أستراحة - الجزء الثاني
مسارات الأوراكل – الفصل 32 – أستراحة – الجزء الثاني
______________
بعد ثوان قليلة من اختفاء عمود الضوء، استعاد الجمهور بصره تدريجيًا. عندما حدق جميع المتفرجين الواقفين في مدرجاتهم أخيرًا في المخلوق الموجود وسط المنصة، صاروا عاجزين عن الكلام.
أما بالنسبة لوفد الأرض، فقد رجال الأعمال والسياسيون المتحمسون بعضًا من تألقهم، وبدأوا بالارتجاف وكأنهم خلعوا ملابسهم وسط عاصفة ثلجية في القطب الشمالي. لم يكن أحد مستعدًا لمثل هذه الهالة المهيمنة.
ومع ذلك، في حين أن هالة مشرف الأوراكل كانت ساحقة، لم يكن هناك عداء تجاههم. بدا راضيًا بالطفو بهدوء على كرسيه، ورأس الشرغوف خاصته يتموج بهدوء يمينًا ويسارًا.
امتلك بعض الفضائيين المشاركين في الاجتماع تشريح شبه بشري مقلق، ولكن تواجد انسجام من نوع ما، مما أعطى شعورًا بأنه منطقي بطريقة ما.
بدأت الهمسات والنقرات والصرير والنقيق والاهتزازات بكل انواعها بالانتشار عبر الغرفة. انزعجت كل الوفود الفضائية بشدة من هذه الأخبار، متحمسين أحيانًا، وأحيانًا يظهرون تعبيرات يأس.
كان مشرف أوراكل شكل حياة يتحدى الفطرة السليمة. بعيدًا عن كونه وحشًا مرعبًا مثل فرسان أوراكل الذين يحرسون المنصة، فقد كان المخلوق الذي واجههم مخلوق كسيح.
بالكاد بلغ طوله 2 قدم، كان الفضائي يحوم قليلاً فوق الأرض، جالسًا على كرسي متحرك صغير يسبح في الهواء مستخدمًا عملية ما. رأسه، الذي بالكاد أكبر من كرة الغولف، وعنقه الطويل الرقيق مثل جذع الخيزران والذي أخذ حوالي نصف طول جسده، أعطى انطباعًا بأنه ينظر إلى كتاكيت غير مؤذية. بقية جسده الذي بلغ اقل من قدم، أخفي تحت سترة كهنوتية مبهمة. كان جلد المخلوق رماديً كالضفدع ولامعًا جراء مادة لزجة مجهولة الهوية متسربة من مساماته.
بالكاد بلغ طوله 2 قدم، كان الفضائي يحوم قليلاً فوق الأرض، جالسًا على كرسي متحرك صغير يسبح في الهواء مستخدمًا عملية ما. رأسه، الذي بالكاد أكبر من كرة الغولف، وعنقه الطويل الرقيق مثل جذع الخيزران والذي أخذ حوالي نصف طول جسده، أعطى انطباعًا بأنه ينظر إلى كتاكيت غير مؤذية. بقية جسده الذي بلغ اقل من قدم، أخفي تحت سترة كهنوتية مبهمة. كان جلد المخلوق رماديً كالضفدع ولامعًا جراء مادة لزجة مجهولة الهوية متسربة من مساماته.
لم يكن للفضائي عيون ولا فم ولا أنف ولا آذان أيضًا. ومع ذلك، يمكن لجميع الحاضرين في هذا المدرج العملاق أن يشعروا بنظرة المخلوق الثاقبة، فاضحًا أرواحهم كما لو أنه لا يوجد سر يمكن أن يفلت منه.
أما بالنسبة لوفد الأرض، فقد رجال الأعمال والسياسيون المتحمسون بعضًا من تألقهم، وبدأوا بالارتجاف وكأنهم خلعوا ملابسهم وسط عاصفة ثلجية في القطب الشمالي. لم يكن أحد مستعدًا لمثل هذه الهالة المهيمنة.
ابتلع وفد الأرض لعابهم بصعوبة وهم يشاهدون عرض القوة هذا. اختار هذا الهاضم المسكين وقتًا ومكانًا سيئين للغاية لإزعاج مشرف أوراكل في منتصف خطابه. فليرقد بسلام. كانت هذه هي المرة الأولى التي يتعاطفون فيها مع هاضم.
ومع ذلك، في حين أن هالة مشرف الأوراكل كانت ساحقة، لم يكن هناك عداء تجاههم. بدا راضيًا بالطفو بهدوء على كرسيه، ورأس الشرغوف خاصته يتموج بهدوء يمينًا ويسارًا.
بهذه الكلمات القليلة، أعاد إحياء فزع ومخاوف جميع الأعراق الحاضرة في المدرجات. كان رئيس الأرض أكثر شحوبًا من أي وقت مضى، متعرق بغزارة.
“الآن بعد أن اقترب B842 من الأستقرار، سيبدأ العد التنازلي لحصانتكم الدبلوماسية. لن أتدخل لا أنا ولا فرسان أوراكل في أفعالكم على هذا الكوكب الجديد.
بعد لحظة بدت لهم وكأنها لن تنتهي، سحبت يد ضعيفة، تبدو وكأنها مخلب أغوانا مع إصبعين إضافيين، نفسها من السترة، ملوحة لجذب انتباههم.
“أهلاً بكم في الكوكب B842. أنا أوروس، مشرف أوراكل المسؤول عن هذا الكوكب.” قدم الفضائي الصغير نفسه، وصوته عالي النبرة تردد في أذهانهم مباشرة.
وقد قطعت العديد من الوعود للحفاظ على ولاء هذه القوات والشخصيات غير المقاتلة (كالسياسين رجال الأعمال.. الخ)، بما في ذلك ضمان سلامة أسرهم ومكان لهم في إحدى القواعد على B842. جعل إعلان مشرف أوراكل وعودهم فارغة وبلا فائدة.
قبل عشرين عامًا، كما هو الحال على الأرض، لم يكن هناك سوى عدد قليل من الهاضمين النادرين ذوي المستوى صفر تفرخ من الغلاف الجوي. اليوم على الكوكب B842، صار أضعف الهاضمين من الرتبة واحد تقريبًا مشكلين خطورة كبيرة لجيوشهم، وذلك لكونهم قادرين على الظهور مباشرة في منتصف قاعدتهم.
بدا أن الصوت خرج من العدم وفي كل مكان بنفس الوقت. والأكثر إثارة للدهشة أن كل الأعراق الموجودة فهمت كلماته دون الحاجة إلى الترجمة. ومع ذلك، لو استطاع شخص ما تسجيل الأصوات المنبعثة من الكائن الفضائي، لحصل على ترددات متنافرة غريبة فحسب، شبيهة بالسونار أكثر من الصوت البشري.
بدا أن الصوت خرج من العدم وفي كل مكان بنفس الوقت. والأكثر إثارة للدهشة أن كل الأعراق الموجودة فهمت كلماته دون الحاجة إلى الترجمة. ومع ذلك، لو استطاع شخص ما تسجيل الأصوات المنبعثة من الكائن الفضائي، لحصل على ترددات متنافرة غريبة فحسب، شبيهة بالسونار أكثر من الصوت البشري.
“تعلمون جميعًا سبب وجودي هنا اليوم.” صرح أوروس بشكليات شبه غير مبالية. بدا وكأنه سيلقي خطابه أمام عش نمل بنفس اللامبالاة هذه بالضبط.
مسارات الأوراكل – الفصل 32 – أستراحة – الجزء الثاني
سقطت الكتلة عديمة الشكل على المنصة، بعد التوائها لبضع ثوانٍ، اتخذت شكل عنكبوتي شفاف. قبل أن يتاح لهذه القذارة الوقت الكافي لإطلاق صرختها الأولى، سقط عليها ضغط عجيب يبلغ عدة مئات من الأطنان، مما أدى إلى تحولها إلى فتات. في المكان الذي تناثر فيه جسدها، أغرقت الأرض، المصنوعة من مادة غريبة، ولكنها بالتأكيد أكثر صلابة من الفولاذ، لعدة أمتار.
بهذه الكلمات القليلة، أعاد إحياء فزع ومخاوف جميع الأعراق الحاضرة في المدرجات. كان رئيس الأرض أكثر شحوبًا من أي وقت مضى، متعرق بغزارة.
يمكنكم قتل بعضكم بعضًا، استعباد بعضكم بعضًا، شن الحروب، التغذية بجشع، أو الزنا، فهذا لا يهمنا. ومع ذلك، هذا يعني أيضًا أننا سندع الهاضمين يفعلون ما يحلو لهم، ونتركهم يتكاثرون دون إشراف.
“وقتي ثمين بالنسبة لي، لذلك لن أأجل الأمر أكثر من ذلك. أنا هنا لأن الكوكب B842 سينهي مرحلة نموه في غضون ساعات قليلة.” أعلن مشرف أوراكل، معطيًا لحظة صمت سامحًا للجمهور بهضم الأخبار.
بدأت الهمسات والنقرات والصرير والنقيق والاهتزازات بكل انواعها بالانتشار عبر الغرفة. انزعجت كل الوفود الفضائية بشدة من هذه الأخبار، متحمسين أحيانًا، وأحيانًا يظهرون تعبيرات يأس.
سقطت الكتلة عديمة الشكل على المنصة، بعد التوائها لبضع ثوانٍ، اتخذت شكل عنكبوتي شفاف. قبل أن يتاح لهذه القذارة الوقت الكافي لإطلاق صرختها الأولى، سقط عليها ضغط عجيب يبلغ عدة مئات من الأطنان، مما أدى إلى تحولها إلى فتات. في المكان الذي تناثر فيه جسدها، أغرقت الأرض، المصنوعة من مادة غريبة، ولكنها بالتأكيد أكثر صلابة من الفولاذ، لعدة أمتار.
“الآن بعد أن اقترب B842 من الأستقرار، سيبدأ العد التنازلي لحصانتكم الدبلوماسية. لن أتدخل لا أنا ولا فرسان أوراكل في أفعالكم على هذا الكوكب الجديد.
وفقًا لتقديراتهم، من المفترض أن يمتلكوا بضعة أسابيع أو أشهر أخرى قبل أن يستقر الكوكب B842. كان ما لا يقل عن 20٪ من كواكبهم الأصلية لا تزال سليمة، في حين ان مجتمعاتهم قد تدهورت بالفعل إلى فوضى سياسية وتوتر، إلا انهم لا يزالون يمتلكون العديد من الأشياء التي يتطلعون إليها، مثل نقل الطعام أو الوقود أو الأسلحة إلى الكوكب B842.
خلاف ذلك، من المحتمل أن تضيع كل رؤوس أموالهم. يمكن أن ينتهي الأمر بدبابتين متوقفتين بجانب بعضهما البعض في قاعدة عسكرية على الأرض مفصولتان بعشرات الآلاف أو حتى ملايين الكيلومترات على الكوكب B842. أما بالنسبة للعثور على البنزين؟ لا حاجة للحلم. دبابة وسط البرية بدون وقود ليست أفضل من كومة حطام (يقصد بلا فائدة).
خلاف ذلك، من المحتمل أن تضيع كل رؤوس أموالهم. يمكن أن ينتهي الأمر بدبابتين متوقفتين بجانب بعضهما البعض في قاعدة عسكرية على الأرض مفصولتان بعشرات الآلاف أو حتى ملايين الكيلومترات على الكوكب B842. أما بالنسبة للعثور على البنزين؟ لا حاجة للحلم. دبابة وسط البرية بدون وقود ليست أفضل من كومة حطام (يقصد بلا فائدة).
امتص الكوكب B842 جميع الكواكب النجمية في عالم البذور الخاص بهم لتشكيل كوكب عملاق موحد. كان هناك مليارات من هذه الكواكب على الأقل، مما جعل احتمال الاصطدام بإنسان آخر منخفضًا للغاية.
“الوداع للأن، ومن فضلكم ادعوا من أجل ألا يكون هناك لقاء آخر كهذا. أكره النزول إلى مثل هذه الأماكن النائية.”
على أي حال، ستنتهي حصانتكم الدبلوماسية في غضون خمس سنوات. بعد ذلك، ستكون الكواكب الأخرى في النظام ZZ831 حيث يقع B842 قادرة على زيارتكم بحرية …”
ومع ذلك، لم تكن فرصة الاصطدام بالبشر الآخرين صفرًا. امتصاص عالم البذور لم يكن عبثيًا بالكامل، وكذلك أجزاء الأرض في العادة ليست بعيدة كثيرًا عن بعضها البعض.
بعد لحظة بدت لهم وكأنها لن تنتهي، سحبت يد ضعيفة، تبدو وكأنها مخلب أغوانا مع إصبعين إضافيين، نفسها من السترة، ملوحة لجذب انتباههم.
خيم صمت قاتل على الجمهور. كان البعض ينوي بالفعل إبادة جيرانهم، لكنهم لم ينخدعوا. إذا تم غزوهم من قبل سكان الكواكب التي كانت جزءًا من الكون الموازي لفترة أطول بكثير مما كانوا عليه، فستكون تلك كارثة كبيرة بالنسبة لهم.
المشكلة أن هذا الاستيعاب تم بنفس الطريقة التي يتم بها ترتيب رسائل الألواح الخشبية. يمكن أن ينتهي الأمر بقطعة أرض في اليابان جنبًا إلى جنب مع سوبر ماركت تونسي. وفقًا للمعلومات التي جمعتها القوات الخاصة للأرض، كان هناك في كثير من الأحيان ما لا يقل عن اثني عشر عرقًا فضائيًا يتشاركون أراضيهم الجديدة، وكلها لا تمثل سوى جزء صغير من الكوكب B842.
يمكنكم قتل بعضكم بعضًا، استعباد بعضكم بعضًا، شن الحروب، التغذية بجشع، أو الزنا، فهذا لا يهمنا. ومع ذلك، هذا يعني أيضًا أننا سندع الهاضمين يفعلون ما يحلو لهم، ونتركهم يتكاثرون دون إشراف.
نهاية مرحلة الامتصاص تعني نهاية استعداداتهم. كانت القواعد القليلة على B842 التي عززها أبناء الأرض و وحدها بالكاد كافية لإيواء بضعة ملايين من البشر، معظمهم من الجنود المهرة وأحيانًا عائلاتهم.
قبل عشرين عامًا، كما هو الحال على الأرض، لم يكن هناك سوى عدد قليل من الهاضمين النادرين ذوي المستوى صفر تفرخ من الغلاف الجوي. اليوم على الكوكب B842، صار أضعف الهاضمين من الرتبة واحد تقريبًا مشكلين خطورة كبيرة لجيوشهم، وذلك لكونهم قادرين على الظهور مباشرة في منتصف قاعدتهم.
“الوداع للأن، ومن فضلكم ادعوا من أجل ألا يكون هناك لقاء آخر كهذا. أكره النزول إلى مثل هذه الأماكن النائية.”
وقد قطعت العديد من الوعود للحفاظ على ولاء هذه القوات والشخصيات غير المقاتلة (كالسياسين رجال الأعمال.. الخ)، بما في ذلك ضمان سلامة أسرهم ومكان لهم في إحدى القواعد على B842. جعل إعلان مشرف أوراكل وعودهم فارغة وبلا فائدة.
“أهلاً بكم في الكوكب B842. أنا أوروس، مشرف أوراكل المسؤول عن هذا الكوكب.” قدم الفضائي الصغير نفسه، وصوته عالي النبرة تردد في أذهانهم مباشرة.
في نهاية جملته مباشرة، ظهر شكل مغاير بحجم رجل بالغ من الفراغ على ارتفاع بضعة أقدام فوق الأرض، انفتح صدع من العدم سامحًا لهاضم بالولادة.
“السبب في تسريع هذه المرحلة فجأة هو بالطبع لأن هاضمين من الرتبة الثانية والثالثة قد بدأوا بالظهور في عوالمكم الأصلية و 10 أو 20٪ من هذه العوالم غير المندمجة غير قادرة على كبح جماح هذه الوحوش.” شرح أوروس للحشد الغاضب الجالس أمامه.
“الوداع للأن، ومن فضلكم ادعوا من أجل ألا يكون هناك لقاء آخر كهذا. أكره النزول إلى مثل هذه الأماكن النائية.”
“تركيز الأيثر منخفض للغاية، مما يحد من القوة القتالية لأعراقكم المتدنية. ومن الناحية الأخرى، إذا كان تركيز الأيثر المنخفض يحد من عدد وقوة الهاضمين عند الولادة، فلن يكون لديهم أي عائق أمام تطورهم، طالما أن لديهم ما يكفي ليلتهموه. لقد أصبح موطنكم ماشيتهم ويجب عدم السماح باستمرار ذلك.
كان مشرف أوراكل شكل حياة يتحدى الفطرة السليمة. بعيدًا عن كونه وحشًا مرعبًا مثل فرسان أوراكل الذين يحرسون المنصة، فقد كان المخلوق الذي واجههم مخلوق كسيح.
صحيح ان الهاضمين سيكونون أقوى في الكوكب B842، لكن على الأقل سيكون تركيز الأيثر أعلى بكثير ولا يزال بازدياد، مثلما تلاحظون.”
______________
في الواقع، حتى هؤلاء السياسيين العجائز الذين على مقربة من الموت، الذين أتوا الى ثيلما قبل بضعة أسابيع وحسب، قد اظهروا بالفعل قوة وقدرة تحمل وكأنهم رياضيين في العشرينات من عمرهم. بطبيعة الحال، لم يرغبوا في العودة إلى الأرض، بما ان ذلك عنى عودتهم الى عجائز متهالكين مجددًا.
أما بالنسبة لوفد الأرض، فقد رجال الأعمال والسياسيون المتحمسون بعضًا من تألقهم، وبدأوا بالارتجاف وكأنهم خلعوا ملابسهم وسط عاصفة ثلجية في القطب الشمالي. لم يكن أحد مستعدًا لمثل هذه الهالة المهيمنة.
أما بالنسبة لزيادة تركيز الأيثر، فقد كانت بالفعل ظاهرة ذكرتها نخبتهم في الميدان. إذا لم يعرفوا لماذا أو كيف، فقد أصبح من الحقائق المعروفة الآن أنه كلما كانت أشكال الحياة أكثر تطورًا وتركيزًا، كلما زادت كمية الأيثر.
في الواقع، حتى هؤلاء السياسيين العجائز الذين على مقربة من الموت، الذين أتوا الى ثيلما قبل بضعة أسابيع وحسب، قد اظهروا بالفعل قوة وقدرة تحمل وكأنهم رياضيين في العشرينات من عمرهم. بطبيعة الحال، لم يرغبوا في العودة إلى الأرض، بما ان ذلك عنى عودتهم الى عجائز متهالكين مجددًا.
ابتلع وفد الأرض لعابهم بصعوبة وهم يشاهدون عرض القوة هذا. اختار هذا الهاضم المسكين وقتًا ومكانًا سيئين للغاية لإزعاج مشرف أوراكل في منتصف خطابه. فليرقد بسلام. كانت هذه هي المرة الأولى التي يتعاطفون فيها مع هاضم.
قبل عشرين عامًا، كما هو الحال على الأرض، لم يكن هناك سوى عدد قليل من الهاضمين النادرين ذوي المستوى صفر تفرخ من الغلاف الجوي. اليوم على الكوكب B842، صار أضعف الهاضمين من الرتبة واحد تقريبًا مشكلين خطورة كبيرة لجيوشهم، وذلك لكونهم قادرين على الظهور مباشرة في منتصف قاعدتهم.
بالكاد بلغ طوله 2 قدم، كان الفضائي يحوم قليلاً فوق الأرض، جالسًا على كرسي متحرك صغير يسبح في الهواء مستخدمًا عملية ما. رأسه، الذي بالكاد أكبر من كرة الغولف، وعنقه الطويل الرقيق مثل جذع الخيزران والذي أخذ حوالي نصف طول جسده، أعطى انطباعًا بأنه ينظر إلى كتاكيت غير مؤذية. بقية جسده الذي بلغ اقل من قدم، أخفي تحت سترة كهنوتية مبهمة. كان جلد المخلوق رماديً كالضفدع ولامعًا جراء مادة لزجة مجهولة الهوية متسربة من مساماته.
“هذا لن يمنع الهاضمين أو الحيوانات والنباتات المحلية التي تكيفت على مدار الـ 22 عامًا الماضية في B842 من القضاء على مواطنيكم، ولكن على الأقل سيكون لديهم فرصة لمحاربة الهاضمين ذوي الرتبة صفر وواحد المفتشين بالفعل.
كان مشرف أوراكل شكل حياة يتحدى الفطرة السليمة. بعيدًا عن كونه وحشًا مرعبًا مثل فرسان أوراكل الذين يحرسون المنصة، فقد كان المخلوق الذي واجههم مخلوق كسيح.
بعد كل شيء، الأوراكل بجانبهم. الأمر متروك لهم لكي يستخدموه بشكل جيد.
“أهلاً بكم في الكوكب B842. أنا أوروس، مشرف أوراكل المسؤول عن هذا الكوكب.” قدم الفضائي الصغير نفسه، وصوته عالي النبرة تردد في أذهانهم مباشرة.
لكن هذا ليس، للأسف، السبب الوحيد لوجودي هنا.” تحدث أوروس بنبرة نبوية.
يمكنكم قتل بعضكم بعضًا، استعباد بعضكم بعضًا، شن الحروب، التغذية بجشع، أو الزنا، فهذا لا يهمنا. ومع ذلك، هذا يعني أيضًا أننا سندع الهاضمين يفعلون ما يحلو لهم، ونتركهم يتكاثرون دون إشراف.
“الآن بعد أن اقترب B842 من الأستقرار، سيبدأ العد التنازلي لحصانتكم الدبلوماسية. لن أتدخل لا أنا ولا فرسان أوراكل في أفعالكم على هذا الكوكب الجديد.
يمكنكم قتل بعضكم بعضًا، استعباد بعضكم بعضًا، شن الحروب، التغذية بجشع، أو الزنا، فهذا لا يهمنا. ومع ذلك، هذا يعني أيضًا أننا سندع الهاضمين يفعلون ما يحلو لهم، ونتركهم يتكاثرون دون إشراف.
في الواقع، حتى هؤلاء السياسيين العجائز الذين على مقربة من الموت، الذين أتوا الى ثيلما قبل بضعة أسابيع وحسب، قد اظهروا بالفعل قوة وقدرة تحمل وكأنهم رياضيين في العشرينات من عمرهم. بطبيعة الحال، لم يرغبوا في العودة إلى الأرض، بما ان ذلك عنى عودتهم الى عجائز متهالكين مجددًا.
على أي حال، ستنتهي حصانتكم الدبلوماسية في غضون خمس سنوات. بعد ذلك، ستكون الكواكب الأخرى في النظام ZZ831 حيث يقع B842 قادرة على زيارتكم بحرية …”
امتلك بعض الفضائيين المشاركين في الاجتماع تشريح شبه بشري مقلق، ولكن تواجد انسجام من نوع ما، مما أعطى شعورًا بأنه منطقي بطريقة ما.
بدا أن الصوت خرج من العدم وفي كل مكان بنفس الوقت. والأكثر إثارة للدهشة أن كل الأعراق الموجودة فهمت كلماته دون الحاجة إلى الترجمة. ومع ذلك، لو استطاع شخص ما تسجيل الأصوات المنبعثة من الكائن الفضائي، لحصل على ترددات متنافرة غريبة فحسب، شبيهة بالسونار أكثر من الصوت البشري.
خيم صمت قاتل على الجمهور. كان البعض ينوي بالفعل إبادة جيرانهم، لكنهم لم ينخدعوا. إذا تم غزوهم من قبل سكان الكواكب التي كانت جزءًا من الكون الموازي لفترة أطول بكثير مما كانوا عليه، فستكون تلك كارثة كبيرة بالنسبة لهم.
خلاف ذلك، من المحتمل أن تضيع كل رؤوس أموالهم. يمكن أن ينتهي الأمر بدبابتين متوقفتين بجانب بعضهما البعض في قاعدة عسكرية على الأرض مفصولتان بعشرات الآلاف أو حتى ملايين الكيلومترات على الكوكب B842. أما بالنسبة للعثور على البنزين؟ لا حاجة للحلم. دبابة وسط البرية بدون وقود ليست أفضل من كومة حطام (يقصد بلا فائدة).
لكن هذا ليس، للأسف، السبب الوحيد لوجودي هنا.” تحدث أوروس بنبرة نبوية.
“ولمن اطلع على الكتالوج في أحد المتاجر المرتبطة بنظام أوراكل، فمن المؤكد أنه يعلم أن أوراكل لا تدين العبودية. في الكون الموازي، كل شيء له ثمن.”
أما بالنسبة لزيادة تركيز الأيثر، فقد كانت بالفعل ظاهرة ذكرتها نخبتهم في الميدان. إذا لم يعرفوا لماذا أو كيف، فقد أصبح من الحقائق المعروفة الآن أنه كلما كانت أشكال الحياة أكثر تطورًا وتركيزًا، كلما زادت كمية الأيثر.
في نهاية جملته مباشرة، ظهر شكل مغاير بحجم رجل بالغ من الفراغ على ارتفاع بضعة أقدام فوق الأرض، انفتح صدع من العدم سامحًا لهاضم بالولادة.
“السبب في تسريع هذه المرحلة فجأة هو بالطبع لأن هاضمين من الرتبة الثانية والثالثة قد بدأوا بالظهور في عوالمكم الأصلية و 10 أو 20٪ من هذه العوالم غير المندمجة غير قادرة على كبح جماح هذه الوحوش.” شرح أوروس للحشد الغاضب الجالس أمامه.
مسارات الأوراكل – الفصل 32 – أستراحة – الجزء الثاني
سقطت الكتلة عديمة الشكل على المنصة، بعد التوائها لبضع ثوانٍ، اتخذت شكل عنكبوتي شفاف. قبل أن يتاح لهذه القذارة الوقت الكافي لإطلاق صرختها الأولى، سقط عليها ضغط عجيب يبلغ عدة مئات من الأطنان، مما أدى إلى تحولها إلى فتات. في المكان الذي تناثر فيه جسدها، أغرقت الأرض، المصنوعة من مادة غريبة، ولكنها بالتأكيد أكثر صلابة من الفولاذ، لعدة أمتار.
ابتلع وفد الأرض لعابهم بصعوبة وهم يشاهدون عرض القوة هذا. اختار هذا الهاضم المسكين وقتًا ومكانًا سيئين للغاية لإزعاج مشرف أوراكل في منتصف خطابه. فليرقد بسلام. كانت هذه هي المرة الأولى التي يتعاطفون فيها مع هاضم.
— ترجمة Mark Max —
“في حالة اضطراري لإخراجكم من المشاكل، كما فعلت للتو من خلال القضاء على هذا الهاضم غير المرحب به، فاعلموا أنكم أصبحتم ملكًا لنظام أوراكل. سيتم فهرسة كل نبات وإنسان في قاعدة بياناتنا وإتاحته للشراء من قبل أي شخص يمكنه شرائكم بقيمة مناسبة من الأيثر.” حذرهم مشرف أوراكل بنبرة مشؤومة.
“السبب في تسريع هذه المرحلة فجأة هو بالطبع لأن هاضمين من الرتبة الثانية والثالثة قد بدأوا بالظهور في عوالمكم الأصلية و 10 أو 20٪ من هذه العوالم غير المندمجة غير قادرة على كبح جماح هذه الوحوش.” شرح أوروس للحشد الغاضب الجالس أمامه.
“لا يحتاج أوراكل إلى مخلوقات غير قادرة على التطور حتى مع ارتداؤها جهاز أوراكل. بالطبع، هناك طرق للتغلب على هذه القواعد، والأمر متروك لكم لاكتشافها.”
كان مشرف أوراكل شكل حياة يتحدى الفطرة السليمة. بعيدًا عن كونه وحشًا مرعبًا مثل فرسان أوراكل الذين يحرسون المنصة، فقد كان المخلوق الذي واجههم مخلوق كسيح.
ومع ذلك، في حين أن هالة مشرف الأوراكل كانت ساحقة، لم يكن هناك عداء تجاههم. بدا راضيًا بالطفو بهدوء على كرسيه، ورأس الشرغوف خاصته يتموج بهدوء يمينًا ويسارًا.
“الوداع للأن، ومن فضلكم ادعوا من أجل ألا يكون هناك لقاء آخر كهذا. أكره النزول إلى مثل هذه الأماكن النائية.”
بعدها، ضرب المسرح عمود ضوء أزرق آخر، مما أدى إلى إعمائهم مرة أخرى. عندما عاد بصرهم، اختفى مشرف أوراكل.
————————————
“الآن بعد أن اقترب B842 من الأستقرار، سيبدأ العد التنازلي لحصانتكم الدبلوماسية. لن أتدخل لا أنا ولا فرسان أوراكل في أفعالكم على هذا الكوكب الجديد.
— ترجمة Mark Max —
بعدها، ضرب المسرح عمود ضوء أزرق آخر، مما أدى إلى إعمائهم مرة أخرى. عندما عاد بصرهم، اختفى مشرف أوراكل.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
