الطريق للشمال 4
بعد بضع دقائق من المشي عبر الغابة، تحول سايتر إلى بلاكنايل وأعطاه نظرة ثاقبة. كان الغوبلن يفحص بعصبية الغابة من حوله بحثًا عن التهديدات. لم يستطع رؤية أي شيء، لكن هذا لم يعني أنهم لم يكونوا هناك…
“نادرًا ما تهاجم الهاربي البشر أو حتى الغوبلن، لكن في بعض الأحيان ستهاجمهم إذا جاع قطيع بما فيه الكفاية. يمكن أن تكون خطيرة بالرغم من ذلك. يستخدم الأذكياء أصواتهم لجذب الفريسة إلى الفخاخ أو السقوط. لا تصدق كل ما تسمعه في الغابة.” أوضح سايتر لبلاكنايل الذي كان لا يزال يهتز. ثم ألقى نظرة ماسحة للغوبلن.
“حسنًا، من الواضح أنك لست مخلوق غابة؛ أنت ترتجف مثل ورقة الشجر. سأضطر إلى بدء تدريبك ببطء إذن. فقط اتبعني وكن هادئًا إلا إذا كنت تريد صفعة. سوف تعتاد على كونك في الأخضر العميق، فأنت غوبلن بعد كل شيء،” أوضح سايتر لبلاكنايل.
”رائحة غوبلن. شاب،” رد بلاكنايل بزمجرة.
“أنا أتبع سيدي، أحب جدا.” همس الغوبلن ردا على ذلك. لقد كان بإمكانه فعل ذلك؛ كان يتسلل حول الأماكن طوال الوقت. شخر سايتر في تأكيد قبل التحرك. حملته خطواته الطويلة سريعا فوق الأرض وهو يتجه أعمق إلى الغابة الزمردية.
بعد بضع دقائق من المشي عبر الغابة، تحول سايتر إلى بلاكنايل وأعطاه نظرة ثاقبة. كان الغوبلن يفحص بعصبية الغابة من حوله بحثًا عن التهديدات. لم يستطع رؤية أي شيء، لكن هذا لم يعني أنهم لم يكونوا هناك…
سارع بلاكنايل وراءه. لقد بذل قصارى جهده لمواكبته وإبقاء أقل قدر ممكن من الضوضاء. لقد خطا برفق، متجنبا الأغصان والأوراق، متسللا فوق جذوع الأشجار، باقيا قريبا على الأرض. عندما كان على وشك تهنئة نفسه على الهدوء الشديد أدرك أنه قد كان يعاني من مشكلة.
تمكن بلاكنايل من مواكبته، ولكن عندما تحركوا أعمق في الغابة، بدأت سحابة من الحشرات تتجمع. سرعان ما تشكل سرب أسود حولهم. حسنًا في الغالب حول بلاكنايل. كان سيده محميًا بملابسه الطويلة السميكة. في هذه الأثناء، لم يفعل مئزر بلاكنايل شيئًا إلى حد كبير. يبدو أن الذباب والبعوض قد فضلا الغوبلن لسبب ما أيضًا. ربما لأن سايتر كان عجوزًا ونحيفًا نوعًا ما، لذلك ربما لم يكن طعمه جيدًا.
كانت قدميه صغيرة وقصيرة جدا! سرعان ما تركه سيده بخطواته الطويلة وراءه. أين كان سايتر يمشي بشكل عرضي، كان على بلاكنايل الركض. أين خطى سايتر فوق جذوع الأشجار والوحل، كان عليه أن يقفز. لم يستطع فعل ذلك وأن يكون هادئا في نفس الوقت! لكن لم يكن هناك أي فرصة أنه سيبتعد عن سيده لذلك لقد زاد من وتيرته.
“واحد يافع فقط؟ إذا لا داعي للقلق. هيا،” قال سايتر وهو يمشي مرةً أخرى. انتظر بلاكنايل لثانية وأخذ نفسًا عميقًا آخر، لكنه لم يشم سوى الأوراق، التراب وسيده. مع لمسة من الأسف أقلع بعد سايتر.
تمكن بلاكنايل من مواكبته، ولكن عندما تحركوا أعمق في الغابة، بدأت سحابة من الحشرات تتجمع. سرعان ما تشكل سرب أسود حولهم. حسنًا في الغالب حول بلاكنايل. كان سيده محميًا بملابسه الطويلة السميكة. في هذه الأثناء، لم يفعل مئزر بلاكنايل شيئًا إلى حد كبير. يبدو أن الذباب والبعوض قد فضلا الغوبلن لسبب ما أيضًا. ربما لأن سايتر كان عجوزًا ونحيفًا نوعًا ما، لذلك ربما لم يكن طعمه جيدًا.
“واحد يافع فقط؟ إذا لا داعي للقلق. هيا،” قال سايتر وهو يمشي مرةً أخرى. انتظر بلاكنايل لثانية وأخذ نفسًا عميقًا آخر، لكنه لم يشم سوى الأوراق، التراب وسيده. مع لمسة من الأسف أقلع بعد سايتر.
حاول بلاكنايل سحق الآفات الطائرة ولكن لقد كان هناك الكثير منهم. كغوبلن، كان جلده سميكًا ولكن اللدغات كانت لا تزال مؤلمة ومزعجة. فشلت حركاته المحمومة في ردع السرب لكنها أبطأت من سرعته وجعلته يتراجع مرة أخرى. لم ير أو يشعر بهذا العدد من البعوض من قبل. لقد هسهس بغضب على السرب، لكن من الواضح أنه لم يكن معجبًا جدًا لأنه استمر في عضه.
”رائحة غوبلن. شاب،” رد بلاكنايل بزمجرة.
“دمي، اذهبوا بعيدا!” نبح عليهم بلاكنايل بغضب. لحسن الحظ، عرف طريقة لحماية نفسه. لقد نظر حوله ورأى بركة موحلة.
“هاربي آخرى،” همس بلاكنايل لسيده. غمغم سايتر فقط كرد على ذلك. لقد كان قد ألقى بالفعل نظرة سريعة وراء كتفه رأها.
ثم قفز الغوبلن بابتهاج وبدأ في التدحرج. كان الطين الرطب بارد ومهدئ للغاية بينما غلف جلده لدرجة أنه صرخ في سعادة. لن تتمكن الحشرات الغبية من لدغه مع كل الوحل! بعد أن غلف نفسه بالكامل وقف على قدميه… ووجد سيده يحدق به.
التقت أعينهم وأمسك المخلوق نظرته. لقد قامت بإمالة رأسها إلى الجانب بحركة رقيقة تقريبًا وبدأت في إصدار أصوات هديل ناعمة، كما لو كانت تدعوه إلى الاقتراب. شعر بلاكنايل برغبة رهيبة في الركض صارخا، سواء أراد الركض نحو الشيء أو بعيدًا عنه لم يكن يعرف. قبل أن يغمره خوفه تمامًا، قاطعه سايتر ولفت انتباهه.
“بحق كل الجحائم، ماذا تفعل؟” سأله سايتر وهو يبدو مذهولًا. كانت نظرة تفاجئ واشمئزاز ظاهرة على وجهه. كان بلاكنايل متأكدًا تمامًا من أنه في مشكلة. لقد أعطى سيده نظرة توسل وأفضل عيون الجرو خاصته.
شعر بلاكنايل بالحاجة إلى تعقبه وإظهار من هو المسيطر. كانت هذه أرضه الآن! ثم كذلك فقط اختفت الرائحة. يجب أن يكون سايتر قد لاحظ شيئًا لأنه استدار ونظر إلى الغوبلن.
“كانت هناك حشرات لاذغة…” قال لسيده بأشد صوت مثير للشفقة. ضربه سايتر بضربة خفيفة على رأسه وأخرجه من الوحل من أذنه.
“ترى المزيد؟ ترى المزيد؟” بكى المخلوق بصوت حاد مستهزء شبيه بصوت سايتر. ارتجف بلاكنايل مرةً أخرى من التقليد المخيف. بإمكان ذلك الشيء أن يتحدث في الواقع؟
كان على بلاكنايل أن يتكئ على سيده ويقفز بسرعة لتخفيف الألم في أذنه بينما سحبه سايتر. عندما تم جره جيدًا من الوحل، نظر إليه سايتر بغضب، لكنه تنهد بعد ذلك مستسلما وأطلقه بعد ثانية.
اتسعت عيناه من الخوف وهو يرى المخلوق. جاثم على فرع أمامهم لقد كان… شيء ما. لم ير بلاكنايل أي شيء مثله.
جفل الغوبلن من الألم في أذنه وبدأ في فركها بعناية. لم يؤذيه ذلك كثيرًا حقا على الرغم من أنه توقع المزيد من العقوبة. لكن سيده لم يعد غاضبًا منه بعد الآن. وبدلاً من أن يضربه مرةً أخرى، مد سايتر يده إلى كيس بجانبه وسحب بعض أوراق النبات.
مع صرخة فرح انطلق بلاكنايل إلى المخيم وركض بنشوة بضع دوائر حول سايتر الذي بظا متسليًا قبل أن ينهار بسعادة على العشب.
“هذا مضاد الذباب”، قال لبلاكنايل وهو يسلم عدة أوراق للغوبلن. استنشقهم بلاكنايل وعطس عندما غزت رائحتهم المرّة القوية أنفه.
استدار سايتر للحظة وألقى نظرة غريبة عليه قبل أن يرفع إصبعه إلى فمه ويجعله يصمته. صمت بلاكنايل. لم يكن متأكدًا مما قد عنته إيماءة الإصبع لكنها بدت وكأنها تهديد مؤلم.
لحسن الحظ، تمكن من الابتعاد قبل أن يغطى سيده بمخاط الغوبلن الأخضر، ولقد أطلقه على الأرض بدلاً من ذلك. لقد رأى ذات مرة غوبلنًا يُضرب حتى الموت لقيامه بذلك لسيده. لم يكن سيرتكب هذا الخطأ!
على الفور سقط بلاكنايل على الأرض وبدأ يتدحرج على قطعة من العشب لإزالة الطين. بينما راقبه سايتر إرتعشت حواف فمه مرةً أخرى. لماذا استمر سيده الجديد في فعل ذلك؟
“الرائحة تطارد الحشرات. أزل بعضًا من هذا الوحل ثم افركها على نفسك بدلاً من ذلك”. واصل سايتر شرحه.
”فقط السهام. فقط السهام،”ضحكت الهاربي الأولى في تسلية ظاهرية وهي تراقبهم بغضب جديد في عينيها. بدت سعيدة جدًا بالحصول على تعزيزات.
على الفور سقط بلاكنايل على الأرض وبدأ يتدحرج على قطعة من العشب لإزالة الطين. بينما راقبه سايتر إرتعشت حواف فمه مرةً أخرى. لماذا استمر سيده الجديد في فعل ذلك؟
بعد ذلك قام سايتر بتفكيك المصيدة ووضعها في حقيبته. بعد أن انتهى استدار وانطلق في اتجاه جديد. بعد نزهة قصيرة، توقف ليفحص فخًا آخر، لكنه كان فارغًا. لقد قام بتفكيكها أيضًا قبل الانتقال إلى التالي. هذا كان به أرنب. لقد سلمه سايتر إلى بلاكنايل ليحملها.
عندما كان الغوبلن قد أزال معظم الطين جلس وبدأ يمسح الأوراق على جلده. سرعان ما بدأت تفوح منه رائحة مثل النبات وخفّ سرب الحشرات من حوله. كادت الرائحة أن تجعله يعطس مرة أخرى لكنه أمسكها وأعطى سايتر ابتسامة مسننة كبيرة.
شعر بلاكنايل بالحاجة إلى تعقبه وإظهار من هو المسيطر. كانت هذه أرضه الآن! ثم كذلك فقط اختفت الرائحة. يجب أن يكون سايتر قد لاحظ شيئًا لأنه استدار ونظر إلى الغوبلن.
“شكراً لك سيدي”. قال بامتنان في صوته العالي، هز سايتر رأسه في إنزعاج وهو ينظر إلى الغوبلن المبتسم ولكنه القذر للغاية.
“اللعنة على هذا،” صاح سايتر بصوتٍ عالٍ بغضب. لقد لف وأطلق سهمًا باتجاه الهاربي خلفه تمامًا عندما ارتفعت في الهواء لتتحرك مرةً أخرى.
“كنت لأرميك في الحمام، لكنني أتوقع أنك ستتسخ مرةً أخرى بعد ذلك مباشرة”. قال للغوبلن وهو يبدأ في المشي بعيدًا، لم يكن بلاكنايل يعرف ما هو الحمام، لكنه كان يأمل أن يكون مكافأة لكونك ذكيًا جدًا. ربما يمكنه كسب واحد لاحقًا.
“رائحتها مثل الكلاب، سيدي”. أجاب بلاكنايل.
بينما كانوا يمشون في بيئة غير مألوفة، لقد استمر ذلك في جعل بلاكنايل قلق من أن شيئ ما قد يتسلل أو ينزل عليه من فرع علوي. لم يمكنه إلا أن يتخيل بعض الوحشية مثل قطة عملاقة تجلس هناك مختبئة بين الأوراق جاهزة للانقضاض. لم يكن يعتقد أن مضاد الذباب سوف يصد شيئًا كذلك مهما كانت رائحته سيئة.
بينما كانوا في طريقهم تجمد سايتر فجأة وسحب قوسه. تجمد بلاكنايل أيضًا وقام بمسح الغابة بحثًا عن ما شعر به سيده. لقد كان لديه شعور أنه سيكون خطير، كل شيء قد كان لحد كبير بالنسبة لغوبلن.
ناظرا إلى الأعلى، لقد كاد يصطدم بسايتر قبل أن يدرك أن سيده كان قد توقف عن الحركة. كان سايتر قد جثم على الأرض وكان يفحص شيئًا.
بصرخة غاضبة، قفز الوحش المجنح فجأة على جذع الشجرة، مستخدمةً مجموعتي المخالب للتسلق، مندفعة إلى أعلى الشجرة وبعيدًا عن الأنظار.
“تعال هنا بلاكنايل وانظر”. نادى سايتر بهدوء، سار الغوبلن فوق جذوع الأشجار المتساقطة وانتقل إلى جانب سيده ليرى ما كان ينظر إليه. زينت عدة آثار للحيوانات رقعة الأرض العارية أمامهم. لقد بدوا مألوفين إلى حد ما لبلاكنايل، ورائحتهم مألوفة أيضًا.
إلتوت الهاربي في الهواء لكنها صرخت من الألم بينما خدشها السهم على أي حال. مصابة، لقد طارت إلى الغابة.
“ذئاب، تجنبهم، إنهم خطرون. مع أن هذه المسارات قديمة،” قال سايتر لبلاكنايل.
“إذهبي بعيدا يا هاربي، لن تحصلي على أي لحم من هنا، فقط السهام.” صرخ سايتر بنبرة تشبه الهدير تردد صداها عبر الغابة.
“رائحتها مثل الكلاب، سيدي”. أجاب بلاكنايل.
فجأةً تردد صدى صرخة هاربي مستجيبة من بعيد إلى الجانب. لقد بدت بعيدة إلى حد ما ولكن كان من الصعب معرفة ذلك من خلال الأدغال الكثيفة.
“نعم، غوبلن جيد. غالبا نفس الشيء. أنف جيد،” قال له سايتر بلهجة سعيدة. ابتسم في بلاكنايل قبل أن ينهض من جديد ويستمر. شعر بلاكنايل بسعادة خاطفة من الثناء. لقد تم دعوته جيد مرة أخرى! لقد تبع سايتر وشعر بخوف أقل قليلاً من الغابة.
بدت متاهة الغابة الخضراء من حوله فجأة أكثر شراً بعد مواجهتهم مع الهاربي. حتى أصوات العصافير المبهجة بدت جوفاء وشريرة للغوبلن. لربما كان ما قد ظنه أصوات العصافير هو في الواقع صوت منادات الهاربي لبعضها البعض أثناء تجمعها. كان بإمكان بلاكنايل أن يتخيل ابتساماتهم الشريرة بينما إستمتعوا بفرح مظلم في خداع سيده وإياه بمثل هذه الحيلة البسيطة.
إذا عاش شيئ كالكلب هنا، فلا يمكن أن يكون المكان مختلفًا جدا عن المجاري والأزقة. كان بإمكان بلاكنايل أن يتعامل مع الكلاب. لم يتمكنوا من التسلق أو ضغط أنفسهم في الأماكن الضيقة مثل الغوبلن. قضت قبيلته أوقاتًا طيبة في إغراء الكلاب بجوار الأماكن المرتفعة ثم إلقاء الأشياء عليها. لم تحب الكلاب القاضمة الشرسة الطوب على وجوههم كثيرًا.
لقد ساروا لبعض الوقت عندما لفتت نفحة من الرائحة فجأة انتباه بلاكنايل. كانت رائحة مألوفة للغاية، رائحة غوبلن. لقد أخذ نفسا عميقا وأدرك أنه ذكر شاب، ذكر شاب غريب.
لقد ساروا لبعض الوقت عندما لفتت نفحة من الرائحة فجأة انتباه بلاكنايل. كانت رائحة مألوفة للغاية، رائحة غوبلن. لقد أخذ نفسا عميقا وأدرك أنه ذكر شاب، ذكر شاب غريب.
عندما كان الغوبلن قد أزال معظم الطين جلس وبدأ يمسح الأوراق على جلده. سرعان ما بدأت تفوح منه رائحة مثل النبات وخفّ سرب الحشرات من حوله. كادت الرائحة أن تجعله يعطس مرة أخرى لكنه أمسكها وأعطى سايتر ابتسامة مسننة كبيرة.
شعر بلاكنايل بالحاجة إلى تعقبه وإظهار من هو المسيطر. كانت هذه أرضه الآن! ثم كذلك فقط اختفت الرائحة. يجب أن يكون سايتر قد لاحظ شيئًا لأنه استدار ونظر إلى الغوبلن.
“نعم، غوبلن جيد. غالبا نفس الشيء. أنف جيد،” قال له سايتر بلهجة سعيدة. ابتسم في بلاكنايل قبل أن ينهض من جديد ويستمر. شعر بلاكنايل بسعادة خاطفة من الثناء. لقد تم دعوته جيد مرة أخرى! لقد تبع سايتر وشعر بخوف أقل قليلاً من الغابة.
“ما الأمر؟” سأل.
بعد ذلك قام سايتر بتفكيك المصيدة ووضعها في حقيبته. بعد أن انتهى استدار وانطلق في اتجاه جديد. بعد نزهة قصيرة، توقف ليفحص فخًا آخر، لكنه كان فارغًا. لقد قام بتفكيكها أيضًا قبل الانتقال إلى التالي. هذا كان به أرنب. لقد سلمه سايتر إلى بلاكنايل ليحملها.
”رائحة غوبلن. شاب،” رد بلاكنايل بزمجرة.
“دمي، اذهبوا بعيدا!” نبح عليهم بلاكنايل بغضب. لحسن الحظ، عرف طريقة لحماية نفسه. لقد نظر حوله ورأى بركة موحلة.
“واحد يافع فقط؟ إذا لا داعي للقلق. هيا،” قال سايتر وهو يمشي مرةً أخرى. انتظر بلاكنايل لثانية وأخذ نفسًا عميقًا آخر، لكنه لم يشم سوى الأوراق، التراب وسيده. مع لمسة من الأسف أقلع بعد سايتر.
تمكن بلاكنايل من مواكبته، ولكن عندما تحركوا أعمق في الغابة، بدأت سحابة من الحشرات تتجمع. سرعان ما تشكل سرب أسود حولهم. حسنًا في الغالب حول بلاكنايل. كان سيده محميًا بملابسه الطويلة السميكة. في هذه الأثناء، لم يفعل مئزر بلاكنايل شيئًا إلى حد كبير. يبدو أن الذباب والبعوض قد فضلا الغوبلن لسبب ما أيضًا. ربما لأن سايتر كان عجوزًا ونحيفًا نوعًا ما، لذلك ربما لم يكن طعمه جيدًا.
بعد فترة توقف سايتر عن الحركة وتحرك إلى الشجيرات. هناك مد يده وسحب أرنبًا ميتًا من حيث كان يتدلى من شتلة بشيء ملفوف حول رقبته.
“الرائحة تطارد الحشرات. أزل بعضًا من هذا الوحل ثم افركها على نفسك بدلاً من ذلك”. واصل سايتر شرحه.
نظر بلاكنايل إلى الشجرة الصغيرة بريبة. لم يكن يعرف الغابة جيدًا لكنه كان متأكد من أن الأرانب لم تنمو على الأشجار.
سرعان ما وصلوا إلى منطقة تذكر بلاكنابل مرورها من قبل في طريقهم للخروج. هذا قد عنى أنهم كانوا قريبين من المخيم، وتوصل بلاكنايل إلى استنتاج مفاده أنه كان أقل عرضة للموت في المخيم منه في الغابة.
“بعد أن تتعلم صناعة الحبال، سأعلمك كيفية ضبط هذه الأفخاخ والتحقق منها. إن اصطياد الأرانب بهذه الطريقة أسهل كثيرًا من صيدها بالأيدي مثل الغوبلن الوحشية”. أوضح سايتر وهو يعلق الأرنب على كتفه، أوه، لقد كان فخا نصبه سايتر. لقد شعر بالقليل من الغباء.
أمال المخلوق رأسها إلى الجانب كما لو كانت في تأمل ونظرت إليه لبضع لحظات. ثم صرخت غاضبًا وهي تنفخ نفسها بنفث ريشه وبسط أجنحتها على نطاق واسع. بدت أكبر بكثير من غوبلن الآن.
بعد ذلك قام سايتر بتفكيك المصيدة ووضعها في حقيبته. بعد أن انتهى استدار وانطلق في اتجاه جديد. بعد نزهة قصيرة، توقف ليفحص فخًا آخر، لكنه كان فارغًا. لقد قام بتفكيكها أيضًا قبل الانتقال إلى التالي. هذا كان به أرنب. لقد سلمه سايتر إلى بلاكنايل ليحملها.
بينما كانوا في رحلة العودة إلى المخيم عبر الغابة، بدأ خيال بلاكنابل يندفع ويملأ رأسه بدفق لا نهاية له من صور المخلوقات المهددة. كل ظل ألقته شجيرة أو شجرة مروا بها احتوى على وحش أسوأ من السابق.
“لا تأكله”، حذر الغوبلن. شعر بلاكنايل بخيبة الأمل. لثانية كان يعتقد أن سيده كان يعطيه مكافأة. ربما إذا كان جيدًا جدًا، سيمكنه تذوق الأرنب لاحقًا، أو ربما يمكنه تناول البعض عندما انتهى سايتر من ذلك.
كانت الأشجار من حولهم أكثر سمكًا قليلاً ولقد سمحت بمرور ضوء أقل من المنطقة التي تركوها للتو. كان هناك أيضًا عدد أقل من الشجيرات وبدلاً من العشب، نمت النباتات ذات الأوراق القصيرة.
إجمالاً، قاموا بفحص أكثر من عشرة أفخاخ، وحصلوا على سبعة أرانب، قبل العودة إلى المخيم. انتهى الأمر ببلاكنايل بحمل أربعة. إن إعطائه ذلك الكم قد عنى أن سيده قد ظن أنه قوي! كان يأمل في أن يكسب مكافأة بهذه الطريقة، كان يشعر بالجوع نوعًا ما.
“نحن بحاجة إلى المضي قدمًا قبل أن يقرر شيء خطير حقا التحقيق من كل الضوضاء،” قال سايتر بشكل عرضي لبلاكنايل أثناء تحركهم.
بينما كانوا في طريقهم تجمد سايتر فجأة وسحب قوسه. تجمد بلاكنايل أيضًا وقام بمسح الغابة بحثًا عن ما شعر به سيده. لقد كان لديه شعور أنه سيكون خطير، كل شيء قد كان لحد كبير بالنسبة لغوبلن.
بينما كانوا في طريقهم تجمد سايتر فجأة وسحب قوسه. تجمد بلاكنايل أيضًا وقام بمسح الغابة بحثًا عن ما شعر به سيده. لقد كان لديه شعور أنه سيكون خطير، كل شيء قد كان لحد كبير بالنسبة لغوبلن.
كانت الأشجار من حولهم أكثر سمكًا قليلاً ولقد سمحت بمرور ضوء أقل من المنطقة التي تركوها للتو. كان هناك أيضًا عدد أقل من الشجيرات وبدلاً من العشب، نمت النباتات ذات الأوراق القصيرة.
ارتجف بلاكنايل بعنف بينما تغلب عليه الخوف للحظات. مصدوم، لقد نظر حوله بشكل غريزي بحثًا عن شجيرات كبيرة جيدة أو حفرة عميقة للاختباء في مكان قريب. ما أثار استياءه أن المنطقة المحيطة به كانت في الغالب مليئة بجذوع الأشجار والجذور والنباتات الصغيرة التي لم تصل إلا إلى ركبتيه. لم يكن هناك مأوى قريب، لذلك نظر الغوبلن إلى المخلوق المبتسم.
نظر بلاكنايل بعصبية إلى أغصان الأشجار الكثيفة العلوية، لأنه لم يكن هناك غطاء صغير على الأرض لإخفاء أي شيء يقترب. فجأة لفت وميض حركة انتباهه إلى بقعة في المظلة.
استدار سايتر للحظة وألقى نظرة غريبة عليه قبل أن يرفع إصبعه إلى فمه ويجعله يصمته. صمت بلاكنايل. لم يكن متأكدًا مما قد عنته إيماءة الإصبع لكنها بدت وكأنها تهديد مؤلم.
اتسعت عيناه من الخوف وهو يرى المخلوق. جاثم على فرع أمامهم لقد كان… شيء ما. لم ير بلاكنايل أي شيء مثله.
بينما كانوا يمشون في بيئة غير مألوفة، لقد استمر ذلك في جعل بلاكنايل قلق من أن شيئ ما قد يتسلل أو ينزل عليه من فرع علوي. لم يمكنه إلا أن يتخيل بعض الوحشية مثل قطة عملاقة تجلس هناك مختبئة بين الأوراق جاهزة للانقضاض. لم يكن يعتقد أن مضاد الذباب سوف يصد شيئًا كذلك مهما كانت رائحته سيئة.
كان من الصعب معرفة ذلك من هذه المسافة ولكن يبدو أنه قد كان أكبر قليلاً من الغوبلن ولكن أصغر من الإنسان. ومع ذلك، فقد كان أكبر حجما بما يكفي ليكون خطيرًا على كل من الغوبلن والبشر على الرغم من ذلك لأنه قد إمتلك مخالب بحجم السكين بارزة من نهايات قدميه.
“اللعنة”، لعن سايتر وهو يضع سهمًا آخر ويستعد للإطلاق مرة أخرى.
غطى ريش كبير بني أسمر جسده وأجنحته الطويلة تدلت من أكتافه. على عكس الطائر، نمت مجموعة أخرى من المخالب ذات المظهر الخطير من أطراف أجنحته. كان رأسه متوجًا بعلامة سوداء من الريش امتدت إلى أسفل ظهره وأشبهت شعر المرأة الطويل.
“هاربي آخرى،” همس بلاكنايل لسيده. غمغم سايتر فقط كرد على ذلك. لقد كان قد ألقى بالفعل نظرة سريعة وراء كتفه رأها.
اكتمل مظهر المخلوق المرعب بعيون ذكية شديدة حدقت بها من وجه شبه إنساني بشكل مقلق بدلاً من منقار يشبه منقار الطيور. لقد لاحظت انتباه بلاكنايل وابتسمت له لتكشف عن فم مليء بالأسنان الحادة الطويلة التي من الواضح أنها قد كانت مصممة لتمزيق اللحم.
لحسن الحظ، تمكن من الابتعاد قبل أن يغطى سيده بمخاط الغوبلن الأخضر، ولقد أطلقه على الأرض بدلاً من ذلك. لقد رأى ذات مرة غوبلنًا يُضرب حتى الموت لقيامه بذلك لسيده. لم يكن سيرتكب هذا الخطأ!
ارتجف بلاكنايل بعنف بينما تغلب عليه الخوف للحظات. مصدوم، لقد نظر حوله بشكل غريزي بحثًا عن شجيرات كبيرة جيدة أو حفرة عميقة للاختباء في مكان قريب. ما أثار استياءه أن المنطقة المحيطة به كانت في الغالب مليئة بجذوع الأشجار والجذور والنباتات الصغيرة التي لم تصل إلا إلى ركبتيه. لم يكن هناك مأوى قريب، لذلك نظر الغوبلن إلى المخلوق المبتسم.
اتسعت عيناه من الخوف وهو يرى المخلوق. جاثم على فرع أمامهم لقد كان… شيء ما. لم ير بلاكنايل أي شيء مثله.
من الواضح أن الشيء قد رآهم وعرف أنهم يستطيعون رؤيته. كان هذا أكثر ذكاءً مما كان الغوبلن مرتاحًا لرؤيته في شيء أراد بوضوح أن يأكله.
لحسن الحظ، تمكن من الابتعاد قبل أن يغطى سيده بمخاط الغوبلن الأخضر، ولقد أطلقه على الأرض بدلاً من ذلك. لقد رأى ذات مرة غوبلنًا يُضرب حتى الموت لقيامه بذلك لسيده. لم يكن سيرتكب هذا الخطأ!
التقت أعينهم وأمسك المخلوق نظرته. لقد قامت بإمالة رأسها إلى الجانب بحركة رقيقة تقريبًا وبدأت في إصدار أصوات هديل ناعمة، كما لو كانت تدعوه إلى الاقتراب. شعر بلاكنايل برغبة رهيبة في الركض صارخا، سواء أراد الركض نحو الشيء أو بعيدًا عنه لم يكن يعرف. قبل أن يغمره خوفه تمامًا، قاطعه سايتر ولفت انتباهه.
حدق بلاكنايل في أوراق الشجر الخضراء الداكنة فوقه ولكن لم يستطع رؤية أي شيء. لقد تنهد سايتر بارتياح محبط وأطلق قوسه.
“تعال بلاكنايل. اقترب مني،” أمر سايتر بثبات وهدوء وهو يخطو خطوة إلى الأمام ويدخل بين الغوبلن والمخلوق.
“كنت لأرميك في الحمام، لكنني أتوقع أنك ستتسخ مرةً أخرى بعد ذلك مباشرة”. قال للغوبلن وهو يبدأ في المشي بعيدًا، لم يكن بلاكنايل يعرف ما هو الحمام، لكنه كان يأمل أن يكون مكافأة لكونك ذكيًا جدًا. ربما يمكنه كسب واحد لاحقًا.
ظت بلاكنايل أن تلط قد كانت فكرة رائعة! مع وميض من الذعر انحنى الغوبلن وتدافع إلى قدمي سيده، وبالكاد تذكر سحب الأرانب التي كان يحملها خلفه. لقد تم جرهم عبر الأوراق المرمية أثناء تحركه.
“ترى المزيد؟ ترى المزيد؟” بكى المخلوق بصوت حاد مستهزء شبيه بصوت سايتر. ارتجف بلاكنايل مرةً أخرى من التقليد المخيف. بإمكان ذلك الشيء أن يتحدث في الواقع؟
بمجرد وصوله إلى الأمان خلف سيده، بدأت نبضات قلب الغوبلن تستقر قليلاً. صحيح أن المخلوق المجنح الرهيب كان مرعب لكن صوت سيده الهادئ طمأنه إلى حد ما. فبعد كل شيء كان سايتر محاربًا عملاقًا وقويًا حتى بين البشر!
نظر بلاكنايل بعصبية إلى أغصان الأشجار الكثيفة العلوية، لأنه لم يكن هناك غطاء صغير على الأرض لإخفاء أي شيء يقترب. فجأة لفت وميض حركة انتباهه إلى بقعة في المظلة.
أطل بلاكنايل من وراء معطف سيده ذو اللون البني الغامق. ضاقت عيون الشيء المجنح من الانزعاج بينما نظرت إلى الغوبلن المحمي الآن. أخرج بلاكنايل لسانه وصنع وجها. ها، من الواضح أنها قد كانت ضعيفة جدًا وتخشى الاقتراب من سايتر!
اكتمل مظهر المخلوق المرعب بعيون ذكية شديدة حدقت بها من وجه شبه إنساني بشكل مقلق بدلاً من منقار يشبه منقار الطيور. لقد لاحظت انتباه بلاكنايل وابتسمت له لتكشف عن فم مليء بالأسنان الحادة الطويلة التي من الواضح أنها قد كانت مصممة لتمزيق اللحم.
فجأةً أمال الشيء رأسه إلى أعلى وأطلقت صفيرًا حادًا. تردد صدى الصوت من حولهم أثناء ارتداده عبر الغابة. أصبح سايتر ثابتا.
“كانت هناك حشرات لاذغة…” قال لسيده بأشد صوت مثير للشفقة. ضربه سايتر بضربة خفيفة على رأسه وأخرجه من الوحل من أذنه.
”انظر حولك بلاكنايل. هل ترى المزيد؟” سأل سايتر فجأة.
مع صرخة فرح انطلق بلاكنايل إلى المخيم وركض بنشوة بضع دوائر حول سايتر الذي بظا متسليًا قبل أن ينهار بسعادة على العشب.
تسارعت ضربات قلب الغوبلن مرةً أخرى. كان هناك أكثر من واحدة من هته المسوخ؟ لقد استدار ومسح الفروع خلفهم بحثًا عن علامات وحش آخر. ومع ذلك، لم يستطع رؤية المزيد من المخلوقات في أي مكان.
عرف بلاكنايل ما كانوا يفعلونه ولم يعجبه ذلك حقًا. مهما كانت الطريقة التي أدار بها رأسه أو قام بتحريك جسده، لم يستطع مراقبة كلا الهاربي في نفس الوقت. كانت إحداهما دائما تختبئ خلفه بعيدًا عن الأنظار. لقد ارتجف بلا تحكم. عدم معرفة ما كان يفعله الوحش وراءه جعله يمتلئ خوفًا من البرد الخانق. اقتربت الهاربي ببطء.
“ترى المزيد؟ ترى المزيد؟” بكى المخلوق بصوت حاد مستهزء شبيه بصوت سايتر. ارتجف بلاكنايل مرةً أخرى من التقليد المخيف. بإمكان ذلك الشيء أن يتحدث في الواقع؟
حاول بلاكنايل سحق الآفات الطائرة ولكن لقد كان هناك الكثير منهم. كغوبلن، كان جلده سميكًا ولكن اللدغات كانت لا تزال مؤلمة ومزعجة. فشلت حركاته المحمومة في ردع السرب لكنها أبطأت من سرعته وجعلته يتراجع مرة أخرى. لم ير أو يشعر بهذا العدد من البعوض من قبل. لقد هسهس بغضب على السرب، لكن من الواضح أنه لم يكن معجبًا جدًا لأنه استمر في عضه.
“لا شيء سيدي”. لقد همس لسايتر، جعل الخوف صوته غير مستقر. أومأ سايتر برأسه بهدوء ردا على ذلك.
طارت أول هاربي على الفور وغطست على بلاكنابل، الذي كان الآن يرتعد عند قدمي سيده. ومع ذلك، كان سايتر مستعدًا لذلك ولف مرةً أخرى حتى وهو يسحب سهمًا آخر.
“إذهبي بعيدا يا هاربي، لن تحصلي على أي لحم من هنا، فقط السهام.” صرخ سايتر بنبرة تشبه الهدير تردد صداها عبر الغابة.
”إهدء بلاكنايل. الخوف لن يؤدي إلا إلى قتلك هنا”. قال سايتر للغوبلن، رمش بلاكنايل في ارتباك وقلق. من الواضح أن سيده لم يكن جيدًا جدًا في تهدئة الناس.
أمال المخلوق رأسها إلى الجانب كما لو كانت في تأمل ونظرت إليه لبضع لحظات. ثم صرخت غاضبًا وهي تنفخ نفسها بنفث ريشه وبسط أجنحتها على نطاق واسع. بدت أكبر بكثير من غوبلن الآن.
“بعد أن تتعلم صناعة الحبال، سأعلمك كيفية ضبط هذه الأفخاخ والتحقق منها. إن اصطياد الأرانب بهذه الطريقة أسهل كثيرًا من صيدها بالأيدي مثل الغوبلن الوحشية”. أوضح سايتر وهو يعلق الأرنب على كتفه، أوه، لقد كان فخا نصبه سايتر. لقد شعر بالقليل من الغباء.
استجاب سايتر للتحدي بسرعة. لقد سحب قوسه إلى الخلف وأطلق سهماً. ومع ذلك، كان المخلوق جاهزًا لذلك وقفزت جانبًا على طول الفرع لتفادي السهم وهبطت على كل أطرافها الأربعة. كانت الهاربي بعيدة جدًا لتسديدة جيدة. طار السهم في الغابة بعد أن أخطأ هدفه.
عند سماع الرد، أطلت الهاربي الأول من خلف الشجرة وأعطتهم نظرة كريهة. بدا الأمر وكأنها كانت تستعد لمهاجمتهم مرةً أخرى. تجهم سايتر وبدأ يستهدف تسديدة أخرى بقوسه.
فجأة سمع ضجيج خفقان وتشقق أغصان خلفهم، إستدار بلاكنابل في الوقت المناسب ليرى هاربي أخرى على فرع على الجانب الآخر منهم. لعن سايتر بتفنن. إبتلع الغوبلن من الخوف والتوت معدته. لم يكن بالتأكيد يشعر بالأمان الآن.
كانت قدميه صغيرة وقصيرة جدا! سرعان ما تركه سيده بخطواته الطويلة وراءه. أين كان سايتر يمشي بشكل عرضي، كان على بلاكنايل الركض. أين خطى سايتر فوق جذوع الأشجار والوحل، كان عليه أن يقفز. لم يستطع فعل ذلك وأن يكون هادئا في نفس الوقت! لكن لم يكن هناك أي فرصة أنه سيبتعد عن سيده لذلك لقد زاد من وتيرته.
”فقط السهام. فقط السهام،”ضحكت الهاربي الأولى في تسلية ظاهرية وهي تراقبهم بغضب جديد في عينيها. بدت سعيدة جدًا بالحصول على تعزيزات.
من الواضح أن الشيء قد رآهم وعرف أنهم يستطيعون رؤيته. كان هذا أكثر ذكاءً مما كان الغوبلن مرتاحًا لرؤيته في شيء أراد بوضوح أن يأكله.
“هاربي آخرى،” همس بلاكنايل لسيده. غمغم سايتر فقط كرد على ذلك. لقد كان قد ألقى بالفعل نظرة سريعة وراء كتفه رأها.
“كانت هناك حشرات لاذغة…” قال لسيده بأشد صوت مثير للشفقة. ضربه سايتر بضربة خفيفة على رأسه وأخرجه من الوحل من أذنه.
حفرت مخالب الهاربي الثانية الطويلة في الفرع الذي هبطت عليه ومزقت اللحاء. لقد نظرت إليهم ثم هسهسة بكره عليهم بينما انتفخ ريشها.
حفرت مخالب الهاربي الثانية الطويلة في الفرع الذي هبطت عليه ومزقت اللحاء. لقد نظرت إليهم ثم هسهسة بكره عليهم بينما انتفخ ريشها.
بدأت كلتا الهاربي تتحركان بدقة مفترس منسقة. قفزت الأولى على طول غصنها ثم طارت برفرفة سريعة من جناحيها إلى شجرة أخرى.
“بحق كل الجحائم، ماذا تفعل؟” سأله سايتر وهو يبدو مذهولًا. كانت نظرة تفاجئ واشمئزاز ظاهرة على وجهه. كان بلاكنايل متأكدًا تمامًا من أنه في مشكلة. لقد أعطى سيده نظرة توسل وأفضل عيون الجرو خاصته.
غطست الثانية نزولاً إلى فرع سفلي على شجرة في الاتجاه المعاكس. جعلتها رحلتها أقرب قليلاً إلى سايتر وبلاكنايل. هكذا بدأوا في تطويق الغوبلن وسيده بالقفز والتزحلق من فرع إلى فرع. لم تغادر كلتا عيني الهاربي قوس سايتر.
بدت متاهة الغابة الخضراء من حوله فجأة أكثر شراً بعد مواجهتهم مع الهاربي. حتى أصوات العصافير المبهجة بدت جوفاء وشريرة للغوبلن. لربما كان ما قد ظنه أصوات العصافير هو في الواقع صوت منادات الهاربي لبعضها البعض أثناء تجمعها. كان بإمكان بلاكنايل أن يتخيل ابتساماتهم الشريرة بينما إستمتعوا بفرح مظلم في خداع سيده وإياه بمثل هذه الحيلة البسيطة.
عرف بلاكنايل ما كانوا يفعلونه ولم يعجبه ذلك حقًا. مهما كانت الطريقة التي أدار بها رأسه أو قام بتحريك جسده، لم يستطع مراقبة كلا الهاربي في نفس الوقت. كانت إحداهما دائما تختبئ خلفه بعيدًا عن الأنظار. لقد ارتجف بلا تحكم. عدم معرفة ما كان يفعله الوحش وراءه جعله يمتلئ خوفًا من البرد الخانق. اقتربت الهاربي ببطء.
”إهدء بلاكنايل. الخوف لن يؤدي إلا إلى قتلك هنا”. قال سايتر للغوبلن، رمش بلاكنايل في ارتباك وقلق. من الواضح أن سيده لم يكن جيدًا جدًا في تهدئة الناس.
“اللعنة على هذا،” صاح سايتر بصوتٍ عالٍ بغضب. لقد لف وأطلق سهمًا باتجاه الهاربي خلفه تمامًا عندما ارتفعت في الهواء لتتحرك مرةً أخرى.
ظت بلاكنايل أن تلط قد كانت فكرة رائعة! مع وميض من الذعر انحنى الغوبلن وتدافع إلى قدمي سيده، وبالكاد تذكر سحب الأرانب التي كان يحملها خلفه. لقد تم جرهم عبر الأوراق المرمية أثناء تحركه.
إلتوت الهاربي في الهواء لكنها صرخت من الألم بينما خدشها السهم على أي حال. مصابة، لقد طارت إلى الغابة.
التقت أعينهم وأمسك المخلوق نظرته. لقد قامت بإمالة رأسها إلى الجانب بحركة رقيقة تقريبًا وبدأت في إصدار أصوات هديل ناعمة، كما لو كانت تدعوه إلى الاقتراب. شعر بلاكنايل برغبة رهيبة في الركض صارخا، سواء أراد الركض نحو الشيء أو بعيدًا عنه لم يكن يعرف. قبل أن يغمره خوفه تمامًا، قاطعه سايتر ولفت انتباهه.
طارت أول هاربي على الفور وغطست على بلاكنابل، الذي كان الآن يرتعد عند قدمي سيده. ومع ذلك، كان سايتر مستعدًا لذلك ولف مرةً أخرى حتى وهو يسحب سهمًا آخر.
على الفور سقط بلاكنايل على الأرض وبدأ يتدحرج على قطعة من العشب لإزالة الطين. بينما راقبه سايتر إرتعشت حواف فمه مرةً أخرى. لماذا استمر سيده الجديد في فعل ذلك؟
عند رؤية هذا، أوقفت الهاربي هجومها بسرعة، وقامت بتحويل رحلتها، لقد انزلقت بسرعة إلى الأسفل خلف شجرة بعيدًا عن الأنظار.
عندما كان الغوبلن قد أزال معظم الطين جلس وبدأ يمسح الأوراق على جلده. سرعان ما بدأت تفوح منه رائحة مثل النبات وخفّ سرب الحشرات من حوله. كادت الرائحة أن تجعله يعطس مرة أخرى لكنه أمسكها وأعطى سايتر ابتسامة مسننة كبيرة.
من غطائها خلف الشجرة، أطلقت الهاربي صوت حاد أخر مشابه للطائر والذي تردد صداه عبر الغابة. سرعان ما انضمت الهاربي الجريحة من أيٍ كان المكان الذي كانت تختبئ فيه في الأدغال.
ارتجف بلاكنايل بعنف بينما تغلب عليه الخوف للحظات. مصدوم، لقد نظر حوله بشكل غريزي بحثًا عن شجيرات كبيرة جيدة أو حفرة عميقة للاختباء في مكان قريب. ما أثار استياءه أن المنطقة المحيطة به كانت في الغالب مليئة بجذوع الأشجار والجذور والنباتات الصغيرة التي لم تصل إلا إلى ركبتيه. لم يكن هناك مأوى قريب، لذلك نظر الغوبلن إلى المخلوق المبتسم.
جفل كل من بلاكنايل وسيده من الصوت العالي المؤلم. بدأت آذان الغوبلن الكبيرة بالارتعاش مع إتعاب الصوت لها.
طارت أول هاربي على الفور وغطست على بلاكنابل، الذي كان الآن يرتعد عند قدمي سيده. ومع ذلك، كان سايتر مستعدًا لذلك ولف مرةً أخرى حتى وهو يسحب سهمًا آخر.
“اللعنة”، لعن سايتر وهو يضع سهمًا آخر ويستعد للإطلاق مرة أخرى.
“لا تأكله”، حذر الغوبلن. شعر بلاكنايل بخيبة الأمل. لثانية كان يعتقد أن سيده كان يعطيه مكافأة. ربما إذا كان جيدًا جدًا، سيمكنه تذوق الأرنب لاحقًا، أو ربما يمكنه تناول البعض عندما انتهى سايتر من ذلك.
فجأةً تردد صدى صرخة هاربي مستجيبة من بعيد إلى الجانب. لقد بدت بعيدة إلى حد ما ولكن كان من الصعب معرفة ذلك من خلال الأدغال الكثيفة.
بعد ذلك قام سايتر بتفكيك المصيدة ووضعها في حقيبته. بعد أن انتهى استدار وانطلق في اتجاه جديد. بعد نزهة قصيرة، توقف ليفحص فخًا آخر، لكنه كان فارغًا. لقد قام بتفكيكها أيضًا قبل الانتقال إلى التالي. هذا كان به أرنب. لقد سلمه سايتر إلى بلاكنايل ليحملها.
عند سماع الرد، أطلت الهاربي الأول من خلف الشجرة وأعطتهم نظرة كريهة. بدا الأمر وكأنها كانت تستعد لمهاجمتهم مرةً أخرى. تجهم سايتر وبدأ يستهدف تسديدة أخرى بقوسه.
“ذئاب، تجنبهم، إنهم خطرون. مع أن هذه المسارات قديمة،” قال سايتر لبلاكنايل.
بصرخة غاضبة، قفز الوحش المجنح فجأة على جذع الشجرة، مستخدمةً مجموعتي المخالب للتسلق، مندفعة إلى أعلى الشجرة وبعيدًا عن الأنظار.
بينما كانوا في طريقهم تجمد سايتر فجأة وسحب قوسه. تجمد بلاكنايل أيضًا وقام بمسح الغابة بحثًا عن ما شعر به سيده. لقد كان لديه شعور أنه سيكون خطير، كل شيء قد كان لحد كبير بالنسبة لغوبلن.
حدق بلاكنايل في أوراق الشجر الخضراء الداكنة فوقه ولكن لم يستطع رؤية أي شيء. لقد تنهد سايتر بارتياح محبط وأطلق قوسه.
“هذا مضاد الذباب”، قال لبلاكنايل وهو يسلم عدة أوراق للغوبلن. استنشقهم بلاكنايل وعطس عندما غزت رائحتهم المرّة القوية أنفه.
“إذا كانت ستهاجم مرةً أخرى لكانت قد استدعت المزيد من أمثالها. كانت تريد فقط انتزاع أرنب أو اثنين منا عندما ظهرت صديقتها وقرروا العبث برؤوسنا، هاربي لعينة.” شرح سايتر نصفا لنفسه ونصفا لبلاكنايل.
بدت متاهة الغابة الخضراء من حوله فجأة أكثر شراً بعد مواجهتهم مع الهاربي. حتى أصوات العصافير المبهجة بدت جوفاء وشريرة للغوبلن. لربما كان ما قد ظنه أصوات العصافير هو في الواقع صوت منادات الهاربي لبعضها البعض أثناء تجمعها. كان بإمكان بلاكنايل أن يتخيل ابتساماتهم الشريرة بينما إستمتعوا بفرح مظلم في خداع سيده وإياه بمثل هذه الحيلة البسيطة.
حدق بلاكنايل في سيده فقط. كان لا يزال مذهولًا بعض الشيء، لكنه كان سعيدًا بأن سيده منع الهاربي من “العبث برأسه”. بدا ذلك سيئًا. كان بحاجة إلى رأسه. التقى سايتر بنظرة بلاكنايل المرتجفة.
اتسعت عيناه من الخوف وهو يرى المخلوق. جاثم على فرع أمامهم لقد كان… شيء ما. لم ير بلاكنايل أي شيء مثله.
“نادرًا ما تهاجم الهاربي البشر أو حتى الغوبلن، لكن في بعض الأحيان ستهاجمهم إذا جاع قطيع بما فيه الكفاية. يمكن أن تكون خطيرة بالرغم من ذلك. يستخدم الأذكياء أصواتهم لجذب الفريسة إلى الفخاخ أو السقوط. لا تصدق كل ما تسمعه في الغابة.” أوضح سايتر لبلاكنايل الذي كان لا يزال يهتز. ثم ألقى نظرة ماسحة للغوبلن.
كانت الأشجار من حولهم أكثر سمكًا قليلاً ولقد سمحت بمرور ضوء أقل من المنطقة التي تركوها للتو. كان هناك أيضًا عدد أقل من الشجيرات وبدلاً من العشب، نمت النباتات ذات الأوراق القصيرة.
”إهدء بلاكنايل. الخوف لن يؤدي إلا إلى قتلك هنا”. قال سايتر للغوبلن، رمش بلاكنايل في ارتباك وقلق. من الواضح أن سيده لم يكن جيدًا جدًا في تهدئة الناس.
“شكراً لك سيدي”. قال بامتنان في صوته العالي، هز سايتر رأسه في إنزعاج وهو ينظر إلى الغوبلن المبتسم ولكنه القذر للغاية.
ثم هز سايتر كتفيه واستأنف المشي بينما كان يراقب الأشجار فوقهك. تتبعه بلاكنايل عن كثب.
إذا عاش شيئ كالكلب هنا، فلا يمكن أن يكون المكان مختلفًا جدا عن المجاري والأزقة. كان بإمكان بلاكنايل أن يتعامل مع الكلاب. لم يتمكنوا من التسلق أو ضغط أنفسهم في الأماكن الضيقة مثل الغوبلن. قضت قبيلته أوقاتًا طيبة في إغراء الكلاب بجوار الأماكن المرتفعة ثم إلقاء الأشياء عليها. لم تحب الكلاب القاضمة الشرسة الطوب على وجوههم كثيرًا.
بدت متاهة الغابة الخضراء من حوله فجأة أكثر شراً بعد مواجهتهم مع الهاربي. حتى أصوات العصافير المبهجة بدت جوفاء وشريرة للغوبلن. لربما كان ما قد ظنه أصوات العصافير هو في الواقع صوت منادات الهاربي لبعضها البعض أثناء تجمعها. كان بإمكان بلاكنايل أن يتخيل ابتساماتهم الشريرة بينما إستمتعوا بفرح مظلم في خداع سيده وإياه بمثل هذه الحيلة البسيطة.
كانت قدميه صغيرة وقصيرة جدا! سرعان ما تركه سيده بخطواته الطويلة وراءه. أين كان سايتر يمشي بشكل عرضي، كان على بلاكنايل الركض. أين خطى سايتر فوق جذوع الأشجار والوحل، كان عليه أن يقفز. لم يستطع فعل ذلك وأن يكون هادئا في نفس الوقت! لكن لم يكن هناك أي فرصة أنه سيبتعد عن سيده لذلك لقد زاد من وتيرته.
“نحن بحاجة إلى المضي قدمًا قبل أن يقرر شيء خطير حقا التحقيق من كل الضوضاء،” قال سايتر بشكل عرضي لبلاكنايل أثناء تحركهم.
“بعد أن تتعلم صناعة الحبال، سأعلمك كيفية ضبط هذه الأفخاخ والتحقق منها. إن اصطياد الأرانب بهذه الطريقة أسهل كثيرًا من صيدها بالأيدي مثل الغوبلن الوحشية”. أوضح سايتر وهو يعلق الأرنب على كتفه، أوه، لقد كان فخا نصبه سايتر. لقد شعر بالقليل من الغباء.
اتسعت عيون بلاكنايل في ذعر عند تعليق سيده؛ هل كانت هناك أشياء أخطر من الهاربي والذئب الكلاب؟ لم يرغب بلاكنايل حتى في التفكير في الأمر. لماذا عاش البشر هنا إذا كانت الغابة مليئة بهذه الوحوش القاتلة؟ والأهم من ذلك، لماذا كان عليه أن يخدم البشر الذين عاشوا في غابة مليئة بالوحوش القاتلة؟ أراد بلاكنايل حقًا العودة إلى المنزل.
سارع بلاكنايل وراءه. لقد بذل قصارى جهده لمواكبته وإبقاء أقل قدر ممكن من الضوضاء. لقد خطا برفق، متجنبا الأغصان والأوراق، متسللا فوق جذوع الأشجار، باقيا قريبا على الأرض. عندما كان على وشك تهنئة نفسه على الهدوء الشديد أدرك أنه قد كان يعاني من مشكلة.
بينما كانوا في رحلة العودة إلى المخيم عبر الغابة، بدأ خيال بلاكنابل يندفع ويملأ رأسه بدفق لا نهاية له من صور المخلوقات المهددة. كل ظل ألقته شجيرة أو شجرة مروا بها احتوى على وحش أسوأ من السابق.
“اللعنة”، لعن سايتر وهو يضع سهمًا آخر ويستعد للإطلاق مرة أخرى.
ما هو الأسوأ من الطيور والكلاب الهاربي العملاقة؟ هل كان محقًا بشأن قطط الأشجار العملاقة؟ لا كان ذلك غبيا. القطط لن تكون أكثر خطورة من الكلاب.
مع صرخة فرح انطلق بلاكنايل إلى المخيم وركض بنشوة بضع دوائر حول سايتر الذي بظا متسليًا قبل أن ينهار بسعادة على العشب.
“الكلاب تصطاد القطط التي تأكل العصافير”، غمغم بلاكنايل وهو يضحك بتوتر.
“الرائحة تطارد الحشرات. أزل بعضًا من هذا الوحل ثم افركها على نفسك بدلاً من ذلك”. واصل سايتر شرحه.
استدار سايتر للحظة وألقى نظرة غريبة عليه قبل أن يرفع إصبعه إلى فمه ويجعله يصمته. صمت بلاكنايل. لم يكن متأكدًا مما قد عنته إيماءة الإصبع لكنها بدت وكأنها تهديد مؤلم.
استدار سايتر للحظة وألقى نظرة غريبة عليه قبل أن يرفع إصبعه إلى فمه ويجعله يصمته. صمت بلاكنايل. لم يكن متأكدًا مما قد عنته إيماءة الإصبع لكنها بدت وكأنها تهديد مؤلم.
سرعان ما وصلوا إلى منطقة تذكر بلاكنابل مرورها من قبل في طريقهم للخروج. هذا قد عنى أنهم كانوا قريبين من المخيم، وتوصل بلاكنايل إلى استنتاج مفاده أنه كان أقل عرضة للموت في المخيم منه في الغابة.
لقد ساروا لبعض الوقت عندما لفتت نفحة من الرائحة فجأة انتباه بلاكنايل. كانت رائحة مألوفة للغاية، رائحة غوبلن. لقد أخذ نفسا عميقا وأدرك أنه ذكر شاب، ذكر شاب غريب.
بعد بضع دقائق، تبع بلاكنابل سايتر بينما مروا عبر الأدغال على حافة الغابة وخرجوا إلى الإنفتاحة التي بدأوا منها.
بعد فترة توقف سايتر عن الحركة وتحرك إلى الشجيرات. هناك مد يده وسحب أرنبًا ميتًا من حيث كان يتدلى من شتلة بشيء ملفوف حول رقبته.
مع صرخة فرح انطلق بلاكنايل إلى المخيم وركض بنشوة بضع دوائر حول سايتر الذي بظا متسليًا قبل أن ينهار بسعادة على العشب.
بعد بضع دقائق، تبع بلاكنابل سايتر بينما مروا عبر الأدغال على حافة الغابة وخرجوا إلى الإنفتاحة التي بدأوا منها.
الأمان أخيرًا! لم يكن أبدًا سعيدا برؤية ذلك الكم من العمالقة البشريين المعادين المدججين بالسلاح مثلما كان حينها! لقد كاد أن يشعر بالرغبة بمعانقة بعضهم لكنه كان متأكدًا من أنه لن يعجبهم ذلك، وسيقتلونه على الأرجح بسبب ذلك.
شعر بلاكنايل بالحاجة إلى تعقبه وإظهار من هو المسيطر. كانت هذه أرضه الآن! ثم كذلك فقط اختفت الرائحة. يجب أن يكون سايتر قد لاحظ شيئًا لأنه استدار ونظر إلى الغوبلن.
مع تنهد مرتاح، استرخى الغوبلن بين العشب الطويل المداس وترك الشمس الدافئة تشرق عليه. لقد كان سعيدا بالعودة.
غطى ريش كبير بني أسمر جسده وأجنحته الطويلة تدلت من أكتافه. على عكس الطائر، نمت مجموعة أخرى من المخالب ذات المظهر الخطير من أطراف أجنحته. كان رأسه متوجًا بعلامة سوداء من الريش امتدت إلى أسفل ظهره وأشبهت شعر المرأة الطويل.
ظت بلاكنايل أن تلط قد كانت فكرة رائعة! مع وميض من الذعر انحنى الغوبلن وتدافع إلى قدمي سيده، وبالكاد تذكر سحب الأرانب التي كان يحملها خلفه. لقد تم جرهم عبر الأوراق المرمية أثناء تحركه.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
