نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

The Empty Box and Zeroth Maria 19

مقدمة 1

مقدمة 1

السماء الزرقاء صافية أكثر مما كنت أتوقع
تفقدتُ التاريخ بمجرد أن استيقظت، انه السابع من ابريل، اليوم هو السابع من ابريل، تفقدت الجريدة و التلفاز فقط لأتأكد من انه السابع من ابريل، أعلم أن لا فائدة من التأكد عدة مرات، لكن منذ أن خرجت من الفصل الرافض أصبحت هذه الطريقة الوحيدة التي أهدئ بها نفسي
الأحداث التي وقعت داخل الفصل الرافض لا تزال عالقة في ذاكرتي، في كل مرة أحاول استحظارها أرى صورًا لي و أنا أؤخذ دون علمي، أرى الصندوق، ماريا، او – أعلم من هم و ماذا يكونون، لكن هذه الذكريات لا تحرك أي مشاعر داخلي، لا غضب و لا حزن و لا أي شيء آخر، لهذا السبب بدأت أنسى ببطء أني أحببت موجي ، الذكريات ضعيفة و هشة بحيث تتسرب بين أصابعي شيئاً فشيئاً
أنا متأكد أنه الأمر ذاته مع ماريا
لم يكن يفترض بنا أن نلتقي في المقام الأول، لذا أنا متأكد من أننا لن نلتقي ثانيةً
على أي حال، اليوم هو السابع من ابريل ،اليوم الأول من المدرسة
أنا الآن في السنة الثانية من الثانوية
فصلي أصبح في الطابق الثالث بدل الرابع، لا أعتقد أن الانخفاض قليلاً للاسفل سيغير من المشهد من خلال النافذة، لكن عندما دخلت الفصل 2-3، الأجواء كانت مختلفة تماماً و صدري ضاق من البهجة
بصري وقع على ورقة موضوعة على مكتب المدرّس، انها تحوي مواقع كل شخص داخل الفصل، أخذت مكاني حسب الجدول في الورقة، قمت بتحية زملائي و ردوا التحية بلطف، أجل، هذا سيكون يوماً جميلاً
شخص آخر دخل الفصل
عندما رآني، رفع يده في تحية
” كيف حالك هوشي! يبدو أننا في نفس الفصل مجدداً! “
هو لم يقل أي شيء غريب و لكن الخمسة عشر شخصا الموجودين في الفصل الآن استداروا للنظر نحونا
أجل، هارواكي صاخب كعادته
”… هاي هارواكي “
” هاه، ماذا؟ “
نظرت إليه بشك ” هل هذا حقاً أنت؟ “
” لماذا تنظر إلي هكذا و كأني مزيف؟ تظن أن لدي أخ توأم أو شيء كهذا؟ “
”… لا، ليس كذلك “
أظن أني سأحتاج بعض الوقت قبل أن أتوقف عن الشك في هارواكي
” بالمناسبة هوشي، هل سمعت ـــ؟ “
” هاي، انهما كازو و هارو! “صوت جديد قاطع هارواكي
كوكوني تقف عند الباب و دايا بجانبها
هل أتى كلاهما معاً للمدرسة؟ إن قلت ذلك فأنا متأكد من أني سأمضي بقية اليوم أتحمل تعذيب دايا النفسي، لذا أبقيت فمي مغلقاً
” ظننت أن قلبي قد طار بمجرد سماعي صوت فتاة، فقط لأجد أنها كانت أنت كيري، لقد خاب أملي “
” أي نوع من التحية هذه هارو؟ من تظن نفسك؟ “
” حسناً، أجل، أعلم أنك معجبة بي لكن يجب علي وضع خط بيننا، على الأقل توقفي عن ملاحقتي من فصل لآخر “
” ها! يبدو أنك تحاول إخفاء مشاعرك تجاهي، يالك من طفل، و بما أننا نتحدث عن الأمر، هلّا توقفت عن حشو هاتفك بتسجيلات صوتي الجميل“
” ماذا؟ لا، من المجنون الذي سيفعل هذا؟ “
” أجل سيدي~… هيا هارو، انها فرصتك لتضيف تسجيلاً آخر لمجموعتك الصغيرة، هيا سأعطيك واحدة أخرى، ربما ستفضل لو قلت ‘مرحبا بعودتك سيدي ~’ هذه المرة “
لا أعلم ما خطب محادثتهم هذه لكن أتمنى أن يتوقفا بسرعة هذا محرج
” اغه… هاي كازو، هل معك مفرقعات نارية؟ أريد اشعال واحدة و رميها في فم كيري بحيث نحصل على بعض الهدوء و السكينة “
” اوه، انظروا، انه دايا، لا بد أنه يشعر بالغيرة لأني أمنح هارو كل عينات صوتي الجميل، لا تقلق إن قمت بالانحناء و لعق حذائي قد أفكر في مناداتك ‘اوني-تشان’ (اخي الكبير) بصوت الأخت الصغرى الظريف خاصتي، واو أنا كريمة جداً ~ “
” هل يمكنني جعلك تقولين ‘آسفة لأنني وُلدت’؟ “
… ها أنا ذا في فصل جديد، و مع ذلك لا شيء تغير
و هذا ما كنت أتمناه
أنا حزين لأن موجي و ماريا ليستا هنا، لكن هذا ما حاربت الفصل الرافض من أجله
”… لماذا تبتسم هناك من تلقاء نفسك مثل الأبله كازو؟ “
دايا حول انتباه الجميع نحوي
” اييو، أنت محق، كازو لديه ابتسامة كبيرة على وجهه، على الأرجح كان يفكر في شيء منحرف للتو، أجل، أراهن أنه كان يتخيل نفسه يمضي وقتا ممتعاً مع الفتاة التي ستجلس بجانبه “
” لست كذلك “
أنكرت ذلك مباشرةً، كوكوني أطبقت على شفتيها
” لمن هذا المقعد على أي حال؟ فتاة أعرفها؟ فتاة لطيفة؟ “ هارواكي تساءل رغم أنه يجلس في ذلك المقعد كأنه له، أعلم اسم الفتاة لأني رأيته على الورقة بجانب اسمي
” أجل، انها فتاة لطيفة “
” حقاً؟ من؟ “
هي تمتلك مقعداً هنا، هذا على الأقل يجعلني سعيدًا، طالما لديها مقعد هنا فقد تجلس فيه يوماً ما، من يدري؟ لكن في الوقت الذي تعود فيه لن أكون هنا بجانبها، هذا لا يزعجني
ابتسمت و لفظت اسم الفتاة التي يفترض أن تجلس بجانبي
” انها موجي “

 

 

X

X

 

 

 

 

 

إنها تمطر بغزارة، لدرجة أنها قد لا تتوقف أبداً
عندما سمعت من دايا عن الحادث الذي وقع لموجي، أسرعت نحو المستشفى، لا أظنني سأعود للمدرسة اليوم، المكان الذي أخذوها إليه لم يكن في المدينة لذا أخذت سيارة أجرة، بالنسبة لشخص مثلي يفضل الحياة الهادئة اليومية على أي شيء آخر كان هذا تصرفاً غير متوقع
لم يكن لدي خيار آخر، كان يجب أن أرى نتيجة كفاحي في الفصل الرافض بأم عينيّ
وصلت المستشفى قبل أي أحد آخر، حتى قبل عائلة موجي، أغلب الناس ظنوا بأني حبيبها لذا انتظرت مع عائلتها حتى انتهت العملية الجراحية
بدى و كأن العملية قد نجحت… في البداية، لكن موجي لم تعد إلى وعيها في ذلك اليوم
لم يسمح لي بالبقاء في وحدة العناية المركزة، لذا لم أتمكن من رؤيتها حتى نقلوها إلى الجناح الرئيسي بعد يومين من الحادث
رؤيتها ملقية على السرير بتلك الحالة كان مؤلماً، أصوات مستشعر نبضات القلب و آلة التنفس الاصطناعي كانوا يهزون طبلة أذني، كلتا ذراعيها و ساقيها تم تقييدهم، و جهها كان عبارة عن فوضى من الغرز و الجروح
مشهد صديق على تلك الحالة سيجعل أي أحد يذرف الدموع، لكن لست أنا من أراد أن يبكي، لست أنا من يستطيع البكاء، لست أنا من لديه الحق في ذلك، ليس أمامها
موجي نظرت إليّ، لا تبدو متفاجئة من رؤيتي، لكنها لم تحرك عضلة واحدة من وجهها
سمعت من عائلتها أنها عادت لوعيها، لكن ربما بسبب الصدمة هي لم تتكلم كلمة واحدة منذ ذلك الوقت
رغم هذا هي حاولت قول شيء ما لي، أخبرتها أن لا تجبر نفسها لكنها استمرت في المحاولة
قناع الأكسيجين خاصتها أصبح ضبابيا من الزفير، في النهاية هي تكلمت كلماتها الأولى
” أنا سعيدة، لأني على قيد الحياة “
بالطبع لم أفهم ما قالته لكن هذا ما بدى و كأنها تحاول إيصاله لي
بإزاحتها ما في صدرها، موجي بدأت بالبكاء
لم أعلم في أي اتجاه أنظر (لم يرد النظر لها و هي تبكي) ، بصري دار على الغرفة كلها ليتوقف في النهاية على حقيبة موجي الممزقة و التي كانت موضوعة بجانب السرير، كانت مفتوحة و أمكنني رؤية شيء فضي مطوي داخلها، كنت أعلم لماذا هو هناك، لذا مددت يدي و سحبته للخارج – كيس اومايبو بنكهة البرغر – الوجبة في الداخل فقدت شكلها و هي الآن مجرد فتات داخل الكيس، بينما مررت اصابعي لداخل الكيس، اكتشفت بأني لن أقدر على التحمل أكثر فبدأت الدموع تنهمر
لم أفهم السبب، أرى صوراً لموجي و هي تمنحني هذا الكيس في العالم الآخر، مرات كثيرة، لكني لا أتذكر لماذا كانت تفعل ذلك
غير أن هذا لم يعني شيئاً لدموعي التي واصلت السيلان

 

منذ أن تم نقلها من العناية المركزة، كنت أزور موجي كثيراً في غرفتها بالجناح الرئيسي، كانت تبذل جهدهى لتبدو مبتهجة و إيجابية عندما تتحدث معي
” لقد حضيت بحلم طويل جداً عندما كنت غائبة عن الوعي “ موجي قالت ذلك خلال أحد زياراتي، يبدو أنها صدقت بأن ما حدث كان مجرد حلم
فجأة خطر على بالي : في ذاك العالم، لا شيء كان سيغير مصير موجي بتعرضها للصدم من تلك الشاحنة، في الوقت نفسه لا شيء يغير حقيقة أنها كانت ستنجو، ربما هذا يفسر لماذا لم يدمر الفصل الرافض رغم أن موجي تعرضت للحادث عدة مرات
موجي قد نجت، لكن يبدو أنها لن تقدر على استخدام أرجلها أبداً، لقد تعرضت لضربة قوية سببت ضرراً لعمودها الفقري، قد لا تتعافى من ذلك أبداً
لم أعلم ماهي الإستجابة المناسبة لخبر كهذا فبقيت صامتاً، ربما قلقة على مشاعري، موجي تكلمت مكاني
”لقد فكرت، ربما كان الأفضل لو مت بدل أن ينتهي بي الأمر على هذه الحال، أنت تتفهم لما أايس كذلك؟ لن أتمكن من السير مجدداً، لن أتمكن من الذهاب لمتجر البقالة إن شعرت برغبة في تناول شيء خفيف، سيكون علي الاعتماد على شخص آخر لبقية حياتي، أو دفع عجلات كرسيّ المتحرك إن أردت الذهاب لهناك ، هذا جهد كبير فقط من أجل بعض الحلويات، هذا فضيع، لكن المضحك أن لا شيء من هذا يجعلني أرغب في الموت، أتساءل لماذا “
ـــ لأنك راضية بحياتك
موجي أكملت دون علامة على الغم أو شجاعة مزيفة
” سأكون بخير، لن أتخلى عن المدرسة أيضاً، سأعود، لا يهم كم سيستغرق ذلك، ربما لن نكون في نفس السنة عندما يحين ذلك اليوم، لكنني سأواصل المحاولة “
موجي ابتسمت و قد ثنت ذراعها بضعف (ثنتها بالشكل الذي تحاول فيه اظهار عضلات ذراعك كعلامة على القوة ان لم تفهم السياق هنا)
يحرجني أن أعترف، لقد بكيت أمامها ذلك اليوم، كنت فقط سعيداً، سعيداً جداً بأن أمنيتها تحققت
ـــــ هل هناك ما يمكنني فعله؟
أردت أن أساعد بقدر ما أستطيع، أردت ذلك صدقاً، لهذا سألتها
بعد أن ترددت قليلاً، موجي قدمت طلبها بوجه يملؤه الأمل
” أريدك أن تترك لي مكاناً مفتوحاً لأعود إليه، أريدك أن تصنع لي مكاناً أنتمي إليه ثانيةً “
ـــــ ثانيةً؟ هل صنعت لها واحداً من قبل؟
”… أتحدث عن ذلك الحلم الطويل “
بعد أن أجابت، موجي احمرت خجلاً و نظرت بعيداً

واو، يبدو أنها كانت تقول الحقيقة في ذلك الوقت … انتظر، هل هذا يعني أني كنت أناديها باسمها الأول كل هذا الوقت؟ ” لماذا تحول لونك للأحمر هوشي؟ “ ماريا أخذت وقتها في الصعود على المنصة أكثر من أي شخص آخر، كونها عاشت هنا أكثر من أي شخص آخر، فمنزلتها شيء يمكنك الإحساس به عن بعد مجرد استدارتها لمواجهة الطلاب جعلهم جميعا يصمتون أعرف ذاك الوجه جيداً انه وجه الفتاة التي كانت بجانبي لوقت طويل زيها المدرسي جديد أجل، هذا ليس طبيعياً، لم أتخيل قط أن ماريا تصغرني سنا بصر ماريا تفحص الحضور بمجرد صعودها المنصة توقفت عليّ و لم تزح بصرها عني ثم ابتسمت ببساطة جسدي كله تخدر ماريا بدأت بالقاء خطابها، عيناها مثبتتان عليّ طيلة الوقت نبرتها القيادية جعلت الطلاب المتحمسين يهدؤون ” هاي هاي، لماذا هي تنظر إلى هنا؟ اوه سحقاً ماذا لو وقعت في حبي؟ “ سمعت دعابة هارواكي لكن لم أستطع ازاحة نظري عن ماريا فما بالك باجابته راقبتها طيلة الوقت ماريا كانت تفعل المثل ” و بهذا ينتهي خطاب ماريا اوتوناشي ممثلة السنة الأولى “ قامت بالنزول من المنصة في اللحظة التي حدث فيها ذلك، عاد الطلاب لهيجانهم، باستثناء، هذه المرة ليس الطلاب فقط بل حتى الأساتذة لكن لا أحد منهم مشوش مثل ما أنا مشوش الآن، أنا متأكد من ذلك ماريا تتجه في هذا الاتجاه بدل العودة لمكانها قوة حضورها عالية لدرجة أن الطلاب فسحوا طريقاً لها لتمر دون أن ينطق أحد منهم بكلمة، و هي الآن تتبع ذلك الطريق الطريق الذي ينتهي عندي أنا في نهايته لماذا لست متفاجئاً؟ يبدو أن ماريا لم تتخلى عن عاداتها السيئة من العالم الآخر، لم تكن في حاجة للتفكير بأفعالها هناك، لكن الأمر يجب أن يكون مختلفاً هنا يمكنني رؤية حياتي المسالمة و الطبيعية تنهار أمام عيناي كل ما يمكنني فعله الضحك ” ها-ها… “ هذا مزعج نعم هذا مزعج… لكن لا أظنه سيكون سيئاً لذاك الحد الطالب الأخير بيننا قد ابتعد جانباً، هارواكي فعل المثل المساحة من حولي أصبحت فارغة كأني وسط عاصفة، ماريا تقف مباشرة أمامي في فقاعة الفراغ الصغيرة هذه لم أتوقع أن أراها ثانيةً، لكن عندما أفكر بالأمر، لا يوجد سبب يمنعها من ملاحقتي إلى هنا، بعد كل شيء هدفها هو الحصول على صندوق، و بتركيز او اهتمامه عليّ، الالتصاق بي سيكون خيارها الأفضل ماريا ابتسمت ببطء بدأ تتكلم ” أعتقد أني أخبرتك هذا سابقاً، أنا سأكون دائماً بجانبك مهما مر من الزمن، و يبدو أن قسمي ذاك لايزال سار المفعول “ و بذلك هي وقفت باستقامة تعرف نفسها ” أنا ماريا اوتوناشي، سررت بلقائكم “ الطالبة الجديدة انحنت بعمق، كما فعلت قبل زمن طويل و كما فعلت قبل زمن طويل، كنت أنا أول من صفق لها صوت تصفيقي ارتد بأرجاء الصالة للحظات ثم هارواكي، و بالرغم من أنه لا يفهم ما يحدث، بدأ يصفق بجانبي، شخص آخر انضم إلينا، صوت التصفيق ارتفع، مع أن لا أحد يعلم السبب، في وسط هذا البحر من الإطراء، ماريا رفعت وجهها هي لا تبتسم بعد الآن هي تقف بشجاعة، تواجه ما ينتظرها بقبضة محكمة

 

” نقدم لكم ممثلة السنة الأولى، ماريا اوتوناشي “

X

X

 

 

أنا في الصالة الرياضية بالمدرسة حيث تجري مراسم افتتاح سنتنا الدراسية الجديدة، نظرت لهارواكي الذي يجلس بجانبي و هو يتثاءب غير قادر على الانصات لخطاب المدير، عندها راودني شيء
” الآن عندما أفكر بالأمر هارواكي ، ألم تكن ستخبرني بشيء ما عندما التقينا هذا الصباح؟ “
” هاه؟… اوه أجل، أجل! سمعت أن واحدة من طلاب السنة الأولى الجدد فائقة الجمال ! “
هارواكي صفعني على كتفي ثم غمز بعينيه
” أنا لا أهتم، هي ستكون مجرد كوهاي لنا على أي حال (كوهاي=تطلق على زميل في العمل او الدراسة يصغرك سنا) لذا لن نحظى بفرص كثيرة لرؤيتها أصلاً “
” هل أنت أحمق؟ مجرد النظر لفتيات جميلات يجعل الرجل سعيدًا! “
آمل أن الجميع لا يرون العالم مثل ما يراه هارواكي
” إذاً من أين سمعت بهذا؟ أعني لم أرى أي أحد من طلاب السنة الأولى حتى الآن “
” كانت معلومة مباشرة من دايان “
” دايا أخبرك بهذا؟ “
الآن لا يمكنني أن أصدق، لم أعرف أن دايا من النوع الذي يتحدث عن الفتيات
” أنت لا تصدقني أليس كذلك؟ حسناً هناك سبب وجيه يجعل من المنطقي كونه الشخص الوحيد الذي يعلم بالأمر، تتذكر كيف أخطأ دايان في سؤالين فقط في كل المواد في اختبارات القبول أليس كذلك؟ “ (اخطأ سؤالين بكل الاختبارات و ليس سؤالين لكل مادة)
” بالطبع، دايا لم يترك أحداً ينسى ذلك، كان يقول انه رقم قياسي غير مسبوق بتاريخ المدرسة “
” حسناً، يؤسفني القول أن ذلك الرقم لم يصمد سوى سنة واحدة، تعازي الحارة دايان! “
هارواكي لا يمكن أن يكون أسعد مما هو عليه الآن و هو يخبرني بهذا… مع ذلك لا ألومه، أنا أفهم لماذا هو سعيد بمأساة دايا
” حسناً، كيف لهذا علاقة بمعرفة دايا بشأن الفتاة؟ “
” أنت لست ذكياً ألست كذلك هوشي؟ هذه الآنسة اللطيفة التي نتحدث عنها من حققت علامة كاملة بكل الاختبارات و جعلت رقم دايان من التاريخ، أحد الأساتذة قرر اخبار دايان على ما يبدو بما أنه حامل الرقم السابق، حتى أنه أخبره (الأستاذ أخبر دايا) بأنها فتاة جميلة، هل تصدق ذلك لقد جعلت رجلا بالغاً يحتشم “
لابد أن هذه مبالغة، لماذا قد يتوتر أستاذ أمام فتاة لا تمتلك حتى نصف خبرته في الحياة؟
خطاب المدير قد انتهى بينما كنا نتحدث
الأستاذ المسؤول عن مراسم الافتتاح أخذ الميكروفون
” شكراً لك، و الآن لدينا ممثل عن طلبتنا الجدد لهذه السنة… “
” اوه يا رجل، هاهي ذي! الجميلة التي يتكلم الجميع عنها! “
هيه، لابد انها ممثلة لهم لأنها الأولى في الاختبارات لا غير
لكن علي أن أعترف، حتى أنا لدي بعض الفضول بشأنها لذا بدأت بمسح المنصة أملاً برؤيتها

منذ أن تم نقلها من العناية المركزة، كنت أزور موجي كثيراً في غرفتها بالجناح الرئيسي، كانت تبذل جهدهى لتبدو مبتهجة و إيجابية عندما تتحدث معي ” لقد حضيت بحلم طويل جداً عندما كنت غائبة عن الوعي “ موجي قالت ذلك خلال أحد زياراتي، يبدو أنها صدقت بأن ما حدث كان مجرد حلم فجأة خطر على بالي : في ذاك العالم، لا شيء كان سيغير مصير موجي بتعرضها للصدم من تلك الشاحنة، في الوقت نفسه لا شيء يغير حقيقة أنها كانت ستنجو، ربما هذا يفسر لماذا لم يدمر الفصل الرافض رغم أن موجي تعرضت للحادث عدة مرات موجي قد نجت، لكن يبدو أنها لن تقدر على استخدام أرجلها أبداً، لقد تعرضت لضربة قوية سببت ضرراً لعمودها الفقري، قد لا تتعافى من ذلك أبداً لم أعلم ماهي الإستجابة المناسبة لخبر كهذا فبقيت صامتاً، ربما قلقة على مشاعري، موجي تكلمت مكاني ”لقد فكرت، ربما كان الأفضل لو مت بدل أن ينتهي بي الأمر على هذه الحال، أنت تتفهم لما أايس كذلك؟ لن أتمكن من السير مجدداً، لن أتمكن من الذهاب لمتجر البقالة إن شعرت برغبة في تناول شيء خفيف، سيكون علي الاعتماد على شخص آخر لبقية حياتي، أو دفع عجلات كرسيّ المتحرك إن أردت الذهاب لهناك ، هذا جهد كبير فقط من أجل بعض الحلويات، هذا فضيع، لكن المضحك أن لا شيء من هذا يجعلني أرغب في الموت، أتساءل لماذا “ ـــ لأنك راضية بحياتك موجي أكملت دون علامة على الغم أو شجاعة مزيفة ” سأكون بخير، لن أتخلى عن المدرسة أيضاً، سأعود، لا يهم كم سيستغرق ذلك، ربما لن نكون في نفس السنة عندما يحين ذلك اليوم، لكنني سأواصل المحاولة “ موجي ابتسمت و قد ثنت ذراعها بضعف (ثنتها بالشكل الذي تحاول فيه اظهار عضلات ذراعك كعلامة على القوة ان لم تفهم السياق هنا) يحرجني أن أعترف، لقد بكيت أمامها ذلك اليوم، كنت فقط سعيداً، سعيداً جداً بأن أمنيتها تحققت ـــــ هل هناك ما يمكنني فعله؟ أردت أن أساعد بقدر ما أستطيع، أردت ذلك صدقاً، لهذا سألتها بعد أن ترددت قليلاً، موجي قدمت طلبها بوجه يملؤه الأمل ” أريدك أن تترك لي مكاناً مفتوحاً لأعود إليه، أريدك أن تصنع لي مكاناً أنتمي إليه ثانيةً “ ـــــ ثانيةً؟ هل صنعت لها واحداً من قبل؟ ”… أتحدث عن ذلك الحلم الطويل “ بعد أن أجابت، موجي احمرت خجلاً و نظرت بعيداً

” نقدم لكم ممثلة السنة الأولى، ماريا اوتوناشي “

X

……. ماريا اوتوناشي ؟
أقسم أني سمعت هذا الاسم من قبل، لا مستحيل ــ هذا غير ممكن، ثم إن ماريا لم يكن اسم آيا اوتوناشي الحقيقي أليس كذلك؟
” نعم “
ذاك الصوت يشبه صوت ماريا
اوه صحيح، الآن كل هذا منطقي

……. ماريا اوتوناشي ؟ أقسم أني سمعت هذا الاسم من قبل، لا مستحيل ــ هذا غير ممكن، ثم إن ماريا لم يكن اسم آيا اوتوناشي الحقيقي أليس كذلك؟ ” نعم “ ذاك الصوت يشبه صوت ماريا اوه صحيح، الآن كل هذا منطقي

”حتى لو نسيت كل شيء، على الأقل تذكر هذا: اسمي هو ماريا “

إنها تمطر بغزارة، لدرجة أنها قد لا تتوقف أبداً عندما سمعت من دايا عن الحادث الذي وقع لموجي، أسرعت نحو المستشفى، لا أظنني سأعود للمدرسة اليوم، المكان الذي أخذوها إليه لم يكن في المدينة لذا أخذت سيارة أجرة، بالنسبة لشخص مثلي يفضل الحياة الهادئة اليومية على أي شيء آخر كان هذا تصرفاً غير متوقع لم يكن لدي خيار آخر، كان يجب أن أرى نتيجة كفاحي في الفصل الرافض بأم عينيّ وصلت المستشفى قبل أي أحد آخر، حتى قبل عائلة موجي، أغلب الناس ظنوا بأني حبيبها لذا انتظرت مع عائلتها حتى انتهت العملية الجراحية بدى و كأن العملية قد نجحت… في البداية، لكن موجي لم تعد إلى وعيها في ذلك اليوم لم يسمح لي بالبقاء في وحدة العناية المركزة، لذا لم أتمكن من رؤيتها حتى نقلوها إلى الجناح الرئيسي بعد يومين من الحادث رؤيتها ملقية على السرير بتلك الحالة كان مؤلماً، أصوات مستشعر نبضات القلب و آلة التنفس الاصطناعي كانوا يهزون طبلة أذني، كلتا ذراعيها و ساقيها تم تقييدهم، و جهها كان عبارة عن فوضى من الغرز و الجروح مشهد صديق على تلك الحالة سيجعل أي أحد يذرف الدموع، لكن لست أنا من أراد أن يبكي، لست أنا من يستطيع البكاء، لست أنا من لديه الحق في ذلك، ليس أمامها موجي نظرت إليّ، لا تبدو متفاجئة من رؤيتي، لكنها لم تحرك عضلة واحدة من وجهها سمعت من عائلتها أنها عادت لوعيها، لكن ربما بسبب الصدمة هي لم تتكلم كلمة واحدة منذ ذلك الوقت رغم هذا هي حاولت قول شيء ما لي، أخبرتها أن لا تجبر نفسها لكنها استمرت في المحاولة قناع الأكسيجين خاصتها أصبح ضبابيا من الزفير، في النهاية هي تكلمت كلماتها الأولى ” أنا سعيدة، لأني على قيد الحياة “ بالطبع لم أفهم ما قالته لكن هذا ما بدى و كأنها تحاول إيصاله لي بإزاحتها ما في صدرها، موجي بدأت بالبكاء لم أعلم في أي اتجاه أنظر (لم يرد النظر لها و هي تبكي) ، بصري دار على الغرفة كلها ليتوقف في النهاية على حقيبة موجي الممزقة و التي كانت موضوعة بجانب السرير، كانت مفتوحة و أمكنني رؤية شيء فضي مطوي داخلها، كنت أعلم لماذا هو هناك، لذا مددت يدي و سحبته للخارج – كيس اومايبو بنكهة البرغر – الوجبة في الداخل فقدت شكلها و هي الآن مجرد فتات داخل الكيس، بينما مررت اصابعي لداخل الكيس، اكتشفت بأني لن أقدر على التحمل أكثر فبدأت الدموع تنهمر لم أفهم السبب، أرى صوراً لموجي و هي تمنحني هذا الكيس في العالم الآخر، مرات كثيرة، لكني لا أتذكر لماذا كانت تفعل ذلك غير أن هذا لم يعني شيئاً لدموعي التي واصلت السيلان

واو، يبدو أنها كانت تقول الحقيقة في ذلك الوقت
… انتظر، هل هذا يعني أني كنت أناديها باسمها الأول كل هذا الوقت؟
” لماذا تحول لونك للأحمر هوشي؟ “
ماريا أخذت وقتها في الصعود على المنصة أكثر من أي شخص آخر، كونها عاشت هنا أكثر من أي شخص آخر، فمنزلتها شيء يمكنك الإحساس به عن بعد
مجرد استدارتها لمواجهة الطلاب جعلهم جميعا يصمتون
أعرف ذاك الوجه جيداً
انه وجه الفتاة التي كانت بجانبي لوقت طويل
زيها المدرسي جديد
أجل، هذا ليس طبيعياً، لم أتخيل قط أن ماريا تصغرني سنا
بصر ماريا تفحص الحضور بمجرد صعودها المنصة
توقفت عليّ و لم تزح بصرها عني
ثم ابتسمت
ببساطة جسدي كله تخدر
ماريا بدأت بالقاء خطابها، عيناها مثبتتان عليّ طيلة الوقت
نبرتها القيادية جعلت الطلاب المتحمسين يهدؤون
” هاي هاي، لماذا هي تنظر إلى هنا؟ اوه سحقاً ماذا لو وقعت في حبي؟ “
سمعت دعابة هارواكي لكن لم أستطع ازاحة نظري عن ماريا فما بالك باجابته
راقبتها طيلة الوقت
ماريا كانت تفعل المثل
” و بهذا ينتهي خطاب ماريا اوتوناشي ممثلة السنة الأولى “
قامت بالنزول من المنصة
في اللحظة التي حدث فيها ذلك، عاد الطلاب لهيجانهم، باستثناء، هذه المرة ليس الطلاب فقط بل حتى الأساتذة
لكن لا أحد منهم مشوش مثل ما أنا مشوش الآن، أنا متأكد من ذلك
ماريا تتجه في هذا الاتجاه بدل العودة لمكانها
قوة حضورها عالية لدرجة أن الطلاب فسحوا طريقاً لها لتمر دون أن ينطق أحد منهم بكلمة، و هي الآن تتبع ذلك الطريق
الطريق الذي ينتهي عندي أنا في نهايته
لماذا لست متفاجئاً؟ يبدو أن ماريا لم تتخلى عن عاداتها السيئة من العالم الآخر، لم تكن في حاجة للتفكير بأفعالها هناك، لكن الأمر يجب أن يكون مختلفاً هنا
يمكنني رؤية حياتي المسالمة و الطبيعية تنهار أمام عيناي
كل ما يمكنني فعله الضحك
” ها-ها… “
هذا مزعج
نعم هذا مزعج… لكن لا أظنه سيكون سيئاً لذاك الحد
الطالب الأخير بيننا قد ابتعد جانباً، هارواكي فعل المثل
المساحة من حولي أصبحت فارغة كأني وسط عاصفة، ماريا تقف مباشرة أمامي في فقاعة الفراغ الصغيرة هذه
لم أتوقع أن أراها ثانيةً، لكن عندما أفكر بالأمر، لا يوجد سبب يمنعها من ملاحقتي إلى هنا، بعد كل شيء هدفها هو الحصول على صندوق، و بتركيز او اهتمامه عليّ، الالتصاق بي سيكون خيارها الأفضل
ماريا ابتسمت
ببطء بدأ تتكلم
” أعتقد أني أخبرتك هذا سابقاً، أنا سأكون دائماً بجانبك مهما مر من الزمن، و يبدو أن قسمي ذاك لايزال سار المفعول “
و بذلك هي وقفت باستقامة تعرف نفسها
” أنا ماريا اوتوناشي، سررت بلقائكم “
الطالبة الجديدة انحنت بعمق، كما فعلت قبل زمن طويل
و كما فعلت قبل زمن طويل، كنت أنا أول من صفق لها
صوت تصفيقي ارتد بأرجاء الصالة للحظات
ثم هارواكي، و بالرغم من أنه لا يفهم ما يحدث، بدأ يصفق بجانبي، شخص آخر انضم إلينا، صوت التصفيق ارتفع، مع أن لا أحد يعلم السبب، في وسط هذا البحر من الإطراء، ماريا رفعت وجهها
هي لا تبتسم بعد الآن
هي تقف بشجاعة، تواجه ما ينتظرها بقبضة محكمة

 

X

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط