نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

The villainess lives again 45

اليوم الموعود

اليوم الموعود

أزف يوم لقاء الإمبراطورة الموعود أخيراً.

     ينتج البحر الجنوبي كميات هائلة من الملح الجيد، وتستخدمه كل المناطق في جميع أنحاء الإمبراطورية، عدا بعض المناطق الفقيرة في الغرب والشمال، وقد تجاوزت عائدات ضرائب مبيعاته وحدها العشرين بالمائة من الموارد المالية للإمبراطورية بأسرها.

     ذاك الصباح ، قلبت أليس الخزانات رأسا على عقب بحثاً عن فستان يناسب هذا اللقاء مبعثرة الفساتين هنا وهناك، وقالت متساءلة في حيرة من أمرها، وتحمل في يمناها فستاناً عاجي اللون، وفي يسراها فستاناً أزرق سماوياً: 

ثم عاد يفرك بإصبعه السبابة على جبينه مرة أخرى وقال:

“أي واحد نختار؟ أيهما الأفضل يا آنسة؟”

” ولكنني أظن أن اللون الأزرق يلائمك أكثر من غيره، أليس كذلك”

فهزت ارتيزيا رأسها نفياً، وقالت:

فهزت ارتيزيا رأسها نفياً، وقالت:

“لا أريد أن أرتدي ألواناً زاهية. “

وما كانت ترغب في ذلك بالمقام الأول، وما عاد أمامها خيار سوى الإدلاء بموافقتها له. 

” ولكنني أظن أن اللون الأزرق يلائمك أكثر من غيره، أليس كذلك”

أزف يوم لقاء الإمبراطورة الموعود أخيراً.

فردت بإقتضاب: “سوف ارتدي ملابس غامقة اللون، ضعي ما بيدك جانباً، إن آخر ما يهمني في لقاء هذا اليوم أن يكون مظهري جميلاً.”

” وما الغريب في ذهاب سيدة نبيلة للقاء الامبراطورة وحدها؟ وقد سبق وقلت لك أنني لست ذاهبة بصفتي قريبة للإلقاء التحية عليها وحسب!”

فقالت أليس ولا تزال تتذمر: ” ومع ذلك. فأنت لم تزوري البلاط الامبراطوري بصفتك خليفة عائلة روزان مطلقاً، وهذه المرة الأولى التي تذهبين فيها لتحية الإمبراطورة بصفتك خطيبة الأرشيدوق إيفرون. “

” أي نوع من الناس هي الامبراطورة؟” 

“سأذهب إلى البلاط والتقي الإمبراطورة لا غير، لا حاجة لأي إثارة ضجة. مهما صار في القصر، لن يجد طريقاً إلى إذن تسمعه أو يلاحظه أي أحد.”

لم تجبه، بل جعلت الصمت رفيقها وعلى ثغرها ابتسامة مريرة، حينئذ دخل أحدهم إلى الحجرة، وعلق قائلا:

     قبل ثمانية عشر سنة، خسرت الامبراطورة جميع أطفالها، وتلاه فقدان أقرب صديقاتها مباشرة، الفيكونتيسة بيشر التي انتحرت مع زوجها. ولم تتوقف المصائب عن الوقوع تباعاً، بينما كانت غارقة في حدادها، كان الإمبراطور قد أعد العدة لإعادة هيكلة تنظيم القوى الجنوبية، وأنتهى من زرع شقاق في عائلة ريجان، عائلتها.

” هل هذه الهدية التي تودين تقديمها للإمبراطورة؟”

      عندما فطنت إلى ما يدور خلف الكواليس، كان الأوان قد فات، وتبع التعديلات، مقتل دوق ريجان وزوجته في حادث، وكان من المستحيل معرفة سواء أكان حادثاً حقيقيا أم لا طبعاً. 

” ليست الإمبراطورة شخصا يُنظر نحوه نظرة استخفاف، حتى هذه اللحظة، ظلت أبواب بلاطها مغلقة في وجه الغرباء، ولو ذهبت لزيارتها بمفردك، فسوف تجذبين الانتباه إليك.”

