نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

The villainess lives again 39

الحجر الثالث

الحجر الثالث

توقفت العربة عند مطعم في قلب المنطقة الحضرية في العاصمة، كان مطعماً انيقاً، زينت واجهته لافتة راقية، وقد كتب عليها:

فقالت بصراحة:

((صالون البارونة فيري للأغذية))

فأشارت إلى الكرسي وقالت:

لم يسبق أن سمع فريل بهذا الاسم مطلقاً، ما لم تكن بارونة فقيرة إلى حد دفعها إلى إعارة اسمها لهذه اللافتة مقابل حفنة من الاموال، فلا بد أن تكون بنت هوى نجحت، وبأعجوبة ما، بالزواج من نبيل. 

فقالت بمرارة:

لم يكن هذا المطعم مكاناً يقصده الارستقراطيين، بل يتردد إليه بعض من فئات المجتمع أمثال الطبقة الوسطى؛ الاثرياء منهم ولكنهم لا يستطيعون الاختلاط والنبلاء، وكذلك الفرسان الذين لا يملكون المال الكافي لتوظيف طاهي لهم، وأخيرا أولئك الذين يقبعون في أسفل سلم النبلاء وليس لديهم أي لقب أو ممتلكات متوارثة.

[لا أنوي لمس ممتلكات آل روزان ما دمت حيا، ولكن هل وضعها بيد الانسة أرتيزيا فِكرة سديدة؟ ما تزال صغيرة السن، لم تتجاوز الثامنة عشر…]

ما كان مكاناً قد يحتمل أن تزوره خليفة الماركيز روزان، ومع ذلك، نزلت أمام المبنى بلا أي تردد، في حين، لزم فريل مكانه مترددا.

“لو اعتقدت أن هذا المبلغ غير كاف، فيمكننا إلغاء العقد الآن، إذ لم نوقع على أي أوراق حتى هذه اللحظة “

إذ كانت ترتدي حجابا، وستظل هويتها في مأمن، ولكن ليس هنالك ما يضمن ألا يعرف أحد من رواد المطعم هويته، سألته برقة:

ترجمة نور الخضراء

“أتريد ارتداء قناع؟”

فازداد وجهه بياضا، ولم ينبس ببنت شفة، فواصلت القول:

“هل تمزحين؟”

فردت ببساطة:

ولكنها لم تكن تمزح بتاتاً، فقد كان هنالك قناع داخل العربة معد فعلاً، كان عبارة عن قطعة من القماش سوداء اللون بها فتحتين للعينين، تخيل نفسه وهو يرتديها ببساطة، منذ عمل فارساً مرافقا لها، فقد كان يتقلد سيفاً، جعله ذلك يشعر فجأة وكأنه شخصية ذكورية من مسرحية ما. 

فنقرت على الطاولة وسألته:

وأضافت:

قاطعته: “إذا، عليك البحث عن مستثمرين يؤمنون بهذه الامكانية! ” 

“لا أحسب أن أحداً سوف يتعرف عليك، ولكن لو كنت لا تزال تشعر بالقلق فعليك بإرتدائه” 

“لو اعتقدت أن هذا المبلغ غير كاف، فيمكننا إلغاء العقد الآن، إذ لم نوقع على أي أوراق حتى هذه اللحظة “

فتنهد وقال متذمرا:

 

“أنا لست الفونس! “

إذ كانت ترتدي حجابا، وستظل هويتها في مأمن، ولكن ليس هنالك ما يضمن ألا يعرف أحد من رواد المطعم هويته، سألته برقة:

فابتسمت وكأنها توقعت هذه الإجابة، فنزل من العربة وقد شعر ببؤس رجل لا هو مشهور ولا ذو شعبية.

فنقرت على الطاولة وسألته:

تجنب الاثنان الباب الأمامي المزدحم بالغاديين و العائدين، وقد دخلا من الباب الخلفي، يؤدي هذا الجانب مباشرة إلى غرف كبار الشخصيات.

[ لعلك على حق، أيضا ماركوس موجود… ]

“أهذا المتجر ملك لك؟”

[ لعلك على حق، أيضا ماركوس موجود… ]

“إذا كنت تعنى المبنى، فإجابة هي نعم. “

ودخل من وراءه رجلان شابان، واطبقا على يديه يقيدان حركته،قال أحدهما: “سيد ريكسن، لا تُحدث أي ضجة في هذا المكان”

فقلب عينيه بملل ثم سأل:

فجلس وابتلع كأس الماء البارد كله، وثم أسطرد:

“متى اشتريته؟”

“أعتقد أن لدينا متسع من الوقت، فلتسأل ما شئت، وسأجيبك”

فأجابت ببساطة:

فازداد وجهه بياضا، ولم ينبس ببنت شفة، فواصلت القول:

“عندما سقط مفتاح خزنة الماركيز روزان بين يدي.”

دهش الشبان عندما لاحظا وجودها، بيننا نظرت إلى الكهل نظرة خالية من الروح، فانحنى الموظفان باحترام وغادرا بهدوء.

عندئذ، بدأ يتساءل عن عدد المباني التي تملكها في العاصمة، وعلى حد علمه، فقد اعلن عن ثمانية قصور تملكها عائلة روزان في العاصمة وحدها، و بالإضافة إلى ذلك، كان هنالك أراضي والفيلات بالخارج أيضا، ولكنه لم يكن يعلم إذا اشترت العائلة بعض الأماكن في المنطقة الحضرية. 

فُتح الباب على مصراعيه، وأقتحم رجل في أواخر الخمسينات من عمره، وهو يصرخ:

ووضحت قائلة:

فقاطعته مرة أخرى: 

” لا ضير في امتلاك الكثير من المباني، قد تكون مساعدة سواء استعملت مأوًا في لحظات الشدة، أو للقيام بالأعمال السرية، غير أنك لن تخسر شيئاً من الاستثمار في العقارات داخل العاصمة مطلقاً” 

فأشاح عينيه مترددا، وقد دارت داخل عقله الكثير من الأسئلة، لكنه لم يكن واثقاً إلى أي حد يمكنه التمادي؟ 

وبالطبع، كان يعرف ذلك تمام المعرفة، رغم أنه لا يملك المال في الواقع ، فتنهد وسأل:

وواصل مناشدتها بوجه حزين: ” زوجتي من عامة الناس وإذ طلقتها فلن يبق لها أي في العالم الاجتماعي، وقد مضى على زواجي منها خمسة وثلاثون عامًا… “

” هل تمانعين من إسداء هذه النصيحة إلى سيدي رجاءاً؟ لقد كان قلقاً عليك، ولكن أظن أن من حريّ بك القلق عليه”

أصابت كلماتها عين الصواب، فلم يجرؤ على الإنكار، بل تركها تكمل حديثها:

          تملك عائلة روزان ثروة هائلة لا حصر لها. وفي معظم المواريث، تُوزع التركة على جميع الأبناء، بينما أن أرتيزيا هي الوريثة الوحيدة لعائلة روزان علي خلاف العوائل التي تتشارك كثيرا من روابط الدم، 

فقالت بصراحة:

    هنالك بعض العوائل لا تزال تنقل معظم الميراث إلى وريث واحد، ولكن نادرا ما يرث شخص ما ثروة هائلة. 

” هل تمانعين من إسداء هذه النصيحة إلى سيدي رجاءاً؟ لقد كان قلقاً عليك، ولكن أظن أن من حريّ بك القلق عليه”

إذ أن أكبر مناجم في الإمبراطورية، ما بين ثلاثة من مناجم الذهب وستة من مناجم الفضة تملكها عائلة روزان، وكذلك هنالك منجم الماس، بالإضافة إلى العشرات من مناجم الحديد والنحاس التي قُسمت بين اخوة واخوات مايكل سلفا قد عادت كلها إلى العائلة. 

عندئذ، بدأ يتساءل عن عدد المباني التي تملكها في العاصمة، وعلى حد علمه، فقد اعلن عن ثمانية قصور تملكها عائلة روزان في العاصمة وحدها، و بالإضافة إلى ذلك، كان هنالك أراضي والفيلات بالخارج أيضا، ولكنه لم يكن يعلم إذا اشترت العائلة بعض الأماكن في المنطقة الحضرية. 

وزيادة على ذلك، منجم الياقوت، تلك الهدية التي قدمها الامبراطور مقابل استعارة ميرايلا لقب الماركيزة، لا يزال يدر دخلاً وافراً حتى اللحظة.

فتنهد وقال متذمرا:

وكان لمدري الأصول الذين عيّنهم الامبراطور نيابة عن عشيقته دور كبير انفجار ارباح أعمال صهر الحديد والنحاس وزيادة ثروة العائلة، وقد انتهزت تلك الفرصة في تقوية تأثير السلطة الإمبراطورية على اقتصاد البلاد..

فقالت بمرارة:

بالطبع، لن تستطيع ارتيزيا أن يرث كل شيء دفعه واحدة، لقد قرر الإمبراطور ضم اعمال الصهر لعائلته ودفع لها مبلغًا سخيا مناسباً، ولم يكن ذلك المبلغ شيئا مقارنة مع وضع الاقتصاد الإمبراطور في الحسبان. ولكن مع ذلك، فقد أصبحت أغني النبلاء في الإمبراطورية بأسرها. 

“إن المزرعة خصبة للغاية وتستحق الاستثمار فيها لا ريب؛ لقد حصدنا ما يقرب من عشرة الاف رطل من القمح لكل هكتار في هذا العام، و المرعي يعد انسب مكان لتربية الماشية”.

وقد أثار ذلك قلق سيدريك، فقال:

فُتح الباب على مصراعيه، وأقتحم رجل في أواخر الخمسينات من عمره، وهو يصرخ:

[لا أنوي لمس ممتلكات آل روزان ما دمت حيا، ولكن هل وضعها بيد الانسة أرتيزيا فِكرة سديدة؟ ما تزال صغيرة السن، لم تتجاوز الثامنة عشر…]

“متى اشتريته؟”

فرد فريل متهكماً: [على الأرجح قد تطلب منك أن تهتم على نحو أفضل بأصولك أولاً ]

فتنهد وقال متذمرا:

فأعترف وقد علت وجهه ابتسامة مصطنعة:

ثم اضافت بروية “كان حصاد هذا العام جيداً، وربما يكون حصاد العام المقبل وفيرا أيضا، لكن هل هنالك ما يضمن أن يكون هنالك حصاد العام الذي يليه؟”

[ لعلك على حق، أيضا ماركوس موجود… ]

وقد أثار ذلك قلق سيدريك، فقال:

ترجمة نور الخضراء

فجلس وابتلع كأس الماء البارد كله، وثم أسطرد:

  دون أعمال الصهر التي سوف يعيدها الامبراطور في الوقت المناسب، فأن مصدر ثروة عائلة مركيز روزان ينبع في الغالب من المناجم والأراضي والغابات، أما تلك الأعمال التجارية القائمة على الأراضي لم تزدهر بسهوله، لكن تميل إلى الحفاظ على استقرارها لعشرات السنين. 

وأضافت:

لقد أشار, في ذلك الوقت، أن الخادم العجوز قد يكون قادراً على الاعتناء بالثروة حتى مجيء اليوم الذي تعرف فيه ارتيزيا ما يكفي لتولي زمام الأمور بنفسها، والان، قد أدرك متأخراً، أن سدريك نفسه هو موطن القلق لا سواه! 

” يا سيدتي، إن أقل فترة قد تأتي فيها هجمات الوحوش هي ثلاث سنوات، وأرضي فيها الكثير من الامكانيات…”

عند دخولهما إلى غرفة كبار الشخصيات، وجد أن هناك بعض المرطبات مجهزة على الطاولة، فخمن من عدد الأكواب على الطاولة، أن هنالك ثلاثة ضيوف في هذا الاجتماع.

فقلب عينيه بملل ثم سأل:

 جلست الشقراء على كرسي بارتياح، ثم عرضت عليه:

لم يكن هذا المطعم مكاناً يقصده الارستقراطيين، بل يتردد إليه بعض من فئات المجتمع أمثال الطبقة الوسطى؛ الاثرياء منهم ولكنهم لا يستطيعون الاختلاط والنبلاء، وكذلك الفرسان الذين لا يملكون المال الكافي لتوظيف طاهي لهم، وأخيرا أولئك الذين يقبعون في أسفل سلم النبلاء وليس لديهم أي لقب أو ممتلكات متوارثة.

“أعتقد أن لدينا متسع من الوقت، فلتسأل ما شئت، وسأجيبك”

فرد فريل متهكماً: [على الأرجح قد تطلب منك أن تهتم على نحو أفضل بأصولك أولاً ]

فأشاح عينيه مترددا، وقد دارت داخل عقله الكثير من الأسئلة، لكنه لم يكن واثقاً إلى أي حد يمكنه التمادي؟ 

وكان لمدري الأصول الذين عيّنهم الامبراطور نيابة عن عشيقته دور كبير انفجار ارباح أعمال صهر الحديد والنحاس وزيادة ثروة العائلة، وقد انتهزت تلك الفرصة في تقوية تأثير السلطة الإمبراطورية على اقتصاد البلاد..

    لقد كانت خطيبة سيده، بيد أنها في الواقع أكبر من ذلك، ففي الحديث مع أمثالها من الناس، الأسئلة بحد ذاتها قد تكون بمثابة تقديم معلومات، إذن، فكيف يتأكد من أنها ليست العدوة؟ وفي الاخير سأل، كان افضل ما جاء به عقله تلك اللحظة:

“أتريد ارتداء قناع؟”

“أتقومين بالكثير من الأعمال السرية؟”

          تملك عائلة روزان ثروة هائلة لا حصر لها. وفي معظم المواريث، تُوزع التركة على جميع الأبناء، بينما أن أرتيزيا هي الوريثة الوحيدة لعائلة روزان علي خلاف العوائل التي تتشارك كثيرا من روابط الدم، 

“كلي ثقة أن شعب ايفرون لا يألفون هذا النوع من التحركات السرية، إلا أنني سأفعل ذلك كثيرا من الآن فصاعدا”

“هذا المبلغ يتضمن قيمة لقبك أيضاً، حسبت أنك تعرف ذلك سلفاً”

” هل لأنك تعتزمين الولوج إلى المجتمع الراقي على قدم وساق؟”. 

          لا تبارح أسعار الأراضي الغربية مكانها مهما ارتفعت أسعار نظيرتها من الأراضي الشرقية الامنة وسجلت ارقاماً قياسية، فقد عزف المستثمرون عنها، إذ أن خطر هجمات الوحوش المحدق دائماً وغير متوقعة ابداً، ومن المفارقات المثيرة للسخرية، أن ذلك أدى إلى استمرارية الزراعة المستقلة في الغرب! 

فردت ببساطة:

 

“لا، لا يهمني النشاط الاجتماعي بالمقام الأول، ولكن إذا كنت تتساءل عم إذا سيكون هناك المزيد من الأسرار، فالإجابة هي نعم، لطالما كانت دوقية إفرون ملتزمة بالقانون، ولكن يجب أن يتولى أحد تلك الأعمال التي لا يصح الإفصاح عنها”

” ها أنا ذي اخيرا تمكنت من لقاءك، سيدتي، وأعذريني على وقاحتي، لقد أردت مناقشتك شخصيا لكن وكيلك لم يستمع لي، ولم أملك خيارا إلا أن انتهك قواعد السلوك من احباطي” 

فغمغم عابسا قليلا:” الصدق هو الحق، وصاحب السمو رجل صالح وصادق”

فقال وفي صوته نبرة تفاجئ:

فابتسمت من وراء الحجاب، وقالت:

“لو اعتقدت أن هذا المبلغ غير كاف، فيمكننا إلغاء العقد الآن، إذ لم نوقع على أي أوراق حتى هذه اللحظة “

” اعلم ذلك جيدا، حتى هذه اللحظة لم تكن إفرون قادرةً على إخفاء أي شيء، وليس من المستغرب أن تكون توجد فصائل متصارعة داخل قوة عظيمة مثل إفرون، ولكن قمع الامبراطور المتواصل لها حال دون ذلك* “

فابتسمت وكأنها توقعت هذه الإجابة، فنزل من العربة وقد شعر ببؤس رجل لا هو مشهور ولا ذو شعبية.

أصابت كلماتها عين الصواب، فلم يجرؤ على الإنكار، بل تركها تكمل حديثها:

فشحب وجهه، وحاول اقناعها:

” وقد نجم عن ذلك الحال الحالي، كلمة صاحب السمو موثوقة، وعائلة إفرون عائلة شريفة، لكنه ليس أكثر من بيدق يُرسل باستمرار إلى المعارك في الواقع”

“لا، لا يهمني النشاط الاجتماعي بالمقام الأول، ولكن إذا كنت تتساءل عم إذا سيكون هناك المزيد من الأسرار، فالإجابة هي نعم، لطالما كانت دوقية إفرون ملتزمة بالقانون، ولكن يجب أن يتولى أحد تلك الأعمال التي لا يصح الإفصاح عنها”

فقال وفي صوته نبرة تفاجئ:

” هل تمانعين من إسداء هذه النصيحة إلى سيدي رجاءاً؟ لقد كان قلقاً عليك، ولكن أظن أن من حريّ بك القلق عليه”

” لم أظن أنك قد فكرت نحو ذلك. .. “

فتنهد وقال متذمرا:

فقالت بمرارة:

أنزلت ارتيزيا يدها من على الطاولة، وأقامت ظهرها، وتغير الجو حولها، فتمالك نفسه والتزم الصمت، وقد علم أن الغرض الحقيقي من زيارتهم هذا المكان على وشك التجلي. 

“إن الحقيقة مؤلمة دائماً، يا سيد فريل، أتحسب أن جلالة الإمبراطور قد أرسل سماحته إلى الجبهة الغربية حتى يظهر بسالته في المعارك أو يحصد مزايا عسكرية؟ أو تظن ذلك حقا؟”

فنظرت إليه من وراء الحجاب نظرة باردة، شعر بها، فسرت القشعريرة على طول عاموده الفقري

فعبس وقد ضاق صدره، أراد أن يسألها ويستفسر عن الكثير ولكن المحادثة قد أتقطعت في تلك اللحظة، فقد حضر الضيف الأول، إذ كانت هنالك ضجة تنبعث من خلف الباب الخشبي السميك.

“أتريد ارتداء قناع؟”

أنزلت ارتيزيا يدها من على الطاولة، وأقامت ظهرها، وتغير الجو حولها، فتمالك نفسه والتزم الصمت، وقد علم أن الغرض الحقيقي من زيارتهم هذا المكان على وشك التجلي. 

فُتح الباب على مصراعيه، وأقتحم رجل في أواخر الخمسينات من عمره، وهو يصرخ:

فُتح الباب على مصراعيه، وأقتحم رجل في أواخر الخمسينات من عمره، وهو يصرخ:

” ها أنا ذي اخيرا تمكنت من لقاءك، سيدتي، وأعذريني على وقاحتي، لقد أردت مناقشتك شخصيا لكن وكيلك لم يستمع لي، ولم أملك خيارا إلا أن انتهك قواعد السلوك من احباطي” 

“لا ملك أي نية سوداء، أريد أن اقابل السيدة أولا وحسب!” 

” أو نسيت حجم المبلغ المدون في العقد؟ إن غباءك لمضحك، كررت نفس الاستثمار الفاشل في كل مرة مما جعلك غارقا في ديون لا حصر لها”

ودخل من وراءه رجلان شابان، واطبقا على يديه يقيدان حركته،قال أحدهما: “سيد ريكسن، لا تُحدث أي ضجة في هذا المكان”

“لا تنزعج، يا سيد ريكسين، اجلس أولا واشرب بعض الماء حتى تهدأ. “

دهش الشبان عندما لاحظا وجودها، بيننا نظرت إلى الكهل نظرة خالية من الروح، فانحنى الموظفان باحترام وغادرا بهدوء.

” هل تمانعين من إسداء هذه النصيحة إلى سيدي رجاءاً؟ لقد كان قلقاً عليك، ولكن أظن أن من حريّ بك القلق عليه”

وكان ذلك قطعا مقطعاً من المسرحية، إذ لم يكن موظفوها غير قادرين على منع الرجل بلغ منتصف العمر من الوصول إليها.

          تملك عائلة روزان ثروة هائلة لا حصر لها. وفي معظم المواريث، تُوزع التركة على جميع الأبناء، بينما أن أرتيزيا هي الوريثة الوحيدة لعائلة روزان علي خلاف العوائل التي تتشارك كثيرا من روابط الدم، 

استقام ريكسين وعدل ياقة قميصه، ونطق:

” وقد نجم عن ذلك الحال الحالي، كلمة صاحب السمو موثوقة، وعائلة إفرون عائلة شريفة، لكنه ليس أكثر من بيدق يُرسل باستمرار إلى المعارك في الواقع”

” ها أنا ذي اخيرا تمكنت من لقاءك، سيدتي، وأعذريني على وقاحتي، لقد أردت مناقشتك شخصيا لكن وكيلك لم يستمع لي، ولم أملك خيارا إلا أن انتهك قواعد السلوك من احباطي” 

“أهذا المتجر ملك لك؟”

فأشارت إلى الكرسي وقالت:

“هل تمزحين؟”

“لا تنزعج، يا سيد ريكسين، اجلس أولا واشرب بعض الماء حتى تهدأ. “

[ لعلك على حق، أيضا ماركوس موجود… ]

فجلس وابتلع كأس الماء البارد كله، وثم أسطرد:

“لا، لا يهمني النشاط الاجتماعي بالمقام الأول، ولكن إذا كنت تتساءل عم إذا سيكون هناك المزيد من الأسرار، فالإجابة هي نعم، لطالما كانت دوقية إفرون ملتزمة بالقانون، ولكن يجب أن يتولى أحد تلك الأعمال التي لا يصح الإفصاح عنها”

“لعلك وكلت كل العمل إلى شخص تثقين به، دون شك، ولكنني أظنه لا يفقه حتى الغرض الاساسي، يا سيدتي”

“متى اشتريته؟”

فأجابت باستخفاف:

تجنب الاثنان الباب الأمامي المزدحم بالغاديين و العائدين، وقد دخلا من الباب الخلفي، يؤدي هذا الجانب مباشرة إلى غرف كبار الشخصيات.

” أحقا؟ لا أظنه لم ينقل عرضي بحذافيره”

“كلي ثقة أن شعب ايفرون لا يألفون هذا النوع من التحركات السرية، إلا أنني سأفعل ذلك كثيرا من الآن فصاعدا”

لقد حاول الحفاظ على هدوئه قدر الإمكان ، لكنه لم يستطع، وأنتهى به التكلم بصوت شرس:

“متى اشتريته؟”

“أتريدينني أن أطلق زوجتي حتى تشتري الأرض الزراعية؟”

قاطعته: “إذا، عليك البحث عن مستثمرين يؤمنون بهذه الامكانية! ” 

فنظرت إليه من وراء الحجاب نظرة باردة، شعر بها، فسرت القشعريرة على طول عاموده الفقري

“لا ملك أي نية سوداء، أريد أن اقابل السيدة أولا وحسب!” 

ثم علقت ساخرة:

“لم أشك قط في خصوبة الأرض. “

” أو نسيت حجم المبلغ المدون في العقد؟ إن غباءك لمضحك، كررت نفس الاستثمار الفاشل في كل مرة مما جعلك غارقا في ديون لا حصر لها”

وكان ذلك قطعا مقطعاً من المسرحية، إذ لم يكن موظفوها غير قادرين على منع الرجل بلغ منتصف العمر من الوصول إليها.

فرد متلعثما:

فأشارت إلى الكرسي وقالت:

” ألم أعطك المزرعة والغابة وكذلك مخزن الحبوب؟”

فتنهد وقال متذمرا:

فنقرت على الطاولة وسألته:

“أعتقد أن لدينا متسع من الوقت، فلتسأل ما شئت، وسأجيبك”

” أَتظن أن الأرض الغربية تكلف ذلك المبلغ كله؟ “

عندئذ، بدأ يتساءل عن عدد المباني التي تملكها في العاصمة، وعلى حد علمه، فقد اعلن عن ثمانية قصور تملكها عائلة روزان في العاصمة وحدها، و بالإضافة إلى ذلك، كان هنالك أراضي والفيلات بالخارج أيضا، ولكنه لم يكن يعلم إذا اشترت العائلة بعض الأماكن في المنطقة الحضرية. 

فشحب وجهه، وحاول اقناعها:

” أو نسيت حجم المبلغ المدون في العقد؟ إن غباءك لمضحك، كررت نفس الاستثمار الفاشل في كل مرة مما جعلك غارقا في ديون لا حصر لها”

“إن المزرعة خصبة للغاية وتستحق الاستثمار فيها لا ريب؛ لقد حصدنا ما يقرب من عشرة الاف رطل من القمح لكل هكتار في هذا العام، و المرعي يعد انسب مكان لتربية الماشية”.

” يا سيدتي، إن أقل فترة قد تأتي فيها هجمات الوحوش هي ثلاث سنوات، وأرضي فيها الكثير من الامكانيات…”

فقالت بهدوء:

    هنالك بعض العوائل لا تزال تنقل معظم الميراث إلى وريث واحد، ولكن نادرا ما يرث شخص ما ثروة هائلة. 

“لم أشك قط في خصوبة الأرض. “

“أهذا المتجر ملك لك؟”

ثم اضافت بروية “كان حصاد هذا العام جيداً، وربما يكون حصاد العام المقبل وفيرا أيضا، لكن هل هنالك ما يضمن أن يكون هنالك حصاد العام الذي يليه؟”

ولكنها لم تكن تمزح بتاتاً، فقد كان هنالك قناع داخل العربة معد فعلاً، كان عبارة عن قطعة من القماش سوداء اللون بها فتحتين للعينين، تخيل نفسه وهو يرتديها ببساطة، منذ عمل فارساً مرافقا لها، فقد كان يتقلد سيفاً، جعله ذلك يشعر فجأة وكأنه شخصية ذكورية من مسرحية ما. 

فازداد وجهه بياضا، ولم ينبس ببنت شفة، فواصلت القول:

وواصل مناشدتها بوجه حزين: ” زوجتي من عامة الناس وإذ طلقتها فلن يبق لها أي في العالم الاجتماعي، وقد مضى على زواجي منها خمسة وثلاثون عامًا… “

” هل تحسب أن أي شخص سيدفع هذا المبلغ لشراء أرض قد تجتاحها هجمات الوحوش في أي لحظة، يا سيد ريكسن؟ إن شراء القمح والصوف أكثر أمانًا بدلاً من ذلك، علاوة أنني لا أريد الاستقرار في الغرب بعد كل شيء”

فأشاح عينيه مترددا، وقد دارت داخل عقله الكثير من الأسئلة، لكنه لم يكن واثقاً إلى أي حد يمكنه التمادي؟ 

          لا تبارح أسعار الأراضي الغربية مكانها مهما ارتفعت أسعار نظيرتها من الأراضي الشرقية الامنة وسجلت ارقاماً قياسية، فقد عزف المستثمرون عنها، إذ أن خطر هجمات الوحوش المحدق دائماً وغير متوقعة ابداً، ومن المفارقات المثيرة للسخرية، أن ذلك أدى إلى استمرارية الزراعة المستقلة في الغرب! 

توقفت العربة عند مطعم في قلب المنطقة الحضرية في العاصمة، كان مطعماً انيقاً، زينت واجهته لافتة راقية، وقد كتب عليها:

فقالت بصراحة:

 جلست الشقراء على كرسي بارتياح، ثم عرضت عليه:

“هذا المبلغ يتضمن قيمة لقبك أيضاً، حسبت أنك تعرف ذلك سلفاً”

أصابت كلماتها عين الصواب، فلم يجرؤ على الإنكار، بل تركها تكمل حديثها:

فرمقته بنظرة حاذقة وأضافت:

” يا سيدتي، إن أقل فترة قد تأتي فيها هجمات الوحوش هي ثلاث سنوات، وأرضي فيها الكثير من الامكانيات…”

“لو اعتقدت أن هذا المبلغ غير كاف، فيمكننا إلغاء العقد الآن، إذ لم نوقع على أي أوراق حتى هذه اللحظة “

ولكنها لم تكن تمزح بتاتاً، فقد كان هنالك قناع داخل العربة معد فعلاً، كان عبارة عن قطعة من القماش سوداء اللون بها فتحتين للعينين، تخيل نفسه وهو يرتديها ببساطة، منذ عمل فارساً مرافقا لها، فقد كان يتقلد سيفاً، جعله ذلك يشعر فجأة وكأنه شخصية ذكورية من مسرحية ما. 

” يا سيدتي، إن أقل فترة قد تأتي فيها هجمات الوحوش هي ثلاث سنوات، وأرضي فيها الكثير من الامكانيات…”

[لا أنوي لمس ممتلكات آل روزان ما دمت حيا، ولكن هل وضعها بيد الانسة أرتيزيا فِكرة سديدة؟ ما تزال صغيرة السن، لم تتجاوز الثامنة عشر…]

قاطعته: “إذا، عليك البحث عن مستثمرين يؤمنون بهذه الامكانية! ” 

    هنالك بعض العوائل لا تزال تنقل معظم الميراث إلى وريث واحد، ولكن نادرا ما يرث شخص ما ثروة هائلة. 

” ألست نبيلة أيضا؟ لكنت أعتقد أنك قد تفهمين وضعي الراهن ولو قليلاً.”

“لا تنزعج، يا سيد ريكسين، اجلس أولا واشرب بعض الماء حتى تهدأ. “

وواصل مناشدتها بوجه حزين: ” زوجتي من عامة الناس وإذ طلقتها فلن يبق لها أي في العالم الاجتماعي، وقد مضى على زواجي منها خمسة وثلاثون عامًا… “

ما كان مكاناً قد يحتمل أن تزوره خليفة الماركيز روزان، ومع ذلك، نزلت أمام المبنى بلا أي تردد، في حين، لزم فريل مكانه مترددا.

فقاطعته مرة أخرى: 

فأجابت باستخفاف:

” أنني كريمة معك كرماً يضاهي فاعلي الخير، اسمع يا ريكسن، إن كلّ ما أطلبه ورقة زواج تمنحني لقب السيدة ليكسن، وعليك تسليم كل أملاكك والانتقال إلى الشرق بكل هدوء لدفن هذه الصفقة بعيدا عن العيون.”

فقالت بمرارة:

 

” وقد نجم عن ذلك الحال الحالي، كلمة صاحب السمو موثوقة، وعائلة إفرون عائلة شريفة، لكنه ليس أكثر من بيدق يُرسل باستمرار إلى المعارك في الواقع”

 

” ها أنا ذي اخيرا تمكنت من لقاءك، سيدتي، وأعذريني على وقاحتي، لقد أردت مناقشتك شخصيا لكن وكيلك لم يستمع لي، ولم أملك خيارا إلا أن انتهك قواعد السلوك من احباطي” 

ثالث فصل من الدفعة ?☝️

“إذا كنت تعنى المبنى، فإجابة هي نعم. “

 

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط