في عالم الغسق (2)
من أنا؟, كان ويليم غالباً ما يسأل نفسه هذا السؤال, لكن الجواب كان بسيطاً: لقد كان بشرياً في مكان لا ينبغي للبشر التواجد فيه. وجوده بحد ذاته هو تحدٍ للمنطق, مع عدم قدرته على العودة إلى المنزل, تجول كطفل ضائع…….
رفع إحدى الفتيات يدها بحذر “أم… قبل ذلك, أردنا أن نقدم أنفسنا للمشرف الجديد…”
******************
نزل ويليم جالساً ووضع اصبعه أمام فمه. اندهشت الفتيات لثانية واحدة, ورفعن أصابعهن أمام شفاههن.
عندما تبدأ الشمس في الغروب تصبح الشوارع الرئيسية في المدينة نابضة بالحياة وملونة. مضاءة بمصابيح كرستالية يخرج منها دخان أرجواني فاتح.
شعر بشيء رطب تحت قدمية, على ما يبدو لقد ابتعد عن المسار قليلاً بينما هو غارق في التفكير. من رائحة المياه الباهتة , وصوت الأرض وملمسها , استنتج ويليم أنه في أرض رطبة.
هناك العديد من الأشخاص يذهبون ويأتون.
“سأجيب عن سؤالك أولاً, ليس لدي صديقة, لكن لدي امرأة أكبر مني قليلاً أثق بها. نوع الطعام المفضل لي هو اللحم الحار جداً, ليس هناك شيء لا أحب أكله ولكن قبل بضعة أيام عندما رأيت طعام الريبتريس , تقيأت الطعام الذي كنت قد أكلته, عشت في هذه الجزيرة حتى الصباح. علاقتي مع نايغرات كعلاقة مزارع وبقرته. عشت في الجزيرة الثامنة والعشرين حتى هذا الصباح. بالنسبة لنوعي…. لدي العديد من الدماء المختلطة لذا لا أعرف حقاً” أجاب ويليم عن سؤال كل واحدة منهن مشيراً إلى من سألت ذلك السؤال.
رفع أحد البورجل* يده لجذب العملاء, وأخذت امرأة من ايرانتروبوس* تدير متجرها وهي تنفث سيجارها.
عملت غرائزه كجندي محولة جسده إلى وضع المعركة ومحاولةً إشعال الفينوم بداخله. في العادة تلك العملية تقوية عضلاته وتجعل ردة فعله أسرع, لكن ما حصل الآن كان انتشار ألم حاد في جميع أنحاء جسده. تلاشت قوته, وانهار إلى الوراء ساقطاً في الأرض الرطبة.
(** أنواع من الكائنات العاقلة في ريجول إيري)
“آه….. أعتذر , ما كان يجب أن أسأل” ارتد كتفا ويليم من تلك الأخبار السيئة.
جلس ويليم في أحد الأزقة الجانبية الهادئة بالمقارنة مع الشارع الرئيسي في مبنى وحيد في الشارع الفرعي.
“سأقرر بعد سماع المزيد من التفاصيل لذا لا تقل شيئاً يجعل من المستحيل علي أن أرفضها”
قام بتسديد 32000 برادال وتبقى عليه 150.000 برادال, “أعطني مهلة نصف عام, غريك”, قالها لصديقه القديم راسماً أفضل ابتسامة يمكنه رسمها “ستأخذ المال في ذلك الوقت”
“الجيش؟ أسلحة سرية؟” هذه الكلمات لم تكن تماك معانٍ جيدة.
جلس الاثنان في مطعم رخيص, كان ويليم يرتدي معطفاً قديماً مهترئاً ذو قلنسوة تغطي وجهه الذي بلا علامات.
” مهلاً, أيها السيد المشرف!, مساء جميل أليس كذلك؟”
“….”
“لا. بالتأكيد لا”
قام الرجل المسمى بـ(غريك) , وهو بورجل متوسط الحجم, بحساب الأموال التي سلما له ويليم بتعبير غير راضٍ؛ فقد كان هناك العديد من الفواتير الصغيرة مما جعل عملية الفرز طويلة جداً.
“نعم ,إنه جزء من وظيفتي بالفعل”
عم صمت مفاجئ المكان , فقال ويليم مبدداً ذلك الصمت “آه… صحيح كيف حال أنالا والأخرون؟”
“بانيفال! ماذا تفعلين؟!”
أجاب غريك بلامبالاة كما لم يرفع عينه من على المال “أنالا؟ ليست بخير, أنت تعرف ما حدث في الشهر الماضي , غرقت الجزيرة رقم 47 تاركة بصمة عار لن تمحى من على السطح, بالمناسبة لقد توفي غولغورا أيضاً في ذلك الوقت”
أومأت الفتاة
“آه….. أعتذر , ما كان يجب أن أسأل” ارتد كتفا ويليم من تلك الأخبار السيئة.
“همم؟, أنا لم أقل أي شيء”. توقفت بهدوء للحظة ثم ذهبت وفتحت الباب, وبمجرد فعلها لذلك, سقط أربعة فتيات على السجادة , واحدة شعرها لونه برتقالي, والأخرى شعرها أخضر وواحدة شعرها وردي وبالطبع, ذات الشعر الأرجواني. وقع هؤلاء الأطفال الاتي أعمارهن تقرب من العشرة أعوام.
أطلق غريك الذي لا يبدو أنه مهتم كثير ضحكة وقال” لا تقلق بشأن هذا, كلنا منقذون. ومنذ اللحظة التي وضعنا أقدامنا على الأرض فنحن مستعدون للموت…… أو حتى ترك الآخرين يموتوا لو دعت الحاجة. وأيضاً , لقد عاش هذا الاثنان حياةً طويلة جداً؛ فمعظم المنقذون يموتون في اليوم الأول على السطح”
عندما هبطت السفينة في الميناء, لربما قد تم إخطارهم أنه قد جاء. في هذه الحالة , لن يتفاجأ إذا وجد أن أحداً قد جاء لاصطحابه.
أنهى غريك عد المال ” أجل إنهم 32000″ قام جريك بترتيب جميع الأوراق قبل إعادتها إلى الظرف “لكن ويليم…هل أنت بخير مع هذا؟”
: هل يمكنني البقاء على قيد الحياة إذا هاجمني دب؟: سأل ويليم نفسه. بالنسبة لذاته السابقة, فإن وجود اثنين من الحيوانات البرية لن يكون مشكلة, لكنه الآن فاقد لكل قواه, لهذا لم يكن متأكداً من إمكانية نجاته.
“ماذا تقصد؟”
******************
” لقد استغرقت نصف عام للحصول على 30000 برادال وتبقى 150000 , لذا حتى ولو سارت الأمور بشكل جيد فسيستغرق الأمر عامين ونصف لتسديد ديونك”
حتى وقت قريب ظن ويليم أن هذه القصص كانت مجرد خرافات, تلك قصص كانت موجودة في الأساس لتعليم المسافرين ألا يقللوا من حذرهم في المناطق المجهولة. عندما اكتشف أن الترول كانوا موجودين بالفعل كنوع من أنواع الأورك, وقف متفاجأ وفاغراً فاه لخمس دقائق, بعد ذلك ضحك الشخص الذي أخبره من ردة فعله, وبالصدفة كانت نايغرات التي قالت شيئاً مثل “لا أدري كيف أشعر حيال كوني مخلوقاً اسطورياً”
“أوه……. أعتذر لا يمكنني إحضار المال بشكل أسرع”
“ماذا؟”
“أنا لا أستعجلك أو شيء كهذا لكن…” توقف غريك مؤقتاً لتعبئة النقود في حقيبة جلدية ممزقة. “كما تعلم تمتلئ هذه الجزيرة بالناس الذين يكرهون الوحوش بشكل أساسي. لن تتمكن من العثور على عمل لائق, أنت بالكاد يمكنك التوظف في وظائف عشوائية منخفضة الأجر, أليس كذلك؟”
بدت الفتاة أكثر هدوءاً وبروداً مما كانت عليه في سوق بريكي , وبرغم ذلك يمكن لويليم أن يقول أن هذه لم تكن شخصيته الحقيقية. في كل مرة كانت تبدو مرتبكة أو متشككة فإن ذلك كان يظهر على عينها ذات لون المحيط.
“آه… حسناً….” تجنب ويليم النظر في عينه مباشرة
“آه… حسناً….” تجنب ويليم النظر في عينه مباشرة
ضاقت عين غريك “إذن فهذا المال يكاد يكون كامل ما جنيت خلال النصف سنة الماضية؟”
عندما هبطت السفينة في الميناء, لربما قد تم إخطارهم أنه قد جاء. في هذه الحالة , لن يتفاجأ إذا وجد أن أحداً قد جاء لاصطحابه.
” هناك بعض الأموال التي صرفتها على الطعام, ففي الآونة الأخيرة لم تقدم الوظائف الوجبات”
:حسناً أعتقد أنه لا فائدة من التفكير في الأشياء التي فقدتها:. خرج ويليم إلى رواق منشأة الجيش- التي لا تبدو كواحدة على الإطلاق. كانت الأرضية مصنوعة من ألواح خشبية متهالكة. كانت هناك ثلاث ملصقات على الحائط بجوار ويليم : الأولى مكتوب عليها ترتيب الوجبات, والأخرى تحذر من وجود مرحاض معطل في الطابق الثاني, والأخيرة مكتوب فيها (لا جري في الممرات)
” ليست هذه هي المشكلة هنا” قالها غريك بتنهد. وبدأت أصابع يده العضلية بالنقر على الطاولة, من الواضح أنه غَضِب ” هل تفعل أي شيء في حياتك عدا سداد ديونك؟ هذه هي المشكلة…. لقد مر نصف عام منذ أن استيقظت, ألم تجد أي شيء ترغب به؟ , أو حتى هل رغبت بالاستمتاع بأي شيء؟ ”
يقع المكان الذي يجب على ويليم الذهاب إليه في الجزيرة 68.بعيداً عن أقصى مسافة يمكن الذهاب بها عبر مناطيد التوصيل العامة. تطلب الوصول إلى تلك الجزيرة بعض الطرق المبدعة للوصول إليها. وكان شراء أو استئجار طائرة خاصة مستحيل بالنسبة لكمية المال التي معه . لذلك اختار أن يستقل المنطاد إلى الجزيرة الثالثة والخمسين وهي أقرب محطة لوجهته. ومن هناك استأجر أحد العبارات لنقله إلى الجزيرة المقصودة.
” حسناً كما تعلم يقولون أن الحياة هي متعة بحد ذاتها…”
“لماذا وجهك قاتم هكذا؟” كانت نايغرات غير مدركة للصراع الداخلي لويليم.
“لا تجعل هذا عذرك لعيش حياة مملة” قاطع غريك ويليم بحدة “أنا أعيش على أحب. هناك بحر من الكنوز هناك على الأرض. المواد والتقنيات التي لا نملكها هنا بانتظار من يأخذها. إن البحث عن هذه الكنوز وبيعها هو ما أحب وأستمتع به. العودة خالي الوفاض أو السقوط في الحفر هذه الأشياء جيدة لتضيف طعماً لوظيفتي. أو عند الخطو خطوة بالخطأ عند أحد جحور (السادس). لحظات كهذه عندما أشعر أنني على قيد الحياة”
“أجل… بالمناسبة, هذه الثياب تبدو رائعة عليك”
للحظة كان لدى غريك نظرة حنين في عينه, كان يتذكر مغامراته السابقة. “هذا ما نقوم به نحن المنقذون , ماذا عنك؟ إذا كنت من النوع الذي يحب العمل الجاد فهذا جيد معي… لكن هل فكرت فيما ستفعل بعد سداد هذا الدين؟”
“لا تسخري مني… أعلم أنه كان مكان فارغ, بالمناسبة…الشخص الذي يبحث عن أشخاص للوظيفة الذي ذكره غريك..”
“أليست هذه القهوة مالحة قليلاً؟” كانت تلك محاولة واضحة جداً من ويليم لتفادي السؤال. نظر إليه غريك بنظرة مضحكة, لكن ويليم كان ما يزال غير قادر على العثور على إجابة لذا ضحك. وبعدها عم الصمت مجدداً.
“مـ…ماذا؟”
عموماً البورجل هم أناس بسيطون نسبياً. كل ما يفعلوه هو اتباع غرائزهم. بالطبع يختلف كل فرد عن الآخر. كان غريك من النوع الذي يفكر بشكل واضح ومنطقي لدرجة أنه جعل ويليم يشك في نفسه. وكان شاباً لطيفاً, وهو جانب من جوانب شخصية غريك التي رآها ويليم في كثير من الأحيان.
“ويليم…. قد يكون لدي وظيفة لك. لما لا تجربها؟” كسر غريك الصمت بسؤاله “أعرف شخصاً يبحث عن أشخاص لوظيفة ما… إنها وظيفة لائقة, ولكن مشكلتها أن عليك العمل مع عديمي علامة لوقت طويل, بسبب ذلك لم تجد العديد من الذي قد وافقوا. أعتقد أنك لا تمانع العمل مع عديمي علامة”
“أنا منقذ. روحي معلقة هناك على الأرض, أي وظيفة تبقيني هنا ستقودني للجنون” قالها غريك وهو يضحك ضحكة مكتومة ” بما يتعلق بالوظيفة…. حسناً ستدير الأسلحة السرية للحرس المجنح”
” لماذا لا تفعلها أنت, أعني أنك لا تملك مشاكلاً معي”
“آه…” كان سارحاً قليلاً, لذا بالكاد تمكن من الرد
“أنا منقذ. روحي معلقة هناك على الأرض, أي وظيفة تبقيني هنا ستقودني للجنون” قالها غريك وهو يضحك ضحكة مكتومة ” بما يتعلق بالوظيفة…. حسناً ستدير الأسلحة السرية للحرس المجنح”
رفعت الفتاة الأرجوانية التي تجلس فوق ويليم رأسها بفخر ” لقد تمت هزيمة الشخص المشبوه”
“الجيش؟ أسلحة سرية؟” هذه الكلمات لم تكن تماك معانٍ جيدة.
نظرات إعجاب جاءت من تلك الفتيات. ضحك ويليم ضحكة رضى. كنتيجة لنشأته في جار أيتام, كان الترفيه عن الصغار أحد تخصصاته, كلما كانت الابنة التي نشأت معه في دار الأيتام نفسه, كانت تدعوه بالسخيف.
تشير كلمة الجيش في ريجول إيري في العادة إلى المنظمة الرسمية التي تم تأسيسها للدفاع ضد هجمات “الوحوش السبعة عشر”. على الرغم أن تلك الجزر كانت مرتفعة جداً, فمازال الحرس المجنح يواجه صعوبة كبيرة في مواجهة تلك الوحوش, فبعد كل شيء, هم الذين دمروا جميع أشكال الحياة على سطح الأرض. ولتأمين أي قوة إضافية يستخدم الجيش أي وجميع الطرق المتاحة- على الأقل هذا هو الشيء المنتشر بين الناس.
بدا ذلك النور كما لو كان قد خلق عالماً خاصا به بعيداً عن الظلام.
” أنت تعلم أنني ما عاد بمقدوري القتال”
“أجل… بالمناسبة, هذه الثياب تبدو رائعة عليك”
“أعلم أعلم , ليس لأنني قلت أنك ستذهب إلى الجيش أعني أنك ستذهب إلى معركة, هناك العديد من الوظائف خلف الكواليس”
سمع ويليم صوت أشخاص يتنصتون من خارج الغرفة مرة أخرى, لكن مجدداً قرر تجاهل هؤلاء الناس.
“….مثل ماذا؟” وصف غريك لم يعطي ويليم تصوراً جيداً لهذه الوظيفة. “أتعني أنه نوع العمل الذي يمكن لعامل عجوز غير متفرغ أن يفعله؟”
من أنا؟, كان ويليم غالباً ما يسأل نفسه هذا السؤال, لكن الجواب كان بسيطاً: لقد كان بشرياً في مكان لا ينبغي للبشر التواجد فيه. وجوده بحد ذاته هو تحدٍ للمنطق, مع عدم قدرته على العودة إلى المنزل, تجول كطفل ضائع…….
“لا أعتقد أنه كذلك. إذا كان الأمر متعلقاً بالأعمال الورقية يمكنني الاعتناء بها” أطلق ضحكة أخرى “على أية حال اسمع, هذه الأسلحة السرية تتم إدارتها وصيانتها بشكل مستمر من قبل شركة “أورلاندي للتجارة العامة” كما تعلم , يحظر القانون امتلاك المدنيين لأسلحة فوق قوة معينة, ومع ذلك تعتبر شركة أورلاندي الراعي الرسمي للجيش, لهذا لا يريدون أن يدمروا تلك العلاقة؛ فحتى لو قام الحرس المجنح بجمع تلك الأسلحة فلن يتمكنوا من إدارتها أو الاحتفاظ بها بقوتهم المالية والتكنولوجية الحالية”
أجاب غريك بلامبالاة كما لم يرفع عينه من على المال “أنالا؟ ليست بخير, أنت تعرف ما حدث في الشهر الماضي , غرقت الجزيرة رقم 47 تاركة بصمة عار لن تمحى من على السطح, بالمناسبة لقد توفي غولغورا أيضاً في ذلك الوقت”
“إذن على الورق يمتلك الجيش تلك الأسلحة … ولكن في الواقع تلك الشركة التجارية هي المسيطر؟”
من أجل إخفاء كونه عديم علامة , حاول ويليم ذات مرة أن يرتدي قروناً وأنياباً مزيفة. في ذلك الوقت بدا بشعاً جداً لدرجة أنه اكتأب. واستنتج أن تلك الملامح كانت تعبر عن الجانب الوحشي, لذا لم تكن لتكون ملائمة مع الذين لم يولدوا بها.
” بالضبط. يرسل الجيش مشرفاً رمزياً لكنه لا يفعل أي شيء. بالنسبة إلى أي جندي حقيقي , تلك الوظيفة سيئة جداً, لا تملك أي سلطة تقريباً, ولا يمكنك نشر إنجازاتك بما أنك تدير أسلحة سرية. هذه الوظيفة هي خطوة كبيرة للوراء بالنسبة لأي جندي؛ لهذا بدأوا بالبحث عن أشخاص من خارج الجيش”
” هل تعلم الشخصان السابقان اللذان أتيا هنا بقيا ليوم واحد فقط ثم غادرا ولم يعودا”
حدق غريك بعينيه في ويليم ” كما قلت يمكنك الحصول على لقبك الرسمي كجندي فقط. ولكن لأن ذلك المشرف لا يقوم بأي شيء, لست بحاجة إلى أي مهارات خاصة, فقط بعض الصبر وإبقاء فمك مغلقاً. الأجر جيد. ستكون قادراً على سداد ديونك وسيتبقى معك بعض المال.
” مرحباً بك في مستودع الأسلحة السرية” قالتها المرأة بابتسامة “ويليم لقد مر وقت طويل, هل أصبحت أطول؟”
استخدم هذا المال وجد طريقك في الحياة. أعلم أن لديك ظروفاً خاصة لكن لا تهدر حياتك. هذا فعله الآخرون وأنا.” هز غريك رأسه “أه… أعتذر , يبدوا أنني أصبح أكثر رقة بموت الكثير من رفاقي” انحت شفته بابتسامة مرة.
“مـ…ماذا؟”
لقد كان من الصعب رفض هذا العرض ” حسناً أخبرني المزيد من التفاصيل حول هذه الوظيفة”
ومن الناحية الأخرى فإن الجزر القريبة من الحافة عددها سبعين أو ما يقرب من ذلك, المسافة بين تلك الجزر تكون كبيرة وحجمها نفسه يكون صغيراَ, ونتيجة لذلك , تكون تلك المدن أقل سكاناً وازدهاراً. وقد يكون بعضها معزولاً لدرجة أن منافذ الاتصالات العامة لا تتوفر حتى فيها.
” هل ستقبل بها إذن؟”
قفز شخص من الضوء في الهواء ملقاً صرخة المعركة, في الواقع كان ذلك الصوت ألطف من أن يكون صراخاً. رأى ويليم سيفاً خشبياً يخرج من الظلام ويهجم عليه بشكل سريع.
“سأقرر بعد سماع المزيد من التفاصيل لذا لا تقل شيئاً يجعل من المستحيل علي أن أرفضها”
استخدم هذا المال وجد طريقك في الحياة. أعلم أن لديك ظروفاً خاصة لكن لا تهدر حياتك. هذا فعله الآخرون وأنا.” هز غريك رأسه “أه… أعتذر , يبدوا أنني أصبح أكثر رقة بموت الكثير من رفاقي” انحت شفته بابتسامة مرة.
” فهمت. في البداية…” بسعادة بادية على وجهه نظر غريك إلى فنجان القهوة “أليست هذه القهوة مالحة قليلاً؟”
من دون تردد, اختفت الفتيات اللات كن واقفات منذ لحظة.
كان غريك مفكراً منطقياً وبورجل عاطفياً بشكل كبير بعبارة أخرى شخص لطيف. أحياناً كان ويليم يواجه مشكلة صغيرة في التعامل مع هذا الجزء منه.
“إذا قلت أنك لا تريد العيش هنا وأردت البقاء في مكان آخر على الجزيرة فلن تكون هناك أي مشكلة..”
***********************
أطلق غريك الذي لا يبدو أنه مهتم كثير ضحكة وقال” لا تقلق بشأن هذا, كلنا منقذون. ومنذ اللحظة التي وضعنا أقدامنا على الأرض فنحن مستعدون للموت…… أو حتى ترك الآخرين يموتوا لو دعت الحاجة. وأيضاً , لقد عاش هذا الاثنان حياةً طويلة جداً؛ فمعظم المنقذون يموتون في اليوم الأول على السطح”
ريجول إيري تتكون من أكثر من مئة جزيرة عائمة. ونظام ترقيمها يبدأ بالجزيرة التي في المنتصف حيث تقع الجزيرة الأولى, وبعدها يتزايد رقم الجزيرة بشكل حلزوني, وكلما ابتعدنا عن المركز كلما كان رقم الجزيرة أكبر.
الترول هم أنواع عادية من الوحوش, غالباً ما استخدم الناس هذه الوحوش في القصص المرعبة التي كان يرويها المسافرون في زمن ويليم. رجل وسيم أو امرأة جميلة تعيش وحدها في منزل بعيد عن أي بلده. عندما يأتي المسافرون المتعبون, يدعوهم إلى منزله ويرحب بهم بوليمة ضخمة ويخدمهم, ثم في منتصف الليل يأكلهم.
ومع ذلك , كان هناك بعض الأشياء الخاصة التي يجب أن نأخذها بعين الاعتبار. الجزر الوسطى التي يصل عددها إلى أربعين جزيرة, تقع بالقرب من بعضها البعض, وفي بعض الحالات يمكن ربط الجزيرتين بجسر. يعزز هذا القرب التبادل الثقافي والاقتصادي مما يجعل تلك الجزر مزدهرة.
” هل تعلم الشخصان السابقان اللذان أتيا هنا بقيا ليوم واحد فقط ثم غادرا ولم يعودا”
ومن الناحية الأخرى فإن الجزر القريبة من الحافة عددها سبعين أو ما يقرب من ذلك, المسافة بين تلك الجزر تكون كبيرة وحجمها نفسه يكون صغيراَ, ونتيجة لذلك , تكون تلك المدن أقل سكاناً وازدهاراً. وقد يكون بعضها معزولاً لدرجة أن منافذ الاتصالات العامة لا تتوفر حتى فيها.
“لا أقصد هذا يمكنك الوثوق بي. قلتها لك من قبل أليس كذلك؟, حتى لو كنت ترول وكنت طعاماً نادراً فأنا لا أنوي أكلك” صمتت نايغرات للحظة ثم استمرت ” أعني أنه من العار أن أضيع آخر إنسان في العالم لإرضاء جوع لحظة واحدة”
يقع المكان الذي يجب على ويليم الذهاب إليه في الجزيرة 68.بعيداً عن أقصى مسافة يمكن الذهاب بها عبر مناطيد التوصيل العامة. تطلب الوصول إلى تلك الجزيرة بعض الطرق المبدعة للوصول إليها. وكان شراء أو استئجار طائرة خاصة مستحيل بالنسبة لكمية المال التي معه . لذلك اختار أن يستقل المنطاد إلى الجزيرة الثالثة والخمسين وهي أقرب محطة لوجهته. ومن هناك استأجر أحد العبارات لنقله إلى الجزيرة المقصودة.
تذكر قصة خرافية قرأها عندما كان طفلاً. دخل صبي إلى الغابة في ليلة من ليالي الصيف ولم يعد إلى المنزل مرة أخرى. في تلك الغابة اختطفته مجموعة من الجنيات وأخذته إلى بلادهن في عالم آخر- أو شيء من هذا القبيل. في ذلك الوقت صدق ويليم أنه من الممكن أن يحدث له الشيء نفسه لذلك تعهد أن لا يقترب من الغابة ليلاً. “الابنة” و سيده (الرجل العجوز مدير الميتم الذي كان فيه) أزعجاه إلى مالا نهاية بسبب ذلك. بمجرد أن كبر , أصبح الأمر بالنسبة له كقصة مضحكة, لكن….
كانت حساباته مثالية إلا في شيء واحد, كانت الشمس قد غربت بالفعل.
استخدم هذا المال وجد طريقك في الحياة. أعلم أن لديك ظروفاً خاصة لكن لا تهدر حياتك. هذا فعله الآخرون وأنا.” هز غريك رأسه “أه… أعتذر , يبدوا أنني أصبح أكثر رقة بموت الكثير من رفاقي” انحت شفته بابتسامة مرة.
هبت رياح قوية اقشعر لها بدنه “ها ها… حسناً, لقد فشلت”. ضحك ويليم على نفسه وهو يقف وحيداً في المرفأ المهجور. أزالت الريح معطفه الذي كان يخبئ الزي العسكري, وجعلته يذهب بعيداً.
قام الرجل المسمى بـ(غريك) , وهو بورجل متوسط الحجم, بحساب الأموال التي سلما له ويليم بتعبير غير راضٍ؛ فقد كان هناك العديد من الفواتير الصغيرة مما جعل عملية الفرز طويلة جداً.
سارعت العبارة بالعود إلى الجزيرة الثالثة والخمسين بعد أن نزل ويليم, لذا لم يكن يستطيع العودة .
“مـ…ماذا؟”
رأى لافتة متهالكة. وفقاً لما كان مكتوباً فيها ,فإن أقرب بلدة كانت على بعد ألفي مالوميل* إلى اليمين, في حين كان المستودع على بعد خمسمائة مالوميل* إلى جهة اليسار. كان يشير إلى تلك الأماكن سهمان خشبيان أحمران في اتجاهان متعاكسان.
” فهمت. في البداية…” بسعادة بادية على وجهه نظر غريك إلى فنجان القهوة “أليست هذه القهوة مالحة قليلاً؟”
(**malumel : لم أفهم معناها لهذا كتبتها مثل النطق)
“همم؟, أنا لم أقل أي شيء”. توقفت بهدوء للحظة ثم ذهبت وفتحت الباب, وبمجرد فعلها لذلك, سقط أربعة فتيات على السجادة , واحدة شعرها لونه برتقالي, والأخرى شعرها أخضر وواحدة شعرها وردي وبالطبع, ذات الشعر الأرجواني. وقع هؤلاء الأطفال الاتي أعمارهن تقرب من العشرة أعوام.
“يجب أن يكون هو”, تمتم ويليم لنفسه عندما رأى اسم أورلاندي. كان السهم يشير إلى طريق ضيق في منتصف غابة كثيفة. بالطبع, لم يكن هناك أي مصباح في الشارع أو أي ضوء على طول الطريق. مشى ويليم في ذلك الطريق عديم الإضاءة, وبالطبع لم يكن الأمر ممتعاً, إلا أنه لم يكن يريد أن يبقى منتظراً هناك حتى الصباح. فكر أن يذهب إلى البلدة لينام في نزل لكن الطريق كان طويلاً, وبالتأكيد لم يكن أكثر إضاءة. نظر ويليم إلى السماء المرصعة بالنجوم للمرة الأخيرة . تنهد ثم دخل إلى الظلام.
” فقط للتأكد …. أنت لا تريدين أكلي؟”
كان ضوء النجوم يتسلل في بعض الأحيان من بين أغصان الشجر, مما منح ويليم الضوء اللازم لكي لا يضيع طريقه, ومع ذلك كان يمشي ببطء مثير للسخرية.
كان ضوء النجوم يتسلل في بعض الأحيان من بين أغصان الشجر, مما منح ويليم الضوء اللازم لكي لا يضيع طريقه, ومع ذلك كان يمشي ببطء مثير للسخرية.
المكان مظلم جداً, عرف ويليم ذلك حتى قبل أن تطأ قدمه الغابة, لا يستطيع رؤية المكان الذي سيذهب إليه حتى, كان يعلم هذا, ولكن لم يكن يستطيع المساعدة لذا أخذ يلوم نفسه.
بينما كان يأكل, كانت نايغرات , التي كانت في مزاج جيد, كانت تنظر إليه وهي تبتسم, لهذا كان ويليم يشعر بعدم الارتياح طوال فترة أكله.
تذكر قصة خرافية قرأها عندما كان طفلاً. دخل صبي إلى الغابة في ليلة من ليالي الصيف ولم يعد إلى المنزل مرة أخرى. في تلك الغابة اختطفته مجموعة من الجنيات وأخذته إلى بلادهن في عالم آخر- أو شيء من هذا القبيل. في ذلك الوقت صدق ويليم أنه من الممكن أن يحدث له الشيء نفسه لذلك تعهد أن لا يقترب من الغابة ليلاً. “الابنة” و سيده (الرجل العجوز مدير الميتم الذي كان فيه) أزعجاه إلى مالا نهاية بسبب ذلك. بمجرد أن كبر , أصبح الأمر بالنسبة له كقصة مضحكة, لكن….
يقولون أن لا يهم كيف تتصرف في رحلة ما لأنك لن ترى الناس الذين معك مجدداً. لذا يجب أن يكون هذا ما حدث مع تلك الفتاة منذ يومين. ذكرته تلك العقلية برفيق له منذ زمن بعيد, كان شخصاً يواجه صعوبة في أن يكون صادقاً مع نفسه, بتذكره لهذا ابتسم.
“لا توجد حيوانات خطرة هنا…. أليس كذلك؟”
عم صمت قصير. الفتاة التي اعتقد ويليم أنها ستغادر بعد فترة وجيزة من طرد الأطفال لم تتحرك, بدت وكأنها تفكر في شيء ما ” آه…. أسفة على ما فعلته بانيفال في الغابة, لم تقصد أي ضرر”
بين الخطف من قبل الجنيات وأن يتم أكله من قبل الحيوانات البرية , بدا هذا الأخير أكثر واقعية في الوقت الراهن. كانت هذه الغابة كبيرة, لا بل كانت الجزير 68 كبيرة جداً وفقاً لمتوسط حجم الجزيرة في ريجول إيري.
:حسناً أعتقد أنه لا فائدة من التفكير في الأشياء التي فقدتها:. خرج ويليم إلى رواق منشأة الجيش- التي لا تبدو كواحدة على الإطلاق. كانت الأرضية مصنوعة من ألواح خشبية متهالكة. كانت هناك ثلاث ملصقات على الحائط بجوار ويليم : الأولى مكتوب عليها ترتيب الوجبات, والأخرى تحذر من وجود مرحاض معطل في الطابق الثاني, والأخيرة مكتوب فيها (لا جري في الممرات)
يمكن اعتبار هذا المكان نسخة طبق الأصل من الطبيعة على الأرض, لهذا لم يستبعد احتمالية أن يهجم دب أو ذئب عليه في الظلام.
“أليست هذه القهوة مالحة قليلاً؟” كانت تلك محاولة واضحة جداً من ويليم لتفادي السؤال. نظر إليه غريك بنظرة مضحكة, لكن ويليم كان ما يزال غير قادر على العثور على إجابة لذا ضحك. وبعدها عم الصمت مجدداً.
: هل يمكنني البقاء على قيد الحياة إذا هاجمني دب؟: سأل ويليم نفسه. بالنسبة لذاته السابقة, فإن وجود اثنين من الحيوانات البرية لن يكون مشكلة, لكنه الآن فاقد لكل قواه, لهذا لم يكن متأكداً من إمكانية نجاته.
” أوه…. ارى …أم” توقفت مرة أخرى. “كوتوري..”
شعر بشيء رطب تحت قدمية, على ما يبدو لقد ابتعد عن المسار قليلاً بينما هو غارق في التفكير. من رائحة المياه الباهتة , وصوت الأرض وملمسها , استنتج ويليم أنه في أرض رطبة.
تذكر قصة خرافية قرأها عندما كان طفلاً. دخل صبي إلى الغابة في ليلة من ليالي الصيف ولم يعد إلى المنزل مرة أخرى. في تلك الغابة اختطفته مجموعة من الجنيات وأخذته إلى بلادهن في عالم آخر- أو شيء من هذا القبيل. في ذلك الوقت صدق ويليم أنه من الممكن أن يحدث له الشيء نفسه لذلك تعهد أن لا يقترب من الغابة ليلاً. “الابنة” و سيده (الرجل العجوز مدير الميتم الذي كان فيه) أزعجاه إلى مالا نهاية بسبب ذلك. بمجرد أن كبر , أصبح الأمر بالنسبة له كقصة مضحكة, لكن….
كان خليط المياه والأوساخ والرياح ينتج رائحة فريدة, لسبب ما شعر بالحنين إلى وطنه. هل هذا المكان حقاً في السماء؟. فكر في منزله حيث كان يلعب في بركة الوحل. بتذكره لهذا , رسمت على وجهه ابتسامة مريرة.
كان ضوء النجوم يتسلل في بعض الأحيان من بين أغصان الشجر, مما منح ويليم الضوء اللازم لكي لا يضيع طريقه, ومع ذلك كان يمشي ببطء مثير للسخرية.
لمع ضوء أمامه, كانت هناك كرة من الضوء تتقدم بسرعة ناحيته . كان هناك شخص قادم.
“أعتذر هذه مشكلتي” قالتها فتاة أخرى بابتسامة نشيطة.
“أقَدِمَ شخص لاصطحابي؟”
“ويليم…. قد يكون لدي وظيفة لك. لما لا تجربها؟” كسر غريك الصمت بسؤاله “أعرف شخصاً يبحث عن أشخاص لوظيفة ما… إنها وظيفة لائقة, ولكن مشكلتها أن عليك العمل مع عديمي علامة لوقت طويل, بسبب ذلك لم تجد العديد من الذي قد وافقوا. أعتقد أنك لا تمانع العمل مع عديمي علامة”
عندما هبطت السفينة في الميناء, لربما قد تم إخطارهم أنه قد جاء. في هذه الحالة , لن يتفاجأ إذا وجد أن أحداً قد جاء لاصطحابه.
“إذن على الورق يمتلك الجيش تلك الأسلحة … ولكن في الواقع تلك الشركة التجارية هي المسيطر؟”
:عفواً لم يكن عليك السير طوال تلك الطريق لاصطحابي: تخيل ويليم محادثة في رأسه وهو يتجه ناحية ذلك الضوء.
من أجل إخفاء كونه عديم علامة , حاول ويليم ذات مرة أن يرتدي قروناً وأنياباً مزيفة. في ذلك الوقت بدا بشعاً جداً لدرجة أنه اكتأب. واستنتج أن تلك الملامح كانت تعبر عن الجانب الوحشي, لذا لم تكن لتكون ملائمة مع الذين لم يولدوا بها.
“خذ هذا!!”
سمع ويليم صوت أشخاص يتنصتون من خارج الغرفة مرة أخرى, لكن مجدداً قرر تجاهل هؤلاء الناس.
قفز شخص من الضوء في الهواء ملقاً صرخة المعركة, في الواقع كان ذلك الصوت ألطف من أن يكون صراخاً. رأى ويليم سيفاً خشبياً يخرج من الظلام ويهجم عليه بشكل سريع.
سارعت العبارة بالعود إلى الجزيرة الثالثة والخمسين بعد أن نزل ويليم, لذا لم يكن يستطيع العودة .
لماذا؟!!. حاول التفكير في سبب تعرضه لهجوم مفاجئ. على أي حال كان هذا سيئاً, تجنب هذا الهجوم سيكون سهلاً, لكن المشكل في أن المهاجم الذي يقفز حالياً سيطير إلى المستنقع الذي خلف ويليم.
“أعتذر هذه مشكلتي” قالتها فتاة أخرى بابتسامة نشيطة.
ما يجب عليك القيام به, وستقوم به. قبل أن يتمكن من التفكير, بدأ جسده يتحرك من تلقاء نفسه. اتخذ خطوة إلى الأمام ووضع نفسه أمام المهاجم ونشر ذراعيه في الهواء ممسكاً المهاجم. أوتش. أثقل مما اعتقدت…. لا أعتقد أن ساقي يمكنها التحمل لفترة أطول.
الباب الذي أغلق للتو أصدر صريراً, وببطء فتح مرة أخرى.
عملت غرائزه كجندي محولة جسده إلى وضع المعركة ومحاولةً إشعال الفينوم بداخله. في العادة تلك العملية تقوية عضلاته وتجعل ردة فعله أسرع, لكن ما حصل الآن كان انتشار ألم حاد في جميع أنحاء جسده. تلاشت قوته, وانهار إلى الوراء ساقطاً في الأرض الرطبة.
“ماذا؟”
بحلول الوقت الذي استقر فيه الماء, كان جسد ويليم قد فقد معظم حرارته. شعلة صغيرة اشتعلت في يد المهاجم, على الأرجح كانت من الفينوم.
“أقَدِمَ شخص لاصطحابي؟”
بدا ذلك النور كما لو كان قد خلق عالماً خاصا به بعيداً عن الظلام.
أخذت لحظة لتتنفس.” أممم… أيضاً” لم تكن قادرة على العثور على الكلمات الصحيحة “آسفة لإزعاجك.. آمل أن تستريح”
جلس المهاجم فوق بطن ويليم. ونظر إليه بنظرة متعجرفة. استطاع ويليم أن يرى للحظة الشعر والعينين الأرجوانيتين الفاتحتين.
” همم… لنرى, هل تخطط أن تبقى هنا؟”
“بانيفال! ماذا تفعلين؟!”
” بالطبع لا, ماذا تعتقدني؟..”
اقترب ضوء سحري آخر متراقصاً بين الأشجار. لم يمض وقت حتى ظهرت فتاة شابة أخرى من وسط الظلام. تعرف ويليم على تلك الفتاة من شعرها الأزرق.
بين الخطف من قبل الجنيات وأن يتم أكله من قبل الحيوانات البرية , بدا هذا الأخير أكثر واقعية في الوقت الراهن. كانت هذه الغابة كبيرة, لا بل كانت الجزير 68 كبيرة جداً وفقاً لمتوسط حجم الجزيرة في ريجول إيري.
رفعت الفتاة الأرجوانية التي تجلس فوق ويليم رأسها بفخر ” لقد تمت هزيمة الشخص المشبوه”
أطلق غريك الذي لا يبدو أنه مهتم كثير ضحكة وقال” لا تقلق بشأن هذا, كلنا منقذون. ومنذ اللحظة التي وضعنا أقدامنا على الأرض فنحن مستعدون للموت…… أو حتى ترك الآخرين يموتوا لو دعت الحاجة. وأيضاً , لقد عاش هذا الاثنان حياةً طويلة جداً؛ فمعظم المنقذون يموتون في اليوم الأول على السطح”
“يجب ألا تتجولي هنا, الأرض رطبة لذا قد تكون خطرة –ايه؟” نظرت تلك الفتاة إلى ويليم بوجه متفاجئ “أنت هو الشخص المشبوه؟… لماذا؟”
“همم؟”
“مهلاً… لم أرك منذ وقت طويل…” رفع يده قليلاً وحاول الابتسام إلى الفتاة.
تجمدت الفتيات الصغيرات. لم تكن نايغرات هي الواقفة كما اعتقد ويليم في البداية, بل كانت الفتاة ذات الشعر الأزرق السماوي.
********************
وجد فرصة أخرى لرؤية وجهها عن قرب, قدر عمرها على أنها في الخامسة عشر, بناءً على معاييره كإنسان, كانت تملك جسداً وخصائصاً مشابهة للبشر. لكن المميز فيها كان شعرها الأزرق الزاهي المشابه لسماء الربيع الصافية, فبغض النظر عن الصبغات التي كان يستخدما البشر, لم يكونوا قادرين على عمل لون كهذا.
بالطبع لم يكن ويليم ليبقى مبتلاً إلى الأبد. بعد أن أخذ حماماً طويلاً وغير ملابسه, وقف أمام المرآة. ظهر أمامه رجل ذو شعر أسود يحدق به بعيون بدت خالية من الحياة. بدا أن تلك الابتسامة الخافتة المرسومة على وجهه كما لو كانت حركة غير إرادية من عضلات وجهه.
في بعض الأحيان كانت الفتاة تنظر بعصبية إلى ويليم, تبدو كما لو كانت تريد أن تقول شيئاً, لكن بعد ذلك تتراجع. بسبب أنه رآها غير قادرة على اتخاذ موقف معين ؛ تراجع ويليم إلى الوراء.
من أجل إخفاء كونه عديم علامة , حاول ويليم ذات مرة أن يرتدي قروناً وأنياباً مزيفة. في ذلك الوقت بدا بشعاً جداً لدرجة أنه اكتأب. واستنتج أن تلك الملامح كانت تعبر عن الجانب الوحشي, لذا لم تكن لتكون ملائمة مع الذين لم يولدوا بها.
“أمم…آه..” صمتت الفتاة ذات الشعر البرتقالي.
بينما كان يفحص جسده باحثاً عن أي وسخٍ لم يزله بعد, كان الألم ما يزال موجوداً. فكر في مدى ضعفه المأسوي . فمجرد محاولة لإشعال القليل من السم قد أدى إلى هذا الألم.
” مرحباً بك في مستودع الأسلحة السرية” قالتها المرأة بابتسامة “ويليم لقد مر وقت طويل, هل أصبحت أطول؟”
في الماضي كان يمكنه أن يستحضر لهباً قوياً للمعركة في أثناء نومه.
“لا بأس…. أنا لست غاضباً. بفضل أخذي لحمام تجنبت الإصابة بنزلة برد أو شيء كهذا”
:حسناً أعتقد أنه لا فائدة من التفكير في الأشياء التي فقدتها:. خرج ويليم إلى رواق منشأة الجيش- التي لا تبدو كواحدة على الإطلاق. كانت الأرضية مصنوعة من ألواح خشبية متهالكة. كانت هناك ثلاث ملصقات على الحائط بجوار ويليم : الأولى مكتوب عليها ترتيب الوجبات, والأخرى تحذر من وجود مرحاض معطل في الطابق الثاني, والأخيرة مكتوب فيها (لا جري في الممرات)
الغرفة جيد, كان هذا ما يدور في رأس ويليم, حتى الآن, كان يعيش في مجمع سكني للبورجل. وإلى جانب مشكلة النظافة, وجد ويليم أن من المستحيل بالنسبة له النوم على الأسرة الموجودة بسبب اختلاف الحجم بين البشر والبورجل. نتيجة لهذا كان ينام كل ليلية على الأرض, وبالمقارنة مع تلك الأيام, شعر وكأنه يعيش في النعيم.
ولاحظ وجود فتيات صغيرات تراقبنه من أماكن مختلفة.
:حسناً أعتقد أنه لا فائدة من التفكير في الأشياء التي فقدتها:. خرج ويليم إلى رواق منشأة الجيش- التي لا تبدو كواحدة على الإطلاق. كانت الأرضية مصنوعة من ألواح خشبية متهالكة. كانت هناك ثلاث ملصقات على الحائط بجوار ويليم : الأولى مكتوب عليها ترتيب الوجبات, والأخرى تحذر من وجود مرحاض معطل في الطابق الثاني, والأخيرة مكتوب فيها (لا جري في الممرات)
“من هنا”. قادت الفتاة ذات الشعر الأزرق ويليم.
“أقَدِمَ شخص لاصطحابي؟”
وجد فرصة أخرى لرؤية وجهها عن قرب, قدر عمرها على أنها في الخامسة عشر, بناءً على معاييره كإنسان, كانت تملك جسداً وخصائصاً مشابهة للبشر. لكن المميز فيها كان شعرها الأزرق الزاهي المشابه لسماء الربيع الصافية, فبغض النظر عن الصبغات التي كان يستخدما البشر, لم يكونوا قادرين على عمل لون كهذا.
“آسفة.. آسفة!” قالتها فتاة أخرى بينما تحني رأسها معتذرة.
بدت الفتاة أكثر هدوءاً وبروداً مما كانت عليه في سوق بريكي , وبرغم ذلك يمكن لويليم أن يقول أن هذه لم تكن شخصيته الحقيقية. في كل مرة كانت تبدو مرتبكة أو متشككة فإن ذلك كان يظهر على عينها ذات لون المحيط.
هبت رياح قوية اقشعر لها بدنه “ها ها… حسناً, لقد فشلت”. ضحك ويليم على نفسه وهو يقف وحيداً في المرفأ المهجور. أزالت الريح معطفه الذي كان يخبئ الزي العسكري, وجعلته يذهب بعيداً.
يقولون أن لا يهم كيف تتصرف في رحلة ما لأنك لن ترى الناس الذين معك مجدداً. لذا يجب أن يكون هذا ما حدث مع تلك الفتاة منذ يومين. ذكرته تلك العقلية برفيق له منذ زمن بعيد, كان شخصاً يواجه صعوبة في أن يكون صادقاً مع نفسه, بتذكره لهذا ابتسم.
كانت الفتاة ذات الشعر الأرجواني “بانيفال” تراقب بفضول هذين الاثنين.
“مـ…ماذا؟”
“آه….. أعتذر , ما كان يجب أن أسأل” ارتد كتفا ويليم من تلك الأخبار السيئة.
“آه … لا شيء, واصلي التقدم”
كان ضوء النجوم يتسلل في بعض الأحيان من بين أغصان الشجر, مما منح ويليم الضوء اللازم لكي لا يضيع طريقه, ومع ذلك كان يمشي ببطء مثير للسخرية.
في بعض الأحيان كانت الفتاة تنظر بعصبية إلى ويليم, تبدو كما لو كانت تريد أن تقول شيئاً, لكن بعد ذلك تتراجع. بسبب أنه رآها غير قادرة على اتخاذ موقف معين ؛ تراجع ويليم إلى الوراء.
***********************
كانت الفتاة ذات الشعر الأرجواني “بانيفال” تراقب بفضول هذين الاثنين.
“مرحبا نايغرات, كيف الحال؟” قالتها الفتاة بانيفال بشكل هادئ.
بعد مسافة قصيرة وصلا إلى غرفة مريحة بها طاولة وكرسي, ومكتبة, وسرير, وعدد من الأشياء الاخرى منتشرة في أنحاء الغرفة.
” بالطبع . لقد تم إرسالي هنا للاعتناء بهذه “الأسلحة”, لذا يجب علي العيش معها في نفس المكان”
“يفترض أن يكون هذا المكان مستودعاً أليس كذلك؟” طرح ويليم هذا السؤال فجأة بمجرد أن دخل الغرفة
***********************
” ردة فعل مثالية”
“لا أعتقد أنه كذلك. إذا كان الأمر متعلقاً بالأعمال الورقية يمكنني الاعتناء بها” أطلق ضحكة أخرى “على أية حال اسمع, هذه الأسلحة السرية تتم إدارتها وصيانتها بشكل مستمر من قبل شركة “أورلاندي للتجارة العامة” كما تعلم , يحظر القانون امتلاك المدنيين لأسلحة فوق قوة معينة, ومع ذلك تعتبر شركة أورلاندي الراعي الرسمي للجيش, لهذا لا يريدون أن يدمروا تلك العلاقة؛ فحتى لو قام الحرس المجنح بجمع تلك الأسلحة فلن يتمكنوا من إدارتها أو الاحتفاظ بها بقوتهم المالية والتكنولوجية الحالية”
كان هناك امرأة أخرى جالسة في الغرفة, كانت عديمة علام أخرى, من شكلها بدت كأنها في الثامنة عشر من عمرها اي في نفس عمر ويليم تقريباً. كان شعرها الأحمر الفاتح منسدلاً على كتفيها. كانت عينها الخضراء مثبتة على ويليم. كانت ترتدي مئزراً لونه مشابه مع وجود مساحة بيضاء من فوق. أعطى سلوكها اللطيف وخلقها العالي انطباعاً جيداً إلى حد ما.
“لا أعرف… إنها المرة الأولى التي أرى فيها رجلاً”
” مرحباً بك في مستودع الأسلحة السرية” قالتها المرأة بابتسامة “ويليم لقد مر وقت طويل, هل أصبحت أطول؟”
هبت رياح قوية اقشعر لها بدنه “ها ها… حسناً, لقد فشلت”. ضحك ويليم على نفسه وهو يقف وحيداً في المرفأ المهجور. أزالت الريح معطفه الذي كان يخبئ الزي العسكري, وجعلته يذهب بعيداً.
“لماذا أنت هنا نايغرات؟”
حدق غريك بعينيه في ويليم ” كما قلت يمكنك الحصول على لقبك الرسمي كجندي فقط. ولكن لأن ذلك المشرف لا يقوم بأي شيء, لست بحاجة إلى أي مهارات خاصة, فقط بعض الصبر وإبقاء فمك مغلقاً. الأجر جيد. ستكون قادراً على سداد ديونك وسيتبقى معك بعض المال.
“الجيش؟ أسلحة سرية؟” هذه الكلمات لم تكن تماك معانٍ جيدة.
جاء صوت همس خفيف من خارج الغرفة, لكن ويليم تظاهر بأنه لم يسمع.
قام بتسديد 32000 برادال وتبقى عليه 150.000 برادال, “أعطني مهلة نصف عام, غريك”, قالها لصديقه القديم راسماً أفضل ابتسامة يمكنه رسمها “ستأخذ المال في ذلك الوقت”
” لماذا؟, حسناً لأن هذا هو مكان عملي بالطبع . لقد تفاجأت عندما سمعت من غريك أنك ستعمل هنا, في الواقع لم أظن أنك ستعمل في المكان الذي أعمل فيه. أوه , تهاني على الترقية ويليم كميش فني الأسلحة السحرية صف ثان. صعدت بسرعة كبيرة, أعني لقد انضممت إلى الجيش اليوم”
ترجمة وتقيق :عبدالعزيز
“لا تسخري مني… أعلم أنه كان مكان فارغ, بالمناسبة…الشخص الذي يبحث عن أشخاص للوظيفة الذي ذكره غريك..”
“على أي حال, الغابة في هذا الوقت مخيفة أليس كذلك؟, لو قمت بالاتصال بنا لكنا اصطحبناك إلى جزيرة قريبة أو شيء كهذا”
“أوه, لربما كان أنا”
” لماذا لا تفعلها أنت, أعني أنك لا تملك مشاكلاً معي”
“هذا الوغد”. سجل ويليم ملاحظة عقلية (لكم غريك في المرة القادمة التي يقابله فيها), لربما يستعد لذلك بما أنه هو من أعد ذلك الفخ لويليم.
“حسناً…. لما لا تعيدي ما قلته للتو بصوت عالٍ وواضح؟”
“على أي حال, الغابة في هذا الوقت مخيفة أليس كذلك؟, لو قمت بالاتصال بنا لكنا اصطحبناك إلى جزيرة قريبة أو شيء كهذا”
“أعتذر هذه مشكلتي” قالتها فتاة أخرى بابتسامة نشيطة.
أشارت نايغرات لويليم بأن يجلس. ووضعت أمامه كوباً من الشاي, لربما أعدته بينما كان يأخذ حماماً.
أو ربما عندما سمع أنهم كانوا يستخدمون تلك الأسلحة لمحاربة “الوحوش السبعة عشر” ,افترض أن الأسلحة ستكون غولمات ضخمة أو شيء كهذا, لكن في الواقع المستودع لم يكن كبيراً. في هذه الحالة, ربما كان بالإمكان تخزين جميع الأسلحة في مكان ما.
” أنا لست معتاداً على الرحلات الطويلة, فالجزيرة الثامنة والعشرون بعيدة جداً , أكثر مما توقعت. حسناً, أعتقد أنني سوف أخبرك المرة القادمة.”
بدت الفتاة أكثر هدوءاً وبروداً مما كانت عليه في سوق بريكي , وبرغم ذلك يمكن لويليم أن يقول أن هذه لم تكن شخصيته الحقيقية. في كل مرة كانت تبدو مرتبكة أو متشككة فإن ذلك كان يظهر على عينها ذات لون المحيط.
“أجل… بالمناسبة, هذه الثياب تبدو رائعة عليك”
بدا ذلك النور كما لو كان قد خلق عالماً خاصا به بعيداً عن الظلام.
“باستثناء أنني أشعر بصعوبة في التنفس..”
أخذت لحظة لتتنفس.” أممم… أيضاً” لم تكن قادرة على العثور على الكلمات الصحيحة “آسفة لإزعاجك.. آمل أن تستريح”
“لا تقل مثل تلك الأشياء السيئة يا ويليم…. بالمقارنة مع شكلك بمجرد أن استيقظت, تبدو ألذ بنسبة عشرين بالمائة”
أطلق غريك الذي لا يبدو أنه مهتم كثير ضحكة وقال” لا تقلق بشأن هذا, كلنا منقذون. ومنذ اللحظة التي وضعنا أقدامنا على الأرض فنحن مستعدون للموت…… أو حتى ترك الآخرين يموتوا لو دعت الحاجة. وأيضاً , لقد عاش هذا الاثنان حياةً طويلة جداً؛ فمعظم المنقذون يموتون في اليوم الأول على السطح”
“… إذن زاد الخطر بالنسبة لي بنسبة عشرين بالمائة”
“هل سمعتن ما قلت؟” أمالت رأسها قليلاً ونظرت إلى الفتيات نظرة صارمة. ” سآكلكن إن لم تكن قد سمعتن ما قلته!”. حتى عندما كانت تهدد الفتيات, كان صوتها رقيقاً, مثل الأم التي تدلل ابنها.
“لا أقصد هذا يمكنك الوثوق بي. قلتها لك من قبل أليس كذلك؟, حتى لو كنت ترول وكنت طعاماً نادراً فأنا لا أنوي أكلك” صمتت نايغرات للحظة ثم استمرت ” أعني أنه من العار أن أضيع آخر إنسان في العالم لإرضاء جوع لحظة واحدة”
“لا. بالتأكيد لا”
كان على ويليم أن يعترف أنه كان يظنها فتاة لطيفة, لكن كلماتها أرسلت قشعريرة باردة في عموده الفقري.
عندما استدارت كوتوري مغادرة, تذكر ويليم فجأة شيئاً ما. لقد نسي بسبب لم شمله غير المتوقع مع نايغرات, لكن السؤال كان موجوداً في مكان ما في عقله منذ وصوله.
” بالطبع إذا قلت لي أنه لا بأس أن آكلك فسأفكر في الأمر…”
” هل تعلم الشخصان السابقان اللذان أتيا هنا بقيا ليوم واحد فقط ثم غادرا ولم يعودا”
“لا. بالتأكيد لا”
“مهلاً… لم أرك منذ وقت طويل…” رفع يده قليلاً وحاول الابتسام إلى الفتاة.
“هم؟ هل أنت متأكد أنك لن تغير رأيك؟ ماذا عن ذراع واحد؟ فقط اصبع واحد”
“آه…” لم يستطع ويليم الرد, كان يدرك أنه كان أحياناً يتصرف بلا عقلانية.
تنهد ويليم, كلما استمرت تلك المحادثة, زاد الأمر خطورة بالنسبة له.
اهدأ , أوقف تلك العواطف, الشخص الذي أمامك لا يملك أي شعور تجاهك, كل ما في الأمر أنك في خطر لهذا قلبك ينبض بسرعة. قالها لنفسه مراراً وتكراراً حتى هدأ نبضه.
الترول هم أنواع عادية من الوحوش, غالباً ما استخدم الناس هذه الوحوش في القصص المرعبة التي كان يرويها المسافرون في زمن ويليم. رجل وسيم أو امرأة جميلة تعيش وحدها في منزل بعيد عن أي بلده. عندما يأتي المسافرون المتعبون, يدعوهم إلى منزله ويرحب بهم بوليمة ضخمة ويخدمهم, ثم في منتصف الليل يأكلهم.
“أجل… بالمناسبة, هذه الثياب تبدو رائعة عليك”
حتى وقت قريب ظن ويليم أن هذه القصص كانت مجرد خرافات, تلك قصص كانت موجودة في الأساس لتعليم المسافرين ألا يقللوا من حذرهم في المناطق المجهولة. عندما اكتشف أن الترول كانوا موجودين بالفعل كنوع من أنواع الأورك, وقف متفاجأ وفاغراً فاه لخمس دقائق, بعد ذلك ضحك الشخص الذي أخبره من ردة فعله, وبالصدفة كانت نايغرات التي قالت شيئاً مثل “لا أدري كيف أشعر حيال كوني مخلوقاً اسطورياً”
“وهذا المكان هو مستودع لتخزين هذه الأسلحة”
سمع ويليم صوت أشخاص يتنصتون من خارج الغرفة مرة أخرى, لكن مجدداً قرر تجاهل هؤلاء الناس.
تجمدت الفتيات الصغيرات. لم تكن نايغرات هي الواقفة كما اعتقد ويليم في البداية, بل كانت الفتاة ذات الشعر الأزرق السماوي.
“دعيناً نتحدث عن العمل…. قيل لي أنه لا ينبغي علي فعل أي شيء, لكنني لم أفهم تماماً. ما الشيء الذي يتوجب علي القيام به غداً…. لا بالأحرى, هل هناك أي شيء يجب علي القيام به؟”
“وحش يأكل الناس”
” همم… لنرى, هل تخطط أن تبقى هنا؟”
تراجعت الفتيات بسرعة هاربات من الغرفة مجدداً, سمع أصواتاً تودعه من الردهة”
” بالطبع . لقد تم إرسالي هنا للاعتناء بهذه “الأسلحة”, لذا يجب علي العيش معها في نفس المكان”
” فهمت. في البداية…” بسعادة بادية على وجهه نظر غريك إلى فنجان القهوة “أليست هذه القهوة مالحة قليلاً؟”
” هل تعلم الشخصان السابقان اللذان أتيا هنا بقيا ليوم واحد فقط ثم غادرا ولم يعودا”
” بالطبع لا, ماذا تعتقدني؟..”
” بحق..؟!” على ما يبدو أن هذا العمل ليس مجرد شيء سهل كما اعتقد ويليم.
“ولكن بغض النظر عن عدد المرات التي أنظر فيها حولي ,لا يبدو هذا المكان كالمستودع” نظر في الغرفة حوله, نظر إلى الخارج من النافذة, أينما نظر, كان كل شيء يشير إلى أن هذا المكان مبنى سكني وليس مستودعاً.
“إذا قلت أنك لا تريد العيش هنا وأردت البقاء في مكان آخر على الجزيرة فلن تكون هناك أي مشكلة..”
“أنا لا أستعجلك أو شيء كهذا لكن…” توقف غريك مؤقتاً لتعبئة النقود في حقيبة جلدية ممزقة. “كما تعلم تمتلئ هذه الجزيرة بالناس الذين يكرهون الوحوش بشكل أساسي. لن تتمكن من العثور على عمل لائق, أنت بالكاد يمكنك التوظف في وظائف عشوائية منخفضة الأجر, أليس كذلك؟”
“إنها ليست إحدى تلك الكلمات التي تقولينها لطمأنتي, وبعد أن أدير ظهري فإنك ستطعنيني أو شيء كهذا, أليس كذلك؟”
“هاهاها. سأكون حذراً” ضحك ويليم. وقد ابتلعت الفتاة ريقها بعدها, كما لو كانت خائفة.
” بالطبع لا, ماذا تعتقدني؟..”
جلس الاثنان في مطعم رخيص, كان ويليم يرتدي معطفاً قديماً مهترئاً ذو قلنسوة تغطي وجهه الذي بلا علامات.
“وحش يأكل الناس”
“آه..” استغرقه الأمر زمناً من الوقت ليستوعب ما قالته.
تنهد ويليم طويلاً. “حسناً, ليس من مبادئي أن أترك وظيفتي حتى لو كانت بلا معنى. جئت إلى هنا وأعتزم البقاء”
” هل تعلم الشخصان السابقان اللذان أتيا هنا بقيا ليوم واحد فقط ثم غادرا ولم يعودا”
“حقا؟, هذا عظيم!!” صاحت نايغرات, وضعت يديها بجانب فمها “حسناً, على أن أستعجل وأعد غرفتك, أوه.. يجب أن تكون جائعاً أيضاً قد يكون هناك شيء ما بقي في قاعة الطعام… غداً سأصنع وليمة لك, لذا تطلع لها!”
“والآن, بين تلك الأسئلة, على من ستجيب أولاً؟”
تنهد مرة أخرى, كان ويليم يجد صعوبة في التعامل مع نايغرات. بتجاهل حقيقة أنها تريد أكله ( وهو شيء من الصعب تجاهله), كان هناك شيء ما في سلوكها….. لم يشعر بشيء جيد تماماً كرجل.
“أنا منقذ. روحي معلقة هناك على الأرض, أي وظيفة تبقيني هنا ستقودني للجنون” قالها غريك وهو يضحك ضحكة مكتومة ” بما يتعلق بالوظيفة…. حسناً ستدير الأسلحة السرية للحرس المجنح”
“هي هي…. تعتني بويليم….. لقد مر عام بالفعل. أليس كذلك؟ أنا بدأت اتحمس نوعاً ما”
“حسناً…. لما لا تعيدي ما قلته للتو بصوت عالٍ وواضح؟”
كان ويليم رجلاً وشاباُ, بسبب كونه شاب, كانت لديه العديد من العواطف المعقدة التي لا يمكنه السيطرة عليها. بعبارة أخرى , أن يتم الاعتناء به من قبل امرأة شابة صديقة (من نوع مشابه أيضاً) , جعل قلبه يرفرف.
“أوه, لربما كان أنا”
ومع ذلك, قد كان أكثر من يعرف أنه أساء فهم لطفها , وهي على الأغلب لم تكن تمتلك أي مشعار حب أو شيء كهذا. كان الأمر كمزارع يقوم بتسمين بقرته أو دجاجته ليقوم بأكلها لاحقاً.
” هل لديك صديقة؟, ما نوع الفتيات الذي تحبه؟”
اهدأ , أوقف تلك العواطف, الشخص الذي أمامك لا يملك أي شعور تجاهك, كل ما في الأمر أنك في خطر لهذا قلبك ينبض بسرعة. قالها لنفسه مراراً وتكراراً حتى هدأ نبضه.
كان على ويليم أن يعترف أنه كان يظنها فتاة لطيفة, لكن كلماتها أرسلت قشعريرة باردة في عموده الفقري.
“لماذا وجهك قاتم هكذا؟” كانت نايغرات غير مدركة للصراع الداخلي لويليم.
تذكر قصة خرافية قرأها عندما كان طفلاً. دخل صبي إلى الغابة في ليلة من ليالي الصيف ولم يعد إلى المنزل مرة أخرى. في تلك الغابة اختطفته مجموعة من الجنيات وأخذته إلى بلادهن في عالم آخر- أو شيء من هذا القبيل. في ذلك الوقت صدق ويليم أنه من الممكن أن يحدث له الشيء نفسه لذلك تعهد أن لا يقترب من الغابة ليلاً. “الابنة” و سيده (الرجل العجوز مدير الميتم الذي كان فيه) أزعجاه إلى مالا نهاية بسبب ذلك. بمجرد أن كبر , أصبح الأمر بالنسبة له كقصة مضحكة, لكن….
” فقط للتأكد …. أنت لا تريدين أكلي؟”
“أنا ويليم. سعدت بلقائك, كوتوري”
“لا لا, أنا فقط أريد أن أعتني بك. الترول لديهم رغبة غريزية في العناية بضيوفهم قدر الإمكان. أعدك أنني لن أكلك (بعد)”
للمرة الثانية, حدقت كوتوري بويليم .” أتيت إلى هنا دون أن تعرف؟” ضاقت عينيها. “علاوة على ذلك لعبت مع هؤلاء الأطفال دون أن تعرف من هن؟…. هل أنت من النوع الذي يتصرف بدون تفكير؟”
“حسناً…. لما لا تعيدي ما قلته للتو بصوت عالٍ وواضح؟”
:حسناً أعتقد أنه لا فائدة من التفكير في الأشياء التي فقدتها:. خرج ويليم إلى رواق منشأة الجيش- التي لا تبدو كواحدة على الإطلاق. كانت الأرضية مصنوعة من ألواح خشبية متهالكة. كانت هناك ثلاث ملصقات على الحائط بجوار ويليم : الأولى مكتوب عليها ترتيب الوجبات, والأخرى تحذر من وجود مرحاض معطل في الطابق الثاني, والأخيرة مكتوب فيها (لا جري في الممرات)
“همم؟, أنا لم أقل أي شيء”. توقفت بهدوء للحظة ثم ذهبت وفتحت الباب, وبمجرد فعلها لذلك, سقط أربعة فتيات على السجادة , واحدة شعرها لونه برتقالي, والأخرى شعرها أخضر وواحدة شعرها وردي وبالطبع, ذات الشعر الأرجواني. وقع هؤلاء الأطفال الاتي أعمارهن تقرب من العشرة أعوام.
” همم… لنرى, هل تخطط أن تبقى هنا؟”
ولاحظ وجود فتيات صغيرات تراقبنه من أماكن مختلفة.
مكدسات فوق بعضهن البعض, صرخت فتاة منهم ” لا تدفعيني!”
أجاب غريك بلامبالاة كما لم يرفع عينه من على المال “أنالا؟ ليست بخير, أنت تعرف ما حدث في الشهر الماضي , غرقت الجزيرة رقم 47 تاركة بصمة عار لن تمحى من على السطح, بالمناسبة لقد توفي غولغورا أيضاً في ذلك الوقت”
“آسفة.. آسفة!” قالتها فتاة أخرى بينما تحني رأسها معتذرة.
عندما هبطت السفينة في الميناء, لربما قد تم إخطارهم أنه قد جاء. في هذه الحالة , لن يتفاجأ إذا وجد أن أحداً قد جاء لاصطحابه.
“مرحبا نايغرات, كيف الحال؟” قالتها الفتاة بانيفال بشكل هادئ.
“نعم ,إنه جزء من وظيفتي بالفعل”
“أعتذر هذه مشكلتي” قالتها فتاة أخرى بابتسامة نشيطة.
“إذن على الورق يمتلك الجيش تلك الأسلحة … ولكن في الواقع تلك الشركة التجارية هي المسيطر؟”
بدأت جميع الفتيات بالتحدث مرة واحدة. نايغرات التي لم تهتم لما يقلنه, وضعت يديها وراء ظهرها وقالت شيئاً واحداً “عدن إلى غرفكن”
تمكن من أن يقوم من على السرير قبل أن ينام. أولاً كان بحاجة إلى تغيير ملابسه, وبعدها أن يقوم بوضع ملابس القليلة في الخزانة. على ما يبدو أنه لا توجد أي مساحة لوضع أي شيء آخر, وعموماً هو لم يكن يمتلك الكثير. الصمت والهدوء أراحا ويليم من صخب الجزيرة الثامنة والعشرين.. .. حسناً لم يكن المكان هادئاً تماماً.
رفع إحدى الفتيات يدها بحذر “أم… قبل ذلك, أردنا أن نقدم أنفسنا للمشرف الجديد…”
الترول هم أنواع عادية من الوحوش, غالباً ما استخدم الناس هذه الوحوش في القصص المرعبة التي كان يرويها المسافرون في زمن ويليم. رجل وسيم أو امرأة جميلة تعيش وحدها في منزل بعيد عن أي بلده. عندما يأتي المسافرون المتعبون, يدعوهم إلى منزله ويرحب بهم بوليمة ضخمة ويخدمهم, ثم في منتصف الليل يأكلهم.
وافقت الأخريات على ما قالته تلك الفتاة.
كان غريك مفكراً منطقياً وبورجل عاطفياً بشكل كبير بعبارة أخرى شخص لطيف. أحياناً كان ويليم يواجه مشكلة صغيرة في التعامل مع هذا الجزء منه.
“هل سمعتن ما قلت؟” أمالت رأسها قليلاً ونظرت إلى الفتيات نظرة صارمة. ” سآكلكن إن لم تكن قد سمعتن ما قلته!”. حتى عندما كانت تهدد الفتيات, كان صوتها رقيقاً, مثل الأم التي تدلل ابنها.
“يجب أن يكون هو”, تمتم ويليم لنفسه عندما رأى اسم أورلاندي. كان السهم يشير إلى طريق ضيق في منتصف غابة كثيفة. بالطبع, لم يكن هناك أي مصباح في الشارع أو أي ضوء على طول الطريق. مشى ويليم في ذلك الطريق عديم الإضاءة, وبالطبع لم يكن الأمر ممتعاً, إلا أنه لم يكن يريد أن يبقى منتظراً هناك حتى الصباح. فكر أن يذهب إلى البلدة لينام في نزل لكن الطريق كان طويلاً, وبالتأكيد لم يكن أكثر إضاءة. نظر ويليم إلى السماء المرصعة بالنجوم للمرة الأخيرة . تنهد ثم دخل إلى الظلام.
من دون تردد, اختفت الفتيات اللات كن واقفات منذ لحظة.
“لا بأس…. أنا لست غاضباً. بفضل أخذي لحمام تجنبت الإصابة بنزلة برد أو شيء كهذا”
” حسناً إذن , دعنا نذهب” استدارت نايغرات وقالتها لويليم.
:حسناً أعتقد أنه لا فائدة من التفكير في الأشياء التي فقدتها:. خرج ويليم إلى رواق منشأة الجيش- التي لا تبدو كواحدة على الإطلاق. كانت الأرضية مصنوعة من ألواح خشبية متهالكة. كانت هناك ثلاث ملصقات على الحائط بجوار ويليم : الأولى مكتوب عليها ترتيب الوجبات, والأخرى تحذر من وجود مرحاض معطل في الطابق الثاني, والأخيرة مكتوب فيها (لا جري في الممرات)
“آه…” كان سارحاً قليلاً, لذا بالكاد تمكن من الرد
عم صمت قصير. الفتاة التي اعتقد ويليم أنها ستغادر بعد فترة وجيزة من طرد الأطفال لم تتحرك, بدت وكأنها تفكر في شيء ما ” آه…. أسفة على ما فعلته بانيفال في الغابة, لم تقصد أي ضرر”
بينما كان يأكل, كانت نايغرات , التي كانت في مزاج جيد, كانت تنظر إليه وهي تبتسم, لهذا كان ويليم يشعر بعدم الارتياح طوال فترة أكله.
” ليست هذه هي المشكلة هنا” قالها غريك بتنهد. وبدأت أصابع يده العضلية بالنقر على الطاولة, من الواضح أنه غَضِب ” هل تفعل أي شيء في حياتك عدا سداد ديونك؟ هذه هي المشكلة…. لقد مر نصف عام منذ أن استيقظت, ألم تجد أي شيء ترغب به؟ , أو حتى هل رغبت بالاستمتاع بأي شيء؟ ”
****************
تنهد ويليم طويلاً. “حسناً, ليس من مبادئي أن أترك وظيفتي حتى لو كانت بلا معنى. جئت إلى هنا وأعتزم البقاء”
كانت غرفة المشرف لا تحتوي على أي شيء تقريباً. فعلى الرغم أن الغرفة نفسها لم تكن صغيرة, إلا أنها كانت تحتوي على سرير وخزانة ومصباح معلق على الحائط, لا توجد سجادة على الأرض, وتوجد ستائر تغطي النافذة. كان المكان بالخارج مغلفاً بسواد نقي, كما لو كانت النافذة رسمت بالحبر. شعر ويليم الذي كان ينظر للخارج وحسب بأنه سيتم الإمساك به وسحقه من الظلام.
“بانيفال! ماذا تفعلين؟!”
الغرفة جيد, كان هذا ما يدور في رأس ويليم, حتى الآن, كان يعيش في مجمع سكني للبورجل. وإلى جانب مشكلة النظافة, وجد ويليم أن من المستحيل بالنسبة له النوم على الأسرة الموجودة بسبب اختلاف الحجم بين البشر والبورجل. نتيجة لهذا كان ينام كل ليلية على الأرض, وبالمقارنة مع تلك الأيام, شعر وكأنه يعيش في النعيم.
لمع ضوء أمامه, كانت هناك كرة من الضوء تتقدم بسرعة ناحيته . كان هناك شخص قادم.
ألقى ويليم حقائبه على الأرض وتمدد على السرير. كان الفراش ناعماً وأغطيته فيها عطر باهت شفى تدريجياً التعب في جسده. كان سيدخل في نوم عميق.
” هل تعلم الشخصان السابقان اللذان أتيا هنا بقيا ليوم واحد فقط ثم غادرا ولم يعودا”
“قبل ذلك…”
“همف. لا يستمعن إلى أحد أبداً” نظرت إلى ويليم “أعتذر عن هذا, الصغار دائماً مزعجون”
تمكن من أن يقوم من على السرير قبل أن ينام. أولاً كان بحاجة إلى تغيير ملابسه, وبعدها أن يقوم بوضع ملابس القليلة في الخزانة. على ما يبدو أنه لا توجد أي مساحة لوضع أي شيء آخر, وعموماً هو لم يكن يمتلك الكثير. الصمت والهدوء أراحا ويليم من صخب الجزيرة الثامنة والعشرين.. .. حسناً لم يكن المكان هادئاً تماماً.
:حسناً أعتقد أنه لا فائدة من التفكير في الأشياء التي فقدتها:. خرج ويليم إلى رواق منشأة الجيش- التي لا تبدو كواحدة على الإطلاق. كانت الأرضية مصنوعة من ألواح خشبية متهالكة. كانت هناك ثلاث ملصقات على الحائط بجوار ويليم : الأولى مكتوب عليها ترتيب الوجبات, والأخرى تحذر من وجود مرحاض معطل في الطابق الثاني, والأخيرة مكتوب فيها (لا جري في الممرات)
“هل تعتقدين أنه نائم؟”
“حسناً…. لما لا تعيدي ما قلته للتو بصوت عالٍ وواضح؟”
“لا أعرف… إنها المرة الأولى التي أرى فيها رجلاً”
“وهذا المكان هو مستودع لتخزين هذه الأسلحة”
“أخفضا صوتيكما قليلاً, قد يلاحظنا”
“دعيناً نتحدث عن العمل…. قيل لي أنه لا ينبغي علي فعل أي شيء, لكنني لم أفهم تماماً. ما الشيء الذي يتوجب علي القيام به غداً…. لا بالأحرى, هل هناك أي شيء يجب علي القيام به؟”
سمع عدداً من الهمسات من وراء الباب. ربما كانوا هم الأطفال الذين طردتهم نايغرات في وقت سابق اليوم…. إنهن حقاً لا يستسلمن.
“همم؟, أنا لم أقل أي شيء”. توقفت بهدوء للحظة ثم ذهبت وفتحت الباب, وبمجرد فعلها لذلك, سقط أربعة فتيات على السجادة , واحدة شعرها لونه برتقالي, والأخرى شعرها أخضر وواحدة شعرها وردي وبالطبع, ذات الشعر الأرجواني. وقع هؤلاء الأطفال الاتي أعمارهن تقرب من العشرة أعوام.
حبس ويليم أنفاسه وتقدم إلى الباب دون أن يصدر صوتاً واحداً. وضع يده على الباب وعد إلى ثلاثة, ثم فتحه. وقعت الفتيات الصغيرات في الغرفة.
تدفقت الأسئلة مثل الفيضان إلى مالا نهاية حتى رفع ويليم يده مشيراً إلى أن يتوقفوا.
“مـ…ماذا؟”
” أنت تعلم أنني ما عاد بمقدوري القتال”
“أسفة, أسفة!”
سمع عدداً من الهمسات من وراء الباب. ربما كانوا هم الأطفال الذين طردتهم نايغرات في وقت سابق اليوم…. إنهن حقاً لا يستسلمن.
” مهلاً, أيها السيد المشرف!, مساء جميل أليس كذلك؟”
لمع ضوء أمامه, كانت هناك كرة من الضوء تتقدم بسرعة ناحيته . كان هناك شخص قادم.
نزل ويليم جالساً ووضع اصبعه أمام فمه. اندهشت الفتيات لثانية واحدة, ورفعن أصابعهن أمام شفاههن.
” أوه…. ارى …أم” توقفت مرة أخرى. “كوتوري..”
سوف تأكلهم نايغرات جميعاً, بدا أنهم جميعاً –الفتيات وويليم- يقولون الشيء نفسه. بغض النظر عن الوقت أو المكان, عندما تريد جعل طفل ينفذ لك كلامك يجب أن تجعله يخاف من وحش ما.
“لا تسخري مني… أعلم أنه كان مكان فارغ, بالمناسبة…الشخص الذي يبحث عن أشخاص للوظيفة الذي ذكره غريك..”
أدخل ويليم الفتيات إلى الغرفة. لم يكن هناك عدد كاف من الكراسي بالغرفة, لكن إذا ظلوا واقفين بالمدخل سيتم إمساكهم. في اللحظة التي دخل الفتيات إلى الغرفة التفت الفتيات حول ويليم.
للمرة الثانية, حدقت كوتوري بويليم .” أتيت إلى هنا دون أن تعرف؟” ضاقت عينيها. “علاوة على ذلك لعبت مع هؤلاء الأطفال دون أن تعرف من هن؟…. هل أنت من النوع الذي يتصرف بدون تفكير؟”
” من أين أتيت؟.. من أي عرق أنت؟”
****************
” ما الذي حدث بينك وبين نايغرات, بدت محادثتكما عميقة جداً!”
“آه… حسناً….” تجنب ويليم النظر في عينه مباشرة
” هل لديك صديقة؟, ما نوع الفتيات الذي تحبه؟”
“دعيناً نتحدث عن العمل…. قيل لي أنه لا ينبغي علي فعل أي شيء, لكنني لم أفهم تماماً. ما الشيء الذي يتوجب علي القيام به غداً…. لا بالأحرى, هل هناك أي شيء يجب علي القيام به؟”
” ما هو نوع الطعام المفضل لك؟. وما هي الأطعمة التي تكرهها؟”
قاطعة موجة الأعذار, وبخت ذات الشعر الأزرق الفتيات “أخبرتكم نايغرات أليس كذلك؟”
“والآن, بين تلك الأسئلة, على من ستجيب أولاً؟”
لقد كان من الصعب رفض هذا العرض ” حسناً أخبرني المزيد من التفاصيل حول هذه الوظيفة”
تدفقت الأسئلة مثل الفيضان إلى مالا نهاية حتى رفع ويليم يده مشيراً إلى أن يتوقفوا.
لقد كان من الصعب رفض هذا العرض ” حسناً أخبرني المزيد من التفاصيل حول هذه الوظيفة”
“سأجيب عن سؤالك أولاً, ليس لدي صديقة, لكن لدي امرأة أكبر مني قليلاً أثق بها. نوع الطعام المفضل لي هو اللحم الحار جداً, ليس هناك شيء لا أحب أكله ولكن قبل بضعة أيام عندما رأيت طعام الريبتريس , تقيأت الطعام الذي كنت قد أكلته, عشت في هذه الجزيرة حتى الصباح. علاقتي مع نايغرات كعلاقة مزارع وبقرته. عشت في الجزيرة الثامنة والعشرين حتى هذا الصباح. بالنسبة لنوعي…. لدي العديد من الدماء المختلطة لذا لا أعرف حقاً” أجاب ويليم عن سؤال كل واحدة منهن مشيراً إلى من سألت ذلك السؤال.
ما يجب عليك القيام به, وستقوم به. قبل أن يتمكن من التفكير, بدأ جسده يتحرك من تلقاء نفسه. اتخذ خطوة إلى الأمام ووضع نفسه أمام المهاجم ونشر ذراعيه في الهواء ممسكاً المهاجم. أوتش. أثقل مما اعتقدت…. لا أعتقد أن ساقي يمكنها التحمل لفترة أطول.
نظرات إعجاب جاءت من تلك الفتيات. ضحك ويليم ضحكة رضى. كنتيجة لنشأته في جار أيتام, كان الترفيه عن الصغار أحد تخصصاته, كلما كانت الابنة التي نشأت معه في دار الأيتام نفسه, كانت تدعوه بالسخيف.
كان هناك امرأة أخرى جالسة في الغرفة, كانت عديمة علام أخرى, من شكلها بدت كأنها في الثامنة عشر من عمرها اي في نفس عمر ويليم تقريباً. كان شعرها الأحمر الفاتح منسدلاً على كتفيها. كانت عينها الخضراء مثبتة على ويليم. كانت ترتدي مئزراً لونه مشابه مع وجود مساحة بيضاء من فوق. أعطى سلوكها اللطيف وخلقها العالي انطباعاً جيداً إلى حد ما.
آه…. الأطفال رائعون. الفتيات , على عكس النساء –خاصة الترول الشريرة- لم يكن لديهن أي دوافع خفية وراء لطفهن… يال لتك المخلوقات الرائعة.
أشارت نايغرات لويليم بأن يجلس. ووضعت أمامه كوباً من الشاي, لربما أعدته بينما كان يأخذ حماماً.
“اسمي ويليم, سأكون مشرفاً هنا”
“ولكن بغض النظر عن عدد المرات التي أنظر فيها حولي ,لا يبدو هذا المكان كالمستودع” نظر في الغرفة حوله, نظر إلى الخارج من النافذة, أينما نظر, كان كل شيء يشير إلى أن هذا المكان مبنى سكني وليس مستودعاً.
“هل ستعيش هنا؟”
“خذ هذا!!”
“نعم ,إنه جزء من وظيفتي بالفعل”
” لماذا؟, حسناً لأن هذا هو مكان عملي بالطبع . لقد تفاجأت عندما سمعت من غريك أنك ستعمل هنا, في الواقع لم أظن أنك ستعمل في المكان الذي أعمل فيه. أوه , تهاني على الترقية ويليم كميش فني الأسلحة السحرية صف ثان. صعدت بسرعة كبيرة, أعني لقد انضممت إلى الجيش اليوم”
تنهدت الفتيات بإعجاب. من همسات الفتيات , كن بإمكانه أن يخمن أن عيش أحدهم هنا كان ظاهرة غير مسبوقة, كان هذا منطقياً, بالنظر إلى أن السفر إلى الجزيرة 68 لم تكن ومهمة سهلة, كما اكتشف ويليم في وقت سابق في ذلك اليوم, لذا فإن وجود وجه جديد يجب أن يكون حدثاً مثيراً في حد ذاته.
” بالضبط. يرسل الجيش مشرفاً رمزياً لكنه لا يفعل أي شيء. بالنسبة إلى أي جندي حقيقي , تلك الوظيفة سيئة جداً, لا تملك أي سلطة تقريباً, ولا يمكنك نشر إنجازاتك بما أنك تدير أسلحة سرية. هذه الوظيفة هي خطوة كبيرة للوراء بالنسبة لأي جندي؛ لهذا بدأوا بالبحث عن أشخاص من خارج الجيش”
“مهلاً!, ماذا تفعلن يا فتيات؟” جاء صوت من عند الباب.
“والآن, بين تلك الأسئلة, على من ستجيب أولاً؟”
تجمدت الفتيات الصغيرات. لم تكن نايغرات هي الواقفة كما اعتقد ويليم في البداية, بل كانت الفتاة ذات الشعر الأزرق السماوي.
“… إذن زاد الخطر بالنسبة لي بنسبة عشرين بالمائة”
“ألم تقل لكم نايغرات أنه قد قطع مسافة طويلة وهو متعب الآن؟”
“وهذا المكان هو مستودع لتخزين هذه الأسلحة”
“أمم…آه..” صمتت الفتاة ذات الشعر البرتقالي.
أدخل ويليم الفتيات إلى الغرفة. لم يكن هناك عدد كاف من الكراسي بالغرفة, لكن إذا ظلوا واقفين بالمدخل سيتم إمساكهم. في اللحظة التي دخل الفتيات إلى الغرفة التفت الفتيات حول ويليم.
“لا أستطيع التوقف عن فضولي” قالتها ذات الشعر الأرجواني
“لا أعرف إن كان علي أن أسأل, لكن , من أنتم يا رفاق؟ لماذا تعيشون في منشأة عسكرية؟”
“أجل؟, هذا ما يتم تسميته قوة لا تقاوم!” هتفت ذات الشعر الوردي.
بالطبع لم يكن ويليم ليبقى مبتلاً إلى الأبد. بعد أن أخذ حماماً طويلاً وغير ملابسه, وقف أمام المرآة. ظهر أمامه رجل ذو شعر أسود يحدق به بعيون بدت خالية من الحياة. بدا أن تلك الابتسامة الخافتة المرسومة على وجهه كما لو كانت حركة غير إرادية من عضلات وجهه.
قاطعة موجة الأعذار, وبخت ذات الشعر الأزرق الفتيات “أخبرتكم نايغرات أليس كذلك؟”
” بالطبع . لقد تم إرسالي هنا للاعتناء بهذه “الأسلحة”, لذا يجب علي العيش معها في نفس المكان”
تراجعت الفتيات بسرعة هاربات من الغرفة مجدداً, سمع أصواتاً تودعه من الردهة”
كان غريك مفكراً منطقياً وبورجل عاطفياً بشكل كبير بعبارة أخرى شخص لطيف. أحياناً كان ويليم يواجه مشكلة صغيرة في التعامل مع هذا الجزء منه.
“همف. لا يستمعن إلى أحد أبداً” نظرت إلى ويليم “أعتذر عن هذا, الصغار دائماً مزعجون”
“مـ…ماذا؟”
” لا بأس, أنا لا أمانع فقد اعتدت أن أتواجد مع الصغار”
“لا تفكر كثيراً في الأمر, نحن هن الأسلحة التي تتحدث عنها”
” حسناً أنا سعيدة لذلك, لكن لا تدللهم كثيراً, فقد يصبحوا وحوشاً”
قام بتسديد 32000 برادال وتبقى عليه 150.000 برادال, “أعطني مهلة نصف عام, غريك”, قالها لصديقه القديم راسماً أفضل ابتسامة يمكنه رسمها “ستأخذ المال في ذلك الوقت”
“هاهاها. سأكون حذراً” ضحك ويليم. وقد ابتلعت الفتاة ريقها بعدها, كما لو كانت خائفة.
“أسفة, أسفة!”
عم صمت قصير. الفتاة التي اعتقد ويليم أنها ستغادر بعد فترة وجيزة من طرد الأطفال لم تتحرك, بدت وكأنها تفكر في شيء ما ” آه…. أسفة على ما فعلته بانيفال في الغابة, لم تقصد أي ضرر”
“همم” اومأت الفتاة مجدداً
“لا بأس…. أنا لست غاضباً. بفضل أخذي لحمام تجنبت الإصابة بنزلة برد أو شيء كهذا”
وجد فرصة أخرى لرؤية وجهها عن قرب, قدر عمرها على أنها في الخامسة عشر, بناءً على معاييره كإنسان, كانت تملك جسداً وخصائصاً مشابهة للبشر. لكن المميز فيها كان شعرها الأزرق الزاهي المشابه لسماء الربيع الصافية, فبغض النظر عن الصبغات التي كان يستخدما البشر, لم يكونوا قادرين على عمل لون كهذا.
” أوه…. ارى …أم” توقفت مرة أخرى. “كوتوري..”
كان غريك مفكراً منطقياً وبورجل عاطفياً بشكل كبير بعبارة أخرى شخص لطيف. أحياناً كان ويليم يواجه مشكلة صغيرة في التعامل مع هذا الجزء منه.
“همم؟”
“بانيفال! ماذا تفعلين؟!”
“إنه اسمي. كيف أقول هذا…. هذا محرج قليلاً لأنني قلت لك في وقت سابق أن تنساني…. بالطبع ليس واجباً عليك تذكره…. لكنني اعتقدت بما أنك هنا وكل شيء…… يجب أن أخبرك باسمي على الأقل”
” هل تعلم الشخصان السابقان اللذان أتيا هنا بقيا ليوم واحد فقط ثم غادرا ولم يعودا”
” أه….” فكر ويليم لثانية :هذا صحيح, لم نعرف عن أنفسنا حتى الآن:
” لقد استغرقت نصف عام للحصول على 30000 برادال وتبقى 150000 , لذا حتى ولو سارت الأمور بشكل جيد فسيستغرق الأمر عامين ونصف لتسديد ديونك”
“أنا ويليم. سعدت بلقائك, كوتوري”
“هل ستعيش هنا؟”
أخذت لحظة لتتنفس.” أممم… أيضاً” لم تكن قادرة على العثور على الكلمات الصحيحة “آسفة لإزعاجك.. آمل أن تستريح”
“لا أقصد هذا يمكنك الوثوق بي. قلتها لك من قبل أليس كذلك؟, حتى لو كنت ترول وكنت طعاماً نادراً فأنا لا أنوي أكلك” صمتت نايغرات للحظة ثم استمرت ” أعني أنه من العار أن أضيع آخر إنسان في العالم لإرضاء جوع لحظة واحدة”
عندما استدارت كوتوري مغادرة, تذكر ويليم فجأة شيئاً ما. لقد نسي بسبب لم شمله غير المتوقع مع نايغرات, لكن السؤال كان موجوداً في مكان ما في عقله منذ وصوله.
حدق غريك بعينيه في ويليم ” كما قلت يمكنك الحصول على لقبك الرسمي كجندي فقط. ولكن لأن ذلك المشرف لا يقوم بأي شيء, لست بحاجة إلى أي مهارات خاصة, فقط بعض الصبر وإبقاء فمك مغلقاً. الأجر جيد. ستكون قادراً على سداد ديونك وسيتبقى معك بعض المال.
“انتظري… أردت أن أسألك شيئاً ”
“أعتذر هذه مشكلتي” قالتها فتاة أخرى بابتسامة نشيطة.
“ماذا؟”
أطلق غريك الذي لا يبدو أنه مهتم كثير ضحكة وقال” لا تقلق بشأن هذا, كلنا منقذون. ومنذ اللحظة التي وضعنا أقدامنا على الأرض فنحن مستعدون للموت…… أو حتى ترك الآخرين يموتوا لو دعت الحاجة. وأيضاً , لقد عاش هذا الاثنان حياةً طويلة جداً؛ فمعظم المنقذون يموتون في اليوم الأول على السطح”
الباب الذي أغلق للتو أصدر صريراً, وببطء فتح مرة أخرى.
ترجمة وتقيق :عبدالعزيز
” أتيت إلى هنا كمدير لأسلحة الشركة التجارية”
“مـ…ماذا؟”
أومأت الفتاة
” أتيت إلى هنا كمدير لأسلحة الشركة التجارية”
“وهذا المكان هو مستودع لتخزين هذه الأسلحة”
“قبل ذلك…”
“همم” اومأت الفتاة مجدداً
بعد مسافة قصيرة وصلا إلى غرفة مريحة بها طاولة وكرسي, ومكتبة, وسرير, وعدد من الأشياء الاخرى منتشرة في أنحاء الغرفة.
“ولكن بغض النظر عن عدد المرات التي أنظر فيها حولي ,لا يبدو هذا المكان كالمستودع” نظر في الغرفة حوله, نظر إلى الخارج من النافذة, أينما نظر, كان كل شيء يشير إلى أن هذا المكان مبنى سكني وليس مستودعاً.
” ليست هذه هي المشكلة هنا” قالها غريك بتنهد. وبدأت أصابع يده العضلية بالنقر على الطاولة, من الواضح أنه غَضِب ” هل تفعل أي شيء في حياتك عدا سداد ديونك؟ هذه هي المشكلة…. لقد مر نصف عام منذ أن استيقظت, ألم تجد أي شيء ترغب به؟ , أو حتى هل رغبت بالاستمتاع بأي شيء؟ ”
أو ربما عندما سمع أنهم كانوا يستخدمون تلك الأسلحة لمحاربة “الوحوش السبعة عشر” ,افترض أن الأسلحة ستكون غولمات ضخمة أو شيء كهذا, لكن في الواقع المستودع لم يكن كبيراً. في هذه الحالة, ربما كان بالإمكان تخزين جميع الأسلحة في مكان ما.
“لا أعرف إن كان علي أن أسأل, لكن , من أنتم يا رفاق؟ لماذا تعيشون في منشأة عسكرية؟”
“لا أعرف إن كان علي أن أسأل, لكن , من أنتم يا رفاق؟ لماذا تعيشون في منشأة عسكرية؟”
” هل تعلم الشخصان السابقان اللذان أتيا هنا بقيا ليوم واحد فقط ثم غادرا ولم يعودا”
للمرة الثانية, حدقت كوتوري بويليم .” أتيت إلى هنا دون أن تعرف؟” ضاقت عينيها. “علاوة على ذلك لعبت مع هؤلاء الأطفال دون أن تعرف من هن؟…. هل أنت من النوع الذي يتصرف بدون تفكير؟”
“إنه اسمي. كيف أقول هذا…. هذا محرج قليلاً لأنني قلت لك في وقت سابق أن تنساني…. بالطبع ليس واجباً عليك تذكره…. لكنني اعتقدت بما أنك هنا وكل شيء…… يجب أن أخبرك باسمي على الأقل”
“آه…” لم يستطع ويليم الرد, كان يدرك أنه كان أحياناً يتصرف بلا عقلانية.
“يجب أن يكون هو”, تمتم ويليم لنفسه عندما رأى اسم أورلاندي. كان السهم يشير إلى طريق ضيق في منتصف غابة كثيفة. بالطبع, لم يكن هناك أي مصباح في الشارع أو أي ضوء على طول الطريق. مشى ويليم في ذلك الطريق عديم الإضاءة, وبالطبع لم يكن الأمر ممتعاً, إلا أنه لم يكن يريد أن يبقى منتظراً هناك حتى الصباح. فكر أن يذهب إلى البلدة لينام في نزل لكن الطريق كان طويلاً, وبالتأكيد لم يكن أكثر إضاءة. نظر ويليم إلى السماء المرصعة بالنجوم للمرة الأخيرة . تنهد ثم دخل إلى الظلام.
“حسناً أياً يكن, ليس الأمر كما لو أنه سر في الأساس. الجواب على سؤالك الأول هو سؤالك الثاني, والإجابة على سؤالك الثاني موجودة في سؤالك الأول”
” بالطبع . لقد تم إرسالي هنا للاعتناء بهذه “الأسلحة”, لذا يجب علي العيش معها في نفس المكان”
“هاه؟” كانت تلك الإجابة مبهمة “ماذا تعنين؟”
“أجل؟, هذا ما يتم تسميته قوة لا تقاوم!” هتفت ذات الشعر الوردي.
“لا تفكر كثيراً في الأمر, نحن هن الأسلحة التي تتحدث عنها”
أشارت نايغرات لويليم بأن يجلس. ووضعت أمامه كوباً من الشاي, لربما أعدته بينما كان يأخذ حماماً.
“آه..” استغرقه الأمر زمناً من الوقت ليستوعب ما قالته.
” حسناً كما تعلم يقولون أن الحياة هي متعة بحد ذاتها…”
لوحت كوتوري بيدها . “حسنا , من الجيد لقاؤك, يا أيها السيد المشرف” خرجت بعدها وأغلقت الباب.
(**malumel : لم أفهم معناها لهذا كتبتها مثل النطق)
ترجمة وتقيق :عبدالعزيز
“مرحبا نايغرات, كيف الحال؟” قالتها الفتاة بانيفال بشكل هادئ.
” أنا لست معتاداً على الرحلات الطويلة, فالجزيرة الثامنة والعشرون بعيدة جداً , أكثر مما توقعت. حسناً, أعتقد أنني سوف أخبرك المرة القادمة.”
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