      ومنذئذ أغلقت عليها أبواب بلاطها، ولم تخلع عنها السواد حدادا على أطفالها، وصديقة طفولتها، ووالديها، وبدت كمن تخلى عن إكمال حياتها.

فأجابت على مضض: ” أجل” 

فكرت ارتيزيا : <ومع ذلك، لا يزال الإمبراطور حذراً منها، وهذا أكبر مؤشر على أنها ليست قشرةً فارغةً.> … 

” وما الغريب في ذهاب سيدة نبيلة للقاء الامبراطورة وحدها؟ وقد سبق وقلت لك أنني لست ذاهبة بصفتي قريبة للإلقاء التحية عليها وحسب!”

      وبينما قضت الامبراطورة عقدين من الزمان في الحداد، أنشأ الامبراطور عائلة سعيدة مع ميرايلا ولورانس، ألن يزيد هذا الغضب والاستياء المكبوت في قلبها؟ لاشك طبعاً، إنها ليست قديسة، إنها على يقين من أنها قد وضعت ثقتها في الامبراطور ذات يوم، مع أنه لا مجال لمعرفة سواء أكانت قد أحبته ذات مرة أم لا. أيا يكن، فقد كان لها دور بالغ الأهمية ساهم في اعتلائه موقعه الحالي، وما زالت تملك سلطتها حتى اللحظة، وهو غير قادر على قتلها أو عزلها، إنها تملك نصيباً كبيراً في عرشه، وبالتالي، من الأفضل لها ألا تحاول أن تبدو جميلة ما دامت ذاهبة لرؤيتها، فلا حاجة تقضيها الامبراطورة عند فتاة عالقة في أحلام عاطفية خيالية وردية. 

 “أنه لأمر عجاب، ألست ذاهبة إلى هناك لألقاء التحية عليها لأنك خطيبتي، فلماذا تودين الذهاب بمفردك إذاً؟” 

رتبت تسلسل أفكارها، وضبطت استراتيجيتها.

فردت متسائلة: ” أولم يجلب لك تاجرٌ هذا البلور؟ لم تذهب بنفسك حتى تحضره، صحيح؟ “

في ذلك اليوم، زار فريل غرفة الملابس، جاء في توقيت غريب، قائلاً وهو فخور بصنيعه:

     وقتذاك، كان بإمكانها استخدام أساليب أخرى مثل التهديد أو السحر النسائي لأجل خلق ثغرة، بيد أنها إختارت سلك الطريقة الأسهل، فمن بعد نزول نبوءة القديسة، خلصت إلى أنها ما عادت تحتاج إلى الامبراطورة في منح لورانس شرعيته، و بالتواطؤ مع الامبراطور أضرمت النيران في بلاطها. 

“لقد وصلت في الوقت المناسب!” 

” لقد قالت أنها تحتاج إلى بلورة ملح من مقاطعة ريجان، ولذلك اشتريت واحدة من أجلها، وما أقول سوى الحقيقة، والآن سوف أغادر، فقد انتهيت.” واختفى بسرعة كأنه يفر بجلده 

 كانت ارتيزيا قد أنهت تغيير ملابسها لما سمعت بالخبر، أخبرتهم أن يدعوه يلج إلى غرفتها وهي محتارة، فما من داع حتى يدفعه ليأتي للقائها في هذه الساعة بالتحديد. 

في ذلك اليوم، زار فريل غرفة الملابس، جاء في توقيت غريب، قائلاً وهو فخور بصنيعه:

ومع ذلك، جاءها وهو يحمل صندوقاً، نظرت أليس بفضول نحو الصندوق وتناولته منه، ثم علقت متفاجئة:

فردت متسائلة: ” أولم يجلب لك تاجرٌ هذا البلور؟ لم تذهب بنفسك حتى تحضره، صحيح؟ “

“اوه، سيد فريل! إنه أثقل مما يبدو عليه! “

أعادت النظر في كل ما اقترفته يداها وقتئذ، ثم رفعت نظرها إلى سيدريك الجالس قبالتها، وحدثت نفسها: 

وأخذته إلى منضدة التزيين، وضعته قبالة ارتيزيا، و فتحته.

“اوه، سيد فريل! إنه أثقل مما يبدو عليه! “

واختلست صوفيا النظر إلى الصندوق ايضا، وقالت متفاجئة:

فكرت ارتيزيا : <ومع ذلك، لا يزال الإمبراطور حذراً منها، وهذا أكبر مؤشر على أنها ليست قشرةً فارغةً.> … 

“يا إلهي، أهذه جوهرة؟”

 “أنه لأمر عجاب، ألست ذاهبة إلى هناك لألقاء التحية عليها لأنك خطيبتي، فلماذا تودين الذهاب بمفردك إذاً؟” 

     كان في جوف الصندوق حجر كرستالي أزرق بحجم ذراع أشبه بزرقة البحار الجنوبية، ولما رأت ارتيزيا الكريستال ذي الحواف الحادة غير المنتظمة، لم تستطع منع الابتسامة من الظهور، و نطقت:

“لقد وصلت في الوقت المناسب!” 

“لا، إنه ملح خاص من بحر الجنوب، لا بد أن من الصعب العثور على بلورة جميلة وكبيرة الحجم.”

 “وهل يعتريك القلق لأنني قد أحول دون خططك؟” 

فسألت صوفيا غير مصدقة:” أهذا ملح؟” 

       وياحسرتاه! قد عارض الخطيب الموقر فكرة لقاءها الإمبراطورة بمفردها، مما أدى لنشوب شجار بينهما.

“أجل” 

” أرى أنك تنسى في كل مرة شيئاً، ربما لأنك لست حكيماً بما فيه الكفاية، قد لا تهم هذه التفاصيل الصغيرة، لكن قد تؤدي بحياتك يومًا ما. “

     ينتج البحر الجنوبي كميات هائلة من الملح الجيد، وتستخدمه كل المناطق في جميع أنحاء الإمبراطورية، عدا بعض المناطق الفقيرة في الغرب والشمال، وقد تجاوزت عائدات ضرائب مبيعاته وحدها العشرين بالمائة من الموارد المالية للإمبراطورية بأسرها.

 

وواصلت ارتيزيا التوضيح:

” أنا لا أسألك بغية الحصول على المعلومات، لستُ سوى فضولية عن نظرتك نحوها، لأنك قلت عندما عرضت عليّ أن ترافقني أنها ليست خصماً يسهل التعامل معه.” 

” ينتج معظم الملح من غليان مياه البحر الجنوبي، ولكنني سمعت أنه يتشكل على هيئة بلورية على شاطئ من شواطئ ريغان، ومع ذلك، لايزال ملحاً، وليس باهظ الثمن للغاية” 

للتواصل:https://twitter.com/Laprava1?t=HVnWR0UJPN2o_D8ezS1eOg&s=09

“ولكنه جميل للغاية.” 

أزف يوم لقاء الإمبراطورة الموعود أخيراً.

“في منطقة ريجان، حتى العامة يستطيعون وضع أيديهم على بلورة حتى يزينون بها منازلهم.” 

ثم أخذ يدها وطواها على ذراعه، فأجابت:” لم أكن اخطط لهذا منذ البدء، ولكن من الأفضل أن نقدمها في هذا اليوم.” 

وهنا اعترض فريل: ” كان من الصعب جلبه طوال الطريق إلى العاصمة، لا تستهيني بعملي لو سمحت. “

 عندئذ فتنفس فريل القنوط، لم يكن يستطيع الجزم سواء أكانت لا تعي ما تقوله أو أنها تدعي الجهالة وحسب، فقال على وجه السرعة:

فردت متسائلة: ” أولم يجلب لك تاجرٌ هذا البلور؟ لم تذهب بنفسك حتى تحضره، صحيح؟ “

فابتسمت وقالت: “ليست مزحة، عندما تندم على تناول كوب من السم أو شيء من هذا القبيل، سيكون الأوان قد فات.” 

فتصلب وجهه وقال:” ليس سهلاً إقناع أي تاجر حتى يحضره بسرعة”

     قبل ثمانية عشر سنة، خسرت الامبراطورة جميع أطفالها، وتلاه فقدان أقرب صديقاتها مباشرة، الفيكونتيسة بيشر التي انتحرت مع زوجها. ولم تتوقف المصائب عن الوقوع تباعاً، بينما كانت غارقة في حدادها، كان الإمبراطور قد أعد العدة لإعادة هيكلة تنظيم القوى الجنوبية، وأنتهى من زرع شقاق في عائلة ريجان، عائلتها.

فقالت ببساطة: “عمل جيد، ولكنني اذكر انني أمهلتك شهرا كاملاً حتى تنجز هذا الأمر”

للتواصل:https://twitter.com/Laprava1?t=HVnWR0UJPN2o_D8ezS1eOg&s=09

فقال وهو محبط:” أحقاً؟ “

       وعلى الرغم من أن الامبراطورة قد تلعب أهم دور في رفع مكانة لورانس، فإنها لم تكن تعلم عنها الكثير، ولعل السبب الأكبر هو أن ميرايلا دائما ما تقع في نوبة من الغضب متى ما سمعت سيرتها، وشيء آخر، فقد كانت الامبراطورة منغلقة للغاية على نفسها، وكل الخدم الذين يعملون في بلاطها اشخاصٌ يدينون لها بولاء مطلق إلى حد أن يضحوا بحياتهم من أجلها. وحتى الضيوف الذين يقصدونها هم أصدقاء مقربون، لا تستطيع رشوة احدهم بالمال أو نحو ذلك.

” لكن لا بأس، من الأفضل لو أخذته معي اليوم، لقد وضعت مهلة شهر لأني كنت أتوقع أن من الصعب العثور على بلورة عالية الصفاء كالتي جلبتها “

“أي واحد نختار؟ أيهما الأفضل يا آنسة؟”

” لقد شعرت لوهلة كأن جهودي في محاولة تسريع هذه العملية ضاعت هباءً.”

ثم عاد يفرك بإصبعه السبابة على جبينه مرة أخرى وقال:

” أرى أنك تنسى في كل مرة شيئاً، ربما لأنك لست حكيماً بما فيه الكفاية، قد لا تهم هذه التفاصيل الصغيرة، لكن قد تؤدي بحياتك يومًا ما. “

فسألها:” هل أنهيت كل استعداداتك؟ “

“حياتي؟ إنك تبالغين يا آنستي الشابة”.

رتبت تسلسل أفكارها، وضبطت استراتيجيتها.

فابتسمت وقالت: “ليست مزحة، عندما تندم على تناول كوب من السم أو شيء من هذا القبيل، سيكون الأوان قد فات.” 

     كان في جوف الصندوق حجر كرستالي أزرق بحجم ذراع أشبه بزرقة البحار الجنوبية، ولما رأت ارتيزيا الكريستال ذي الحواف الحادة غير المنتظمة، لم تستطع منع الابتسامة من الظهور، و نطقت:

 “من يُسمم فارسًا عاديًا مثلي، ها؟”

” ليست الإمبراطورة شخصا يُنظر نحوه نظرة استخفاف، حتى هذه اللحظة، ظلت أبواب بلاطها مغلقة في وجه الغرباء، ولو ذهبت لزيارتها بمفردك، فسوف تجذبين الانتباه إليك.”

لم تجبه، بل جعلت الصمت رفيقها وعلى ثغرها ابتسامة مريرة، حينئذ دخل أحدهم إلى الحجرة، وعلق قائلا:

فردت بإقتضاب: “سوف ارتدي ملابس غامقة اللون، ضعي ما بيدك جانباً، إن آخر ما يهمني في لقاء هذا اليوم أن يكون مظهري جميلاً.”

” يا له من موضوع مخيف تتحدثان عنه”

“أجل” 

كان سيدريك، وفي لحظة، أدرك أنه كسر الآداب، وتراجع للخلف وطرق الباب قائلاً: ” لم اقصد استراق السمع، الباب مفتوح… “

فردت على الفور: “مزحة لا أكثر”

تفاجيء فريل، وأدى التحية العسكرية ” تحياتي، يا صاحب السمو! “

فردت متسائلة: ” أولم يجلب لك تاجرٌ هذا البلور؟ لم تذهب بنفسك حتى تحضره، صحيح؟ “

في حين نهضت الشقراء من كرسيها وحيّته بأدب: “أهلا بعودتك”

     وقتذاك، كان بإمكانها استخدام أساليب أخرى مثل التهديد أو السحر النسائي لأجل خلق ثغرة، بيد أنها إختارت سلك الطريقة الأسهل، فمن بعد نزول نبوءة القديسة، خلصت إلى أنها ما عادت تحتاج إلى الامبراطورة في منح لورانس شرعيته، و بالتواطؤ مع الامبراطور أضرمت النيران في بلاطها. 

فسألها:” هل أنهيت كل استعداداتك؟ “

 “وهل يعتريك القلق لأنني قد أحول دون خططك؟” 

فردت قائلة: ” أجل”

” ينتج معظم الملح من غليان مياه البحر الجنوبي، ولكنني سمعت أنه يتشكل على هيئة بلورية على شاطئ من شواطئ ريغان، ومع ذلك، لايزال ملحاً، وليس باهظ الثمن للغاية” 

كانت صوفيا قد ثبتت اخر قطعة، القبعة، على شعرها في هذه الاثناء، فقال: ” لقد سمعت شيئاً عن التسميم من برهة”

فابتسمت وقالت: “ليست مزحة، عندما تندم على تناول كوب من السم أو شيء من هذا القبيل، سيكون الأوان قد فات.” 

فردت على الفور: “مزحة لا أكثر”

“في منطقة ريجان، حتى العامة يستطيعون وضع أيديهم على بلورة حتى يزينون بها منازلهم.” 

” وما ذلك؟”

فأبتسم بإتساع وقال: “لا شيء، إنه لأمر غير متوقع قليلاً، وهذا كل شيء”

“اوه، تلك هدية جلبها السير فريل” 

فقالت أليس ولا تزال تتذمر: ” ومع ذلك. فأنت لم تزوري البلاط الامبراطوري بصفتك خليفة عائلة روزان مطلقاً، وهذه المرة الأولى التي تذهبين فيها لتحية الإمبراطورة بصفتك خطيبة الأرشيدوق إيفرون. “

وأعاد السؤال مجدداً متفاجئاً: “هل جلب لك فريل هدية؟ “

تفاجيء فريل، وأدى التحية العسكرية ” تحياتي، يا صاحب السمو! “

عندئذ ازدراد الملازم ريقه، ونظر نحوه نظرة حذرة، مع أنه كان اعزبا طوال حياته، فهو لبق بقدر ما هو ذكي في نواحي عديدة. 

أعادت النظر في كل ما اقترفته يداها وقتئذ، ثم رفعت نظرها إلى سيدريك الجالس قبالتها، وحدثت نفسها: 

  ورأى بين حاجبي سيدريك تقطيب طفيف، ولكن لم يثر غضباً، بل فرك جبينه بيده مره وحسب.

فابتسمت وقالت: “ليست مزحة، عندما تندم على تناول كوب من السم أو شيء من هذا القبيل، سيكون الأوان قد فات.” 

فأجابت على مضض: ” أجل” 

“أجل” 

 عندئذ فتنفس فريل القنوط، لم يكن يستطيع الجزم سواء أكانت لا تعي ما تقوله أو أنها تدعي الجهالة وحسب، فقال على وجه السرعة:

     ينتج البحر الجنوبي كميات هائلة من الملح الجيد، وتستخدمه كل المناطق في جميع أنحاء الإمبراطورية، عدا بعض المناطق الفقيرة في الغرب والشمال، وقد تجاوزت عائدات ضرائب مبيعاته وحدها العشرين بالمائة من الموارد المالية للإمبراطورية بأسرها.

” لقد قالت أنها تحتاج إلى بلورة ملح من مقاطعة ريجان، ولذلك اشتريت واحدة من أجلها، وما أقول سوى الحقيقة، والآن سوف أغادر، فقد انتهيت.” واختفى بسرعة كأنه يفر بجلده 

” أي نوع من الناس هي الامبراطورة؟” 

راقبه سيدريك وهو يسرع مغادرا، مفكراً <مع أنني لم انطق حتى حرفاً واحداً.>

في حين نهضت الشقراء من كرسيها وحيّته بأدب: “أهلا بعودتك”

ثم عاد يفرك بإصبعه السبابة على جبينه مرة أخرى وقال:

” أنا لا أسألك بغية الحصول على المعلومات، لستُ سوى فضولية عن نظرتك نحوها، لأنك قلت عندما عرضت عليّ أن ترافقني أنها ليست خصماً يسهل التعامل معه.” 

” هل هذه الهدية التي تودين تقديمها للإمبراطورة؟”

” أنا لا أسألك بغية الحصول على المعلومات، لستُ سوى فضولية عن نظرتك نحوها، لأنك قلت عندما عرضت عليّ أن ترافقني أنها ليست خصماً يسهل التعامل معه.” 

فقالت وهي تميل رأسها بتساؤل: ” نعم، لم تسأل؟ “

كانت صوفيا قد ثبتت اخر قطعة، القبعة، على شعرها في هذه الاثناء، فقال: ” لقد سمعت شيئاً عن التسميم من برهة”

فأبتسم بإتساع وقال: “لا شيء، إنه لأمر غير متوقع قليلاً، وهذا كل شيء”

فردت بإقتضاب: “سوف ارتدي ملابس غامقة اللون، ضعي ما بيدك جانباً، إن آخر ما يهمني في لقاء هذا اليوم أن يكون مظهري جميلاً.”

ثم أخذ يدها وطواها على ذراعه، فأجابت:” لم أكن اخطط لهذا منذ البدء، ولكن من الأفضل أن نقدمها في هذا اليوم.” 

ومع ذلك، جاءها وهو يحمل صندوقاً، نظرت أليس بفضول نحو الصندوق وتناولته منه، ثم علقت متفاجئة:

      وعندما سمعت أليس تلك الملاحظة، أخذت الصندوق، وفي لمح البصر، أسرعت إلى العربة تسبقهم حتى تضعه أولا. ومضى الإثنان إلى الأسفل عبر السلالم ببطء، ومن ثمة ساعدها على الصعود إلى العربة، وبعد أن جلسا سويا وأغلق الباب من خلفها، سألته قائلة:

فردت متسائلة: ” أولم يجلب لك تاجرٌ هذا البلور؟ لم تذهب بنفسك حتى تحضره، صحيح؟ “

” أي نوع من الناس هي الامبراطورة؟” 

“لا! لستُ كذلك!” ولم تكن كلماتها تنم عن حقيقة كاملة، ولكن وبطبيعة الحال، لم يكن ما تحيكه أمراً تستطيع فعله دون يحيط به علماً. 

 فقال: ” ألم يفت الأوان على طرق هذا الحديث، صحيح؟”

     ينتج البحر الجنوبي كميات هائلة من الملح الجيد، وتستخدمه كل المناطق في جميع أنحاء الإمبراطورية، عدا بعض المناطق الفقيرة في الغرب والشمال، وقد تجاوزت عائدات ضرائب مبيعاته وحدها العشرين بالمائة من الموارد المالية للإمبراطورية بأسرها.

” أنا لا أسألك بغية الحصول على المعلومات، لستُ سوى فضولية عن نظرتك نحوها، لأنك قلت عندما عرضت عليّ أن ترافقني أنها ليست خصماً يسهل التعامل معه.” 

أعادت النظر في كل ما اقترفته يداها وقتئذ، ثم رفعت نظرها إلى سيدريك الجالس قبالتها، وحدثت نفسها: 

      بادئ ذي البدء، كانت تعتزم مقابلة الامبراطورة لوحدها، فقد اعتقدت أن قدوم سيدريك معها لسوف يحول دون مرادها ويحيا هذا اللقاء إلى لقاء بسيط لتبادل التحايا بين الأقارب، ولو كانت تريد ذلك، لكانت قد قابلتها منذ وقت طويل، أو لكانت طلبت منه أن يسلم قلب أولغا نيابة عنها، ولسوف تظهر الامبراطورة من العرفان ما يليق رداً لتلقيها هذه الجوهرة النفيسة، لكن ليس هذا ما تريده في الحقيقة، وإلا لما اتخذت الطريق الطويل والمملوء بالمطبات! 

وهنا اعترض فريل: ” كان من الصعب جلبه طوال الطريق إلى العاصمة، لا تستهيني بعملي لو سمحت. “

     عندما وضعت يدها على قلب أولغا، سعت حتى يعلم كل شخص في المجتمع الراقي، وقد تيقنت من الكشف عن تورطها في الحوادث التي تلت ذلك، بإظهار تعاطفها وآرائها. وكما خلقت سيناريو وارد يجعل الناس يحسبون انها تود الانتقام من والدتها، ولا بد أنه ما استرعى انتباه الامبراطورة. قد أبلغ الإمبراطورة جوهرياً أنها ذات شخصية كفؤ وأهل للتعامل معها. وفي الأخير، استلمت دعوة بسيطة أرفق عليها اسم ارتيزيا روزان بخط دقيق على ظرفها.

” وما ذلك؟”

       وياحسرتاه! قد عارض الخطيب الموقر فكرة لقاءها الإمبراطورة بمفردها، مما أدى لنشوب شجار بينهما.

” أرى أنك تنسى في كل مرة شيئاً، ربما لأنك لست حكيماً بما فيه الكفاية، قد لا تهم هذه التفاصيل الصغيرة، لكن قد تؤدي بحياتك يومًا ما. “

 “أنه لأمر عجاب، ألست ذاهبة إلى هناك لألقاء التحية عليها لأنك خطيبتي، فلماذا تودين الذهاب بمفردك إذاً؟” 

” لقد قالت أنها تحتاج إلى بلورة ملح من مقاطعة ريجان، ولذلك اشتريت واحدة من أجلها، وما أقول سوى الحقيقة، والآن سوف أغادر، فقد انتهيت.” واختفى بسرعة كأنه يفر بجلده 

” وما الغريب في ذهاب سيدة نبيلة للقاء الامبراطورة وحدها؟ وقد سبق وقلت لك أنني لست ذاهبة بصفتي قريبة للإلقاء التحية عليها وحسب!”

فقالت وهي تميل رأسها بتساؤل: ” نعم، لم تسأل؟ “

 “وهل يعتريك القلق لأنني قد أحول دون خططك؟” 

علي خلاف مقتل خادم بسيط، لن يمر أمرٌ كهذا شديد الخطورة دون أن يلحظه ولا ريب. ثم تفرست في ملامح وجهه وهو غارق في التفكير بهدوء، والرزانة تعلو وجهها.

وقتها ذُهلت وقالت:

“في منطقة ريجان، حتى العامة يستطيعون وضع أيديهم على بلورة حتى يزينون بها منازلهم.” 

“لا! لستُ كذلك!” ولم تكن كلماتها تنم عن حقيقة كاملة، ولكن وبطبيعة الحال، لم يكن ما تحيكه أمراً تستطيع فعله دون يحيط به علماً. 

     وقتذاك، كان بإمكانها استخدام أساليب أخرى مثل التهديد أو السحر النسائي لأجل خلق ثغرة، بيد أنها إختارت سلك الطريقة الأسهل، فمن بعد نزول نبوءة القديسة، خلصت إلى أنها ما عادت تحتاج إلى الامبراطورة في منح لورانس شرعيته، و بالتواطؤ مع الامبراطور أضرمت النيران في بلاطها. 

” إذا، لنذهب معاً، فأنا لن أقف في عرض طريق مساعيك” وأضاف بصوت منخفض:

فقال وهو محبط:” أحقاً؟ “

” ليست الإمبراطورة شخصا يُنظر نحوه نظرة استخفاف، حتى هذه اللحظة، ظلت أبواب بلاطها مغلقة في وجه الغرباء، ولو ذهبت لزيارتها بمفردك، فسوف تجذبين الانتباه إليك.”

“يا إلهي، أهذه جوهرة؟”

وما كانت ترغب في ذلك بالمقام الأول، وما عاد أمامها خيار سوى الإدلاء بموافقتها له. 

“لقد وصلت في الوقت المناسب!” 

       وعلى الرغم من أن الامبراطورة قد تلعب أهم دور في رفع مكانة لورانس، فإنها لم تكن تعلم عنها الكثير، ولعل السبب الأكبر هو أن ميرايلا دائما ما تقع في نوبة من الغضب متى ما سمعت سيرتها، وشيء آخر، فقد كانت الامبراطورة منغلقة للغاية على نفسها، وكل الخدم الذين يعملون في بلاطها اشخاصٌ يدينون لها بولاء مطلق إلى حد أن يضحوا بحياتهم من أجلها. وحتى الضيوف الذين يقصدونها هم أصدقاء مقربون، لا تستطيع رشوة احدهم بالمال أو نحو ذلك.

ومع ذلك، جاءها وهو يحمل صندوقاً، نظرت أليس بفضول نحو الصندوق وتناولته منه، ثم علقت متفاجئة:

     وقتذاك، كان بإمكانها استخدام أساليب أخرى مثل التهديد أو السحر النسائي لأجل خلق ثغرة، بيد أنها إختارت سلك الطريقة الأسهل، فمن بعد نزول نبوءة القديسة، خلصت إلى أنها ما عادت تحتاج إلى الامبراطورة في منح لورانس شرعيته، و بالتواطؤ مع الامبراطور أضرمت النيران في بلاطها. 

” لكن لا بأس، من الأفضل لو أخذته معي اليوم، لقد وضعت مهلة شهر لأني كنت أتوقع أن من الصعب العثور على بلورة عالية الصفاء كالتي جلبتها “

      وقد أُبلغت أن الامبراطورة لم تبرح مطرحها. لم تصبغ سكاكين القتلة المأجورين الذين كانوا يترصدون إنهاء حياتها إذا ما لاذت بالفرار من النيران بقطرة دم. وفي تلك اللحظة بالذات، أدركت أن الامبراطورة قد بلغت من اليأس الزبى كما يشاع فعلاً. 

ثم عاد يفرك بإصبعه السبابة على جبينه مرة أخرى وقال:

أعادت النظر في كل ما اقترفته يداها وقتئذ، ثم رفعت نظرها إلى سيدريك الجالس قبالتها، وحدثت نفسها: 

فردت بإقتضاب: “سوف ارتدي ملابس غامقة اللون، ضعي ما بيدك جانباً، إن آخر ما يهمني في لقاء هذا اليوم أن يكون مظهري جميلاً.”

<لن يغفر لي هذا الرجل شيئاً من هذا القبيل ما حييت>

“أي واحد نختار؟ أيهما الأفضل يا آنسة؟”

علي خلاف مقتل خادم بسيط، لن يمر أمرٌ كهذا شديد الخطورة دون أن يلحظه ولا ريب. ثم تفرست في ملامح وجهه وهو غارق في التفكير بهدوء، والرزانة تعلو وجهها.

فسألها:” هل أنهيت كل استعداداتك؟ “

 

 

للتواصل:https://twitter.com/Laprava1?t=HVnWR0UJPN2o_D8ezS1eOg&s=09

      وعندما سمعت أليس تلك الملاحظة، أخذت الصندوق، وفي لمح البصر، أسرعت إلى العربة تسبقهم حتى تضعه أولا. ومضى الإثنان إلى الأسفل عبر السلالم ببطء، ومن ثمة ساعدها على الصعود إلى العربة، وبعد أن جلسا سويا وأغلق الباب من خلفها، سألته قائلة:

 “أنه لأمر عجاب، ألست ذاهبة إلى هناك لألقاء التحية عليها لأنك خطيبتي، فلماذا تودين الذهاب بمفردك إذاً؟” 

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط