ميؤوس منه”

عبّر روزوال عن ارتياحه لسلامة إميليا ، لكن سوبارو وإميليا كانا في حيرة من أمرهما على عكس ماكانا عليه.

كان هذا التعليق الأخير أقسى من كل شيء، قاسٍ بما يكفي ليجعل سوبارو يتعاطف مع غارفيل.

اقترب منها غارفيل ، وبدا مستمتعًا جدًا بكلام تلك الفتاة الفظ والتي ترتدي زي خادمة مألوف، بينما كان سوبارو يراقبهما من بعيد، تباعدت شفتاه بشكل واضح.

“هذا المساء ، أليس كذلك؟”

بالرغم من أنه عرّف عن نفسه باسمه سابقًا، إلا أنه أصبح ينادى الآن “بالسائق اللقيط”. ناهيك عن احتمالية أن ينفرد غارفيل بأوتو جعلت هذا الآخر يتطلع نحو سوبارو وإميليا باحثًا عن الخلاص.

بمجرد أن انهى تعاطفه، تمتم في نفسه الوقت الذي تم تحديده للتحدث مع روزوال.

كان هذا جانبًا لا لبس فيه من الرومانسية في أي عالم، لكن –

على عكس النهار -عندما كانوا قادرين على السؤال قليلاً عن الظروف المتعلقة بالملجأ- خصص روزوال وقتًا حتى يتمكنوا من التحدث عن هذه الأمور.

ولم يكن هناك تغيير واضح في غارفيل، وواصلت ريوزو الوقوف بجانب سوبارو في صمت. عندما حول نظره قليلاً ، تفاجأ برؤية محادثة لطيفة بين رام وأوتو.

ومع ذلك ، فإن الوقت الموعود لهم سيأتي بعد خوض إميليا المحاكمة.

“سأراقبكِ وأنت تخوضين التحدي عوضًا عن سكان القرية، أنا متأكد من أنهم أرادوا حقًا تشجيعك “.

“يبدو أن الشمس بدأت تغرب أخيرًا.”

تمتمت رام وهي تدير رأسها إلى خارج المعبد، ناظرة إلى الأعلى بينما أعيد تلوين سماء غروب الشمس بألوان الليل.

 

كان الليل آتٍ، يحمل معه اختبار للناس عن طريق محاكمة تهدف لتحرير الملجأ.

“سوبارو ، إذا حدث شيء ما ، أخبرني. قررنا أننا سنناقش كل الأشياء المهمة، أليس كذلك؟ ”

5

“سيدة إميليا.”

تغيرت أجواء الملجأ كثيرًا بعد غروب الشمس.

إذا كانت فريدريكا تعمل من دافع الخبث، فمن المحتمل أن تأخذ بيترا رهينة. لن يسامح نفسه أبدًا إذا حدث شيء للفتاة التي عرضت عليها التعاون بحسن نية.

لم تكن المستوطنة سوى قرية وحيدة معزولة في البداية، بأدنى حد من الإضاءة اللازمة لدرء ظلمة الليل إذ لم يكن هناك ما يساعد على التنزه ليلاً إلا على ضوء النجوم والإضاءة الضعيفة القادمة من المنازل.

وبعد ذلك ، عندما وصلت إلى قمة الدرج ، استقبلها المدخل المؤدي إلى الأنقاض -والذي كان ذو لون أسود داكن- معلنًا بذلك وقت البداية.

يعد سبب هذا التغيير لإشعال النار في وسط المستوطنة لإضاءة الطريق المؤدي إلى القبر، مما يجعل تلك الليلة استثنائية.

اندفع إلى داخل الغرفة لبجدها حجرة ضيقة محاطة بجدران حجرية، كان الغريب أن الطحالب لم تغزو تلك الغرفة، لذا لم يصل لها مشهد الخراب ذاته الذي يحيط بالمكان، تحديدًا في الجزء الخلفي من الغرفة الحجرية غير الكبيرة ، كان هناك باب مغلق آخر من المحتمل أن يأخذه إلى مكان أعمق، وأمامه –

“بفضل النار تمكنا من الوصول بسلامة، الحمد لله على وجودها! صحيح يا أوتو؟ ”

في النهاية ضعفت كلمات إميليا وتباطأت وتيرة حديثها، وبمجرد أن قالت عباراتها تلك، ساد الصمت بينها وبين القرويين، استمر الصمت لثوان، أو ربما لعشرات الثواني …

“انظر في عيني وحاول قول ذلك مرة أخرى! اللعنة على كل شيء! ”

“أعتذر عن تأخري في تقديم نفسي يا سيدة إميليا. أنا ريوزو بيلما، بإمكانك القول أني ممثلة هذه القرية، كما ترين أنا مجرد عجوز مترنحة”.

في المنطقة التي أضاءتها النار في حرم الملجأ، كان وجه أوتو محمرًا من الغضب حيث ملأ صوته الغاضب المكان، قام بضرب الأرض بقدمه ، ووجه إصبعه المرتجف نحو سوبارو وهو يصرخ.

“أتشير إليّ أنا بقولك ذلك؟! هذا هو أسوأ لقب تناديني بها حتى الآن لعلمك!”

“هل تعتقد أن هذا شيء يمكن تسويته بمحادثة لطيفة؟! لقد تركتني محبوسًا في عربة التنين، منذ الصباح وأنا أحاول الخروج منها بلا فائدة، أتفهم؟!”

“- إيكيدنا.”

“كيف تقول هذا وأنت من أخبر غارفيل أنك ستبقى في عربة التنين، أليس كذلك؟ باتلاش -التنين المفضل لدي- كانت هنا أيضًا، لذا لا بد أنك لم تكن وحيدًا … حسنًا، لا أنكر أني نسيتك بالرغم من ذلك”.

“منذ أن جئت إلى هنا – لا ، منذ أن عبرت الحاجز على حد علمي شعرت باضراب في صدري، لا يمكنني الهدوء، ما هذا المكان؟ على الرغم من أنه يطلق عليه الملجأ إلا أنني لا أشعر بأي شيء من اللجوء والأمان منبعث منه،  إذا كنت أشعر بأي شيء ، فهو عكس الأمان … ”

“اعترافك هذا يزيد الطين بله، لقد بقيت أنـا ومعدتي الفارغة!!”

“حاليًا، هذا ممكن، إنه مجرد افتراض مبني على المعلومات المتاحة “.

رد سوبارو الوقح جعل أوتو غاضبًا وسط ضوء النار الذي تخترق ظلمة الليل.

“آه ، أنا سعيد للغاية، سعييييييييييييد بحق، لقد حققت شيئًا صعبًا وكنت تتوق إليه منذ فترة طويلة “.

بعد وصوله إلى الملجأ، كان الجميع على علم أنه ذهب لربط عربة التنين ، ولكن بعد أن تم نسيانه تمامًا، تم لم شمله للتو مع سوبارو تحت سلطته الخاصة.

كان سوبارو يعرف فقط عن الساحرة التي تحمل لقب الحسد، لم يسمع عن أي شخص آخر. على الرغم من ذلك ، فإنه لم يفهم المصطلح الجديد، مما أدى إلى اندفاع أسوأ الاحتمالات إلى عقله.

الحقيقة أنهم كانوا في منصف الليل، إذ أن العشاء في الكاتدرائية قد انتهى منذ فترة طويلة.

عندما أضافت إميليا الجزء الأخير من كلامها تحولت نظرتها إلى الأفق خلف المقاصة، تساءل سوبارو عما كانت تعنيه كلمتها، لكن لم يكن لديه الوقت ليستفسر عن الأمر.

“لا يمكنني القول أن الطعام كان لذيذًا، لكن ما باليد حيلة، كما تعلم، الطرّار لا يتشرط!”

لكنه لم يستطع رفع يديه موافقًا على تصرف روزوال، فهذه طبيعة سوبارو العنيدة بعد كل شيء.

“إذن فأنتَ لا تقول أني أتشرط فحسب، بل  تنعتني بالطرّار أيضًا؟! يارجل، لقد أزعجني كلامك للغاية!”

/////

“آسف، آسف، سأعتذر لك بشكل لائق لاحقًا … هنـالك أمر أهم الآن”

“هممم، فهمت، إذن هذه هي الأخت الكبرى للفتاة التي كنت تتحدث عنها… هذا واضح تمامًا ، لكنها تبدو تمامًا مثل الآنسة ريم النائمة، أجل”.

عندما اقترب أوتو ، دفع سوبارو رأسه إلى الوراء ثم أعطاه ابتسامة متألمة وأشار بنظره إلى الإتجاه الآخر، عندما نظر أوتو إلى ذلك الإتجاه بدوره ضاقت عيناه، محدقًا في الفتاة وسط المقاصة محاطة بنقاط مضيئة باهتة.

كان روزوال أشهر مستخدم سحري في المملكة، وقد أثبت اضطراب الوحش الشيطاني ذلك، لم يستطع سوبارو تصديق أن هنالك شخص يمكنه بسهولة أن يعرض روسال لهذا القدر من الألم والمعاناة.

“السيدة إيميليا مع الأرواح الطفيفة ، أليس كذلك؟ كم عدد القضايا المعقدة التي نشأت بينما كنت غير حاضرٍ معكم؟ ”

“هاه؟”

“”لا تسمها <بالقضايا المعقدة> كما لو كان ما يحدث الآن يشبه كل تلك المشاكل التي نضعها على عاتقنا حاليًا. ”

“منذ أيام قليلة أنزلتِ رأسك لنا، ورفضنا مساعدتك. وبالرغم من ذلك ، تمدين يدك إلينا مرة أخرى. لماذا؟ من أجل الإنتخابات الملكية؟ ”

“هل أخطأت في وصف هذه القضايا بأنها معقدة إذن؟”

“هل كنت تمزح حقًا؟ الأمر خطيرًا جدًا بالنسبة لي … ”

“إنها قضايا معقدة بالفعل، بل معقدة للغاية، وفوق كل شيء يجب أن تتحمل إميليا كل شيء وحدها”

كانت ملامح الفتاة خالية من عاطفة، أشبه بالدمية. لم تسبب أي ضرر لسوبارو ، لكنها أوصلته إلى الأنقاض وهربت- وكان عليه أن يتساءل ، هل كان الهدف مخصصًا لإميليا بدلاً منه؟

همهم سوبارو بعد أن رأى تلك النظرة المدركة على وجه أوتو، ثم شرع في السير اتجاه إيميليا التي كانت تغلق عينيها عندما نالت بركات الأرواح الصغرى، وعندما أحست بحضوره ورفعت رأسخت وأطبقت شفتيها.

“مهههللللًا، من الذي شبهته بقطاع الطرق؟؟ أنتَ لا تقصدني، أليس كذلك؟!”

“هل حصلتِ على ما يكفي من الدعم من الأرواح الصغيرة؟”

“هيــه، ماذا فعلت بأوتو؟ كان معك ، صحيح؟

“همم، كل شيء على ما يرام. لكني أفترض أنني أريد دفعة أخيرة منهم “.

“علاوة على ذلك ، لا نريد إثارة قتالات وجدالات غير ضرورية، كبار السن حساسون للغاية في الليل “.

“أتسمحين لي؟”

“هل قلت شيئًا؟”

“إذا كنت ترغب في ذلك يا سوبارو، تفضل”

“أجل، كنت أمزح، لكن العقوبة لن تكون هينة – نحن نعلم الآن أن فريدريكا مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالظروف الحالية هنا في الملجأ”.

“حظًا موفقًا، لا تخسري يا قوات إيميليا!!”

“الوضع يعجبهم! بالنسبة لأولئك الذين يرغبون في أدنى حد من التفاعل مع منهم في الخارج، فإن هذا الوضع الذي هم فيه مثالي للغاية! وبالتالي ، فإن كسر الحاجز يعتبر… مزعج بالنسبة لهم “.

أطلقت إميليا ضحكة صغيرة ردًا على حماس سوبارو، قم قبلت دعاءه وقالت بإيجاز: “شكرًا لك” قبل أن تحول نظرها تجاه المقبرة التي كانت ستتحداها.

“ا-انتظر يا يونغ سو! أن غير مؤهل للدخول!!”

وقف سوبارو بجانبها ثم لعق شفتيه ونظر إلى الأنفاض التي أعطت إنطباعًا مختلفًا تمامًا مقارنة بالنهار.

رد سوبارو على ردة فعلهم بابتسامة ثم ألقى أخيرًا نظرة حول الكاتدرائية، كان لذلك المبنى الحجري سقف مرتفع، كانت أجواءه توحي بكونه مكانًا رسميًا وهادئًا لدرجة ترقى لاسمه.

“إنه قبر، لذا فهو يخيف في الليل أكثر من النهار، هل أنت بخير ، إميليا تان؟ ”

“هاه؟”

“أنا قلقة بعض الشيء ، لكن هذا لا شيء، عليّ فعل ذلك”.

كان اجتياز المحاكمة أمرًا لا مفر منه ليتم رفع الحاجز عن الملجأ، متحديًا هذه الحقيقة، بادر روزوال في محاولة اجتيازه وأصيب بجروح بالغة إثر ذلك، بالرغم من كون روزوال كان يحاول أداء واجباته كسيد لشعبه، كان فشله في اجتياز المحاكمة بمثابة إثبات لصعوبة الأمر على شعبه.

قبضت إيميليا على يدها الشاحبة ثم أخذت نفسًا عميقًا مليئًا بالحيوية، حينها بدأ سوبارو يشعر بالقلق لأنها بدت متعبة للغاية.

“سوبارو ، لقد بدوت غير متأكد مما الآن …”

“هاه! حسنًا ، إنها مليئة بالحيوية، من الأفضل أن تكون كذلك، ليس وكأنني أتوقع شيئًا منكِ أصلًا!”

لقد طلبت منه التزام الصمت بشأن العفريتة، لكن سرعان ما تم الرد على تساؤلاته حيال ذلك.

“غارفيل وريوزو.”

“أولاً ، أريد السؤال عن أهالي قرية إيرلهام. قالت رام إنهم بخير، لكن هل هذا صحيح حقًا؟ ”

التفت سوبارو نحو مصدر الصوت ليرى شخصين قصيرين يسيران عبر مدخل المقاصة – أحدهما فتاة صغيرة المظهر والآخر صبي في سن المراهقة. على الرغم من الفرق الشائع بينهما، إلا أنهما يمثلان الملجأ بأكمله.

دون أن يلجأ غارفيل إلى استخدام الكلمات، أومأ برأسه بإيجاب على سؤالها، وعندما تلقوا إجابته، أدرك سوبارو سبب سماعه أن الملجأ كانت مخصصًا سابقًا لهم- كما علم المقصود بعبارة أشباه الإنس.

بالإضافة إليهما، أتت رام تبعًا لخطى غارفيل وريوزو، يبدو أنهم كانوا الوحيدين الذين سيشاهدون إميليا وهي تجري المحاكمة.

لم تكن كلماته كذبة، إذا كان بإمكانه أن يكون المنافس، فسيخوض المحاكمة دون لحظة تردد حتى، لكن سوبارو لم يستوف الشروط لتحدي الحاجز، وبناءً على ذلك ، فإن الشخص الذي سيتولى المحاكمة هو –

“إنه لأمر يبعث على الوحدة أن تكونوا أنتم الجمهور فحسب.”

إلتوت ركبتيه، وسقط جسد سوبارو كالدمية إذ أنه لم يقم بأدنى حركة من شأنها تخفيف سقوطه، سقط على الأرض بأطراف ممتدة مثل ملاك الثلج ، وانتهى به الأمر بجوار إميليا بمحض الصدفة.

“سكان قرية إيرلهام ممنوعون من الخروج ليلا، لا توجد إضاءة مناسبة لهم في هذه الساعة ، أصلًا ”

“ليستمع الجميع إليّ! كما تعلمون فقد تمكنا من طرد أولئك الذين يشكلون خطرًا على القريبة، والمجموعة الأخرى التي تم إجلاؤها عادت إلى القرية، وهم في انتظار عودتكم ونحن نتحدث الآن”

“علاوة على ذلك ، لا نريد إثارة قتالات وجدالات غير ضرورية، كبار السن حساسون للغاية في الليل “.

كان أصحاب تلك النظرات قد رفضوها من قبل، لكن الآن أصبح لديها الشجاعة لمواجهتهم دون رداء “تغيير الهوية”، وبالرغم من ذلك عضت إميليا شفتها وهي تحني رأسها لهم.

“احرص على الاستيقاظ مبكرًا إذن”

“أرجووووو أن تستخدمي هذا الاسم عند الإشارة إليها، وصفها بساحرة الجشع يتضمن كل الصفات الشنيعة، أليس كذلك؟ ناهيك عن كون ذلك اللقب طوييييييل نوعًا ما”

رد رام والآخرون على أفكار سوبارو بالتسلسل بينما كانوا يصطفون أمام القبر بترتيب ذو معنى.

“غارفيل …”

في البداية كانت هناك رام  -تابعة للمصاب روزوال- ثم غارفيل وريوزو اللذان يمثلان مصالح الحرم، وبعدها في القائمة سوبارو -تابع إميليا- وأخيرًا الغريب أوتو.

“—إميليا !!”

كان أوتو الشخص الوحيد الذي بدا وجوده مؤقتًا وليس ضروريًا تمامًا، ولكنه سوبارو تجاهل أمره …

مع استمرار تحدث سوبارو عما حدث، لخصت رام الجزء الأخير بدلاً منه، جعل استنتاجها سوبارو يؤمئ برأسه، لتعود إليه صورة الفتاة التي التقى بها في الغابة.

“سأراقبكِ وأنت تخوضين التحدي عوضًا عن سكان القرية، أنا متأكد من أنهم أرادوا حقًا تشجيعك “.

“هذه هي أول مرة أفهم فيها ما تعنيه إحدى أقوالك، لكن يا رجل، أنتَ تقول ما يدور في ذهنك دون مراعات لأحد”

“مم ، شكرا لك، سأحرص أن أرقى لتوقعاتك، وتوقعات القرويين … وتوقعات الجميع “.

“من فضلك لا تحاول تلميع ما حدث، لقد طرحتُ سؤالًا جادًا، وأريد إجابة جادة منك “.

“…-؟”

“سأراقبكِ وأنت تخوضين التحدي عوضًا عن سكان القرية، أنا متأكد من أنهم أرادوا حقًا تشجيعك “.

عندما أضافت إميليا الجزء الأخير من كلامها تحولت نظرتها إلى الأفق خلف المقاصة، تساءل سوبارو عما كانت تعنيه كلمتها، لكن لم يكن لديه الوقت ليستفسر عن الأمر.

إذا كانت فريدريكا قد أخبرته أن غارفيل كان شخصًا خطيرًا ، وعهدت إلى إميليا بالكريستال ، وفوق ذلك ، تآمرت لجعل تلك الكريستالة تنقلها عن بعد ، فإنه يتساءل ما هو هدف فريدريكا في القيام بذلك.

إذ أن إيميليا أطقت تنهيدة عميقة واتجهت نحو القبر مشيًا إلى السلم عند المدخل.

انخفضت أكتاف روزوال ثم قال: “كما قالت رام سابقًا، إنه ليس رجلًا طائشًا بما فيه الكفاية ليفعل ذلك- بالرغم من أنني لا أنكر أن غارفيل قادر على إلحاق مثل هذا الضرر بي”

في اللحظة التالية ، كان هناك –

بعد أن استشعرت إيميليا وجودها رفعت رأسها لتومأ العجوز برأسها وتقول:

“هنـالك نور يخرج من القبر…”

“-!”

كان أوتو هو من تمتم بتلك العبارة، لكن جميع الحاضرين شاركوه دهشته.

تسبب تدخل صوت غير مألوف في التفافت سوبارو نحو المدخل، تمامًا كما فعل غارفيل سابقًا ، كانت هناك شخصية صغيرة تقف هناك

كان الخمسة الذين شاهدوا سطح الأنقاض تتحدى إميليا المتوهجة بنور خافت -مرحبة بالمنافسة على ما يبدو- وتضيء مكان المرقد الأخير للساحرة بتوهج أخضر فوسفوري والذي بدا وكأنه يغرق في الظلام.

“أنـا لا أعرف ما تخطط له، لكني لا أشك في مبادئ فريدريكا”

“هذا دليل على أن القبر يعترف بأن السيدة إميليا مؤهلة لإجراء المحاكمة.”

“لسبب مجهول، يطلق روزوال على هذا المكان اسم <الملجأ>، لكن هذا المكان … لا يستحق أن يُطلق عليه هذا الاسم الجميل،  إنه مكان يتجمع فيه المنبوذون ويعيشون معًا، مختبر لا مخرج منه”.

نظر ريوزو  إلى الضوء الفسفوري المحيط بالمقبرة ، موضحة سبب المشهد الجميل بكلماتها، كان سوبارو والآخرين عاجزين عن الكلام وهم يحدقون بها، وحدها إميليا فقط غير المترددة صعدت الدرج.

“لا يمكن للمرء التحكم في قلوب الناس هكذا … علاوة على ذلك ، لا تنظر إيميليا للأشياء من هذا الجانب أنا وأنت بحاجة إلى فهم هذه الحقيقة “.

وبعد ذلك ، عندما وصلت إلى قمة الدرج ، استقبلها المدخل المؤدي إلى الأنقاض -والذي كان ذو لون أسود داكن- معلنًا بذلك وقت البداية.

“هذا لا علاقة لهذا بكوني رجلاً أو لا! لقد حرقت خدي ، ألا تعلمين؟! بماذا كنتِ تفكرين؟”

“-سأغادر”

2

شعر سوبارو أنها قالت تلك الكلمات بصوت خافت، وبقي يشاخدها تتقدم في ممر القبر حتى توارت عن الأنظار، وظل الخراب بأكمله محاطًا بالضوء الفسفوري، مما يعني أن المحاكمة قد بدأت بالتأكيد.

أبقت إميليا رأسها منخفضًا بينما كانت تنتظر رد القرويين، لقد أغلقت شفتيها بإحكام، ومع ذلك رأى سوبارو في وجهها العزم، مع لمسة من الخوف من احتمالية رفضهم لها.

تسبب الخراب في إضعاف جسد روزوال وتسبب في إغماء سوبارو وفقدانه للوعي، عندما خطت إميليا داخله الخراب، قلق سوبارو عليها كثيرًا ، كما لو أن شخصًا ما كان يعصر قلبه النابض –

كان خائفا من التأكد، لقد عانى سوبارو من إحساس الخسارة عدة مرات بالفعل، لقد خسر إميليا وبيترا وآخرين – لكنه لم يكن شيئًا اعتاد عليه، أما في وضعه الحالي، فإن سماع رام عن ريم قد يكون ثقله على قلبه أقصى من أي شيء جربه سابقًا.

“لا تقلق يالشاب سو، لقد رحبت المقبرة بالسيدة إميليا بشدة فالضوء الذي تراه هو دليل على ذلك، لا تقلق من كونها سيتم قذفها مثل الشاب روز”.

لم تكن تعلم أنه بمجرد أن أفقدها الحاجز الوعي تم نقل سوبارو بينما، فقد كانت نائمة طوال الوقت، ولكم يجد سوبارو فرصة مناسبة لإخبارها طول الطريق  ناهيك عن كونه قد تردد كثيرًا في القيام بذلك.

“لقد أصبح مشهد قذف ذلك الرجل في رأسي الآن … اررر، آسف، أعلم أنكِ قلقة علي”

بعد أن قطعوا مساحات فارغة شاسعة، واستغرقهم الأمر وقتًا طويلًا لقطع الغابات الكثيفة، وجدوا المستوطنة في الداخل، لكن عندما قاموا بمقارنة المستوطنة بالصورة الخيالية المتوقعة لكلمة “ملجأ”، كان من المستحيل إخفاء الانتطباع الناتج عن رؤية سكن فقير وغير لائق.

“هوو، أنـا لا أنزعج إن اعتذر الشخص المخطئ لي، ربما لهذا السبب كنت ضعيفًا جدًا في تربية الشاب غار “.

قبضت إيميليا على يدها الشاحبة ثم أخذت نفسًا عميقًا مليئًا بالحيوية، حينها بدأ سوبارو يشعر بالقلق لأنها بدت متعبة للغاية.

ابتسم سوبارو ابتسامة متوترة مذهولًا من التناقض الكبير بين مظهر الفتاة الصغيرة والوجه المبتسم المسن الذي أظهرته، أثناء حديث ريوزو، ألق سوبارو نظرة خاطفة على غارفيل وهو يراقب القبر على بعد مسافة.

رد روزوال على سؤال إميليا المتوترة بابتسامة ساخرة وأغلق إحدى عينيه.

عقد ذراعيه، وحكت أسنانه ببعضها بصوت مسموع، واستمر في حك الأرض بأطراف أصابع قدميه ، غير قادر على الهدوء.

“من فضلك ، إيميليا تان ، اهدئي فقط، حدثت بعض الأشياء أثناء نومك، لكن تم حلها بالفعل. إنه غارفيل. فهمتِ الآن، أليس كذلك؟ ”

“كنت أفكر فقط …”

“… محبوسين…؟ هذا ليس أمرًا رائعًا للغاية “.

“مم؟ بماذا؟”

جعلت كلمات سوبارو القرويين يحبسون أنفاسهم مرة أخرى، أومأ سوبارو بإيماءة ردًا عليهم، ثم رفع يده نحو مدخل المعبد حبيث كانت الفتاة تنتظره هناك.

“بمحاكمة هذا القبر – فقط أولئك المختلطون بالدم المتأثرون بالجدار يمكنهم خوضها، أليس كذلك؟ الآن بعد أن فكرت في الأمر يا ريوز، هل قمتِ أنتِ أو غارفيل بخوضها من قبل؟”

“علمت ذلك من جروح السيد روزوال ، أليس كذلك؟ حتى الشخص الذي ينعم ببوابة متوسطة فقط يحتم عليه أن يتلقى عقابًا شديدًا،  لم تكن السيدة إيميليا لتنجوا لو أنها دخلت على حين غرة “.

“منطقيا يمكن لنا خوض المحاكمة، ومع ذلك ، لا يمكننا تحرير الملجأ، هذا بسبب الاتفاقية لا نهائية التي تربطنا نحن السكان بهذا المكان “.

رفع سوبارو صوته في الكارثة المفاجئة، واندفع نحو القبر دون تفكير، صرخت ريوزو من خلفه بصوتٍ عالٍ وإلحاح

“إنه نوع من المواثيق، أليس كذلك؟”

ضاقت عينا غارفيل على كلام سوبارو كعادته، شعر سوبارو كما لو أنه يواجه وحشًا شرسًا متعجرفًا لذا أعاد بدوره ترتيب تلك المحادثة في رأسه وقال:

جعلت نغمة سوبارو المقيتة والنظرة المريرة على وجهه ريوزو ترفع حاجبها.

لم تكن تعلم أنه بمجرد أن أفقدها الحاجز الوعي تم نقل سوبارو بينما، فقد كانت نائمة طوال الوقت، ولكم يجد سوبارو فرصة مناسبة لإخبارها طول الطريق  ناهيك عن كونه قد تردد كثيرًا في القيام بذلك.

“أوهه؟ يونغ سو ، أنت لا تحب المواثيق؟ ”

شهق كلٌ من سوبارو وإميليا في الآن ذاته، إذن فقد كان هذا سبب تضميد جسد روزوال ، لولا الضمادات الملطخة بالدماء لكان جسد روزوال المصاب عارياً متفرقًا في كل مكان- كانت تلك هي الحالة القاسية التي كان عليها.

“لدي انطباع سيء حيال هذه الأشياء، الأمر متعلق أيضًا ببعض الذكريات السيئة المتعلقة بالمحاكمات خلال الأسابيع القليلة الماضية. ناهيك عن كون الرجل الذي أكرهه كثيرًا في هذا العالم يتحدث عنها كثيرًا “.

“لم أظن أنه سيتم مناداتي بـ “الهاج” في اللقاء الأول، هذا الشاب أكثر فظاظة من الشاب غار والشاب روز … ”

“يا إلهي، يا له من انطباع سيئ حقًا، لا بد أن هذا يسبب للفتاة التي تستخدم الروح بعض المتاعب “.

حيث أسقطت رام غارفيل بضربة واحدة لا ترحم بعد أن ظهرت خلف ظهره أثناء ذلك التلاسن، بينما كان غارفيل يتلوى من الألم ، نظرت رام إليه  ثم تنهد وهي تخاطب الآخرين.

أخذ سحرة الروح جميع المواثيق من عهود وأقسام على محمل الجد، كانت كلمات ريوزو دليلًا على أن هذه كانت حقيقة معروفة للجميع.

1

الحقيقة أن المواثيق والأقسام كانتا إحدى الأسباب التي أدت إلى انفصال سوبارو عن إميليا ذات مرة، حيث ذهبت دون أن تقول لسوبارو أين، رغم أن هذا الآخر ظن أن ذلك خطأه، كل نفس-

بدت إميليا غير متأكدة من إجابتها عدما قالتها، لكن وجهة نظرها كانت متوافقة مع وجهة نظر سوبارو.

“قبول المواثيق والأقسم ومحبتها شيئان مختلفات، سأظل أعلّم على هذين المصطلحين بالخط الأحمر في معجمي من الآن فصاعدًا”

“إذن فأنتَ لا تقول أني أتشرط فحسب، بل  تنعتني بالطرّار أيضًا؟! يارجل، لقد أزعجني كلامك للغاية!”

“أنت عنيد، أليس كذلك …؟ حسنًا، أن يتحلى شاب مثلك ببعض العناد أمر رائع بعض السيء…

“لو كان ذلك هو الوضع لقامت رام بتحويل هذا المكان بأكمله إلى بحر من النيران، يجب أن تكون في غاية الامتنان للسيد روزوال لأنه ما يزال حيَا”.

كان من الصعب حقًا أن يتجاهل سوبارو تلقيبها له بالشاب، في الآن ذاته رأى سوبارو نفحة من الكآبة تتصاعد على جانب وجه ريوزو. ربما لم يكن الأمر أكثر من حرمانها من فرصة الطعن في المحاكمة بنفسها واضطرارها إلى الاعتماد على شخص خارجي لرفع الحاجز. ربما شعرت بالعجز من الداخل.

“دعونا نذهب ونعمل لإصلاح كل شيء، سواءً كان موضوع ريم أو الأمور الأخرى”.

عند التفكير بذلك الشكل، يمكنه فهم سبب انزعاج غارفيل أيضًا، بالحكم على شخصيته التي فهمها سوبارو في وقت قصير بالنظر، لم يكن هناك شك في أن غارفيل من النوع الذي يفضل الموت بدلاً من ترك مشاكله لشخص آخر ليحلها”.

عندما رأت رام جانب وجهه -حيث كانت تجلس بجانب سريره-  خفضت عينيها بلطف، لم يلاحظ سوبارو  رد فعلها، ولكنه لمس صدره بيده.

“…”

عندما دحضت سوبارو أفكار رام، ردت رام بـ “ها!” كان هذا نفس الرد الذي لطالما اعتاد عليه منها، هناك، اتجهت أنظارها نحو إميليا ، التي كانت بجانب سوبارو مباشرة.

آنذاك، بدأ الوقت بالتحرك، لم يفعل أو يقل سوبارو شيئًا بينما كان ينتظر عودة إميليا.

مع إنهاء أوتو حكايته المروعة ، أومأ سوبارو بتعاطف، كره سوبارو طائفة الساحرة وكل ما يتعلق بها، لكن المحادثة الحالية أضافت سببًا آخر لكرهها.

ولم يكن هناك تغيير واضح في غارفيل، وواصلت ريوزو الوقوف بجانب سوبارو في صمت. عندما حول نظره قليلاً ، تفاجأ برؤية محادثة لطيفة بين رام وأوتو.

“أنا أتخذ إجراءات السلامة، لأن المحادثة السابقة جعلتني أعتقد أن أخطر شخص هنا هو أنت.”

بالنسبة إلى سوبارو الذي كان قد جرب خوض محادثة ممتعة مع رام- كان هذا تطورًا ينذر بالخطر، كان على وشك التفكير في أشياء غير مجدية مثل كونه سيضطر إلى إعطاء أوتو نصائح عن الحديث مع رام – ولكن حدث شيء ما أولاً.

“بالمناسبة ، باروسو … هل جسدك بخير؟”

“آه؟”

“لقد خصص السيد روزوال لكَ وقتًا هذا المساء، يجب أن تشعر بالرضا حيال ذلك”

عندما شهدوا جميعًأ ذلك التغيير في المشهد، اندفعوا ككيان واحد إلى مصدره.

لمس سوبارو ذقنه ، وهو يفكر بعمق في أمر عدوهم الذي فاقت قوته توقعاته.

بعكسهم، تراجع سوبارو ونظر إلى الوراء حيث كان المصدر الضوء كل ذلك الوقت قد ضاع بالفعل، بعبارة أخرى تم إخماد الوهج الفسفوري المبهر الذي يحيط بالمقبرة

“سوبارو ، إذا حدث شيء ما ، أخبرني. قررنا أننا سنناقش كل الأشياء المهمة، أليس كذلك؟ ”

“اخفتى النور؟! هيه، هل كل شيء على ما يرام ؟!”

“أوه ، اخرسي صاحبة الدرجة الثالثة! ما الذي تقارنني بـ-؟ مهلًا! هذا الشاي فظيع! طعمه كالعشب!! ”

“لا ينقطع نور القبر ما دامت المحاكمة مستمرة …”

كان والده – ناتسكي كينيتشي – وهو يقف نصف عارٍ هناك في الصباح ، مستقبلًا ابنه بضحكة خفيفة.

“بمعنى ، حدث خطأ ما ؟! إميليا! ”

“آه … أنا – قد أكون مجرد هَاوية، لكن اتركوا الأمر لي رجاءً!”

رفع سوبارو صوته في الكارثة المفاجئة، واندفع نحو القبر دون تفكير، صرخت ريوزو من خلفه بصوتٍ عالٍ وإلحاح

كان الخمسة الذين شاهدوا سطح الأنقاض تتحدى إميليا المتوهجة بنور خافت -مرحبة بالمنافسة على ما يبدو- وتضيء مكان المرقد الأخير للساحرة بتوهج أخضر فوسفوري والذي بدا وكأنه يغرق في الظلام.

“ا-انتظر يا يونغ سو! أن غير مؤهل للدخول!!”

“لا تقلق يالشاب سو، لقد رحبت المقبرة بالسيدة إميليا بشدة فالضوء الذي تراه هو دليل على ذلك، لا تقلق من كونها سيتم قذفها مثل الشاب روز”.

“آ-آآآهه!! ما-ماهذا؟!”

“سوبارو ، لقد بدوت غير متأكد مما الآن …”

قضت الصدمة على صوت ريوزو، تاركة غارفيل المحتار بقذف بالبصاق من فمه بينما كان يتابع من مكانه، كان رام وأوتو مصدومين بنفس القدر، حتى أنفاس سوبارو اختطفت بضعف.

“بالإضافة إلى ذلك ، فيما يتعلق بأوتو ، أشعر أنه هنالك شيء غريب حياله مهما كنتُ قلقًا عليه”.

اقد أضيء القبر إشعاع ضوء أخضر فسفوري لحظة وضع سوبارو قدمه الأولى.

كان والده – ناتسكي كينيتشي – وهو يقف نصف عارٍ هناك في الصباح ، مستقبلًا ابنه بضحكة خفيفة.

“نفس السيدة إميليا … إيه ، سيد ناتسكي!”

“لا يمكنني القول أن ذلك صحيح بمعنى الككلمة، ومع ذلك فقد اقتربت من الحقيقة، إنها لحقيقة أن سبب احتجازنا داخل الملجأ له علاقة بالحاجز”

“إذا كان بإمكاني الدخول فما هذا إلا استجابة لدعائي، جميعكم ابقوا  الجميع يبقون في الخارج! سأناديكم إن حدث شيء!”

التفت سوبارو نحو مصدر الصوت ليرى شخصين قصيرين يسيران عبر مدخل المقاصة – أحدهما فتاة صغيرة المظهر والآخر صبي في سن المراهقة. على الرغم من الفرق الشائع بينهما، إلا أنهما يمثلان الملجأ بأكمله.

“باروسو!!”

“أنا من طلب منكم اللجوء إلى هنا بعد كل شيء، أنا سعيد لأنكم جميعًا بخير “.

تجاهل سوبارو كل الأصوات التي تحاول منعه ، وهرع لصعود الدرج والدخول في القبر.

4

كان هواء الأنقاض باردًا وجافًا، وكان الممر الذي ترددت فيه خطواته محاطًا بنفس الضوء الأخضر الفسفوري الذي يغطي الجدران الخارجية ، مما يمنحه رؤية جيدة للجزء الداخلي المغطى بالطحالب والفطر

“سأسأل روزوال عن الأمر مرة أخرى، لكنك غارفيل الذي يعيش في الملجأ، ولديك علاقة بروزوال ، والآن رام والناس من قرية إيرلهام موجودون هنا أيضًا، لذا كيف لنا أن نثق بك؟ ”

الإحساس الغريب المصاحب لكل خطوة يخدش صدره، بدا مشهد الموقع مألوفًا له بطريقة ما، وشعر ببعض الحزن كما لو أن بعض الذكريات المجهولة اخترقت قلبه.

استفاد سوبارو من هذا الفاصل لإعادة الموضوع إلى مساره الصحيح مرة أخرى إذ قال: “إذن، الآن بعد أن أصبحت ريوزو معنا ، دعونا نعود إلى موضوعنا… على أي أساس قلت أن فكرتي سيئة؟”

“لا شك أني أعرف هذا المكان … لقد أتيت إلى هنا من قبل ، في النهار!!”

بعد كل شيء ، لم يستطع مناقشة ما حدث دون مناقشة علاقته بكريستال فريدريكا.

أدرك سوبارو أن ذكرياته القديمة كانت سبب ذلك الشعور، لكنه رمى تلك الفكرة من رأسه بحذاء بينما كان يدخل في ظلمات القبر.

“عملت فريدريكا معك لفترة طويلة ، أليس كذلك؟ أكثر من عشر سنوات كما سمعته “.

كان الهواء في أعماق الخراب راكدًا ، يغزو أنفه برائحة الغبار، شعر برئتيه تتدهوران مع كل نفس لذا هز رأسه وهو يتعمق أكثر، فأكثر- فأكثر-

“”لا تسمها <بالقضايا المعقدة> كما لو كان ما يحدث الآن يشبه كل تلك المشاكل التي نضعها على عاتقنا حاليًا. ”

“غرفة؟”

“أنتِ على حق، لذا لا يمكنني المجادلة ، لكن تـبًا…”

عندما وصل أخيرًا إلى نهاية الممر ، رأى سوبارو بابًا أمام عينيه يؤدي إلى غرفة صغيرة، كان الباب الحجري القذر مفتوحًا متخليًا عن أداء واجبه في درء المتسللين، لذا انزلق سوبارو دون تردد.

“هل تقصد القصة التي مفادها أن مطران الخطيئة قد مسح مدينة عن بكرة أبيها؟”

“…”

بالنسبة لرام ، كانت فريدريكا زميلة منذ فترة طويلة، بالرغم من أنها اكتشفت للتو أن زميلتها لم تكن مخلصة، إلا أنها تحدثت بهدوء ، ولم يحمل وجهها أي قلق بشأن هذه الحقيقة.

اندفع إلى داخل الغرفة لبجدها حجرة ضيقة محاطة بجدران حجرية، كان الغريب أن الطحالب لم تغزو تلك الغرفة، لذا لم يصل لها مشهد الخراب ذاته الذي يحيط بالمكان، تحديدًا في الجزء الخلفي من الغرفة الحجرية غير الكبيرة ، كان هناك باب مغلق آخر من المحتمل أن يأخذه إلى مكان أعمق، وأمامه –

فوجئت إميليا بذكر اسمها، لكن غارفيل لم يبالي بذلك، مما دفع روزوال لاتخاذ الحيطة والحذر

“—إميليا !!”

على الرغم من أنه من المؤكد أن سوبارو اشتبه في كون حياة أوتو في خطر، إلا أنه لم يشك في أن غارفيل قد فعل شيئًا كهذا.

كانت الفتاة ذات الشعر الفضي على الأرض مغشيًا، وبدا أنها مددت أطرافها عندما انهارت.

“هوو، أنـا لا أنزعج إن اعتذر الشخص المخطئ لي، ربما لهذا السبب كنت ضعيفًا جدًا في تربية الشاب غار “.

غير قادر على رؤية وجهها من المدخل، لذا ركض سوبارو اليائس إلى جانبها.

“أريد أن أعيد لمّ شملكم بعائلاتكم، وهذا … ليس وعدًا قطعته في تلك القرية، بل شيئًا أقسمته لنفسي، هذه غايتي التي أود تحقيقها، هذا كل شئ.”

لم يكن يعرف ما حدث، كل ما كان يعرفه هو أنه كان عليه أن يأخذها ويهرب من القبر في أسرع وقت –

“أجل، كنت أمزح، لكن العقوبة لن تكون هينة – نحن نعلم الآن أن فريدريكا مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالظروف الحالية هنا في الملجأ”.

” – أولاً، واجه ماضيك.”

“إنه جاد”

في اللحظة التالية ، شهق سوبارو عندما بدا أن الصوت يهمس في أذنيه.

مع تقدم سوبارو ، تدخلت إميليا ، واختارت السؤال التالي بنفسها.

“…”

“هـيه! غارفيل، ما دخل الدم القذر؟ ”

بعدها فقد كل قوته، مما لم بترك له وقتًا للتفكير في ما قد يكون عليه الصوت.

“أتسمحين لي؟”

إلتوت ركبتيه، وسقط جسد سوبارو كالدمية إذ أنه لم يقم بأدنى حركة من شأنها تخفيف سقوطه، سقط على الأرض بأطراف ممتدة مثل ملاك الثلج ، وانتهى به الأمر بجوار إميليا بمحض الصدفة.

“ماذا -؟ ما زلتم تتحدثون معه؟ لا يجدر بكم الضغط على الرجل الجريح أكثر من اللازم، فكما تعلمون، استعمال الملقط أكثر من اللازم من شأنه أن يسبب جرحًا في الجلد”

“…”

“آه ، أجل، أنـا في أحسن حال، لم أكن أكذب عندما قلت الكثير عندما تحدثت عن الانتقال الذي حدث لي، فمقارنة بالضرب الذي تعرض له روزوال ، كل ما حدث لي هو إغماء بسيط…لا أعلم ما أقول”

لقد وقعتُ بجانبها سابقًا، أليس كذلك؟ هكذا فكر فجأة.

 

وقبل أن تأتيه الذكرى الكاملة -ذكرياته الأولى عن الموت- ابتلع الظلام وعي سوبارو -\

“أتسمحين لي؟”

6

“إنه يعلم تمام اليقين أنه أمر ميؤوس منه”

كما هي العادة دائمًا، عندما يستيقظ سوبارو من النوم يشعر بضيق في التنفس، كما لو أن رأسه يخرج من الماء.

لسبب ما ، كان اسم إيكيدنا – وهو اسم ما كان يجب عليه أن يعرفه – يتحرك بشكل غريب داخل صدره.

كان الشعور يشبه إلى حد كبير الشعور بالطفو في بحر من اللاوعي، لقد كان يطفو صعودًا بحثًا عن الهواء المسمى بالواقع. ثم ، عندما تنفست رئتاه المستيقظتان بما يكفي من تلك الحقيقة ، ذهل سوبارو –

“إذن هذا سر نخفيه حتى عن ريوزو وغارفيل، أليس كذلك …؟ لكن أليس من المستبعد أنه يكونا معارضين لتحرير الملجأ؟”

“صبااااااااااااااح الخيييييييييير يا ابنييييييييييييييييي- !!”

“يا رجل ، تلك الفتاة تشبه ريوزو تمامًا…”

“همبههقه؟!”

“وأنت تنوي تحمل عبء العمل القذر يا باروسو؟ يا له من تصرف بطولي!”

في ذلك الصباح البارد المنعش، تحطم نهوضه المشاعري من سباته إلى أشلاء بفعل شيء مدمر بشكل لا يصدق.

“… أولاً كانت لدينا مشكلة الحاجز الذي وضعته الساحرة على الملجأ، والآن موضوع المحكمة، الأمور تصبح أفضل فأفضل~”

من الأعلى، قام شيء ثقيل بإخراج الهواء من جسده، مما أجبر سوبارو على إطلاق صرخة أشبهه بنقيق الضفادع. قام بإلقاء الجزء العلوي من الفوتون بعيدًا حيث جلس والسعال.

في حالة من الذعر الشديد ، نظر أوتو إلى العربة من مقعد السائق وقال:

“هيييه، هيه، هيييه، ما الأمر؟ هذه مجرد ضغطة الحب لإيقاظك! كالعادة، تقوم بهذه التصرفات الجارحة عندما يوقظك أحد بمحبة، هاه؟ ”

2

“*سعال* *سعال* … ولماذا تتوقع… الكثير من رجل نائم … مهلًا، فقط الآن … ”

“أعتذر عن تأخري في تقديم نفسي يا سيدة إميليا. أنا ريوزو بيلما، بإمكانك القول أني ممثلة هذه القرية، كما ترين أنا مجرد عجوز مترنحة”.

ما الذي يحدث؟!! تساءل سوبارو وهو يرفع وجهه بعيون دامعة، عندما أخرج سوبارو نصف جسده من السرير ، أشار الطرف الآخر بإصبعه إلى السقف أمام عيني سوبارو.

كان سوبارو غاضبًا من القسوة التي تعرض لها، فما كان من رام إلا أن ردت عليه بـ: “طيب” وضغطت بقطعة قماش مبللة على خد سوبارو بينما تابعت:

وثم-

“هو-هو، هذا الصبي يفهم بسرعة إلى حد ما، لقد اختصر الموضوع”.

“ما أمرك أنت؟ لمَ تعتلي وجهك نظرة المصدوم من رؤية أبيه العاري في الصباح الباكر! ”

جلست إميليا في السرير وهي ترمش بععينيها، أسرع سوبارو بالذهاب إلى جانبها وأمسك يدها، كما لو كان يتحقق من درجة حرارة جسم إميليا للتأكد من أنها حقيقية.

كان والده – ناتسكي كينيتشي – وهو يقف نصف عارٍ هناك في الصباح ، مستقبلًا ابنه بضحكة خفيفة.

الإحساس الغريب المصاحب لكل خطوة يخدش صدره، بدا مشهد الموقع مألوفًا له بطريقة ما، وشعر ببعض الحزن كما لو أن بعض الذكريات المجهولة اخترقت قلبه.

 

بعد أن عادت الخادمة رامـ حدقت في تصرفات سوبارو بنظرة من الازدراء.

/////

“ليس كل من يعيش في الملجأ يؤيد فكرة التحرر منه.”

ترجمة فريق SinsReZero

“هممم … يبدو أن السيدة إميليا ليست في مزاح لتحمل روح الدعابة،لكن بالنظر إلى المكان ، لا أظن… أن باليد حيلة”.

حسابنا بتويتر @ReZeroAR

الطريقة التي بقدت فيها رام ذراعيها لتأكيد ذاتها كانت أكبر من مجرد ثقة مفرطة في النفس، وهو أعلى حد رآه سوبارو، فما كان منه إلا أن أرخى كتفيه.

“…هل هذا صحيح؟”

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط