نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

The iron teeth: a goblin’s tale 8

النقود والتمتمات

النقود والتمتمات

كان زيكوس هورال يعمل في وقت متأخر. كان في المكتب الصغير بجانب مستودعه في أنستابول. كان الظلام قد حل بالخارج لكنه واصل العمل بجانب ضوء مصباح زيت ثابت على مكتبه. كان التاجر رجل أشقر ممتلئ الجسم. كان يرتدي ملابس عالية الجودة قد عرف أنها عتيقة نوعا ما. لقد كان لديه أشياء أكثر أهمية بكثير ليقلق بشأنها.

كان لدى زيكوس خبرة طويلة في العمل كتاجر ناجح للاعتماد عليها، وكان لديه أسباب وجيهة للاعتقاد بأن معظم هذه الشائعات قد كانت صحيحة. لم يعرف أحد من كان يدير الشركة، ولكن الشائعات الأكثر مصداقية التي سمعها زيكوس كانت أنها مملوكة سراً لمجموعة من أقدم العائلات التجارية في القارة. مهما كانوا، كان لديهم صلات وموارد وقسوة وضعت خاصته للعار.

كانت إحدى سفنه قد وصلت للتو إلى الميناء محملة بشحنة من النبيذ الفاخر من الأراضي الأم. كانت هذه عادةً ستكون صفقة مربحة، لكن هذه المرة لم يتمكن عملاؤه من الحصول على كم ولو قريب من المعتاد، وكان ما حصلوا عليه مكلفًا للغاية. على ما يبدو، لقد مر نوع من الآفات من القارة الشرقية عبر المحيط إلى الأراضي الأم، وكانت تدمر حقول العنب هناك.

“من المفترض أنه لدى ويريك الذئب أكبر فرقة، لكنه يعمل عادة في شمال شرق ديفيشور. من الشائعات التي سمعتها، إنه مشغول بإعداد نفسه كزعيم حرب من نوع ما هناك. من المفترض أيضًا أنه لديه أخلاق هوبغوبلن، لذلك أشك في أنه سيسمح لأي سجناء بالرحيل. إنهم يسوون أكثر من بضع عملات معدنية للنوع الصحيح أو الخطأ من الناس”، خمّن.

تنهد زيكوس في سخط. لقد كان شيئًا صغيرًا حقًا، ولكن في الآونة الأخيرة كان هناك الكثير من الأشياء الصغيرة. 

لقد خمن أن القصص التي رواها الشبان قد كانت مختلفة تمامًا عن تلك التي تمت مشاركتها بين النساء. كلاهما بلا شك كانا خياليين على حد سواء. أجبر زيكوس نفسه على العودة إلى المسألة المطروحة.

عرف الجميع أن أفضل نبيذ قد أتى من الأراضي الأم. تطورت الحضارة البشرية هناك لأكثر من الألفي عام قبل أن تتوسع عبر المحيط في العصر الإمبراطوري بعد كل شيء. كانت الحياة البرية هنا خارج الأراضي الأم معادية للعنب بقدر ما كانت للبشر تقريبا، والآن غزا بعضها موطن أجداد البشرية.

أمالت كليا رأسها إلى الجانب وبدا وكأنها قد غرقت في التفكير. ومع ذلك، كان على زيكوس الانتظار لبضع ثوانٍ فقط قبل أن تبتسم وتستدير إليه مجددا.

لم يكن بإمكانه فعل شيء حيال ذلك، لكن لربما قد يمكنه تحويل هذه الانتكاسة إلى فرصة. مع التحذير المسبق من نقص النبيذ، قد يكون قادرًا على شراء بعض مزارع الكروم المحلية بينما كانت لا تزال رخيصة. 

“لم أكن لأتصور أن قطاع الطرق سيضربون في مكان بعيد من الجنوب كذلك. ليتغلبوا على حراس ألفيسو لا بد أنها قد كانت واحدة من أكبر العصابات الشمالية من الأسنان الحديدية. لقد كانوا يمثلون مشكلة منذ سقوط كوروليس، والتجنيد اللعين يزيد الأمور سوءًا فقط. بعد أكثر من عقد من الزمن مع عدم عودة القوات إلى ديارهم، حتى أكثر الفلاحين تخلفًا سيدركون أن شيئًا ما لم يكن على ما يرام.” لقد تذمر.

قد تكون ذات نوعية رديئة ولكن النقص لا يزال سيؤدي إلى ارتفاع أسعارها. قد يكون قادرًا على اكتشاف طريقة لتحسين جودة النبيذ المحلي! من شأن ذلك أن يكسبه ربحًا جيدًا حقًا.

أعاد لها زيكوس ابتسامة لبقة.

بابتسامة، ذهب للعمل في كتابة سلسلة من الأوامر الجديدة لعملائه. كان قد انتهى تقريبًا عندما تمت مقاطعته.

السؤال الحقيقي مع ذلك قد كان ما إذا كانت أخته قد عرفت كل هذا، وما إذا كانت زيارتها كانت عرضا منظمًا بعناية، والغرض الوحيد منه هو التلاعب به لقبول عرضها. لن يضعه خلفها. لقد كانت مخلصة بشكل ملحوظ، وقاسية بشكل مزعج أيضا.

“أختك كليا هنا لرؤيتك يا سيدي”. أعلن سكرتيره من المدخل.

إذا تمكنوا من إبرام صفقة تسمح لهم بالمرور الآمن مع هيراد، فإن ذلك من شأنه أن يمنحهم احتكارًا شبه كامل للتجارة من أستابول على طول الطريق شمالًا إلى ضفة النهر. لم يكن ذلك سوقًا غير مستقر. قد لا تكون ضفة النهر ما كانت عليه من قبل، لكنها كانت لا تزال مدينة متوسطة الحجم تزود جنوب إلوريا بكمية لا بأس بها من الأخشاب والفراء والخام.

 

“صحيح، الخارجون عن القانون بأي حس أخلاقي في نقص هذه الأيام. لا أحد منهم يشبه الغراب الأبيض على الإطلاق. الآن كان ذلك خارج عن قانون مذهل. ما زالوا يروون قصصًا عنه كما تعلم. إنها شعبية بشكل خاص بين السيدات الشابات،” تذكرت كليا بتمني.

عبس زيكوس. لم يسمع الباب يفتح. ما الذي كانت تفعله أخته هناك في هذا الوقت المتأخر جدًا؟ يجب أن يكون مهما، ولقد عنى ذلك أخبار سيئة.

“أنا بخير، شكرًا لك على سؤالك يا أختي. ما الذي أتى بك إلى مكتبي في هذا الوقت من الليل؟” سألها كرد.

“شكرا لك غريغوري. رافقها إلى هنا رجاءا،”أخبر زيكوس كاتبه بينما انهى كتابة سطر على الرق أمامه. 

ابتسم زيكوس على نبرة أخته. لقد تذكر أنه سمع أكثر من بضع حكايات عن الغراب الأبيض هو نفسه عندما كان أصغر سناً. 

ثم وضع ريشته بدقة بجانب وعاء الحبر ونظر إلى الأعلى في الوقت المناسب ليرى أخته تدخل.

“اترك هذا لي. قد يكون لدي بعض جهات الاتصال التي يمكنني استخدامها هناك، ذلك ليس شيئًا أكيدًا، لكن بعض الناس يدينون لي ببعض الخدمات”. لقد ردت.

كانت كليا امرأة قصيرة والتي، مثل زيكوس، كان لديها شعر عائلتها الأشقر. ومع ذلك، فقد ارتدته طويلاً حتى ظهرها. منحها شكلها البدين إلى حد ما ووجهها البسيط صفة شخص كبير، لكن لم يكن هذا هو الحال دائمًا. عندما كانت أصغر سنًا كانت تعتبر جميلة جدًا، ولكن منذ وفاة زوجها بدأت في اكتساب القليل من الوزن وغيرت طريقة لبسها. 

لقد حمل ودق جرسًا صغيرًا بمقبض خشبي كان جالس على زاوية مكتبه بجوار كومة من الأوراق. دخل سكرتيره على الفور إلى الغرفة ردًا على استدعائه.

افترض زيكوس أنه مع إمتلاكها لطفلين وأعمال زوجها لتشغلها، لم يكن لديها الوقت، أو الحاجة، للاهتمام بمظهرها.

“إنها للحروب يا أختي. ذلك هو المكان الذي تذهب إليه كل العملات المعدنية. الحروب حفر مال لا نهاية لها، وهي تخنقو هذا البلد ببطء حتى الموت، لكنك محقة بشأن تأثير هذا على أعمالنا.” لقد قال بتنهد.

لم يسبق له أن اهتم بمثل هذه الأشياء أبدا، ولهذا السبب كان يعاني من زيادة الوزن قليلاً. إذا أراد أي منهما علاقات من النوع الحميم، فقد كان يعلم أنه سيكون بإمكانهما الدفع من أجلها فقط.

افترض زيكوس أنه مع إمتلاكها لطفلين وأعمال زوجها لتشغلها، لم يكن لديها الوقت، أو الحاجة، للاهتمام بمظهرها.

“تحياتي زيك، كيف حال أخي الصغير؟” سألت كليا بابتسامة بينما دخلت الغرفة. 

عبس زيكوس وشرب بضع رشفات من الشاي بينما كان فكر في ذلك. لم يستطع منع أخته من فعل ما تريد. بعد وفاة زوجها، تمكنت من السيطرة على ممتلكات أسرته التجارية الواسعة إلى حد ما. إذا كان صادقًا مع نفسه، فربما تكون هذه المقتنيات أكبر من تلك التي ورثها عن والدهم.

أعاد لها زيكوس ابتسامة لبقة.

عبس زيكوس وشرب بضع رشفات من الشاي بينما كان فكر في ذلك. لم يستطع منع أخته من فعل ما تريد. بعد وفاة زوجها، تمكنت من السيطرة على ممتلكات أسرته التجارية الواسعة إلى حد ما. إذا كان صادقًا مع نفسه، فربما تكون هذه المقتنيات أكبر من تلك التي ورثها عن والدهم.

“أنا بخير، شكرًا لك على سؤالك يا أختي. ما الذي أتى بك إلى مكتبي في هذا الوقت من الليل؟” سألها كرد.

“بالطبع أخي، لكني لست هنا لأتحدث إليك عن مثل هذه التفاهات. سيكون لهذه المأساة تأثير كبير على أعمالنا. اعتقدت أنك تستحق تنبيه. ليس الأمر كما لو أنه لم يكن لدى كلانا مشاكل كافية بالفعل. ما الذي ندفع من أجله مثل هذه الضرائب الباهظة إذا سُمح لقطاع الطرق بالتجول في الريف وذبح التجار الصادقين بحرية.” قالت بسخط.

“أوه زيك، أيجب أن تكون دائمًا مباشرا في الموضوع هكذا. إنها صفة غير جذابة إلى حد ما في الرجل أتعرف. لا عجب أنك لم تكن قادرًا على أن تجد لنفسك زوجة صالحة.” أجابت وهي تجلس على الجانب الآخر من المكتب مقابله.

عبس زيكوس. لم يسمع الباب يفتح. ما الذي كانت تفعله أخته هناك في هذا الوقت المتأخر جدًا؟ يجب أن يكون مهما، ولقد عنى ذلك أخبار سيئة.

“أنا عطشانة، لماذا لا تجعل رجلك يجلب لي كوبًا من الشاي”، أضافت بعد أن جعلت نفسها مرتاحة.

“إنها للحروب يا أختي. ذلك هو المكان الذي تذهب إليه كل العملات المعدنية. الحروب حفر مال لا نهاية لها، وهي تخنقو هذا البلد ببطء حتى الموت، لكنك محقة بشأن تأثير هذا على أعمالنا.” لقد قال بتنهد.

“كما تريدين”. أجاب زيكوس.

 شخر زيكوس.

لقد حمل ودق جرسًا صغيرًا بمقبض خشبي كان جالس على زاوية مكتبه بجوار كومة من الأوراق. دخل سكرتيره على الفور إلى الغرفة ردًا على استدعائه.

“بالطبع أنا محقة. لدي خبرة في هذه الأمور أكثر منك. لقد تعلمت إبقاء السجلات مني بعد كل شيء. لقد كان أبي دائمًا فظيعًا في هذا النوع من الأشياء، على الرغم من أنه قد كان مفاوضًا رائعًا،” ذكرته.

“أختي تود كوبًا من الشاي يا غريغوري. لماذا لا تجلب لكلانا واحد.” قال زيكوس للرجل.

بالخارج، حلت ظلمة الليل على المدينة. أضاءت بعض الأضواء من المنازل في جميع أنحاء المدينة، لكن زيكوس تذكر وقتًا كانت الأضواء فيه أكثر عددًا بكثير. كل عام، بدا الأمر وكأن المدينة قد إزدادت قتامة.

أومأ غريغوري في إقرار وغادر لتنفيذ أمر سيده.

ثم دخل سكرتيره إلى الغرفة وفي يديه كوبان كبيران من الشاي. سار بسرعة ووضعهما أمام زيكوس وأخته.

“الآن ما كل هذا عزيزتي كليا”. سأل أخته مرة أخرى.

لقد قرر تجاهل محاولتها لتشتيت مسار المحادثة. لم يكن يريد الانجرار إلى محادثة أخرى حول والدهما المتوفى. كان وقتا متأخرا من المساء لذلك.

لقد تجهمت على حثه لها لكنها أجابت على أي حال.

قد تكون ذات نوعية رديئة ولكن النقص لا يزال سيؤدي إلى ارتفاع أسعارها. قد يكون قادرًا على اكتشاف طريقة لتحسين جودة النبيذ المحلي! من شأن ذلك أن يكسبه ربحًا جيدًا حقًا.

“لقد تلقيت للتو كلمة موثوقة تفيد بأن ألفيسو وقافلته بأكملها تقريبًا قد سُرقوا وقتلوا بحد السيف على الطريق من النقطة الشرقية الأسبوع الماضي”. قالت له.

كانت كليا امرأة قصيرة والتي، مثل زيكوس، كان لديها شعر عائلتها الأشقر. ومع ذلك، فقد ارتدته طويلاً حتى ظهرها. منحها شكلها البدين إلى حد ما ووجهها البسيط صفة شخص كبير، لكن لم يكن هذا هو الحال دائمًا. عندما كانت أصغر سنًا كانت تعتبر جميلة جدًا، ولكن منذ وفاة زوجها بدأت في اكتساب القليل من الوزن وغيرت طريقة لبسها. 

 رمش زيكوس في مفاجأة. لم يكن هذا ما كان يتوقع سماعه. 

“الآن ما كل هذا عزيزتي كليا”. سأل أخته مرة أخرى.

“هذه أخبار مروعة. يجب أن أتذكر أن أجعل غريغوري يرسل بعض الزهور لأرملته المسكينة”. 

لقد تجهمت على حثه لها لكنها أجابت على أي حال.

لفت كليا عينيها.

“الآن أين كنا؟” سألت أخته قبل أن تأخذ رشفة من الشاي.

“بالطبع أخي، لكني لست هنا لأتحدث إليك عن مثل هذه التفاهات. سيكون لهذه المأساة تأثير كبير على أعمالنا. اعتقدت أنك تستحق تنبيه. ليس الأمر كما لو أنه لم يكن لدى كلانا مشاكل كافية بالفعل. ما الذي ندفع من أجله مثل هذه الضرائب الباهظة إذا سُمح لقطاع الطرق بالتجول في الريف وذبح التجار الصادقين بحرية.” قالت بسخط.

“أنا بخير، شكرًا لك على سؤالك يا أختي. ما الذي أتى بك إلى مكتبي في هذا الوقت من الليل؟” سألها كرد.

 شخر زيكوس.

“إنها للحروب يا أختي. ذلك هو المكان الذي تذهب إليه كل العملات المعدنية. الحروب حفر مال لا نهاية لها، وهي تخنقو هذا البلد ببطء حتى الموت، لكنك محقة بشأن تأثير هذا على أعمالنا.” لقد قال بتنهد.

فاجأ السؤال زيكوس. لقد فكر في الأمر لثانية أو ثانيتين وأدرك أنه صحيح، ولكن قبل أن يتمكن من الإجابة، كان هناك طرق رقيق على بابه.

“بالطبع أنا محقة. لدي خبرة في هذه الأمور أكثر منك. لقد تعلمت إبقاء السجلات مني بعد كل شيء. لقد كان أبي دائمًا فظيعًا في هذا النوع من الأشياء، على الرغم من أنه قد كان مفاوضًا رائعًا،” ذكرته.

“إذن أنت بخير في التعامل مع الأفعى السوداء ولكن ليس التعامل مع العجلة المكسورة؟” سألته لمحة واضحة من التسلية.

لم يكن زيكوس بحاجة إلى التذكير. كان يعرف أن التصرف المبتهج والأخرق إلى حد ما الذي كانت أخته تظهره قد كان ذلك تماما، تمثيل. تقليل الناس من شأنها قد خدمها جيدًا على مر السنين. 

“هذه أخبار مروعة. يجب أن أتذكر أن أجعل غريغوري يرسل بعض الزهور لأرملته المسكينة”. 

لقد قرر تجاهل محاولتها لتشتيت مسار المحادثة. لم يكن يريد الانجرار إلى محادثة أخرى حول والدهما المتوفى. كان وقتا متأخرا من المساء لذلك.

“لم أكن لأتصور أن قطاع الطرق سيضربون في مكان بعيد من الجنوب كذلك. ليتغلبوا على حراس ألفيسو لا بد أنها قد كانت واحدة من أكبر العصابات الشمالية من الأسنان الحديدية. لقد كانوا يمثلون مشكلة منذ سقوط كوروليس، والتجنيد اللعين يزيد الأمور سوءًا فقط. بعد أكثر من عقد من الزمن مع عدم عودة القوات إلى ديارهم، حتى أكثر الفلاحين تخلفًا سيدركون أن شيئًا ما لم يكن على ما يرام.” لقد تذمر.

“لم أكن لأتصور أن قطاع الطرق سيضربون في مكان بعيد من الجنوب كذلك. ليتغلبوا على حراس ألفيسو لا بد أنها قد كانت واحدة من أكبر العصابات الشمالية من الأسنان الحديدية. لقد كانوا يمثلون مشكلة منذ سقوط كوروليس، والتجنيد اللعين يزيد الأمور سوءًا فقط. بعد أكثر من عقد من الزمن مع عدم عودة القوات إلى ديارهم، حتى أكثر الفلاحين تخلفًا سيدركون أن شيئًا ما لم يكن على ما يرام.” لقد تذمر.

“بالطبع أخي، لكني لست هنا لأتحدث إليك عن مثل هذه التفاهات. سيكون لهذه المأساة تأثير كبير على أعمالنا. اعتقدت أنك تستحق تنبيه. ليس الأمر كما لو أنه لم يكن لدى كلانا مشاكل كافية بالفعل. ما الذي ندفع من أجله مثل هذه الضرائب الباهظة إذا سُمح لقطاع الطرق بالتجول في الريف وذبح التجار الصادقين بحرية.” قالت بسخط.

“الملك ناميريوس لا يستطيع السماح لأي من قدامى المحاربين بالعودة إلى ديارهم. إنه بالحاجة إلى كل جندي يمكنه الحصول عليه للحفاظ على أمن الحدود”. أشارت كليا ” لربما يكون والده قد انتصر في الحرب ضد ديفيشور، لكن ذلك البلد كله قد انزلق إلى فوضى دموية. في كل شهر، يبدو أن نبيلًا جديدًا ينضم إلى القتال للمطالبة بالعرش واستعادة الأرض التي ضمناها منهم. ناهيك عن أنه لا يزال يتعين علينا القلق بشأن هولغارون في الجنوب”. 

لقد خمن أن القصص التي رواها الشبان قد كانت مختلفة تمامًا عن تلك التي تمت مشاركتها بين النساء. كلاهما بلا شك كانا خياليين على حد سواء. أجبر زيكوس نفسه على العودة إلى المسألة المطروحة.

“نعم، لكن هذا يعني أنه لا يستمر إلا في إلقاء الرجال في معركة تلو الأخرى حتى يموتوا جميعًا. لا عجب أن الكثير من الهاربين من الجيش يتجهون شمالًا للانضمام إلى قطاع الطرق هؤلاء. يعرفون أنهم إذا بقوا في الجيش فذلك عمليا حكم بالإعدام. كسياسة ذلك يترك القليل انا لنفرح به، خاصةً وأننا من يتم مداهمتنا.” أجاب زيكوس بسخرية.

“اترك هذا لي. قد يكون لدي بعض جهات الاتصال التي يمكنني استخدامها هناك، ذلك ليس شيئًا أكيدًا، لكن بعض الناس يدينون لي ببعض الخدمات”. لقد ردت.

“اذا ما الذي سنفعله بشأن ذلك؟ أعتقد أن التأثير على السياسة العسكرية هو أمر يتجاوزنا قليلاً”. أشارت.

“كما قال رجل حكيم منذ سنوات عديدة، ‘فقط عندما يوجه الرجل نظره إلى الداخل، يمكنه حقًا أن يبدأ في رؤية العالم’. ومع ذلك، لست بالحاجة إلى حكمة الفلاسفة القدامى لأعرف أنني لا أريد أن يكون لي أي علاقة بشركة العجلة المكسورة.”

“إذا أقاموا حقا في المنطقة، فقد نضطر إلى التوقف تمامًا عن إرسال البضائع إلى الشمال. مع الضرائب المرتفعة التي يطلبها الملك وما سيكلفه الدفع مقابل الحراس اللازمين لحماية القافلة، لا أعتقد أنه يمكننا جني ربح.” لقد أوضح على مضض.

“ربما، ولكن من أجل إبرام صفقة معها، سيتعين علينا العمل من خلال شركة العجلة المكسورة. أولئك الحثالة ليسوا في الأساس سوى قطاع طرق، وسوف يفرضون علينا رسومًا مؤلمة لربطنا بها فقط، إذا كانوا سيساعدوننا على الإطلاق،” قال لها.

“يجب أن يكون هناك شيء يمكننا القيام به؟ ربما يمكننا أن ندفع لقطاع الطرق. إذا قاموا بسرقة كل قافلة تمر في طريقهم ببساطة، فسوف تنفد أهدافهم قريبًا. سيبدأ التجار في تجنب المنطقة بأكملها ولن يفيدهم ذلك.” تأملت بصوتٍ عالٍ.

“حسنا كليا، لا يمكنني إيقافك، لذا فلما لا انضم إليك وأراقب. دعينا نرى ما إذا كان بإمكانك الاتصال بقائد قطاع الطرق المحلي الجديد هاذ، إذا كانت بالفعل الأفعى السوداء،” قال لها بتنهد من الاستياء.

“هل تعرفين أي مجموعة قد كانت؟ لقد ذكرتي أن كل شخص تقريبًا قد قُتل. وهذا يعني أنه قد كان هناك بعض الناجين على الأقل”، سأل باهتمام.

“حسنا كليا، لا يمكنني إيقافك، لذا فلما لا انضم إليك وأراقب. دعينا نرى ما إذا كان بإمكانك الاتصال بقائد قطاع الطرق المحلي الجديد هاذ، إذا كانت بالفعل الأفعى السوداء،” قال لها بتنهد من الاستياء.

“لا آسفة، كل ما لدي هو تصريحات من الناجين. كانوا من النساء والأطفال الذين أطلق قطاع الطرق سراحهم. يبدو أن اللصوص لم يعلنوا عن هويتهم ولا يتذكر الناجون أي شيء يمكنني استخدامه للتعرف عليهم بخلاف حجم الفرقة”. ردت.

تحدث زيكوس وشقيقته لبضع دقائق أخرى بينما انهوا شايهم. على الرغم من ذلك، سرعان ما اعتذرت كليا وعادت إلى المنزل، تاركةً زيكوس بمفرده في مكتبه.

“من المفترض أنه لدى ويريك الذئب أكبر فرقة، لكنه يعمل عادة في شمال شرق ديفيشور. من الشائعات التي سمعتها، إنه مشغول بإعداد نفسه كزعيم حرب من نوع ما هناك. من المفترض أيضًا أنه لديه أخلاق هوبغوبلن، لذلك أشك في أنه سيسمح لأي سجناء بالرحيل. إنهم يسوون أكثر من بضع عملات معدنية للنوع الصحيح أو الخطأ من الناس”، خمّن.

“إذن أنت بخير في التعامل مع الأفعى السوداء ولكن ليس التعامل مع العجلة المكسورة؟” سألته لمحة واضحة من التسلية.

“صحيح، الخارجون عن القانون بأي حس أخلاقي في نقص هذه الأيام. لا أحد منهم يشبه الغراب الأبيض على الإطلاق. الآن كان ذلك خارج عن قانون مذهل. ما زالوا يروون قصصًا عنه كما تعلم. إنها شعبية بشكل خاص بين السيدات الشابات،” تذكرت كليا بتمني.

لقد قرر تجاهل محاولتها لتشتيت مسار المحادثة. لم يكن يريد الانجرار إلى محادثة أخرى حول والدهما المتوفى. كان وقتا متأخرا من المساء لذلك.

ابتسم زيكوس على نبرة أخته. لقد تذكر أنه سمع أكثر من بضع حكايات عن الغراب الأبيض هو نفسه عندما كان أصغر سناً. 

ثم دخل سكرتيره إلى الغرفة وفي يديه كوبان كبيران من الشاي. سار بسرعة ووضعهما أمام زيكوس وأخته.

لقد خمن أن القصص التي رواها الشبان قد كانت مختلفة تمامًا عن تلك التي تمت مشاركتها بين النساء. كلاهما بلا شك كانا خياليين على حد سواء. أجبر زيكوس نفسه على العودة إلى المسألة المطروحة.

أعاد لها زيكوس ابتسامة لبقة.

“هناك عدد قليل من العصابات التي قد تسمح لغير المقاتلين بالرحيل. السؤال هو كم من هذه كبيرة بما يكفي ويمكن أن تكون بعيدًا لتلك الدرجة أسفل حافة النهر. تخميني سيكون الأفعى السوداء. لطالما كان من الصعب اكتشافها. شيء لا يمكن التنبؤ به وجريء مثل هذا يناسبها، ولديها فرقة كبيرة إلى حد ما،” تكهن زيكوس.

بالخارج، حلت ظلمة الليل على المدينة. أضاءت بعض الأضواء من المنازل في جميع أنحاء المدينة، لكن زيكوس تذكر وقتًا كانت الأضواء فيه أكثر عددًا بكثير. كل عام، بدا الأمر وكأن المدينة قد إزدادت قتامة.

“أتمنى أن تكون محقا. مما أعرفه عنها إنها من النوع الذي سيبقي على نهايته من الصفقة إذا ملأنا جيوبها بما يكفي من الذهب”. أجابت أخته.

السؤال الحقيقي مع ذلك قد كان ما إذا كانت أخته قد عرفت كل هذا، وما إذا كانت زيارتها كانت عرضا منظمًا بعناية، والغرض الوحيد منه هو التلاعب به لقبول عرضها. لن يضعه خلفها. لقد كانت مخلصة بشكل ملحوظ، وقاسية بشكل مزعج أيضا.

“ربما، ولكن من أجل إبرام صفقة معها، سيتعين علينا العمل من خلال شركة العجلة المكسورة. أولئك الحثالة ليسوا في الأساس سوى قطاع طرق، وسوف يفرضون علينا رسومًا مؤلمة لربطنا بها فقط، إذا كانوا سيساعدوننا على الإطلاق،” قال لها.

أعاد لها زيكوس ابتسامة لبقة.

أمالت كليا رأسها إلى الجانب وبدا وكأنها قد غرقت في التفكير. ومع ذلك، كان على زيكوس الانتظار لبضع ثوانٍ فقط قبل أن تبتسم وتستدير إليه مجددا.

بالمعدل الحالي، سيستغرقه الأمر سنوات عديدة قبل أن تسقط أعماله، لكن لقد كان من المحتم أن يحدث ذلك. كانت الضرائب مرتفعة للغاية وكانت الحرب تتسبب في انكماش جميع الأسواق غير الأساسية. الناس لم يكونوا يشترون فقط، ولم يلومهم.

“اترك هذا لي. قد يكون لدي بعض جهات الاتصال التي يمكنني استخدامها هناك، ذلك ليس شيئًا أكيدًا، لكن بعض الناس يدينون لي ببعض الخدمات”. لقد ردت.

افترض زيكوس أنه مع إمتلاكها لطفلين وأعمال زوجها لتشغلها، لم يكن لديها الوقت، أو الحاجة، للاهتمام بمظهرها.

عبس زيكوس على رد أخته. لم تعجبه فكرة إمتلاكها لأي علاقة على الإطلاق مع شركة العجلة المكسورة. لقد تظاهروا بأنهم مجرد تجمع شركات تجارية آخر ولكن ترددت شائعات بأنهم قد كانوا متورطون في كل نوع من الممارسات البغيضة. كل شيء من الدعارة القسرية إلى شراء البضائع المسروقة والاغتيال كان ينسب إليهم.

أومأ غريغوري في إقرار وغادر لتنفيذ أمر سيده.

كان لدى زيكوس خبرة طويلة في العمل كتاجر ناجح للاعتماد عليها، وكان لديه أسباب وجيهة للاعتقاد بأن معظم هذه الشائعات قد كانت صحيحة. لم يعرف أحد من كان يدير الشركة، ولكن الشائعات الأكثر مصداقية التي سمعها زيكوس كانت أنها مملوكة سراً لمجموعة من أقدم العائلات التجارية في القارة. مهما كانوا، كان لديهم صلات وموارد وقسوة وضعت خاصته للعار.

“بالطبع أنا محقة. لدي خبرة في هذه الأمور أكثر منك. لقد تعلمت إبقاء السجلات مني بعد كل شيء. لقد كان أبي دائمًا فظيعًا في هذا النوع من الأشياء، على الرغم من أنه قد كان مفاوضًا رائعًا،” ذكرته.

“بماذا تفكر يا أخي الصغير؟ لقد صمتت علي. ذلك فظ إلى حد ما كما تعلم،” سألته كليا بضحكة مكتومة. قاطع سؤالها تفكيره.

“اذا ما الذي سنفعله بشأن ذلك؟ أعتقد أن التأثير على السياسة العسكرية هو أمر يتجاوزنا قليلاً”. أشارت.

“أعتقد أنني أفضل عدم التعامل مع العجلة المكسورة. لا أريد أي جزء من الأشياء التي يفعلونها. إنهم قتلة وأسوأ من ذلك بكثير”. أجاب بجدية.

 بعد غمس الحافة في المحبرة، عاد لكتابة أوامر وكيله الجديدة. لم يكن الأمر كما لو أنه قد كان لديه أي خيار حقيقي سوى قبول صفقة أخته على أي حال. كان يأمل فقط أن يحدث شيء ما في مكان ما من شأنه أن يوقف الانزلاق البطيء للعالم إلى الخراب.

“إذن أنت بخير في التعامل مع الأفعى السوداء ولكن ليس التعامل مع العجلة المكسورة؟” سألته لمحة واضحة من التسلية.

عبس زيكوس وشرب بضع رشفات من الشاي بينما كان فكر في ذلك. لم يستطع منع أخته من فعل ما تريد. بعد وفاة زوجها، تمكنت من السيطرة على ممتلكات أسرته التجارية الواسعة إلى حد ما. إذا كان صادقًا مع نفسه، فربما تكون هذه المقتنيات أكبر من تلك التي ورثها عن والدهم.

فاجأ السؤال زيكوس. لقد فكر في الأمر لثانية أو ثانيتين وأدرك أنه صحيح، ولكن قبل أن يتمكن من الإجابة، كان هناك طرق رقيق على بابه.

أومأ غريغوري في إقرار وغادر لتنفيذ أمر سيده.

“أدخل غريغوري”، صرخ زيكوس في اتجاه المدخل.

“تحياتي زيك، كيف حال أخي الصغير؟” سألت كليا بابتسامة بينما دخلت الغرفة. 

ثم دخل سكرتيره إلى الغرفة وفي يديه كوبان كبيران من الشاي. سار بسرعة ووضعهما أمام زيكوس وأخته.

“أنت تجعل الأمر يبدو كما لو كنت أتحدث عن الشراء أو تكوين شراكة معهم. كنت أقترح فقط أنني قد أعرف شخصًا يمكنه التوسط في صفقة بيننا وبين هيراد الأفعى السوداء، ستكون ببساطة خدمة تدفع خدمة.” ردت وهي تلف عينيها.

 ابتسمت كليا للرجل وشكرته بينما أعطاه زيكوس إيماءة بالموافقة. قام بعمله وترك الرجل الغرفة وأغلق الباب بهدوء خلفه.

تحدث زيكوس وشقيقته لبضع دقائق أخرى بينما انهوا شايهم. على الرغم من ذلك، سرعان ما اعتذرت كليا وعادت إلى المنزل، تاركةً زيكوس بمفرده في مكتبه.

“الآن أين كنا؟” سألت أخته قبل أن تأخذ رشفة من الشاي.

لم يسبق له أن اهتم بمثل هذه الأشياء أبدا، ولهذا السبب كان يعاني من زيادة الوزن قليلاً. إذا أراد أي منهما علاقات من النوع الحميم، فقد كان يعلم أنه سيكون بإمكانهما الدفع من أجلها فقط.

“كنت على وشك إخباركم، نعم، أجد العجلة المكسورة أكثر إثارة للاشمئزاز من قطاع طرق عاديين. أنا أفهم الخارجين عن القانون مثل أولئك الذين يخدمون الأفعى الأسود والذئب. أتمنى أن يدخل الجيش ويشنقهم، لكن يجب أن أعترف أن الحياة أجبرتهم إلى حد ما على السير في طريقهم. الأمر ليس كذلك بالنسبة للعجلة المكسورة. اللصوص الذين ابتليت بهم طرقنا هم من أعراض العصر. أظن أن العجلة المكسورة جزء من المرض،” قال زيكوس لأخته بجدية.

“نعم، لكن هذا يعني أنه لا يستمر إلا في إلقاء الرجال في معركة تلو الأخرى حتى يموتوا جميعًا. لا عجب أن الكثير من الهاربين من الجيش يتجهون شمالًا للانضمام إلى قطاع الطرق هؤلاء. يعرفون أنهم إذا بقوا في الجيش فذلك عمليا حكم بالإعدام. كسياسة ذلك يترك القليل انا لنفرح به، خاصةً وأننا من يتم مداهمتنا.” أجاب زيكوس بسخرية.

“أخي الصغير، هل كنت تقرأ لأولئك الفلاسفة المروعين من فترة ما قبل الإمبراطورية مرة أخرى.” قالت أخته مازحة.

ثم دخل سكرتيره إلى الغرفة وفي يديه كوبان كبيران من الشاي. سار بسرعة ووضعهما أمام زيكوس وأخته.

“كما قال رجل حكيم منذ سنوات عديدة، ‘فقط عندما يوجه الرجل نظره إلى الداخل، يمكنه حقًا أن يبدأ في رؤية العالم’. ومع ذلك، لست بالحاجة إلى حكمة الفلاسفة القدامى لأعرف أنني لا أريد أن يكون لي أي علاقة بشركة العجلة المكسورة.”

لقد تجهمت على حثه لها لكنها أجابت على أي حال.

“أنت تجعل الأمر يبدو كما لو كنت أتحدث عن الشراء أو تكوين شراكة معهم. كنت أقترح فقط أنني قد أعرف شخصًا يمكنه التوسط في صفقة بيننا وبين هيراد الأفعى السوداء، ستكون ببساطة خدمة تدفع خدمة.” ردت وهي تلف عينيها.

“الآن ما كل هذا عزيزتي كليا”. سأل أخته مرة أخرى.

عبس زيكوس وشرب بضع رشفات من الشاي بينما كان فكر في ذلك. لم يستطع منع أخته من فعل ما تريد. بعد وفاة زوجها، تمكنت من السيطرة على ممتلكات أسرته التجارية الواسعة إلى حد ما. إذا كان صادقًا مع نفسه، فربما تكون هذه المقتنيات أكبر من تلك التي ورثها عن والدهم.

“كما قال رجل حكيم منذ سنوات عديدة، ‘فقط عندما يوجه الرجل نظره إلى الداخل، يمكنه حقًا أن يبدأ في رؤية العالم’. ومع ذلك، لست بالحاجة إلى حكمة الفلاسفة القدامى لأعرف أنني لا أريد أن يكون لي أي علاقة بشركة العجلة المكسورة.”

إذا تمكنوا من إبرام صفقة تسمح لهم بالمرور الآمن مع هيراد، فإن ذلك من شأنه أن يمنحهم احتكارًا شبه كامل للتجارة من أستابول على طول الطريق شمالًا إلى ضفة النهر. لم يكن ذلك سوقًا غير مستقر. قد لا تكون ضفة النهر ما كانت عليه من قبل، لكنها كانت لا تزال مدينة متوسطة الحجم تزود جنوب إلوريا بكمية لا بأس بها من الأخشاب والفراء والخام.

“أختك كليا هنا لرؤيتك يا سيدي”. أعلن سكرتيره من المدخل.

تمتم زيكوس بهدوء بينما عد بسرعة بعض الأرقام التقريبية في رأسه. حتى بعد الاضطرار إلى دفع ضرائب الملك ودفع رشوة هيراد، يجب أن يظل قادرًا على جني الأرباح. ستكون ضفة النهر والمدن والبلدات الصغيرة على الطريق في حاجة ماسة إلى الإمدادات التي يشحنونها أيضًا.

أمالت كليا رأسها إلى الجانب وبدا وكأنها قد غرقت في التفكير. ومع ذلك، كان على زيكوس الانتظار لبضع ثوانٍ فقط قبل أن تبتسم وتستدير إليه مجددا.

“حسنا كليا، لا يمكنني إيقافك، لذا فلما لا انضم إليك وأراقب. دعينا نرى ما إذا كان بإمكانك الاتصال بقائد قطاع الطرق المحلي الجديد هاذ، إذا كانت بالفعل الأفعى السوداء،” قال لها بتنهد من الاستياء.

“الآن ما كل هذا عزيزتي كليا”. سأل أخته مرة أخرى.

تحدث زيكوس وشقيقته لبضع دقائق أخرى بينما انهوا شايهم. على الرغم من ذلك، سرعان ما اعتذرت كليا وعادت إلى المنزل، تاركةً زيكوس بمفرده في مكتبه.

“بالطبع أنا محقة. لدي خبرة في هذه الأمور أكثر منك. لقد تعلمت إبقاء السجلات مني بعد كل شيء. لقد كان أبي دائمًا فظيعًا في هذا النوع من الأشياء، على الرغم من أنه قد كان مفاوضًا رائعًا،” ذكرته.

نهض التاجر من مكتبه وتوجه نحو نافذته. شعر بإحساس بالتعب يغلبه وهو يحدق في الخارج.

“إنها للحروب يا أختي. ذلك هو المكان الذي تذهب إليه كل العملات المعدنية. الحروب حفر مال لا نهاية لها، وهي تخنقو هذا البلد ببطء حتى الموت، لكنك محقة بشأن تأثير هذا على أعمالنا.” لقد قال بتنهد.

بالخارج، حلت ظلمة الليل على المدينة. أضاءت بعض الأضواء من المنازل في جميع أنحاء المدينة، لكن زيكوس تذكر وقتًا كانت الأضواء فيه أكثر عددًا بكثير. كل عام، بدا الأمر وكأن المدينة قد إزدادت قتامة.

فاجأ السؤال زيكوس. لقد فكر في الأمر لثانية أو ثانيتين وأدرك أنه صحيح، ولكن قبل أن يتمكن من الإجابة، كان هناك طرق رقيق على بابه.

كانت زيارة أخته قد صرفته عن عمله ولكن لقد كان لا يزال لديه أشياء لينهيها الليلة. كان لديه العديد من المسؤوليات وأصبح الوفاء بها أكثر صعوبة.

“الآن ما كل هذا عزيزتي كليا”. سأل أخته مرة أخرى.

كان زيكوس تاجرًا جيدًا. كان يعلم أن هذا صحيح. لقد كان قادرًا على إبرام الصفقات ووضع المشاريع التي أكسبته أرباحًا كبيرة معا، أو كانت ستفعل لو كانت الأوقات مختلفة. لم يعرف ما مدى ما قد عرفته أخته ولكن الحقيقة هي أنه قد كان على زيكوس أن يقاتل بجد للحفاظ على شركته واقفة على قدميها. لم يستطع البقاء خارج الديون إلا عن طريق بيع الأصول.

“إذن أنت بخير في التعامل مع الأفعى السوداء ولكن ليس التعامل مع العجلة المكسورة؟” سألته لمحة واضحة من التسلية.

بالمعدل الحالي، سيستغرقه الأمر سنوات عديدة قبل أن تسقط أعماله، لكن لقد كان من المحتم أن يحدث ذلك. كانت الضرائب مرتفعة للغاية وكانت الحرب تتسبب في انكماش جميع الأسواق غير الأساسية. الناس لم يكونوا يشترون فقط، ولم يلومهم.

“أدخل غريغوري”، صرخ زيكوس في اتجاه المدخل.

تم التخلي عن المزارع في كل مكان وتحول اليائسون إلى قطع طرق، الأمر الذي زاد الطين بلة. كان العديد من أقرانه الأقل حنكة قد أفلسوا بالفعل. لقد إشتبه في أن قافلة ألفيسو المفقودة كانت مقامرة خطيرة تهدف إلى إبقاء عمله طافيا من الناحية المالية. من الواضح أن هذه المقامرة قد فشلت وكلفت التاجر أكثر من الذهب البسيط.

“ربما، ولكن من أجل إبرام صفقة معها، سيتعين علينا العمل من خلال شركة العجلة المكسورة. أولئك الحثالة ليسوا في الأساس سوى قطاع طرق، وسوف يفرضون علينا رسومًا مؤلمة لربطنا بها فقط، إذا كانوا سيساعدوننا على الإطلاق،” قال لها.

كانت الحقيقة أن زيكوس كان بحاجة ماسة إلى شيء مثل الصفقة التي اقترحتها أخته للتو. كان لديه مدفوعات فوائد على الديون التي يجب سدادها قريبًا ولم يكن لديه الذهب لسدادها.

لقد حمل ودق جرسًا صغيرًا بمقبض خشبي كان جالس على زاوية مكتبه بجوار كومة من الأوراق. دخل سكرتيره على الفور إلى الغرفة ردًا على استدعائه.

السؤال الحقيقي مع ذلك قد كان ما إذا كانت أخته قد عرفت كل هذا، وما إذا كانت زيارتها كانت عرضا منظمًا بعناية، والغرض الوحيد منه هو التلاعب به لقبول عرضها. لن يضعه خلفها. لقد كانت مخلصة بشكل ملحوظ، وقاسية بشكل مزعج أيضا.

“أنا عطشانة، لماذا لا تجعل رجلك يجلب لي كوبًا من الشاي”، أضافت بعد أن جعلت نفسها مرتاحة.

بعد نظرة طويلة أخيرة إلى الليل، ابتعد زيكوس عن النافذة وأفكاره الخاملة. لقد جلس إلى مكتبه والتقط ريشته.

ثم وضع ريشته بدقة بجانب وعاء الحبر ونظر إلى الأعلى في الوقت المناسب ليرى أخته تدخل.

 بعد غمس الحافة في المحبرة، عاد لكتابة أوامر وكيله الجديدة. لم يكن الأمر كما لو أنه قد كان لديه أي خيار حقيقي سوى قبول صفقة أخته على أي حال. كان يأمل فقط أن يحدث شيء ما في مكان ما من شأنه أن يوقف الانزلاق البطيء للعالم إلى الخراب.

“أختك كليا هنا لرؤيتك يا سيدي”. أعلن سكرتيره من المدخل.

كانت الحقيقة أن زيكوس كان بحاجة ماسة إلى شيء مثل الصفقة التي اقترحتها أخته للتو. كان لديه مدفوعات فوائد على الديون التي يجب سدادها قريبًا ولم يكن لديه الذهب لسدادها.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط