نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

The villainess lives again 25

شعلة زرقاء

شعلة زرقاء

رفعت ماركيزة كاميليا فنجان الشاي ببطء لإخفاء تعبيرها.
كان من الواضح أن أفكارها غرقت في حالة من الفوضى منذ تلك اللحظة، لأنها لم تجد كلمات تقولها بسهوله، لكنها لم تفقد رباطة جأشها. 
وبعد هنية، تحدثت بلسان طلق:
“لا أعلم عمّا تتحدثين، هل تظنين يا آنسة أن الأرشدوق رويغار مرتبط بطريقة ما والبارون ياتز؟ “
ولكن لا يزال عقلها في حالة من الفوضى.
إن البارون ياتز واحدٌ من أهم مصادر تمويل الأرشدوق رويغار، بالرغْم أن هذا لا يعني أن البارون قد أدّى دورًا مهمًا جداً، لقد أعطى ببساطة مبالغ كبيرة من الأموال مقابل الحصول على الحماية وهذا كل شيء، وذلك لأن مدير الأمن العام ووزير المالية وغيرهم من المسؤولين الكبار ينتمون إلى فصيل رويغار، لم تكن عَلاقة موالاة، لذلك لن يضر إنهاءها هكذا. 
وبهذا الصدد، إن الأفضل أن تسحب نفسها بهدوء من المعمعة وحالا، مدعية أن لا عَلاقة لها، ولا سيما إذا صح أن الأرشيدوق إفرون قد صادر كل دفاتر حسابات البارون.
 فبعدما شارك هذا الأخير، لم تعد هناك أية فرصة لحل الأمور بهدوء بواسطة المفاوضات وراء الكواليس أو الاتفاقات السياسية في الخفاء.
وكذلك سوف تستغل الصِّحافة تلك القضية وتضخمها، فهناك نساء وجوهرة متورطين فيها، وما أخصبها تربة للقصص! 
لن يخاطر الإمبراطور بإغضاب الشعب بل سوف رمى لهم عظمة بدلاً عن ذلك، ولكن، لن يكفي البارون ياتز وحده في تهدئة الجَمهور الهائج، لهذا سوف يلجأ إلى تقديم شخص ذو مكانة أعلى كبش فداء، وكان عليها أن تتجنب بأي وسيلة أن تصبح ذاك الكبش.
وعلى أي حال، كان كل ما يقدمه البارون ياتز هو المال، الكثير منه، لم يكن شيئا لا غنى عنه، و هذا ليس الوقت المناسب لإحصاء الخسائر.
وعلى الرغم من كل ذلك، كانت لا تزال تواجه مشكلة في مواكبة ما تريده أرتيزيا، إلى أي مدى يمكن أن تضع ثقتها في هذه الفتاة؟
 إن سيدريك إفرون رجلٌ يكره سياسة الأبواب المغلقة.
لكنها قد سمعت شائعات عن وقوعه في حب الشابة الماثلة أمامها، فهل هذه الشائعات صحيحة؟ ولو كانت حقيقية، فهل هو رجل قد يتخلى عن ما يجب عليه فعله بمجرد طلب منها؟ 
كان ذلك لغزا لها، وقد إصابتها الحَيْرَة الشديدة، ما زال سيدريك شابا، إن الشباب اليافعين يميلون إلى القيام بأشياء لا ينبغي لهم فعلها
 من أجل السيدات اللواتي وقعوا في حبهن. 
لم يكن هناك ما يضمن أنها قادرة على منع جر الارشدوق رويجار في قضية البارون ياتز، ومع ذلك، لم يكن هناك ما يضمن العكس كذلك.
وضعت الشابة فنجان الشاي وحدقت نحوها بعينيها الفيروزية، وقالت:
 ” إن البارون ياتز رجل سوقي، يقدم الرُّشى لكل من يستطيع أن ينفعه، يسلمها تحيا من نوع ما، ويأمل أن يأتي المستلمون لمساعدته في مثل هذه الأوقات، ولم يكن من الحكمة قَبُول هدية من هذا الرجل ، ولكن “.
