نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

The Empty Box and Zeroth Maria 18

آخر فصل من المجلد الأول

آخر فصل من المجلد الأول

” لماذا جعلتنا نصل إلى هذه الحالة؟ “
لا توجد اجابة
وجه هارواكي مخفي تحت المظلة ثانيةً
لم يقل شيئاً، على الأرجح لا يريد ذلك
” لقد نسيت التفاصيل، لكن أنت و أنا أصبحنا صديقين من مدة ليست بطويلة بعدما أتيت لهذه المدرسة، و بعدها قدمتني لكوكوني و دايا، بدونك كانت حياتي المدرسية لتكون مملة، أدين لك بالكثير “
ليس لدي خيار سوى أن أواصل الحديث
” لم تمضي سنة على صداقتنا حتى “
” لذا تريد القول أن لا شيء من هذا مفاجئ؟ “
هززت رأسي نافياً، ليس و كأن هارواكي يستطيع رؤيته على أي حال
” هناك أشياء كثيرة لا أعلمها، لكن هناك أيضاً أشياء أعلمها، و هناك شيء واحد أنا متأكد منه “
حان الوقت لأطرح كل شيء
” هارواكي اوسوي ما كان ليقدر على دفعنا للحافة هكذا “
يمكنني رؤية وجهه ثانية
هو ينظر إلي بأعين واسعة
” لذا… “
أخيراً قلتها
” لذا… من تكون أنت؟ “

” لماذا جعلتنا نصل إلى هذه الحالة؟ “ لا توجد اجابة وجه هارواكي مخفي تحت المظلة ثانيةً لم يقل شيئاً، على الأرجح لا يريد ذلك ” لقد نسيت التفاصيل، لكن أنت و أنا أصبحنا صديقين من مدة ليست بطويلة بعدما أتيت لهذه المدرسة، و بعدها قدمتني لكوكوني و دايا، بدونك كانت حياتي المدرسية لتكون مملة، أدين لك بالكثير “ ليس لدي خيار سوى أن أواصل الحديث ” لم تمضي سنة على صداقتنا حتى “ ” لذا تريد القول أن لا شيء من هذا مفاجئ؟ “ هززت رأسي نافياً، ليس و كأن هارواكي يستطيع رؤيته على أي حال ” هناك أشياء كثيرة لا أعلمها، لكن هناك أيضاً أشياء أعلمها، و هناك شيء واحد أنا متأكد منه “ حان الوقت لأطرح كل شيء ” هارواكي اوسوي ما كان ليقدر على دفعنا للحافة هكذا “ يمكنني رؤية وجهه ثانية هو ينظر إلي بأعين واسعة ” لذا… “ أخيراً قلتها ” لذا… من تكون أنت؟ “

” أنت تراوغ! لا تكن جاداً لا أحد سينخدع بذلك، أيها الوغد المحضوض كازومي أصبحت ألطف هذه الأيام “

” هل لديك أمنية؟ “ ” هذا الصندوق يمكنه تحقيق أي أمنية “

هارواكي قال هذا بإهمال سابقًا
كانت تلك المرة الأولى التي لاحظت فيها أن هناك شيئاً خاطئاً
الفصل الرافض لديه قوانين معينة، لا أحد يمكنه ملاحظة أي تغير يحدث لموجي، لا يمكن لأحد حتى أن يلاحظ أن آيا اوتوناشي أخذت مكانها، لهذا تساءلت
لماذا قال هارواكي انها تبدو ألطف من قبل؟ (شكل موجي الحقيقي و شكل ماريا التي تلعب دورها، كيف عرف هارواكي الفرق و حتى انه قارنهما؟)
هذا ليس كل شيء
هارواكي تم رفضه
حتى أنا نسيت أمره، لكني تمكنت من تذكره لاحقاً
ظننت أن ذلك بسبب كونه صديقي المفضل، مع هذا، لماذا لم أقدر على تذكر أي شخص آخر غيره من بين الذين تم رفضهم؟
انها مجرد نظرية، لكن ماذا لو لم انسى هارواكي لأن احداً آخر كان في جسده؟
هذه نظرية مليئة بالثغرات و ليست حتى قوية كفاية ليتم تصديقها، لكن هذا غير مهم الآن
فقد تذكرت
لقد استحظرت ذكرى لم يكن يفترض بها ان تعود

” أخبرني ماذا تريد “

” هل لديك أمنية؟ “
” هذا الصندوق يمكنه تحقيق أي أمنية “

” لماذا جعلتنا نصل إلى هذه الحالة؟ “ لا توجد اجابة وجه هارواكي مخفي تحت المظلة ثانيةً لم يقل شيئاً، على الأرجح لا يريد ذلك ” لقد نسيت التفاصيل، لكن أنت و أنا أصبحنا صديقين من مدة ليست بطويلة بعدما أتيت لهذه المدرسة، و بعدها قدمتني لكوكوني و دايا، بدونك كانت حياتي المدرسية لتكون مملة، أدين لك بالكثير “ ليس لدي خيار سوى أن أواصل الحديث ” لم تمضي سنة على صداقتنا حتى “ ” لذا تريد القول أن لا شيء من هذا مفاجئ؟ “ هززت رأسي نافياً، ليس و كأن هارواكي يستطيع رؤيته على أي حال ” هناك أشياء كثيرة لا أعلمها، لكن هناك أيضاً أشياء أعلمها، و هناك شيء واحد أنا متأكد منه “ حان الوقت لأطرح كل شيء ” هارواكي اوسوي ما كان ليقدر على دفعنا للحافة هكذا “ يمكنني رؤية وجهه ثانية هو ينظر إلي بأعين واسعة ” لذا… “ أخيراً قلتها ” لذا… من تكون أنت؟ “

هذه كانت كلمات المخلوق الذي كان يشبه اي شخص و لا احد في الوقت ذاته

” أخبرني ماذا تريد “

 

هيّأت نفسي لأنطق بالإسم، إسم الكائن الذي يمنح الصناديق
و ذلك الإسم هو…
” او“
في اللحظة التي خرج فيها الاسم من فمي، هارواكي تلاشى من على وجهه
” هيه-هيه“
ليس و كأن ملامحه تحولت، بل لم يعد هناك أثر لهارواكي على ذلك الوجه المبتسم، و كأنه مجرم تنكر في جلد هارواكي
في النهاية، الشبح الذي كنا نطارده طويلاً قد كُشف أخيراً
او
” سحقاً، لا أحد باستثناء مالك الصندوق يُفترض به أن يتذكر ذلك الإسم، هذا غريب “
” لقد كنت مهملاً بزلات اللسان تلك “
” مهملاً؟ أنا؟ لا شيء مما فعلته كان مهملاً، أنت الغريب هنا بتمكنك من العثور علي رغم اني لم أترك أثراً “
” هل أنا كذلك؟ “
” إذا تريد القول أن أي شخص لا يتصرف كما يفترض به، تعتبره أنت ممسوساً أو أنه شخص آخر كلياً ؟ “
هذا غير صحيح، لا يهم كم تبدو تصرفات الشخص غريبة، أنت تظن أنه شخص آخر فهذا غير طبيعي
” على كل حال، أنت عثرت عليّ، هذا يعني أنك تعلم بأني السبب الرئيسي في ما يحدث هنا، مع هذا لا أحد يفترض به أن يتذكر “
” في تلك الحالة، لماذا تذكرتك أنا؟ “
”بالفعل لماذا؟ لست أدري السبب، ربما وجود آيا اوتوناشي له علاقة بذلك… اوه هذا صحيح، لقد سألتني عما أريده، سأخبرك فلست أحاول إخفاء الأمر أو شيء كهذا، كل ما أريده هو أن أراقبك عن قرب “
هذه الكلمات أثارت شعوراً معيناً في داخلي
أجل هاهو مجدداً، الشعور ذاته بعدم الراحة الذي أصابني عندما قابلت او للمرة الأولى
ماهو؟ ماهو هذا الشعور؟
”… أخشى أنني لا أفهم، لماذا قد تدفع موجي لفعل هذه الأشياء؟ “
” ما دفعني للتلاعب بالمالك؟ أخبرتك أن كل هذا حصل لأني رغبت في مراقبتك، لكن يبدو أن علي أن أبسّط أكثر “
او بدأ بالشرح مستمتعاً
” أردت أن أعرف كيف ستكون ردة فعلك تجاه صندوق شخص آخر، عندما حققت أمنية كازومي موجي بإعادة الماضي، كنت على غير المتوقع مسروراً، بعد كل شيء لقد كانت فرصة ثمينة لمراقبتك لفترة طويلة و أنت تتعرض لتأثيرات الصندوق، لكن لم يمضي الكثير حتى اكتشفت كم كنت مخطئاً و السبب انني رغبت في مشاهدة انواع مختلفة من الحالات قدر الإمكان ، لكن للأسف هذا الصندوق الذي تسمونه الفصل الرافض لم يقدر على خلق أنماط مختلفة مما جعل الجميع يتبعون المسار ذاته من التصرفات بمن فيهم أنت، لم يكن مهماً سواء استطاعت كازومي موجي و آيا اوتوناشي الحفاظ على ذكرياتهم أم لا، إن لم تقم أنت، العنصر الحاسم و المهم، بالاحتفاظ بذكرياتك فلا شيء من هذا يعنيني على الإطلاق “
شعوري بعدم الراحة تضخم أكثر لدرجة أني لففت ذراعي حول جسدي لأبقيه تحت السيطرة
” لهذا قررت التدخل بنفسي، أخذت مكان هارواكي اوسوي، الشخص الذي كان في المكان الأمثل للتأثير على ثلاثتكم، باستخدام هارواكي اوسوي، آيا اوتوناشي و كازومي موجي، يمكنني جعلك تبقي على ذكرياتك و التحكم بمسرح الأحداث كما أشاء، ثمرة جهدي كانت رؤيتك بالشكل الذي أريده “
” مما يعني أنك من دفع موجي لقتلي؟ “
” نعم، لأنني رغبت في رؤية ردة فعلك عندما تكون على وشك الموت على يد من تحب “
موجي عانت لوقت طويل، طويل جداً، فقط لهذا السبب؟
” مع أن حبك لها مزيف، فأنا من جعلك تحمل تلك المشاعر تجاهها “
” ماـــ؟ “
مشاعري كانت مزيفة… ؟
” اوووه؟ و ها أنا ذا كنت متأكداً بأنك اكتشفت هذا بالفعل، لكن يبدو أنك لم تلحظ، هيه-هيه… إنها لحظات كهذه التي تجعل التواجد هنا عن قرب و شخصياً أمراً يستحق العناء، في الحقيقة يمكنني مراقبتك من خارج الصندوق، لكن لو لم أكن هنا معك لفاتتني ردات الفعل المدهشة هذه، مشاهدة شيء من خارج الصندوق تجعله يبدو بعيداً، انه أمر مزعج، كأنك تنظر إلى الأرض من الفضاء، يمكنني رؤية كل شيء لكن من الصعب أن لا تفوتك بعض التفاصيل الدقيقة، ربما تكون مصادفة سعيدة و لكني و جدت أن مراقبتك مباشرة من مكان هارواكي اوسوي أمراً ممتعاً “
أخيراً فهمت الشعور الذي كنت أحمله كل هذا الوقت
الخوف
طبعاً لقد سبق و جربته من قبل، لكن هذا رعب من نوع آخر، لدرجة أني عاجز على فهمه
” إذا، كازوكي هوشينو، مالذي تنوي فعله الآن؟ “
لا يمكنني تشكيل الكلمات
الآن و أنا أعي خوفي، لا يمكنني الكلام
” هل ظننت حقاً أن اكتشاف وجودي بداخل هارواكي اوسوي سيحل أي شيء؟ لو كنت بشرياً مجرماً، كل ما كنت بحاجة لفعله هو تسليمي للشرطة، كان هذا ليكون كافياً لحل المشكلة لكن الأمر لا يسير هكذا معي أنا، هدفك هو إعادة كل شيء لطبيعته، التحدث معي هكذا لن يغير أي شيء “
أنا في خطر، مقابلة او أصبحت أخطر تهديد يواجهني هنا
” لهذا لم أحاول إخفاء هويتي كهارواكي اوسوي أكثر مما أحتاج، اوه أجل لقد استحوذت على ملكية الصندوق من مالكته كازومي موجي، أستطيع حتى اظهاره لك هنا لكن هذا ايس ضرورياً، ليس عليّ إعطاؤك الصندوق فقط لأنك تذكرت أنني موجود، و بالتأكيد أنت لا تمتلك القوة لإجباري على ذلك “
او مهتم بشأني، لكنه ذاك النوع من الإهتمام الذي تبديه لموضوع تجربة، لا أكثر من ذلك، لا أدري كيف أتعامل مع شخص يراني هكذا
لذا…
” نعم، أنت على حق “
بالطبع لست أنا الشخص الذي قد يأتي برد كهذا
” ليس لديه القوة لفعل ذلك “
او نظر إلي بحثاً عن مصدر الصوت، هو محق فالصوت آت من داخل حقيبتي
بوق شاحنة دوى في المكان، لحقه هدير محرك، و من ثم أمكننا رؤية المركبة العملاقة تقترب، او يراقبها دون أي علامات ذعر، انها الشاحنة التي سئمنا من رؤيتها، و هاهي الآن تقترب نحونا
ماريا جالسة بمقعد السائق
” كنت آمل أن ألتقيك ثانيةً او “
ماريا تتحدث من خلال الهاتف المخبأ داخل حقيبتي والذي كان متصلاً بهاتفها منذ البداية
الشاحنة تقترب لكن لا أحد منا تحرك، سمعت صرير المكابح، المطر تجعل من تخفيض السرعة أمراً صعباً، كما توقعت الشاحنة مازالت تتقدم نحونا، مع ذلك او لم يقم بخطوة واحدة حتى، رؤيته تجعلني عاجزاً عن الحركة و منع نفسي من إغلاق عيناي
صوت المكابح تلاشى
فتحت عيناي لأجد الشاحنة أمامهما مباشرةً،بالمعنى الحرفي
او ابتسم ثم استدار نحو مقعد السائق
” و ماهو الهدف من هذا العرض السخيف؟ “
” إنها طريقتي في الترحيب بك، للأسف لم يتم سحقك مثل موجي “
صوت ماريا كان يأتي من الحقيبة و من أمامنا
نزلت من الشاحنة، أزالت السماعة ثم أنهت الاتصال
ماريا كانت تقف أمامنا، غير مكترثة للمطر، كل تركيزها كان على او
” إذا كنت تستمعين لمحادثتنا كل هذا الوقت، أعتقد أنك غير مهتمة بسماع خطتي (بما انها تعلم مسبقا خطته فهو يعتقد ان ماريا من قامت بكشفه) ، للأسف كنت آمل أن أرى وجه كازوكي هوشينو اليائس لفترة أطول “
” كنت أستمع جيداً لخطتك، لكن كازوكي من اكتشف هويتك منذ البداية لست أنا “
لم تكن هذه نيتي، لم أكن أعلم متى أخبرها بما اكتشفت، لذا اخترت الوقت الذي يتعاون فيه هارواكي معنا كي أخوض هذه المحادثة
” لقد كان هذا ذكياً منه، لو كنت أنا معكما هنا لواصلت التمثيل “
” لماذا تظنين ذلك؟ أنت صندوق و لكن لا تعتقدي أن هذا يجعلك قادرة على فعل أي شيء “
” اوه أنت لا تعلم؟ جهودي الآن كلها ضاعت هباءاً، دعني أسألك، هل أنت تعلم بشأن السعادة المزيفة خاصتي؟ “ (السعادة المزيفة هو اسم صندوق ماريا مثل الفصل الرافض الخاص بموجي)
” نعم بالطبع، و أعلم جيداً أنه لن يؤثر بأي شيء علي “
” هيه-هيه-هيه، طبيعتك الغير بشرية نبقيك عاجزاً عن فهمنا، أرى ذلك، ربما هذا سيساعد، أنا مستعدة لفعل أي شيء للتخلص منك “
تعابير او تحولت لابتسامة ضعيفة ” كل ما يمكنك فعله هو احتجاز الآخرين داخل صندوقك، مالذي يجعلك تظنين أن بإمكانك استخدامه عليّ؟ “
” أنت لم تفهم بعد سبب اختياري لكازوكي أليس كذلك؟ “
سماع اسمي جعلني أعود إلى وعيي، او نظر إلي بأعين على الأغلب يفترض بها أن تحمل نظرة لطيفة لكنها في الواقع مخيفة
”… فهمت “
او يواصل الابتسام
ماريا رمقته بنظرة غاضبة بينما أكملت
” يبدو أنك فهمت الآن، كازوكي يمتلك القدرة على استخدام الصناديق، يمكنه حتى استخدام صندوقي السعادة المزيفة، إن فعل، أنا متأكدة أنه سيتمنى حياة طبيعية من دون أي شوائب تعكرها مثلك أنت و الصناديق “
هذا هو الجزء حيث يجب على او أن يقاوم، بدل ذلك، أعينه توجهت للأسفل في أسف، دون أي أثر للهزيمة أو القلق فيهما
” أعتقد أنك لن تتغيري، أليس كذلك؟ “
هذه كانت كلمات او لماريا، رغم انها عثرت عليه بعد 27755 دورة في الفصل الرافض، هذا كان كل ما سمعته منه
” ألا تعلمين أن تخلصك مني سيؤدي لاختفائك أنت أيضاً كونك صندوق ؟ “
كلمات او لم تؤثر في ماريا
” أعلم ذلك مسبقاً “
” أنا متأكد بأنك تفعلين “ او لايزال يبدو حزيناً و غير مبال بشأن مسألة الاختفاء للأبد في الوقت ذاته ” مازلتي عاجزة عن العيش بنفسك أليس كذلك؟ كل ما يمكنك فعله هو التصرف بناءاً على مصلحة الآخرين ، لابد أن وجودك بائس للغاية، أنا حقاً أشفق عليكِ، أنا حقاً أفعل “
” لا أحتاج شفقتك “
” في البداية ظننت أن أن جوانب وجودك هذه مثيرة للاهتمام لكن الآن لم أعد أكترث لك، بشري لا يمتلك رغبات ليس أكثر من مجرد آلة، مراقبتك لا تعد أكثر من مراقبة مكنسة كهربائية، لا شيء قد يصيبني بالملل أكثر “
ماريا أطبقت فكيها غاضبة، يمكنني أن أخمن لما، لقد اعترفت باو كعدو لها، و في النهاية كل ما فعله هو نبذها و الإشفاق عليها
” حسناً “ او تكلم ” أنا أيضاً لا أحبّذ فكرة الإختفاء للأبد، لنعقد صفقة، سأسلمكم الصندوق و في المقابل ستتركوني أذهب، هل هذا عادل كفاية؟ “
”… همف ، حتى في وجه الإبادة، نظرتك للمساومة تبقى أنانية “
” يجب أن تكوني ممتنة كوني أجاريكم في تهديدكم الصغير هذا، مع ان لا فرصة لك كي تفهمي، لا يوجد ضمان ان كازوكي هوشينو سيستخدم صندوقك كما تظنين، و حتى لو فعل أنا لن أختفي كما تدّعين، أنا فقط أقوم بهذه المساومة كتنازل مني من داعي الاحترام لكازوكي الذي اكتشف وجودي “
” أنت تتحدث عن الاحترام؟ كل ما قدمته لكازوكي هو هذا القفص المتهالك الذي احتجزته فيه كل هذا الوقت، يمكنك احتواء ذلك كما شئت، أنا متأكدة بأنك كنت على وشك رميه جانباً و استبداله بلعبة أخرى “
” لن أرد، سأترك ذلك لمخيلتك“
” همف… كازوكي ،لا بأس معك بهذا؟ “
ماريا طلبت التأكيد مني، أعطيتها إياه بإشارة برأسي، أنا لا أمانع أي شيء طالما سينهي ذلك الفصل الرافض
” كازوكي هوشينو، هلاّ سمحت لي بإعطائك نصيحة أخيرة “
او يتحدث معي
” أنت بشري لا يبحث عن التغيير، غير أن معظم مستخدمي الصناديق يرغبون في أن يتغيروا، يرغبون في الحصول على شيء ما، يرغبون في التخلص من شيء ما، يتوقون لأن تتحقق رغباتهم، و هذا يعني أنه يوما ما حتى أنت سيكون عليك مواجهة طبيعتك الحقيقية هذه، كمستخدم للصناديق “
لست أفهم المقصد من كلامه لكني شعرت بالضيق
” كازوكي هوشينو، هل تعتقد أنك مختلف عنهم؟ “
لماذا يسألني هذا؟
”… أعتقد أنني طبيعي “
” فهمت، حسناً يؤسفني القول، أنت لست كذلك، لكن لا تزعج نفسك بالتفكير إن كان هذا يزعجك، الوقت الذي يستطيع فيه البشر البقاء مميزين لا يستمر طويلاً ، أشخاص كهؤلاء إما أن يتم رميهم جانباً من قبل الآخرين أو يتم إقحامهم في عفن المجتمع حتى يخسروا ما يجعلهم مميزين، لذا اهدأ أنا متأكد أنك ستكون من النوع الثاني “
الابتسامة لم تغادر وجه او كل هذا الوقت
” لهذا السبب أنت شخص بائس“
يبدو أن الكلمات تمنح هذا المخلوق الكثير من المتعة
” أصبحت الآن تعلم بوجود هذه الصناديق التي تكسر القواعد، في كل مرة تواجه فيها حالة تملؤك بالندم، سوف تفكر ‘فقط لو كان لدي صندوق…’ لايهم كم تحاول أن تنسى وجودهم، مؤسف بالنسبة لك، هم سيبقون دائماً هناك، و أنت لن تنسى أبداً بشأن الثغرات التي يمنحونها في الحياة، و في النهاية بينما تعيش و أنت تحمل هذه المعرفة، سوف يأتي يوم تكتشف فيه أنك تحتاج إلى صندوق “
تعابير او لا تتغير
أجل، تذكرت الآن…
لقد رفضت أخذ صندوق منه، و هذا لم يكن كافياً ليتركني، أنا مقيد بلعنة او
” ربما ستكون قد فقدت بالفعل ما يميزك عندما يحين الوقت الذي تحتاج فيه لصندوق، في تلك الحالة لن تقدر على استخدامه، احتمال حصول ذلك يحبطني قليلاً، لهذا من الآن فصاعداً أنا سأتدخل في حياتك و حياة من حولك، فقط بأقل قدر ممكن حتى يزداد اهتمامك باستخدام الصناديق “
مالذي كان يجب علي فعله كي أتفادى هذا كله ؟ غالباً لا شيء
أنا – لا، نحن جميعاً – قد انتهى أمرنا في اللحظة التي قابلنا فيها او
” لا داعي للخوف، حتى لو لم تعد مميزاً، فأنا لازلت سأمنحك صندوقاً عندما تحتاج إليه، هذا كاف بالنسبة لي، كل ما عليك فعله حينها أن تجعلني أسمع ذلك الصوت “
”… صوت؟ “
” أجل، أحب تلك الأصوات التي يصنعها البشر أكثر من أي صوت آخر، لكن هناك نغمة واحدة معينة أجدها بشكل خاص مبهرة، و هي الصوت الذي آمل أن تشاركه معي، همممم؟ و ماهي، أنت تسأل؟ ذوقي بسيط جداً كما ترى لذا أنا متأكد بأنك تعلم مسبقاً، لكني سأخبرك بكل حال… “
او قهقه ضاحكاً
”إنها نحيب القلب البشري “
و بهذا، او الذي يمثل هارواكي اوسوي اختفى، هناك صندوق صغير ملقي على الأرض حل مكانه، كل شيء بدأ يتغير بمجرد أن مددت يدي لأخذه
المشهد من حولنا بدأ يطوى، أستطيع رؤية جدران العالم، الأغلفة البيضاء التي تغطيهم تمزقت و تناثرت على الأرض كالغبار، رطوبة جائرة غطت بشرتي، أذناي مشوشتان، و رأسي يدور، يبدو أن شيئاً ما يتحطم، شيء ما يتكسّر، شيء ما يتحطم، شيء ما يتحطم، إنه اليأس

” هل لديك أمنية؟ “ ” هذا الصندوق يمكنه تحقيق أي أمنية “

( ملاحظة: يوجد مقطع موسيقي جميل من صنع الفانز خاص بموجي، ستجد الفيديو على منصة اليوتيوب و بعنوان hakomari Mogi’s theme قد تفضل الاستماع اليه بينما تقرأ ما تبقى )

هذه كانت كلمات المخلوق الذي كان يشبه اي شخص و لا احد في الوقت ذاته

المشهد المزيف قد زال أخيراً، كل ما تبقى غرفة مظلمة، إنها ضيقة جداً و خانقة، حتى أن نصف يوم هنا سيجعل أي شخص يصاب بالجنون
هذا على الأرجح ما يوجد داخل الصندوق
في الغرفة التي تشبه السجن، جلست هناك فتاة وحيدة تحضن ركبتيها بإحكام و تدفن وجهها بينهما
انها الفتاة التي أحبها
”… موجي “
ببطئ هي رفعت وجهها
” اوه… “
هذه العيون التي لطالما كانت خالية من الحياة، تحمل بداخلهما الآن بصيصاً من النور
” لا أصدق أن هذا يحدث “
الدموع سالت على خديها
شيء ما بدى غريباً و لم يمضي الكثير حتى عرفت السبب
”… لقد أتيت لإنقاذي حقاً “
هكذا إذا
هي تعلمت كيف تبكي مجدداً
” آسف موجي، لكن يجب علي أن أدمر الفصل الرافض “
” أعلم “
” و سأدع تلك الشاحنة تقتلك “
”… أعلم “ مسحت دموعها ” لا أهتم إن دمرت الصندوق، لا أهتم إن تركتني أموت، فقط أمهلني لحظة هناك شيء أريد إخبارك به “
موجي فتشت في حقيبتها، أخرجت منها شيئاً ثم خبأته بسرعة خلف ظهرها كي لا أراه
أعين ماريا ضاقت
” موجي، لا تقولي لي، أنت مازلت… “
دون إعارة ماريا أي اهتمام، موجي سارت نحوي، أيديها لا تزال خلف ظهرها
” موجي توقفي، لقد فات الأوان… “
” لا بأس ماريا “ لا أستطيع رؤية ما تخبئه موجي، لكن لدي فكرة عما قد يكون
ماريا رمقتني بنظرة تعجب، ثم توجهت خلف موجي، برؤيتها ما يوجد في يدها، ابتسامة منهكة ارتسمت على وجهها
” كازو، هل تؤمن أن بعض المشاعر لا تتغير أبداً ؟ “
هذا كان سؤال موجي
أعلم الإجابة طبعاً، لكنها قاسية على موجي
لا أستطيع قولها
ربما كانت إجابتي لتكون مختلفة لو لم أخض هذه التجربة داخل الفصل الرافض، لكني فعلت، و عشت ما يقارب الأبدية هنا، لذا أعرف جيداً ما هي الإجابة
” لا، لا أؤمن بذلك“
موجي انصتت جيداً لإجابتي
ثم ابتسمت
” أنت محق، و لا أنا كذلك“
نظرت إلى عينيها، يبدو أنها كانت تتوقع مني ذلك لأنها استمرت في الكلام مبتسمة
” اعتقدت أن مشاعري نحوك لن تتغير، لكن هذا لم يكن صحيحاً أبداً، الحب الذي كنت أمتلكه كان يُستنفذ، بدأت أكرهك و أراك كمصدر إزعاج، حتى أني حاولت قتلك، الآن أنا فهمت، طيلة هذا الوقت أنا كنت أعتمد عليك، كنت متشبثة بك على أمل أن تحررني يوماً ما من هذا المكان، لم أستطع تجاهلك، أعلم كم كانت مشاعري أنانية بشكل حقير، لم يكن لدي خيار سوى التفكير في نفسي، لم أصدق أن المشاعر لا تتغير لكني كنت متأكدة من أمر واحد خلال وجودي عالقة هنا “
موجي أعطتني عناقاً ضعيفاً متداعياً
ثم دسّت بالغرض الذي كانت تحمله في يدي
أستطيع الشعور بفمها يرتعش عند أذني
” أنا أحببتك كازو “
شفاه موجي اقتربت من شفتاي لكنهما توقفتا
شفتاها بقيتا هناك للحظة قبل أن تبعدهم
كدت أن أسألها لماذا لم تفعلي شيئاً لكني توقفت
نظرت لما أعطتني إياه
” اه… “
هذا هو السبب
باكتشاف السبب أطبقت على شفتي
كنت أتوقع شيئاً آخر تماماً
في يدي يوجد كيس اومايبو
كل شيء حتى اللحظة كان متوقعاً بما فيه تسليمها لي الاومايبو ، لكن هذه لم تكن نكهة الذرة التي أفضلها و التي كنت أنتظرها، هذه نكهة البرغر، النكهة الوحيدة التي لا أحبها، انها النكهة التي كان يفترض لموجي إعطاءها لي في الأصل
لماذا كان عناقها ضعيفاً؟ لماذا لم تقبلني؟
أعلم السبب، هذا ليس اعتراف حب من كازومي موجي التي من الفصل الرافض
موجي هذه لم تناديني سوى باسمي الثاني
هكذا كانت المرة الأولى التي اعترفت لي فيها، قبل أن تدخل الفصل الرافض
أريد إعادة الثاني من مارس مجدداً
موجي الآن تعيد تمثيل ندمي الأكبر في ذاك اليوم، الشيء الذي أردت أن أعيده
هل يفترض بي أن أعطيها الإجابة نفسها التي كانت في الثاني من مارس.. ؟
نظرت إلى موجي
هي تبتسم بلطف منتظرة الإجابة التي تعرفها جيداً
” أنا… “
لا يمكنني
لا أريد قول هذه الكلمات
أنا أحببت موجي حقاً، ربما او قام بجعلي أحمل هذه المشاعر فوق إرادتي، لكنها لا تزال مشاعر حقيقية
لماذا لا يُسمح لي سوى بقول الكلمات التي تسبب الأذى لموجي؟
الإجابة واضحة
أنا رفضت هذا الصندوق، أنا رفضت أمنية موجي، سأحولها إلى جسد ميت ملقي على قارعة الطريق بعد لحظات، لا أمتلك الحق في قول أي شيء لطيف لها
فتحت فمي
مازال النطق بالإجابة صعباً، بينما وقفت هناك أحرك فمي متردداً، بدأ شعور بالمرارة يغمرني
هذه كل الكلمات المتبقية لدي
” انتظري حتى يوم غد “
موجي نظرت للأسفل بحزن
لا يوجد سبب لأظن أنها لن تتأذى، لكن تعابيرها تغيرت بسرعة
” شكراً لك “
قالت ذلك مبتسمة
ابتسامة صادقة من أعماق قلبها
ابتسامة سبق و رأيتها في محادثة معها، عندما اكتشفت مشاعري تجاهها للمرة الأولى – عندما ازهر هذا الحب الذي أوشك على خسارته للمرة الأولى
إنها ذكرى ثمينة

” هل لديك أمنية؟ “ ” هذا الصندوق يمكنه تحقيق أي أمنية “

” هوشينو، هل ستناديني كازومي من الآن فصاعداً؟ “
” اه، لـ – لماذا تسألين هذا فجأة؟ “
” قد يكون هذا مفاجئاً لك، لكني رغبت في طلب هذا منك منذ وقت طويل “
” اوه… حسناً “
” إذا… هل ستفعل؟ “
” بـ – بالطبع… “
” و… ا-اوه، بـ – بالمناسبة… هـ – هل تسمح لي بمناداتك كازو؟ “
”… نعم، لا مشكلة “
” حسناً، حاول قولها “
”… كازومي “
”… مرة أخرى “
” كازومي “
”… شكراً لك “
” هاه؟!… مهلاً! لماذا تبكين… ؟! “
” اوه؟ أنا أفعل؟ “
” …أ-أجل“
” حسناً… ربما لأنني سعيدة جداً كازو “
و عندها كازومي ابتسمت، بعينين تملؤهما الدموع

هذه كانت كلمات المخلوق الذي كان يشبه اي شخص و لا احد في الوقت ذاته

لم أرى في حياتي ابتسامة كتلك، ابتسامة تملأها السعادة الصادقة
كانت كذلك المرة الأولى في حياتي التي أجعل فيها شخصاً ما مبتهجاً هكذا
كانت تجربة جديدة جعلتني سعيداً بدوري
اسعاد الآخرين هو ما يجعلك سعيداً
كنت مسروراً باكتشافي هذا الجانب من نفسي، و الفتاة التي علمتني هذا أصبحت ثمينة بالنسبة لي
قد يجعلني هذا أبدو شخصاً بسيطاً، لكن ابتسامة واحدة غيرت فيّ الكثير
لكن الآن أنا مستعد لمسح تلك الذكرى
سأطمس هذه المشاعر للأبد
لماذا يجب علي القيام بشيء كهذا، تدمير كل شيء بيدي أمر فضيع
مهما يكن فقد اتخذت قراري
الفصل الرافض سيختفي مع كل الجنون الذي كان يحمله، أليس كذلك؟
” ماريا، هل يمكنني طلب معروف؟ “
” نعم “
” لا بد أنك تعرفين ما أنا مقدم على فعله “
” بالطبع، لقد راقبتك أكثر من أي شخص آخر بعد كل شيء “
”لذا، مالذي سأفعله؟ أريدك أن تخبريني “
أنا متأكد أنها تعرف السبب الذي يجعلني أطرح عليها هذا السؤال
” أنت ستحطمه “
حتى في أوقات كهذه لا يمكنها قول الأمور بطريقة ألطف
” أنت ستحطم أمنية شخص آخر لمصلحتك الخاصة، و لن تتراجع عن ذلك “
إنها محقة، أعتقد أن هذا هو الخيار الصائب
” لهذا أنت ستحطم الصندوق “
مسحت دموعي بيدي اليسرى بأكملها
” أنت محقة “
وقفت أمام أحد الجدران
انها جدران رمادية رقيقة، كأنها مصنوعة من الورق، لا توجد قوة متبقية في هذا الصندوق، انه فقط يتغذى على ذكرياتي
أريد أن أستدير و أرى كازومي للمرة الأخيرة، لكن لدي شعور انه أمر لا يجب علي فعله
لتهديم أمنية كازومي، لتهديم ذكرياتي، أنا رفعت يدي
” شكراً لك، علمت أنك ستخرجني من هذا المكان في النهاية “
توقفي
لا يفترض بها أن تكون ممتنة، أنا فقط أحطم هذا المكان، أدوس على أمنيتها و أجعلها في طي النسيان
أنا آسف
أرجوك سامحيني لأني عاجز على إنقاذك
تجاهلت كلماتها
ابتسامتها تلك كانت كافية لتمنحني الثقة للقيام بما علي القيام به
” آآ ـــــــــــــــه!! “
مزمجراً بأعلى صوت ممكن، ضربت الحائط بكل قوتي
صوت هائل دوى خلال الجدار، ثم تبعثر كالزجاج
أستطيع رؤية كازومي وسط الشظايا التي تتساقط
ابتسمنا إلى بعضنا بسعادة
القطع سقطت، تحطمت، ثم تحولت إلى غبار
ضوء أبيض سطع من خارج الجدران، في كل مرة تسقط فيها قطعة، الضوء يلتهم الظلام أكثر
في النهاية النور غطى كل شيء، لم أعد أرى شيئاً
أو هكذا ظننت، لسبب فضيع، يمكنني رؤية كازومي بوضوح، في المكان الذي كانت فيه قبل أن يبدأ كل هذا
ملقية على الطريق و مغطاة بالدماء، ألمها و معاناتها ظاهران لدرجة أني عاجز على النظر بعيداً، لكنها تبتسم، هي تحاول بكل ما تبقى لديها أن تبتسم لأجلي
فتحت فمي لأتكلم
” وداعاً “
الضوء الأبيض النقي التهمنا جميعاً، و من ثم اختفينا
أشعة الضوء تمر من خلالي، بعنف تلتهم كل قطعة من جسمي، تحفر طريقها إلى داخلي و تقوم باستهلاكي، أعضائي، دمي، قلبي، عقلي، كل شيء أصبح أبيض اللون، الضوء وجد طريقه حتى نحو ذكرياتي، مبيضاً إياهم أيضاً، ذكرياتي المزيفة و لكن الثمينة في الوقت ذاته، مشاعري الجديدة، العالم الذي تشاركناه معاً – كل شيء تلاشى
كله تلاشى…
كله تلاشى…
كله تلاشى…

( ملاحظة: يوجد مقطع موسيقي جميل من صنع الفانز خاص بموجي، ستجد الفيديو على منصة اليوتيوب و بعنوان hakomari Mogi’s theme قد تفضل الاستماع اليه بينما تقرأ ما تبقى )

 

” أخبرني ماذا تريد “

المرة 1 (بداية الفصل الرافض) :
” أنا آيا اوتوناشي، سعدت بلقائكم “
الطالبة المنتقلة ابتسمت بشكل ضعيف
جمالها يصدر تموجات خلال الفتيات الأخريات، و في حين تظن أن الفتيان سيكونون متحمسين أيضاً، فهم بالكاد أظهروا أي ردة فعل من الصدمة
أنا لم أكن استثناءاً، لم أرى فتاة بجمالها من قبل، لا أعتقد أني قادر على الإشاحة بنظري حتى لو رغبت في ذلك، أعيننا تقابلت، و نظرتها سحبتني إليها دون أي مقاومة مني، يبدو أنها معتادة على ردة الفعل هذه، اعطتني ابتسامة سريعة بينما كنا ننظر إلى بعضنا
أشعر بالدوار
أعتقد أني سأقع في حبها، حتى و أنا أعلم أنها مستحيلة بالنسبة لي، كأنها أتت من عالم آخر، ربما أبدو ضعيفاً و أنا أقول هذا لكن أي شخص آخر كان ليشعر بالمثل
” دعوني أبدأ بقول هذا، لا! “
الابتسامة لم تفارق وجهها
” أنا، آيا اوتوناشي، لا أريدكم أن تعاملوني بلطف “
الصمت خيم على الفصل
بكلمات قليلة أسكتت ضجة زملائها، كأنها ألقت بتعويذة سحرية
” أرجو أن لا تسيؤوا فهمي، لو كان الأمر باستطاعتي لأردت أن أصبح صديقة لكم، لكن هذا غير ممكن الآن، دعوني أشرح لماذا… “
وجهها اصبح كئيباً،لكنها أكملت بصوت هزيل
” وجودي كآيا اوتوناشي لن يكون سوى وهم “
لا أفهم ما تقول، لكن شيء ما بخصوص نبرة صوتها تجعلني متوتراً
” لم يكن يفترض بنا أن نلتقي، من وجهة نظر كل واحد منا، نحن جميعاً في حلم، السبب الذي يجعلني طالبة منتقلة غبر معروف لكنكم لا تعرفونني و في النهاية سنعود إلى هذه الحالة دائماً، يجب علي أن أمتنع عن تشكيل أي علاقات أو روابط مع أي منكم، أنا حقاً مجرد وهم بينكم، لكني أفتخر بكوني وهم، هذا يسبب لي الألم من حين لآخر، لهذا علي أن أتقبل ذلك، إن تغلب علي عبئ كوني مجرد وهم فسأخسر نفسي في هذا العالم المزيف الذي يتكرر “
لا أفهم شيئاً مما تقول، لكني متأكد من أنها جادة و لن تدع أحداً يسخر منها
” لقد تخليت عن اسمي الحقيقي في هذا الصندوق كي أتمكن من التواجد هنا كوهم، شعرت ان استخدام اسمي الحقيقي سيعيقني و يذكرني دائماً بهويتي الحقيقية، إن فشلت في مقاومة تأثير التكرارات هنا لمرة واحدة فسنعلق كلنا في هذا المكان للأبد “
نبرتها ازدادت شدة
” لهذا علي أن أتواجد كوهم، كآيا اوتوناشي “
اه، لقد فهم، ليس كل شيء لكن يبدو انها ليست آيا اوتوناشي بعد، هي ستصبح كذلك بدءاً من الآن
أنا متأكد أن هذا ضد إرادتها، أنا متأكد أنه أمر لا تريده
لكن رغم ذلك عليها أن تأخذ هذه الهوية
” أنا لست قوية “ قالت بمرارة ” هناك أوقات سأرغب فيها بالتذمر و أن أظهر ضعفي، لكن ان فعلت ذلك خلال الطريق الذي أمامنا فسأتوقف عن كوني آيا اوتوناشي، لذلك و كي أتأكد من أن ذلك لن يحصل، سأعترف بضعفي هنا و الآن، أنا… “
مصادفة، نعم، انها مصادفة، لكن مع ذلك، بمجرد أن بدأت الكلام أعينها وقعت علي
” أنا أريد شخصاً ما ليقف بجانبي “
ثم ابتسمت لي
” سأعرف نفسي مجدداً “
عندما تكلمت، بدى و كأنها تقدم نفسها إلى نفسها و ليس لنا
” أنا آيا اوتوناشي، سعدت بلقائكم جميعاً، في كل مرة من المرات القادمة التي ستأتي “
آيا اوتوناشي انحنت للفصل كله
غير متأكدين مما يجب عليهم فعله، الجميع بقي دون النطق بكلمة
لهذا بدأت التصفيق بنفسي
صوت يداي تصفقان قد غمر الفصل كله
في النهاية شخص ما انظم إلي، و من ثم شخص آخر، ثم آخرون، صوت التصفيق تضخم، بمجرد أن أصبح الجميع يصفق لها، هي رفعت وجهها
هي لا تبتسم بعد الآن
هي تقف بشجاعة، تواجه ما ينتظرها بقبضة محكمة

هارواكي قال هذا بإهمال سابقًا كانت تلك المرة الأولى التي لاحظت فيها أن هناك شيئاً خاطئاً الفصل الرافض لديه قوانين معينة، لا أحد يمكنه ملاحظة أي تغير يحدث لموجي، لا يمكن لأحد حتى أن يلاحظ أن آيا اوتوناشي أخذت مكانها، لهذا تساءلت لماذا قال هارواكي انها تبدو ألطف من قبل؟ (شكل موجي الحقيقي و شكل ماريا التي تلعب دورها، كيف عرف هارواكي الفرق و حتى انه قارنهما؟) هذا ليس كل شيء هارواكي تم رفضه حتى أنا نسيت أمره، لكني تمكنت من تذكره لاحقاً ظننت أن ذلك بسبب كونه صديقي المفضل، مع هذا، لماذا لم أقدر على تذكر أي شخص آخر غيره من بين الذين تم رفضهم؟ انها مجرد نظرية، لكن ماذا لو لم انسى هارواكي لأن احداً آخر كان في جسده؟ هذه نظرية مليئة بالثغرات و ليست حتى قوية كفاية ليتم تصديقها، لكن هذا غير مهم الآن فقد تذكرت لقد استحظرت ذكرى لم يكن يفترض بها ان تعود

هيّأت نفسي لأنطق بالإسم، إسم الكائن الذي يمنح الصناديق و ذلك الإسم هو… ” او“ في اللحظة التي خرج فيها الاسم من فمي، هارواكي تلاشى من على وجهه ” هيه-هيه“ ليس و كأن ملامحه تحولت، بل لم يعد هناك أثر لهارواكي على ذلك الوجه المبتسم، و كأنه مجرم تنكر في جلد هارواكي في النهاية، الشبح الذي كنا نطارده طويلاً قد كُشف أخيراً او ” سحقاً، لا أحد باستثناء مالك الصندوق يُفترض به أن يتذكر ذلك الإسم، هذا غريب “ ” لقد كنت مهملاً بزلات اللسان تلك “ ” مهملاً؟ أنا؟ لا شيء مما فعلته كان مهملاً، أنت الغريب هنا بتمكنك من العثور علي رغم اني لم أترك أثراً “ ” هل أنا كذلك؟ “ ” إذا تريد القول أن أي شخص لا يتصرف كما يفترض به، تعتبره أنت ممسوساً أو أنه شخص آخر كلياً ؟ “ هذا غير صحيح، لا يهم كم تبدو تصرفات الشخص غريبة، أنت تظن أنه شخص آخر فهذا غير طبيعي ” على كل حال، أنت عثرت عليّ، هذا يعني أنك تعلم بأني السبب الرئيسي في ما يحدث هنا، مع هذا لا أحد يفترض به أن يتذكر “ ” في تلك الحالة، لماذا تذكرتك أنا؟ “ ”بالفعل لماذا؟ لست أدري السبب، ربما وجود آيا اوتوناشي له علاقة بذلك… اوه هذا صحيح، لقد سألتني عما أريده، سأخبرك فلست أحاول إخفاء الأمر أو شيء كهذا، كل ما أريده هو أن أراقبك عن قرب “ هذه الكلمات أثارت شعوراً معيناً في داخلي أجل هاهو مجدداً، الشعور ذاته بعدم الراحة الذي أصابني عندما قابلت او للمرة الأولى ماهو؟ ماهو هذا الشعور؟ ”… أخشى أنني لا أفهم، لماذا قد تدفع موجي لفعل هذه الأشياء؟ “ ” ما دفعني للتلاعب بالمالك؟ أخبرتك أن كل هذا حصل لأني رغبت في مراقبتك، لكن يبدو أن علي أن أبسّط أكثر “ او بدأ بالشرح مستمتعاً ” أردت أن أعرف كيف ستكون ردة فعلك تجاه صندوق شخص آخر، عندما حققت أمنية كازومي موجي بإعادة الماضي، كنت على غير المتوقع مسروراً، بعد كل شيء لقد كانت فرصة ثمينة لمراقبتك لفترة طويلة و أنت تتعرض لتأثيرات الصندوق، لكن لم يمضي الكثير حتى اكتشفت كم كنت مخطئاً و السبب انني رغبت في مشاهدة انواع مختلفة من الحالات قدر الإمكان ، لكن للأسف هذا الصندوق الذي تسمونه الفصل الرافض لم يقدر على خلق أنماط مختلفة مما جعل الجميع يتبعون المسار ذاته من التصرفات بمن فيهم أنت، لم يكن مهماً سواء استطاعت كازومي موجي و آيا اوتوناشي الحفاظ على ذكرياتهم أم لا، إن لم تقم أنت، العنصر الحاسم و المهم، بالاحتفاظ بذكرياتك فلا شيء من هذا يعنيني على الإطلاق “ شعوري بعدم الراحة تضخم أكثر لدرجة أني لففت ذراعي حول جسدي لأبقيه تحت السيطرة ” لهذا قررت التدخل بنفسي، أخذت مكان هارواكي اوسوي، الشخص الذي كان في المكان الأمثل للتأثير على ثلاثتكم، باستخدام هارواكي اوسوي، آيا اوتوناشي و كازومي موجي، يمكنني جعلك تبقي على ذكرياتك و التحكم بمسرح الأحداث كما أشاء، ثمرة جهدي كانت رؤيتك بالشكل الذي أريده “ ” مما يعني أنك من دفع موجي لقتلي؟ “ ” نعم، لأنني رغبت في رؤية ردة فعلك عندما تكون على وشك الموت على يد من تحب “ موجي عانت لوقت طويل، طويل جداً، فقط لهذا السبب؟ ” مع أن حبك لها مزيف، فأنا من جعلك تحمل تلك المشاعر تجاهها “ ” ماـــ؟ “ مشاعري كانت مزيفة… ؟ ” اوووه؟ و ها أنا ذا كنت متأكداً بأنك اكتشفت هذا بالفعل، لكن يبدو أنك لم تلحظ، هيه-هيه… إنها لحظات كهذه التي تجعل التواجد هنا عن قرب و شخصياً أمراً يستحق العناء، في الحقيقة يمكنني مراقبتك من خارج الصندوق، لكن لو لم أكن هنا معك لفاتتني ردات الفعل المدهشة هذه، مشاهدة شيء من خارج الصندوق تجعله يبدو بعيداً، انه أمر مزعج، كأنك تنظر إلى الأرض من الفضاء، يمكنني رؤية كل شيء لكن من الصعب أن لا تفوتك بعض التفاصيل الدقيقة، ربما تكون مصادفة سعيدة و لكني و جدت أن مراقبتك مباشرة من مكان هارواكي اوسوي أمراً ممتعاً “ أخيراً فهمت الشعور الذي كنت أحمله كل هذا الوقت الخوف طبعاً لقد سبق و جربته من قبل، لكن هذا رعب من نوع آخر، لدرجة أني عاجز على فهمه ” إذا، كازوكي هوشينو، مالذي تنوي فعله الآن؟ “ لا يمكنني تشكيل الكلمات الآن و أنا أعي خوفي، لا يمكنني الكلام ” هل ظننت حقاً أن اكتشاف وجودي بداخل هارواكي اوسوي سيحل أي شيء؟ لو كنت بشرياً مجرماً، كل ما كنت بحاجة لفعله هو تسليمي للشرطة، كان هذا ليكون كافياً لحل المشكلة لكن الأمر لا يسير هكذا معي أنا، هدفك هو إعادة كل شيء لطبيعته، التحدث معي هكذا لن يغير أي شيء “ أنا في خطر، مقابلة او أصبحت أخطر تهديد يواجهني هنا ” لهذا لم أحاول إخفاء هويتي كهارواكي اوسوي أكثر مما أحتاج، اوه أجل لقد استحوذت على ملكية الصندوق من مالكته كازومي موجي، أستطيع حتى اظهاره لك هنا لكن هذا ايس ضرورياً، ليس عليّ إعطاؤك الصندوق فقط لأنك تذكرت أنني موجود، و بالتأكيد أنت لا تمتلك القوة لإجباري على ذلك “ او مهتم بشأني، لكنه ذاك النوع من الإهتمام الذي تبديه لموضوع تجربة، لا أكثر من ذلك، لا أدري كيف أتعامل مع شخص يراني هكذا لذا… ” نعم، أنت على حق “ بالطبع لست أنا الشخص الذي قد يأتي برد كهذا ” ليس لديه القوة لفعل ذلك “ او نظر إلي بحثاً عن مصدر الصوت، هو محق فالصوت آت من داخل حقيبتي بوق شاحنة دوى في المكان، لحقه هدير محرك، و من ثم أمكننا رؤية المركبة العملاقة تقترب، او يراقبها دون أي علامات ذعر، انها الشاحنة التي سئمنا من رؤيتها، و هاهي الآن تقترب نحونا ماريا جالسة بمقعد السائق ” كنت آمل أن ألتقيك ثانيةً او “ ماريا تتحدث من خلال الهاتف المخبأ داخل حقيبتي والذي كان متصلاً بهاتفها منذ البداية الشاحنة تقترب لكن لا أحد منا تحرك، سمعت صرير المكابح، المطر تجعل من تخفيض السرعة أمراً صعباً، كما توقعت الشاحنة مازالت تتقدم نحونا، مع ذلك او لم يقم بخطوة واحدة حتى، رؤيته تجعلني عاجزاً عن الحركة و منع نفسي من إغلاق عيناي صوت المكابح تلاشى فتحت عيناي لأجد الشاحنة أمامهما مباشرةً،بالمعنى الحرفي او ابتسم ثم استدار نحو مقعد السائق ” و ماهو الهدف من هذا العرض السخيف؟ “ ” إنها طريقتي في الترحيب بك، للأسف لم يتم سحقك مثل موجي “ صوت ماريا كان يأتي من الحقيبة و من أمامنا نزلت من الشاحنة، أزالت السماعة ثم أنهت الاتصال ماريا كانت تقف أمامنا، غير مكترثة للمطر، كل تركيزها كان على او ” إذا كنت تستمعين لمحادثتنا كل هذا الوقت، أعتقد أنك غير مهتمة بسماع خطتي (بما انها تعلم مسبقا خطته فهو يعتقد ان ماريا من قامت بكشفه) ، للأسف كنت آمل أن أرى وجه كازوكي هوشينو اليائس لفترة أطول “ ” كنت أستمع جيداً لخطتك، لكن كازوكي من اكتشف هويتك منذ البداية لست أنا “ لم تكن هذه نيتي، لم أكن أعلم متى أخبرها بما اكتشفت، لذا اخترت الوقت الذي يتعاون فيه هارواكي معنا كي أخوض هذه المحادثة ” لقد كان هذا ذكياً منه، لو كنت أنا معكما هنا لواصلت التمثيل “ ” لماذا تظنين ذلك؟ أنت صندوق و لكن لا تعتقدي أن هذا يجعلك قادرة على فعل أي شيء “ ” اوه أنت لا تعلم؟ جهودي الآن كلها ضاعت هباءاً، دعني أسألك، هل أنت تعلم بشأن السعادة المزيفة خاصتي؟ “ (السعادة المزيفة هو اسم صندوق ماريا مثل الفصل الرافض الخاص بموجي) ” نعم بالطبع، و أعلم جيداً أنه لن يؤثر بأي شيء علي “ ” هيه-هيه-هيه، طبيعتك الغير بشرية نبقيك عاجزاً عن فهمنا، أرى ذلك، ربما هذا سيساعد، أنا مستعدة لفعل أي شيء للتخلص منك “ تعابير او تحولت لابتسامة ضعيفة ” كل ما يمكنك فعله هو احتجاز الآخرين داخل صندوقك، مالذي يجعلك تظنين أن بإمكانك استخدامه عليّ؟ “ ” أنت لم تفهم بعد سبب اختياري لكازوكي أليس كذلك؟ “ سماع اسمي جعلني أعود إلى وعيي، او نظر إلي بأعين على الأغلب يفترض بها أن تحمل نظرة لطيفة لكنها في الواقع مخيفة ”… فهمت “ او يواصل الابتسام ماريا رمقته بنظرة غاضبة بينما أكملت ” يبدو أنك فهمت الآن، كازوكي يمتلك القدرة على استخدام الصناديق، يمكنه حتى استخدام صندوقي السعادة المزيفة، إن فعل، أنا متأكدة أنه سيتمنى حياة طبيعية من دون أي شوائب تعكرها مثلك أنت و الصناديق “ هذا هو الجزء حيث يجب على او أن يقاوم، بدل ذلك، أعينه توجهت للأسفل في أسف، دون أي أثر للهزيمة أو القلق فيهما ” أعتقد أنك لن تتغيري، أليس كذلك؟ “ هذه كانت كلمات او لماريا، رغم انها عثرت عليه بعد 27755 دورة في الفصل الرافض، هذا كان كل ما سمعته منه ” ألا تعلمين أن تخلصك مني سيؤدي لاختفائك أنت أيضاً كونك صندوق ؟ “ كلمات او لم تؤثر في ماريا ” أعلم ذلك مسبقاً “ ” أنا متأكد بأنك تفعلين “ او لايزال يبدو حزيناً و غير مبال بشأن مسألة الاختفاء للأبد في الوقت ذاته ” مازلتي عاجزة عن العيش بنفسك أليس كذلك؟ كل ما يمكنك فعله هو التصرف بناءاً على مصلحة الآخرين ، لابد أن وجودك بائس للغاية، أنا حقاً أشفق عليكِ، أنا حقاً أفعل “ ” لا أحتاج شفقتك “ ” في البداية ظننت أن أن جوانب وجودك هذه مثيرة للاهتمام لكن الآن لم أعد أكترث لك، بشري لا يمتلك رغبات ليس أكثر من مجرد آلة، مراقبتك لا تعد أكثر من مراقبة مكنسة كهربائية، لا شيء قد يصيبني بالملل أكثر “ ماريا أطبقت فكيها غاضبة، يمكنني أن أخمن لما، لقد اعترفت باو كعدو لها، و في النهاية كل ما فعله هو نبذها و الإشفاق عليها ” حسناً “ او تكلم ” أنا أيضاً لا أحبّذ فكرة الإختفاء للأبد، لنعقد صفقة، سأسلمكم الصندوق و في المقابل ستتركوني أذهب، هل هذا عادل كفاية؟ “ ”… همف ، حتى في وجه الإبادة، نظرتك للمساومة تبقى أنانية “ ” يجب أن تكوني ممتنة كوني أجاريكم في تهديدكم الصغير هذا، مع ان لا فرصة لك كي تفهمي، لا يوجد ضمان ان كازوكي هوشينو سيستخدم صندوقك كما تظنين، و حتى لو فعل أنا لن أختفي كما تدّعين، أنا فقط أقوم بهذه المساومة كتنازل مني من داعي الاحترام لكازوكي الذي اكتشف وجودي “ ” أنت تتحدث عن الاحترام؟ كل ما قدمته لكازوكي هو هذا القفص المتهالك الذي احتجزته فيه كل هذا الوقت، يمكنك احتواء ذلك كما شئت، أنا متأكدة بأنك كنت على وشك رميه جانباً و استبداله بلعبة أخرى “ ” لن أرد، سأترك ذلك لمخيلتك“ ” همف… كازوكي ،لا بأس معك بهذا؟ “ ماريا طلبت التأكيد مني، أعطيتها إياه بإشارة برأسي، أنا لا أمانع أي شيء طالما سينهي ذلك الفصل الرافض ” كازوكي هوشينو، هلاّ سمحت لي بإعطائك نصيحة أخيرة “ او يتحدث معي ” أنت بشري لا يبحث عن التغيير، غير أن معظم مستخدمي الصناديق يرغبون في أن يتغيروا، يرغبون في الحصول على شيء ما، يرغبون في التخلص من شيء ما، يتوقون لأن تتحقق رغباتهم، و هذا يعني أنه يوما ما حتى أنت سيكون عليك مواجهة طبيعتك الحقيقية هذه، كمستخدم للصناديق “ لست أفهم المقصد من كلامه لكني شعرت بالضيق ” كازوكي هوشينو، هل تعتقد أنك مختلف عنهم؟ “ لماذا يسألني هذا؟ ”… أعتقد أنني طبيعي “ ” فهمت، حسناً يؤسفني القول، أنت لست كذلك، لكن لا تزعج نفسك بالتفكير إن كان هذا يزعجك، الوقت الذي يستطيع فيه البشر البقاء مميزين لا يستمر طويلاً ، أشخاص كهؤلاء إما أن يتم رميهم جانباً من قبل الآخرين أو يتم إقحامهم في عفن المجتمع حتى يخسروا ما يجعلهم مميزين، لذا اهدأ أنا متأكد أنك ستكون من النوع الثاني “ الابتسامة لم تغادر وجه او كل هذا الوقت ” لهذا السبب أنت شخص بائس“ يبدو أن الكلمات تمنح هذا المخلوق الكثير من المتعة ” أصبحت الآن تعلم بوجود هذه الصناديق التي تكسر القواعد، في كل مرة تواجه فيها حالة تملؤك بالندم، سوف تفكر ‘فقط لو كان لدي صندوق…’ لايهم كم تحاول أن تنسى وجودهم، مؤسف بالنسبة لك، هم سيبقون دائماً هناك، و أنت لن تنسى أبداً بشأن الثغرات التي يمنحونها في الحياة، و في النهاية بينما تعيش و أنت تحمل هذه المعرفة، سوف يأتي يوم تكتشف فيه أنك تحتاج إلى صندوق “ تعابير او لا تتغير أجل، تذكرت الآن… لقد رفضت أخذ صندوق منه، و هذا لم يكن كافياً ليتركني، أنا مقيد بلعنة او ” ربما ستكون قد فقدت بالفعل ما يميزك عندما يحين الوقت الذي تحتاج فيه لصندوق، في تلك الحالة لن تقدر على استخدامه، احتمال حصول ذلك يحبطني قليلاً، لهذا من الآن فصاعداً أنا سأتدخل في حياتك و حياة من حولك، فقط بأقل قدر ممكن حتى يزداد اهتمامك باستخدام الصناديق “ مالذي كان يجب علي فعله كي أتفادى هذا كله ؟ غالباً لا شيء أنا – لا، نحن جميعاً – قد انتهى أمرنا في اللحظة التي قابلنا فيها او ” لا داعي للخوف، حتى لو لم تعد مميزاً، فأنا لازلت سأمنحك صندوقاً عندما تحتاج إليه، هذا كاف بالنسبة لي، كل ما عليك فعله حينها أن تجعلني أسمع ذلك الصوت “ ”… صوت؟ “ ” أجل، أحب تلك الأصوات التي يصنعها البشر أكثر من أي صوت آخر، لكن هناك نغمة واحدة معينة أجدها بشكل خاص مبهرة، و هي الصوت الذي آمل أن تشاركه معي، همممم؟ و ماهي، أنت تسأل؟ ذوقي بسيط جداً كما ترى لذا أنا متأكد بأنك تعلم مسبقاً، لكني سأخبرك بكل حال… “ او قهقه ضاحكاً ”إنها نحيب القلب البشري “ و بهذا، او الذي يمثل هارواكي اوسوي اختفى، هناك صندوق صغير ملقي على الأرض حل مكانه، كل شيء بدأ يتغير بمجرد أن مددت يدي لأخذه المشهد من حولنا بدأ يطوى، أستطيع رؤية جدران العالم، الأغلفة البيضاء التي تغطيهم تمزقت و تناثرت على الأرض كالغبار، رطوبة جائرة غطت بشرتي، أذناي مشوشتان، و رأسي يدور، يبدو أن شيئاً ما يتحطم، شيء ما يتكسّر، شيء ما يتحطم، شيء ما يتحطم، إنه اليأس

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط