التجهيز للمعركة
مضى الوقت غير مبالٍ بمخاوفي وسرعان ما مر شهر آخر حيث إكتمل الآن الدرع السحري MC 1.
بطريقة ما إنتهينا من المشروع بعد 3 أشهر لأنني أنفقت الكثير من المال لتعيين عمال إضافيين حتى يقوموا بالمهام الأكثر رتابة – مما أدى بالتأكيد إلى تسريع الأمور. كما توقعت تمامًا إنتهى الأمر بهذا الشيء إلى أن يبلغ إرتفاعه حوالي 3 أمتار، ومع ذلك إطاره بالكامل مغطى بصفائح سميكة من الدروع التي صنعتها مما أضفى عليه مظهرًا قويًا بشكل مدهش – بمعنى آخر لم يكن أنيقا تمامًا. دخلت من الخلف حيث يوجد ثقب في ظهره صنع لأجل الإنسان تسلقت إليه للتو، بمجرد تغذيته بالمانا يصبح بمثابة إمتداد لجسمي حتى أتمكن من إغلاق الدرع الخلفي فوقي يدويًا. يحتوي هذا القسم من الدرع أيضًا على دائرة سحرية خاصة ستخرجني تلقائيًا من الخلف إذا نطقت الأمر الصحيح.
ركبنا “بندقية غاتلينغ” على الذراع اليمنى ما جعل برنامج التتفيذ السحري المعدل يطلق تعويذات مدفع الحجر تلقائيًا متى أردت ذلك. عندما أغذيه بأكبر قدر ممكن من المانا سيصبح قادرًا على إطلاق تعويذات مدفع الحجر عدة مرات في الثانية، سيحول هذا الوحش العادي إلى كتلة من الدم برمشة عين – كما أن هذه خطتي الرئيسية للتعامل مع سحر الإزعاج الخاص بأورستيد.
على اليد اليسرى قمنا بتركيب حجر الإمتصاص فقد خططت لصد تعويذات أورستيد بإستخدام سحر الإزعاج، من الممكن ألا يكون لدي الوقت إذا أصبحت الأمور محمومة فهذا الحجر يمكن أن يبدد السحر الذي تشكل من قبل. سيسمح لي ذلك بالتعامل مع أي تعويذة لم أكن سريعًا بما يكفي لإيقافها بشكل إستباقي ولدي شعور أنه ربما يكون ممكننا.
منحناه درعًا يمكن أن يكون بمثابة سلاح للمبارزة من نوع ما، لست سيئًا في إستخدام السيف لكنني أعلم أنني لا أستطيع التنافس مع أورستد من هذه الناحية. خلصت إلى أنه سيكون من الأفضل التركيز على الدفاع من مسافة قريبة، وبصراحة فإن ضربه بحجر ثقيل سيؤدي إلى المزيد من الضرر لذا أفضل هجوم هو الدفاع الجيد. هذا نفس مفهوم الدبابة في الأساس ومع ذلك قمت بتثبيت أحد أسلحة بول القديمة على طرف الدرع: السيف السحري الذي أعطيته لأيشا وليس السيف الذي تملكه نورن الآن. لست متأكدا من أن قدرته على تجاهل دفاع العدو ستنجح مع أورستد لكن الأمر يستحق تجربة كل ما بوسعي.
النتيجة النهائية ليست مهيبة تمامًا فقد تم رسم الدرع السحري بنمط مموه يبدو في غير مكانه هنا مثل مسدس غاتلينغ الضخم الموجود على ذراعه، لم يكن للدرع الضخم ذو الشفرة في طرفه قيمة جمالية كبيرة لأنه حاليا الشيء ملقى على الأرض بأحد الحقول على مشارف شاريا. ثقيلً للغاية لدرجة أنني إضطررت إلى الدخول وتغذيته بالمانا حتى يتمكن من الوقوف.
“أوه! الآن هذه بدلة مدرعة مخيفة!” .
“في الواقع حجمه الهائل مهيب للغاية”.
“أنا لا أعرف ربما من الأفضل إختيار شيء أكثر أناقة قليلا…”.
“أتفق ولكي أكون صادقة تمامًا أعتقد أن الأمر يبدو سخيفًا”.
“رودي إنه يشبه الوحوش… ألا يمكنك إضافة لون مختلف؟”.
أومأ كليف وزانوبا بإرتياح أثناء فحصهما للمنتج النهائي لكن رد فعل النساء أقل إيجابية بكثير ربما هذا النوع من الأشياء يجذب الأولاد أكثر. من ناحية أخرى درسته جولي برضا إلى حد ما ونظرا للتعبير على وجهها من الواضح أن هذا لا ينطبق على جميع المجالات. إذا تمكنت من العودة قطعة واحدة فيجب أن أرى ما تعتقده أيشا ونورن… حسنا أيا يكن لم نصمم هذا الشيء ليبدو رائعًا.
“حسنًا جميعا” إلتفت لمواجهة المجموعة قائلا “أعتقد أن الوقت حان لبدء الإختبار النهائي”.
خرج كل من سيلفي وروكسي وزانوبا وكليف وإليناليس للمشاهدة كما حضرت جولي وجينجر أيضًا لكن ناناهوشي غائبة، وافقت على المساعدة في جذب أورستد إليّ لكن هدفها الرئيسي هو العودة إلى عالمها لذا كإجراء إحترازي لسلامتها تظاهرنا بأنني أجبرتها على التعاون معي. لهذا السبب لا يمكن رؤيتها معنا الآن فربما تدرس سحر الإستدعاء مع بيروجيوس في القلعة العائمة. هناك إحتمال أن ينتهي الأمر بقتلي لأورستد لكن عندما ذكرت لها ذلك أومأت برأسها بقلق وقبلت المخاطرة.
“حسنًا أفترض أنني سأنظر من مسافة آمنة” بهذه الكلمات توجهت روكسي إلى الكراسي التي جهزناها للمتفرجين مع جولي.
لم يكن نتوء طفلها واضحًا بعد ولكن يمكن رؤيته إذا بحثت عنه زربما لن تكون قادرة على إخفاء ذلك لفترة أطول، أتمنى أن تصدر الإعلان الكبير قريبًا لكن الذهاب إلى المعركة مع زوجة حامل تنتظرك طريقة كلاسيكية لقتل نفسك بشكل مأساوي… حسنًا لا! لا تفكر في ذلك حتى! كلما زاد قلقك أصبح التركيز أكثر صعوبة… سأفوز بهذه المعركة! زوجتي سترزق بطفل وسأسميه! وبعد ذلك سأبدأ في إنجاب الطفل رقم 3! هكذا يبدو مستقبلي! نعم!.
“حسنًا سأصعد إلى داخله الآن! سيلفي وزانوبا وإليناليس أريدكم أن تأتوا إليّ. كليف كل ما عليك فعله هو إبقاء عين تحديد الهوية خاصتك نشطة وأخبرني إذا لاحظت أي شيء” .
“بالتأكيد يا رودي”.
“بالتأكيد يا معلم” .
تقدمت سيلفي وزانوبا إلى الأمام في الحال لكن لدهشتي رفعت إليناليس يديها قبل أن تتراجع.
“أنا آسفة يا روديوس ولكن أعتقد أنني سأشاهد فقط فلا أريد أن أتعرض للإصابة”.
تلك المذكرات ذكرت أن إليناليز حملت في وقت ما وبعد أن درست جسدها بعناية أعتقد أنني أستطيع رؤية بدايات النتوء.
أعتقد أن دعوتها إلى الشجار معي أمر متهور.
“هذا صحيح لا نريد أن يحدث أي شيء للطفل. لماذا لا تذهبين وتجلسين مع روكسي؟”.
“ماذا؟! الطفل؟!” صرخ كليف بينما يحدق في بطن إليناليس بشكل مكثف “إليناليس… هل أنتِ حامل؟”.
“حسنًا لعنتي غير نشطة منذ بعض الوقت… نعم ربما أكون كذلك” .
“لعنتك غير نشطة؟! ولكننا نواصل العمل كالمعتاد!”.
“بالفعل”.
“إنتظري… إنه… إنه ليس طفل روديوس أليس كذلك؟”.
“هل تحاول أن تثير غضبي يا كليف؟” .
“ولكن أعني…” .
“إذا كان الأمر صعب التصديق فلماذا لا تلقي نظرة بنفسك؟ ربما ستخبرك عينك تلك بشيء ما” .
“أوه حسنا” سحب كليف رقعة عينه جانبًا مقتربا من إليناليس.
إقترب أكثر حتى إنتهى به الأمر بوجهه على بعد بوصتين من أسفل بطنها، حاول التحديق مباشرة في رحمها ومع ذلك لا يبدو أن هذا الفحص كافٍ لذا مد يده لرفع أعلى تنورتها ببطء.
“يا إلهي! عزيزي ألا تعلم أننا في الأماكن العامة؟”.
“هل يمكن أن تكوني هادئا لمدة دقيقة؟” همس كليف بشدة “لو سمحت؟”.
“حسنا” أجابت إليناليس بهزة صغيرة من كتفيها.
لنكون منصفين بدا الأمر فاحشًا بعض الشيء بالطريقة التي يتحرك بها تحت تنورتها الطويلة لكن ربما يمكنني تجربة شيء كهذا مع إحدى زوجاتي… حسنًا من المؤكد أن سيلفي ستبدو جيدة في وضع كهذا…. ربما هذا ليس شيئًا يجب أن أنفق عليه مواردي العقلية الآن.
“هذا صحيح” عاد كليف للظهور من تحت تنورة زوجته بوجه شاحب.
على ما يبدو يمكن أن تكون عين تحديد الهوية بمثابة الموجات فوق الصوتية وربما ظهرت كلمة حامل في رؤيته أو شيء من هذا القبيل.
“ماذا الآن؟ ماذا نفعل؟! “.
“أوه لا شيء على وجه الخصوص”.
“لكنه… إنها ليست عملية سهلة أليس كذلك؟ هناك كل أنواع…”.
“كليف لقد مررت بهذا مرات عديدة بالفعل سأكون بخير دعني أتعامل مع الأمور وسألد طفلاً سليماً”.
“هذا صحيح…”.
لم يكن وجه كليف أقل شحوبًا بل بدا مصدومًا من المفاجأة.
“على أية حال لم يكن هذا تصرفًا لبقًا منك يا روديوس” قالت إليناليس محدقة في إتجاهي “هل أخرجت روكسي القطة من الحقيبة؟”.
“لا لم تقل أي شيء إنه مجرد حدس فقط”.
“فهمت… حسنًا آمل أن تفهم لماذا أفضل عدم التورط في أي مبارزات في الوقت الحالي؟” .
“بالطبع أنا آسف لذلك”.
لوحت إليناليس بيد واحدة في الهواء متجهة نحو منطقة المتفرجين حيث جلست بجوار روكسي ليقوم الإثنان بإجراء محادثة. لدي فكرة جيدة عن الموضوع مع الأخذ في الإعتبار أن روكسي تفرك يدها على بطنها، يجب أن يكون الإثنان قد حملا في نفس الوقت وعلى الرغم من أهمية كل هذا لدينا أشياء أخرى أحتاج إلى التركيز عليها حاليا.
“حسنًا عودوا جميعًا إلى العمل فلنبدأ هذا الإختبار”.
أومأت سيلفي وزانوبا برأسيهما وتغيرت تعبيرات وجوههما إلى الجدية.
بعد ساعة أعلنت أن الإختبار إكتمل مع كون أداء الدرع السحري مذهل.
شعرت أن سرعتي القصوى تبلغ حوالي 200 كيلومتر في الساعة وبإمكاني القفز عدة أمتار في الهواء بسهولة، ضرباتي ذات قوة كافية لترك حفرة تصادم على الأرض حيث كافحت سيلفي لتلقي عليّ تعويذة واحدة وأي سحر أصابني إرتد مجددا. لم أستطع حتى أن أشعر بلكمات زانوبا المخيفة – إنتهى به الأمر بكسر يده على درعي والصراخ من الألم – المشروع ناجح. كنت قادرًا على إلحاق الضرر الجسدي بطفل مبارك مثل زانوبا مما يعني أنني سأكون قادرًا على إيذاء أورستد. لمرة واحدة شعرت أنني تمكنت من تحقيق هدفي بالكامل دون أن أفشل ولو مرة واحدة على طول الطريق… هذا شعور لطيف لكن لا أستطيع الحصول على هذا الفضل لنفسي فقد جعل زانوبا وكليف المشروع ممكنًا… هذا يشبه ما شعرت به أثناء القتال تحت حماية هالة المعركة – هذا النوع من القوة مسكر… بدأت أفهم لماذا أصبح أمثال بيروجيوس وأتوفي متعجرفين على مر السنين… هل قمت بتسوية الملعب بما فيه الكفاية؟ هل أتيحت لي الفرصة الآن؟ نعم يمكن أن أنجح… أستطيع أن أفعل هذا… الأن بطريقة أو بأخرى إكتملت إستعداداتي.
+++
في نفس المساء أعلنت روكسي أخيرًا عن الخبر الكبير “أعتقد أنه حان الوقت لأخبركم جميعًا، يبدو أنني حامل”.
تحدثت قبل العشاء مباشرة ولأن نورن موجودة في المنزل وقتها إتضح أن العائلة بأكملها حاضرة.
“مبروك! كم هو مثير!”.
رد الفعل الأول من ليليا على الرغم من أنها عادة ما تخفي مشاعرها إلى حد ما إلا أن إبتسامة كبيرة إرتسمت على وجهها. بدا الأمر حقيقيًا تمامًا وللحظة إعتقدت أن لهذا علاقة بمشاعرها إتجاه مكانة إبنتها في الأسرة لكن يبدو أن روكسي إستشارتها مسبقًا، هذا من شأنه أن يفسر سبب ظهور الوجبة على مائدة العشاء أكثر أناقة من المعتاد.
“مبروك روكسي” رد فعل سيلفي مشابه.
إما أن روكسي لجأت إليها طلبًا للنصيحة أو أنها شعرت بحدس بأن هذا سيحدث لذا تقبلت الخبر بسهولة وبإبتسامة دافئة على وجهها. لسبب ما رؤية تلك الإبتسامة ضربني بوميض من شعور الديجا فو بمعنى ما هذا مشابه لليوم الذي كشفت فيه ليليا عن حملها. هناك العديد من الإختلافات بالطبع – زينيث وليليا هنا – ولم أكن أخون روكسي بالضبط… حسنًا ربما بدأ الأمر بهذه الطريقة لكن على الأقل تحدثنا عن الأمور كعائلة وتوصلنا إلى حل، قبِلت سيلفي روكسي وعلى عكس والدي لم أكن لأتلقى صفعة على وجهي من زوجتي الغاضبة أو أرى “عشيقتي” تنهار بالبكاء.
إنتقلنا مباشرة إلى الجزء المتعلق بالنهاية السعيدة!.
“أوه… رودي؟ هل لديك أي أفكار؟”.
من الواضح أن روكسي شعرت بالتوتر قليلاً بسبب صمتي لذا إلتفتت نحوي بنظرة قلق على وجهها لكن لم يكن هناك سوى شيء واحد أريد أن أقوله.
“أنا سعيد للغاية! شكرًا لك روكسي”.
“هاه؟ آه… على ماذا تشكرني بالضبط؟”.
أمالَت روكسي رأسها إلى أحد الجانبين بإستغراب مع إبتسامة مرتبكة كأنها لا تفهم رد فعلي لكنها لم تبدو منزعجة أيضًا.
“ها أنت ذا مرة أخرى رودي” قالت سيلفي ضاحكة “قال لي نفس الشيء عندما أخبرته عن لوسي”.
هل فعلت ذلك؟ نعم ربما فعلت ذلك لكن لماذا يكون هذا هو رد فعلي الإفتراضي؟ هممم…
“حسنًا… أنا سعيد لأنك حامل بطفلي وسعيد لأنك شعرت بالراحة عند إخباري بذلك يبدو الأمر وكأنه دليل على أنك تقبلتني حقًا على ما أعتقد…”.
“إعتقدت أنني أثبتت لك ذلك منذ فترة طويلة ولكن- واه!”.
إنحنيت للأمام لأرفع روكسي وأجذبها إلى حضني رغم أنني أحاول عادة ألا أبالغ في التعلق بها أمام سيلفي لكن اليوم سيكون إستثناءً.
“منحتني كل أنواع الهدايا وعلمتني كل أنواع الأشياء وساعدتني مرات عديدة وللإضافة إلى ذلك ستنجبين طفلاً لي… لا أعرف ماذا أقول غير أن أشكرك! أنا ممتن جدًا لأنني إلتقيت بك المعلمة روكسي”.
“يا إلهي مر وقت طويل منذ أن ناديتني بهذا الإسم…”.
مررت يدي برفق على بطن روكسي فربما بلغت الشهر الثالث من حملها الآن لأنني شعرت بإنتفاخ واضح، مررت بهذا من قبل مع سيلفي لكن الأمر ما زال يبدو غريبًا بعض الشيء.
“إسمع يا رودي أنت الأن زوجي لذا أردت أن أنجب طفلاً لك… إذا شعرت بالحاجة إلى مدحي فأعتقد أن شيئًا مثل “أحسنت” أو “عمل جيد” سيكون أكثر ملائمة”.
“ألا يبدو هذا نوعًا من الغطرسة؟”.
“هيا من فضلك؟ هل يمكنك أن تسمح لي بالحصول على ما أريد من حين لآخر؟”.
“حسنًا حسنًا إذًا… أحسنتِ يا روكسي”.
عندما نطقت هذه الكلمات ضغطت روكسي برأسها على صدري بينما تلتصق بي، بدا الأمر وكأنها تتعامل مع الأمر بهدوء لكنني شعرت أن سيلفي أكثر توتراً بعض الشيء. مجددا بدا الأمر وكأن إيليناليز وليليا على علم بحمل روكسي مسبقًا فربما طمأنت نفسها بالتحدث إلى العديد من الأشخاص المختلفين حول وضعها…. ربما لجأت إليهم بسبب إنشغالي في الآونة الأخيرة، جعلتني هذه الفكرة أشعر بالذنب لأنني تحولت إلى أحد هؤلاء الآباء الذين ينشغلون كثيرًا لدرجة أنهم لا يهتمون بعائلتهم… على الرغم من أنني لم أكن أسعى إلى تسلق السلم الوظيفي أو أي شيء من هذا القبيل. ضممتُ روكسي بقوة بين ذراعيّ وضغطتُ وجهي على مؤخرة رأسها لأدفن أنفي في شعرها حيث رائحتها الرائعة كما هي دائمًا ما جعل قلبي يرتاح.
“أوه! روديوس!” صرخت نورن بينما تضرب بيديها على الطاولة للتأكيد “هل يمكنك أن تحاول السيطرة على نفسك؟ سأفقد شهيتي!”.
نظرت إليها لإجد وجهها أحمر كالطماطم.
“إمنحبهم بعض الراحة” وبختها أيشا “روكسي دائمًا ما تكون متفهمة إنها تستحق بعض المودة الليلة”.
لسبب ما تتكئ إلى الأمام على الطاولة وذقنها في يدها بإبتسامة ساخرة على وجهها.
“أنت غاضبة لأن روديوس لم يمنحك أي إهتمام مؤخرًا أليس كذلك؟”.
“ماذا؟! لا!” صرخت نورن “لست كذلك! أعني الأمور معقدة بعض الشيء أليس كذلك؟ فكري في شعور سيلفي ولوسي! أعتقد أنهما يجب أن يبقيا هذا النوع من الأمور خلف الأبواب المغلقة!”.
“أنت لا تستطيعين خداعي… أخي العزيز يجب عليك أن تخصص وقتًا لنورن إنها تحظى بشعبية كبيرة في المدرسة مؤخرًا، سابقا توقف أحد الصبية عند المنزل ليترك لها رسالة”.
“أيشا! من قال لك أنك تستطيعين إخباره بهذا الأمر؟!”.
إذن هل نجحت نورن في جذب أول مجموعة من المعجبين بها؟ حسنًا إنها رائعة ومجتهدة لذا لدى الأولاد ذوق رفيع يجب أن أعترف بهذا، في يوم من الأيام ربما تجد صديقًا وتتزوج بحيث تترك منزلي للأبد… كنت أرغب في دعمها بالطبع ولكن إذا وقعت في حب فتى لعوب سيئ فسيكون من الصعب عدم التدخل، حاولت أن أتخيل نورن وهي تحضر إلى المنزل طفلاً بشعر أشقر مصبوغ وأذنين مثقوبتين ووشم على شكل دمعة تحت رأسه… أختك الصغيرة علمتني ما هو الحب الحقيقي حقًا! يا رجل هل يمكننا أن نحصل على مباركتك؟ لحسن الحظ لا يبدو الأمر معقولًا، ولكن إذا سارت الأمور على هذا النحو فسيتعين علي أن أحاول أن أبتسم بأدب قبل أن أصاب بالذعر.
“نورن هل لديك أي شخص تحبينه؟”.
“هل هناك أي شخص أحبه؟” إبتعدت نورن عني بينما تنتشر حمرة خجل على وجهها “بالطبع لا”.
إذن هناك شخص ما أليس كذلك؟ لا شيء غير عادي في ذلك فقد وصلت إلى هذا العمر… أياً يكن ذلك الشخص إنه طفل محظوظ.
“حسنًا فهمت الوضع إذا بدأت الأمور تصبح أكثر جدية تأكدي من إحضاره لمقابلة العائلة”.
“هل تستمع لي حقًا؟!”.
عندما تجلب الصبي إلى المنزل سيتعين عليّ أن أفحصه بعناية نيابة عن بول وأوجه له بعض التهديدات الأبوية.
(ستأخذ إبنتي الصغيرة فوق جثتي!) كنا سنصرخ معا.
“على أية حال ماذا عنك يا أيشا؟ أنت دائمًا ما تتحدثين عن مدى سعادة روديوس عندما ستُرينه الأرز من الحديقة!”.
“هيي!” صرخت أيشا بينما تقفز من مقعدها “كنت
سأعلن عن ذلك لاحقًا! أنت فظيعة يا نورن!”.
“همف! هذا ما تستحقينه!” قالت نورن مبتعدة بغضب.
مهلا… هل قالت للتو ما أعتقد أنها قالته؟…
“إنتظري يا أيشا… هل حصدتِ الأرز من الحديقة؟!”.
“حسنًا نعم… أعتقد أن الجو بارد بعض الشيء لذا لم أحصل على الكثير ولكن إذا بدأت في إعادة الزراعة الآن بحلول الخريف يجب أن…”.
“إعادة الزراعة؟! هل هذا يعني أنك حصدت بذور الأرز أيضًا؟! هذا صحيح…”.
“نعم فعلت ذلك… أنت… تتصرف بغرابة بعض الشيء يا روديوس ما الأمر؟”.
“أتصرف بشكل طبيعي تمامًا أؤكد لك ذلك! ماذا عن العام القادم؟! هل سيكون لدينا محصول آخر العام القادم؟!”.
“حسنًا طالما أنك تزيد من هذه التربة بسحرك بالتأكيد… ستنمو بشكل أفضل في هذه الأشياء”.
رفعت روكسي برفق وأجلستها على الأرض بجانبي قبل أن أنهض على قدمي منتقلا إلى جانب الطاولة لأركع على ركبتي على بعد 3 خطوات من كرسي أيشا بذراعين مفتوحتين.
“أحسنت يا أيشا!”.
“نعم؟ حسنًا هل يجب أن… أقفز بين ذراعيك الآن أم ماذا؟”.
تقدمت أيشا نحوي ببطء بينما تنظر إليّ مرارًا وتكرارًا ثم قفزت بحذر إلى حضني وأمسكت بها من الجانبين قبل رفعها في الهواء وبدأت تدويرها.
“مذهل! إنه أرز يا أيشا! رائع!”.
“رائع!”.
أخيرًا سأتمكن من تناول الأرز مجددًا! الأمر بسيط مقارنة بحمل روكسي لكنني أحب الأرز بشغف. لا شيء يضاهي كومة كبيرة ممتلئة من الأرز الأبيض الرقيق وخاصةً عندما تقترن ببعض الأسماك المشوية اللذيذة والمالحة، قريبًا سأستطيع تحويل هذا الحلم السعيد إلى حقيقة وبينما أدور أيشا حول نفسها سرت موجة جديدة من الفرح في جسدي، أنا وروكسي على وشك إنجاب طفل أما لوسي فستحصل على أخ أو أخت أصغر منها بعامين – سيكون نصف ميجورد… آمل ألا يتعرض للتنمر أو أي شيء من هذا القبيل… ما لون شعره في المستقبل؟ هل ستكون لوسي أختًا كبيرة جيدة؟ آمل أن ينسجموا مع نورن وأيشا أيضًا… لا أستطيع الإنتظار… ماذا ينبغي لنا أن نسميه؟ أوه صحيح هناك محظورات حول هذا الأمر أليس كذلك؟… دارت مجموعة كاملة من الأفكار الأخرى داخل رأسي في تتابع سريع لدرجة أنني لم أعد أستطيع متابعتها بعد الآن.
بعد إعلان روكسي أقمنا إحتفالا صغيرًا متواضعًا جعل الطعام أطيب من المعتاد حيث أصبح الحديث حول المائدة مبهجًا وحيويًا. أخبرتنا نورن قصصًا من وقتها في مجلس الطلاب وأخبرتنا أيشا بسعادة أن الناس في سوق المدينة بدأوا في معرفة إسمها. إنفجرت لوسي في البكاء بسبب كل هذا الضجيج وواستها سيلفي ببراعة. قدمت ليليا الطعام بإبتسامة لطيفة على وجهها كما تناولته زينيث بصمت لكن من الواضح أنها في مزاج جيد. أصبحت روكسي غاضبة بعد رد فعلي المبالغ فيه إتجاه أخبار أيشا لذا وجب علي أن أعمل بجد لتهدئتها.
إحدى الأطباق التي تناولناها في ذلك المساء تتكون من كرات الأرز المملحة التي قامت أيشا بإعدادها بنفسها. عندما سألتها عن سبب إختيارها لكرات الأرز على وجه الخصوص أوضحت لي أن ناناهوشي أخبرتها بكيفية إعدادها. عليّ أن أفترض أن هذا هو السبب وراء إختيارها لكرات الأرز لأنها تذكرت “الوصفة” الوحيدة التي لم تكن تعرفها. من الواضح أن تلك الفتاة لم تقض الكثير من الوقت في المطبخ. من ناحية أخرى الوصفات الوحيدة التي إستطعتُ إبتكارها تتعلق بأشياء أساسية كعصيدة الأرز أو كرات الأرز.
على أية حال إنها المحاولة الأولى لأيشا لصنع كرات الأرز المستديرة وصغيرة الحجم يدويا، الزراعة الأولى بمثابة تجربة أكثر من أي شيء آخر رغم ذلك حصدت كل هذه الكمية من الأرز – ما يكفي ليجربه الجميع. لم يبدُ أي شخص آخر حول الطاولة منبهرًا بشكل خاص بالنكهة لكنني إستمتعت بوجبتي بسعادة، عملت أيشا بجدية شديدة لحصد هذا الأرز وضغطته بيديها الصغيرتين على شكل كرة… كيف يمكن للنتيجة أن تكون شيء غير لذيذ؟ إنهمرت الدموع على خدي بينما أمضغ وأبتلع كل قضمة ببطء. التجربة ناجحة وهذا يعني أنه بإمكاننا أن نتوقع حصادًا أكبر في المرة القادمة، أرادت أيشا زراعة كمية أكبر مقارنة بالمرة السابقة لذا فإن كرات الأرز التالية التي ستصنعها ستكون أكبر حجمًا… رغم ذلك ليس هناك أي ضمان بأنني سأكون موجودًا لتناولها.
“الجميع لدي شيء أريد أن أخبركم به” عندما إنتهى الجميع من تناول طعامهم تحدثت أخيرًا لكنني توقفت لألقي نظرة حول الطاولة.
بدت أخواتي وأمي مذهولين وزوجتي كأنهما تستعدان لذا أخذت بعض الوقت للنظر في عيونهن جميعًا واحدة تلو الأخرى.
“قريبًا جدًا سأقاتل شخصًا ما يتمتع بقوة لا تصدق” قررت مسبقًا عدم ذكر إسم أورستيد صراحةً “أنا متأكد أنكم لاحظتم أنني أتصرف بشكل غريب إلى حد ما خلال الشهرين الماضيين لذا أشكركم على عدم إلحاحكم علي لشرح الأمر، أعلم أن الأمر لم يكن سهلاً بالنسبة لكم وأنا آسف لأنني لا أستطيع شرح الأمر بالتفصيل”.
“…”.
“هناك إحتمال كبير أنني لن أفوز في هذه المعركة”.
عندما نطقت بهذه الكلمات إرتسمت الدهشة والقلق على وجوه أفراد عائلتي لكنني واصلت المضي قدمًا على أي حال.
“ربما تكون هذه آخر وجبة لي على طاولة العشاء”.
“هل يجب عليك أن تقاتل ذلك الشخص؟” قالت نورن ومن الواضح أنها منزعجة “أليس هناك أي خيار آخر؟”.
“لا… حسب ما أعرف”.
لم يأتِ حاكم البشر منذ أن نصحني بكيفية بناء الدرع السحري ولكن بما أنني أعرفه جيدًا فيجب أن أفترض أنه يراقبني عن كثب طوال هذا الوقت.
“لكنك قلت أنك ربما لن تفوز أليس كذلك؟ ما هو السبب وراء ذلك؟ لم تفعل شيئًا كهذا؟ إنه لا…”.
“نورن إستمعي”.
نورن هي الشخص الأكثر إضطرابا وإرتباكا في الغرفة وذلك مفهوم تمامًا. أيشا وليليا لا تزالان تعيشان تحت سقف واحد معي لذا ربما لاحظتا أن شيئًا ما يحدث لأن تعابيرهما جادة لكنهما لم تبدوا مندهشتين بشكل خاص.
“إذا لم أرجع أريدك أن تدخلي غرفتي و…”.
“إذا لم ترجع؟! لماذا تقول هذا أصلاً؟!”.
إنها محقة في وجهة نظرها فقد توصلت إلى كلام درامي لطيف كأنه شيء من قصة ولكن لماذا أهتم بدور البطل المحكوم عليه بالفشل؟.. ربما يكون من الأفضل أن أحافظ على موقف إيجابي.
“حسنًا عندما أعود دعونا نستحم معًا أو ما شابه…”.
“لا أريد ذلك إفعلها بنفسك”.
هاها! نورن الكلاسيكية!.
“أيشا”.
“نعم؟”.
“إذا لم أتمكن من العودة أريدك أن تأخذي بعضًا من كرات الأرز التي صنعتها إلى ناناهوشي أيضًا”.
“أوه…”.
“ستبكي من الفرح أضمن لك ذلك وبمجرد أن تعطيها بعضًا منها ستفعل أي شيء تطلبينه”.
“أنا لا أريد حقًا الفوز بمودة السيدة ناناهيوشي” تمتمت أيشا ورأسها منحني قليلاً “أفضل أن أجعلك تدللني يا روديوس”.
أليس هذا لطيفًا؟ يا لها من طفلة محبوبة سأضطر إلى شراء هدية لطيفة لها إذا عدت على قيد الحياة… أعتقد أنها تستحق الآن حقيبة كبيرة جميلة أو خاتمًا من الألماس.
“ليليا…”.
“نعم سيد روديوس؟”.
“إعتني بأمي من فضلك”.
“بالتأكيد سأفعل ذلك ولكن…”.
“نعم؟”.
“سأنتظر عودتك سيد روديوس مهما طال الوقت”.
صوت ليليا ناعم إلا أنه حازم، عرفنا بعضنا البعض منذ فترة طويلة لكنها لم تنجح قط في أن تكون أقل رسمية معي. أيشا بالتأكيد أختي الصغيرة ولكن يبدو أن ليليا لم تعتبر نفسها أمي حقًا.
“أمي هل سمعتِ كل هذا؟”.
“…”.
“يجب أن أذهب قريبًا ولكنني سأعود”.
“…”
أعتقد أنني أستطيع أن أرى لمحة من الحزن على وجه زينيث لكن من الصعب أن أصف مشاعرها، أتمنى أن تتمكن من التعبير عن مشاعرها بشكل أكثر وضوحًا في يوم من الأيام.
“سيلفي…”.
“نعم؟”.
“إعتني بلوسي”.
“حسنًا… رودي… أنا…”.
“إستمري… ما الأمر؟”.
“إنه… إنه لا شيء… آسفة”.
هناك شيء على طرف لسان سيلفي لكنني لم أستطع تخمين ما هو بالضبط، أحبها كثيرًا لكن ليس من السهل قراءتها وهذا يجعلني أشعر بالقلق في بعض الأحيان. مددت يدي تحت الطاولة لأمسك بيدها ثم إقتربت بفمي من أذنها وتحدثت إليها بصوت هامس.
“سيلفي”.
“نعم؟”.
“قد يزعجك هذا قليلاً…”.
“حسنا”.
“ولكن إذا عدت فلنعمل على الأمر حقًا”.
إرتجف رأس سيلفي إلى الأمام عند سماع هذا… ربما إتخذت النهج الخاطئ هنا؟.
“يا إلهي! لماذا أنت شقي هكذا دائمًا يا رودي؟” همست بينما تضربني برفق على كتفي.
إنتهزت الفرصة لأمسك بيدها وأجذبها نحوي.
“آه!”.
قبلة مفاجئة وقوية نسبيًا ورغم أنها تيبست من المفاجأة إلا أنها لم تبتعد. إنها لطيفة للغاية اليوم – ليس أنها لم تكن لطيفة في أي لحظة – فسيلفي لطيفة بحكم التعريف…. سأعود إلى المنزل إليها… عندما قلت ذلك لنفسي بدأت أشعر أنه حقيقي.
“مهلا يا رودي… الجميع يراقبون… هيا!”.
لتأكيد ذلك أخذت بعض الوقت لألعق إحدى أذنيها الطويلتين المدببتين قبل أن أتوقف بعد عضها برفق. بحلول الوقت الذي أطلقت فيه سراحها ظهرت علامات عض واضحة عليها.
“لا تقلقي سأعود فقط تحلي بالصبر حسنًا؟”.
“حسنًا” همست سيلفي ووجهها أحمر فاتح “سأبذل قصارى جهدي”.
بعد ذلك توجهت إلى الشخص الأخير على الطاولة.
“روكسي…”.
“نعم رودي؟”.
“دعينا ننام معًا الليلة حسنًا؟”.
“لكن الطفل… حسنًا كل شيء على ما يرام”.
ترددت لفترة وجيزة بشأن عرضي لكنها في النهاية أومأت برأسها موافقة.
في ذلك المساء إستحممنا أنا وروكسي وتوجهنا إلى غرفتي معًا ممسكين بأيدي بعضنا.
في العام الماضي سيكون هذا النوع من الأشياء كاف لإثارة حماسي وتحفيزي ولكن بسبب هذه الظروف… ليس هناك أي سبيل لأتمكن من إدخال نفسي في الحالة المزاجية المناسبة.
“حسنًا إذن طالما أنك لطيف فأنا…”.
“لا بأس يا روكسي أعتقد أنه يجب علينا تجنب ذلك الليلة”.
بدأت روكسي بالفعل في خلع قميص نومها لكنني مددت يدي لمنعها فتوقفت ويديها لا تزالان على كم قميصها ثم أمالت رأسها بإستغراب.
“تعالي وإجلسي”.
أشرت إلى السرير وبمجرد أن إستقرت روكسي عليه جلست على كرسيي بدلاً من الإنضمام إليها.
“أريد أن أعطيك تفاصيل الوضع… وأشرح لك ما سيحدث إذا خسرت”.
“لماذا أنا فقط؟ ماذا عن سيلفي؟”.
“…”.
“أنت على إستعداد للثقة بي وبناناهوشي ولكن ليس بها؟”.
“كيف عرفت أنني كنت أتحدث إلى ناناهوشي؟”.
“إنها نظرية سيلفي وليست نظريتي فقد تحدثنا مع بعضنا البعض عن الموقف لفترة من الوقت… هل هناك سبب يمنعك من أن تعرف سيلفي كل التفاصيل؟”.
“هذا… سؤال جيد في الواقع”.
لماذا أفعل هذا؟ لم أكن متأكدا لكن لسبب ما لا أريد أن أخبر سيلفي بكل شيء ربما لم لا أريد أن أقلقها؟.. لا لم يكن الأمر كذلك ولكن لماذا إذن؟ بجدية لماذا؟ هل هو القدر مرة أخرى؟.
“بالطبع أنا سعيدة لأنك على إستعداد لإستشارتي لكنني الأن أشعر بالأسف الشديد عليها”.
“نعم… أنت على حق يا روكسي سأذهب لإحضارها”.
“يسعدني سماع ذلك”.
روكسي على حق دائمًا أليس كذلك؟ أنا محظوظًا جدًا لوجودها بجانبي. تركت روكسي في غرفتي مؤقتًا وذهبت إلى غرفة سيلفي لكن عندما وجدت يدي مقبض الباب ترددت للحظة. الآن بعد أن فكرت في الأمر لم يسبق لي أن قابلت سيلفي في “ليلة روكسي” من قبل. ماذا لو أنها تبكي حتى تنام هناك أو شيء من هذا القبيل؟ سيلفي تقول دائمًا إنها لا تمانع وقوعي في حب نساء أخريات. رحبت بروكسي في العائلة بحرارة وقبلت إمكانية إنضمام إيريس إلينا لكن من المحتمل أنها شعرت بشعور مختلف في أعماقها. ماذا لو أنها تبكي الآن؟ ما الذي تفعله؟ تدق أشواكًا صغيرة في دمية فودو؟ أم أنها تعض منديلًا وتهسهس لنفسها “تلك العاهرة الصغيرة!”؟… حسنًا كل شيء سيكون على ما يرام، بالتأكيد طفلتي الصغيرة اللطيفة سيلفي ليست قادرة على ذلك.
“سيلفي؟ هل يمكنكِ المجيء إلى غرفتي من أجل…”.
“عض أذني للتو هكذا تمامًا! يجب أن تسمعي الطريقة التي همس بها فلنعمل على ذلك لاحقًا! يا إلهي! ماذا سيفعل بي؟ أراهن أن هذه ستكون الليلة الأولى مجددا… ماذا أفعل يل لوسي؟ ربما يكون لديك أخ أو أخت صغيران في الطريق قريبًا!”.
عندما فتحت الباب وجدت سيلفي تتدحرج على سريرها وذراعيها ملفوفتان حول وسادة وتركل ساقيها بإثارة طفولية. يبدو أنها تتحدث بهدوء إلى حد ما ولكن عندما فتح الباب تمكنت من سماع كل كلمة بوضوح. من الصعب تصديق أن هذه الفتاة أصبحت أمًا لكن من ناحية أخرى هذا المشهد رائع للغاية لأنه جعلني أشعر بإغراء شديد للإنقضاض عليها، لحسن الحظ لم تكن لوسي هنا بل نائمة في غرفة ليليا ولكن هذه الغرفة لا يوجد بها عازل للصوت… تمالك نفسك! روكسي تنتظرك هل تتذكر؟.
“آه”.
عندما إلتقت أعيننا توقفت سيلفي في منتصف حركتها وظهرها على السرير، إستندت مؤخرتها إلى الحائط بينما ساقاها ممتدتان نحو السقف حيث تجمدت إبتسامة كبيرة مخيفة على وجهها.
“…”.
في لفتة من التعاطف أغلقت الباب دون أن أنبس ببنت شفة لأن الجميع يفعلون أشياء لا يريدون لأحد أن يراها أليس كذلك؟.
“مهلا! لا يا رودي! إنتظر! لقد فهمت الأمر بشكل خاطئ! لا تذهب!”.
تحركت سيلفي بسرعة مذهلة وقفزت من سريرها مندفعة إلى الأمام لتمسك بالباب قبل أن يغلق تمامًا. حسنًا لم أكن ذاهبًا إلى أي مكان لأنني فكرت أننا ربما نرغب في إعادة المحاولة من البداية.
“ماذا؟ ليس عليك فعل ذلك هل تحتاج إلى شيء؟ إنها ليلة روكسي أليس كذلك؟ ربما يكون هذا أحد تلك الأيام؟ هل تريد مني أن أستبدلها؟”.
من الواضح أن الفتاة لم تكن تفكر بشكل سليم في تلك اللحظة، يبدو أنها تعتقد أن دورة روكسي بدأت فجأة على الرغم من حقيقة أنها حامل. لم نكن نراها على هذا النحو كل يوم أو في كثير من الأحيان – ورغم أن الأمر ساحر – إلا أن الوقت حان لإعادة الأمور إلى مسارها الصحيح.
“أردت أن أخبرك عن الشخص الذي سأقاتله وما سيحدث بعد ذلك هل يمكنك أن تأتي إلى غرفتي؟”.
صمتت سيلفي لبضع ثوانٍ ثم أومأت برأسها بتعبير جاد على وجهها. أعتقد أنني رأيت لمحة من السعادة في عينيها لذا شعرت ببعض الراحة. لم يستغرق التفسير نفسه وقتًا طويلاً. إستمعت سيلفي وروكسي بهدوء بينما أخبرتهما أن خصمي هو حاكم التنانين أورستيد، وأنني تلقيت أمرًا بمحاربته من شخص يُدعى حاكم البشر الذي زارني في أحلامي. أوضحت أنه إذا مت فهناك بعض الأشياء التي يتعين عليهما القيام بها: أولاً إعتبار أورستيد عدوًا ولكن أن لا يتحدوه بشكل مباشر أبدًا؛ ثانيًا عدم الثقة أبدًا في أي نصيحة يقدمها حاكم البشر؛ وثالثًا نقل هاتين النصيحتين إلى الأجيال القادمة من عائلتنا. كما ذكرت أنه بعد وفاتي يجب عليهم إخبار بقية أفراد الأسرة بكل ما أخبرتهم به – ومحاولة التفكير في طرق للحفاظ على سلامة بعضهم البعض. بذلت قصارى جهدي للتعبير عن مدى خطورة الموقف. بدأنا بالجلوس على السرير ولكن مع إستمرار المحادثة وجدت نفسي مستلقيا مع روكسي وسيلفي على جانبي.
“إذا إنتهى بي الأمر بالخسارة فهناك إحتمال أن يحدث شيء فظيع لروكسي أثناء حملها أو للوسي”.
“شيء فظيع؟ حسنًا في الأساس… أنت تقول إن حاكم البشر سيفعل شيئًا لنا؟”.
“نعم”.
“الآن فهمت الأمر… هذا هو السبب الذي جعلك تطلب منا بإستمرار مراقبة المنزل مؤخرًا…”.
أومأت سيلفي برأسها لنفسها وبدا أنها حلت للتو لغزًا – شعرت أنها أساءت فهم دوافعي إلى حد ما – ذلك ملائم لكن ربما أنا بحاجة إلى قول شيء ما.
“حسنًا فهمت ذلك” تابعت سيلفي “كما تعلم يا رودي يمكنني الإعتناء بنفسي! لا تحتاج إلى أن تطلب مني حماية إبنتي أيضًا فأنا مستعدة للتضحية بحياتي من أجلها”.
“لا تقلق عليّ أيضًا” أضافت روكسي “حافظت على حياتي لسنوات عديدة ولا أخطط لأن أصبح مهملة الآن… ربما أكون أضعف منك لكن من فضلك لا تفترض أنني عاجزة”.
بعد تفكير ثانٍ لم أجد سببًا لقول أي شيء فكلاهما منفعلتين بعض الشيء وهذا هو الأفضل.
“على أية حال أورستيد من القوى العظمى السبع… إنه خصم قوي” تابعت روكسي “هل تعتقد أنك تستطيع الفوز؟”.
“لست متأكدًا” أجبت بصراحة “قاتلته مرة واحدة من قبل”.
“ماذا حدث؟”.
“تغلب علي بسهولة”.
حتى بعد كل هذا الوقت فإن تذكر ذلك اللقاء الأول مع حاكم التنانين جعل ساقي ترتعشان. هزم رويجرد في لحظة وأخرج إيريس بسهولة من القتال ثم طعن يده عميقًا في جسدي… إن ذلك الرجل مرعب.
“رودي هل أنت متأكد من أننا لا ينبغي أن نذهب جميعًا معًا؟”.
“سأفعل ذلك بمفردي أعتقد أن هذا يمنحني أفضل فرصة للفوز لأنني سأطلق الكثير من التعويذات الضخمة وأدمر دفاعاته من مسافة بعيدة”.
“هذا منطقي… لكنك ترتجف”.
“نعم”.
“مهلاً! ماذا… إبتعد عني يا رودي! توقف عن محاولة تشتيت إنتباهي!”.
في دفاعي عن نفسي لم أبدأ في لمس سيلفي لأنني أردت تشتيت إنتباهها بل أردت أن أتحسسها. إذا قتلني أورستيد فلن أحصل على فرصة أخرى للمس هذه الأشياء أو هذه أو تلك أو هذه…
“آه! هيا نحن نجري محادثة جادة الآن أليس كذلك؟”.
“نعم”.
“هل تعلم يا رودي؟ لوسي تتجول في الأرجاء الآن ويمكنها الذهاب إلى أي مكان تريده”.
“همم…”.
“قالت ليليا إنها تذكرها بالطريقة التي كنت عليها عندما كنت طفلا”.
“…”.
“كما أنها تتعلم الكثير من الكلمات الجديدة بهذا المعدل أراهن أنها ستتكلم في أقل من عام”.
لم أكن أساعد كثيرًا في تربية لوسي لأنني أترك الأمر بالكامل لليليا وسيلفي ومع ذلك أعرف مدى جمالها المذهل على الأقل.
“أنا أتطلع إلى ذلك حقًا يا رودي”.
“أنا أيضاً”.
“إذا بدا الأمر وكأنك ستخسر تأكد من الهرب حسنًا؟”.
“سأحاول… نعم لا أعرف ما إذا كنت سأتمكن من الإبتعاد عنه لكنني سأفعل ذلك”.
هل لوسي كبيرة بالقدر الكافي لفهم ما يحدث؟ هل هناك شخص حولها؟ إذا مت في هذه المعركة فربما لن تتذكر وجه والدها حتى عندما تكبر. كيف سيكون شعورها؟ من الصعب علي أن أتخيله… هل يمكن أن أجد طريقة دبلوماسية لسؤال أيشا؟.
“رودي”.
تحدثت روكسي من يساري لذا حاولت أن أتحسس صدرها أيضًا لكنها أمسكت بذراعي قبل أن أتمكن من ذلك… أوه هذه قوة قبضة مذهلة! أوه آسف أنا أعلم… نحن نخوض محادثة جادة.
“أنا سعيدة لأنني إلتقيت بك يا رودي وتزوجتك وأنجبت طفلاً منك فلم أكن في حياتي كلها أكثر سعادة مما أنا عليه الآن… لأكون صادقة لم أكن أتخيل أبدًا أنني سأجد هذا النوع من السعادة”.
“نعم…”.
“لكن هناك جانب سلبي على ما أعتقد… إذا ذهبت بعيدًا وقتلت نفسك فسوف تجعلني أكثر حزنًا من أي وقت مضى”.
“نعم”.
“إنه أمر محرج بعض الشيء أن أقول هذا النوع من الأشياء ولكن…” توقفت روكسي للحظة مستنشقة بعمق ثم أنهت جملتها “أرجوك إجعلني سعيدة”.
لم أتخذ القرار الخاطئ على الإطلاق… كنت سأقاتل من أجل روكسي وسيلفي لكن الأن يجب أن أقاتل من أجل هذين الإثنين لأعود إلى منزلي وعائلتي… أخيرا تبددت كل شكوكي… بعد أيام قليلة عندما أكملت جميع إستعداداتي أخيرًا إنطلقت من مدينة السحر شاريا وحدي تماما.
مضى الوقت غير مبالٍ بمخاوفي وسرعان ما مر شهر آخر حيث إكتمل الآن الدرع السحري MC 1. بطريقة ما إنتهينا من المشروع بعد 3 أشهر لأنني أنفقت الكثير من المال لتعيين عمال إضافيين حتى يقوموا بالمهام الأكثر رتابة – مما أدى بالتأكيد إلى تسريع الأمور. كما توقعت تمامًا إنتهى الأمر بهذا الشيء إلى أن يبلغ إرتفاعه حوالي 3 أمتار، ومع ذلك إطاره بالكامل مغطى بصفائح سميكة من الدروع التي صنعتها مما أضفى عليه مظهرًا قويًا بشكل مدهش – بمعنى آخر لم يكن أنيقا تمامًا. دخلت من الخلف حيث يوجد ثقب في ظهره صنع لأجل الإنسان تسلقت إليه للتو، بمجرد تغذيته بالمانا يصبح بمثابة إمتداد لجسمي حتى أتمكن من إغلاق الدرع الخلفي فوقي يدويًا. يحتوي هذا القسم من الدرع أيضًا على دائرة سحرية خاصة ستخرجني تلقائيًا من الخلف إذا نطقت الأمر الصحيح. ركبنا “بندقية غاتلينغ” على الذراع اليمنى ما جعل برنامج التتفيذ السحري المعدل يطلق تعويذات مدفع الحجر تلقائيًا متى أردت ذلك. عندما أغذيه بأكبر قدر ممكن من المانا سيصبح قادرًا على إطلاق تعويذات مدفع الحجر عدة مرات في الثانية، سيحول هذا الوحش العادي إلى كتلة من الدم برمشة عين – كما أن هذه خطتي الرئيسية للتعامل مع سحر الإزعاج الخاص بأورستيد. على اليد اليسرى قمنا بتركيب حجر الإمتصاص فقد خططت لصد تعويذات أورستيد بإستخدام سحر الإزعاج، من الممكن ألا يكون لدي الوقت إذا أصبحت الأمور محمومة فهذا الحجر يمكن أن يبدد السحر الذي تشكل من قبل. سيسمح لي ذلك بالتعامل مع أي تعويذة لم أكن سريعًا بما يكفي لإيقافها بشكل إستباقي ولدي شعور أنه ربما يكون ممكننا. منحناه درعًا يمكن أن يكون بمثابة سلاح للمبارزة من نوع ما، لست سيئًا في إستخدام السيف لكنني أعلم أنني لا أستطيع التنافس مع أورستد من هذه الناحية. خلصت إلى أنه سيكون من الأفضل التركيز على الدفاع من مسافة قريبة، وبصراحة فإن ضربه بحجر ثقيل سيؤدي إلى المزيد من الضرر لذا أفضل هجوم هو الدفاع الجيد. هذا نفس مفهوم الدبابة في الأساس ومع ذلك قمت بتثبيت أحد أسلحة بول القديمة على طرف الدرع: السيف السحري الذي أعطيته لأيشا وليس السيف الذي تملكه نورن الآن. لست متأكدا من أن قدرته على تجاهل دفاع العدو ستنجح مع أورستد لكن الأمر يستحق تجربة كل ما بوسعي. النتيجة النهائية ليست مهيبة تمامًا فقد تم رسم الدرع السحري بنمط مموه يبدو في غير مكانه هنا مثل مسدس غاتلينغ الضخم الموجود على ذراعه، لم يكن للدرع الضخم ذو الشفرة في طرفه قيمة جمالية كبيرة لأنه حاليا الشيء ملقى على الأرض بأحد الحقول على مشارف شاريا. ثقيلً للغاية لدرجة أنني إضطررت إلى الدخول وتغذيته بالمانا حتى يتمكن من الوقوف. “أوه! الآن هذه بدلة مدرعة مخيفة!” . “في الواقع حجمه الهائل مهيب للغاية”. “أنا لا أعرف ربما من الأفضل إختيار شيء أكثر أناقة قليلا…”. “أتفق ولكي أكون صادقة تمامًا أعتقد أن الأمر يبدو سخيفًا”. “رودي إنه يشبه الوحوش… ألا يمكنك إضافة لون مختلف؟”. أومأ كليف وزانوبا بإرتياح أثناء فحصهما للمنتج النهائي لكن رد فعل النساء أقل إيجابية بكثير ربما هذا النوع من الأشياء يجذب الأولاد أكثر. من ناحية أخرى درسته جولي برضا إلى حد ما ونظرا للتعبير على وجهها من الواضح أن هذا لا ينطبق على جميع المجالات. إذا تمكنت من العودة قطعة واحدة فيجب أن أرى ما تعتقده أيشا ونورن… حسنا أيا يكن لم نصمم هذا الشيء ليبدو رائعًا. “حسنًا جميعا” إلتفت لمواجهة المجموعة قائلا “أعتقد أن الوقت حان لبدء الإختبار النهائي”. خرج كل من سيلفي وروكسي وزانوبا وكليف وإليناليس للمشاهدة كما حضرت جولي وجينجر أيضًا لكن ناناهوشي غائبة، وافقت على المساعدة في جذب أورستد إليّ لكن هدفها الرئيسي هو العودة إلى عالمها لذا كإجراء إحترازي لسلامتها تظاهرنا بأنني أجبرتها على التعاون معي. لهذا السبب لا يمكن رؤيتها معنا الآن فربما تدرس سحر الإستدعاء مع بيروجيوس في القلعة العائمة. هناك إحتمال أن ينتهي الأمر بقتلي لأورستد لكن عندما ذكرت لها ذلك أومأت برأسها بقلق وقبلت المخاطرة. “حسنًا أفترض أنني سأنظر من مسافة آمنة” بهذه الكلمات توجهت روكسي إلى الكراسي التي جهزناها للمتفرجين مع جولي. لم يكن نتوء طفلها واضحًا بعد ولكن يمكن رؤيته إذا بحثت عنه زربما لن تكون قادرة على إخفاء ذلك لفترة أطول، أتمنى أن تصدر الإعلان الكبير قريبًا لكن الذهاب إلى المعركة مع زوجة حامل تنتظرك طريقة كلاسيكية لقتل نفسك بشكل مأساوي… حسنًا لا! لا تفكر في ذلك حتى! كلما زاد قلقك أصبح التركيز أكثر صعوبة… سأفوز بهذه المعركة! زوجتي سترزق بطفل وسأسميه! وبعد ذلك سأبدأ في إنجاب الطفل رقم 3! هكذا يبدو مستقبلي! نعم!. “حسنًا سأصعد إلى داخله الآن! سيلفي وزانوبا وإليناليس أريدكم أن تأتوا إليّ. كليف كل ما عليك فعله هو إبقاء عين تحديد الهوية خاصتك نشطة وأخبرني إذا لاحظت أي شيء” . “بالتأكيد يا رودي”. “بالتأكيد يا معلم” . تقدمت سيلفي وزانوبا إلى الأمام في الحال لكن لدهشتي رفعت إليناليس يديها قبل أن تتراجع. “أنا آسفة يا روديوس ولكن أعتقد أنني سأشاهد فقط فلا أريد أن أتعرض للإصابة”. تلك المذكرات ذكرت أن إليناليز حملت في وقت ما وبعد أن درست جسدها بعناية أعتقد أنني أستطيع رؤية بدايات النتوء. أعتقد أن دعوتها إلى الشجار معي أمر متهور. “هذا صحيح لا نريد أن يحدث أي شيء للطفل. لماذا لا تذهبين وتجلسين مع روكسي؟”. “ماذا؟! الطفل؟!” صرخ كليف بينما يحدق في بطن إليناليس بشكل مكثف “إليناليس… هل أنتِ حامل؟”. “حسنًا لعنتي غير نشطة منذ بعض الوقت… نعم ربما أكون كذلك” . “لعنتك غير نشطة؟! ولكننا نواصل العمل كالمعتاد!”. “بالفعل”. “إنتظري… إنه… إنه ليس طفل روديوس أليس كذلك؟”. “هل تحاول أن تثير غضبي يا كليف؟” . “ولكن أعني…” . “إذا كان الأمر صعب التصديق فلماذا لا تلقي نظرة بنفسك؟ ربما ستخبرك عينك تلك بشيء ما” . “أوه حسنا” سحب كليف رقعة عينه جانبًا مقتربا من إليناليس. إقترب أكثر حتى إنتهى به الأمر بوجهه على بعد بوصتين من أسفل بطنها، حاول التحديق مباشرة في رحمها ومع ذلك لا يبدو أن هذا الفحص كافٍ لذا مد يده لرفع أعلى تنورتها ببطء. “يا إلهي! عزيزي ألا تعلم أننا في الأماكن العامة؟”. “هل يمكن أن تكوني هادئا لمدة دقيقة؟” همس كليف بشدة “لو سمحت؟”. “حسنا” أجابت إليناليس بهزة صغيرة من كتفيها. لنكون منصفين بدا الأمر فاحشًا بعض الشيء بالطريقة التي يتحرك بها تحت تنورتها الطويلة لكن ربما يمكنني تجربة شيء كهذا مع إحدى زوجاتي… حسنًا من المؤكد أن سيلفي ستبدو جيدة في وضع كهذا…. ربما هذا ليس شيئًا يجب أن أنفق عليه مواردي العقلية الآن. “هذا صحيح” عاد كليف للظهور من تحت تنورة زوجته بوجه شاحب. على ما يبدو يمكن أن تكون عين تحديد الهوية بمثابة الموجات فوق الصوتية وربما ظهرت كلمة حامل في رؤيته أو شيء من هذا القبيل. “ماذا الآن؟ ماذا نفعل؟! “. “أوه لا شيء على وجه الخصوص”. “لكنه… إنها ليست عملية سهلة أليس كذلك؟ هناك كل أنواع…”. “كليف لقد مررت بهذا مرات عديدة بالفعل سأكون بخير دعني أتعامل مع الأمور وسألد طفلاً سليماً”. “هذا صحيح…”. لم يكن وجه كليف أقل شحوبًا بل بدا مصدومًا من المفاجأة. “على أية حال لم يكن هذا تصرفًا لبقًا منك يا روديوس” قالت إليناليس محدقة في إتجاهي “هل أخرجت روكسي القطة من الحقيبة؟”. “لا لم تقل أي شيء إنه مجرد حدس فقط”. “فهمت… حسنًا آمل أن تفهم لماذا أفضل عدم التورط في أي مبارزات في الوقت الحالي؟” . “بالطبع أنا آسف لذلك”. لوحت إليناليس بيد واحدة في الهواء متجهة نحو منطقة المتفرجين حيث جلست بجوار روكسي ليقوم الإثنان بإجراء محادثة. لدي فكرة جيدة عن الموضوع مع الأخذ في الإعتبار أن روكسي تفرك يدها على بطنها، يجب أن يكون الإثنان قد حملا في نفس الوقت وعلى الرغم من أهمية كل هذا لدينا أشياء أخرى أحتاج إلى التركيز عليها حاليا. “حسنًا عودوا جميعًا إلى العمل فلنبدأ هذا الإختبار”. أومأت سيلفي وزانوبا برأسيهما وتغيرت تعبيرات وجوههما إلى الجدية. بعد ساعة أعلنت أن الإختبار إكتمل مع كون أداء الدرع السحري مذهل. شعرت أن سرعتي القصوى تبلغ حوالي 200 كيلومتر في الساعة وبإمكاني القفز عدة أمتار في الهواء بسهولة، ضرباتي ذات قوة كافية لترك حفرة تصادم على الأرض حيث كافحت سيلفي لتلقي عليّ تعويذة واحدة وأي سحر أصابني إرتد مجددا. لم أستطع حتى أن أشعر بلكمات زانوبا المخيفة – إنتهى به الأمر بكسر يده على درعي والصراخ من الألم – المشروع ناجح. كنت قادرًا على إلحاق الضرر الجسدي بطفل مبارك مثل زانوبا مما يعني أنني سأكون قادرًا على إيذاء أورستد. لمرة واحدة شعرت أنني تمكنت من تحقيق هدفي بالكامل دون أن أفشل ولو مرة واحدة على طول الطريق… هذا شعور لطيف لكن لا أستطيع الحصول على هذا الفضل لنفسي فقد جعل زانوبا وكليف المشروع ممكنًا… هذا يشبه ما شعرت به أثناء القتال تحت حماية هالة المعركة – هذا النوع من القوة مسكر… بدأت أفهم لماذا أصبح أمثال بيروجيوس وأتوفي متعجرفين على مر السنين… هل قمت بتسوية الملعب بما فيه الكفاية؟ هل أتيحت لي الفرصة الآن؟ نعم يمكن أن أنجح… أستطيع أن أفعل هذا… الأن بطريقة أو بأخرى إكتملت إستعداداتي. +++ في نفس المساء أعلنت روكسي أخيرًا عن الخبر الكبير “أعتقد أنه حان الوقت لأخبركم جميعًا، يبدو أنني حامل”. تحدثت قبل العشاء مباشرة ولأن نورن موجودة في المنزل وقتها إتضح أن العائلة بأكملها حاضرة. “مبروك! كم هو مثير!”. رد الفعل الأول من ليليا على الرغم من أنها عادة ما تخفي مشاعرها إلى حد ما إلا أن إبتسامة كبيرة إرتسمت على وجهها. بدا الأمر حقيقيًا تمامًا وللحظة إعتقدت أن لهذا علاقة بمشاعرها إتجاه مكانة إبنتها في الأسرة لكن يبدو أن روكسي إستشارتها مسبقًا، هذا من شأنه أن يفسر سبب ظهور الوجبة على مائدة العشاء أكثر أناقة من المعتاد. “مبروك روكسي” رد فعل سيلفي مشابه. إما أن روكسي لجأت إليها طلبًا للنصيحة أو أنها شعرت بحدس بأن هذا سيحدث لذا تقبلت الخبر بسهولة وبإبتسامة دافئة على وجهها. لسبب ما رؤية تلك الإبتسامة ضربني بوميض من شعور الديجا فو بمعنى ما هذا مشابه لليوم الذي كشفت فيه ليليا عن حملها. هناك العديد من الإختلافات بالطبع – زينيث وليليا هنا – ولم أكن أخون روكسي بالضبط… حسنًا ربما بدأ الأمر بهذه الطريقة لكن على الأقل تحدثنا عن الأمور كعائلة وتوصلنا إلى حل، قبِلت سيلفي روكسي وعلى عكس والدي لم أكن لأتلقى صفعة على وجهي من زوجتي الغاضبة أو أرى “عشيقتي” تنهار بالبكاء. إنتقلنا مباشرة إلى الجزء المتعلق بالنهاية السعيدة!. “أوه… رودي؟ هل لديك أي أفكار؟”. من الواضح أن روكسي شعرت بالتوتر قليلاً بسبب صمتي لذا إلتفتت نحوي بنظرة قلق على وجهها لكن لم يكن هناك سوى شيء واحد أريد أن أقوله. “أنا سعيد للغاية! شكرًا لك روكسي”. “هاه؟ آه… على ماذا تشكرني بالضبط؟”. أمالَت روكسي رأسها إلى أحد الجانبين بإستغراب مع إبتسامة مرتبكة كأنها لا تفهم رد فعلي لكنها لم تبدو منزعجة أيضًا. “ها أنت ذا مرة أخرى رودي” قالت سيلفي ضاحكة “قال لي نفس الشيء عندما أخبرته عن لوسي”. هل فعلت ذلك؟ نعم ربما فعلت ذلك لكن لماذا يكون هذا هو رد فعلي الإفتراضي؟ هممم… “حسنًا… أنا سعيد لأنك حامل بطفلي وسعيد لأنك شعرت بالراحة عند إخباري بذلك يبدو الأمر وكأنه دليل على أنك تقبلتني حقًا على ما أعتقد…”. “إعتقدت أنني أثبتت لك ذلك منذ فترة طويلة ولكن- واه!”. إنحنيت للأمام لأرفع روكسي وأجذبها إلى حضني رغم أنني أحاول عادة ألا أبالغ في التعلق بها أمام سيلفي لكن اليوم سيكون إستثناءً. “منحتني كل أنواع الهدايا وعلمتني كل أنواع الأشياء وساعدتني مرات عديدة وللإضافة إلى ذلك ستنجبين طفلاً لي… لا أعرف ماذا أقول غير أن أشكرك! أنا ممتن جدًا لأنني إلتقيت بك المعلمة روكسي”. “يا إلهي مر وقت طويل منذ أن ناديتني بهذا الإسم…”. مررت يدي برفق على بطن روكسي فربما بلغت الشهر الثالث من حملها الآن لأنني شعرت بإنتفاخ واضح، مررت بهذا من قبل مع سيلفي لكن الأمر ما زال يبدو غريبًا بعض الشيء. “إسمع يا رودي أنت الأن زوجي لذا أردت أن أنجب طفلاً لك… إذا شعرت بالحاجة إلى مدحي فأعتقد أن شيئًا مثل “أحسنت” أو “عمل جيد” سيكون أكثر ملائمة”. “ألا يبدو هذا نوعًا من الغطرسة؟”. “هيا من فضلك؟ هل يمكنك أن تسمح لي بالحصول على ما أريد من حين لآخر؟”. “حسنًا حسنًا إذًا… أحسنتِ يا روكسي”. عندما نطقت هذه الكلمات ضغطت روكسي برأسها على صدري بينما تلتصق بي، بدا الأمر وكأنها تتعامل مع الأمر بهدوء لكنني شعرت أن سيلفي أكثر توتراً بعض الشيء. مجددا بدا الأمر وكأن إيليناليز وليليا على علم بحمل روكسي مسبقًا فربما طمأنت نفسها بالتحدث إلى العديد من الأشخاص المختلفين حول وضعها…. ربما لجأت إليهم بسبب إنشغالي في الآونة الأخيرة، جعلتني هذه الفكرة أشعر بالذنب لأنني تحولت إلى أحد هؤلاء الآباء الذين ينشغلون كثيرًا لدرجة أنهم لا يهتمون بعائلتهم… على الرغم من أنني لم أكن أسعى إلى تسلق السلم الوظيفي أو أي شيء من هذا القبيل. ضممتُ روكسي بقوة بين ذراعيّ وضغطتُ وجهي على مؤخرة رأسها لأدفن أنفي في شعرها حيث رائحتها الرائعة كما هي دائمًا ما جعل قلبي يرتاح. “أوه! روديوس!” صرخت نورن بينما تضرب بيديها على الطاولة للتأكيد “هل يمكنك أن تحاول السيطرة على نفسك؟ سأفقد شهيتي!”. نظرت إليها لإجد وجهها أحمر كالطماطم. “إمنحبهم بعض الراحة” وبختها أيشا “روكسي دائمًا ما تكون متفهمة إنها تستحق بعض المودة الليلة”. لسبب ما تتكئ إلى الأمام على الطاولة وذقنها في يدها بإبتسامة ساخرة على وجهها. “أنت غاضبة لأن روديوس لم يمنحك أي إهتمام مؤخرًا أليس كذلك؟”. “ماذا؟! لا!” صرخت نورن “لست كذلك! أعني الأمور معقدة بعض الشيء أليس كذلك؟ فكري في شعور سيلفي ولوسي! أعتقد أنهما يجب أن يبقيا هذا النوع من الأمور خلف الأبواب المغلقة!”. “أنت لا تستطيعين خداعي… أخي العزيز يجب عليك أن تخصص وقتًا لنورن إنها تحظى بشعبية كبيرة في المدرسة مؤخرًا، سابقا توقف أحد الصبية عند المنزل ليترك لها رسالة”. “أيشا! من قال لك أنك تستطيعين إخباره بهذا الأمر؟!”. إذن هل نجحت نورن في جذب أول مجموعة من المعجبين بها؟ حسنًا إنها رائعة ومجتهدة لذا لدى الأولاد ذوق رفيع يجب أن أعترف بهذا، في يوم من الأيام ربما تجد صديقًا وتتزوج بحيث تترك منزلي للأبد… كنت أرغب في دعمها بالطبع ولكن إذا وقعت في حب فتى لعوب سيئ فسيكون من الصعب عدم التدخل، حاولت أن أتخيل نورن وهي تحضر إلى المنزل طفلاً بشعر أشقر مصبوغ وأذنين مثقوبتين ووشم على شكل دمعة تحت رأسه… أختك الصغيرة علمتني ما هو الحب الحقيقي حقًا! يا رجل هل يمكننا أن نحصل على مباركتك؟ لحسن الحظ لا يبدو الأمر معقولًا، ولكن إذا سارت الأمور على هذا النحو فسيتعين علي أن أحاول أن أبتسم بأدب قبل أن أصاب بالذعر. “نورن هل لديك أي شخص تحبينه؟”. “هل هناك أي شخص أحبه؟” إبتعدت نورن عني بينما تنتشر حمرة خجل على وجهها “بالطبع لا”. إذن هناك شخص ما أليس كذلك؟ لا شيء غير عادي في ذلك فقد وصلت إلى هذا العمر… أياً يكن ذلك الشخص إنه طفل محظوظ. “حسنًا فهمت الوضع إذا بدأت الأمور تصبح أكثر جدية تأكدي من إحضاره لمقابلة العائلة”. “هل تستمع لي حقًا؟!”. عندما تجلب الصبي إلى المنزل سيتعين عليّ أن أفحصه بعناية نيابة عن بول وأوجه له بعض التهديدات الأبوية. (ستأخذ إبنتي الصغيرة فوق جثتي!) كنا سنصرخ معا. “على أية حال ماذا عنك يا أيشا؟ أنت دائمًا ما تتحدثين عن مدى سعادة روديوس عندما ستُرينه الأرز من الحديقة!”. “هيي!” صرخت أيشا بينما تقفز من مقعدها “كنت سأعلن عن ذلك لاحقًا! أنت فظيعة يا نورن!”. “همف! هذا ما تستحقينه!” قالت نورن مبتعدة بغضب. مهلا… هل قالت للتو ما أعتقد أنها قالته؟… “إنتظري يا أيشا… هل حصدتِ الأرز من الحديقة؟!”. “حسنًا نعم… أعتقد أن الجو بارد بعض الشيء لذا لم أحصل على الكثير ولكن إذا بدأت في إعادة الزراعة الآن بحلول الخريف يجب أن…”. “إعادة الزراعة؟! هل هذا يعني أنك حصدت بذور الأرز أيضًا؟! هذا صحيح…”. “نعم فعلت ذلك… أنت… تتصرف بغرابة بعض الشيء يا روديوس ما الأمر؟”. “أتصرف بشكل طبيعي تمامًا أؤكد لك ذلك! ماذا عن العام القادم؟! هل سيكون لدينا محصول آخر العام القادم؟!”. “حسنًا طالما أنك تزيد من هذه التربة بسحرك بالتأكيد… ستنمو بشكل أفضل في هذه الأشياء”. رفعت روكسي برفق وأجلستها على الأرض بجانبي قبل أن أنهض على قدمي منتقلا إلى جانب الطاولة لأركع على ركبتي على بعد 3 خطوات من كرسي أيشا بذراعين مفتوحتين. “أحسنت يا أيشا!”. “نعم؟ حسنًا هل يجب أن… أقفز بين ذراعيك الآن أم ماذا؟”. تقدمت أيشا نحوي ببطء بينما تنظر إليّ مرارًا وتكرارًا ثم قفزت بحذر إلى حضني وأمسكت بها من الجانبين قبل رفعها في الهواء وبدأت تدويرها. “مذهل! إنه أرز يا أيشا! رائع!”. “رائع!”. أخيرًا سأتمكن من تناول الأرز مجددًا! الأمر بسيط مقارنة بحمل روكسي لكنني أحب الأرز بشغف. لا شيء يضاهي كومة كبيرة ممتلئة من الأرز الأبيض الرقيق وخاصةً عندما تقترن ببعض الأسماك المشوية اللذيذة والمالحة، قريبًا سأستطيع تحويل هذا الحلم السعيد إلى حقيقة وبينما أدور أيشا حول نفسها سرت موجة جديدة من الفرح في جسدي، أنا وروكسي على وشك إنجاب طفل أما لوسي فستحصل على أخ أو أخت أصغر منها بعامين – سيكون نصف ميجورد… آمل ألا يتعرض للتنمر أو أي شيء من هذا القبيل… ما لون شعره في المستقبل؟ هل ستكون لوسي أختًا كبيرة جيدة؟ آمل أن ينسجموا مع نورن وأيشا أيضًا… لا أستطيع الإنتظار… ماذا ينبغي لنا أن نسميه؟ أوه صحيح هناك محظورات حول هذا الأمر أليس كذلك؟… دارت مجموعة كاملة من الأفكار الأخرى داخل رأسي في تتابع سريع لدرجة أنني لم أعد أستطيع متابعتها بعد الآن. بعد إعلان روكسي أقمنا إحتفالا صغيرًا متواضعًا جعل الطعام أطيب من المعتاد حيث أصبح الحديث حول المائدة مبهجًا وحيويًا. أخبرتنا نورن قصصًا من وقتها في مجلس الطلاب وأخبرتنا أيشا بسعادة أن الناس في سوق المدينة بدأوا في معرفة إسمها. إنفجرت لوسي في البكاء بسبب كل هذا الضجيج وواستها سيلفي ببراعة. قدمت ليليا الطعام بإبتسامة لطيفة على وجهها كما تناولته زينيث بصمت لكن من الواضح أنها في مزاج جيد. أصبحت روكسي غاضبة بعد رد فعلي المبالغ فيه إتجاه أخبار أيشا لذا وجب علي أن أعمل بجد لتهدئتها. إحدى الأطباق التي تناولناها في ذلك المساء تتكون من كرات الأرز المملحة التي قامت أيشا بإعدادها بنفسها. عندما سألتها عن سبب إختيارها لكرات الأرز على وجه الخصوص أوضحت لي أن ناناهوشي أخبرتها بكيفية إعدادها. عليّ أن أفترض أن هذا هو السبب وراء إختيارها لكرات الأرز لأنها تذكرت “الوصفة” الوحيدة التي لم تكن تعرفها. من الواضح أن تلك الفتاة لم تقض الكثير من الوقت في المطبخ. من ناحية أخرى الوصفات الوحيدة التي إستطعتُ إبتكارها تتعلق بأشياء أساسية كعصيدة الأرز أو كرات الأرز. على أية حال إنها المحاولة الأولى لأيشا لصنع كرات الأرز المستديرة وصغيرة الحجم يدويا، الزراعة الأولى بمثابة تجربة أكثر من أي شيء آخر رغم ذلك حصدت كل هذه الكمية من الأرز – ما يكفي ليجربه الجميع. لم يبدُ أي شخص آخر حول الطاولة منبهرًا بشكل خاص بالنكهة لكنني إستمتعت بوجبتي بسعادة، عملت أيشا بجدية شديدة لحصد هذا الأرز وضغطته بيديها الصغيرتين على شكل كرة… كيف يمكن للنتيجة أن تكون شيء غير لذيذ؟ إنهمرت الدموع على خدي بينما أمضغ وأبتلع كل قضمة ببطء. التجربة ناجحة وهذا يعني أنه بإمكاننا أن نتوقع حصادًا أكبر في المرة القادمة، أرادت أيشا زراعة كمية أكبر مقارنة بالمرة السابقة لذا فإن كرات الأرز التالية التي ستصنعها ستكون أكبر حجمًا… رغم ذلك ليس هناك أي ضمان بأنني سأكون موجودًا لتناولها. “الجميع لدي شيء أريد أن أخبركم به” عندما إنتهى الجميع من تناول طعامهم تحدثت أخيرًا لكنني توقفت لألقي نظرة حول الطاولة. بدت أخواتي وأمي مذهولين وزوجتي كأنهما تستعدان لذا أخذت بعض الوقت للنظر في عيونهن جميعًا واحدة تلو الأخرى. “قريبًا جدًا سأقاتل شخصًا ما يتمتع بقوة لا تصدق” قررت مسبقًا عدم ذكر إسم أورستيد صراحةً “أنا متأكد أنكم لاحظتم أنني أتصرف بشكل غريب إلى حد ما خلال الشهرين الماضيين لذا أشكركم على عدم إلحاحكم علي لشرح الأمر، أعلم أن الأمر لم يكن سهلاً بالنسبة لكم وأنا آسف لأنني لا أستطيع شرح الأمر بالتفصيل”. “…”. “هناك إحتمال كبير أنني لن أفوز في هذه المعركة”. عندما نطقت بهذه الكلمات إرتسمت الدهشة والقلق على وجوه أفراد عائلتي لكنني واصلت المضي قدمًا على أي حال. “ربما تكون هذه آخر وجبة لي على طاولة العشاء”. “هل يجب عليك أن تقاتل ذلك الشخص؟” قالت نورن ومن الواضح أنها منزعجة “أليس هناك أي خيار آخر؟”. “لا… حسب ما أعرف”. لم يأتِ حاكم البشر منذ أن نصحني بكيفية بناء الدرع السحري ولكن بما أنني أعرفه جيدًا فيجب أن أفترض أنه يراقبني عن كثب طوال هذا الوقت. “لكنك قلت أنك ربما لن تفوز أليس كذلك؟ ما هو السبب وراء ذلك؟ لم تفعل شيئًا كهذا؟ إنه لا…”. “نورن إستمعي”. نورن هي الشخص الأكثر إضطرابا وإرتباكا في الغرفة وذلك مفهوم تمامًا. أيشا وليليا لا تزالان تعيشان تحت سقف واحد معي لذا ربما لاحظتا أن شيئًا ما يحدث لأن تعابيرهما جادة لكنهما لم تبدوا مندهشتين بشكل خاص. “إذا لم أرجع أريدك أن تدخلي غرفتي و…”. “إذا لم ترجع؟! لماذا تقول هذا أصلاً؟!”. إنها محقة في وجهة نظرها فقد توصلت إلى كلام درامي لطيف كأنه شيء من قصة ولكن لماذا أهتم بدور البطل المحكوم عليه بالفشل؟.. ربما يكون من الأفضل أن أحافظ على موقف إيجابي. “حسنًا عندما أعود دعونا نستحم معًا أو ما شابه…”. “لا أريد ذلك إفعلها بنفسك”. هاها! نورن الكلاسيكية!. “أيشا”. “نعم؟”. “إذا لم أتمكن من العودة أريدك أن تأخذي بعضًا من كرات الأرز التي صنعتها إلى ناناهوشي أيضًا”. “أوه…”. “ستبكي من الفرح أضمن لك ذلك وبمجرد أن تعطيها بعضًا منها ستفعل أي شيء تطلبينه”. “أنا لا أريد حقًا الفوز بمودة السيدة ناناهيوشي” تمتمت أيشا ورأسها منحني قليلاً “أفضل أن أجعلك تدللني يا روديوس”. أليس هذا لطيفًا؟ يا لها من طفلة محبوبة سأضطر إلى شراء هدية لطيفة لها إذا عدت على قيد الحياة… أعتقد أنها تستحق الآن حقيبة كبيرة جميلة أو خاتمًا من الألماس. “ليليا…”. “نعم سيد روديوس؟”. “إعتني بأمي من فضلك”. “بالتأكيد سأفعل ذلك ولكن…”. “نعم؟”. “سأنتظر عودتك سيد روديوس مهما طال الوقت”. صوت ليليا ناعم إلا أنه حازم، عرفنا بعضنا البعض منذ فترة طويلة لكنها لم تنجح قط في أن تكون أقل رسمية معي. أيشا بالتأكيد أختي الصغيرة ولكن يبدو أن ليليا لم تعتبر نفسها أمي حقًا. “أمي هل سمعتِ كل هذا؟”. “…”. “يجب أن أذهب قريبًا ولكنني سأعود”. “…” أعتقد أنني أستطيع أن أرى لمحة من الحزن على وجه زينيث لكن من الصعب أن أصف مشاعرها، أتمنى أن تتمكن من التعبير عن مشاعرها بشكل أكثر وضوحًا في يوم من الأيام. “سيلفي…”. “نعم؟”. “إعتني بلوسي”. “حسنًا… رودي… أنا…”. “إستمري… ما الأمر؟”. “إنه… إنه لا شيء… آسفة”. هناك شيء على طرف لسان سيلفي لكنني لم أستطع تخمين ما هو بالضبط، أحبها كثيرًا لكن ليس من السهل قراءتها وهذا يجعلني أشعر بالقلق في بعض الأحيان. مددت يدي تحت الطاولة لأمسك بيدها ثم إقتربت بفمي من أذنها وتحدثت إليها بصوت هامس. “سيلفي”. “نعم؟”. “قد يزعجك هذا قليلاً…”. “حسنا”. “ولكن إذا عدت فلنعمل على الأمر حقًا”. إرتجف رأس سيلفي إلى الأمام عند سماع هذا… ربما إتخذت النهج الخاطئ هنا؟. “يا إلهي! لماذا أنت شقي هكذا دائمًا يا رودي؟” همست بينما تضربني برفق على كتفي. إنتهزت الفرصة لأمسك بيدها وأجذبها نحوي. “آه!”. قبلة مفاجئة وقوية نسبيًا ورغم أنها تيبست من المفاجأة إلا أنها لم تبتعد. إنها لطيفة للغاية اليوم – ليس أنها لم تكن لطيفة في أي لحظة – فسيلفي لطيفة بحكم التعريف…. سأعود إلى المنزل إليها… عندما قلت ذلك لنفسي بدأت أشعر أنه حقيقي. “مهلا يا رودي… الجميع يراقبون… هيا!”. لتأكيد ذلك أخذت بعض الوقت لألعق إحدى أذنيها الطويلتين المدببتين قبل أن أتوقف بعد عضها برفق. بحلول الوقت الذي أطلقت فيه سراحها ظهرت علامات عض واضحة عليها. “لا تقلقي سأعود فقط تحلي بالصبر حسنًا؟”. “حسنًا” همست سيلفي ووجهها أحمر فاتح “سأبذل قصارى جهدي”. بعد ذلك توجهت إلى الشخص الأخير على الطاولة. “روكسي…”. “نعم رودي؟”. “دعينا ننام معًا الليلة حسنًا؟”. “لكن الطفل… حسنًا كل شيء على ما يرام”. ترددت لفترة وجيزة بشأن عرضي لكنها في النهاية أومأت برأسها موافقة. في ذلك المساء إستحممنا أنا وروكسي وتوجهنا إلى غرفتي معًا ممسكين بأيدي بعضنا. في العام الماضي سيكون هذا النوع من الأشياء كاف لإثارة حماسي وتحفيزي ولكن بسبب هذه الظروف… ليس هناك أي سبيل لأتمكن من إدخال نفسي في الحالة المزاجية المناسبة. “حسنًا إذن طالما أنك لطيف فأنا…”. “لا بأس يا روكسي أعتقد أنه يجب علينا تجنب ذلك الليلة”. بدأت روكسي بالفعل في خلع قميص نومها لكنني مددت يدي لمنعها فتوقفت ويديها لا تزالان على كم قميصها ثم أمالت رأسها بإستغراب. “تعالي وإجلسي”. أشرت إلى السرير وبمجرد أن إستقرت روكسي عليه جلست على كرسيي بدلاً من الإنضمام إليها. “أريد أن أعطيك تفاصيل الوضع… وأشرح لك ما سيحدث إذا خسرت”. “لماذا أنا فقط؟ ماذا عن سيلفي؟”. “…”. “أنت على إستعداد للثقة بي وبناناهوشي ولكن ليس بها؟”. “كيف عرفت أنني كنت أتحدث إلى ناناهوشي؟”. “إنها نظرية سيلفي وليست نظريتي فقد تحدثنا مع بعضنا البعض عن الموقف لفترة من الوقت… هل هناك سبب يمنعك من أن تعرف سيلفي كل التفاصيل؟”. “هذا… سؤال جيد في الواقع”. لماذا أفعل هذا؟ لم أكن متأكدا لكن لسبب ما لا أريد أن أخبر سيلفي بكل شيء ربما لم لا أريد أن أقلقها؟.. لا لم يكن الأمر كذلك ولكن لماذا إذن؟ بجدية لماذا؟ هل هو القدر مرة أخرى؟. “بالطبع أنا سعيدة لأنك على إستعداد لإستشارتي لكنني الأن أشعر بالأسف الشديد عليها”. “نعم… أنت على حق يا روكسي سأذهب لإحضارها”. “يسعدني سماع ذلك”. روكسي على حق دائمًا أليس كذلك؟ أنا محظوظًا جدًا لوجودها بجانبي. تركت روكسي في غرفتي مؤقتًا وذهبت إلى غرفة سيلفي لكن عندما وجدت يدي مقبض الباب ترددت للحظة. الآن بعد أن فكرت في الأمر لم يسبق لي أن قابلت سيلفي في “ليلة روكسي” من قبل. ماذا لو أنها تبكي حتى تنام هناك أو شيء من هذا القبيل؟ سيلفي تقول دائمًا إنها لا تمانع وقوعي في حب نساء أخريات. رحبت بروكسي في العائلة بحرارة وقبلت إمكانية إنضمام إيريس إلينا لكن من المحتمل أنها شعرت بشعور مختلف في أعماقها. ماذا لو أنها تبكي الآن؟ ما الذي تفعله؟ تدق أشواكًا صغيرة في دمية فودو؟ أم أنها تعض منديلًا وتهسهس لنفسها “تلك العاهرة الصغيرة!”؟… حسنًا كل شيء سيكون على ما يرام، بالتأكيد طفلتي الصغيرة اللطيفة سيلفي ليست قادرة على ذلك. “سيلفي؟ هل يمكنكِ المجيء إلى غرفتي من أجل…”. “عض أذني للتو هكذا تمامًا! يجب أن تسمعي الطريقة التي همس بها فلنعمل على ذلك لاحقًا! يا إلهي! ماذا سيفعل بي؟ أراهن أن هذه ستكون الليلة الأولى مجددا… ماذا أفعل يل لوسي؟ ربما يكون لديك أخ أو أخت صغيران في الطريق قريبًا!”. عندما فتحت الباب وجدت سيلفي تتدحرج على سريرها وذراعيها ملفوفتان حول وسادة وتركل ساقيها بإثارة طفولية. يبدو أنها تتحدث بهدوء إلى حد ما ولكن عندما فتح الباب تمكنت من سماع كل كلمة بوضوح. من الصعب تصديق أن هذه الفتاة أصبحت أمًا لكن من ناحية أخرى هذا المشهد رائع للغاية لأنه جعلني أشعر بإغراء شديد للإنقضاض عليها، لحسن الحظ لم تكن لوسي هنا بل نائمة في غرفة ليليا ولكن هذه الغرفة لا يوجد بها عازل للصوت… تمالك نفسك! روكسي تنتظرك هل تتذكر؟. “آه”. عندما إلتقت أعيننا توقفت سيلفي في منتصف حركتها وظهرها على السرير، إستندت مؤخرتها إلى الحائط بينما ساقاها ممتدتان نحو السقف حيث تجمدت إبتسامة كبيرة مخيفة على وجهها. “…”. في لفتة من التعاطف أغلقت الباب دون أن أنبس ببنت شفة لأن الجميع يفعلون أشياء لا يريدون لأحد أن يراها أليس كذلك؟. “مهلا! لا يا رودي! إنتظر! لقد فهمت الأمر بشكل خاطئ! لا تذهب!”. تحركت سيلفي بسرعة مذهلة وقفزت من سريرها مندفعة إلى الأمام لتمسك بالباب قبل أن يغلق تمامًا. حسنًا لم أكن ذاهبًا إلى أي مكان لأنني فكرت أننا ربما نرغب في إعادة المحاولة من البداية. “ماذا؟ ليس عليك فعل ذلك هل تحتاج إلى شيء؟ إنها ليلة روكسي أليس كذلك؟ ربما يكون هذا أحد تلك الأيام؟ هل تريد مني أن أستبدلها؟”. من الواضح أن الفتاة لم تكن تفكر بشكل سليم في تلك اللحظة، يبدو أنها تعتقد أن دورة روكسي بدأت فجأة على الرغم من حقيقة أنها حامل. لم نكن نراها على هذا النحو كل يوم أو في كثير من الأحيان – ورغم أن الأمر ساحر – إلا أن الوقت حان لإعادة الأمور إلى مسارها الصحيح. “أردت أن أخبرك عن الشخص الذي سأقاتله وما سيحدث بعد ذلك هل يمكنك أن تأتي إلى غرفتي؟”. صمتت سيلفي لبضع ثوانٍ ثم أومأت برأسها بتعبير جاد على وجهها. أعتقد أنني رأيت لمحة من السعادة في عينيها لذا شعرت ببعض الراحة. لم يستغرق التفسير نفسه وقتًا طويلاً. إستمعت سيلفي وروكسي بهدوء بينما أخبرتهما أن خصمي هو حاكم التنانين أورستيد، وأنني تلقيت أمرًا بمحاربته من شخص يُدعى حاكم البشر الذي زارني في أحلامي. أوضحت أنه إذا مت فهناك بعض الأشياء التي يتعين عليهما القيام بها: أولاً إعتبار أورستيد عدوًا ولكن أن لا يتحدوه بشكل مباشر أبدًا؛ ثانيًا عدم الثقة أبدًا في أي نصيحة يقدمها حاكم البشر؛ وثالثًا نقل هاتين النصيحتين إلى الأجيال القادمة من عائلتنا. كما ذكرت أنه بعد وفاتي يجب عليهم إخبار بقية أفراد الأسرة بكل ما أخبرتهم به – ومحاولة التفكير في طرق للحفاظ على سلامة بعضهم البعض. بذلت قصارى جهدي للتعبير عن مدى خطورة الموقف. بدأنا بالجلوس على السرير ولكن مع إستمرار المحادثة وجدت نفسي مستلقيا مع روكسي وسيلفي على جانبي. “إذا إنتهى بي الأمر بالخسارة فهناك إحتمال أن يحدث شيء فظيع لروكسي أثناء حملها أو للوسي”. “شيء فظيع؟ حسنًا في الأساس… أنت تقول إن حاكم البشر سيفعل شيئًا لنا؟”. “نعم”. “الآن فهمت الأمر… هذا هو السبب الذي جعلك تطلب منا بإستمرار مراقبة المنزل مؤخرًا…”. أومأت سيلفي برأسها لنفسها وبدا أنها حلت للتو لغزًا – شعرت أنها أساءت فهم دوافعي إلى حد ما – ذلك ملائم لكن ربما أنا بحاجة إلى قول شيء ما. “حسنًا فهمت ذلك” تابعت سيلفي “كما تعلم يا رودي يمكنني الإعتناء بنفسي! لا تحتاج إلى أن تطلب مني حماية إبنتي أيضًا فأنا مستعدة للتضحية بحياتي من أجلها”. “لا تقلق عليّ أيضًا” أضافت روكسي “حافظت على حياتي لسنوات عديدة ولا أخطط لأن أصبح مهملة الآن… ربما أكون أضعف منك لكن من فضلك لا تفترض أنني عاجزة”. بعد تفكير ثانٍ لم أجد سببًا لقول أي شيء فكلاهما منفعلتين بعض الشيء وهذا هو الأفضل. “على أية حال أورستيد من القوى العظمى السبع… إنه خصم قوي” تابعت روكسي “هل تعتقد أنك تستطيع الفوز؟”. “لست متأكدًا” أجبت بصراحة “قاتلته مرة واحدة من قبل”. “ماذا حدث؟”. “تغلب علي بسهولة”. حتى بعد كل هذا الوقت فإن تذكر ذلك اللقاء الأول مع حاكم التنانين جعل ساقي ترتعشان. هزم رويجرد في لحظة وأخرج إيريس بسهولة من القتال ثم طعن يده عميقًا في جسدي… إن ذلك الرجل مرعب. “رودي هل أنت متأكد من أننا لا ينبغي أن نذهب جميعًا معًا؟”. “سأفعل ذلك بمفردي أعتقد أن هذا يمنحني أفضل فرصة للفوز لأنني سأطلق الكثير من التعويذات الضخمة وأدمر دفاعاته من مسافة بعيدة”. “هذا منطقي… لكنك ترتجف”. “نعم”. “مهلاً! ماذا… إبتعد عني يا رودي! توقف عن محاولة تشتيت إنتباهي!”. في دفاعي عن نفسي لم أبدأ في لمس سيلفي لأنني أردت تشتيت إنتباهها بل أردت أن أتحسسها. إذا قتلني أورستيد فلن أحصل على فرصة أخرى للمس هذه الأشياء أو هذه أو تلك أو هذه… “آه! هيا نحن نجري محادثة جادة الآن أليس كذلك؟”. “نعم”. “هل تعلم يا رودي؟ لوسي تتجول في الأرجاء الآن ويمكنها الذهاب إلى أي مكان تريده”. “همم…”. “قالت ليليا إنها تذكرها بالطريقة التي كنت عليها عندما كنت طفلا”. “…”. “كما أنها تتعلم الكثير من الكلمات الجديدة بهذا المعدل أراهن أنها ستتكلم في أقل من عام”. لم أكن أساعد كثيرًا في تربية لوسي لأنني أترك الأمر بالكامل لليليا وسيلفي ومع ذلك أعرف مدى جمالها المذهل على الأقل. “أنا أتطلع إلى ذلك حقًا يا رودي”. “أنا أيضاً”. “إذا بدا الأمر وكأنك ستخسر تأكد من الهرب حسنًا؟”. “سأحاول… نعم لا أعرف ما إذا كنت سأتمكن من الإبتعاد عنه لكنني سأفعل ذلك”. هل لوسي كبيرة بالقدر الكافي لفهم ما يحدث؟ هل هناك شخص حولها؟ إذا مت في هذه المعركة فربما لن تتذكر وجه والدها حتى عندما تكبر. كيف سيكون شعورها؟ من الصعب علي أن أتخيله… هل يمكن أن أجد طريقة دبلوماسية لسؤال أيشا؟. “رودي”. تحدثت روكسي من يساري لذا حاولت أن أتحسس صدرها أيضًا لكنها أمسكت بذراعي قبل أن أتمكن من ذلك… أوه هذه قوة قبضة مذهلة! أوه آسف أنا أعلم… نحن نخوض محادثة جادة. “أنا سعيدة لأنني إلتقيت بك يا رودي وتزوجتك وأنجبت طفلاً منك فلم أكن في حياتي كلها أكثر سعادة مما أنا عليه الآن… لأكون صادقة لم أكن أتخيل أبدًا أنني سأجد هذا النوع من السعادة”. “نعم…”. “لكن هناك جانب سلبي على ما أعتقد… إذا ذهبت بعيدًا وقتلت نفسك فسوف تجعلني أكثر حزنًا من أي وقت مضى”. “نعم”. “إنه أمر محرج بعض الشيء أن أقول هذا النوع من الأشياء ولكن…” توقفت روكسي للحظة مستنشقة بعمق ثم أنهت جملتها “أرجوك إجعلني سعيدة”. لم أتخذ القرار الخاطئ على الإطلاق… كنت سأقاتل من أجل روكسي وسيلفي لكن الأن يجب أن أقاتل من أجل هذين الإثنين لأعود إلى منزلي وعائلتي… أخيرا تبددت كل شكوكي… بعد أيام قليلة عندما أكملت جميع إستعداداتي أخيرًا إنطلقت من مدينة السحر شاريا وحدي تماما.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات