هل أريد؟
جفا النوم عيني سيدريك تلك الليلة، أرقت مضجعه كلمات قالتها تلك الفتاة الجميلة، لقد ظلت تخطر في باله طوال الليل.
لم يتساءل عن قدرتها على جعله الإمبراطور في الحقيقة، لكنه استمر في التساؤل:
[ثم سأجعل من سعادتك الامبراطور]
لم يسأل أنسجار عن السبب، لم يحتج الانخراط في أعمال وواجبات سيده، كل يمكنه تقديمه من المساعدة هو الاعتناء به بكل الوسائل المتاحة.
لم يتساءل عن قدرتها على جعله الإمبراطور في الحقيقة، لكنه استمر في التساؤل:
في ذلك الوقت، كانت الكونتيسة يونس تقابل الإمبراطور مع ابنتها ذات خمسة عشر ربيعا، وقد تبعت نصيحة أرتيزيا، لقد بلغت من العمر السادس وثلاثين هذا العام، لم تكن في عمر يساعدها على التصرف بغطرسة، فهي لم تعد جميلة ولا حتى ساحرة.
`هل أريد أن أصير إمبراطورا؟’
ومن الناحية الأخرى، هل سوف يسعد والديه من صعوده العرش ملوثا يديه بدماء الانتقام؟ لم يتخيل ذلك، بل لم يستطع حتى تذكر كيف كان والده، كما أن شعب إفرون أشادوا بأنهما كانا طيبين وخلوقين يحبان الخير للناس، أليس هذا سبب إضافي يردعه عن الانتقام لهما؟
لو قال انه لم يفكر قط في ذلك، لكان كاذبا كبيرا.
” سيدي، ألم تنم الليلة الماضية؟”
لم تكن تلك المرة الأولى التي يناشده فيها أحدهم قائلا أن عليه اعتلاء العرش، ففي مناسبات عدّة قصده الكثير من الأشخاص ذوي المكانات المرموقة على غرار أرتيزيا، جاؤوا إليه سرا يبتغون نفس الحاجة التي أرادتها.
” لم أزرك بسبب الآنسة أرتيزيا روزان، جلالتك، إنما قصدتك بسبب ما يخص الجيش الغربي… “
يحرضه أؤلئك الأشخاص دائما بذكر أحد السببين:
[عليك أن تغدو الإمبراطور من أجل النجاة] أو [كن الإمبراطور انتقاما لموت والديك] لكن سيدريك لم يستمع إليهم قط.
لم يظنن أن هذا الاسم سيخرج على لسان الامبراطور أولا، واصل:
لقد مر ما يقارب العشرين عاما منذ اغتيل والديه بتهمة الخيانة زورا، نسى معظم المواطنين في الإمبراطورية هذا الأمر، وعلى الرغم من استعادة عائلته مكانتها، ووراثته لقب الارشدوق إفرون لكن لم ينس قط انه واقف على خيوط عنكبوت.
” تقلبت في فراشي قليلا”
ربما لم يقتله الإمبراطور لأنه ندم على قتل أخته الصغرى، أو لعله عرف أن سيدريك لن يسبب أي تهديد.
أخفض سيدريك رأسه دون أن ينبس أي حرف بينما أضاف:
لكن المشاركة في صراع الخلافة قصة أخرى، كخليفة نسله أعمق من أن يُتجاهل ببساطة، وهكذا سينتهي الحال بمواجهة نفس الخطر الذي واجهه والداه، الارشدوق والأرشدوقة السابقين…
لم يتساءل عن قدرتها على جعله الإمبراطور في الحقيقة، لكنه استمر في التساؤل:
عندئذ لن يقف رعاياه المخلصين ساكنين، بل سوف يحشدون القوات ويظهرون قوة دوقية إفرون الكبرى الحقيقة.
كما كان راضيا عن الهدية التي تلقاها من أرتيزيا، دبوس العنبر الجميل.
حاول سيدريك دائما تجنب هذا المصير، وظل يهدئهم ويثنيهم، وكما حموه طوال الوقت، وقف جانبا من أجل حمايتهم، ابتعد عن السياسة المركزية، وأظهر امتعاضه من السلطة، وهكذا أصبح أرشدوق إفرون بشكل مستمر درعا للإمبراطورية.
هدر الامبراطور غاضبا
ما لم يتخل عن منصبه كأرشدوق ويعش حياة راهب، فإن الطريقة الوحيدة للنجاة هي أن يصبح بنفسه الإمبراطور.
[ثم سأجعل من سعادتك الامبراطور]
لكن لم يستطع ترك منصبه، فضلاً على التخلي عن دوقية إفرون التي كانت بمنزلة عائلته، بالمقابل لم تجر على لسانه كلمات مثل (الخلافة) أو (العرش الامبراطوري)، فهو لا يريد أن تتلطخ يداه في سبيل الحياة، بل يفضل على ذلك الموت بشرف.
“أشعر بالسوء لأنك لا تأتي لزيارتي كثيرا، لكنك تفضل البقاء ثكنات خارج العاصمة، لم تفكر في القدوم إليّ”.
ومن الناحية الأخرى، هل سوف يسعد والديه من صعوده العرش ملوثا يديه بدماء الانتقام؟ لم يتخيل ذلك، بل لم يستطع حتى تذكر كيف كان والده، كما أن شعب إفرون أشادوا بأنهما كانا طيبين وخلوقين يحبان الخير للناس، أليس هذا سبب إضافي يردعه عن الانتقام لهما؟
ما لم يتخل عن منصبه كأرشدوق ويعش حياة راهب، فإن الطريقة الوحيدة للنجاة هي أن يصبح بنفسه الإمبراطور.
لكن أرتيزيا لم ترد منه أن يتوج من أجل العيش أو الانتقام، إنما من أجل مصلحة شعب كراتيس.
بينما تساءل سيدريك وهو متفاجئ
وقد فاجأه ذلك، حتى هذه اللحظة، كان يعُدّ إفرون مسؤوليته الوحيدة، وقد عمل جاهدا من أجل حماية منزله وشعبه الثمين، لكن هل يمكنه غض الطرف عن إمبراطورية كراتيس نفسها؟ لا، وإلا لما أصبح درع الإمبراطورية في المقام الأول.
لم يكن غريبا أن يتصرف الإمبراطور كأنه لا يعلم سبب هذه الزيارة، بل كان الأغرب سماع تلك الكلمات من قاتل والديه، أحيانا يحسب سيدريك أن الإمبراطور نسي فعلته، و بالطبع هذا غير صحيح بتاتًا، وإلا لما كان دائم الحذر منه وظل يدفعه إلى الزاوية كلما سنحت له الفرصة.
لم يكن يُكِن أية ذرة ولاء للعائلة الامبراطورية، لكن لم يغادر ذهنه التفكير في حماية شعب الإمبراطورية، ولم يستطع مشاركة هذا القلق مع اي شخص.
“من فضلك اجلس يا سيد سيدريك.”
إذا أخبر مساعديه الذين هم مستعدون للتضحية من أجله برغبته بالاقتتال على العرش سوف يدعمون وبكل سرور.
لم يكن يُكِن أية ذرة ولاء للعائلة الامبراطورية، لكن لم يغادر ذهنه التفكير في حماية شعب الإمبراطورية، ولم يستطع مشاركة هذا القلق مع اي شخص.
أراد التحدث إلى أرتيزيا مجددا، تملكه إحساس يخبره أنها قادرة على توجيهه نحو الطريق الصحيح ولو كان في وَسَط الضباب.
وقد فاجأه ذلك، حتى هذه اللحظة، كان يعُدّ إفرون مسؤوليته الوحيدة، وقد عمل جاهدا من أجل حماية منزله وشعبه الثمين، لكن هل يمكنه غض الطرف عن إمبراطورية كراتيس نفسها؟ لا، وإلا لما أصبح درع الإمبراطورية في المقام الأول.
لم يغف ولا مرة طوال الليل، وعندما حل الصباح أدرك أن تفكيره ينتهي عند نفس الاتجاه.
“أبي، كيف يمكن للأنسة لقاء سيدريك الذي غالبا ما خدم الإمبراطورية على الحدود؟”
نهض سيدريك وحلق نفسه، وحينما رأى انسجار وجهه المنهك والهلات حول عينه، سأل قلقا:
“لا داع لكل هذه الجدية، شارلوت إبنتي وانت ابن أختي، نحن عائلة واحدة”
” سيدي، ألم تنم الليلة الماضية؟”
ومن الناحية الأخرى، هل سوف يسعد والديه من صعوده العرش ملوثا يديه بدماء الانتقام؟ لم يتخيل ذلك، بل لم يستطع حتى تذكر كيف كان والده، كما أن شعب إفرون أشادوا بأنهما كانا طيبين وخلوقين يحبان الخير للناس، أليس هذا سبب إضافي يردعه عن الانتقام لهما؟
وصل أنسجار إلى الثكنات هذا الصباح، هو كبير خدم الارشدوق إفرون، رجل كبير طاعن في السن، مع هذا تبع سيدريك إلي ساحة المعركة لخدمته، في الوقت لم يكن سيدريك في حاجة إلى الرعاية، علاوة كان الأخير قلقا من أن يصيب الخادم العجوز الأذى، لكنه لم يكن قادر علي أمره بالعودة و العيش بارتياح في القصر، لأنه يعرف الجرح الذي أصاب الخادم منذ الخسارة المأساوية لأسياده السابقين، وكيف خشي أن يخسره بنفس الطريقة.
كان ما قاله الامبراطور سخيفا للغاية، لو انه شعر بالسوء حسب ما يدعي، لكان قد أرسل له خطاب يدعوه إلى اجتماع خاص تاركا الموقف المعقد جانبا، أو إذا استمع لأسبابه في الأقل.
رد سيدريك:
لم ينكر سيدريك على الفور، لأنه لم يكن معتادا على الكذب، فضحك الامبراطور عليه، وقال:
” تقلبت في فراشي قليلا”
عندئذ جهز انسجار البذلة الرسمي بدلا من الزي العسكري، ثم غير سيدريك ملابسه وانطلق مع إثنين من المرافقين قاصدا العاصمة، القصر الامبراطوري بالذات.
لم يسأل أنسجار عن السبب، لم يحتج الانخراط في أعمال وواجبات سيده، كل يمكنه تقديمه من المساعدة هو الاعتناء به بكل الوسائل المتاحة.
لهذا لو أرادت حقا استعادة حب والدها الإمبراطور فعليها أن تقرأ الجو وترضيه، من اجل بناتها أيضا.
“من فضلك اجلس يا سيد سيدريك.”
عندما أُعلم بزيارة سيدريك رحب به بكل سرور، قائلا:
“نعم.”
“ألا ترغب في الحصول على قسط من الراحة؟”
جلس برفق على الكرسي، وأمسك أنسجار بوسادة ووضعها خلف رقبته حتي يستلقي بشكل مريح. ثم جلب مِنْشَفَة دافئة ووضعها على وجهه.
وأضاف أيضا:
قال سيدريك فجأة
لو قال انه لم يفكر قط في ذلك، لكان كاذبا كبيرا.
“قد أنام على هذا المنوال.”
“سمعت أنك أرسلت احد الفرسان بالأمس لمرافقة تيا إلي المنزل”
“ألا ترغب في الحصول على قسط من الراحة؟”
رد سيدريك:
“لا، ليس لدي وقت، فأنا ذاهب إلى القصر الإمبراطوري اليوم”.
لم يظنن أن هذا الاسم سيخرج على لسان الامبراطور أولا، واصل:
عندئذ جهز انسجار البذلة الرسمي بدلا من الزي العسكري، ثم غير سيدريك ملابسه وانطلق مع إثنين من المرافقين قاصدا العاصمة، القصر الامبراطوري بالذات.
سأل الامبراطور بصوت جاف قليلا
فوصل إلى القصر عند العاشرة صباحا، في هذا الوقت، اعتاد الإمبراطور مقابلة ضيوفه الشخصيين، وقد اختاره لأنه لم يرد تناول الغداء معه.
لم يلق كلماته راغبا سماع الرد، عاد يخاطب سيدريك هذه المرة:
في ذلك الوقت، كانت الكونتيسة يونس تقابل الإمبراطور مع ابنتها ذات خمسة عشر ربيعا، وقد تبعت نصيحة أرتيزيا، لقد بلغت من العمر السادس وثلاثين هذا العام، لم تكن في عمر يساعدها على التصرف بغطرسة، فهي لم تعد جميلة ولا حتى ساحرة.
لم يسأل أنسجار عن السبب، لم يحتج الانخراط في أعمال وواجبات سيده، كل يمكنه تقديمه من المساعدة هو الاعتناء به بكل الوسائل المتاحة.
لهذا لو أرادت حقا استعادة حب والدها الإمبراطور فعليها أن تقرأ الجو وترضيه، من اجل بناتها أيضا.
” لم أزرك بسبب الآنسة أرتيزيا روزان، جلالتك، إنما قصدتك بسبب ما يخص الجيش الغربي… “
لم يكن الإمبراطور من النوع الذي يهتم بأطفاله، ولا يحتاج ذلك، لكنه اهتم بهم وقفا لنزواته، فانتهي بالكونتسة شارلوت بالدخول في مرحلة التمرد، وبعد ولادة لورانس، قل الوقت الذي يقضيانه معا كأب وأبنته، لكن لا يعني أن الإمبراطور كره ابنته التي احبها كثيرا ذات مرة، ولكن وضعها جانبا كل لقاءاته معها جعلت مزاجه معكرا.
ثم ابتسم بلين وقال بهدوء:
أما الآن قد زارت القصر زيارة مفاجئة، أرادت الولوج إلى قلبه من جديد، بالطبع لم يعلم الإمبراطور عن غايتها الحقيقية.
لم تكن تلك المرة الأولى التي يناشده فيها أحدهم قائلا أن عليه اعتلاء العرش، ففي مناسبات عدّة قصده الكثير من الأشخاص ذوي المكانات المرموقة على غرار أرتيزيا، جاؤوا إليه سرا يبتغون نفس الحاجة التي أرادتها.
مهما كان السبب بدا له أن ابنته التي عاندته دهرًا قد غيرت رأيها أخيرا وقررت التصرف بودية كبنت، كان يستمتع بوقت جيد.
`هل أريد أن أصير إمبراطورا؟’
كما كان راضيا عن الهدية التي تلقاها من أرتيزيا، دبوس العنبر الجميل.
“أخرس بحق الجحيم! ألم تفهم بعد لماذا أحضرتك إلى غرفة المعيشة؟”
دائما ما تقبل وجودها كغرض ثانوي تملكه عشيقته، لم يفكر بها ابنة، ولم يشعر بشعور أسري تجاهها، لكنها لم ترتكب أية خطأ حتى تستحق الكره.
“سمعت أنك أرسلت احد الفرسان بالأمس لمرافقة تيا إلي المنزل”
وعلى الرغم من عدم رغبته جنسيا فيها لكنه شعر بالرضا عندما عرف أن هذه الفتاة الجميلة تريد منه الحب.
ربما لم يقتله الإمبراطور لأنه ندم على قتل أخته الصغرى، أو لعله عرف أن سيدريك لن يسبب أي تهديد.
كان سيشعر بسوء لو أنها بكت وكذلك أمها اشتكت، لكن العجيب أن الفتاة في عمر ينجر أقرانها فيه وراء الغضب بسهولة، لكن لم تشتكي مع أنّها صُفعت على خدها، وعوضا عن ذلك، حاولت وبحكمة إرضاء قلب الإمبراطور.
“لا، ليس لدي وقت، فأنا ذاهب إلى القصر الإمبراطوري اليوم”.
علاوة الآن نظرت إليه ابنته المتمردة بحب، فشعر أنه اكتسب الكثير دون أن يضطر إلى فعل أي شيء.
قال سيدريك فجأة
صار الإمبراطور عجوزًا الآن، و على عكس أيام شبابه أمسى يستمتع الآن بحنان أبنائه وأحفاده بقدر ما يتمتع بعشيقته المغرية.
نهض سيدريك وحلق نفسه، وحينما رأى انسجار وجهه المنهك والهلات حول عينه، سأل قلقا:
عندما أُعلم بزيارة سيدريك رحب به بكل سرور، قائلا:
[عليك أن تغدو الإمبراطور من أجل النجاة] أو [كن الإمبراطور انتقاما لموت والديك] لكن سيدريك لم يستمع إليهم قط.
“دعه يدخل، إنني ارتاح.”
رد سيدريك:
تبع سيدريك المضيف الرئيسي إلى غرفة معيشة الإمبراطور، وقد فاجأه انه لم يقتد إلى غرفة الاجتماعات أو مكتب الدراسة، وتردد قليلا في اقتحام اللقاء العائلي الخاص الذي جمع الإمبراطور وابنته الكونتيسة يونيس.
لهذا لو أرادت حقا استعادة حب والدها الإمبراطور فعليها أن تقرأ الجو وترضيه، من اجل بناتها أيضا.
حيا الإمبراطور تحية الرسمية وقال:
فوصل إلى القصر عند العاشرة صباحا، في هذا الوقت، اعتاد الإمبراطور مقابلة ضيوفه الشخصيين، وقد اختاره لأنه لم يرد تناول الغداء معه.
” شكرا لك على استقبالي يا صاحب الجلالة، لو علمت أنك الكونتيسة معك لم أكن لأزعجك.”
قال سيدريك فجأة
ضحك الإمبراطور بمرح وقال:
قال سيدريك فجأة
“لا داع لكل هذه الجدية، شارلوت إبنتي وانت ابن أختي، نحن عائلة واحدة”
علاوة الآن نظرت إليه ابنته المتمردة بحب، فشعر أنه اكتسب الكثير دون أن يضطر إلى فعل أي شيء.
لم يكن غريبا أن يتصرف الإمبراطور كأنه لا يعلم سبب هذه الزيارة، بل كان الأغرب سماع تلك الكلمات من قاتل والديه، أحيانا يحسب سيدريك أن الإمبراطور نسي فعلته، و بالطبع هذا غير صحيح بتاتًا، وإلا لما كان دائم الحذر منه وظل يدفعه إلى الزاوية كلما سنحت له الفرصة.
“من فضلك اجلس يا سيد سيدريك.”
أخفض سيدريك رأسه دون أن ينبس أي حرف بينما أضاف:
جلس برفق على الكرسي، وأمسك أنسجار بوسادة ووضعها خلف رقبته حتي يستلقي بشكل مريح. ثم جلب مِنْشَفَة دافئة ووضعها على وجهه.
“أنتما وعلي الرغم من كونكما أبناء عمومة لم تلقيا كثيرا صحيح”.
ثم التفت إلى ابنته وقال:
ثم التفت إلى ابنته وقال:
`هل أريد أن أصير إمبراطورا؟’
” وبالنظر إلى أن سيدريك ليس لديه إخوة، يجب عليك أن تتصرف كأخت حقيقية له”
“أشعر بالسوء لأنك لا تأتي لزيارتي كثيرا، لكنك تفضل البقاء ثكنات خارج العاصمة، لم تفكر في القدوم إليّ”.
لم يلق كلماته راغبا سماع الرد، عاد يخاطب سيدريك هذه المرة:
لم يكن يُكِن أية ذرة ولاء للعائلة الامبراطورية، لكن لم يغادر ذهنه التفكير في حماية شعب الإمبراطورية، ولم يستطع مشاركة هذا القلق مع اي شخص.
“أشعر بالسوء لأنك لا تأتي لزيارتي كثيرا، لكنك تفضل البقاء ثكنات خارج العاصمة، لم تفكر في القدوم إليّ”.
“قد أنام على هذا المنوال.”
كان ما قاله الامبراطور سخيفا للغاية، لو انه شعر بالسوء حسب ما يدعي، لكان قد أرسل له خطاب يدعوه إلى اجتماع خاص تاركا الموقف المعقد جانبا، أو إذا استمع لأسبابه في الأقل.
حكى السيد كيشور القصة للإمبراطور سلفا.
لكنه لم يفعل أيا منهما، انتظر أن يستسلم سيدريك ويعود إلى العاصمة ينحني له، ويتخلى عن شرف الجيش الغربي.
هدر الامبراطور غاضبا
وأضاف أيضا:
لقد مر ما يقارب العشرين عاما منذ اغتيل والديه بتهمة الخيانة زورا، نسى معظم المواطنين في الإمبراطورية هذا الأمر، وعلى الرغم من استعادة عائلته مكانتها، ووراثته لقب الارشدوق إفرون لكن لم ينس قط انه واقف على خيوط عنكبوت.
“كما أراك مقربا من تيا”
“أبي، كيف يمكن للأنسة لقاء سيدريك الذي غالبا ما خدم الإمبراطورية على الحدود؟”
هنا تدخلت الكونتسية شارلوت متفاجئة:
هنا تدخلت الكونتسية شارلوت متفاجئة:
“أبي، كيف يمكن للأنسة لقاء سيدريك الذي غالبا ما خدم الإمبراطورية على الحدود؟”
لو قال انه لم يفكر قط في ذلك، لكان كاذبا كبيرا.
“ألا تعرفين، عندما يكون من المقدر أن يلتقي شخصان، سيحدث ذلك في أي وقت ، أليس كذلك؟ أليست تيا أخت لورانس مع أنّها لا تحمل دمائي؟”.
وأضاف أيضا:
بينما تساءل سيدريك وهو متفاجئ
” سيدي، ألم تنم الليلة الماضية؟”
“أتقصد الآنسة أرتيزيا؟”
” كنت تطوف خارج العاصمة كل هذا الوقت وفجأة قررت زيارتي، أليس لهذه عَلاقة بـأرتيزيا؟ “
لم يظنن أن هذا الاسم سيخرج على لسان الامبراطور أولا، واصل:
” سيدي، ألم تنم الليلة الماضية؟”
“سمعت أنك أرسلت احد الفرسان بالأمس لمرافقة تيا إلي المنزل”
هنا تدخلت الكونتسية شارلوت متفاجئة:
حكى السيد كيشور القصة للإمبراطور سلفا.
” أراك ما زلت قديم الطراز، أحسبها ستسعد إذا زرتها اليوم”
” ليست أمرا مهما، التقينا عرضيا في المعبد، لم يكن لديها مرافق ولذا أمرت احد رجالي أن يرافقها إلى المنزل.”
لم يتساءل عن قدرتها على جعله الإمبراطور في الحقيقة، لكنه استمر في التساؤل:
سأل الامبراطور بصوت جاف قليلا
علاوة الآن نظرت إليه ابنته المتمردة بحب، فشعر أنه اكتسب الكثير دون أن يضطر إلى فعل أي شيء.
” كنت تطوف خارج العاصمة كل هذا الوقت وفجأة قررت زيارتي، أليس لهذه عَلاقة بـأرتيزيا؟ “
“أتقصد الآنسة أرتيزيا؟”
لم ينكر سيدريك على الفور، لأنه لم يكن معتادا على الكذب، فضحك الامبراطور عليه، وقال:
إذا أخبر مساعديه الذين هم مستعدون للتضحية من أجله برغبته بالاقتتال على العرش سوف يدعمون وبكل سرور.
” أراك ما زلت قديم الطراز، أحسبها ستسعد إذا زرتها اليوم”
كما كان راضيا عن الهدية التي تلقاها من أرتيزيا، دبوس العنبر الجميل.
واصل سيدريك الإنكار قائلا:
لم يكن يُكِن أية ذرة ولاء للعائلة الامبراطورية، لكن لم يغادر ذهنه التفكير في حماية شعب الإمبراطورية، ولم يستطع مشاركة هذا القلق مع اي شخص.
” لم أزرك بسبب الآنسة أرتيزيا روزان، جلالتك، إنما قصدتك بسبب ما يخص الجيش الغربي… “
فوصل إلى القصر عند العاشرة صباحا، في هذا الوقت، اعتاد الإمبراطور مقابلة ضيوفه الشخصيين، وقد اختاره لأنه لم يرد تناول الغداء معه.
هدر الامبراطور غاضبا
لم يظنن أن هذا الاسم سيخرج على لسان الامبراطور أولا، واصل:
“أخرس بحق الجحيم! ألم تفهم بعد لماذا أحضرتك إلى غرفة المعيشة؟”
تبع سيدريك المضيف الرئيسي إلى غرفة معيشة الإمبراطور، وقد فاجأه انه لم يقتد إلى غرفة الاجتماعات أو مكتب الدراسة، وتردد قليلا في اقتحام اللقاء العائلي الخاص الذي جمع الإمبراطور وابنته الكونتيسة يونيس.
ثم ابتسم بلين وقال بهدوء:
وعلى الرغم من عدم رغبته جنسيا فيها لكنه شعر بالرضا عندما عرف أن هذه الفتاة الجميلة تريد منه الحب.
” مثل هذه المسائل لا يجب مناقشتها عندما نجتمع كعائلة، لنتحدث حولها بعد ثلاث أيام، أتحسب أنني سأتجاهل إنجازات الجيش الغربي هذه المرة؟ “
” سيدي، ألم تنم الليلة الماضية؟”
سكب الامبراطور كوبا من الشاي و قدمه لسيدريك، رفع الأخير الكوب إلي فمه بتردد.
عندئذ لن يقف رعاياه المخلصين ساكنين، بل سوف يحشدون القوات ويظهرون قوة دوقية إفرون الكبرى الحقيقة.
وأدرك خلاب هذه الزيارة أن أخبار لقائه مع أرتيزيا قد غيرت فعلًا موقف الإمبراطور.
لم يلق كلماته راغبا سماع الرد، عاد يخاطب سيدريك هذه المرة:
” لم أزرك بسبب الآنسة أرتيزيا روزان، جلالتك، إنما قصدتك بسبب ما يخص الجيش الغربي… “
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