ابتسمت وأضافت برقة
“ربما لم تتخيل شخص بعلوك، أيتها الماركيزة، أن الجوهرة التي قدمها البارون كانت مسروقة من أحد العامة”
انزلقت سبابة كاميليا فوق حافَة كوب الشاي بخفة ذهابا وإيابا، وراقبتها بعناية، في حين، رفعت الأخرى كوبها وشربته، كانت زوايا فمها منحنية، زينت ثغرها ابتسامة لطيفة، وقد أشرقت عيناها، كانت مرتاحة بالكامل، وكل حركة من حركاتها أنيقة وهادئة.
 كانت ترتدي فستانًا رخيصا مزخرفا عاديا قصير الأكمام، كان رثا وباليا من كثرة الغسيل، وفي الحقيقة الأمر، ما كان ذلك واضح للعيان في الوهلة الأولى.
كانت لا تزال صغيرة، لكن تصرفاتها جعلتها تبدو كواحدة من أولئك الثعالب الخبيثة داخل المجتمع الراقي.
 لم تكن تعطيها أي أعتبار حتى هذه اللحظة، فقد كانت ابنة ميرايلا! تلك الفتاة التي يرثى لها؛
فعلى الرغم من أنها خليفة الماركيز روزان، إلا أنها لن تستطيع أن ترث حقها مطلقا، كانت أخت لورانس، ولكنها لن تستغل حتى في زواج سياسي، بل سوف تلتهمها ميرايلا كالطفيلي لبقية حياتها، وسيحاول لورانس الحصول على حريته عن طريق إطعام والدته المهووسة أخته الوحيدة.
كانت كاميليا تتفاخر دائما بمعرفتها النفس البشرية جيدًا، عرفت أن ميرايلا لن تفك الوثاق عن ابنتها أبدًا. 
لقد اعتبر العديد من الآباء أطفالهم ذواتهم الأخرى … أو بالأحرى ممتلكاتهم.
وقد وجد بعض الناس متعة في تعذيب الآخرين والسيطرة عليهم وإساءة معاملتهم. 
لكن هناك فرق واضح بين ضرب خدمهم و الاعتداء على طفلهم؛ فلا شيء يشبع الرغبة العارمة في التسلط والتملك تلك، غير أن يضرب المرء طفله حتى يشوك على الموت، يجعله يبكي شوقا لعناق وعاطفة، فذلك يبعث نشوةً لا نظير لها. 
ولا يوجد ما يدعو السماح بعتق هؤلاء الأطفال الذين تربو على هذه الشاكلة، مما يعني أنهم ليسوا موضع اهتمام… 
بيد أن هذه الفتاة أمامها لم تكن إحدى هؤلاء الأطفال المثيرين للشفقة، إنما نشأت سيدة حقيقية! كانت ترى أن هناك شعلة فيروزية ساطعة تحملها داخلها.
فابتسمت بمرارة وفكرت بينها وذاتها:
‘إنه لأمر مؤسف أنني أدركت ذلك الآن فقط.’ 
في بعض الأحيان، قد تكون الصداقة أكثر قوة من العاطفة، لكن ابنتها بعيدة كل البعد على أن تقدر على كسب ثقة هذه الفتاة.
وماذا عن ابنها؟ لعل ابنها ذو مظهر  مقبول، لكن لن يكون يكفي لانتزاع قلب الفتاة التي قابلت سيدريك عينه. 
نشلت نفسها عن أفكارها، ثم اعتذرت
“اعذريني للحظة” 
ونهضت من مقعدها، وغادرت غرفة المعيشة. 
وبعد هُنيهة، عادت وهي تحمل بين يديها صندوق جواهر مخمليا، ووضعته على الطاولة، كان يحتضن في داخله عقدا مرصعا بالماس الزاهي.
القت أرتيزيا نظرة على العقد، فأدركت على الفور أن الجوهرة الوسطى هي المنشودة. 
ووضحت الماركيزة قائلة:
“صُممت هذه القلادة بحيث يكون قلب أولغا محورها، من فضلك، خذيها برمتها.”.
عندئذ ردت:
 ” في هذه الحالة، سأدفع لك مقابل القلادة.”
فقالت بصوت رقيق ولطيف
” يا آنسة أرتيزيا، من فضلك، لا تحولي الأمر إلى صفقة، لقد دفعت سلفا السعر المناسب. ويمكنني أن أخمن من أجل من تبحثين عن هذه الجوهرة”
وصمتت هنية، وقد شخصت عيناها بعيدا وكأنها تتذكر الأيام الخوالي، ثم أضافت ثانية:
“في الماضي، لم يعترف بي العالم أنني ابنة لودين، بل لم يعترف بأنني سيدة، وقد رأيت ذات مرة أنبل امرأة في العالم من بعيد.”.
تفاعلت وبحذر مع القصة
 “نعم.” حتى لا تنفلت عواطفها 
و أضافت كاميليا عرضيا:
 ” أما الآن، فعندي زوجٌ يحبني، وقد اعتبرني الارشدوقة رويغار أختها الكبرى، وهي تحترمني، وصار النبلاء الآخرون يعترفون بإنني أمرأة نبيلة.”

” ولكن، سابقا، لم أكن أتخيل حتى تحيتها، ولا حتى التحدث معها بل كنت لا أجرؤ على الوقوف في مكان تستطيع رؤيتي به” 
وتنهدت، ثم واصلت حكايتها:
” وعندما عاملت إمرأة ذات اصل متواضع بلطف وأثنت على جوهرة عائلتها الثمينة حسدتها بشدة، فلم أستطع نسيان ذلك.”
لقد عرفت سبب تحدثت الماركيزة كاميليا بهذه الطريقة، فقد كانت تعتزم عبر تحويل هذه الجوهرة إلى هدية للإمبراطورة، إنكار ارتباطها بالبارون ياتز بنبرة لطيفة وودية.
” في الواقع، لم تستطع قَبُول أن تلك الجوهرة الثمينة عند رجل سوقي لم يكن نبيل الأصل، ومنذ وضعت الجوهرة بين يدي، وبعد أن تقدمت في العمر، لم يسعني إلا أن أضعها في موضع جميل لائق بها” 
إبتسمت واضافت
” ما عاد بالإمكان العثور على تمثال القديسة أولغا، ولذلك قمت بهذا كبديل مؤقت “.
فردت بهدوء:
“فهمت”
بالطبع، لم تكن كلمات الماركيزة كاميليا ذات مصداقية، فهي ليست من ذلك النوع من الأشخاص الذين قد يحتفظون بمثل هذه الذكريات، ولو كانت تقول الحقيقة فيما يتعلق ذكرياتها عن الإمبراطورة وإعجابها وإحترامها قد حفزها، لكانت قد قدمت الالماسة سلفاً.
 وتميل إلى الاعتقاد أن الماركيزة قد اكتنزت الجوهرة كأسًا مكافئة لها، تعويضا عن أيام شبابها، عندما كانت تعدّ أدنى من أقل النبيلات نبيلاً.
والآن، قد أصبحت أقوى بكثير من الفيكونتسة بيشر نفسها، باتت قوية جدًا ولن تستطيع الإمبراطورة ذاتها معاملتها دون احترام، والجوهرة دليلٌ واضح على ذلك.
ولكن، كانت أرتيزيا تعتقد أن حياة الفيكونتسية بيشر أكثر مثالية مقارنة مع كاميليا، لأنها كانت قادرة على مقابلة سيدتها التي أرادت خدمتها بكل جوارحها، حتى الموت من أجلها، وكذلك أدت واجبها وماتت في سبيلها.
ابتسمت كاميليا ابتسامة خفيفة، وأردفت:
“أثق أنك سوف تخربينها أين أقف”
“سأتذكر ذلك”
وحملت الصندوق ونهضت، ثم قالت مودعة:
“اعتذر عن قدومي أواخر الليل، وأتمني من الإله أن يغمرك أحلاما سعيدة.” 
“الا تعتقدين أننا قد نصبح أفضل الأصدقاء؟ تعالي لزيارتي بين فنية والأخرى في المستقبل!”
فابتسم ابتسامة بسيطة وحسب
لم تكن تلك فكرة سيئة، هكذا يمكنهم التواصل بشكل فعال، لكنها لم تكن تنوي أن تصبح صديقة شابة للماركيزة العجوز، فضلا على ذلك، فقد أرادت الماكيزة اجتذاب سيدريك حتى يصبح أحد أنصار الارشدوق رويجار أو أقله جعل الأمر يبدو كأنه كان واحدًا منهم، في حين، ما تريده هو العكس، تريد أن تدمره ذات يوم تدميرا لا تقوم له قائمة من بعده.
عندما غادرت ملكية كاميليا، كان القمر يميل نحو الغرب وكانت نجمة الصباح تعلو في السماء باتجاه الشرق.
بدأت التروس في تحريك كل شيء، ولا يمكن إيقاف هذه الحركة بعد الآن
ولم تعد إلى المنزل رأسا، توقفت العربة بالقرب من مدخل القصر الخلفي، فترجلت هناك، كانت قد غادرت في عربة لا تحمل أية علامات، لأنها لم ترد أن يكتشف أحد خروجها الليلة. 
حينئذ، كان نسيم الليل باردا، فوضع ألفونس عباءةً على كتفيها، ثم نادت على أحدى الخادمتين اللتين كانتا ترافقانها 
“ليزي” 
لم تكن ليزي هانسون تعرف الدور الذي ستلعبه منذ وصولها مساء أمسِ، فانحنت قليلاً وأجابت، “نعم، يا آنستي “.
” إن جدك يقيم في قصر إيفرون في الوقت الحالي، صحيح؟ هل أقاربك الآخرون هناك أيضًا؟ “
“لا ، لكن، عمي يقطن في العاصمة.”
لقد لقنها جدها هذا الجواب وهو عالم أن أرتيزيا سوف تسأل عن ذلك. 
“فهمت.”
أومأت برأسها، كان لدي إبنه الأكبر وسيلة للاتصال بأقاربه نيابة عن ماركوس نفسه .
 فقالت وأعطتها رسالة ما 
” في هذه الحالة، اذهبي إلى عمك وأعطيه هذه الرسالة، أعتقد أن ذلك سيكون أفضل من إعطائها لجدك”
إن إرسال خطاب إلى قصر إيفرون في وقت متأخر من الليل سيكون يجذب الانتباه
فقد كان عليها أن تبقي الأمر سراً في الوقت الحالي لأنها كانت في خضم إعادة عائلة هانسون للعمل في منزل روزان مرة أخرى خلف الكواليس.
“لا تقلقي، كل ما عليك فعله هو تسليمها، جدك وعمك سيقرران الأمور المهمة “.
“فهمت.”
”اركبي هذه العربة، لقد فات الأوان على طلب أخرى، يمكنك زيارة جدك في أثناء العودة بعد تسليم الرسالة، لكن حاولي ألا تجذبِ انتباه الخادمات الأخريات “.
“نعم. شكرًا لك.”
 تلقت الرسالة واخفتها في صدرها وانحنت بأدب، وسرعان ما اختفت العربة في الظلام
عندئذ دخلت إلى القصر مرتاحة البال، لقد أنهت الاستعدادات للسيطرة على الماركيزيت* روزان أخيرًا…. 

 

 

رفعت ماركيزة كاميليا فنجان الشاي ببطء لإخفاء تعبيرها. كان من الواضح أن أفكارها غرقت في حالة من الفوضى منذ تلك اللحظة، لأنها لم تجد كلمات تقولها بسهوله، لكنها لم تفقد رباطة جأشها.  وبعد هنية، تحدثت بلسان طلق: “لا أعلم عمّا تتحدثين، هل تظنين يا آنسة أن الأرشدوق رويغار مرتبط بطريقة ما والبارون ياتز؟ “ ولكن لا يزال عقلها في حالة من الفوضى. إن البارون ياتز واحدٌ من أهم مصادر تمويل الأرشدوق رويغار، بالرغْم أن هذا لا يعني أن البارون قد أدّى دورًا مهمًا جداً، لقد أعطى ببساطة مبالغ كبيرة من الأموال مقابل الحصول على الحماية وهذا كل شيء، وذلك لأن مدير الأمن العام ووزير المالية وغيرهم من المسؤولين الكبار ينتمون إلى فصيل رويغار، لم تكن عَلاقة موالاة، لذلك لن يضر إنهاءها هكذا.  وبهذا الصدد، إن الأفضل أن تسحب نفسها بهدوء من المعمعة وحالا، مدعية أن لا عَلاقة لها، ولا سيما إذا صح أن الأرشيدوق إفرون قد صادر كل دفاتر حسابات البارون.  فبعدما شارك هذا الأخير، لم تعد هناك أية فرصة لحل الأمور بهدوء بواسطة المفاوضات وراء الكواليس أو الاتفاقات السياسية في الخفاء. وكذلك سوف تستغل الصِّحافة تلك القضية وتضخمها، فهناك نساء وجوهرة متورطين فيها، وما أخصبها تربة للقصص!  لن يخاطر الإمبراطور بإغضاب الشعب بل سوف رمى لهم عظمة بدلاً عن ذلك، ولكن، لن يكفي البارون ياتز وحده في تهدئة الجَمهور الهائج، لهذا سوف يلجأ إلى تقديم شخص ذو مكانة أعلى كبش فداء، وكان عليها أن تتجنب بأي وسيلة أن تصبح ذاك الكبش. وعلى أي حال، كان كل ما يقدمه البارون ياتز هو المال، الكثير منه، لم يكن شيئا لا غنى عنه، و هذا ليس الوقت المناسب لإحصاء الخسائر. وعلى الرغم من كل ذلك، كانت لا تزال تواجه مشكلة في مواكبة ما تريده أرتيزيا، إلى أي مدى يمكن أن تضع ثقتها في هذه الفتاة؟  إن سيدريك إفرون رجلٌ يكره سياسة الأبواب المغلقة. لكنها قد سمعت شائعات عن وقوعه في حب الشابة الماثلة أمامها، فهل هذه الشائعات صحيحة؟ ولو كانت حقيقية، فهل هو رجل قد يتخلى عن ما يجب عليه فعله بمجرد طلب منها؟  كان ذلك لغزا لها، وقد إصابتها الحَيْرَة الشديدة، ما زال سيدريك شابا، إن الشباب اليافعين يميلون إلى القيام بأشياء لا ينبغي لهم فعلها  من أجل السيدات اللواتي وقعوا في حبهن.  لم يكن هناك ما يضمن أنها قادرة على منع جر الارشدوق رويجار في قضية البارون ياتز، ومع ذلك، لم يكن هناك ما يضمن العكس كذلك. وضعت الشابة فنجان الشاي وحدقت نحوها بعينيها الفيروزية، وقالت:  ” إن البارون ياتز رجل سوقي، يقدم الرُّشى لكل من يستطيع أن ينفعه، يسلمها تحيا من نوع ما، ويأمل أن يأتي المستلمون لمساعدته في مثل هذه الأوقات، ولم يكن من الحكمة قَبُول هدية من هذا الرجل ، ولكن “. ابتسمت وأضافت برقة “ربما لم تتخيل شخص بعلوك، أيتها الماركيزة، أن الجوهرة التي قدمها البارون كانت مسروقة من أحد العامة” انزلقت سبابة كاميليا فوق حافَة كوب الشاي بخفة ذهابا وإيابا، وراقبتها بعناية، في حين، رفعت الأخرى كوبها وشربته، كانت زوايا فمها منحنية، زينت ثغرها ابتسامة لطيفة، وقد أشرقت عيناها، كانت مرتاحة بالكامل، وكل حركة من حركاتها أنيقة وهادئة.  كانت ترتدي فستانًا رخيصا مزخرفا عاديا قصير الأكمام، كان رثا وباليا من كثرة الغسيل، وفي الحقيقة الأمر، ما كان ذلك واضح للعيان في الوهلة الأولى. كانت لا تزال صغيرة، لكن تصرفاتها جعلتها تبدو كواحدة من أولئك الثعالب الخبيثة داخل المجتمع الراقي.  لم تكن تعطيها أي أعتبار حتى هذه اللحظة، فقد كانت ابنة ميرايلا! تلك الفتاة التي يرثى لها؛ فعلى الرغم من أنها خليفة الماركيز روزان، إلا أنها لن تستطيع أن ترث حقها مطلقا، كانت أخت لورانس، ولكنها لن تستغل حتى في زواج سياسي، بل سوف تلتهمها ميرايلا كالطفيلي لبقية حياتها، وسيحاول لورانس الحصول على حريته عن طريق إطعام والدته المهووسة أخته الوحيدة. كانت كاميليا تتفاخر دائما بمعرفتها النفس البشرية جيدًا، عرفت أن ميرايلا لن تفك الوثاق عن ابنتها أبدًا.  لقد اعتبر العديد من الآباء أطفالهم ذواتهم الأخرى … أو بالأحرى ممتلكاتهم. وقد وجد بعض الناس متعة في تعذيب الآخرين والسيطرة عليهم وإساءة معاملتهم.  لكن هناك فرق واضح بين ضرب خدمهم و الاعتداء على طفلهم؛ فلا شيء يشبع الرغبة العارمة في التسلط والتملك تلك، غير أن يضرب المرء طفله حتى يشوك على الموت، يجعله يبكي شوقا لعناق وعاطفة، فذلك يبعث نشوةً لا نظير لها.  ولا يوجد ما يدعو السماح بعتق هؤلاء الأطفال الذين تربو على هذه الشاكلة، مما يعني أنهم ليسوا موضع اهتمام…  بيد أن هذه الفتاة أمامها لم تكن إحدى هؤلاء الأطفال المثيرين للشفقة، إنما نشأت سيدة حقيقية! كانت ترى أن هناك شعلة فيروزية ساطعة تحملها داخلها. فابتسمت بمرارة وفكرت بينها وذاتها: ‘إنه لأمر مؤسف أنني أدركت ذلك الآن فقط.’  في بعض الأحيان، قد تكون الصداقة أكثر قوة من العاطفة، لكن ابنتها بعيدة كل البعد على أن تقدر على كسب ثقة هذه الفتاة. وماذا عن ابنها؟ لعل ابنها ذو مظهر  مقبول، لكن لن يكون يكفي لانتزاع قلب الفتاة التي قابلت سيدريك عينه.  نشلت نفسها عن أفكارها، ثم اعتذرت “اعذريني للحظة”  ونهضت من مقعدها، وغادرت غرفة المعيشة.  وبعد هُنيهة، عادت وهي تحمل بين يديها صندوق جواهر مخمليا، ووضعته على الطاولة، كان يحتضن في داخله عقدا مرصعا بالماس الزاهي. القت أرتيزيا نظرة على العقد، فأدركت على الفور أن الجوهرة الوسطى هي المنشودة.  ووضحت الماركيزة قائلة: “صُممت هذه القلادة بحيث يكون قلب أولغا محورها، من فضلك، خذيها برمتها.”. عندئذ ردت:  ” في هذه الحالة، سأدفع لك مقابل القلادة.” فقالت بصوت رقيق ولطيف ” يا آنسة أرتيزيا، من فضلك، لا تحولي الأمر إلى صفقة، لقد دفعت سلفا السعر المناسب. ويمكنني أن أخمن من أجل من تبحثين عن هذه الجوهرة” وصمتت هنية، وقد شخصت عيناها بعيدا وكأنها تتذكر الأيام الخوالي، ثم أضافت ثانية: “في الماضي، لم يعترف بي العالم أنني ابنة لودين، بل لم يعترف بأنني سيدة، وقد رأيت ذات مرة أنبل امرأة في العالم من بعيد.”. تفاعلت وبحذر مع القصة  “نعم.” حتى لا تنفلت عواطفها  و أضافت كاميليا عرضيا:  ” أما الآن، فعندي زوجٌ يحبني، وقد اعتبرني الارشدوقة رويغار أختها الكبرى، وهي تحترمني، وصار النبلاء الآخرون يعترفون بإنني أمرأة نبيلة.”

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط