نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

The villainess lives again 42

42

42

الفصل السادس:

” هل تواجدي حواليك أمر مزعج؟ “

         مقابلة الإمبراطورة

فقال وهو في حيرة من أمره: “هل بدوت كأنني كنت استجوبك؟” 

        

” الطريق وعرة، من الغريب قول ذلك في حديقة منزلي”

          وليست الحديقة مختلفة عن سائر أرجاء قصر إفرون، نالت نصيبها من الإهمال، كان أمرا لا مفر منه؛ بما أن المالك لم يكن يكترث بعد كل شيء. إنها مساحةٌ لا تربطها والجمال أية صلة، على مرمى البصر تشابكت الاشجار الكثيفة ذات الأغصان الطويلة، ونمت الحشائش حد الركب، وتراكمت فوقها الأوراق المتساقطة و الاغصان اليابسة، وأطلق الخيول وكلاب الصيد يمرحون هنا وهناك أحراراً، حتى أن الخدم، الذين لا يملكون الكثير من الأشغال، يمضون الوقت بين الحشائش مختبئين. 

“تيا، إنني أشعر كأنني عاطل والجميع يكدون في العمل. تبدين مشغولة ولديك الكثير من المسؤوليات على عاتقكِ “

     وليس سيدريك بشخص تهمه المظاهر في العادة، ولم تكن الحديقة إستثناء، وإن كانت مكاناً يجذب أنظار الكثيرين، حتى البوابة الأمامية لم تنل الكثير من الرعاية غير قص العشب وتشذيب الأغصان بين فترة وأخرى ولا أكثر من ذلك. 

“لا بد لي من شق طريق جديد” 

      أما الفناء الخلفي، فقد نمى العشب فيه نمواً جامحاً للغاية، وفي الآونة الأخيرة، اجتُز لأنشاء ممر فيه إجتزازاً، ومع ذلك، لم يكف حتى تتجول امرأة ترتدي ثياباً راقية بكل أريحية. 

 

     لم يعر الحديقة أي اهتمام، بل لم يخطر على باله حتى أهمية العناية بها من الاساس، وكان يخال أنه طالما حافظ على الأمن والدفاع مستتبا، فلن يهم حتى لو ترك الخيول والكلاب يسرحون، ومع ذلك، في أثناء النزهة على الأقدام مع ارتيزيا، لم يضايقه شيء أو إثنان، فقال والاحراج باد على وجهه:

 

“لا بد لي من شق طريق جديد” 

      مع ذلك، توجد حدود للقوة العقلية والجسدية التي تملكها، وبما أنها ليست في أفضل حالاتها، وجسدها ضعيف وغير حيوي، فقد كان عليها الانتباه أكثر في تنسيق أداء المهام. و لأنها في أمس الحاجة إلى الراحة من أجل الحفاظ على سلامة عقلها ونباهة افكارها، فقد دفعت المخاوف المعتادة التي تهم العرائس على الرف حتى إشعار آخر. 

فردت دون تفكير: ” لا بأس، أشعر كأنني أتجول في غابة لا حديقة”

        

فغطى نصف وجهه براحة يده، ونطق:

“هذا زواجنا” 

” عليّ إستدعاء البستانيين في القريب العاجل”

     وليس سيدريك بشخص تهمه المظاهر في العادة، ولم تكن الحديقة إستثناء، وإن كانت مكاناً يجذب أنظار الكثيرين، حتى البوابة الأمامية لم تنل الكثير من الرعاية غير قص العشب وتشذيب الأغصان بين فترة وأخرى ولا أكثر من ذلك. 

“بالحديث عن ذلك، لقد سمعت أن أنسجار سوف يوظف عمالاً جدداً، على ما يبدو ليس هناك سوى اثنين من البساتنة حتى الآن، وهذا المكان فسيح للغاية، ولا بد من الصعب عليهما إدارته كله”

      لقد أراد أن تتذكر حفل الزفاف باعتزاز، لأنها منذ كانت طفلة صغيرة لم تعر الاهتمام لرغباتها الخاصة، لم تكن نفسها محور حياتها قط، على ذلك، كان يتمنى بشدة أن تشعر بهذه المناسبة وتعتز بذكراها، لقد أراد أن يرى ابتسامة سعيدة على محياها ولو للحظة. 

” هل سوف يوظف أشخاصاً من مكان بعيد؟”

اخذت نفسا ثم تابعت قائلة: “إذا سمعت عن شيء قد قمت به فعلاً، فهل يمكنك أن تسألني عن السبب من فضلك؟ .” 

 “أجل ، إنهم أناس من الدوقية الكبرى”

وغطى نصف وجهه بيده الحرة، وطفق يفكر في كيفية مشاركتها نواياه برمتها دونما أن يسبب لها الازعاج أو القلق، ومن ثمة تحدث:

وتنهد تنهيدة صغيرة، وأضافت تعلل: 

تبعها وسأل بجدية: ” ولكنك لا تتبعين نصائح طبيبك، صحيح؟ لقد وبخني انسجار بسببك هذا الصباح”

” من الأفضل أن نترك الحديقة بين أيادي نأمنها، حتى لو أخذ هذا التوظيف كثيرا من الوقت، لأن هيكلها جانب مهم من جوانب الأمن”.

فتنهد تنهيدة صغيرة، وقد شعر بأن قلبه يعتصر من الاحباط، لم يكن نفسه واثقاً عن السبب في البداية. 

” أعرف ذلك تماماً، ولكن ألا يجب أن أجلب أحدهم يمهد الطريق مؤقتاً، أولاً؟”

  فمد يده نحوها دون وعي منه، خال أن رموشها المتدلية مبتلة بالدموع، فنادته بوجه متعجب:

” إن هذا لمضيعة. “

      مع ذلك، توجد حدود للقوة العقلية والجسدية التي تملكها، وبما أنها ليست في أفضل حالاتها، وجسدها ضعيف وغير حيوي، فقد كان عليها الانتباه أكثر في تنسيق أداء المهام. و لأنها في أمس الحاجة إلى الراحة من أجل الحفاظ على سلامة عقلها ونباهة افكارها، فقد دفعت المخاوف المعتادة التي تهم العرائس على الرف حتى إشعار آخر. 

وقال بامتعاض:” إننا لا نعلم متى سوف تجهز الحديقة كما يجب، أليس من غير المريح التجول في هذا الوضع، صحيح؟ “

” لقد تحققت اهدافنا الأساسية، لقد حصلت على حفل الانتصار للجيش الغربي، وقد تحررتِ من براثن ميرايلا، تيا، خذي الأمور بروية حتى حفل الزفاف على الأقل.”

وأشار إلى حاشية فستانها المصبوغ بالعشب، لعل بإستطاعتها إلحاق بعض القماش حتى لا يصبغ الفستان، غير أنه سوف يزيد من صعوبة المشي بحذائها الذي تنتعله بالأحرى. 

” لقد حُلت المشكلة العسكرية فعلياً منذ تقدمت لخطبتك، تيا، ألا تذكرين أنني ما قبلت بالعقد إلا لمصلحة الجيش الغربي بادئ الأمر؟” 

وقالت وهي ترفع حاشية فستانها: ” لا بأس، فأنا لا أتجول سوى بعض الأحيان، في الواقع أليست مناسبة لتغير الجو تماما، صح؟ “

          وليست الحديقة مختلفة عن سائر أرجاء قصر إفرون، نالت نصيبها من الإهمال، كان أمرا لا مفر منه؛ بما أن المالك لم يكن يكترث بعد كل شيء. إنها مساحةٌ لا تربطها والجمال أية صلة، على مرمى البصر تشابكت الاشجار الكثيفة ذات الأغصان الطويلة، ونمت الحشائش حد الركب، وتراكمت فوقها الأوراق المتساقطة و الاغصان اليابسة، وأطلق الخيول وكلاب الصيد يمرحون هنا وهناك أحراراً، حتى أن الخدم، الذين لا يملكون الكثير من الأشغال، يمضون الوقت بين الحشائش مختبئين. 

وقفزت فوق كتلة من العشب، فقال بشيء من الصرامة:

ثم عرض يده أمامها، فنظرت إليه بتردد، فأردف معللا:

“ما حزرتِ، يا تيا، عليك المشي كثيراً. ” 

ثم عرض يده أمامها، فنظرت إليه بتردد، فأردف معللا:

فتوقفت و أمالت رأسها نحوه بتساؤل، فقال:

     وليس سيدريك بشخص تهمه المظاهر في العادة، ولم تكن الحديقة إستثناء، وإن كانت مكاناً يجذب أنظار الكثيرين، حتى البوابة الأمامية لم تنل الكثير من الرعاية غير قص العشب وتشذيب الأغصان بين فترة وأخرى ولا أكثر من ذلك. 

“ألم يوصيك الطبيب أن تمشي كل يوم؟” 

        الزواج وولادة الوريث والجنازات أهم ثلاثة أحداث داخل الأسر النبيلة، ومن بينها يستلزم الزواج الذي تتشكل فيه الروابط بين العوائل النبيلة الكثير من الترتيبات، وفي العادة يقوم بها الآباء وأولياء الأمور، ولكنها لم تملك ولي أمر حتى يتولونها، فكان عليها أن تعتني بترتيبات خلافة عادلة روزان وكذلك بقية الممتلكات، في أثناء التحضير لحفل الزفاف، من تجهيز فستان العرس وفستان حفل الاستقبال، كتابة الدعوات، تحضير واختيار الهدايا، ناهيك عن الحفل نفسه، وهلم جرا… 

ومضت في طريقها قائلة: ” نعم، أتذكر”

“هذا زواجنا” 

تبعها وسأل بجدية: ” ولكنك لا تتبعين نصائح طبيبك، صحيح؟ لقد وبخني انسجار بسببك هذا الصباح”

“قليلاً”

” نحن نتناول الإفطار كل يوم، وهذا وحده يكفيني، ألم نتناقش عن أن الأوان قد حان للتوقف حتى عن ذلك؟ “

هذا صحيح.. 

” هل تواجدي حواليك أمر مزعج؟ “

تبعها وسأل بجدية: ” ولكنك لا تتبعين نصائح طبيبك، صحيح؟ لقد وبخني انسجار بسببك هذا الصباح”

” لا… على الطلاق”

” إن هذا لمضيعة. “

ونظرت اليه، والدهشة تعلو محياها، لم تحسبه مزعجاً في الحقيقة، بل كل ما في الأمر أنها تظن أنّ لا لزوم لأن يبلغ هذا الحد من أجلها. 

هذا صحيح.. 

وبعد برهة، أضاف مصرحا:

https://twitter.com/Laprava1?s=09

” لا أعتقد أن الحديث عن الأمور الضرورية فقط يكفي “

” نعم، أتذكر”

   لا ريب، عنده وجهة نظر، لقد عرفته حق المعرفة، في حين لم يعرف عنها الكثير، حتى ولو كان زواجهما حبر على ورق، يظل زواجاً في النهاية، حتى لو تطلقا في وقت لاحق، ما كانا سوف ينفصلان كالغرباء تماما، فلا بد من التفاهم والثقة في أي علاقة، حتى بين السادة والخدم على حد سواء، ناهيك بالمتزوجين أنفسهم. كانت تدرك هذا جيداً، ولذلك أومأت وهمست:

خفضت عينيها وقالت: ” أنا أعتذر لأنني لا أستطيع أن أخبرك بكل شيء بأمانة تامة” 

” آسفة” 

فتوقفت و أمالت رأسها نحوه بتساؤل، فقال:

“لم قد تأسفين.. ؟”

فقال منتفضاً، وقد اخفض يده فوراً:

خفضت عينيها وقالت: ” أنا أعتذر لأنني لا أستطيع أن أخبرك بكل شيء بأمانة تامة” 

مترجمة نور البولادي:

فقال وهو في حيرة من أمره: “هل بدوت كأنني كنت استجوبك؟” 

“حتى لو بدا الأمر كأنني أخفي عنك شيئًا، أو ارتكبت جريمة شنيعة من ورائك، إعلم، ليس بدافع سوء النية تجاهك …”.  

فقالت : “لا، ليس هذا ..” وأطبقت على فمها مترددة.

     لم يعر الحديقة أي اهتمام، بل لم يخطر على باله حتى أهمية العناية بها من الاساس، وكان يخال أنه طالما حافظ على الأمن والدفاع مستتبا، فلن يهم حتى لو ترك الخيول والكلاب يسرحون، ومع ذلك، في أثناء النزهة على الأقدام مع ارتيزيا، لم يضايقه شيء أو إثنان، فقال والاحراج باد على وجهه:

     لقد تخلت عن السعي خلف فهم الآخرون منذ وقت بعيد، وفي الحقيقة، تفضل الأشخاص أمثال فريل، أولئك الذين قد يفكرون مثلها، ولا تمانع من أولئك الذين يحاولون جعلها تفهم أنهم مفيدون لها، إلى حد ما. بالمقابل، عندما يتعلق الأمر بمطالبة الآخرين أن يفهموا حقيقتها، نفسها، فلا يسعها غير التردد. 

وغطى نصف وجهه بيده الحرة، وطفق يفكر في كيفية مشاركتها نواياه برمتها دونما أن يسبب لها الازعاج أو القلق، ومن ثمة تحدث:

     من الصعب عليها أن تقول إنها حتى لو كانت شخصًا شريرًا، تريد أن تحظى بالثقة لأنها ستبذل قصارى جهدها من أجل مستقبل أفضل، بل من الأسهل لها أن تعترف ببساطة بأنها شريرة على تقديم هكذا طلب. تفضل أن يقال أنها ساحرة تتجه نحو الجحيم، تحكم على الاخرين بالسوط والحديد، يطيعونها بدافع من الخوف والكراهية. 

      مع ذلك، توجد حدود للقوة العقلية والجسدية التي تملكها، وبما أنها ليست في أفضل حالاتها، وجسدها ضعيف وغير حيوي، فقد كان عليها الانتباه أكثر في تنسيق أداء المهام. و لأنها في أمس الحاجة إلى الراحة من أجل الحفاظ على سلامة عقلها ونباهة افكارها، فقد دفعت المخاوف المعتادة التي تهم العرائس على الرف حتى إشعار آخر. 

     بيد أنها تعلم أن سيدريك دون غيره سوف يثق بها، أو على الأقل سوف يحاول. فهو الرجل الذي حنى رأسه وطلب منها مواصلة جهودها من أجل العالم بدلاً من اختيار الطريق الأسهل، وإعطائها ظهره، ولكن تلك معلومة وما اختبرته من تجارب طوال حياتها لا يتوافقان بتاتاً، لم تستطع إلا أن تشك في إمكانية حدوث هذا في هذا العالم، ولهذا تطلب الأمر استجماع قدر كبير من الشجاعة حتى تتكلم، فنطقت بحذر: 

“هذا زواجنا” 

“حتى لو بدا الأمر كأنني أخفي عنك شيئًا، أو ارتكبت جريمة شنيعة من ورائك، إعلم، ليس بدافع سوء النية تجاهك …”.  

ربت على يدها التي تمسكه فوق مرفقه برقة، وأضاف:

اخذت نفسا ثم تابعت قائلة: “إذا سمعت عن شيء قد قمت به فعلاً، فهل يمكنك أن تسألني عن السبب من فضلك؟ .” 

” نعم، أتذكر”

إذا ما فعل هذا لأجلها، حينئذ بإمكانها الموت بسعادة حتى لو جُرّت من شعرها نحو المقصلة!

” حسناً”

     إلتزم سيدريك الصمت دونما إجابة لبرهة من الوقت، كان عليه سؤالها عن سبب قولها هذا الكلام، ولكنه و بغرابة أمتنع عن السؤال، لم يقدر على حمل نفسه على التحدث، ومن جهة أخرى، فقد شعر كأنما يعرف الإجابة سلفاً. كان لا يملك أدنى شك في أنه لو حدث أمر من هذا القبيل، لسوف يعلم سبب حدوثه في المقام الأول. 

فقالت : “لا، ليس هذا ..” وأطبقت على فمها مترددة.

  فمد يده نحوها دون وعي منه، خال أن رموشها المتدلية مبتلة بالدموع، فنادته بوجه متعجب:

        

“سيـد سيدريك؟”

 

فقال منتفضاً، وقد اخفض يده فوراً:

تبعها وسأل بجدية: ” ولكنك لا تتبعين نصائح طبيبك، صحيح؟ لقد وبخني انسجار بسببك هذا الصباح”

“اوه، لا شيء… لا شيء على الإطلاق”

          وليست الحديقة مختلفة عن سائر أرجاء قصر إفرون، نالت نصيبها من الإهمال، كان أمرا لا مفر منه؛ بما أن المالك لم يكن يكترث بعد كل شيء. إنها مساحةٌ لا تربطها والجمال أية صلة، على مرمى البصر تشابكت الاشجار الكثيفة ذات الأغصان الطويلة، ونمت الحشائش حد الركب، وتراكمت فوقها الأوراق المتساقطة و الاغصان اليابسة، وأطلق الخيول وكلاب الصيد يمرحون هنا وهناك أحراراً، حتى أن الخدم، الذين لا يملكون الكثير من الأشغال، يمضون الوقت بين الحشائش مختبئين. 

عندئذ، أدرك أنه يفكر على نحو غريب، لا يمكنه حتى أن يفهم لماذا يعتقد أنها لن تعمل عملاً خطيراً من وراء ظهره دون أن يعلم، ولا حتى قابليته على التفهم لو كان عليها أن تعمل أمرا كهذا في المستقبل، وحتى رغبته في عناقها، كانت هذه الهواجس أكثر قرباً للذكريات أكثر منها للأفكار عادية.

          وليست الحديقة مختلفة عن سائر أرجاء قصر إفرون، نالت نصيبها من الإهمال، كان أمرا لا مفر منه؛ بما أن المالك لم يكن يكترث بعد كل شيء. إنها مساحةٌ لا تربطها والجمال أية صلة، على مرمى البصر تشابكت الاشجار الكثيفة ذات الأغصان الطويلة، ونمت الحشائش حد الركب، وتراكمت فوقها الأوراق المتساقطة و الاغصان اليابسة، وأطلق الخيول وكلاب الصيد يمرحون هنا وهناك أحراراً، حتى أن الخدم، الذين لا يملكون الكثير من الأشغال، يمضون الوقت بين الحشائش مختبئين. 

على كل حال، لقد وعدته بأنها ستناقشه معه قبل التخطيط لأي شيء، كان يتوقع أنها لن تخبره بكل شيء، ولم يكن لديه أي نية للتدخل في شؤون عائلة روزان، ولم يجد غرابةً في محاولتها إخفاء الظلام بداخلها. 

ونظرت اليه، والدهشة تعلو محياها، لم تحسبه مزعجاً في الحقيقة، بل كل ما في الأمر أنها تظن أنّ لا لزوم لأن يبلغ هذا الحد من أجلها. 

ثم عرض يده أمامها، فنظرت إليه بتردد، فأردف معللا:

“حسنا، يقوم انسجار بأداء الأعمال الرتيبة، أنا أشرف على معظم الاستعدادات الضرورية دونما صعوبة، فلتكف عن القلق، أرجوك.”

” الطريق وعرة، من الغريب قول ذلك في حديقة منزلي”

فقال منتفضاً، وقد اخفض يده فوراً:

“نعم، هذا صحيح”

     لم يعر الحديقة أي اهتمام، بل لم يخطر على باله حتى أهمية العناية بها من الاساس، وكان يخال أنه طالما حافظ على الأمن والدفاع مستتبا، فلن يهم حتى لو ترك الخيول والكلاب يسرحون، ومع ذلك، في أثناء النزهة على الأقدام مع ارتيزيا، لم يضايقه شيء أو إثنان، فقال والاحراج باد على وجهه:

ووضعت يدها بحذر فوق يده، لفها حول مرفقه، كانت يخامره الرغبة في عناقها، لكن مازال الوقت مبكرًا جدًا فقرر الامتناع عن ذلك.

“اوه، لا شيء… لا شيء على الإطلاق”

ثم أضاف: ” سأشق طريقا لائقاً في القريب العاجل، لا بد من ذلك، خاصة، إذ أن عليك المشي وممارسة الرياضة “

“ما حزرتِ، يا تيا، عليك المشي كثيراً. ” 

” حسناً”

” الطريق وعرة، من الغريب قول ذلك في حديقة منزلي”

تسللت حرارته إلى يدها الملفوفة في ذراعه، لم تستطع تجنب الشعور بذلك، فأحمر وجهها، ولكن لحسن الحظ، كانا يسيران جنبًا إلى جنب، لن يتمكن من إلقاء نظرة فاحصة عليها.

الفصل السادس:

سارا معا فترة طويلة وهما صامتين حتى سأل فجأة:

” لقد حُلت المشكلة العسكرية فعلياً منذ تقدمت لخطبتك، تيا، ألا تذكرين أنني ما قبلت بالعقد إلا لمصلحة الجيش الغربي بادئ الأمر؟” 

“بالمناسبة، هل تحتاجين إلى مساعدة في إستعدادات الزفاف؟ أي شيء يمكنني القيام به؟” 

وقد شعر سيدريك بالأسف لما رأى ذلك، وأضاف: “ألم تنشغلي بالعمل المتواصل وبالكاد تتذكرين تحضير نفسك للزفاف؟ “

فقاطعته على الفور: “لا. لا داع، ليس هنالك ما تفعله.”

 

التفت إليها، والاضطراب باد على وجهه: ” هل كان عليك الرفض بقسوة؟”

وتنهد تنهيدة صغيرة، وأضافت تعلل: 

فتنهدت، ثم سألت: ” لقد ملأت الدعوات، صحيح؟ ” 

  فمد يده نحوها دون وعي منه، خال أن رموشها المتدلية مبتلة بالدموع، فنادته بوجه متعجب:

“نعم، لقد كتبت الدعوات المرسلة إلى الإمبراطور والخال رويجار، وسيتولى أنسجار العناية بالبقية الباقية”

“لا تقلق، لم أنس ذلك”

” هذا ممتاز، وكذلك بدلتك مجهزة مسبقاً صحيح؟ أنا أستطيع التكفل بما تبقى.” 

” هل سوف يوظف أشخاصاً من مكان بعيد؟”

“تيا، إنني أشعر كأنني عاطل والجميع يكدون في العمل. تبدين مشغولة ولديك الكثير من المسؤوليات على عاتقكِ “

        

هذا صحيح.. 

” لا… على الطلاق”

        الزواج وولادة الوريث والجنازات أهم ثلاثة أحداث داخل الأسر النبيلة، ومن بينها يستلزم الزواج الذي تتشكل فيه الروابط بين العوائل النبيلة الكثير من الترتيبات، وفي العادة يقوم بها الآباء وأولياء الأمور، ولكنها لم تملك ولي أمر حتى يتولونها، فكان عليها أن تعتني بترتيبات خلافة عادلة روزان وكذلك بقية الممتلكات، في أثناء التحضير لحفل الزفاف، من تجهيز فستان العرس وفستان حفل الاستقبال، كتابة الدعوات، تحضير واختيار الهدايا، ناهيك عن الحفل نفسه، وهلم جرا… 

      أما الفناء الخلفي، فقد نمى العشب فيه نمواً جامحاً للغاية، وفي الآونة الأخيرة، اجتُز لأنشاء ممر فيه إجتزازاً، ومع ذلك، لم يكف حتى تتجول امرأة ترتدي ثياباً راقية بكل أريحية. 

والأهم من ذلك كله، أن عليها التوفيق بين اهتمامات مختلف الأشخاص وتنظيم المصالح والعلاقات العامة، وإرساء أسس المستقبل. 

“حتى لو بدا الأمر كأنني أخفي عنك شيئًا، أو ارتكبت جريمة شنيعة من ورائك، إعلم، ليس بدافع سوء النية تجاهك …”.  

      مع ذلك، توجد حدود للقوة العقلية والجسدية التي تملكها، وبما أنها ليست في أفضل حالاتها، وجسدها ضعيف وغير حيوي، فقد كان عليها الانتباه أكثر في تنسيق أداء المهام. و لأنها في أمس الحاجة إلى الراحة من أجل الحفاظ على سلامة عقلها ونباهة افكارها، فقد دفعت المخاوف المعتادة التي تهم العرائس على الرف حتى إشعار آخر. 

فقالت : “لا، ليس هذا ..” وأطبقت على فمها مترددة.

وقد شعر سيدريك بالأسف لما رأى ذلك، وأضاف: “ألم تنشغلي بالعمل المتواصل وبالكاد تتذكرين تحضير نفسك للزفاف؟ “

“هل بدوت عصبيا في هذه اللحظة؟” 

“هذا أمر لا مفر منه”

” الطريق وعرة، من الغريب قول ذلك في حديقة منزلي”

” عليك ألا تنطقي بهذا الكلام، تيا، سأتكفل بكل الأعمال، عليك الاهتمام بنفسك”

ووضعت يدها بحذر فوق يده، لفها حول مرفقه، كانت يخامره الرغبة في عناقها، لكن مازال الوقت مبكرًا جدًا فقرر الامتناع عن ذلك.

فردت على مضض، قائلة: 

” لا… على الطلاق”

“حسنا، يقوم انسجار بأداء الأعمال الرتيبة، أنا أشرف على معظم الاستعدادات الضرورية دونما صعوبة، فلتكف عن القلق، أرجوك.”

وقال بامتعاض:” إننا لا نعلم متى سوف تجهز الحديقة كما يجب، أليس من غير المريح التجول في هذا الوضع، صحيح؟ “

فتنهد تنهيدة صغيرة، وقد شعر بأن قلبه يعتصر من الاحباط، لم يكن نفسه واثقاً عن السبب في البداية. 

      أما الفناء الخلفي، فقد نمى العشب فيه نمواً جامحاً للغاية، وفي الآونة الأخيرة، اجتُز لأنشاء ممر فيه إجتزازاً، ومع ذلك، لم يكف حتى تتجول امرأة ترتدي ثياباً راقية بكل أريحية. 

        لقد أراد أن تولي زواجهما إهتماماً أكبر، لم يرد القول أن الزواج أهم من أعمالها أو حتى أنه أحد أهم الأحداث في حياة أي امرأة، مع ذلك فالزواج مهم بدوره، ولو كان زواجًا بموجب عقد لمدة عامين، فإنه زواج وهي العروس! 

“قليلاً”

      لقد أراد أن تتذكر حفل الزفاف باعتزاز، لأنها منذ كانت طفلة صغيرة لم تعر الاهتمام لرغباتها الخاصة، لم تكن نفسها محور حياتها قط، على ذلك، كان يتمنى بشدة أن تشعر بهذه المناسبة وتعتز بذكراها، لقد أراد أن يرى ابتسامة سعيدة على محياها ولو للحظة. 

“بالمناسبة، هل تحتاجين إلى مساعدة في إستعدادات الزفاف؟ أي شيء يمكنني القيام به؟” 

    لم يكن متحدثاً بارعاً يوماً، وكانت هذه الكلمات كل ما خلص إليه. 

“لا تقلق، لم أنس ذلك”

“هذا زواجنا” 

الفصل السادس:

لا يتعلق هذا الزواج بالخديعة ولا المؤامرة، بل في الواقع، هذا زواجهما، وبعد أن نطق بها بلسانه بصوت عالي تجلت الحقيقة واضحة أمام عينيه، فإزداد خفقان قلبه، وأضاف مرتبكاً:

وتنهد تنهيدة صغيرة، وأضافت تعلل: 

“هل بدوت عصبيا في هذه اللحظة؟” 

ووضعت يدها بحذر فوق يده، لفها حول مرفقه، كانت يخامره الرغبة في عناقها، لكن مازال الوقت مبكرًا جدًا فقرر الامتناع عن ذلك.

“قليلاً”

الفصل السادس:

وغطى نصف وجهه بيده الحرة، وطفق يفكر في كيفية مشاركتها نواياه برمتها دونما أن يسبب لها الازعاج أو القلق، ومن ثمة تحدث:

     وليس سيدريك بشخص تهمه المظاهر في العادة، ولم تكن الحديقة إستثناء، وإن كانت مكاناً يجذب أنظار الكثيرين، حتى البوابة الأمامية لم تنل الكثير من الرعاية غير قص العشب وتشذيب الأغصان بين فترة وأخرى ولا أكثر من ذلك. 

” لقد حُلت المشكلة العسكرية فعلياً منذ تقدمت لخطبتك، تيا، ألا تذكرين أنني ما قبلت بالعقد إلا لمصلحة الجيش الغربي بادئ الأمر؟” 

فردت دون تفكير: ” لا بأس، أشعر كأنني أتجول في غابة لا حديقة”

” نعم، أتذكر”

فقالت : “لا، ليس هذا ..” وأطبقت على فمها مترددة.

فابتسم وأضاف:

” هل تواجدي حواليك أمر مزعج؟ “

” لقد تحققت اهدافنا الأساسية، لقد حصلت على حفل الانتصار للجيش الغربي، وقد تحررتِ من براثن ميرايلا، تيا، خذي الأمور بروية حتى حفل الزفاف على الأقل.”

إذا ما فعل هذا لأجلها، حينئذ بإمكانها الموت بسعادة حتى لو جُرّت من شعرها نحو المقصلة!

ربت على يدها التي تمسكه فوق مرفقه برقة، وأضاف:

     لقد تخلت عن السعي خلف فهم الآخرون منذ وقت بعيد، وفي الحقيقة، تفضل الأشخاص أمثال فريل، أولئك الذين قد يفكرون مثلها، ولا تمانع من أولئك الذين يحاولون جعلها تفهم أنهم مفيدون لها، إلى حد ما. بالمقابل، عندما يتعلق الأمر بمطالبة الآخرين أن يفهموا حقيقتها، نفسها، فلا يسعها غير التردد. 

” فما زال من الوقت الكثيرٌ نقضيه معا” 

وغطى نصف وجهه بيده الحرة، وطفق يفكر في كيفية مشاركتها نواياه برمتها دونما أن يسبب لها الازعاج أو القلق، ومن ثمة تحدث:

فخفضت عينيها، لإخفاء الحريق الذي اشعل وجهها، وأجابت:

“هذا زواجنا” 

“لا تقلق، لم أنس ذلك”

فتنهد تنهيدة صغيرة، وقد شعر بأن قلبه يعتصر من الاحباط، لم يكن نفسه واثقاً عن السبب في البداية. 

وطنت كلمة ‘زواجنا’ في عقلها طنيناً غريباً.

فقال منتفضاً، وقد اخفض يده فوراً:

 

فابتسم وأضاف:

مترجمة نور البولادي:

“حسنا، يقوم انسجار بأداء الأعمال الرتيبة، أنا أشرف على معظم الاستعدادات الضرورية دونما صعوبة، فلتكف عن القلق، أرجوك.”

للتواصل :

“قليلاً”

https://twitter.com/Laprava1?s=09

” الطريق وعرة، من الغريب قول ذلك في حديقة منزلي”

للتواصل :

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط