نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

?What do you do at the end of the world 4

غابة في السماء

غابة في السماء

من أنا؟ كان ويليم يسأل نفسه هذا السؤال غالباً.

“حسنا حسناً حسناً, فني الأسلحة السحرية صف ثان , سيكون من الرائع أن تتذكر أسماءنا أيضاً, هذه الفتاة الصاخبة هنا (تقصد نفسها) هي آيسيا , وهذه-” استدارت إلى الفتاة الثالثة الجالسة على طاولة مع وجه خال من التعبيرات “تلك الفتاة الجالسة هناك تهتم بشؤونها وحيدة هي نيفيرين, سررت بلقائك”

منذ زمن طويل عندما كان يعيش في دار الأيتام قابل سيده. قام سيده بتقويته وتعليمه كل ما يحتاجه من أجل البقاء. وللأسف كان السيد فظيعاً. عادة , وبصفته مديراً لدار الأيتام فقد كان ينبغي عليه أن يكون بديلاً عن والدي الأطفال. ومع ذلك, فقد أهمل دوره تاركاً ويليم الذي كان أكبر قليلاً من الأطفال الآخرين لتولي دور الأب.

“آسف….. أرجوك لا تأكلني لدي عائلة أعتني بها!”

كان غالباً ما يكون سكراناً ويغتنم كل الفرص ليحكي قصصاً عن بطولاته كـ”شجاع ملكي” . بينما كان قوياً في السيف وذو مهارة عالية , اتفق الأطفال أنه رجل سيء أكثر منه بطلاً.

“حسناً… إذا قلتها هكذا”

يمكن لويليم أن يتذكر العديد من الأشياء السيئة الأخرى, لكن إذا بدأ بتذكرها كلها فلن ينتهي أبداً. التصفير بشكل منحرف على فتيات عشوائيات في البلدة, جعل الصغار يقرؤون كتباً غريبة, ولا يحلق شعر وجهه بغض النظر عن عدد المرات التي يقولون له فيها, عدم العودة إلى المنزل في أهم الأوقات. بتلك الأمثلة وأكثر تعهد ويليم ألا يصبح مثله عندما يكبر.

نيفيرين                                                                                                                                      آيسيا

من بين أقوال سيده العديدة, حفرت تلك المقولة في رأسه “اعتنِ بالنساء فلا يمكنك الهرب منهن. اعتن بالأطفال, لا يمكن للبالغين هزمهم. لمواجهة الفتاة عليك أن تعد نفسك, فبغض النظر عما ستقوم, ستخسر”. عندما أخبر السيد ويليم بذلك لم يهتم كثيراً. لم يكن يريد التفكير في تلك الأشياء المزعجة. لكن لسوء الحظ, إلى جانب العديد من التعاليم الأخرى, أصبحت تلك من مبادئه.

“حسنا حسناً حسناً, فني الأسلحة السحرية صف ثان , سيكون من الرائع أن تتذكر أسماءنا أيضاً, هذه الفتاة الصاخبة هنا (تقصد نفسها) هي آيسيا , وهذه-” استدارت إلى الفتاة الثالثة الجالسة على طاولة مع وجه خال من التعبيرات “تلك الفتاة الجالسة هناك تهتم بشؤونها وحيدة هي نيفيرين, سررت بلقائك”

بفضل ذلك اشتبه البعض أن ويليم أصبح كفتاة صغيرة, لكن فضل ألا يفكر في تلك الأوقات.

” رائحتك ألذ الآن مع رائحة السكر الملتصقة بك”

*******************

” شكراً جزيلاً لك ”

لم يكن عدم القيام بأي شيء سوى وصف دقيق جداً لوظيفة ويليم, أكثر مما كان يعتقد حتى. فكر قليلاً في الأمر, خلال الأشهر الستة الماضية, كان في مضغوطاً  دائماً في وظيفته من أجل راتب قليل. من وظيفة منخفضة الأجر إلى الأخرى. من الصباح الباكر حتى وقت متأخر من الليل, وفي بعض الأحيان في وقت مبكر من صباح اليوم التالي, كان يعمل حتى لا يتمكن من العمل. وبالنسبة لنومه, فقد كان ينام في الساعات القليلة المتبقية في يومه. بغض النظر عن الوقت.

عموما, عندما تبتسم وتسأل “هل يمكنني أكلك”, فإنها تمزح بنسبة 90% …. مزحة ثقيلة إلى حد ما, لكنك تعلم أنها لا تنوي أكلك حقاً, لذلك  ليس هنالك سبب للخوف, بغض النظر عن الـ10% المتبقية.

لذا فإن الحصول على قدر كاف من النوم في الليل ,في سرير ناعم, والاستيقاظ على أشعة الشمس الدافئة كانت راحة لا تصدق بالنسبة لويليم. لكنه واجه صعوبة في التكيف مع الوضع الجديد لعدم وجود مهمات موجودة على مدار اليوم. بسبب ذلك فإن عقله قد أعاد ذكريات أراد أن ينساها

تخيل ويليم أن منظمة الشيء الأسود تلك فعلت شيئاً للفتيات, وبعدها ذهب نايغرات للانتقام وشوهدت وهي تضحك بهستيرية وهي مغطاة بالدم . الأمر ليس غريباً حقاً…. بالتأكيد هي كانت لتفعلشيئاً كهذا. لكن. حسنا…. لقد ساعدت نايغرات ويليم في الماضي, وعي أحد معارف القلائل, وزميلته في العمل, لذا كان في تصوره أن عليه دعمها.

لم يكن ويليم مرتاحاً في منزله الجديد المسمى بالمستودع. كان هناك حوالي ثلاثين طفلاً يعيشون هنا, وجميعهن فتيات تتراوح أعمارهن بين سبعة وخمسة عشر عاماً. علاوة على ذلك, تميزن بشعرهن زاهي اللون شبه الشفاف, بدت له تلك الألوان كما لو أنها غير طبيعية قليلاً كأنها لوحة فن تجريدي. وشعرت الفتيات بأن ويليم غريب لسبب ما…, ربما لأن شعره لم يكن زاه مثلهن.

” كم الآن فصاعداً سأكون حقاً أكثر حذراً….”

لم يكن لدى الطفلات أي مهارات في التعامل مع البالغين وخصوصاً الرجال, لذا ظللن حذرات منه وفي بعض الأحيان تجنبنه. على الأغلب كانت الفتيات اللات اقتحمن غرفته في وقت سابق استثناء. حسناً لم يكن بإمكانه لوم الفتيات, فقد نشأن في عالم صغير معزول تماماً في المستودع. كان من الطبيعي ألا يحصل متسلل غريب على ترحيب حار.

“أنا لازلت مداناً من هذا المطعم, لذلك ربما قد لا يكون طعم الطعام جيداً, ما… ماذا قلت؟”

عندما كان يمشي عبر الأروقة كان يشعر دائماً بوجود من يراقبه, وعندما يستدير تهرب الفتيات من أجل حياتهن. بمرور الوقت بدأ ويليم يشعر بالذنب لمجرد الخروج من غرفته والتجول قليلاً.

من بين أقوال سيده العديدة, حفرت تلك المقولة في رأسه “اعتنِ بالنساء فلا يمكنك الهرب منهن. اعتن بالأطفال, لا يمكن للبالغين هزمهم. لمواجهة الفتاة عليك أن تعد نفسك, فبغض النظر عما ستقوم, ستخسر”. عندما أخبر السيد ويليم بذلك لم يهتم كثيراً. لم يكن يريد التفكير في تلك الأشياء المزعجة. لكن لسوء الحظ, إلى جانب العديد من التعاليم الأخرى, أصبحت تلك من مبادئه.

حتى لو بقي في غرفته طوال الوقت, لم يكن لديه شيء يفعله. لم تكن لديه هوايات, ولم يعد للتدريب أي فائدة بما أنه لم يعد يقاتل. لم يمانع ويليم أن يتأمل المكان من النافذة والتحديق كل فترة, لكن إهدار الكثير من الوقت بلا فعل أي شيء لم يكن شيئاً جذاباً بالنسبة له.

“هممم…. المستودع الذي يعشون فيه….” لسبب ما, بدأ اللون يختفي من وجه  الطاهي “آأأأهههههه” بسرعة هائلة, تراجع الطاهي واضعاً ظهره على الحائط, وبدأت أطرافه بالإرتعاش.

قرر أن يغير روتينه قليلاً بزيارة أقرب مدينة. كانت تتألف من حوالي مئة مبنى حجري تصطف على منحدر لطيف قرب منطقة ريفية شكلت بيئة اختلفت اختلافاً جزرياً في الطابع عن الجزيرة الـ28.

كان يكافح لكي يجد الكلمات الصحيحة . لم يستطع حتى التأكد من أن الأصوات الخارجة من فمه لها معنى. لكن كان لدى ويليم ما يحتاج لقوله.

بينما كان يمشي في الشوارع, لاحظ أنه لا أحد متضايق منه بما أنه لم يكن يرتدي ما يغطي به وجهه التي لا علامة فيها. قرر تناول بعض الطعام   في أحد المطاعم وسؤال مالكه عن السبب.

غرور الرجال لا يمكن الاستهانة به. في ساحة المعركة, وسط الفوضى والمعارك المتكررة, يمكن للجنود رمي أحلامهم ورؤى النصر وكرامتهم عرض الحائط……  لكن حتى آخر أنفاسهم لا يمكنهم أن يبدوا سيئين أمام فتاة. ذلك الدافع البسيط هو الذي يجعل الجنود في أعظم قوتهم حتى لو كانوا بانتظار موتهم.

“حسناً… أعتقد أننا لا نهتم حقاً بذلك؟” أجابه رجل شاب ذو رأس شبيه بالكلب كستنائي اللون, شرح لويليم وهو يهز المقلاة “التحدث وراء ظهور الناس وكرههم لمجرد أنهم يبدون مثل أشرار من قرون مضت…. لا فائدة من القيام بذلك. إذا كنت ترغب في ذلك , فيمكنك التفكير في الذين يقومون بأشياء سيئة الآن. حسناً , أعتقد أنه في بعض الأماكن يوجد الكثير من الأشرار الذين يستهدفون عديمي العلامة. فنظراً لأنهم قد تعرضوا للعنصرية على مدى الأجيال الماضية, فمن الأسهل التفكير بتلك الطريقة. على الرغم من ذلك نحن نعيش في سلام وسعادة ولا نريد أكثر من هذا”

دون ويليم ملاحظ ذهنية ” اغتسل دائماً بعد العمل في المطبخ.

إذن…. هذا ما يشعرون به

” أوه , الرجل الوسيم الذي يتحدث عنه الجميع مؤخراً!” اقتربت من وجهه فتاة ذات شعر ذهبي. “أيضاً, حييت كوتوري باسمها هي فقط, منذ متى أصبحتما مقربين يا رفاق ”

“أيضاً…. قد لا تعرف لأنك لست من هنا, ولكن هناك شخص يعيش بالقرب منك. أكثر رعباً من أي إيمينويت من الماqي بآلاف مؤلفة من المرات, من يرى تلك الابتسامة سوف ينسى التاريخ ويكون ممتناً أنه على قيد الحياة”

توقف الطباخ عن الصراخ والقلق لثانية واحدة.

….أنا أرى

جاء صوت نايغرات من خلفه.

كان نصف مركز مع كلام الطاهي بسبب تركيزه عن غير قصد مع الطعام الذي يتم تحضيره. سمع صوتاً من الخلف.

بفضل ذلك اشتبه البعض أن ويليم أصبح كفتاة صغيرة, لكن فضل ألا يفكر في تلك الأوقات.

“همم؟ أوه, أنت…”

“آه يكفي ….استطيع تخيل باقي القصة”

مشت فتاة ذات وجه مألوف, وشعر بلون السماء الزرقاء الصافية.

من بين أقوال سيده العديدة, حفرت تلك المقولة في رأسه “اعتنِ بالنساء فلا يمكنك الهرب منهن. اعتن بالأطفال, لا يمكن للبالغين هزمهم. لمواجهة الفتاة عليك أن تعد نفسك, فبغض النظر عما ستقوم, ستخسر”. عندما أخبر السيد ويليم بذلك لم يهتم كثيراً. لم يكن يريد التفكير في تلك الأشياء المزعجة. لكن لسوء الحظ, إلى جانب العديد من التعاليم الأخرى, أصبحت تلك من مبادئه.

“مهلاً, كوتوري ….و…”

” لا يهمني ذلك” . خدش ويليم وجهه “شعرت بالسوء عندما رأيت كيف كن جميعاً خائفات مني. إذا كانت تلك الفتيات هن الأسلحة, فعندئذٍ وبصفتي مشرفاً عليها, لا يجب علي أن أضعهن تحت ضغط غير ضروري. لذا. … الأمر هو…. لا أدري كيف أصفه…”

تبعها فتاتان أخرتان, كانت في نفس عمر كوتوري, كن أولئك الفتيات   هن أقدم من في المستودع, على الرغم من هذا لم يتحدثن كثيراً.

من بين أقوال سيده العديدة, حفرت تلك المقولة في رأسه “اعتنِ بالنساء فلا يمكنك الهرب منهن. اعتن بالأطفال, لا يمكن للبالغين هزمهم. لمواجهة الفتاة عليك أن تعد نفسك, فبغض النظر عما ستقوم, ستخسر”. عندما أخبر السيد ويليم بذلك لم يهتم كثيراً. لم يكن يريد التفكير في تلك الأشياء المزعجة. لكن لسوء الحظ, إلى جانب العديد من التعاليم الأخرى, أصبحت تلك من مبادئه.

لا يتوفر وصف للصورة.

توقف الطباخ عن الصراخ والقلق لثانية واحدة.

” أوه , الرجل الوسيم الذي يتحدث عنه الجميع مؤخراً!” اقتربت من وجهه فتاة ذات شعر ذهبي. “أيضاً, حييت كوتوري باسمها هي فقط, منذ متى أصبحتما مقربين يا رفاق ”

كان نصف مركز مع كلام الطاهي بسبب تركيزه عن غير قصد مع الطعام الذي يتم تحضيره. سمع صوتاً من الخلف.

“اصمتي!”

“حسناً” تراجعت ذات الشعر الذهبي كرد فعل على ما قالته كوتوري.

منذ زمن طويل عندما كان يعيش في دار الأيتام قابل سيده. قام سيده بتقويته وتعليمه كل ما يحتاجه من أجل البقاء. وللأسف كان السيد فظيعاً. عادة , وبصفته مديراً لدار الأيتام فقد كان ينبغي عليه أن يكون بديلاً عن والدي الأطفال. ومع ذلك, فقد أهمل دوره تاركاً ويليم الذي كان أكبر قليلاً من الأطفال الآخرين لتولي دور الأب.

“ليس الأمر كما لو أن هناك شيء بيننا… لقد صادف فقط أن قابلتها أبكر قليلاً من الأخريات لذا عرفت اسمها…. هذا كل شيء”

قرر أن يغير روتينه قليلاً بزيارة أقرب مدينة. كانت تتألف من حوالي مئة مبنى حجري تصطف على منحدر لطيف قرب منطقة ريفية شكلت بيئة اختلفت اختلافاً جزرياً في الطابع عن الجزيرة الـ28.

“حسناً… إذا قلتها هكذا”

“حسناً” تراجعت ذات الشعر الذهبي كرد فعل على ما قالته كوتوري.

“إنها الحقيقة”

أقوى سلاح في التاريخ, بغض النظر عن الزمان أو المكان, كانت هي المرأة الحسناء. حسناً, من الواضح إذا فكرت في الأمر, الفتيات هن أسرع وأسهل طريقة لرفع معنويات الجنود في ساحة المعركة, وهي حقيقة كانت صحيحة على مر العصور.

“حسنا حسناً حسناً, فني الأسلحة السحرية صف ثان , سيكون من الرائع أن تتذكر أسماءنا أيضاً, هذه الفتاة الصاخبة هنا (تقصد نفسها) هي آيسيا , وهذه-” استدارت إلى الفتاة الثالثة الجالسة على طاولة مع وجه خال من التعبيرات “تلك الفتاة الجالسة هناك تهتم بشؤونها وحيدة هي نيفيرين, سررت بلقائك”

“انتظر….. هل كان الناس في هذه البلدة يؤكلون؟” بمشاهدة وجه الشاب المذعور, فكر ويليم باحتمال لم يرغب أن يفكر فيه. إذا كان هذا صحيحاً , فلن تكون الأمور بخير, وهذا أقل ما يقال. في حين أن ريجول إيري بجزرها المختلفة تشجع الحضارات المختلفة, فهي مرتبطة ببعضها بموجب قوانين عامة, ووفقاً لتلك القوانين, أحد أخطر الجرائم هي قتل أحد أشكال الحياة الذكية , حتى بالنسبة للترول الجائعين.

“حسناً لقد كانت مقدمة مبدعة….أعتقد أنك تعرفين اسمي بالفعل”

“أيضاً…. قد لا تعرف لأنك لست من هنا, ولكن هناك شخص يعيش بالقرب منك. أكثر رعباً من أي إيمينويت من الماqي بآلاف مؤلفة من المرات, من يرى تلك الابتسامة سوف ينسى التاريخ ويكون ممتناً أنه على قيد الحياة”

“بالطبع بكل تأكيد! أيضاً, طعامك المفضل هو اللحم الحار, أنت لست شخصاً يصعب إرضاؤه, ولكنك تتقزز من صناديق غداء الـ (الريبتريس) , تحب الفتيات اللطيفات الأكبر منك سناً…. أليس كذلك؟”

عرفت الجيوش هذا التأثير جيداً وتأكدت من وضع عدد من النساء في ساحة المعركة. عملت وحدة الإمدادات والفرق الطبي بشكل جيد, لكن كان التأثير أكبر في الخطو الأمامية. فارسة أنثى, تستل سيفها ببراعة وهي في ساحة المعركة. انثى منقطعة النظير شجاعة اختارها “الكاليون”  , بداخلها سحر غامض.

“انتظري, آيسيا أنا لم أسمع بشيء كهذا” نظرت كوتوري بارتباك إلى آيسيا, فعلى ما يبدوا أن تلك المعلومة لم تصل إليها.

“انتظري, آيسيا أنا لم أسمع بشيء كهذا” نظرت كوتوري بارتباك إلى آيسيا, فعلى ما يبدوا أن تلك المعلومة لم تصل إليها.

“هيهيهي…. أولئك الذين يسيطرون على المعلومات يسيطرون على الجزيرة. القليل من التجسس يمكن أن يجلب معلومات كثيرة, تعرفين…”

“حسناً, إذا قلت ذلك…. أنا لا أمانع حقاً ولكن”. ضيقت نايغرات عينيها ” لكن….. قلت كلامك هذا بسرعة غريبة, بدا كما لو كان عذراً واهياً محاول به جاهداً أن تخدع نفسك به, الأمر كان محرجاً لمجرد مشاهدته….. إذا كنت تقصد حقاً ما قلت فلن تسمع أي شكاوى مني”

“أخبريني!”

***********************

ذهبت الاثنتان إلى حيث جلست نيفيرين ”

“مهلاً, كوتوري ….و…”

“ما هذا؟ تعرفت على الشابات من المستودع؟” جاء الرجل ذو وجه الكلب لتقديم الطعام إلى ويليم : بطاطا مخبوزه, خضروات متنوعة, شرائح سميكة من لحم الخنزير المقدد, قطع من الخبز, وأخيراً طبق حساء.

من أنا؟ كان ويليم يسأل نفسه هذا السؤال غالباً.

“نعم…. انتقلت مؤخراً إلى ذلك المستودع لأعمل”

 

“هممم…. المستودع الذي يعشون فيه….” لسبب ما, بدأ اللون يختفي من وجه  الطاهي “آأأأهههههه” بسرعة هائلة, تراجع الطاهي واضعاً ظهره على الحائط, وبدأت أطرافه بالإرتعاش.

“ليس الأمر كما لو أن هناك شيء بيننا… لقد صادف فقط أن قابلتها أبكر قليلاً من الأخريات لذا عرفت اسمها…. هذا كل شيء”

“آسف….. أرجوك لا تأكلني لدي عائلة أعتني بها!”

“نايغرات لا تتجول وتأكل الناس هكذا فحسب دون سبب. قد يساء فهمها…. أو بالأحرى قد يخاف منها الناس بسبب لحظات كهذه, لكنها عادة سيدة لطيفة. إن تجاهلت نفاذة صبرها أو مزاجها الضيق أو كيف تتحدث دائماً عن أكل الناس…. على أي حال, لا يوجد سبب لتخاف منها”

رد فعل غير متوقع, لكن ويليم يعرف من أين نشأ سوء الفهم

دون ويليم ملاحظ ذهنية ” اغتسل دائماً بعد العمل في المطبخ.

“أنا لست ترولاً, انت تعرف…”

رد فعل غير متوقع, لكن ويليم يعرف من أين نشأ سوء الفهم

“أنا لازلت مداناً من هذا المطعم, لذلك ربما قد لا يكون طعم الطعام جيداً, ما… ماذا قلت؟”

“همم؟ أوه, أنت…”

توقف الطباخ عن الصراخ والقلق لثانية واحدة.

لم يكن ويليم مرتاحاً في منزله الجديد المسمى بالمستودع. كان هناك حوالي ثلاثين طفلاً يعيشون هنا, وجميعهن فتيات تتراوح أعمارهن بين سبعة وخمسة عشر عاماً. علاوة على ذلك, تميزن بشعرهن زاهي اللون شبه الشفاف, بدت له تلك الألوان كما لو أنها غير طبيعية قليلاً كأنها لوحة فن تجريدي. وشعرت الفتيات بأن ويليم غريب لسبب ما…, ربما لأن شعره لم يكن زاه مثلهن.

” قلت أنني لست ترولاً…. أعرف أنه من الصعب  التمييز بين الأعراق عديمة العلامة, لكني لن آكلك أو أي شيء كهذا لذا اهدأ..”

نيفيرين                                                                                                                                      آيسيا

“و- ولكن يجب أن تكون من نفس العرق ما دمت تعيش مع المعدة الحمراء”

في أحد المرات, ذهب ويليم مع صديق له من البورجل –حسنا لقد كان غريك-. جرب تجربة تركت له ندبة لما بقي في حياته. عندما كان يقول أن شيئاً ما كان لذيذاً كان غريك يقول أن مذاقه سيء جداً, والعكس؛ فعندما قال غريك أن شيئاً ما طعمه لذيذاً قال ويليم أن طعمه كابوسي. كان من المفترض أن يستسلما لكن غريك أصر  أن يجدوا شيئاً يناسب جميع الأذواق؛ وبسبب ذلك كان ذاك اليوم جحيمياً, وانتهى بهم الأمر إلى الهرع بيأس ليغسلا أفواههما , والدموع تتدفق من عينيهما.

“انتظر….. هل كان الناس في هذه البلدة يؤكلون؟” بمشاهدة وجه الشاب المذعور, فكر ويليم باحتمال لم يرغب أن يفكر فيه. إذا كان هذا صحيحاً , فلن تكون الأمور بخير, وهذا أقل ما يقال. في حين أن ريجول إيري بجزرها المختلفة تشجع الحضارات المختلفة, فهي مرتبطة ببعضها بموجب قوانين عامة, ووفقاً لتلك القوانين, أحد أخطر الجرائم هي قتل أحد أشكال الحياة الذكية , حتى بالنسبة للترول الجائعين.

” لقد حصلت على هذه الوصفة من سيدي مباشرة. أكره أن أعترف بهذا, لكن تلك الوصفة كان لها تأثير كبير على الأطفال….والدليل  هو أنني وبالعودة إلى الماضي, وقعت كضحية لتلك الحلوى مرات لا تحص”

“حسناً…. لا , ولكن … حتي وقت قريب , كان هناك منظمة مظلمة للأورك اسمها ” الفراء الأسود” … على أي حال هذه المنظمة….”

“اصمتي!”

“آه يكفي ….استطيع تخيل باقي القصة”

لا يجب أن تفكر ملياً في الأمر, نحن الأسلحة التي تتحدث عنها. ترددت تلك الكلمات في رأس ويليم. يبدوا أن الفتيات الصغيرات يختلفن عن النساء. بالطبع  يجب ان يكون البطل الذي يتم انشاؤه لغرض واحد وهو رفع معنويات الجنود, الأمر الذي يجعل من المطلوب أن تكون من فصيلة أكثر شهرة, وليست عديمة علامة.

تخيل ويليم أن منظمة الشيء الأسود تلك فعلت شيئاً للفتيات, وبعدها ذهب نايغرات للانتقام وشوهدت وهي تضحك بهستيرية وهي مغطاة بالدم . الأمر ليس غريباً حقاً…. بالتأكيد هي كانت لتفعلشيئاً كهذا. لكن. حسنا…. لقد ساعدت نايغرات ويليم في الماضي, وعي أحد معارف القلائل, وزميلته في العمل, لذا كان في تصوره أن عليه دعمها.

” أنا أقصد أنه ليس بالأمر السيء حقاً…… طالماً كان هؤلاء الأطفال سعيدات , فلا شيء آخر مهم. أيضاً……”

“نايغرات لا تتجول وتأكل الناس هكذا فحسب دون سبب. قد يساء فهمها…. أو بالأحرى قد يخاف منها الناس بسبب لحظات كهذه, لكنها عادة سيدة لطيفة. إن تجاهلت نفاذة صبرها أو مزاجها الضيق أو كيف تتحدث دائماً عن أكل الناس…. على أي حال, لا يوجد سبب لتخاف منها”

أختبأ ويليم في الظل مراقباً الفتيات, انتصر في قاعة الطعام كما توقع. سلاحه كان القليل من السكر ليستطيع الامساك ببطون الفتيات.

عموما, عندما تبتسم وتسأل “هل يمكنني أكلك”, فإنها تمزح بنسبة 90% …. مزحة ثقيلة إلى حد ما, لكنك تعلم أنها لا تنوي أكلك حقاً, لذلك  ليس هنالك سبب للخوف, بغض النظر عن الـ10% المتبقية.

 

“واو…. أنت مدهش!” لسبب ما, حدق الطاهي بويليم مع عين تملأها الاحترام

كان نصف مركز مع كلام الطاهي بسبب تركيزه عن غير قصد مع الطعام الذي يتم تحضيره. سمع صوتاً من الخلف.

***********************

رد فعل غير متوقع, لكن ويليم يعرف من أين نشأ سوء الفهم

أقوى سلاح في التاريخ, بغض النظر عن الزمان أو المكان, كانت هي المرأة الحسناء. حسناً, من الواضح إذا فكرت في الأمر, الفتيات هن أسرع وأسهل طريقة لرفع معنويات الجنود في ساحة المعركة, وهي حقيقة كانت صحيحة على مر العصور.

“آه… حسنا…” اعتقد ويليم ذلك أيضاً. لقد قرر أن يكون من هذا النوع من الشخصيات, وأن يبقى معزولاً عن الناس والأحداث التي تحدث حوله. لذلك كان متفاجئاً مما يفعله الآن “لقد فقدت نفسي للحظة…. من الآن فصاعداً سأكون أكثر حذراً”

غرور الرجال لا يمكن الاستهانة به. في ساحة المعركة, وسط الفوضى والمعارك المتكررة, يمكن للجنود رمي أحلامهم ورؤى النصر وكرامتهم عرض الحائط……  لكن حتى آخر أنفاسهم لا يمكنهم أن يبدوا سيئين أمام فتاة. ذلك الدافع البسيط هو الذي يجعل الجنود في أعظم قوتهم حتى لو كانوا بانتظار موتهم.

“أه… لم أقصد هذا. حتى لو قررت أن تقوم بعمل أكثر , فلن تحصل على راتب بعد الآن, هل تعلم ذلك؟”

عرفت الجيوش هذا التأثير جيداً وتأكدت من وضع عدد من النساء في ساحة المعركة. عملت وحدة الإمدادات والفرق الطبي بشكل جيد, لكن كان التأثير أكبر في الخطو الأمامية. فارسة أنثى, تستل سيفها ببراعة وهي في ساحة المعركة. انثى منقطعة النظير شجاعة اختارها “الكاليون”  , بداخلها سحر غامض.

بينما كان يمشي في الشوارع, لاحظ أنه لا أحد متضايق منه بما أنه لم يكن يرتدي ما يغطي به وجهه التي لا علامة فيها. قرر تناول بعض الطعام   في أحد المطاعم وسؤال مالكه عن السبب.

إذا كانت  هناك شائعات بأن شخصاً كهذا قد وصل إلى ساحة المعركة فإن الجنود البلهاء سيقومون بالهتاف لها. حتى قصص لمثل هؤلاء الأشخاص قد ترفع معنويات الجنود.

منذ زمن طويل عندما كان يعيش في دار الأيتام قابل سيده. قام سيده بتقويته وتعليمه كل ما يحتاجه من أجل البقاء. وللأسف كان السيد فظيعاً. عادة , وبصفته مديراً لدار الأيتام فقد كان ينبغي عليه أن يكون بديلاً عن والدي الأطفال. ومع ذلك, فقد أهمل دوره تاركاً ويليم الذي كان أكبر قليلاً من الأطفال الآخرين لتولي دور الأب.

عرف ويليم فتاة كهذه, فتاة كانت بطلة تم احترامه من قبل الجنود, ولا يجب على القول أنها كانت قوية, ولكن تم المبالغة في قوتها من قبل الرجال. سماع حكاية من حكاياتها تنتشر كان يجعلها تضحك.

كان يكافح لكي يجد الكلمات الصحيحة . لم يستطع حتى التأكد من أن الأصوات الخارجة من فمه لها معنى. لكن كان لدى ويليم ما يحتاج لقوله.

لا يجب أن تفكر ملياً في الأمر, نحن الأسلحة التي تتحدث عنها. ترددت تلك الكلمات في رأس ويليم. يبدوا أن الفتيات الصغيرات يختلفن عن النساء. بالطبع  يجب ان يكون البطل الذي يتم انشاؤه لغرض واحد وهو رفع معنويات الجنود, الأمر الذي يجعل من المطلوب أن تكون من فصيلة أكثر شهرة, وليست عديمة علامة.

“انتظري, آيسيا أنا لم أسمع بشيء كهذا” نظرت كوتوري بارتباك إلى آيسيا, فعلى ما يبدوا أن تلك المعلومة لم تصل إليها.

ببساطة, يجب ان يكن جذابات لقلوب الرجال الشهوانية القذرة.

“بالطبع بكل تأكيد! أيضاً, طعامك المفضل هو اللحم الحار, أنت لست شخصاً يصعب إرضاؤه, ولكنك تتقزز من صناديق غداء الـ (الريبتريس) , تحب الفتيات اللطيفات الأكبر منك سناً…. أليس كذلك؟”

شعر بشيء خاطئ حول تلك الفتيات, فلم يتم إبقاؤهن سراً وحسب, بل أيضاً هن أصغر من أن يحققن النقاط التي ذكرت سلفاً. كان هناك شيء مختلف في وضعهن بالمقارنة مع وضع الفتاة المحاربة  التي عرفها. على أي حال, بغض النظر عن طبيعة الأسلحة السرية المخزنة في المستودع  أو تلك الفتيات الصغيرات, لم يكن بحاجة إلى القلق بما أنه مشرف بالاسم فقط. كان ما يفعله ببساطة هو أن يتمشى في المستودع دون التسبب بأي مشاكل.

أقوى سلاح في التاريخ, بغض النظر عن الزمان أو المكان, كانت هي المرأة الحسناء. حسناً, من الواضح إذا فكرت في الأمر, الفتيات هن أسرع وأسهل طريقة لرفع معنويات الجنود في ساحة المعركة, وهي حقيقة كانت صحيحة على مر العصور.

على الأقل, هذا ما حاول ويليم إقناع نفسه به. بعد مرور ثلاثة أيام, نفذ صبره برؤية الفتيات خائفات منه.

رأت مباشرة من خلاله

“همم؟ أه, حسناً….. هذا جيد, أعتقد…”

أقوى سلاح في التاريخ, بغض النظر عن الزمان أو المكان, كانت هي المرأة الحسناء. حسناً, من الواضح إذا فكرت في الأمر, الفتيات هن أسرع وأسهل طريقة لرفع معنويات الجنود في ساحة المعركة, وهي حقيقة كانت صحيحة على مر العصور.

” شكراً جزيلاً لك ”

 

طُلِبَ ويليم للمساعدة في إعداد العشاء في ذلك اليوم, بعدها استعار زاوية من زوايا المطبخ. بيض وسكر, حليب والقليل من القشدة. كومة صغيرة من التوت وعظم دجاج لكي يستخرج منه الجيلاتين. اصطفت تلك المكونات على المنضدة . بدأ ويليم بتذكر وصفة حلوى شعبية بين الصغار وسهلة التحضير. ارتدى مريلة وأضاء مصباحاً بلورياً. التقطت أذناه همس الجواسيس الصغار المختبئين في الظلال وهم ينظرون إلى المطبخ.

“حسنا حسناً حسناً, فني الأسلحة السحرية صف ثان , سيكون من الرائع أن تتذكر أسماءنا أيضاً, هذه الفتاة الصاخبة هنا (تقصد نفسها) هي آيسيا , وهذه-” استدارت إلى الفتاة الثالثة الجالسة على طاولة مع وجه خال من التعبيرات “تلك الفتاة الجالسة هناك تهتم بشؤونها وحيدة هي نيفيرين, سررت بلقائك”

“ما الذي يحاول فعله؟”

عموما, عندما تبتسم وتسأل “هل يمكنني أكلك”, فإنها تمزح بنسبة 90% …. مزحة ثقيلة إلى حد ما, لكنك تعلم أنها لا تنوي أكلك حقاً, لذلك  ليس هنالك سبب للخوف, بغض النظر عن الـ10% المتبقية.

هنا في المستودع, يمنع منعاً باتاً الدخول إلى المطبخ إلا في أوقات تناول الطعام, لذا فإن النظر إلى المطبخ من بعيد كانت أفضل ما يمكنهن فعله. واصل ويليم عمله متحملاً التحديق الذي كاد يخترقه. خلال الأيام القليلة الماضية, استنتج ويليم أن أذواق الفتيات تختلف قليلاً عن ذوقه. من الواضح ان الاختلاف في الجنس والعمر يمكن أن يؤدي إلى تفضيلات مختلفة, لكن ذلك الاختلاف عندما يكون عرقياً وفسيولوجياً يكون أكبر بكثير.

“أيضاً…. قد لا تعرف لأنك لست من هنا, ولكن هناك شخص يعيش بالقرب منك. أكثر رعباً من أي إيمينويت من الماqي بآلاف مؤلفة من المرات, من يرى تلك الابتسامة سوف ينسى التاريخ ويكون ممتناً أنه على قيد الحياة”

في أحد المرات, ذهب ويليم مع صديق له من البورجل –حسنا لقد كان غريك-. جرب تجربة تركت له ندبة لما بقي في حياته. عندما كان يقول أن شيئاً ما كان لذيذاً كان غريك يقول أن مذاقه سيء جداً, والعكس؛ فعندما قال غريك أن شيئاً ما طعمه لذيذاً قال ويليم أن طعمه كابوسي. كان من المفترض أن يستسلما لكن غريك أصر  أن يجدوا شيئاً يناسب جميع الأذواق؛ وبسبب ذلك كان ذاك اليوم جحيمياً, وانتهى بهم الأمر إلى الهرع بيأس ليغسلا أفواههما , والدموع تتدفق من عينيهما.

لم يكن ويليم مرتاحاً في منزله الجديد المسمى بالمستودع. كان هناك حوالي ثلاثين طفلاً يعيشون هنا, وجميعهن فتيات تتراوح أعمارهن بين سبعة وخمسة عشر عاماً. علاوة على ذلك, تميزن بشعرهن زاهي اللون شبه الشفاف, بدت له تلك الألوان كما لو أنها غير طبيعية قليلاً كأنها لوحة فن تجريدي. وشعرت الفتيات بأن ويليم غريب لسبب ما…, ربما لأن شعره لم يكن زاه مثلهن.

على أي حال, شعر ويليم أن أذواق الفتيات لا يمكن أن تكون مختلفة كثيراً عن ذوقه, حيث كان يجلس معهن في نفس قاعة الطعام ويتناول نفس الطعام. دعا فتاة لتتذوق الطعم كاختبار. توهجت عينها برؤيتها  كما لو كانت قد رأت شيء مخيف, لكنها استجمعت شجاعتها, وأغلقت كلتا عينيها بإحكام ووضعت المعلقة في فمها. بعد بضعة ثوان من الصمت, فتحت الفتاة عينها ببطء وتمتمت “إنه لذيذ”. ارتفع صوت هتاف صامت من الجواسيس الواقفين.

لم يكن عدم القيام بأي شيء سوى وصف دقيق جداً لوظيفة ويليم, أكثر مما كان يعتقد حتى. فكر قليلاً في الأمر, خلال الأشهر الستة الماضية, كان في مضغوطاً  دائماً في وظيفته من أجل راتب قليل. من وظيفة منخفضة الأجر إلى الأخرى. من الصباح الباكر حتى وقت متأخر من الليل, وفي بعض الأحيان في وقت مبكر من صباح اليوم التالي, كان يعمل حتى لا يتمكن من العمل. وبالنسبة لنومه, فقد كان ينام في الساعات القليلة المتبقية في يومه. بغض النظر عن الوقت.

في النهاية اتضح أن الأمر على ما يرام. كانت الفتيات اللاتي طلبن الحلوى يراقبن من إحدى الزوايا, كانت لديهن نفس رد الفعل على الحلوى. حملن الملعقة إلى أفواههن مستعدات للموت. بعد لحظات من الصمت, ملأت الكافتيريا بأزواج من العيون البراقة.

قرر أن يغير روتينه قليلاً بزيارة أقرب مدينة. كانت تتألف من حوالي مئة مبنى حجري تصطف على منحدر لطيف قرب منطقة ريفية شكلت بيئة اختلفت اختلافاً جزرياً في الطابع عن الجزيرة الـ28.

أختبأ ويليم في الظل مراقباً الفتيات, انتصر في قاعة الطعام كما توقع. سلاحه كان القليل من السكر ليستطيع الامساك ببطون الفتيات.

قرر أن يغير روتينه قليلاً بزيارة أقرب مدينة. كانت تتألف من حوالي مئة مبنى حجري تصطف على منحدر لطيف قرب منطقة ريفية شكلت بيئة اختلفت اختلافاً جزرياً في الطابع عن الجزيرة الـ28.

“…. ماذا تفعل؟”

جاء صوت نايغرات من خلفه.

منذ زمن طويل عندما كان يعيش في دار الأيتام قابل سيده. قام سيده بتقويته وتعليمه كل ما يحتاجه من أجل البقاء. وللأسف كان السيد فظيعاً. عادة , وبصفته مديراً لدار الأيتام فقد كان ينبغي عليه أن يكون بديلاً عن والدي الأطفال. ومع ذلك, فقد أهمل دوره تاركاً ويليم الذي كان أكبر قليلاً من الأطفال الآخرين لتولي دور الأب.

” لقد حصلت على هذه الوصفة من سيدي مباشرة. أكره أن أعترف بهذا, لكن تلك الوصفة كان لها تأثير كبير على الأطفال….والدليل  هو أنني وبالعودة إلى الماضي, وقعت كضحية لتلك الحلوى مرات لا تحص”

“آه يكفي ….استطيع تخيل باقي القصة”

“أه… لم أقصد هذا. حتى لو قررت أن تقوم بعمل أكثر , فلن تحصل على راتب بعد الآن, هل تعلم ذلك؟”

هنا في المستودع, يمنع منعاً باتاً الدخول إلى المطبخ إلا في أوقات تناول الطعام, لذا فإن النظر إلى المطبخ من بعيد كانت أفضل ما يمكنهن فعله. واصل ويليم عمله متحملاً التحديق الذي كاد يخترقه. خلال الأيام القليلة الماضية, استنتج ويليم أن أذواق الفتيات تختلف قليلاً عن ذوقه. من الواضح ان الاختلاف في الجنس والعمر يمكن أن يؤدي إلى تفضيلات مختلفة, لكن ذلك الاختلاف عندما يكون عرقياً وفسيولوجياً يكون أكبر بكثير.

” لا يهمني ذلك” . خدش ويليم وجهه “شعرت بالسوء عندما رأيت كيف كن جميعاً خائفات مني. إذا كانت تلك الفتيات هن الأسلحة, فعندئذٍ وبصفتي مشرفاً عليها, لا يجب علي أن أضعهن تحت ضغط غير ضروري. لذا. … الأمر هو…. لا أدري كيف أصفه…”

ترجمة وتدقيق: عبدالعزيز

كان يكافح لكي يجد الكلمات الصحيحة . لم يستطع حتى التأكد من أن الأصوات الخارجة من فمه لها معنى. لكن كان لدى ويليم ما يحتاج لقوله.

نيفيرين                                                                                                                                      آيسيا

“ليس الأمر كما لو أنني أحاول إفسادهن أو شيء آخر. الأمر هو…. إذا كان وجودي هنا سالباً حتى الآن , فأنا أحاول إعادته إلى الصفر. بعد كل شيء في وظيفتي يجب أن لا يكون لدي تأثير على أي شيء, أليس كذلك؟”

“حسناً… إذا قلتها هكذا”

“حسناً, إذا قلت ذلك…. أنا لا أمانع حقاً ولكن”. ضيقت نايغرات عينيها ” لكن….. قلت كلامك هذا بسرعة غريبة, بدا كما لو كان عذراً واهياً محاول به جاهداً أن تخدع نفسك به, الأمر كان محرجاً لمجرد مشاهدته….. إذا كنت تقصد حقاً ما قلت فلن تسمع أي شكاوى مني”

” لقد حصلت على هذه الوصفة من سيدي مباشرة. أكره أن أعترف بهذا, لكن تلك الوصفة كان لها تأثير كبير على الأطفال….والدليل  هو أنني وبالعودة إلى الماضي, وقعت كضحية لتلك الحلوى مرات لا تحص”

رأت مباشرة من خلاله

إذن…. هذا ما يشعرون به

“آسف من فضلك , أرجوكِ لا تسألي أكثر”

“ما الذي يحاول فعله؟”

“عندما التقيت بك للمرة الأولى, ظننت أنك شخص ساخر عديم المبالاة”

“حسناً…. لا , ولكن … حتي وقت قريب , كان هناك منظمة مظلمة للأورك اسمها ” الفراء الأسود” … على أي حال هذه المنظمة….”

“آه… حسنا…” اعتقد ويليم ذلك أيضاً. لقد قرر أن يكون من هذا النوع من الشخصيات, وأن يبقى معزولاً عن الناس والأحداث التي تحدث حوله. لذلك كان متفاجئاً مما يفعله الآن “لقد فقدت نفسي للحظة…. من الآن فصاعداً سأكون أكثر حذراً”

“انتظر….. هل كان الناس في هذه البلدة يؤكلون؟” بمشاهدة وجه الشاب المذعور, فكر ويليم باحتمال لم يرغب أن يفكر فيه. إذا كان هذا صحيحاً , فلن تكون الأمور بخير, وهذا أقل ما يقال. في حين أن ريجول إيري بجزرها المختلفة تشجع الحضارات المختلفة, فهي مرتبطة ببعضها بموجب قوانين عامة, ووفقاً لتلك القوانين, أحد أخطر الجرائم هي قتل أحد أشكال الحياة الذكية , حتى بالنسبة للترول الجائعين.

” أنا أقصد أنه ليس بالأمر السيء حقاً…… طالماً كان هؤلاء الأطفال سعيدات , فلا شيء آخر مهم. أيضاً……”

“همم؟ أه, حسناً….. هذا جيد, أعتقد…”

” أيضا ماذا؟”

” قلت أنني لست ترولاً…. أعرف أنه من الصعب  التمييز بين الأعراق عديمة العلامة, لكني لن آكلك أو أي شيء كهذا لذا اهدأ..”

” رائحتك ألذ الآن مع رائحة السكر الملتصقة بك”

عموما, عندما تبتسم وتسأل “هل يمكنني أكلك”, فإنها تمزح بنسبة 90% …. مزحة ثقيلة إلى حد ما, لكنك تعلم أنها لا تنوي أكلك حقاً, لذلك  ليس هنالك سبب للخوف, بغض النظر عن الـ10% المتبقية.

” كم الآن فصاعداً سأكون حقاً أكثر حذراً….”

“حسناً لقد كانت مقدمة مبدعة….أعتقد أنك تعرفين اسمي بالفعل”

دون ويليم ملاحظ ذهنية ” اغتسل دائماً بعد العمل في المطبخ.

توقف الطباخ عن الصراخ والقلق لثانية واحدة.

——————————————————-

طُلِبَ ويليم للمساعدة في إعداد العشاء في ذلك اليوم, بعدها استعار زاوية من زوايا المطبخ. بيض وسكر, حليب والقليل من القشدة. كومة صغيرة من التوت وعظم دجاج لكي يستخرج منه الجيلاتين. اصطفت تلك المكونات على المنضدة . بدأ ويليم بتذكر وصفة حلوى شعبية بين الصغار وسهلة التحضير. ارتدى مريلة وأضاء مصباحاً بلورياً. التقطت أذناه همس الجواسيس الصغار المختبئين في الظلال وهم ينظرون إلى المطبخ.

نيفيرين                                                                                                                                      آيسيا

بينما كان يمشي في الشوارع, لاحظ أنه لا أحد متضايق منه بما أنه لم يكن يرتدي ما يغطي به وجهه التي لا علامة فيها. قرر تناول بعض الطعام   في أحد المطاعم وسؤال مالكه عن السبب.

ترجمة وتدقيق: عبدالعزيز

“آه… حسنا…” اعتقد ويليم ذلك أيضاً. لقد قرر أن يكون من هذا النوع من الشخصيات, وأن يبقى معزولاً عن الناس والأحداث التي تحدث حوله. لذلك كان متفاجئاً مما يفعله الآن “لقد فقدت نفسي للحظة…. من الآن فصاعداً سأكون أكثر حذراً”

من بين أقوال سيده العديدة, حفرت تلك المقولة في رأسه “اعتنِ بالنساء فلا يمكنك الهرب منهن. اعتن بالأطفال, لا يمكن للبالغين هزمهم. لمواجهة الفتاة عليك أن تعد نفسك, فبغض النظر عما ستقوم, ستخسر”. عندما أخبر السيد ويليم بذلك لم يهتم كثيراً. لم يكن يريد التفكير في تلك الأشياء المزعجة. لكن لسوء الحظ, إلى جانب العديد من التعاليم الأخرى, أصبحت تلك من مبادئه.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط