نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

الكرات هي العدو، وهذا نهائي (الجزء الثاني)

الكرات هي العدو، وهذا نهائي (الجزء الثاني)

الكرات هي العدو، وهذا نهائي (الجزء الثاني)

” ‘الــكرة صديقتك’، هذا محض هراء” همس ماساتشيكا بهذا وهو جالسٌ على الدرج خارج الصالة الرياضية يفرك مؤخرة رأسه. رغم أنه كان يتـمتع بـمهارات بدنية جيدة، إلا أنه لـم يكن يـمتلك الـمهارة الكافية للعب ألعاب الكرة. باختصار.. لـم يكن ماساتشيكا والكرات على وفاق. كان يشعر دائـمًا أن الكرات تطارده، وكأنهم يريدون الانتقام منه لأنه قتل آباءهم. إذا كان يلعب البيسبول فسيُضرب بالكرة. وكان يصاب بأصابعه إذا كان يلعب كرة السلة. وماذا عن كرة الـمناورة؟ كانت الكرات تتجه إلى وجهه في مجموعات من خمسة، مما أدى مرة واحدة إلى أول حالة توقف في تاريخ اللعبة، وجعلته أسطورة. كان بـمثابة مغناطيس للكرة.. مما جعله حارس مرمى كرة قدم مثالـي، لكنه لـم يكن أبدًا متحمسًا لشعوره بالألـم كلما حاول الفريق الآخر التسجيل.
“فيييو…” (تنهيدة)
أخرج أنفاسًا عميقةً هائـمًا وأسند رأسه إلى الأسفل بكسل، وفجاة.. بدأت معدته تقرقر.
“أنـــــا أتضور جوعًا…”
نعم، كان ماساتشيكا يشعر بالجوع، وهذا هو سبب اكتئابه طوال اليوم.
كانت آلِيسا تشعر بالقلق الشديد من أن يكون قد حدث له شـيء ما، ولكن في الواقع.. لـم يكن الأمر بتلك الأهمية. أثَّر حواره مع يوكي صباحًا عليه تأثيرًا سلبيًا جسديًا ونفسيًا، كما أنَّ عدم تناوله وجبة الإفطار زاد من تعبه. وبالـمـناسبة.. عدم غفوته في الفصل اليوم يرجع إلى أنه ذهب إلى الفراش مبكرًا لأنه لـم يكن قد شارك انطباعاته عن حلقة الليلة الـماضية مع أحد، وسبب عدم نسيانه إحضار أي شيء إلى الفصل اليوم هو أن خادم يوكي كان قد أعطاه كل ما يحتاجه عندما أتـى ليُقِلها. لسبب غير معروف، كان على دراية بجدول دروس ماساتشيكا… لذلك، كان معظم ذلك في النهاية مجرد وهم من خيال أليسا. لـم تكن تعلم أنها كانت تفكر في الأمور أكثر من اللازم.
“هل أنت بخير، كوزي؟” “هـــــــــاه؟”
رفع ماساتشيكا رأسه مندهشًا عندما سـمع الصوت الرقيق الـمفاجئ، ووجد آليسا تنظر إليه بقلق. ارتبك.. فجلس مستقـيـمًا على الفور.
“آليا، ماذا تفعلين هنا؟” “خطر ببالي أنك أُصبت، لذا…”
“آه، رأيتِ ذلك إذن؟ لـم أتعرض لأي إصابة أو شيء من هذا القبيل. ربـما مجرد كدمة خفيفة…”
شعر ماساتشيكا بالخجل بعد أن أدرك كم كان يبدو مثيرًا للسخرية، لكن آليسا جلست إلى جانبه وراحت تهتـم به.
“أأنت متأكد أنك بخير؟ هل تريدني أن أذهب بك إلى العيادة؟”
“أنـــا بخير، صدقيني. الصالة الرياضية اليوم حارة جدًا، لذلك خرجت إلى هنا لأتبرد لبضع دقائق.” “…أووه، تـمهل لحظة”
فجأة، مدّت آليسا يدها نحو وجه ماساتشيكا فارتعش رأسه تلقائيًا وانسحب بعيدًا، لكنّها دفعت شعره للخلف ووضعت يدها الباردة على جبهته. كانت يدها تشعره بالراحة على رأسه الساخن، فأغمض عينيه متنعمًا. وضعت ألِيسا يدها الأخرى على جبينها الـمشدود، لتقارن حرارتيهما لبضع ثوانٍ.
“لـم أشعر أبدًا باختلاف كبير عند استخدام يدي بهذه الطريقة.”
“حـــ~حــــقًا؟”
تجاهلت آليسا الأمر ثـم ضـمّت ذراعيها إلى ركبتيها وهي جالسة إلى جانبه. كانت تفكر كثيرًا اليوم، ومع ذلك فإن ماساتشيكا…
(مقاس حمالة صدرها هو E.. هل هذا ممكن؟)
كان عقله في الحضيض من الإنحطاط الآن. لـم يساعده الأمر في شيء أنه كان يحدق…في صدرها الـمتكدّس خلف ساقيها الطويلتين اللتين كانتا بيضاء كالحليب. تذكر كلمات يوكي في الليلة السابقة. بينـما كان يعتقد دائـمًا أنها كبيرة مقارنة بزميلاتها الأخريات في الفصل، فإن إخباره بحجم صدرها بشكل بياني كان معلومةً محفزة للغاية بالنسبة لصبي في سن البلوغ.
(مهلاً لحظة.. لقد قالت “على الأرجح”.. فإن دل هذا على شيء دل على أن مقياس حمالة صدرها قد يكون أكبر من E..!؟)
تحرر عقله الجامح الـمـشحون بالهرمونات من قيوده الـمعتادة. هناك نظرية تربط بين الشهية والرغبة الجنسية، ولعل جوعه كان سببًا في فقدانه السيطرة على أعصابه. آليسا.. غير مهتـمة بأفكاره، حلّت ببطء ذيل حصانها(ربطة شعر مشهورة)، ثـم أمسكت ربطة الشعر بفمها وبدأت في إصلاح خصلات شعرها الـمبعثرة. أبصر ماساتشيكا رقبتها العارية، ثـم الجلد الشاحب تحت إبطيها من خلال فتحة الكم لقميصها الرياضي.
(ما هذا بحق ال―؟! إنه مثل بروز حلمة صدرها لكن في الإبط! هل تفعل هذا عن قصد؟! هل تريدني أن أنظر؟!”)
لا.. بالتأكيد لا. آليسا على الأرجح لا تعرف أن بعض الرجال يستـمتعون بـمثل هذه الأشياء، وماساتشيكا يعرف ذلك… وهذا هو بالضبط سبب كونه مُثارًا للغاية. كانت تَفـتِـنُ الآخرين دون أن تدري. تسارعت نبضات قلبه عندما كشفت حركة ربطها شعرها في ذيل حصان عن الـمساحة غير الـمـرئية بين إبطيها وصدرها.
(يوكي… هذا ما كنتُ أتحدث عنه!)
هذا فقط ما اعتقده ماساتشيكا: كانت القدرة على اختلاس النظر بين الـمـلابس أكثر إثارة من مجرد رؤية امرأة عارية تـمامًا لأن التلميحات القصيرة للبشرة أضافت عنصـرًا من الغموض. بعد أن انتهت آليسا من ربط شعرها، أنزلت ذراعيها وهزّت رأسها.
“…مــــــاذا؟”
“هــــــاه؟ لا شيء…”
أدركت آليسا أخيرًا أنه كان يحدق بها، فتراجعت قليلًا عن مكانها. كان ماساتشيكا يخشى أن يقول شيئًا خاطئًا، لذلك نظر حوله وهو يبحث عن الكلمات الـمناسبة، لكن آليسا نظرت إليه بشك ولـم تقل شيئًا. بدلاً من ذلك.. نهضت فجأة عندما تبادر إلى ذهنها شيء ما.
“ينبغي عليك شرب بعض الماء.” “هــــــاه؟ أوه. معكِ حق…”
لـم يكن الأمر كما لو أنه كان يعاني من الجفاف أو ضربة الشـمس. لكنه ظل صامتًا ومشى ممـزقًا بالذنب وراء زميلته غير الـمعتادة في اللطف. ساروا حول صالة الألعاب الرياضية إلى الجانب الآخر حيث كان هناك مكان لغسل اليدين بين الصالة وساحة الـمدرسة. في ذلك الـمكان.. قام بتثبيت الصنبور حتى أصبح مائلًا لأعلى ثـم فتحه. حينـما مال ماساتشيكا برأسه إلى قوس الـماء المتدفق شعر بالبرودة اللطيفة فجأة ومنه شعر بالعطش، وأخذ يشرب الـماء بشراهة. بدا أن جسـمه قد فقد كمية هائلة من الماء أكثر بكثير مما كان يعتقده في البداية.
(بدا أن آليا كانت موفقة في قرارها.)
بعدما أغلق الصنبور، مسح فمه بذراعيه، ثم نظر إلى جانبه بنظرة عابرة.
(أووه…)
تَعَجَّبَ لرؤية آليسا تشرب الـماء أيضًا، فلم يجد ما يقوله. ولكن.. على عكس طريقة ماساتشيكا في الشرب بشراهة، هي ارتشفت بلطف من الـماء المتدفق بشفتين شبه مقفلتين. تحيط بعينيها الزرقاء العابسة رموشها الطويلة.
انطلقت حوافز ماساتشيكا من الطريقة الجذابة التي استخدمت بها أصابعها لرفع شعرها الفضي الحريري خلف أذنيها والعرق الطفيف الذي يلمع على بشرتها الحليبية وهي تـميل إلى الأمام مما سلط الضوء على ضخامة ثدييها. أصابه الدوار فجأة، ولكن ليس بسبب الجوع أو الحرارة.
“فييييييو…”
بعد أن رويت ظمأها.. أغلقت الصنبور ورفعت رأسها.
سمعت أليسا جريان الـماء الذي لـم يتوقف وألقت نظرة سريعة على… “مــ~مــاهذا بحق ال―؟ كوزي!؟”
وجدت رأس كوزي تحت صنبور الـماء، والمياه تجري بغزارة فوقه. بعد مرور عدة ثوانٍ.. خرج ببطء من تحت مجرى الـمـاء ومشط شعره للأمام من الخلف، ثـم سرحه للخلف ليجف.
“مــا~مــاالذي تفعله؟”
“أحاول فقط أن أبقى هادئًا…” أجاب ماساتشيكا بوجه شاحب منهك، وقد تبللت أطراف شعره وذقنه بالماء.
“أ~أووه، حسنًا…”
لـم يكن أمام أليسا سوى هذه الطريقة للرد على مثل هذه الحالة الغريبة.
“يا للهول. انظروا إلى هذا الكوب الطويل من الـماء. ماذا حصل يا كوزي؟”
انتبه ماساتشيكا إلى الصوت الـمفاجئ والـمألوف، لكنه سرعان ما رفع نظره إلى السـماء.
“مرحباً ماشا، كنت فقط أبرد نفسي. هذا كل شـيء.”
وقفت ماريا أمامه في فناء المدرسة.. مرتدية ملابسها الرياضية أيضًا. مسحت وجهها بمنشفة بيضاء كانت ترتديها حول رقبتها، ثم ألقت بنظرة فضولية على الصبي الذي مال برأسه بعيدًا عنها على الفور.
“ما الخطب؟ أهناك شـيء ما في السـماء؟” “توجد غيوم.”
“موجودون بالفعل”
“ماذا تفعلين؟” أظهرت آليسا علامات الغضب، لكن ماساتشيكا لـم يستطع أن يخفض رأسه… لأن الفتاة التي أمامه كانت… كانت ناضجة للغاية.
(لـم أدرك أبدًا كم أحب ملابس الرياضية حتى الآن…)
ظهر جليًا في تلك اللحظة سبب الفصل بين الفتيات والفتيان في الحصص الرياضية. لا يستطيع أي شاب سليـم أن يركز في الفصل إلا إذا كان هناك ما يلفت انتباهه.
“أنت مبلل حتى النخاع … ألديك منشفة؟” سألته ماريا.
“لا … كنت أخطط فقط لتـرك الشـمس تؤدي وظيفتها …” رد الـمراهق المخبول بلا وعي… ولأن حالته كانت سيئة للغاية، كان بطيئاً في الاستجابة.
“حسنًا.. اخفض رأسك♪.”
“هـــــــــــــــاه؟ ااه!؟” قبل أن يدرك ذلك.. كانت ماريا قريبة منه لدرجة أنه قد شعر بأنفاسها تداعب وجهه. نظر إلى أسفل في دهشة مفاجئة عند قرب صوتها.. ثـم ألقت عليه منشفة على الفور، وبدأت تدلك فروة رأسه بقوة.
(ما هذا؟! لـم يحدث شيء مثل هذا من قبل!)
شعر ماساتشيكا بالحيرة الشديدة عندما كانت تـمشط شعره فتاة ناضجة جميلة. لم يكن يتوقع مثل هذا الشيء حتى في أحلامه المجنونة. بالرغم من حيرته، إلا أن غرائزه كانت لا تزال تعمل كالـمـعتاد. كلما هُزت المنشفة ولو قليلاً، كان يركز نظره مباشرة على صدر ماريا البارز.
“انتهينا ♪”
“تنفستُ الصعداء. ش~شكراً.”
بغض النظر عما إذا كانت قد لاحظت أم لا، فقد أخذت المنشفة الملفوفة وجففت وجهه. ثـم هزت رأسها وكأنها راضية.
“إذا.. أتشعر بتحسن؟”
“أجــــل.. أظن أنني أستطيع الآن تصور شعور الكلاب.” “يا إلهي. أأنت من سلالة أكيتا؟”
“لست على يقين من فصيلتـي― أعتذر.. يبدو أنني كنت وقحًا.”
“صحيح؟ أظن أن الكلاب الوقحة لطيفة أيضًا.” “هاهاهاهاها”
جعل رد ماريا البريء والغافل ماساتشيكا يشعر بالذنب أكثر من ذي قبل. شعر بالذنب لأنه نظر إلى عذراء مقدسة مثل ماريا نظرة خبيثة وكان وقحًا معها. فجأة ودون سابق إنذار.. باغته شخص وأمسك بذراعه وسحبه بعيدًا.
“تعال يا كوزي.. علينا العودة. ماشا، أليس من المفترض أن تذهبي إلى الفصل الآن أيضًا؟” اقترحت آليسا ذلك بحدة.
“مـــــــــــــــــاذا؟ لكنني وصلت للتو.”
“افعلي ما تشائين، لكننا سنعود إلى الفصل.” “حسنًا ♪ أراكِ بعد المدرسة إذن ♪”
“حسنًا.. مع السلامة. وشكراً على المنشفة.”
انحنى ماساتشيكا لـماريا التى كانت تودعه بسعادة، بينـما سحبته آليسا من ذراعه إلى صالة الألعاب الرياضية.
(فيييو.. هاهي ذا.. ستنعتني ب”القذر” و”المنحرف”.)
تهيأ ماساتشيكا لتحمل احتقار آليسا وهو يُجر. فبعد كل شيء.. كان ينظر إلى صدر ماريا مثل الـمُنحرف، لذلك لم يكن هناك فائدة من الجدال. فجأة.. وبينما كانوا على وشك الوصول إلى صالة الألعاب الرياضية، توقفت أليس فجأة والتفتت نحوه وكأنـما تؤكد تنبؤه.
“أتشعر بتحسنٍ ملحوظ؟” “هــــــــاه؟”
“مؤخرة رأسك التي ضربتها الكرة. هل أنت متأكد أنك لا تريد وضع الثلج عليها؟”
“…أوووه!”
تبين له حينها أن آليسا ظنت أنه سكب الماء البارد على رأسه لتخفيف الألم بدلاً من وضع الثلج عليه.
(ما هذا…؟! إنها لا تدرك ما حدث حقًا!)
رغم أن نظرتها كانت لاذعة إلى حد ما إلا أنها كانت قلقة بشأنه، مما جعله يشعر بالذنب أكثر فأكثر. لـم يستطع النظر في عينيها.
“أنا بخير الآن. لم تخلف الكرة أي أثر على جسدي.” طمأنها ماساتشيكا بهذه الكلمات وكانت عيناه وكأنها تتهرب من نظرتها.
“هل أنت متيقنٌ أنك بخير؟”
“أنا متأكد! حقًا!” أجاب، ولكن عندما حاولت أليسا أن تلمس مؤخرة رأسه وتتأكد، ارتدَّ بعيدًا بكل طاقته.
(ما الذي يحدث؟ لمـاذا هي لطيفة جداً؟ هل ستظل لطيفة من الآن فصاعداً؟)
تصرفات آليسا اللطيفة المفاجئة جعلته يتذكر اعترافها له في اليوم السابق والقبلة على الخد، لكنه أخرج تلك الصور عن ذهنه بشكل هستيري.
(لا، هذه هي.. لكن… لماذا لا أسألها مباشرة دون لف ودوران؟)
قرر أن يخوض رهانًا محفوفًا بالـمخاطر وهو يبتعد عن الفتاة ذات الشعر الفضي التي كانت تقترب منه ببطء.
“يا آليا، هل أنا فقط أم أنك لطيفة بشكل غير عادي اليوم؟” ارتعش حاجب أليسا، ثـم لزمت الصمت.
(خذيها! وبعدها، ستقول: “لست كذلك، كنت فقط أشعر بالقلق قليلاً. هذا كل شيء.”
وبعد ذلك ستعود إلى طبيعتها! ولن تنطق أبدًا، “لأنني واقعة في حبك” …ربما! )
عضت على شفتها وأعرضت.
“كنت قلقةً بعض الشيء لأنني ظننت أنك تعاني من مشكلة ما، لأنك بدوتَ اليوم متعبًا أو حزينًا بعض الشيء. هذا كل ما في الأمر.” أجابت أليسا، وهي تقلب خصلات شعرها حول إصبعها.
“هـــــــــــاه؟ أوه.. أوووه…”
حينئذٍ أدرك الحقيقة، فعرف ما عليه فعله.
“لاحظتِ ذلك.. أليس كذلك؟” “هل حدث شيء ما؟” “أجــــــــــل…”
قابل ماساتشيكا نظرتها الحائرة بتعبير قاتـم على وجهه، ثم تحدث بصوت خافت كما لو كان على وشك الإفصاح عن سر غاية في الأهمية.
“أنا جائع جدًا … لذلك ليس لدي أي طاقة اليوم.” “…مــــا هذا؟”
“أنا جائع جدًا… ولهذا السبب لا أملك أي طاقة اليوم…!”
نتيجةً لشرب الكثير من الماء، علا صوت زمجرة بطنه في ذلك الوقت. ارتسمت على وجه أليسا ملامح الجدية فورًا وتضايق جبينها. تداعى إلى مخيلتها جميع ما وقع بين الليلة الماضية واليوم، واحمر وجهها من شدة الغضب والإحراج.
“كنت أتعجب من سبب حرصك واهتمامك بالدرس هذه المرة… هل كنت جائعًا حتى أنك لم تستطع النوم.. هـــــــاه؟” أجابت أليسا بصوتٍ حازمٍ، وهي تشعر بالخجل من أنها تصورت ولو للحظة أنه كان يفعل ذلك من أجلها. مع ذلك.. أمال ماساتشيكا رأسه بتعبير محير مزعج.. وجه يستحق الصفع حقًا.
“لا، لقد حصلت على قسط وافر من النوم الليلة الماضية.” “…همم. أوه.. فعلت إذًا؟”
(مثير للإهتمام! يبدو أنه استمتع بنوم هانئ الليلة الماضية، هـــــــــاه؟ بينما كنت أنا هنا أفكر في ما حدث الليلة الماضية كثيرًا لدرجة أنني لم أتمكن من النوم. لكن انظر إلى هذا الرجل المُهملِ. كان يشخر كالدب بلامبالاة للعالـم من حوله. مثير للاهتمام… مثير للاهتمام حقًا…)
انتفخ وجه أليسا واحمرّت وجنتاها، وارتجف جسدها كله من الغضب.
“أصغي يا آليا. هل تعلمين ما يوصي به الكتاب المقدس؟” قال ماساتشيكا ذلك بزهوة.
“ماذا يقول؟ إياك أن تقول لي ‘حُبُ جارك’ ” “لا. إنه يقول: من لطمك على خدك الأيـمن، فحوّل له الآخر أيضًا.”
أجابها بابتسامة ساطعة، ثم أدار خده الأيسر لها، ولم تنتظر أليس طويلاً قبل أن ترفع يدها اليمنى. “هذه هي الروح!”
“شكرا كوزي!”
أثناء شكرها له، صفعته بقوة على وجهه، وأسقطته أرضًا.
“همف! إرجع إلى الفصل في أسرع وقت”
تأففت أليسا وهي تعود أدراجها، تاركةً ماساتشيكا على الأرض.
(ما أفظع هذا الأحمق! لا يصدق! من المستحيل أن أقع في حب أحمق مثله أبدًا!)
بعد أن قررت أليسا أنها كانت فقط مرتبكة في اليوم السابق، عادت إلى الصالة الرياضية.
شاهد ماساتشيكا رحيلها.. ثم نهض ببطء.
(أخيرًا، عادت إلى حالتها الطبيعية. هذه هي آليا التي اعتدت أن أراها.)
تنهد بارتياح في قرارة نفسه.

_________________________________________

” ‘الــكرة صديقتك’، هذا محض هراء” همس ماساتشيكا بهذا وهو جالسٌ على الدرج خارج الصالة الرياضية يفرك مؤخرة رأسه. رغم أنه كان يتـمتع بـمهارات بدنية جيدة، إلا أنه لـم يكن يـمتلك الـمهارة الكافية للعب ألعاب الكرة. باختصار.. لـم يكن ماساتشيكا والكرات على وفاق. كان يشعر دائـمًا أن الكرات تطارده، وكأنهم يريدون الانتقام منه لأنه قتل آباءهم. إذا كان يلعب البيسبول فسيُضرب بالكرة. وكان يصاب بأصابعه إذا كان يلعب كرة السلة. وماذا عن كرة الـمناورة؟ كانت الكرات تتجه إلى وجهه في مجموعات من خمسة، مما أدى مرة واحدة إلى أول حالة توقف في تاريخ اللعبة، وجعلته أسطورة. كان بـمثابة مغناطيس للكرة.. مما جعله حارس مرمى كرة قدم مثالـي، لكنه لـم يكن أبدًا متحمسًا لشعوره بالألـم كلما حاول الفريق الآخر التسجيل. “فيييو…” (تنهيدة) أخرج أنفاسًا عميقةً هائـمًا وأسند رأسه إلى الأسفل بكسل، وفجاة.. بدأت معدته تقرقر. “أنـــــا أتضور جوعًا…” نعم، كان ماساتشيكا يشعر بالجوع، وهذا هو سبب اكتئابه طوال اليوم. كانت آلِيسا تشعر بالقلق الشديد من أن يكون قد حدث له شـيء ما، ولكن في الواقع.. لـم يكن الأمر بتلك الأهمية. أثَّر حواره مع يوكي صباحًا عليه تأثيرًا سلبيًا جسديًا ونفسيًا، كما أنَّ عدم تناوله وجبة الإفطار زاد من تعبه. وبالـمـناسبة.. عدم غفوته في الفصل اليوم يرجع إلى أنه ذهب إلى الفراش مبكرًا لأنه لـم يكن قد شارك انطباعاته عن حلقة الليلة الـماضية مع أحد، وسبب عدم نسيانه إحضار أي شيء إلى الفصل اليوم هو أن خادم يوكي كان قد أعطاه كل ما يحتاجه عندما أتـى ليُقِلها. لسبب غير معروف، كان على دراية بجدول دروس ماساتشيكا… لذلك، كان معظم ذلك في النهاية مجرد وهم من خيال أليسا. لـم تكن تعلم أنها كانت تفكر في الأمور أكثر من اللازم. “هل أنت بخير، كوزي؟” “هـــــــــاه؟” رفع ماساتشيكا رأسه مندهشًا عندما سـمع الصوت الرقيق الـمفاجئ، ووجد آليسا تنظر إليه بقلق. ارتبك.. فجلس مستقـيـمًا على الفور. “آليا، ماذا تفعلين هنا؟” “خطر ببالي أنك أُصبت، لذا…” “آه، رأيتِ ذلك إذن؟ لـم أتعرض لأي إصابة أو شيء من هذا القبيل. ربـما مجرد كدمة خفيفة…” شعر ماساتشيكا بالخجل بعد أن أدرك كم كان يبدو مثيرًا للسخرية، لكن آليسا جلست إلى جانبه وراحت تهتـم به. “أأنت متأكد أنك بخير؟ هل تريدني أن أذهب بك إلى العيادة؟” “أنـــا بخير، صدقيني. الصالة الرياضية اليوم حارة جدًا، لذلك خرجت إلى هنا لأتبرد لبضع دقائق.” “…أووه، تـمهل لحظة” فجأة، مدّت آليسا يدها نحو وجه ماساتشيكا فارتعش رأسه تلقائيًا وانسحب بعيدًا، لكنّها دفعت شعره للخلف ووضعت يدها الباردة على جبهته. كانت يدها تشعره بالراحة على رأسه الساخن، فأغمض عينيه متنعمًا. وضعت ألِيسا يدها الأخرى على جبينها الـمشدود، لتقارن حرارتيهما لبضع ثوانٍ. “لـم أشعر أبدًا باختلاف كبير عند استخدام يدي بهذه الطريقة.” “حـــ~حــــقًا؟” تجاهلت آليسا الأمر ثـم ضـمّت ذراعيها إلى ركبتيها وهي جالسة إلى جانبه. كانت تفكر كثيرًا اليوم، ومع ذلك فإن ماساتشيكا… (مقاس حمالة صدرها هو E.. هل هذا ممكن؟) كان عقله في الحضيض من الإنحطاط الآن. لـم يساعده الأمر في شيء أنه كان يحدق…في صدرها الـمتكدّس خلف ساقيها الطويلتين اللتين كانتا بيضاء كالحليب. تذكر كلمات يوكي في الليلة السابقة. بينـما كان يعتقد دائـمًا أنها كبيرة مقارنة بزميلاتها الأخريات في الفصل، فإن إخباره بحجم صدرها بشكل بياني كان معلومةً محفزة للغاية بالنسبة لصبي في سن البلوغ. (مهلاً لحظة.. لقد قالت “على الأرجح”.. فإن دل هذا على شيء دل على أن مقياس حمالة صدرها قد يكون أكبر من E..!؟) تحرر عقله الجامح الـمـشحون بالهرمونات من قيوده الـمعتادة. هناك نظرية تربط بين الشهية والرغبة الجنسية، ولعل جوعه كان سببًا في فقدانه السيطرة على أعصابه. آليسا.. غير مهتـمة بأفكاره، حلّت ببطء ذيل حصانها(ربطة شعر مشهورة)، ثـم أمسكت ربطة الشعر بفمها وبدأت في إصلاح خصلات شعرها الـمبعثرة. أبصر ماساتشيكا رقبتها العارية، ثـم الجلد الشاحب تحت إبطيها من خلال فتحة الكم لقميصها الرياضي. (ما هذا بحق ال―؟! إنه مثل بروز حلمة صدرها لكن في الإبط! هل تفعل هذا عن قصد؟! هل تريدني أن أنظر؟!”) لا.. بالتأكيد لا. آليسا على الأرجح لا تعرف أن بعض الرجال يستـمتعون بـمثل هذه الأشياء، وماساتشيكا يعرف ذلك… وهذا هو بالضبط سبب كونه مُثارًا للغاية. كانت تَفـتِـنُ الآخرين دون أن تدري. تسارعت نبضات قلبه عندما كشفت حركة ربطها شعرها في ذيل حصان عن الـمساحة غير الـمـرئية بين إبطيها وصدرها. (يوكي… هذا ما كنتُ أتحدث عنه!) هذا فقط ما اعتقده ماساتشيكا: كانت القدرة على اختلاس النظر بين الـمـلابس أكثر إثارة من مجرد رؤية امرأة عارية تـمامًا لأن التلميحات القصيرة للبشرة أضافت عنصـرًا من الغموض. بعد أن انتهت آليسا من ربط شعرها، أنزلت ذراعيها وهزّت رأسها. “…مــــــاذا؟” “هــــــاه؟ لا شيء…” أدركت آليسا أخيرًا أنه كان يحدق بها، فتراجعت قليلًا عن مكانها. كان ماساتشيكا يخشى أن يقول شيئًا خاطئًا، لذلك نظر حوله وهو يبحث عن الكلمات الـمناسبة، لكن آليسا نظرت إليه بشك ولـم تقل شيئًا. بدلاً من ذلك.. نهضت فجأة عندما تبادر إلى ذهنها شيء ما. “ينبغي عليك شرب بعض الماء.” “هــــــاه؟ أوه. معكِ حق…” لـم يكن الأمر كما لو أنه كان يعاني من الجفاف أو ضربة الشـمس. لكنه ظل صامتًا ومشى ممـزقًا بالذنب وراء زميلته غير الـمعتادة في اللطف. ساروا حول صالة الألعاب الرياضية إلى الجانب الآخر حيث كان هناك مكان لغسل اليدين بين الصالة وساحة الـمدرسة. في ذلك الـمكان.. قام بتثبيت الصنبور حتى أصبح مائلًا لأعلى ثـم فتحه. حينـما مال ماساتشيكا برأسه إلى قوس الـماء المتدفق شعر بالبرودة اللطيفة فجأة ومنه شعر بالعطش، وأخذ يشرب الـماء بشراهة. بدا أن جسـمه قد فقد كمية هائلة من الماء أكثر بكثير مما كان يعتقده في البداية. (بدا أن آليا كانت موفقة في قرارها.) بعدما أغلق الصنبور، مسح فمه بذراعيه، ثم نظر إلى جانبه بنظرة عابرة. (أووه…) تَعَجَّبَ لرؤية آليسا تشرب الـماء أيضًا، فلم يجد ما يقوله. ولكن.. على عكس طريقة ماساتشيكا في الشرب بشراهة، هي ارتشفت بلطف من الـماء المتدفق بشفتين شبه مقفلتين. تحيط بعينيها الزرقاء العابسة رموشها الطويلة. انطلقت حوافز ماساتشيكا من الطريقة الجذابة التي استخدمت بها أصابعها لرفع شعرها الفضي الحريري خلف أذنيها والعرق الطفيف الذي يلمع على بشرتها الحليبية وهي تـميل إلى الأمام مما سلط الضوء على ضخامة ثدييها. أصابه الدوار فجأة، ولكن ليس بسبب الجوع أو الحرارة. “فييييييو…” بعد أن رويت ظمأها.. أغلقت الصنبور ورفعت رأسها. سمعت أليسا جريان الـماء الذي لـم يتوقف وألقت نظرة سريعة على… “مــ~مــاهذا بحق ال―؟ كوزي!؟” وجدت رأس كوزي تحت صنبور الـماء، والمياه تجري بغزارة فوقه. بعد مرور عدة ثوانٍ.. خرج ببطء من تحت مجرى الـمـاء ومشط شعره للأمام من الخلف، ثـم سرحه للخلف ليجف. “مــا~مــاالذي تفعله؟” “أحاول فقط أن أبقى هادئًا…” أجاب ماساتشيكا بوجه شاحب منهك، وقد تبللت أطراف شعره وذقنه بالماء. “أ~أووه، حسنًا…” لـم يكن أمام أليسا سوى هذه الطريقة للرد على مثل هذه الحالة الغريبة. “يا للهول. انظروا إلى هذا الكوب الطويل من الـماء. ماذا حصل يا كوزي؟” انتبه ماساتشيكا إلى الصوت الـمفاجئ والـمألوف، لكنه سرعان ما رفع نظره إلى السـماء. “مرحباً ماشا، كنت فقط أبرد نفسي. هذا كل شـيء.” وقفت ماريا أمامه في فناء المدرسة.. مرتدية ملابسها الرياضية أيضًا. مسحت وجهها بمنشفة بيضاء كانت ترتديها حول رقبتها، ثم ألقت بنظرة فضولية على الصبي الذي مال برأسه بعيدًا عنها على الفور. “ما الخطب؟ أهناك شـيء ما في السـماء؟” “توجد غيوم.” “موجودون بالفعل” “ماذا تفعلين؟” أظهرت آليسا علامات الغضب، لكن ماساتشيكا لـم يستطع أن يخفض رأسه… لأن الفتاة التي أمامه كانت… كانت ناضجة للغاية. (لـم أدرك أبدًا كم أحب ملابس الرياضية حتى الآن…) ظهر جليًا في تلك اللحظة سبب الفصل بين الفتيات والفتيان في الحصص الرياضية. لا يستطيع أي شاب سليـم أن يركز في الفصل إلا إذا كان هناك ما يلفت انتباهه. “أنت مبلل حتى النخاع … ألديك منشفة؟” سألته ماريا. “لا … كنت أخطط فقط لتـرك الشـمس تؤدي وظيفتها …” رد الـمراهق المخبول بلا وعي… ولأن حالته كانت سيئة للغاية، كان بطيئاً في الاستجابة. “حسنًا.. اخفض رأسك♪.” “هـــــــــــــــاه؟ ااه!؟” قبل أن يدرك ذلك.. كانت ماريا قريبة منه لدرجة أنه قد شعر بأنفاسها تداعب وجهه. نظر إلى أسفل في دهشة مفاجئة عند قرب صوتها.. ثـم ألقت عليه منشفة على الفور، وبدأت تدلك فروة رأسه بقوة. (ما هذا؟! لـم يحدث شيء مثل هذا من قبل!) شعر ماساتشيكا بالحيرة الشديدة عندما كانت تـمشط شعره فتاة ناضجة جميلة. لم يكن يتوقع مثل هذا الشيء حتى في أحلامه المجنونة. بالرغم من حيرته، إلا أن غرائزه كانت لا تزال تعمل كالـمـعتاد. كلما هُزت المنشفة ولو قليلاً، كان يركز نظره مباشرة على صدر ماريا البارز. “انتهينا ♪” “تنفستُ الصعداء. ش~شكراً.” بغض النظر عما إذا كانت قد لاحظت أم لا، فقد أخذت المنشفة الملفوفة وجففت وجهه. ثـم هزت رأسها وكأنها راضية. “إذا.. أتشعر بتحسن؟” “أجــــل.. أظن أنني أستطيع الآن تصور شعور الكلاب.” “يا إلهي. أأنت من سلالة أكيتا؟” “لست على يقين من فصيلتـي― أعتذر.. يبدو أنني كنت وقحًا.” “صحيح؟ أظن أن الكلاب الوقحة لطيفة أيضًا.” “هاهاهاهاها” جعل رد ماريا البريء والغافل ماساتشيكا يشعر بالذنب أكثر من ذي قبل. شعر بالذنب لأنه نظر إلى عذراء مقدسة مثل ماريا نظرة خبيثة وكان وقحًا معها. فجأة ودون سابق إنذار.. باغته شخص وأمسك بذراعه وسحبه بعيدًا. “تعال يا كوزي.. علينا العودة. ماشا، أليس من المفترض أن تذهبي إلى الفصل الآن أيضًا؟” اقترحت آليسا ذلك بحدة. “مـــــــــــــــــاذا؟ لكنني وصلت للتو.” “افعلي ما تشائين، لكننا سنعود إلى الفصل.” “حسنًا ♪ أراكِ بعد المدرسة إذن ♪” “حسنًا.. مع السلامة. وشكراً على المنشفة.” انحنى ماساتشيكا لـماريا التى كانت تودعه بسعادة، بينـما سحبته آليسا من ذراعه إلى صالة الألعاب الرياضية. (فيييو.. هاهي ذا.. ستنعتني ب”القذر” و”المنحرف”.) تهيأ ماساتشيكا لتحمل احتقار آليسا وهو يُجر. فبعد كل شيء.. كان ينظر إلى صدر ماريا مثل الـمُنحرف، لذلك لم يكن هناك فائدة من الجدال. فجأة.. وبينما كانوا على وشك الوصول إلى صالة الألعاب الرياضية، توقفت أليس فجأة والتفتت نحوه وكأنـما تؤكد تنبؤه. “أتشعر بتحسنٍ ملحوظ؟” “هــــــــاه؟” “مؤخرة رأسك التي ضربتها الكرة. هل أنت متأكد أنك لا تريد وضع الثلج عليها؟” “…أوووه!” تبين له حينها أن آليسا ظنت أنه سكب الماء البارد على رأسه لتخفيف الألم بدلاً من وضع الثلج عليه. (ما هذا…؟! إنها لا تدرك ما حدث حقًا!) رغم أن نظرتها كانت لاذعة إلى حد ما إلا أنها كانت قلقة بشأنه، مما جعله يشعر بالذنب أكثر فأكثر. لـم يستطع النظر في عينيها. “أنا بخير الآن. لم تخلف الكرة أي أثر على جسدي.” طمأنها ماساتشيكا بهذه الكلمات وكانت عيناه وكأنها تتهرب من نظرتها. “هل أنت متيقنٌ أنك بخير؟” “أنا متأكد! حقًا!” أجاب، ولكن عندما حاولت أليسا أن تلمس مؤخرة رأسه وتتأكد، ارتدَّ بعيدًا بكل طاقته. (ما الذي يحدث؟ لمـاذا هي لطيفة جداً؟ هل ستظل لطيفة من الآن فصاعداً؟) تصرفات آليسا اللطيفة المفاجئة جعلته يتذكر اعترافها له في اليوم السابق والقبلة على الخد، لكنه أخرج تلك الصور عن ذهنه بشكل هستيري. (لا، هذه هي.. لكن… لماذا لا أسألها مباشرة دون لف ودوران؟) قرر أن يخوض رهانًا محفوفًا بالـمخاطر وهو يبتعد عن الفتاة ذات الشعر الفضي التي كانت تقترب منه ببطء. “يا آليا، هل أنا فقط أم أنك لطيفة بشكل غير عادي اليوم؟” ارتعش حاجب أليسا، ثـم لزمت الصمت. (خذيها! وبعدها، ستقول: “لست كذلك، كنت فقط أشعر بالقلق قليلاً. هذا كل شيء.” وبعد ذلك ستعود إلى طبيعتها! ولن تنطق أبدًا، “لأنني واقعة في حبك” …ربما! ) عضت على شفتها وأعرضت. “كنت قلقةً بعض الشيء لأنني ظننت أنك تعاني من مشكلة ما، لأنك بدوتَ اليوم متعبًا أو حزينًا بعض الشيء. هذا كل ما في الأمر.” أجابت أليسا، وهي تقلب خصلات شعرها حول إصبعها. “هـــــــــــاه؟ أوه.. أوووه…” حينئذٍ أدرك الحقيقة، فعرف ما عليه فعله. “لاحظتِ ذلك.. أليس كذلك؟” “هل حدث شيء ما؟” “أجــــــــــل…” قابل ماساتشيكا نظرتها الحائرة بتعبير قاتـم على وجهه، ثم تحدث بصوت خافت كما لو كان على وشك الإفصاح عن سر غاية في الأهمية. “أنا جائع جدًا … لذلك ليس لدي أي طاقة اليوم.” “…مــــا هذا؟” “أنا جائع جدًا… ولهذا السبب لا أملك أي طاقة اليوم…!” نتيجةً لشرب الكثير من الماء، علا صوت زمجرة بطنه في ذلك الوقت. ارتسمت على وجه أليسا ملامح الجدية فورًا وتضايق جبينها. تداعى إلى مخيلتها جميع ما وقع بين الليلة الماضية واليوم، واحمر وجهها من شدة الغضب والإحراج. “كنت أتعجب من سبب حرصك واهتمامك بالدرس هذه المرة… هل كنت جائعًا حتى أنك لم تستطع النوم.. هـــــــاه؟” أجابت أليسا بصوتٍ حازمٍ، وهي تشعر بالخجل من أنها تصورت ولو للحظة أنه كان يفعل ذلك من أجلها. مع ذلك.. أمال ماساتشيكا رأسه بتعبير محير مزعج.. وجه يستحق الصفع حقًا. “لا، لقد حصلت على قسط وافر من النوم الليلة الماضية.” “…همم. أوه.. فعلت إذًا؟” (مثير للإهتمام! يبدو أنه استمتع بنوم هانئ الليلة الماضية، هـــــــــاه؟ بينما كنت أنا هنا أفكر في ما حدث الليلة الماضية كثيرًا لدرجة أنني لم أتمكن من النوم. لكن انظر إلى هذا الرجل المُهملِ. كان يشخر كالدب بلامبالاة للعالـم من حوله. مثير للاهتمام… مثير للاهتمام حقًا…) انتفخ وجه أليسا واحمرّت وجنتاها، وارتجف جسدها كله من الغضب. “أصغي يا آليا. هل تعلمين ما يوصي به الكتاب المقدس؟” قال ماساتشيكا ذلك بزهوة. “ماذا يقول؟ إياك أن تقول لي ‘حُبُ جارك’ ” “لا. إنه يقول: من لطمك على خدك الأيـمن، فحوّل له الآخر أيضًا.” أجابها بابتسامة ساطعة، ثم أدار خده الأيسر لها، ولم تنتظر أليس طويلاً قبل أن ترفع يدها اليمنى. “هذه هي الروح!” “شكرا كوزي!” أثناء شكرها له، صفعته بقوة على وجهه، وأسقطته أرضًا. “همف! إرجع إلى الفصل في أسرع وقت” تأففت أليسا وهي تعود أدراجها، تاركةً ماساتشيكا على الأرض. (ما أفظع هذا الأحمق! لا يصدق! من المستحيل أن أقع في حب أحمق مثله أبدًا!) بعد أن قررت أليسا أنها كانت فقط مرتبكة في اليوم السابق، عادت إلى الصالة الرياضية. شاهد ماساتشيكا رحيلها.. ثم نهض ببطء. (أخيرًا، عادت إلى حالتها الطبيعية. هذه هي آليا التي اعتدت أن أراها.) تنهد بارتياح في قرارة نفسه.

“آليا.. هل نتجه إلى غرفة مجلس الطلاب معاً؟” سأل ماساتشيكا بعد الدوام المدرسي بتردد.
أرسلت أليسا إليه نظرة لاذعة لكنها وافقت. ما زالت لـم تتجاوز ما قاله في الفترة الأخيرة. لذلك أمسكت بحقيبتها دون أن تنطق بكلمة وخرجت من الباب بسرعة. ربما ذهبت بعيدًا جدًا، تأمل أن يتبعها عن كثب مثل خادم مخلص. ظل التفكير يؤرقه حتى اقتربوا من الباب المفتوح لغرفة مجلس الطلاب، فخرج منه بعض الطلاب الذكور.
” ” “شكرًا جزيلاً لك” ” ” أطلق الطلاب صيحات عالية بأصوات متلعثمة وهم ينحنون في اتجاه الغرفة ثـم انصرفوا مسرعين. لاحظت أليسا بعد تـمعنٍ أن مديري وزعماء أندية البيسبول وكرة القدم هم الذين كانوا على خلاف في اليوم السابق. توقفت فورًا ووقف ماساتشيكا بجانبها، لكنهما سرعان ما أدركا أن الطلاب الذكور بدت عليهم علامات الخوف الشديد لسبب ما. انتبه الطلاب إليهما في نفس الوقت تقريبًا، وبعد أن نظروا إليهما نظرة مفاجأة هرعوا إليهما. بادر ماساتشيكا إلى الوقوف أمام أليسا لحمايتها، لكنهما لم يتوقعا ما حدث بعد ذلك.
” ” “تقبلوا خالص إعتذاراتنا!” ” ”
إنحنوا أمام أليسا مثنيين خصرهم بزاوية قائـمة. كانت لفتة الرياضيين القوية جديرة بالثناء، لكن عرضهم القوي الشديد كان مخيفًا بعض الشيء أيضًا.
“اه.. ما الذي يجري؟”
التفت ماساتشيكا إلى صديقه قائد فريق البيسبول، الذي رفع رأسه ببطء وأجاب.
“إنه فقط… كوجو، أنا آسف حقًا. لقد توترنا أمس كثيرًا وقلنا بعض الأشياء الفظيعة. كان علينا أن ننتظر حتى تهدأ أعصابنا قبل محاولة مناقشة أي شيء. أنا آسف!”
“كان علينا أن نأخذ كلامك بعين الاعتبار قبل أن نخاصـمك. أنا آسف للغاية.” أضاف قائد الفريق الكروي قبل أن يخفضوا رؤوسهم جميعًا في تناسق مرة أخرى. على الرغم من رجوعها للخلف على نحو محرج من صدمة فقد هزّت أليسا رأسها بخجل.
“لا بأس. فقط توقفوا عن الانحناء.” ” ” “نشكرك على لطفك!” ” ”
بعد أن أعربوا عن شكرهم على النحو اللائق، ساروا أخيرًا بعيدًا كمجموعة من الجنود.
“ما معنى ذلك كله؟” قال ماساتشيكا متعجبًا وهو يشاهدهم يبتعدون.
“اسمع، امم.. أنا ممتنة لمحاولتك حمايتي هكذا.” تـمتـمت أليسا بصوت منخفض، على الرغم من أنها كانت لا تزال في حالة مزاجية سيئة.
“هـــــــاه؟ أوه.. لا بأس” تظاهر بأنه لا يهتم، لكنه في الحقيقة كان يشعر بالارتياح لأنّها بدت في مزاج أفضل.
【 لقد كُنتَ رائعًا حقًا】
ماساتشيكا لم يكن مستعدًا وقد تلقى ضربة قوية! كانت الضربة ناجحة! لأنه كان قد ارخى دفاعاته!
اندفع إلى غرفة مجلس الطلاب حتى لا ترى وجهه. تخيل الدم يسيل من جانب فمه بعد هجوم كهذا.
(أوه … نعم. عادت بالتأكيد إلى طبيعتها.)
“هاي، اه.. ماذا كان كل ذلك؟” ماساتشيكا قال ذلك وهو يفتح باب الغرفة، وفجأة…
“هـــــــــــــاه؟”
رأى مراهقًا منحرفاً نـموذجيًا ذا هالة مخيفة للغاية، فتسـمـر في مكانه. لكنه كان مخطئًا فقد كانت فتاة، كانت لديها شعر أسود قصير وملامح مخيفة.. كانت في نفس الوقت ذكورية وناعمة. كانت تمتلك قوامًا مثيرًا للإعجاب ووجهًا جذابًا كوجه عارضة أزياء، ومع ذلك… بدت وكأنها تنتمي لعصابة دراجين. لا يمكن وصف الأمر إلا بهذه الطريقة. لقد كانت نظرتها إلى ماساتشيكا كنظرة وحش جائع يراقب فريسته. كانت وقفتها القوية متينةً لا تقبل الاختراق، وكان الجو حولها قاتـمًا يبعث على الخوف والرهبة. ولكن ما كان أكثر وضوحًا من كل شيء كان السيف الخيزراني المتكئ على كتفها.
(ستقتلني!)
اختارت غرائز ماساتشيكا على الفور أفضل طريقة له للبقاء على قيد الحياة. ارتسمت ابتسامة على خدوده المشدودة تلقائيًا، مما يدل على أنه لم يقصد أي ضرر. تكلم بهدوءٍ ورِقَةٍ لتجنب استفزازها.
“أعتذر. أظن أنني في الغرفة الخطأ.” وأغلق الباب بهدوء.

_________________________________________

_________________________________________

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط