سكاليا (4)
الفصل 227: سكاليا (4)
“لا تنظر إلي. لا تقترب مني.” تمكنت سيل من قول هذا أثناء قمع نفسها من أن تبكي.
أول شيء رأته سيل عندما فتحت عينيها هو وجه يوجين. تراجعت ببساطة عدة مرات عندما رأت كيف أن عينيه، التي بدت غير مبالية للوهلة الأولى، إحتوت على قلقٍ خفي.
“حسنًا، لا يمكنني إنكار ذلك. على أي حال، أعتقد أنه أمر مريح. هذان التوائم…..لا يكرهانك. إنهما يحسدانك، لكنهما ليسا غيورَين. بدلا من ذلك، فهما هناك من أجلك ويريدان أن يكونا عونًا لك.” قالت انيسيه.
“هل كنتُ أسدُ طريقك؟” تحدثت دون تفكير.
“أنا لستُ مُحرجًا. بالنسبة لي، فيرموث….لم يعجبني أنه كان أفضل بكثير مني في كل شيء….وبالتالي….غضبت….ولهذا أردت أن أوسعه ضربًا أو—”
ذَكَّرَها يوجين: “لقد مشيت على شاطئ نهر الموت عدة مرات أيضًا.”
لم تعرف لماذا كانت نائمة حتى الآن. إنقطعت ذكرياتها في مكان غريب. تذكرت كيف هاجمت الأميرة سكاليا بجنون، وكيف صدَّها ديور، و….كيف تبادلوا الضربات الشرسة مع بعضهم البعض. بعد ذلك، إنهار ديور لأسباب غير معروفة، على الرغم من أنه لم يتعرض لأي إصابات. بعدها، رفعت الأميرة سكاليا رأسها و….
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “إستطعنا تهدئة قلوبنا المهتزة لأن السير فيرموث ظل حازمًا. إعتمدنا على بعضنا البعض وحَمَينا ببعضنا البعض لضمان عدم إنهيار أحد. هامل، لا تفكر كثيرًا في هذا.”
لم تتذكر ما حدث بعد ذلك. لا شيء. بذلت قصارى جهدها للتَذَكُر، لكنها لم تحصل على شيء.
“أنت تكذب.” إتهمته سيل.
“لكن كل ذلك كان فقط مزحة؟”
أجاب يوجين بهدوء: “لا، لم تكوني.”
“أنت تكذب.” إتهمته سيل.
“هامل. لقد قضيت طفولتك مع هذين التوأمين، ولكن مع ذكريات حياتك الماضية، لم تستطِع مشاركة نفس التجارب مع التوأم في نفس العمر الصغير. هذا هو السبب في أنك تعاملهم مثل الأطفال طوال الوقت.”
إستطاعت رؤية سيان يقف على بعد مسافة صغيرة عندما أدارت رأسها. عيناه محتقنتان بالدماء، وهو ينظر إلى الجانب البعيد من حقل الثلج. إستطاعت أن ترى كيف تم ثني عضلات فكه ورقبته بسبب قوة ضغطه على أسنانه. عرفت سيل بالضبط ما يشعر به شقيقها الآن، ويمكنها أن تتعاطف معه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
الإثنان توأمان، وقد ولدا في عائلة لايونهارت المرموقة. الإثنان موهوبان وماهران للغاية. المشكلة الوحيدة هي أنهم ولدوا في عصر وُجِدتْ فيه موهبة وحشية. لو نشأوا بشكل طبيعي دون التسرع ولم يتم القبض عليهم في أحداث غير متوقعة ومستحيلة….
“إذن….” قال سيان بعد أخذ لحظة لتهدئة نفسه. “هل كانت الدوقة جيابيلا راضيةً بعد رؤيتك؟”
قالت سيل وهي تقف: “لستَ بحاجة لِـأن تكون مراعيًا.” سيف ظل المطر، الذي كانت تمسكه قبل أن تنام مباشرة، يستريح في غمده ويتدلى على خصرها. سيل لا يسعها إلا أن تضحك عند رؤية هذا. “إظهار هذا النوع من المجاملة يؤلمني أكثر. لا بأس. أنا أعرف بالفعل كم أنت قوي بشكل يبعث للسخرية.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لقد أصرت بعناد على عبور حقل الثلج مع يوجين، ولم تتخيل أبدًا أن شيئًا خطيرًا سيحدث. بعد كل شيء، ما الذي يمكن أن يهددهم؟ كمين من الوحوش؟ لا يمكن إعتبار ذلك تهديدًا، هل يمكن ذلك؟ وصل سيل وسيان إلى النجم الرابع من صيغة اللهب الأبيض، وحتى طوال تاريخ لايونهارت الطويل، لم يصل الكثيرون إلى أربعة نجوم في سن الحادية والعشرين. هذه حقيقة لا يمكن إنكارها.
قال سيان واقفًا بعد سيل: “دعينا نحملهم على ظهورنا.”
هذا يعني أنهم يمكن أن يفخروا بمدى قوتهم. لذلك إفترضوا خطئًا أن سلامتهما أمر مفروغ منه. حتى بدون ذكر حقيقة أن يوجين هو وحشٌ حرفيًا، فإن هذه الرحلة لا يمكن أن تشكل تهديدًا كبيرًا لهم. إذا وقف وحش في طريقهم، يمكن أن تُحَرِكَ سيل ببساطة سيفها بدلًا عنه. كانت تتطلع إلى سماع مجاملات واضحة من يوجين، مثل: واو، لقد تحسنتِ كثيرًا.
لسوء الحظ، لم تستطع تحمل الكذب بشأن ذلك أيضًا وسكتت. بعد لحظة من التردد، تجاهلت الأمر وضحكت. “حسنا، لم يكن ذلك سيئًا للغاية. ولكن أود أن يسترخي جسدي وعقلي. يبدو ذلك لطيفًا جدًا. كنت أرغب في السفر بهذه الطريقة أثناء احتساء الشوكولاتة الساخنة أو القهوة معك، لكنني الآن لا أهتم بذلك. أنا فقط لا يمكنني أن أنتظر للوصول إلى ليهاين والدخول في تلك الينابيع الساخنة الشهيرة.”
“انتظري لحظة.” نادى يوجين.
“هل لأنك شهدت الطفولة مرة أخرى بعد أن تناسخت من جديد؟ هامل، يبدو لي أنك أكثر إنسانية مما كنت عليه في حياتنا الماضية.” قالت انيسيه.
لم تتحدث فقط عن سيل وسيان أيضًا. هذا موجه أيضًا لكريستينا، التي تستمع بهدوء من على الجانب. الأمر نفسه بالنسبة لكريستينا. كما أُجبِرَتْ على التصالح مع ضعفها المرير، رغبت في إستخدامه كنبع للتغلب على المزيد من المصاعب.
شعرت سيل بالاشمئزاز من نفسها. هي تعرف بالضبط نوع التعبير الذي تظهرهُ الآن، لكنها لم تستطِع التنبؤ بالتغير التالي لتعابير وجهها. غير متأكدة مما تشعر به، وينطبق الشيء نفسه على تعابيرها أيضًا. لذلك أدارت سيل ظهرها نحو يوجين.
“منافسًا أردتَ التغلب عليه يومًا ما؟ أليس من المحرج أن تقول مثل هذه الأشياء بفمك؟” قاطعته انيسيه.
‘أنا مثيرة للشفقة.’
لقد كان ذلك مفاجئًا ولا مفر منه. من المحتم أن تكون سيل عديمة الفائدة تمامًا وعاجزة في هذه الحالة، وأنها انهارت بسرعة كبيرة، ولا شيء سيغير أنها ستكون فقط عائقًا أمام يوجين. ومع ذلك، فإن السيدة الفخورة لعشيرة لايونهارت لم ترغب في قبول هذه الحقيقة الحتمية. أُصيبَ كبريائها، وشعرت بالإهانة المطلقة.
“لكنني أحب السيدة سيينا. والسيدة سيينا—” تابعت مير.
هي تعلم أنه من المستحيل عليها أن تتقدم على يوجين، لكنها لم ترغب في الوقوف في طريقه. حتى لو لم تستطِع الوقوف بفخر إلى جانبه، فقد أرادت مواكبة ذلك من الخلف. ولكن ما هذا؟ هذا بعيدٌ كل البعد عن مواكبته. على العكس، لقد وقفت فقط في طريقه. لم تستطِع تحمل نفسها لكونها مثيرة للشفقة وضعيفة.
“هل لأنك شهدت الطفولة مرة أخرى بعد أن تناسخت من جديد؟ هامل، يبدو لي أنك أكثر إنسانية مما كنت عليه في حياتنا الماضية.” قالت انيسيه.
سقط فك مير عند هذا المنظر.
“سيل.” ناداها يوجين.
“سألتُ هل كانت راضية عنك.” كرر سيان.
لسوء الحظ، سيل ليست في وضع يسمح لها بالرد. هي تحاول يائسة إبقاء شفتيها المتذبذبة تحت السيطرة لدرجة أنها لم ترغب حتى في الرد عليه. شعرت أن عينيها ترتعشان ورؤيتها تتشوش، وكذلك أنفها يحرقها.
“لكن الوقت الذي نعيش فيه الآن سلمي جدًا. أنا….لو أمكن….لا، أنتِ على حق. ما زلت أعامل سيان وسيل مثل الأطفال. لكن إذا أمكن، أود أن يعيشا حياتهما في هذا العصر السلمي دون الحاجة إلى الرقص مع الموت.” تابع يوجين.
“لا تنظر إلي. لا تقترب مني.” تمكنت سيل من قول هذا أثناء قمع نفسها من أن تبكي.
الفصل 227: سكاليا (4)
“هل لأنك شهدت الطفولة مرة أخرى بعد أن تناسخت من جديد؟ هامل، يبدو لي أنك أكثر إنسانية مما كنت عليه في حياتنا الماضية.” قالت انيسيه.
كلما فكرت في الأمر، شعرت أنها أكثر إثارة للشفقة. في الواقع، هذه هي المرة الأولى في حياتها التي تشعر فيها بهذا العجز وقلة الحيلة. اقتربت سيل من سيان بينما كتفاها يرتجفان.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
فتح سيان عينيه. لقد تجاوز بالفعل مرحلة اليأس من الإذلال وهو يشعر الآن بالغضب من ضعفه. أبعد سيان نظرته من الجانب الآخر من حقل الثلج ونظر إلى وجه سيل. رأى أخته تذرف الدموع بشفاه مرتجفة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بصفته شقيقها الأكبر، أراد أن يقول شيئًا لتهدئة قلبها أو إراحتها، لكنه لم يستطع. فَـهو يشعر بشعور مماثل، غير قادر على فتح فمه. سيان يعلم أنه لن يفعل شيئًا إلا الصراخ بغضب إذا تخلى عن السيطرة على فمه. في النهاية، ربت سيان على كتف أخته فقط دون أن يقول أي شيء، لكن هذا كان كافيا لأخته. بكت سيل بصمت لفترة من الوقت، وتعامل سيان مع حزنه وغضبه بينما هو يصر على أسنانه.
أجاب يوجين: “بالطبع أنا قلق.”
لم يقل يوجين أي شيء للتوائم. هل أعاقا طريقه؟ لم يعتقد ذلك. من الضروري أن يوضع في الإعتبار أنهم واجهوا نوير جيابيلا، ملكة شياطين الليل. نوير ليست خصمًا يمكن خوض معركة ضده في المقام الأول، وحتى يوجين نفسه لم يحاول محاربتها.
“هل أنت حقًا غير محرج؟ حسنًا، إذن، ماذا عن هذا؟” قالت انيسيه بإبتسامة قبل الإقتراب من يوجين. ثم مدت يدها وداعبت صدر يوجين. “بإرادتي، تابعت السير فيرموث. بإرادتي، سافرت عبر هيلموث معك، سيينا، مولون والسير فيرموث. بإرادتي، سلمتُ حياتي في النهاية.”
لقد أصرت بعناد على عبور حقل الثلج مع يوجين، ولم تتخيل أبدًا أن شيئًا خطيرًا سيحدث. بعد كل شيء، ما الذي يمكن أن يهددهم؟ كمين من الوحوش؟ لا يمكن إعتبار ذلك تهديدًا، هل يمكن ذلك؟ وصل سيل وسيان إلى النجم الرابع من صيغة اللهب الأبيض، وحتى طوال تاريخ لايونهارت الطويل، لم يصل الكثيرون إلى أربعة نجوم في سن الحادية والعشرين. هذه حقيقة لا يمكن إنكارها.
ومع ذلك، إذا أُجبروا على القتال، لم يكن بإمكان يوجين ترك سيل وسيان دون حماية، ولم يحاول يوجين إنكار هذه الحقيقة أيضًا. حتى لو لم يتشاركوا أي دماء، فَـهم أشقاء يعرفون بعضهم البعض منذ ما يقرب العشر سنوات. بمجرد أن إستعاد الاثنان رباطة جأشهما إلى حد ما، أوضح يوجين ما حدث. عندما سمع الإثنان عن ملكة شياطين الليل، لم يتمكنا من فعل الكثير ولكن التحديق ببعضهما بأفواه متدلية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “سيل.” ناداها يوجين.
“لذا….فالدوقة نوير جيابيلا….من هيلموث سيطرت على جسد الأميرة سكاليا لكي تقول مرحبًا؟”
“نعم.”
“هل أنت قلق؟”
“لكن كل ذلك كان فقط مزحة؟”
“هذا ما قالته، على أي حال. حسنًا….بدا الأمر….مقرفًا، ولكن لا أحد مات، أليس كذلك؟ لذا فهذا يعني أن هذه كانت مجرد مزحة من تلك المرأة المجنونة، ولا شيء يمكن إعتباره مهما.”
“لم يكن هذا أنا فقط. كنا جميعا نَمُرُّ بِـنفس الشيء في ذلك الوقت، بإستثناء فيرموث، ذلك اللقيط.”
لم يشعر يوجين بالرغبة للدفاع عن نوير جيابيلا ولا إعطائها الأسباب. لكن عليه أن يذكر الحقائق. نعم، لقد كان عملًا مسيئًا وغير مفهوم، لكن بالنسبة لنوير، هذا ليس أكثر من تحية مرحة.
‘كما لو أنكِ ستفعلين.’
“نعم.”
“…..لا بد أنها كانت فضولية جدًا عنا. لماذا، قاتل المؤسس مباشرة مع ملكة شياطين الليل، و…..أنتما الاثنان ستصبحان الرئيس التالي لعائلة لايونهارت كأحفاد مباشرين.” قال يوجين.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“انتظري لحظة.” نادى يوجين.
“ليس عليك أن تقول مثل هذه الكلمات لتجعلني أشعر بتحسن. كانت ملكة شياطين الليل هنا لرؤيتك.” قال سيان وهو يشخر.
علق يوجين قائلًا: “ما تقولينه يبدو وكأنه تعذيب ذاتي.”
عرف العالم يوجين بأنه المجيء الثاني لفيرموث العظيم، ويستحيل أن يكون سيان غافلًا عن هذه الحقيقة. عض شفتيه بينما هو يعاني من مشاعر معقدة.
“إلى وادي المطرقة العظيمة!”
“إذن….” قال سيان بعد أخذ لحظة لتهدئة نفسه. “هل كانت الدوقة جيابيلا راضيةً بعد رؤيتك؟”
“أنا أقول هذه الأشياء لأنني لست غبية. أعرف مكاني. لماذا؟ هل تشعر بالأسف من أجلي بعد سماع ما قلته؟ لو أن هذا هو الحال حقًا، فَـأنا أكره ذلك. لا أريد أن تُشفِقَ علي.”
“ماذا؟” سأل يوجين.
“سألتُ هل كانت راضية عنك.” كرر سيان.
“أنا أقول هذه الأشياء لأنني لست غبية. أعرف مكاني. لماذا؟ هل تشعر بالأسف من أجلي بعد سماع ما قلته؟ لو أن هذا هو الحال حقًا، فَـأنا أكره ذلك. لا أريد أن تُشفِقَ علي.”
نظر إلى يوجين بعيون هادئة. وبعمق تحت نظرته هناك مزيج من عدم النضج، الإذلال من التجاهل وكذلك الإستياء من عيوبه. ومع ذلك، تمكن من إخفاء مشاعره الحقيقية المتوترة من خلال إظهار نظرة كريمة على وجهه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لا.” هزت سيل رأسها وقاطعت يوجين. “أنا وأخي سنذهب مع الأميرة سكاليا.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “اخرسي.” رفع يوجين يده فجأة وصفع خده المحترق.
أجاب يوجين بسلاسة: “لستُ متأكدًا مما إذا كانت راضية، في حد ذاتها، لكنها قالت إنها تحبني.”
ومع ذلك، إذا أُجبروا على القتال، لم يكن بإمكان يوجين ترك سيل وسيان دون حماية، ولم يحاول يوجين إنكار هذه الحقيقة أيضًا. حتى لو لم يتشاركوا أي دماء، فَـهم أشقاء يعرفون بعضهم البعض منذ ما يقرب العشر سنوات. بمجرد أن إستعاد الاثنان رباطة جأشهما إلى حد ما، أوضح يوجين ما حدث. عندما سمع الإثنان عن ملكة شياطين الليل، لم يتمكنا من فعل الكثير ولكن التحديق ببعضهما بأفواه متدلية.
“ماذا عن الأميرة سكاليا؟” سأل سيان. لقد نقلوا الأميرة سكاليا وديور إلى الجانب بعد أن سقطوا على الثلج، لكن لم يستعِد أي منهما وعيه بعد. “لا يمكننا تركهما هكذا بأي حال، أليس كذلك؟ سوف يتجمدان حتى الموت إذا لم نفعل شيئًا.”
“هذا يكفي.” قال سيان بإيماءة: “من الأفضل الحصول على إعتراف من تلقي التجاهل من قبل عدو لمؤسسنا العظيم.”
قالت سيل وهي تقف: “لستَ بحاجة لِـأن تكون مراعيًا.” سيف ظل المطر، الذي كانت تمسكه قبل أن تنام مباشرة، يستريح في غمده ويتدلى على خصرها. سيل لا يسعها إلا أن تضحك عند رؤية هذا. “إظهار هذا النوع من المجاملة يؤلمني أكثر. لا بأس. أنا أعرف بالفعل كم أنت قوي بشكل يبعث للسخرية.”
“هذا شيء جدير بالثناء لقوله.” أثنى يوجين بطريقة نادرة.
“لا، هما ليسا أطفالًا بعد الآن. إنهما يريدان الوقوف بمفردهما، ولا يريدان الإعتماد على الآخرين. يمتلك هؤلاء التوائم الإرادة للقيام بذلك، ومن الواضح أنهما شعرا بالغضب من الفشل في المساعدة اليوم. إنهما يحتقران نفسيهما لكونهما ضعيفَين. ما مرا به اليوم، وما مرا به حتى الآن، فإن المشاعر التي يشعران بها مع كل حدث ستكون بمثابة نقطة تحول بالنسبة لهما.” لخصت انيسيه ما تريد قوله.
“هابيل!” صاح يوجين.
“هل قلت شيئا غريبًا؟” رد سيان بسؤال.
“لا، لم تقل أي شيء غريب. على أي حال، هذا الحدث…..حسنًا.….لا أعتقد أن هناك سببًا لإخبار أي شخص. لم يصب أحد، وليس هناك حاجة لترك الأمور تخرج عن سيطرتنا، صحيح؟” قال يوجين.
حدث تغيير طفيف في إبتسامة انيسيه. ابتسمت ابتسامة عريضة نحو يوجين بشفتيها وعينيها قبل المتابعة. “عليك فقط أن تصير السير فيرموث الخاص بالتوأم.”
مع عدم معرفته ماذا يقول، بقي يوجين هادئًا.
أومأ كل من سيان وسيل بالإتفاق. كلاهما مقتنعان بأن نوير جيابيلا مهووسة مجنونة وأنهم لا يستطيعون فهمها بالفطرة السليمة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“ماذا عن الأميرة سكاليا؟” سأل سيان. لقد نقلوا الأميرة سكاليا وديور إلى الجانب بعد أن سقطوا على الثلج، لكن لم يستعِد أي منهما وعيه بعد. “لا يمكننا تركهما هكذا بأي حال، أليس كذلك؟ سوف يتجمدان حتى الموت إذا لم نفعل شيئًا.”
“إذن هل تخطط لأخذهما معنا؟” سألت سيل.
“أنا أقول هذه الأشياء لأنني لست غبية. أعرف مكاني. لماذا؟ هل تشعر بالأسف من أجلي بعد سماع ما قلته؟ لو أن هذا هو الحال حقًا، فَـأنا أكره ذلك. لا أريد أن تُشفِقَ علي.”
“لماذا قد نفعل؟” سأل يوجين. “يمكننا السماح لهما بالوصول إلى ليهاين بمفردهما بينما نسير في طريقنا الخاص و—”
“لا.” هزت سيل رأسها وقاطعت يوجين. “أنا وأخي سنذهب مع الأميرة سكاليا.”
ظهر الصوت الذي قاطعه بنبرة ساخرة إلى حد ما. تحول يوجين للنظر إلى كريستينا. إنطلاقا من إنحناء عينيها وشَفَتيها، فَـهي انيسيه.
“ماذا؟” أُصيب يوجين بالذهول.
“لماذا قد نفعل؟” سأل يوجين. “يمكننا السماح لهما بالوصول إلى ليهاين بمفردهما بينما نسير في طريقنا الخاص و—”
“أنت ذاهب إلى وادي المطرقة العظيمة في ليهينجار على أي حال.” تابعت سيل. عيناها لا تزالان حمراوتان، لكن صوتها عاد إلى طبيعته. واصلت بإبتسامة شجاعة كما لو أنها لم تبكي من الأساس. “من الأساس، كنتَ أنت، وليس نحن، من أوصى جلالة الملك أمان الرور له بالذهاب إلى وادي المطرقة العظيمة. لأكون صادقة، لقد سئمت بالفعل من حقل الثلج هذا. لا أريد تسلق المزيد من الجبال بدون سبب، ولا أريد الذهاب إلى هذا الوادي. والتدريب معك على الطريق….”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يستطع يوجين إنكار كلماتها.
لسوء الحظ، لم تستطع تحمل الكذب بشأن ذلك أيضًا وسكتت. بعد لحظة من التردد، تجاهلت الأمر وضحكت. “حسنا، لم يكن ذلك سيئًا للغاية. ولكن أود أن يسترخي جسدي وعقلي. يبدو ذلك لطيفًا جدًا. كنت أرغب في السفر بهذه الطريقة أثناء احتساء الشوكولاتة الساخنة أو القهوة معك، لكنني الآن لا أهتم بذلك. أنا فقط لا يمكنني أن أنتظر للوصول إلى ليهاين والدخول في تلك الينابيع الساخنة الشهيرة.”
“لماذا قد نفعل؟” سأل يوجين. “يمكننا السماح لهما بالوصول إلى ليهاين بمفردهما بينما نسير في طريقنا الخاص و—”
“أوي، أنتِ….”
“إذن هل تخطط لأخذهما معنا؟” سألت سيل.
قبل أن يبدأ يوجين في توبيخها، واصلت سيل بنبرة حازمة، “لن أغير رأيي بغض النظر عما تقوله، وينطبق الشيء نفسه على أخي. لذلك، فقط قل لي إفعلي ما تريدين. آه، أنتَ لستَ قلقًا علينا، هل أنت؟ لا بأس، لا بأس. حتى لو لم تكن الأميرة سكاليا في وعيها، السير ديور على ما يرام، أليس كذلك؟ لا بد أنهما كانا يتجولان في حقل الثلج وهما يعرفان الطريق إلى ليهاين.”
حاول يوجين ثنيهم. “مهلًا، لماذا أنتما يا رفاق في مثل هذه العجلة؟ فقط إنتظرا حتى يستيقظا و….”
مع عدم معرفته ماذا يقول، بقي يوجين هادئًا.
“وكما تعلم، حتى لو حدث شيء خطير، فسيكون ذلك أثناء تسلق ليهينجار، وليس في حقل الثلج هذا. أنا لا أريد أن ننشغل في شيء كهذا مرة أخرى، ولا أريد أن أقف في طريقك أيضًا.”
“لا تقولي أشياء غبية.” وبخها يوجين.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“أنا أقول هذه الأشياء لأنني لست غبية. أعرف مكاني. لماذا؟ هل تشعر بالأسف من أجلي بعد سماع ما قلته؟ لو أن هذا هو الحال حقًا، فَـأنا أكره ذلك. لا أريد أن تُشفِقَ علي.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أوي، أنتِ….”
قفزت سيل من الأرض بشخير. ثم إقتربت من الأميرة سكاليا وديور، اللذان لا يزالان مستلقيين فاقدَين للوعي على الأرض. “لِـكم من الوقت يخططان للنوم؟ ألا ينبغي عليهما الإستيقاظ من تلقاء نفسيها منذ أن إنتظرنا كل هذا الوقت؟”
قال سيان واقفًا بعد سيل: “دعينا نحملهم على ظهورنا.”
“لا، هما ليسا أطفالًا بعد الآن. إنهما يريدان الوقوف بمفردهما، ولا يريدان الإعتماد على الآخرين. يمتلك هؤلاء التوائم الإرادة للقيام بذلك، ومن الواضح أنهما شعرا بالغضب من الفشل في المساعدة اليوم. إنهما يحتقران نفسيهما لكونهما ضعيفَين. ما مرا به اليوم، وما مرا به حتى الآن، فإن المشاعر التي يشعران بها مع كل حدث ستكون بمثابة نقطة تحول بالنسبة لهما.” لخصت انيسيه ما تريد قوله.
قبل أن يتمكن يوجين من إيقافه، إقترب سيان من ديور ووضعه على ظهره. حذت سيل حذوه بشكل طبيعي وحملت سكاليا على ظهرها.
“سوف يستيقظون في النهاية بمجرد أن نذهب.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
حاول يوجين ثنيهم. “مهلًا، لماذا أنتما يا رفاق في مثل هذه العجلة؟ فقط إنتظرا حتى يستيقظا و….”
“إلى وادي المطرقة العظيمة!”
قالت سيل: “لا أريد أن أكون معك بعد الآن لأنني أشعر بالحرج والإذلال.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
قالت سيل بعيون محتقنة بالدماء: “لو أوقفتني، فَسَـأكرهك لبقية حياتي.” لم يجد يوجين أي كلمات ليقولها.
“عندما أرى وجهك، أشعر برغبة في سحب كل شعري من مكانه بسبب الغضب.” وافقها سيان.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
قالت سيل بعيون محتقنة بالدماء: “لو أوقفتني، فَسَـأكرهك لبقية حياتي.” لم يجد يوجين أي كلمات ليقولها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
قال سيان قبل الإنطلاق: “أراك في ليهاين.” في النهاية، غادر الإثنان حاملَين ديور وسكاليا. وقف يوجين في مكانه لفترة من الوقت، يحدق في ظهورهم المتقلصة.
أجابت انيسيه: “هذه هي رغبتك الأنانية.” مُصرة على رأيها في هذا الموضوع. “نحن لا نختار العصر الذي نعيش فيه، وهو ليس شيئًا يمكننًا تغييره كما نرغب. كبشر، نحن ضعفاء وهشّون. ليس لدينا خيار سوى الذهاب مع المخطط الكبير للأشياء، التدفق الأكبر. على وجه الخصوص، هؤلاء التوائم هم من نسل السير فيرموث. طالما أنهما يحملان إسم لايونهارت، فَـليس لديهما خيار سوى الوقوف في الطليعة عند مجيء الأوقات المضطربة.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com الإثنان توأمان، وقد ولدا في عائلة لايونهارت المرموقة. الإثنان موهوبان وماهران للغاية. المشكلة الوحيدة هي أنهم ولدوا في عصر وُجِدتْ فيه موهبة وحشية. لو نشأوا بشكل طبيعي دون التسرع ولم يتم القبض عليهم في أحداث غير متوقعة ومستحيلة….
“هل أنت قلق؟”
ظهر الصوت الذي قاطعه بنبرة ساخرة إلى حد ما. تحول يوجين للنظر إلى كريستينا. إنطلاقا من إنحناء عينيها وشَفَتيها، فَـهي انيسيه.
“إذن….” قال سيان بعد أخذ لحظة لتهدئة نفسه. “هل كانت الدوقة جيابيلا راضيةً بعد رؤيتك؟”
رد يوجين: “اللعنة، لا تقولي مثل هذه الأشياء المثيرة للإشمئزاز.”
أجاب يوجين: “بالطبع أنا قلق.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“هل لأنك شهدت الطفولة مرة أخرى بعد أن تناسخت من جديد؟ هامل، يبدو لي أنك أكثر إنسانية مما كنت عليه في حياتنا الماضية.” قالت انيسيه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “هل قلت شيئا غريبًا؟” رد سيان بسؤال.
قال يوجين: “أنا ممتلئ بالرحمة منذ حياتي السابقة.”
“ماذا؟” أُصيب يوجين بالذهول.
“حسنًا، لا يمكنني إنكار ذلك. على أي حال، أعتقد أنه أمر مريح. هذان التوائم…..لا يكرهانك. إنهما يحسدانك، لكنهما ليسا غيورَين. بدلا من ذلك، فهما هناك من أجلك ويريدان أن يكونا عونًا لك.” قالت انيسيه.
“أنا أعلم. لقد وجدت ذلك لطيفًا جدًا ويجلب الفخر، لذلك علمتهما هذا وذاك، وهو شيء غير معهود مني. ومع ذلك، سيان وسيل لا يزالان صغيرَينِ جدًا.”
“لا أعتقد أن العمر مهم كثيرًا. كنا جميعا صغارًا قبل ثلاثمائة عام.” بإبتسامة باهتة، صنعت انيسيه الرمز المقدس في الهواء. “…..بالطبع، هذان التوائم مختلفان عنا. كنا صغارًا مثلهما، لكننا ولدنا مختلفين وشهدنا أشياء مختلفة. لكن هامل، بشكل مفاجئ، يُسارع البشر إلى التكيف والتغير. إذا قدمت بعض الفرص غير التافهة نفسها، وإذا إمتلكوا الإرادة للمضي قدما، فيمكن للبشر أن يتسببوا في المعجزات. تمامًا كما فعلنا.”
إستمع يوجين بصمت مع إستمرار انيسيه.
“حسنًا، لا يمكنني إنكار ذلك. على أي حال، أعتقد أنه أمر مريح. هذان التوائم…..لا يكرهانك. إنهما يحسدانك، لكنهما ليسا غيورَين. بدلا من ذلك، فهما هناك من أجلك ويريدان أن يكونا عونًا لك.” قالت انيسيه.
شعرت سيل بالاشمئزاز من نفسها. هي تعرف بالضبط نوع التعبير الذي تظهرهُ الآن، لكنها لم تستطِع التنبؤ بالتغير التالي لتعابير وجهها. غير متأكدة مما تشعر به، وينطبق الشيء نفسه على تعابيرها أيضًا. لذلك أدارت سيل ظهرها نحو يوجين.
“هامل. لقد قضيت طفولتك مع هذين التوأمين، ولكن مع ذكريات حياتك الماضية، لم تستطِع مشاركة نفس التجارب مع التوأم في نفس العمر الصغير. هذا هو السبب في أنك تعاملهم مثل الأطفال طوال الوقت.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “نعم، هذا صحيح. على أي حال، ما أريد أن أخبرك به بسيط. لو تهتم حقًا بإخوتك، فلا تعاملهم مثل الأطفال. رجاءً، إحترام رغبتهما في التطور.” قالت انيسيه.
“هذا صحيح.”
“إخرسي….أنا….لا أخجل.” كانت هذه كذبة. وجهه وبطنه يحترقان كما لو أنه شرب زجاجة كاملة من الكحول القوي، وبصراحة، أحس بالحكة في أنفه لدرجة أنه أراد تحطيمه.
“لا، هما ليسا أطفالًا بعد الآن. إنهما يريدان الوقوف بمفردهما، ولا يريدان الإعتماد على الآخرين. يمتلك هؤلاء التوائم الإرادة للقيام بذلك، ومن الواضح أنهما شعرا بالغضب من الفشل في المساعدة اليوم. إنهما يحتقران نفسيهما لكونهما ضعيفَين. ما مرا به اليوم، وما مرا به حتى الآن، فإن المشاعر التي يشعران بها مع كل حدث ستكون بمثابة نقطة تحول بالنسبة لهما.” لخصت انيسيه ما تريد قوله.
“توقفي، أيتها السيدة صغيرة. لا يجب أن تقولي مثل هذه الأشياء بدلًا عنها. سيكون من الممتع أكثر رؤية رد فعل هامل عندما تقول سيينا ذلك بنفسها له.” قالت انيسيه بضحكة.
لم تتحدث فقط عن سيل وسيان أيضًا. هذا موجه أيضًا لكريستينا، التي تستمع بهدوء من على الجانب. الأمر نفسه بالنسبة لكريستينا. كما أُجبِرَتْ على التصالح مع ضعفها المرير، رغبت في إستخدامه كنبع للتغلب على المزيد من المصاعب.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم تعرف لماذا كانت نائمة حتى الآن. إنقطعت ذكرياتها في مكان غريب. تذكرت كيف هاجمت الأميرة سكاليا بجنون، وكيف صدَّها ديور، و….كيف تبادلوا الضربات الشرسة مع بعضهم البعض. بعد ذلك، إنهار ديور لأسباب غير معروفة، على الرغم من أنه لم يتعرض لأي إصابات. بعدها، رفعت الأميرة سكاليا رأسها و….
قال يوجين بعد تنهد طويل: “إذا عبرت نهر الموت.” وقف قبل المتابعة. “إذا بقيت على شفا الموت، إذا واصلت النضال من أجل البقاء، حتى على حساب الإضطرار إلى قتل الآخرين، فعندئذ نعم. سَـيُحفَز البشر ويجعلهم ذلك أقوى. انيسيه، أنتِ وأنا نعرف هذه الحقيقة جيدًا لأننا عشنا في تلك الأوقات.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“نعم، هذا صحيح.”
“لكن الوقت الذي نعيش فيه الآن سلمي جدًا. أنا….لو أمكن….لا، أنتِ على حق. ما زلت أعامل سيان وسيل مثل الأطفال. لكن إذا أمكن، أود أن يعيشا حياتهما في هذا العصر السلمي دون الحاجة إلى الرقص مع الموت.” تابع يوجين.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
أجابت انيسيه: “هذه هي رغبتك الأنانية.” مُصرة على رأيها في هذا الموضوع. “نحن لا نختار العصر الذي نعيش فيه، وهو ليس شيئًا يمكننًا تغييره كما نرغب. كبشر، نحن ضعفاء وهشّون. ليس لدينا خيار سوى الذهاب مع المخطط الكبير للأشياء، التدفق الأكبر. على وجه الخصوص، هؤلاء التوائم هم من نسل السير فيرموث. طالما أنهما يحملان إسم لايونهارت، فَـليس لديهما خيار سوى الوقوف في الطليعة عند مجيء الأوقات المضطربة.”
ظهر الصوت الذي قاطعه بنبرة ساخرة إلى حد ما. تحول يوجين للنظر إلى كريستينا. إنطلاقا من إنحناء عينيها وشَفَتيها، فَـهي انيسيه.
لم يستطع يوجين إنكار كلماتها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com قال يوجين: “أنا ممتلئ بالرحمة منذ حياتي السابقة.”
“سواء إختارا السير على الحبل المشدود مع الموت، أو….التخلي عن كل شيء والهروب، ليست مسألة تعود إليك لتقررها، هامل.” قالت انيسيه: “يجب أن يكون مصير الإنسان له وحده وفقط.”
سقط فك مير عند هذا المنظر.
أجاب يوجين: “قد يقعون في أشياء وحشية رغم كونهما يصرخان بأنهما لا يريدان الخوض فيها.”
ذَكَّرَها يوجين: “لقد مشيت على شاطئ نهر الموت عدة مرات أيضًا.”
“إذا لم يريدا الوقوع في الأشياء، فيمكنهم ببساطة الهروب.” أجابت انيسيه: “إذا اختارا الوقوع في عنادهما ويأسهما، فهذا أيضا شيء يحتاجان للتعامل معه بمفردهما.”
“نعم، هذا صحيح.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
علق يوجين قائلًا: “ما تقولينه يبدو وكأنه تعذيب ذاتي.”
أجاب يوجين: “قد يقعون في أشياء وحشية رغم كونهما يصرخان بأنهما لا يريدان الخوض فيها.”
“إذن فقد سمعت الحقيقة البحتة. قبل ثلاثمائة عام، لم آخذ قدري على أنه مصيري. لم أهرب، لكنني لم أرغب في المضي قدمًا أيضًا. كنت غبية، ولم أستطع عصيان أوامر الإمبراطورية المقدسة، التي كانت متنكرة بذكاء في هيئة إرادة النور. كنتُ غبية.” قالت انيسيه قبل أن تقف: “لقد رأيت عددًا لا يحصى من الوفيات، وعانيت تمامًا من ضعفي وأهوال لا توصف، وإحتقرت نفسي لعدم الهروب.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
إبتسمت وهي تنظر إلى هامل، الذي ظل جالسًا. “لكن في النهاية، كنتُ أنا من إتخذ القرار النهائي. إخترت أن أتبع السير فيرموث بمحض إرادتي. بإرادتي، سافرت في هيلموث معك، سيينا، مولون والسير فيرموث. وبإرادتي، سلمتُ حياتي. تمكنت من التغير إلى هذا الحد….هاها، بسبب الأحداث ذات المغزى والإرادة للعمل. كان تغييري بسبب هذه الأشياء.”
“هذا شيء جدير بالثناء لقوله.” أثنى يوجين بطريقة نادرة.
ذَكَّرَها يوجين: “لقد مشيت على شاطئ نهر الموت عدة مرات أيضًا.”
“نعم، هذا صحيح. على أي حال، ما أريد أن أخبرك به بسيط. لو تهتم حقًا بإخوتك، فلا تعاملهم مثل الأطفال. رجاءً، إحترام رغبتهما في التطور.” قالت انيسيه.
“انتظري لحظة.” نادى يوجين.
“لا تنظر إلي. لا تقترب مني.” تمكنت سيل من قول هذا أثناء قمع نفسها من أن تبكي.
“لقد مر وقت طويل منذ آخر مرة سمعت فيها إحدى محاضراتك.” وقف يوجين بإبتسامة مريرة. أدار رأسه لكنه لم يعُد قادرًا على رؤية سيان وسيل. “لكن يا انيسيه. عندما ترقص مع الموت مرات عديدة، تصبح غريبًا. تتحطم.”
“عندما يحدث ذلك، فأنت ستعتني بهما بقدر ما تحبهما، بنفس الطريقة التي إعتنينا بها ببعضنا البعض قبل ثلاثمائة عام. هل تتذكر هامل؟ عندما عبرنا البحر وهزمنا الوحوش الشيطانية وفيلق الشياطين، لم تستطِع النوم ليلًا مع الكثير من الجثث ورائحة الدم.”
“أنا أقول هذه الأشياء لأنني لست غبية. أعرف مكاني. لماذا؟ هل تشعر بالأسف من أجلي بعد سماع ما قلته؟ لو أن هذا هو الحال حقًا، فَـأنا أكره ذلك. لا أريد أن تُشفِقَ علي.”
“لم يكن هذا أنا فقط. كنا جميعا نَمُرُّ بِـنفس الشيء في ذلك الوقت، بإستثناء فيرموث، ذلك اللقيط.”
سمع يوجين انيسيه تضحك خلفه.
“إستطعنا تهدئة قلوبنا المهتزة لأن السير فيرموث ظل حازمًا. إعتمدنا على بعضنا البعض وحَمَينا ببعضنا البعض لضمان عدم إنهيار أحد. هامل، لا تفكر كثيرًا في هذا.”
حدث تغيير طفيف في إبتسامة انيسيه. ابتسمت ابتسامة عريضة نحو يوجين بشفتيها وعينيها قبل المتابعة. “عليك فقط أن تصير السير فيرموث الخاص بالتوأم.”
رد يوجين: “اللعنة، لا تقولي مثل هذه الأشياء المثيرة للإشمئزاز.”
سمع يوجين انيسيه تضحك خلفه.
“ليس عليك أن تكون خجولًا. كُنتَ معجبًا سرًا بالسير فيرموث، أليس كذلك؟” إستفزته انيسيه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“لكنني أحب السيدة سيينا. والسيدة سيينا—” تابعت مير.
“متى حدث هذا!؟” صاح يوجين.
“هل أنت حقًا غير محرج؟ حسنًا، إذن، ماذا عن هذا؟” قالت انيسيه بإبتسامة قبل الإقتراب من يوجين. ثم مدت يدها وداعبت صدر يوجين. “بإرادتي، تابعت السير فيرموث. بإرادتي، سافرت عبر هيلموث معك، سيينا، مولون والسير فيرموث. بإرادتي، سلمتُ حياتي في النهاية.”
“ماذا؟” أُصيب يوجين بالذهول.
“لا تنكر ذلك الآن. هذا ليس شيئًا تخجل منه.” قالت انيسيه: “لم تكن أنت وحدك، بل نحن جميعًا أُعجِبنا بالسير فيرموث.”
“لا، لا….ليس أنا. لم أعجب أبدًا بذلك اللقيط. بالنسبة لي، كان فيرموث—”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“منافسًا أردتَ التغلب عليه يومًا ما؟ أليس من المحرج أن تقول مثل هذه الأشياء بفمك؟” قاطعته انيسيه.
“ماذا؟” أُصيب يوجين بالذهول.
“أنا لستُ مُحرجًا. بالنسبة لي، فيرموث….لم يعجبني أنه كان أفضل بكثير مني في كل شيء….وبالتالي….غضبت….ولهذا أردت أن أوسعه ضربًا أو—”
“توقف، توقف! أشعر أن يدي وقدمي تذبلان بسبب الإستماع إليك فقط. كيف يمكنك أن تقول مثل هذه الأشياء المحرجة بنفسك دفعةً واحدة؟” قاطعته انيسيه مرة أخرى.
سمع يوجين انيسيه تضحك خلفه.
“إخرسي….أنا….لا أخجل.” كانت هذه كذبة. وجهه وبطنه يحترقان كما لو أنه شرب زجاجة كاملة من الكحول القوي، وبصراحة، أحس بالحكة في أنفه لدرجة أنه أراد تحطيمه.
“هل لأنك شهدت الطفولة مرة أخرى بعد أن تناسخت من جديد؟ هامل، يبدو لي أنك أكثر إنسانية مما كنت عليه في حياتنا الماضية.” قالت انيسيه.
“هل أنت حقًا غير محرج؟ حسنًا، إذن، ماذا عن هذا؟” قالت انيسيه بإبتسامة قبل الإقتراب من يوجين. ثم مدت يدها وداعبت صدر يوجين. “بإرادتي، تابعت السير فيرموث. بإرادتي، سافرت عبر هيلموث معك، سيينا، مولون والسير فيرموث. بإرادتي، سلمتُ حياتي في النهاية.”
“سواء إختارا السير على الحبل المشدود مع الموت، أو….التخلي عن كل شيء والهروب، ليست مسألة تعود إليك لتقررها، هامل.” قالت انيسيه: “يجب أن يكون مصير الإنسان له وحده وفقط.”
“ماذا تفعلين؟ أنتِ تكررين ما قلتِهِ سابقًا—”
لم يقل يوجين أي شيء للتوائم. هل أعاقا طريقه؟ لم يعتقد ذلك. من الضروري أن يوضع في الإعتبار أنهم واجهوا نوير جيابيلا، ملكة شياطين الليل. نوير ليست خصمًا يمكن خوض معركة ضده في المقام الأول، وحتى يوجين نفسه لم يحاول محاربتها.
“وب إرادتي، يا هامل، أنا أحببتُك.”
شعر يوجين بوجهه يحمر. شعر كما لو أن رأسه سينفجر. أصيب بالذعر وقفز للخلف، ضحكت انيسيه بعد رؤية وجه يوجين الأحمر كالطماطم.
“أنا لستُ مُحرجًا. بالنسبة لي، فيرموث….لم يعجبني أنه كان أفضل بكثير مني في كل شيء….وبالتالي….غضبت….ولهذا أردت أن أوسعه ضربًا أو—”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بصفته شقيقها الأكبر، أراد أن يقول شيئًا لتهدئة قلبها أو إراحتها، لكنه لم يستطع. فَـهو يشعر بشعور مماثل، غير قادر على فتح فمه. سيان يعلم أنه لن يفعل شيئًا إلا الصراخ بغضب إذا تخلى عن السيطرة على فمه. في النهاية، ربت سيان على كتف أخته فقط دون أن يقول أي شيء، لكن هذا كان كافيا لأخته. بكت سيل بصمت لفترة من الوقت، وتعامل سيان مع حزنه وغضبه بينما هو يصر على أسنانه.
[ا-ا-الأخت!]
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “وب إرادتي، يا هامل، أنا أحببتُك.”
‘ماذا؟ أنا أقول هذا بمحض إرادتي. أم أنكِ….كريستينا، هل ترغبين في الإستفادة من هذه اللحظة وإتخاذ الشجاعة للتحدث بما في قلبك؟’
[أنا….أنا لا….]
“هل أنت قلق؟”
‘كما لو أنكِ ستفعلين.’
إستمتعت انيسيه بإغاظة كريستينا أكثر من أي شيء آخر.
“نعم، هذا صحيح.”
قالت مير بعد أن أخرجت رأسها من عباءة الظلام ونظرت إلى يوجين: “أنا أيضا أحب السير يوجين بإرادتي.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ‘أنا مثيرة للشفقة.’
“لكنني أحب السيدة سيينا. والسيدة سيينا—” تابعت مير.
“توقفي، أيتها السيدة صغيرة. لا يجب أن تقولي مثل هذه الأشياء بدلًا عنها. سيكون من الممتع أكثر رؤية رد فعل هامل عندما تقول سيينا ذلك بنفسها له.” قالت انيسيه بضحكة.
“لكنني أحب السيدة سيينا. والسيدة سيينا—” تابعت مير.
“اخرسي.” رفع يوجين يده فجأة وصفع خده المحترق.
رد يوجين: “اللعنة، لا تقولي مثل هذه الأشياء المثيرة للإشمئزاز.”
سقط فك مير عند هذا المنظر.
“لا، هما ليسا أطفالًا بعد الآن. إنهما يريدان الوقوف بمفردهما، ولا يريدان الإعتماد على الآخرين. يمتلك هؤلاء التوائم الإرادة للقيام بذلك، ومن الواضح أنهما شعرا بالغضب من الفشل في المساعدة اليوم. إنهما يحتقران نفسيهما لكونهما ضعيفَين. ما مرا به اليوم، وما مرا به حتى الآن، فإن المشاعر التي يشعران بها مع كل حدث ستكون بمثابة نقطة تحول بالنسبة لهما.” لخصت انيسيه ما تريد قوله.
“انتظري لحظة.” نادى يوجين.
“هل جُننت؟” صرخت.
“ماذا؟” أُصيب يوجين بالذهول.
“سألتُ هل كانت راضية عنك.” كرر سيان.
“هابيل!” صاح يوجين.
“متى حدث هذا!؟” صاح يوجين.
“ووف!”
تجاهل يوجين ألم الوخز في خده وركض إلى الأمام. رد هابيل بالمثل ونبح بقوة قبل أن يتقدم للأمام.
“إلى وادي المطرقة العظيمة!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “هل قلت شيئا غريبًا؟” رد سيان بسؤال.
سمع يوجين انيسيه تضحك خلفه.
أول شيء رأته سيل عندما فتحت عينيها هو وجه يوجين. تراجعت ببساطة عدة مرات عندما رأت كيف أن عينيه، التي بدت غير مبالية للوهلة الأولى، إحتوت على قلقٍ خفي.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات