You dont have javascript enabled! Please enable it!
Switch Mode
نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

موشوكو تينساي 178

الفصل الإضافي: ولادة ملك السيف الجديد

الفصل الإضافي: ولادة ملك السيف الجديد

اجتمع ثلاثةٌ من قديسي السيف في قاعة الزوال بحرم السيف، كلٌ منهم جاثٍ على ركبة واحدة. كانوا نينا فاليون، وجينو بريتز، وإيريس جريرات. وقف أمامهم إله السيف، جال فاليون.
وقف مسترخياً وهو يحدق في تلاميذه، الذين وضعوا جميعاً أيديهم على سيوفهم في خصورهم. قال ببطء: “لقد تجاوزت مهارتكم في السيف مستوى قديس السيف.” ارتجف كتفا جينو.
“لقد حان الوقت تقريباً للاعتراف بأول ملك للسيف منذ غيسلين.”
اتسعت عينا جينو. قبض قبضته مرتعشاً. اجتاحه شعور لا يوصف. أراد أن يقفز ويصرخ، لكنه كبت هذا الدافع. لم يستطع بعد تحديد ماهية هذا الشعور. كل ما يعرفه أنه لم يكن شعوراً سيئاً.
غير أن إله السيف لم ينتهِ بعد.
“قبل أن نفعل ذلك، لدي سؤال.” انتظر الجميع بصمت.
“ما الذي تعتقدون أنه يفصل بين قديس السيف، وملك السيف، وإمبراطور السيف في رأيكم؟”
“القوة؟” نطقت نينا بتسرع.
كان واضحاً من تعابير وجوههم المجتمعة أنهم لم يستطيعوا تخيل أي إجابة أخرى. لكن في الوقت نفسه، كانوا يعلمون أيضاً أن الأمر ليس بهذه البساطة – أراد إله السيف أن يعرف ما يأتي *بعد* تلك القوة. ما الذي يفصل بينهم *أيضاً*؟
“نينا. ماذا أخبرك معلمك أن تفعلي قبل اكتساب سيف النور؟”
لم يكن معلم نينا هو جال فاليون. كان الشخص الذي درّبها هو والد جينو، تيموثي بريتز. تأملت في تعاليم الرجل وأجابت: “قال لي: ‘بما أنك تستخدمين يدك اليمنى، دربي يدك اليسرى.’ أخبرني أنني لن أستطيع إطلاق سيف النور حتى أتمكن من استخدام السيف بيدي اليسرى بشكل مثالي.”
“هذا صحيح. يدك غير المهيمنة مهمة لاستخدام سيف النور. هل تفهمين لماذا؟”
“إذا شددتِ يدك المهيمنة، سيتسبب ذلك في انحراف النصل إلى الجانب.”
“نعم. تحتاجين إلى استثمار كل هالة المعركة في الهجوم والقطع في خط مستقيم. إنه أمر بسيط، لكنه السر الداخلي لتقنية سيف النور.”
فن السيف يتعلق كله بقطع الهدف المتحرك. إذا اندفعت مباشرة واستخدمت هجوماً أمامياً، يمكن لأي شخص تفاديه بسهولة. لهذا السبب يهاجم مستخدمو السيوف من الأسفل أو الجانب أو بشكل مائل – مستخدمين حركات غير متوقعة لإيقاع عدوهم على حين غرة.
لكن إله السيف الأول كان مختلفاً. لم يكن بحاجة إلى تلك الحيل. بدلاً من ذلك، كان يقطع كل شيء بالتحرك أسرع مما يمكن لخصمه أن يتفاعل معه.
“هذا السر متجذر في تاريخ أسلوب إله السيف.” ضرب جال أظافره على مقبض سيفه. “عمل كل جيل من آلهة السيف على فك ألغاز التقنيات الغامضة التي طورها إله السيف الأول ببطء. هذا ما قادنا إلى الشكل الحالي لأسلوب إله السيف. بمجرد أن تفهم الأسرار الداخلية لسيف النور، والمبدأ وراءه، وكيفية التدرب على استخدامه، يصبح الأمر بسيطاً جداً. يمكن لأي شخص لديه موهبة قليلة أن يتعلم استخدامه بسهولة. هذا ما أدى إلى عصر اعتبار أسلوب إله السيف الأقوى. يمكننا رفع رؤوسنا بفخر بفضل إله السيف الأول وأسلافه الذين فكوا أسرار تقنياته.”
مرة أخرى، قرعت أصابعه على مقبض سيفه.
“سيف النور هو أفضل تقنية في أسلوب إله السيف. ممارسو الأساليب الأخرى يسمونه تقنيتنا السرية. ومع ذلك، هناك من يفهم جوهره بشكل أفضل من الآخرين. قديسو السيف، ملوك السيف، أباطرة السيف، وإله السيف… غريب حقاً. نحن جميعاً نفعل نفس الشيء، لكن بعضنا أقوى وبعضنا أضعف.”
حول جال نظره إلى جينو. “ما الذي تعتقد أنه يصنع الفرق، يا جينو؟ أجبني.”
رفع جينو ذقنه، ووجهه يعبر عن توتر. لم يكن لديه أدنى فكرة عن الإجابة، لكنه شعر بضغط للإجابة بسرعة. “ال-القدرة على التفكير المنطقي، والتحرك بمهارة… آه، قوة الجسد… أو ر-ربما جودة السلاح…؟”
“جودة السلاح؟! كم سنة قضيت في التدريب يا فتى؟ هل أنت متأكد أنك لا تحتاج إلى العودة والبدء من الأساسيات؟!” نبح جال عليه.
“ع-عذراً!” شحب وجه جينو وهو يخفض نظره.
ما أراد جينو قوله حقاً كان ‘الموهبة’، لكنه كان يعلم جيداً أن تلك لم تكن الإجابة التي يرغب فيها إله السيف. لم يكن من الممكن الإجابة على سؤال بهذا التعقيد بكلمة واحدة. بعد كل شيء، كانوا يناقشون تعقيدات الموهبة الآن. إذا قال جينو شيئاً بهذا الغباء، فقد يطرده جال تماماً.
“لا تعرف لأنك ما زلت مجرد طفل، هه؟ لا يهم. الأقوياء أقوياء، سواء فهموا ذلك أم لا. حسناً، نينا، أنتِ أجيبي.”
فكرت نينا في إجابتها بعناية. على الأرجح، كان يسأل عما يميزهم عن أولئك الذين يفوقونهم رتبة. لا بد أن يكون شيئاً يملكه ملوك السيف وأمثالهم مما لا تملكه نينا وزملاؤها قديسو السيف.
وإذ فكرت في الأمر، فإن الأشخاص في تلك المناصب – إله السيف، إمبراطور السيف، وما إلى ذلك – كان لديهم جميعاً شركاء حياة. أرادت هي أيضاً ذلك. صديق أو زوج…
ألقت نينا نظرة على جينو. كان لا يزال يثبت نظره في الأرض، وعلى وجهه نظرة منزعجة. كان أصغر منها سناً، لكنها في الآونة الأخيرة أصبحت مهتمة به كثيراً…
فجأة، خطرت لها كلمة كانت تسمع إله السيف يستخدمها كثيراً.
“هل هي الرغبة؟”
“هه، حسناً، أنتِ بالتأكيد نضجتِ كثيراً مؤخراً، وأصبحتِ تتصرفين بشكل أكثر أنوثة. هذا بالضبط ما أتوقعه من ابنتي.”
ضحك، مخترقاً أفكارها بوضوح. لم تتفاعل نينا. كانت قد تدربت للتأكد من أن هذا النوع من الأشياء لن يؤثر فيها.
“الرغبة… حسناً، أنتِ لستِ مخطئة هناك. لكن إلى متى يمكن لرغبتك أن تصمد؟”
“ماذا تعني بذلك؟”
“على سبيل المثال، إذا قلت لكِ أنه عليكِ الاختيار بين الزواج من جينو وأن تصبحي ملكة السيف، أيهما ستختارين؟”
عند ذكر الزواج، تبادل جينو ونينا النظرات. توردت وجنتاها قليلاً.
“…سأختار أن أصبح ملكة السيف.”
بمعنى آخر، ستتخلى عن فرصة الزواج من جينو. هذا أظهر حدود رغباتها. أدركت متأخرة أن إجابتها كانت خاطئة.
“ساذجة كالعادة.” ضحك بسخرية بينما خفضت نظرها. ثم حول جال انتباهه إلى آخر عضو في مجموعتهم. “ماذا عنكِ، يا إيريس؟”
“التصميم.”
“التصميم، هه؟ لا، هذا خطأ أيضاً.” ضحك ورفض إجابتها.
لكن إيريس حدقت به فقط وقالت : “لا، ليس خطأً. التصميم هو الإجابة الصحيحة.”
في أعماق عقلها، رأت أورستد يطعن روديوس في صدره. تذكرت كيف نحبت على عجزها بينما تهاوى إلى الأرض.
لقد أصبحت أقوى منذ ذلك الحين. قوتها وسرعتها كانتا على مستوى مختلف تماماً. لكن ذلك لم يكن كافياً لهزيمة أورستد. بعد سنوات من التدريب، لمحت إيريس حدود قدراتها. مهما تدربت، لن تصل أبداً إلى مستوى أورستد. لم يكن هذا مبالغة. كانت تعلم أنها لن تتمكن أبداً من هزيمته بمفردها.
لكن القصة ستكون مختلفة إذا كانت مع روديوس. معاً، قد يتمكنان من تحقيق ذلك. بسحره ومهاراتها في السيف، يمكنهما الفوز.
*حتى لو كان عليَّ التضحية بنفسي لتثبيت أورستد، سيوجه روديوس الضربة القاضية.*
إذا فاز روديوس، فسيكون ذلك أيضاً فوزاً لإيريس. ستموت، بالطبع، لكن روديوس سيستمر في العيش. ذلك يعني أنها ستخسر فرصة مشاركة المستقبل معه، لكنها لم تكترث لذلك.
فالتفكير في المستقبل لن يؤدي إلا إلى فقدان شجاعتها، وفقدان شجاعتها سيجعل سيفها كليلاً. والسيف الكليل يعني موتهما معاً. وإن كان لا بد لأحد أن يفقد حياته، فليكن هي. كانت إيريس مصممة على السعي وراء تلك النتيجة – أو ربما يمكن القول إنها استسلمت لها.
“إذن لا يهمك إن لم تصبحي ملكة السيف؟” سأل غال.
“هذا لا يهمني حقاً.”
“ظننت أنك تريدين أن تصبحي أقوى.”
“نعم، أريد ذلك. لكن اللقب لا يغير من قوة الشخص، أليس كذلك؟”
تمتم إله السيف بارتياح : “حسناً. إيريس ونينا، من تستطيع منكما هزيمة الأخرى ستلقب ملكة سيف.” تهدلت كتفا غينو في استسلام.
واجهت نينا وإيريس بعضهما البعض.
“…”
كانت كل منهما تحمل سيفاً خشبياً. ورغم أنه لا يبدو سلاحاً فتاكاً، إلا أنه في أيدي قديستي السيف، يمكن استخدامه بسهولة لإنهاء حياة الآخر.
“هذا يذكرني بأول مرة جئت فيها إلى هنا.”
“بالفعل.”
مرت عدة سنوات منذ أن أحضرت غيسلين إيريس إلى حرم السيف. كانت إيريس مثل حيوان بري، وبسببها ذاقت نينا طعم الإذلال. فقد تبللت ثيابها أمام غينو وقديسي السيف الآخرين. مجرد تذكر الحادثة كافياً لجعل نينا تريد أن تغطي وجهها وتتلوى من الألم.
مع ذلك، لم تكن تحمل أي كراهية لإيريس. فبفضل إيريس، أصبحت أقوى. تخلت عن كبريائها وانغمست تماماً في تدريبها. كان إذلالها هو ما حفزها.
أعلنت نينا بثقة : “اليوم سأكون المنتصرة.”
تصاعدت العطش للدماء من إيريس كالأمواج، لكن نينا لم تتراجع. كانت مثل راهب مستنير في التدريب بطريقتها التي حدقت بها في إيريس بتعبير هادئ ومتماسك.
“همم.”
في اللحظة التالية، اختفت كل العدائية من إيريس. كان تعبيرها النقيض التام لتعبير نينا؛ كانت تبتسم بجنون، مثل مفترس يحدق في فريسته. كانت ابتسامتها المزعجة التي امتدت من أذن إلى أذن كافية لجعل أي شخص يرتجف.
أشعل هذا الخوف الغريزي داخل نينا. مرات عديدة تبادلتا الضربات تحت تدريب ملكة الماء إيزولد، وخسرت نينا. بالطبع، كانت هناك أوقات فازت فيها أيضاً. لكن ذكريات الهزيمة كانت الأكثر بروزاً في ذهنها. خاصة لأنه في كل مرة خسرت فيها نينا، كانت تلك الابتسامة على وجه إيريس.
“…”
لم تتحرك إيريس. ظلت ساكنة كالموت، وتلك الابتسامة الوحشية على وجهها. كان هذا نادراً بالنسبة لها، بالنظر إلى أنها كانت دائماً أول من يتحرك.
كانت نينا تنتظر ان ترد على هجماتها.
فكرت نينا. لقد واجهت ردود الفعل مرات عديدة عندما قاتلت إيزولد. لم تستطع إيريس استخدام تقنيات أسلوب إله الماء، لكن أسلوب إله الشمال كان يمتلك أيضاً ردود فعل. كان هذا على الأرجح ما تهدف إيريس إليه.
“…”
خيم الصمت في الهواء. أمسكت إيريس سلاحها على مستوى الكتف، بينما أمسكت نينا سلاحها فوق رأسها. وقفتا ساكنتين تماماً، على خطوة واحدة فقط من بعضهما البعض. كان وجه نينا خالياً من التعبير، بينما ارتسمت ابتسامة كبيرة على وجه إيريس.
بدت الاثنتان مثل تمثالين مخيفين، في الطريقة التي حدقتا بها في بعضهما البعض دون أن ترمشا. كان هذا السكون غير معتاد لتلاميذ أسلوب إله السيف، الذي يعلم أن أول من يتحرك سيكون المنتصر.
لم تجرؤ أي منهما على الحركة. كان غال فاليون هو من تنهد أخيراً.
“إلى متى ستظلان واقفتين هناك تحدقان في بعضكما البعض؟”
كانت تلك الكلمات هي المحفز. كانت نينا أول من تحرك. خطت خطوة واثقة إلى الأمام. بحركة قدم قامت بها نحو عشرة آلاف مرة خلال تدريبها. كانت طريقة تحريك ساقيها منطقية – مثالية حتى – وتدفقت الطاقة عبر جذعها.
مزجت نينا هذه الطاقة مع هالة المعركة الخاصة بها، مرسلة إياها عبر ذراعها وإلى نصلها – سيف النور. اندفعت هذه المهارة، التي تُعرف بأنها الأسرع من بين الجميع، نحو إيريس.
كانت تقنية نينا لا تشوبها شائبة. أي شخص يراها سيندهش، يصيبه الذهول من كمالها. لكن…
“غراااه!”
اصطدمت قوة ثقيلة بمعدة نينا، مقذوفة إياها للخلف. اصطدم جسدها بالجدار قبل أن يتهاوى على الأرض. تمزق زيها الموحد، تاركاً معدتها المفتولة مرئية. انتشرت كدمة حمراء كبيرة ببطء عبر بشرتها. انطلق إحساس حارق عبر جسدها.
“كفى!” أعلن إله السيف.
حدقت نينا بذهول في إيريس. تساقط العرق من جبينها. انشق زيها قليلاً عند الكتف، لكنها كانت سليمة فيما عدا ذلك. اختفت تلك الابتسامة أيضاً من وجهها. وقفت هناك بفخر كمنتصرة.
“…كه.”
فهمت نينا ما حدث. خطت إيريس إلى الأمام في نفس الوقت الذي تحركت فيه نينا. وبينما أرجحت نينا سيفها للأسفل من فوق، خفضت إيريس جسدها وأطلقت سيف النور الخاص بها من الجانب.
ما لم تفهمه نينا كان السبب. كان من المفترض أن تصل تقنيتها أولاً. لقد قامت بالحركة الأولى، وكان سيفها أسرع قليلاً من سيف إيريس. علاوة على ذلك، لقد ضربت من الأعلى، وهو وضع الهجوم الأسرع. حتى مع احتساب بعض الحسابات الخاطئة البسيطة، كان من المفترض أن تصل ضربتها قبل ضربة إيريس. لكن معركتهما لم تنته حتى بالتعادل. لماذا كانت متهاوية على الجدار بينما ظلت إيريس واقفة؟
“لا تحتاجين إلى قوة ساحقة لهزيمة شخص ما،” قالت إيريس بهدوء.
لم تفهم نينا.
استخدمت إيريس تقنية من أسلوب إله الشمال. في العادة، كان سيف النور مبالغاً فيه على معظم الخصوم. حولت إيريس قوته إلى سرعة بدلاً من ذلك. جعلته قاتلاً بما يكفي فقط لإسقاط خصمها، مما جعل تنفيذه أسرع بكثير. لم يكن الأمر مجرد قوة خام بل توزيع لهالة المعركة الخاصة بها.
كانت هذه تقنية تعلمتها من تدريبها مع إمبراطور الشمال. كانت السرعة الإضافية التي منحتها إياها ضئيلة في الواقع، مقارنة بمقدار قوة الهجوم التي ضحت بها لتحقيقها. ومع ذلك كان هذا الفارق، الذي لا يزيد عن عرض شعرة، هو ما تطلبه الأمر لتحقيق النصر.
“رائع، إيريس. أمنحك لقب ملكة السيف.”
نهضت نينا ببطء عن الأرض. تشوه وجهها مع نبض معدتها بألم خافت.
*لقد تفوقت علي تماماً.*
لأنهما كانتا تستخدمان سيوفاً خشبية، فقد تم قذفها للخلف وكُدمت فقط. لو كانت إيريس قد استخدمت سيفاً حقيقياً، لكان قد اخترق قلب نينا مباشرةً. هجوم ضعيف نسبياً، بالنظر إلى أن القوة العادية لسيف النور يمكن أن تشطر جسد الشخص إلى نصفين، لكنه كان كافياً للقتل. وبما أن إيريس لم تتعرض سوى لتمزق في كتف زيها، فقد كان ذلك أكثر من كافٍ لتأهيلها كمنتصرة. لقد خسرت نينا تماماً.
تنهدت نينا وجلست على الأرض، تمد ظهرها. لقد خسرت هذا النزال من كل النواحي. كانت الحركة الأولى لها، ومع ذلك هُزمت. *لقد خسرت، بشكل كامل وتام. انتهى الأمر.* استقر ثقل ضاغط وخانق على صدرها.
“هل تشعرين بالغيظ، نينا؟” سأل إله السيف.
“نعم.”
انهمرت دموع كبيرة على خديها.
“ما زال أمامك مجال للنمو. تشجعي.”
“نعم، يا أبي.”
في ذلك اليوم، ولأول مرة منذ زمن طويل جداً، نادته بأبيها بدلاً من سيدها.
“…”
انتظر إله السيف بهدوء حتى تجف دموعها. عادت إيريس إلى عبوسها، عاقدة ذراعيها على صدرها وهي تقف في مكان قريب.
بعد أن انتهت نينا من الشهيق، التفت غال إلى إيريس وقال: “سأمنحك لقب ملكة السيف، لكن لم يعد لدي ما أعلمك إياه. أنتِ سيد في المجال.” والسيد، كما يوحي الاسم، هو من حقق الإتقان الكامل في الأسلوب. تبادل نينا وغينو النظرات. فحتى إمبراطورا السيف وحتى غيسلين ملكة السيف لم يحصلوا قط على لقب سيد. هكذا كان هذا التقدير حصرياً.
“يمكنني أيضاً منحك لقب إمبراطورة السيف في هذه الأثناء… لكن في تلك الحالة، سيتعين عليك مواجهة غيسلين. وإذا أردتِ المضي أبعد من ذلك وتسمية نفسك إلهة السيف، فسيتعين عليك قتلي.” وضع يده على مقبض سيفه كما لو كان يتحداها للإجابة.
هزت إيريس رأسها. “لقب إله السيف لا يهمني.”
“توقعت أن تقولي ذلك. حسناً إذن، ماذا ستفعلين الآن؟”
“أولاً، سأعود إلى عائلتي.”
وبينما حدق إله السيف في عينيها، ذُهل من مدى لمعانهما. لطالما حملت إيريس إحساساً بالحنين معها. إذا واصلت سعيها لتصبح أقوى ولم تفقد بصرها عن هدفها الأصلي، فربما يمكنها بالفعل إسقاط أورستد الذي لا يُقهر. كان هذا هو الإمكان الذي استشعره غال فيها.
“تعالي، إيريس. كدليل على أنك ملكة السيف، سأمنحك واحداً من سيوفي السبعة.”
“…حسناً.”
في ذلك اليوم، انتهت سنوات التدريب الطويلة لإيريس غريرات.
***
عندما غادرت إيريس وإله السيف، انتهى رسمياً حفل تحديد ملك السيف الجديد. لم يبق في الغرفة سوى نينا جينو.
لفترة من الوقت، جلسا في صمت. كان كلاهما مغموراً بالإحباط والحسد، لكن لم يُظهر أي منهما ذلك على وجهه، ولم يتحدثا عنه.
في صمت، نهضا معاً ومشيا كتفاً إلى كتف نحو طرف قاعة السراب حيث كانت تُحفظ السيوف الخشبية. مد كل منهما يده ليتناول سلاحاً.
وبعد ذلك بوقت قصير، كان يمكن سماع صوت التحام نصليهما يتردد صداه في الغرفة. كانت سيمفونية مألوفة تدوي في معبد السيف يومياً، ومع استمرار تدريبهما، استمرت تلك النغمة الإيقاعية أيضاً.
-+-
ترجمة نيرو
نهاية الفصول المدعومة

اجتمع ثلاثةٌ من قديسي السيف في قاعة الزوال بحرم السيف، كلٌ منهم جاثٍ على ركبة واحدة. كانوا نينا فاليون، وجينو بريتز، وإيريس جريرات. وقف أمامهم إله السيف، جال فاليون. وقف مسترخياً وهو يحدق في تلاميذه، الذين وضعوا جميعاً أيديهم على سيوفهم في خصورهم. قال ببطء: “لقد تجاوزت مهارتكم في السيف مستوى قديس السيف.” ارتجف كتفا جينو. “لقد حان الوقت تقريباً للاعتراف بأول ملك للسيف منذ غيسلين.” اتسعت عينا جينو. قبض قبضته مرتعشاً. اجتاحه شعور لا يوصف. أراد أن يقفز ويصرخ، لكنه كبت هذا الدافع. لم يستطع بعد تحديد ماهية هذا الشعور. كل ما يعرفه أنه لم يكن شعوراً سيئاً. غير أن إله السيف لم ينتهِ بعد. “قبل أن نفعل ذلك، لدي سؤال.” انتظر الجميع بصمت. “ما الذي تعتقدون أنه يفصل بين قديس السيف، وملك السيف، وإمبراطور السيف في رأيكم؟” “القوة؟” نطقت نينا بتسرع. كان واضحاً من تعابير وجوههم المجتمعة أنهم لم يستطيعوا تخيل أي إجابة أخرى. لكن في الوقت نفسه، كانوا يعلمون أيضاً أن الأمر ليس بهذه البساطة – أراد إله السيف أن يعرف ما يأتي *بعد* تلك القوة. ما الذي يفصل بينهم *أيضاً*؟ “نينا. ماذا أخبرك معلمك أن تفعلي قبل اكتساب سيف النور؟” لم يكن معلم نينا هو جال فاليون. كان الشخص الذي درّبها هو والد جينو، تيموثي بريتز. تأملت في تعاليم الرجل وأجابت: “قال لي: ‘بما أنك تستخدمين يدك اليمنى، دربي يدك اليسرى.’ أخبرني أنني لن أستطيع إطلاق سيف النور حتى أتمكن من استخدام السيف بيدي اليسرى بشكل مثالي.” “هذا صحيح. يدك غير المهيمنة مهمة لاستخدام سيف النور. هل تفهمين لماذا؟” “إذا شددتِ يدك المهيمنة، سيتسبب ذلك في انحراف النصل إلى الجانب.” “نعم. تحتاجين إلى استثمار كل هالة المعركة في الهجوم والقطع في خط مستقيم. إنه أمر بسيط، لكنه السر الداخلي لتقنية سيف النور.” فن السيف يتعلق كله بقطع الهدف المتحرك. إذا اندفعت مباشرة واستخدمت هجوماً أمامياً، يمكن لأي شخص تفاديه بسهولة. لهذا السبب يهاجم مستخدمو السيوف من الأسفل أو الجانب أو بشكل مائل – مستخدمين حركات غير متوقعة لإيقاع عدوهم على حين غرة. لكن إله السيف الأول كان مختلفاً. لم يكن بحاجة إلى تلك الحيل. بدلاً من ذلك، كان يقطع كل شيء بالتحرك أسرع مما يمكن لخصمه أن يتفاعل معه. “هذا السر متجذر في تاريخ أسلوب إله السيف.” ضرب جال أظافره على مقبض سيفه. “عمل كل جيل من آلهة السيف على فك ألغاز التقنيات الغامضة التي طورها إله السيف الأول ببطء. هذا ما قادنا إلى الشكل الحالي لأسلوب إله السيف. بمجرد أن تفهم الأسرار الداخلية لسيف النور، والمبدأ وراءه، وكيفية التدرب على استخدامه، يصبح الأمر بسيطاً جداً. يمكن لأي شخص لديه موهبة قليلة أن يتعلم استخدامه بسهولة. هذا ما أدى إلى عصر اعتبار أسلوب إله السيف الأقوى. يمكننا رفع رؤوسنا بفخر بفضل إله السيف الأول وأسلافه الذين فكوا أسرار تقنياته.” مرة أخرى، قرعت أصابعه على مقبض سيفه. “سيف النور هو أفضل تقنية في أسلوب إله السيف. ممارسو الأساليب الأخرى يسمونه تقنيتنا السرية. ومع ذلك، هناك من يفهم جوهره بشكل أفضل من الآخرين. قديسو السيف، ملوك السيف، أباطرة السيف، وإله السيف… غريب حقاً. نحن جميعاً نفعل نفس الشيء، لكن بعضنا أقوى وبعضنا أضعف.” حول جال نظره إلى جينو. “ما الذي تعتقد أنه يصنع الفرق، يا جينو؟ أجبني.” رفع جينو ذقنه، ووجهه يعبر عن توتر. لم يكن لديه أدنى فكرة عن الإجابة، لكنه شعر بضغط للإجابة بسرعة. “ال-القدرة على التفكير المنطقي، والتحرك بمهارة… آه، قوة الجسد… أو ر-ربما جودة السلاح…؟” “جودة السلاح؟! كم سنة قضيت في التدريب يا فتى؟ هل أنت متأكد أنك لا تحتاج إلى العودة والبدء من الأساسيات؟!” نبح جال عليه. “ع-عذراً!” شحب وجه جينو وهو يخفض نظره. ما أراد جينو قوله حقاً كان ‘الموهبة’، لكنه كان يعلم جيداً أن تلك لم تكن الإجابة التي يرغب فيها إله السيف. لم يكن من الممكن الإجابة على سؤال بهذا التعقيد بكلمة واحدة. بعد كل شيء، كانوا يناقشون تعقيدات الموهبة الآن. إذا قال جينو شيئاً بهذا الغباء، فقد يطرده جال تماماً. “لا تعرف لأنك ما زلت مجرد طفل، هه؟ لا يهم. الأقوياء أقوياء، سواء فهموا ذلك أم لا. حسناً، نينا، أنتِ أجيبي.” فكرت نينا في إجابتها بعناية. على الأرجح، كان يسأل عما يميزهم عن أولئك الذين يفوقونهم رتبة. لا بد أن يكون شيئاً يملكه ملوك السيف وأمثالهم مما لا تملكه نينا وزملاؤها قديسو السيف. وإذ فكرت في الأمر، فإن الأشخاص في تلك المناصب – إله السيف، إمبراطور السيف، وما إلى ذلك – كان لديهم جميعاً شركاء حياة. أرادت هي أيضاً ذلك. صديق أو زوج… ألقت نينا نظرة على جينو. كان لا يزال يثبت نظره في الأرض، وعلى وجهه نظرة منزعجة. كان أصغر منها سناً، لكنها في الآونة الأخيرة أصبحت مهتمة به كثيراً… فجأة، خطرت لها كلمة كانت تسمع إله السيف يستخدمها كثيراً. “هل هي الرغبة؟” “هه، حسناً، أنتِ بالتأكيد نضجتِ كثيراً مؤخراً، وأصبحتِ تتصرفين بشكل أكثر أنوثة. هذا بالضبط ما أتوقعه من ابنتي.” ضحك، مخترقاً أفكارها بوضوح. لم تتفاعل نينا. كانت قد تدربت للتأكد من أن هذا النوع من الأشياء لن يؤثر فيها. “الرغبة… حسناً، أنتِ لستِ مخطئة هناك. لكن إلى متى يمكن لرغبتك أن تصمد؟” “ماذا تعني بذلك؟” “على سبيل المثال، إذا قلت لكِ أنه عليكِ الاختيار بين الزواج من جينو وأن تصبحي ملكة السيف، أيهما ستختارين؟” عند ذكر الزواج، تبادل جينو ونينا النظرات. توردت وجنتاها قليلاً. “…سأختار أن أصبح ملكة السيف.” بمعنى آخر، ستتخلى عن فرصة الزواج من جينو. هذا أظهر حدود رغباتها. أدركت متأخرة أن إجابتها كانت خاطئة. “ساذجة كالعادة.” ضحك بسخرية بينما خفضت نظرها. ثم حول جال انتباهه إلى آخر عضو في مجموعتهم. “ماذا عنكِ، يا إيريس؟” “التصميم.” “التصميم، هه؟ لا، هذا خطأ أيضاً.” ضحك ورفض إجابتها. لكن إيريس حدقت به فقط وقالت : “لا، ليس خطأً. التصميم هو الإجابة الصحيحة.” في أعماق عقلها، رأت أورستد يطعن روديوس في صدره. تذكرت كيف نحبت على عجزها بينما تهاوى إلى الأرض. لقد أصبحت أقوى منذ ذلك الحين. قوتها وسرعتها كانتا على مستوى مختلف تماماً. لكن ذلك لم يكن كافياً لهزيمة أورستد. بعد سنوات من التدريب، لمحت إيريس حدود قدراتها. مهما تدربت، لن تصل أبداً إلى مستوى أورستد. لم يكن هذا مبالغة. كانت تعلم أنها لن تتمكن أبداً من هزيمته بمفردها. لكن القصة ستكون مختلفة إذا كانت مع روديوس. معاً، قد يتمكنان من تحقيق ذلك. بسحره ومهاراتها في السيف، يمكنهما الفوز. *حتى لو كان عليَّ التضحية بنفسي لتثبيت أورستد، سيوجه روديوس الضربة القاضية.* إذا فاز روديوس، فسيكون ذلك أيضاً فوزاً لإيريس. ستموت، بالطبع، لكن روديوس سيستمر في العيش. ذلك يعني أنها ستخسر فرصة مشاركة المستقبل معه، لكنها لم تكترث لذلك. فالتفكير في المستقبل لن يؤدي إلا إلى فقدان شجاعتها، وفقدان شجاعتها سيجعل سيفها كليلاً. والسيف الكليل يعني موتهما معاً. وإن كان لا بد لأحد أن يفقد حياته، فليكن هي. كانت إيريس مصممة على السعي وراء تلك النتيجة – أو ربما يمكن القول إنها استسلمت لها. “إذن لا يهمك إن لم تصبحي ملكة السيف؟” سأل غال. “هذا لا يهمني حقاً.” “ظننت أنك تريدين أن تصبحي أقوى.” “نعم، أريد ذلك. لكن اللقب لا يغير من قوة الشخص، أليس كذلك؟” تمتم إله السيف بارتياح : “حسناً. إيريس ونينا، من تستطيع منكما هزيمة الأخرى ستلقب ملكة سيف.” تهدلت كتفا غينو في استسلام. واجهت نينا وإيريس بعضهما البعض. “…” كانت كل منهما تحمل سيفاً خشبياً. ورغم أنه لا يبدو سلاحاً فتاكاً، إلا أنه في أيدي قديستي السيف، يمكن استخدامه بسهولة لإنهاء حياة الآخر. “هذا يذكرني بأول مرة جئت فيها إلى هنا.” “بالفعل.” مرت عدة سنوات منذ أن أحضرت غيسلين إيريس إلى حرم السيف. كانت إيريس مثل حيوان بري، وبسببها ذاقت نينا طعم الإذلال. فقد تبللت ثيابها أمام غينو وقديسي السيف الآخرين. مجرد تذكر الحادثة كافياً لجعل نينا تريد أن تغطي وجهها وتتلوى من الألم. مع ذلك، لم تكن تحمل أي كراهية لإيريس. فبفضل إيريس، أصبحت أقوى. تخلت عن كبريائها وانغمست تماماً في تدريبها. كان إذلالها هو ما حفزها. أعلنت نينا بثقة : “اليوم سأكون المنتصرة.” تصاعدت العطش للدماء من إيريس كالأمواج، لكن نينا لم تتراجع. كانت مثل راهب مستنير في التدريب بطريقتها التي حدقت بها في إيريس بتعبير هادئ ومتماسك. “همم.” في اللحظة التالية، اختفت كل العدائية من إيريس. كان تعبيرها النقيض التام لتعبير نينا؛ كانت تبتسم بجنون، مثل مفترس يحدق في فريسته. كانت ابتسامتها المزعجة التي امتدت من أذن إلى أذن كافية لجعل أي شخص يرتجف. أشعل هذا الخوف الغريزي داخل نينا. مرات عديدة تبادلتا الضربات تحت تدريب ملكة الماء إيزولد، وخسرت نينا. بالطبع، كانت هناك أوقات فازت فيها أيضاً. لكن ذكريات الهزيمة كانت الأكثر بروزاً في ذهنها. خاصة لأنه في كل مرة خسرت فيها نينا، كانت تلك الابتسامة على وجه إيريس. “…” لم تتحرك إيريس. ظلت ساكنة كالموت، وتلك الابتسامة الوحشية على وجهها. كان هذا نادراً بالنسبة لها، بالنظر إلى أنها كانت دائماً أول من يتحرك. كانت نينا تنتظر ان ترد على هجماتها. فكرت نينا. لقد واجهت ردود الفعل مرات عديدة عندما قاتلت إيزولد. لم تستطع إيريس استخدام تقنيات أسلوب إله الماء، لكن أسلوب إله الشمال كان يمتلك أيضاً ردود فعل. كان هذا على الأرجح ما تهدف إيريس إليه. “…” خيم الصمت في الهواء. أمسكت إيريس سلاحها على مستوى الكتف، بينما أمسكت نينا سلاحها فوق رأسها. وقفتا ساكنتين تماماً، على خطوة واحدة فقط من بعضهما البعض. كان وجه نينا خالياً من التعبير، بينما ارتسمت ابتسامة كبيرة على وجه إيريس. بدت الاثنتان مثل تمثالين مخيفين، في الطريقة التي حدقتا بها في بعضهما البعض دون أن ترمشا. كان هذا السكون غير معتاد لتلاميذ أسلوب إله السيف، الذي يعلم أن أول من يتحرك سيكون المنتصر. لم تجرؤ أي منهما على الحركة. كان غال فاليون هو من تنهد أخيراً. “إلى متى ستظلان واقفتين هناك تحدقان في بعضكما البعض؟” كانت تلك الكلمات هي المحفز. كانت نينا أول من تحرك. خطت خطوة واثقة إلى الأمام. بحركة قدم قامت بها نحو عشرة آلاف مرة خلال تدريبها. كانت طريقة تحريك ساقيها منطقية – مثالية حتى – وتدفقت الطاقة عبر جذعها. مزجت نينا هذه الطاقة مع هالة المعركة الخاصة بها، مرسلة إياها عبر ذراعها وإلى نصلها – سيف النور. اندفعت هذه المهارة، التي تُعرف بأنها الأسرع من بين الجميع، نحو إيريس. كانت تقنية نينا لا تشوبها شائبة. أي شخص يراها سيندهش، يصيبه الذهول من كمالها. لكن… “غراااه!” اصطدمت قوة ثقيلة بمعدة نينا، مقذوفة إياها للخلف. اصطدم جسدها بالجدار قبل أن يتهاوى على الأرض. تمزق زيها الموحد، تاركاً معدتها المفتولة مرئية. انتشرت كدمة حمراء كبيرة ببطء عبر بشرتها. انطلق إحساس حارق عبر جسدها. “كفى!” أعلن إله السيف. حدقت نينا بذهول في إيريس. تساقط العرق من جبينها. انشق زيها قليلاً عند الكتف، لكنها كانت سليمة فيما عدا ذلك. اختفت تلك الابتسامة أيضاً من وجهها. وقفت هناك بفخر كمنتصرة. “…كه.” فهمت نينا ما حدث. خطت إيريس إلى الأمام في نفس الوقت الذي تحركت فيه نينا. وبينما أرجحت نينا سيفها للأسفل من فوق، خفضت إيريس جسدها وأطلقت سيف النور الخاص بها من الجانب. ما لم تفهمه نينا كان السبب. كان من المفترض أن تصل تقنيتها أولاً. لقد قامت بالحركة الأولى، وكان سيفها أسرع قليلاً من سيف إيريس. علاوة على ذلك، لقد ضربت من الأعلى، وهو وضع الهجوم الأسرع. حتى مع احتساب بعض الحسابات الخاطئة البسيطة، كان من المفترض أن تصل ضربتها قبل ضربة إيريس. لكن معركتهما لم تنته حتى بالتعادل. لماذا كانت متهاوية على الجدار بينما ظلت إيريس واقفة؟ “لا تحتاجين إلى قوة ساحقة لهزيمة شخص ما،” قالت إيريس بهدوء. لم تفهم نينا. استخدمت إيريس تقنية من أسلوب إله الشمال. في العادة، كان سيف النور مبالغاً فيه على معظم الخصوم. حولت إيريس قوته إلى سرعة بدلاً من ذلك. جعلته قاتلاً بما يكفي فقط لإسقاط خصمها، مما جعل تنفيذه أسرع بكثير. لم يكن الأمر مجرد قوة خام بل توزيع لهالة المعركة الخاصة بها. كانت هذه تقنية تعلمتها من تدريبها مع إمبراطور الشمال. كانت السرعة الإضافية التي منحتها إياها ضئيلة في الواقع، مقارنة بمقدار قوة الهجوم التي ضحت بها لتحقيقها. ومع ذلك كان هذا الفارق، الذي لا يزيد عن عرض شعرة، هو ما تطلبه الأمر لتحقيق النصر. “رائع، إيريس. أمنحك لقب ملكة السيف.” نهضت نينا ببطء عن الأرض. تشوه وجهها مع نبض معدتها بألم خافت. *لقد تفوقت علي تماماً.* لأنهما كانتا تستخدمان سيوفاً خشبية، فقد تم قذفها للخلف وكُدمت فقط. لو كانت إيريس قد استخدمت سيفاً حقيقياً، لكان قد اخترق قلب نينا مباشرةً. هجوم ضعيف نسبياً، بالنظر إلى أن القوة العادية لسيف النور يمكن أن تشطر جسد الشخص إلى نصفين، لكنه كان كافياً للقتل. وبما أن إيريس لم تتعرض سوى لتمزق في كتف زيها، فقد كان ذلك أكثر من كافٍ لتأهيلها كمنتصرة. لقد خسرت نينا تماماً. تنهدت نينا وجلست على الأرض، تمد ظهرها. لقد خسرت هذا النزال من كل النواحي. كانت الحركة الأولى لها، ومع ذلك هُزمت. *لقد خسرت، بشكل كامل وتام. انتهى الأمر.* استقر ثقل ضاغط وخانق على صدرها. “هل تشعرين بالغيظ، نينا؟” سأل إله السيف. “نعم.” انهمرت دموع كبيرة على خديها. “ما زال أمامك مجال للنمو. تشجعي.” “نعم، يا أبي.” في ذلك اليوم، ولأول مرة منذ زمن طويل جداً، نادته بأبيها بدلاً من سيدها. “…” انتظر إله السيف بهدوء حتى تجف دموعها. عادت إيريس إلى عبوسها، عاقدة ذراعيها على صدرها وهي تقف في مكان قريب. بعد أن انتهت نينا من الشهيق، التفت غال إلى إيريس وقال: “سأمنحك لقب ملكة السيف، لكن لم يعد لدي ما أعلمك إياه. أنتِ سيد في المجال.” والسيد، كما يوحي الاسم، هو من حقق الإتقان الكامل في الأسلوب. تبادل نينا وغينو النظرات. فحتى إمبراطورا السيف وحتى غيسلين ملكة السيف لم يحصلوا قط على لقب سيد. هكذا كان هذا التقدير حصرياً. “يمكنني أيضاً منحك لقب إمبراطورة السيف في هذه الأثناء… لكن في تلك الحالة، سيتعين عليك مواجهة غيسلين. وإذا أردتِ المضي أبعد من ذلك وتسمية نفسك إلهة السيف، فسيتعين عليك قتلي.” وضع يده على مقبض سيفه كما لو كان يتحداها للإجابة. هزت إيريس رأسها. “لقب إله السيف لا يهمني.” “توقعت أن تقولي ذلك. حسناً إذن، ماذا ستفعلين الآن؟” “أولاً، سأعود إلى عائلتي.” وبينما حدق إله السيف في عينيها، ذُهل من مدى لمعانهما. لطالما حملت إيريس إحساساً بالحنين معها. إذا واصلت سعيها لتصبح أقوى ولم تفقد بصرها عن هدفها الأصلي، فربما يمكنها بالفعل إسقاط أورستد الذي لا يُقهر. كان هذا هو الإمكان الذي استشعره غال فيها. “تعالي، إيريس. كدليل على أنك ملكة السيف، سأمنحك واحداً من سيوفي السبعة.” “…حسناً.” في ذلك اليوم، انتهت سنوات التدريب الطويلة لإيريس غريرات. *** عندما غادرت إيريس وإله السيف، انتهى رسمياً حفل تحديد ملك السيف الجديد. لم يبق في الغرفة سوى نينا جينو. لفترة من الوقت، جلسا في صمت. كان كلاهما مغموراً بالإحباط والحسد، لكن لم يُظهر أي منهما ذلك على وجهه، ولم يتحدثا عنه. في صمت، نهضا معاً ومشيا كتفاً إلى كتف نحو طرف قاعة السراب حيث كانت تُحفظ السيوف الخشبية. مد كل منهما يده ليتناول سلاحاً. وبعد ذلك بوقت قصير، كان يمكن سماع صوت التحام نصليهما يتردد صداه في الغرفة. كانت سيمفونية مألوفة تدوي في معبد السيف يومياً، ومع استمرار تدريبهما، استمرت تلك النغمة الإيقاعية أيضاً. -+- ترجمة نيرو نهاية الفصول المدعومة

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط